المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


أخبار

عـون: الخائـن هـو مـن يعتبـر التوافـق خيانـة.. نريـد رجـلاً يقـف علـى رجليـه لا «خيـال صحـراء»

 صحيفة السفير اللبنانية - 31/8/2007

عون امام الوفد الشعبي الكسرواني رأى رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون «ان الخونة هم أصحاب الخطاب الذي يقول إن كل من يحاول التوافق خائن»، واعتبر ان كل من يهددون بأنهم سيغتالون الآخرين معنويًا وسياسيًا فالرصاصة المعنوية والسياسية الأولى يجب أن تكون في رؤوسهم. ولا يمكن لشعب أن يتبع أشخاصًا مفلسين تاريخيًا وانسانيًا وضميريًا، وفاسدين سرقوا أموال الشعب.
وقال العماد عون أمام وفد شعبي من قرى كسروان ـ الفتوح استقبله بعد ظهر امس في الرابية: أنتم تهمشّتم عند إعادة تكوين السلطة، أنتم الصوت المسيحي الذي أعطي لنا بكثافة، وقد تهمّش لأن الخطة الكبرى، الدولية والإقليمية، تقضي بتهميشنا السياسي وتهميشنا الاقتصادي لتهجيرنا من هذا البلد وتوطين الفلسطنيين مكاننا. لذلك نجد هذا الإفراط بدعم حكومة السنيورة من قبل بعض السياسة الدولية من دون سبب، بينما الحكومة فاشلة. لقد استمعنا مدة سنة ونصف السنة الى البيان الوزاري لهذه الحكومة في جلستها الأولى أي جلسة إعطاء الثقة، وحتى اليوم لم تنفذ كلمة من كل ما قيل خلال السنة والنصف، ولم يحترم أي وعد قطع.
وبعد ان عدّد عون بعض الوعود التي لم تف بها الحكومة قال: هم جماعة تريد الاستئثار بالسلطة، جماعة مفرطة بالفساد، لا يتجرؤون على مشاركة أحد لهم في السلطة ولو جزئيًا، لأنهم فاسدون من جذورهم حتى رؤوسهم. الآن يتكلمون عن النصف زائدا واحدا أو الثلثين... كأنها لعبة رقص و«طق حنك». أعلى مستوى سياسي في البلد «أوطى من بطن السقّاية». نماذج الكلام الذي يقولونه تدل كم أنهم يستخفون برأي الناس. التقليد الدستوري والنص منذ أن تأسست الجمهورية اللبنانية يقول إن رئيس الجمهورية ينتخب بنصاب ثلثي المجلس، الآن سيصبح بالنصف زائدا واحدا شئتم أم أبيتم أو بمن حضر كأنها ليست انتخابات لرئيس للجمهورية سيحكم بلدًا ويريد جمعه والتنسيق بين مختلف الفئات اللبنانية.
اضاف: تطلع علينا نغمة أجنبية تقول، نعم نريد رئيسًا للجمهورية من ضمن سياستنا يقوم بما نريده، ويحذف حزب الله، يعني أنه سيشطر ثلث الشعب اللبناني وعلينا القبول، وإلا فنكون عندها نختار ايران بدلاً من أميركا... كلا، نحن لا نختار ايران بدلاً من أميركا ولا سوريا بدلاً من أميركا، إنما نختار السلام بدلا من الحرب الأهلية، السلام هو الذي نريده. لا قيام لوطن من دون وحدة وطنية بين جميع مكوناته. ماذا تنفعني أميركا وأوروبا والعالم إذا هم باركوني ونحن قتلنا بعضنا البعض في لبنان؟ لقد عشنا هذه المأساة في السبعينيات والثمانينيات، منذ أربعين سنة ونحن نعيشها، وما زالوا «يحركشون» بنا.
وسأل: لماذا يتدخلون بسيادتنا وحريتنا واستقلالنا؟ لماذا يدعمون حكومة ضد معارضة؟ لماذا يتدخلون في لبنان؟ كي يقولوا إنهم يأتون لمساعدتنا؟ لقد أتوا باسم الديموقراطية فأحرقوها. ماذا فعلوا؟ وضعوا لنا قانون الانتخاب السوري وصارت الانتخابات على أساسه، ثم ألغوا المجلس الدستوري لأنه كان من الممكن أن يصحح الوضع الخطأ الذي نشأ عن الانتخابات، وجاؤوا بحكومة لا تضع الموازنة...
