المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


أخبار العدو

اعتراف بعد 10 سنوات: الاذى والحزن والخسارة ادى إلى الانسحاب من لبنان عام 2000

المصدر: "دان مغين - موقع واللا الاخباري على الانترنت"


"في السادس عشر من حزيران/يزنيو 1982، اجتاحت قوات الجيش الإسرائيلي لبنان ضمن إطار "سلامة الجليل"، هدفها المعلن كان وضع حد لإطلاق الكاتيوشا على مستوطنات الشمال، ومنع النشاطات التخريبية التي عانت منها مستوطنات خط المواجهة. الهدف المخفي، هذا ما تبين مع الأيام، كان حل "مناسب" لمشكلة الفلسطينيين عبر تتويج أصدقائنا، الأحزاب المسيحية على دولة الأرز. طوال ثمانية عشر سنة طويلة ومتواصلة بالدماء، مكثت قوات الجيش الإسرائيلي في الجارة الشمالية. في السنوات الثلاث الاولى في عمق لبنان، وبعد ذلك، فيما سمي الحزام الأمني لمدة خمسة عشر عاما.
أتذكر جيدا عشية صيف العام 1982 الذي خرجت فيه لاستقبل والدي، عندما خرج من الجيب العسكري المفتوح أمام منزلنا وفي يده جعبة ذخائر. هو وأبناء جيله، ثعالب معارك جالوا في القارة الأفريقية خلال حرب يوم الغفران واحتلوا القدس في حرب الأيام الستة، عادوا من المعارك ولم يفهموا لماذا أرسلوا للقتال ولأي هدف. في نفس الفترة بالتأكيد، لم يعتقدوا أن أولادهم سيحملون مشعل الحرب التي استمرت بلا نهاية.
فقط في العام 2000 بعد الضغط الجماهيري الثقيل على السياسيين، أمر رئيس الحكومة حينها ووزير الدفاع اليوم، إيهود باراك، بسحب الجنود من الحزام الأمني. اقفل الجنود الباب ورائهم من دون نية للعودة إلى مناطق السلوقي والزهراني، إلى مواقع الريحان، قلعة الشقيف، مرجعيون. الكثير منا نسي، أو للدقة أكثر، يمتنعون عن تذكر، سنوات "الوحل اللبناني". والآن، بعد مرور عقد على الانسحاب، أسباب التواجد في الأرض الجبلية، في جنوب لبنان، تبدو اغرب من أي وقت مضى.
سواء أكان المؤيدون للانسحاب، أو المعارضون له أو للشكل الذي جرى فيه، متفقين على انه خلال العقد الأخير عاد الأمن إلى الجليل. أي تحقيق هدف العملية العسكرية الواسعة. هذا ما هو معلن، لقد تحقق في نهاية الأمر بعد أن تركنا لبنان. الانسحاب من لبنان اعتبر في تلك الأيام كخطوة كبيرة، حدث تاريخي، هذا ما تم الشعور به تماما في كل مكان، وشراب النبيذ فتح بمناسبة هذا الحدث الكبير.
لكن الجيل الذي خدم في الجيش الإسرائيلي في التسعينات من القرن الماضي، يتذكر جيدا الأحداث في تلك السنوات: نزيف الدماء المتواصل، ادخل على اللغة كلمات لم تخرج منها: جريح، خط احمر، أسماء المواقع، وحدة الارتباط في جنوب لبنان وجيش لبنان الجنوبي، كلها كانت كلمات عادية في اللغة الإسرائيلية حينها. وعجبا انه على الرغم من تحذيرات التهديد لقادة الجيش والمؤسسة الأمنية، الدبابة الأخيرة غادرت هذه الدولة، ولم تقع السماء على الأرض.
مع استكمال الانسحاب، تنقلب ساعة الرمل التي كانت حتى ذلك الوقت تقوم بتعداد الجثث ومن استلقى على جانبه. تقريبا في كل أسبوع، خلال التواجد في لبنان، عانى الجمهور الإسرائيلي بصمت نسبي، من عدد القتلى الذين سقطوا في القتال مقابل حزب الله. وهنا عدد من الكوارث، وعلى رأسها حادثة الطائرتين، كارثة الشييطت في الأنصارية، وتصفية قائد وحدة الارتباط في لبنان إيرز غرشتاين، الامر الذي سبب بايجاد مجموعة ضغط حاسمة لتحريك عملية الانسحاب. لا سياسات ولا استراتيجيات، ولا حتى حملة انتخابية ما أدى إلى الانسحاب، بل الأسى، الحزن والخسارة".

21-أيار-2010
استبيان