وطنية - 28/8/2007
اكد رئيس مجلس أمناء رئيس مجلس إدارة المنظمة العربية لمكافحة الفساد سليم الحص في بيان اليوم انه لفت المنظمة انتشار الفساد في لبنان على مستوى بات يشكل ما يسمى ثقافة الفساد، بمعنى ان المرتكب او المخالف لا يحاسب على ارتكاب او خطأ، بل هو يكافأ على تجميع ثروة ولو في شكل غير مشروع، لافتا الى ان المجتمع عموما لا يحاسب ولا يدين خروجا على القيم الاخلاقية والاجتماعية بل يكافئ على ما يجنيه الجاني بالتقدير الاجتماعي في حال اقترنت التجاوزات بإثراء ولو غير مشروع. أضاف: ثم ان معظم ساسة لبنان لا يتورعون عن اللجوء الى كل الاحابيل تعزيزا لخطهم السياسي، ولا يهم ما يتلازم وتلك الاحابيل من كذب وتدجيل وخداع ونميمة. والكذب هو أسوأ مصادر الفساد في اي مجتمع".

تابع الحص ان الخلاف الذي انفجر بين دولتين شقيقتين، سوريا والمملكة العربية السعودية، انما هو انعكاس لفساد في العلاقة بينهما، وذلك الفساد لا يدع متسعا للصدق في التعامل والمصارحة والتصافي الاخوي، وكثيرا ما يكون المتحكم في علاقة بلدين عربيين تبعثر الولاء بينهما بحيث تدين احداهم لقوة اجنبية وتدين الاخرى لقوى اجنبية اخرى فيتظاهر كلا البلدين بالإعراب عن ارادة حرة، وكلاهما بالفعل يرضخ لإرادة اجنبية. واعتبر انه من مظاهر الفساد في بلادنا ان الموضوعية أضحت مفتقدة وفي كل دولة تتحكم وجهات النظر بالمواقف، فأضحى الخبر وجهة نظر، فهو يصور على ما يناسب وسيلة الاعلام، والرقم وجهة نظر، فلا اتفاق على حجم الدين العام في لبنان مثلا، والدستور وجهة نظر كل يفسره على هواه، وأخيرا اكتشفنا ان حصيلة الحرب هي وجهة نظر، فالحرب إياها يعتبرها البعض انتصارا على عدو الأمة ويعتبرها الآخر هزيمة مع ان العدو نفسه يعترف بهزيمته.