وقال: بالأمس كانوا يقولون إن الدنيا خربت لأن الدستور عدّل، فيطلعون بنغمة تعديل الدستور مجددًا كأن أمثولة الأمس غير أمثولة اليوم. هناك ناس يقولون إنهم ربحوا في الانتخابات مؤخرا، لا أعرف كيف تحلّ هذه الأحجية: نحن من ربح النيابة وهم ربحوا الانتخابات!!! والأحسن من ذلك أن هناك اناسا رسبوا في الحساب في المدرسة ولا يعرفون الجمع فقالوا إننا نجحنا بأصوات الشيعة. بالفعل هذا شيء مضحك أن يكون هناك من يتبوّا أعلى المراكز في الدولة ويستخف بالشعب اللبناني ويستغبيه الى درجة مخاطبته بهذه اللغة. حرام.. يكفي احتقار الذكاء البشري بخطابهم. أعتقد أن من يستغبي الناس يكون هو الغبي.
اضاف:يحدثوننا عن ورقة التفاهم، والسؤال الأول الذي نسألهم اياه، هل قرأتموها؟ فيجيبون كلا. نسألهم لماذا إذاً أنتم ضدها؟ يجيبون لقد سمعنا على التلفزيون وفي البرامج السياسية أنها ليست جيدة.. يقولون إنه في لبنان لا يوجد أميوّن؛ لا، في لبنان يوجد نسبة كبيرة من الأمييّن الحقيقيين. الأمّي هو الذي لا يعرف القراءة ومن الممكن الا يفهم ما هو مكتوب، لكن الذين يقرأون ولا يفهمون هؤلاء هم الأميون الحقيقيون. وهذه الأمية موجودة في كل الطبقات التي تعتقد أنها مثقفة، في الطبقات السياسية والصحافية التي تخاطب الناس، لأنهم إذا قرأوا عن جهل ومن دون فهم فليساعدنا الله لأنهم بالفعل متخلفون عقليًا، وإذا كانت تحاليلهم عن سوء نية فليساعدنا الله أيضًا لأن النتيجة نفسها، «والحمار أخو ابن الحرام» كما يقول المثل الشعبي. الاثنان يوصلان الى النتيجة نفسها. من الآن وصاعدًا أبقوا ذهنكم حاضرًا وعيونكم مفتوحة، لديكم تجربة مع كل شخص من هؤلاء الذين يتكلمون، حاولوا أن تتذكروا كم مرة قلب سترته وغيّر موقفه. هؤلاء الذين أعلنوا الحرب على المحتلين بعد أن رحلوا، وهم على استعداد لاستقبالهم مرة ثانية غدًا. حروبهم كلامية فقط وهي ليست في موقعها، يا ليتها كانت في موقعها وفي الوقت المناسب.
وقال: في هذه المرحلة يلزمنا تضامن أكثر حتى نخنق أي محاولة فتنة، ويلزمنا الثبات والصمود وعزل كل أحد يدعو الى التقاتل. أصحاب الخطاب الذي يقول إن كل من يحاول التوافق خائن، هم الخونة. وكل من يهددون بأنهم سيغتالون الآخرين معنويًا وسياسيًا فالرصاصة المعنوية والسياسية الأولى يجب أن تكون في رؤوسهم. لا يمكن لشعب أن يتبع أشخاصًا مفلسين تاريخيًا وانسانيًا وضميريًا، وفاسدين سرقوا أموال الشعب. لا يمكن أن يتسامح الشعب اللبناني مع انسان هجّر، التهجير لا يزال منذ خمسة وعشرين عامّا، ولا يسمح له بالعودة. وإذا نظرنا كيف تصرف أموال صندوق المهجرين، نرى أنها صرفت على بيروت وطرابلس في فترات المظاهرات، كل مظاهرة يغذيها صندوق المهجرين ويصرف للناس الأموال وللمفاتيح التي تجمع المتظاهرين. لا يمكن لهؤلاء الفاسدين أن يستمروا وأن يكون لهم رأي، ليس لهم أن يقولوا نعم أو لا لرئيس الجمهورية، بل أكثر من ذلك يجب أن يكون ممنوعًا عليهم إعطاء الرأي برئيس الجمهورية. كل الذين يتكلمون عن تمييع المعركة كي يأتوا برئيس موظف، يسمع الكلمة، لا يمكنهم غلب إرادتكم، ولا أحد يمكنه ذلك في أي موقع كان. التمييع الذي صار منذ عشرات السنين حتى اليوم لا يمكن أن يستمر. لا نريد أن يمثلنا «خيال صحراء» نريد رجلاً يقف على رجليه ويقول للأسود أسود، وللأبيض أبيض.

31-آب-2007

تعليقات الزوار

استبيان