المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


أخبار العدو

الكيان الغاصب يحدق بما هو أبعد من السفينة..


كتب المحرر العبري
منذ الاعتداء الإسرائيلي على سفينة مرمرة التركية، ضمن قافلة أسطول الحرية، ومقتل وجرح العشرات من المدنيين، يحرص المسؤولون الإسرائيليون على عدم إطلاق مواقف استفزازية وحادة في مواجهة تركيا ومسؤوليها حتى لا يزودوا الأخيرة بالمادة التي تدفعها، أو تسمح لها بالمضي قدما في "المواجهة". وفي هذا الإطار من الصعب ان نجد تصريحا لمسؤول إسرائيلي من شأنه ان يذكي او يدفع بالتوجه التركي نحو مزيد من المواجهة الكلامية.. بل ان وزير الخارجية الاسرائيلي، افيغدور ليبرمان، المعروف بمواقفه المتطرفة فضّل في معرض الرد على المواقف التركية الاخيرة ان يتحدث عن تحولات في المجتمع التركي، اي كان تصريحه نوعا من التحليل السياسي، بلا مواقف حادة اعتادت الاذن على سماعها منه في ازمات كهذه يواجهها كيان العدو.
في المقابل، وتجنبا للمبالغة يلاحظ ايضا ان انقرة ما زالت مواقفها التصعيدية ضمن سقف سياسي محدد، فهي مثلا لم تبادر إلى قطع العلاقات الدبلوماسية مع "إسرائيل"، ولا إلى الغاء التعاون الأمني او العسكري معها... من هنا فإن التعبير الادق الذي قد يكون يعكس الواقع اكثر من غيره هو ما صدر على لسان رئيسة حزب "كاديما"، تسيبي ليفني، التي اشارت الى ان تركيا "تجلس على الجدار، وعليها الاختيار إلى أي معسكر تنتمي"، معربة عن املها وقناعتها بامكانية تحسين العلاقات التركية الإسرائيلية برغم ان تركيا "تعزز العلاقات مع ايران وحماس".
ولا يخفى ان الحرص الاسرائيلي يعود إلى المكانة الاستراتيجية التي تحتلها تركيا في الرؤية الإسرائيلية للمنطقة، كونها تمثل احدى اهم واكبر دول المنطقة.
وعليه، فإن الأداء الذي يظهره القادة الاسرائيليون، وان كان يعكس استياء من المواقف التركية الحالية، ولكنه ينطوي على قلق عميق مما قد تشير اليه هذه المواقف.
بخصوص منطلقات هذا القلق، وافاقه، اعتبر رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، ان ما يحصل هو جزء من محاولات منع "إسرائيل" من وقف تهريب الصواريخ إلى قطاع غزة، مشيرا الى انها امتداد لـ"عملية متواصلة يديرها أعداء اسرائيل، منذ عدة سنوات، من أجل انتزاع حق "اسرائيل" في الدفاع عن نفسها"، واعتبر ان هذا الامر "بدأ في العام 2001 خلال محاولة اعتقال ضباط اسرائيليين خارج الكيان المحتل، واستمر في العام 2004 من خلال محاولات مشابهة وبعد ذلك في تقرير غولدستون".
كما استبعد وزير الخارجية الإسرائيلي افيغدور ليبرمان امكانية تحسين العلاقات مع تركيا، مشيرا إلى ان التغيير الاستراتيجي" في القيادة التركية ناتج عن تحولات في المجتمع التركي، وبالتالي فإن أي مبادرات من قبل "إسرائيل" لن تترك أي اثار ايجابية.
ويلتقي هذا الموقف مع ما ادلى به رئيس جهاز الموساد مئير دغان امام لجنة الخارجية والامن في الكنيست، بأن تركيا "تسعى لتحسين علاقاتها مع سوريا وايران لتشكيل ائتلاف في مواجهة "إسرائيل" " مشيرا إلى ان رئيس الوزراء التركي "يريد استعادة الهيمنة التركية من خلال سلوك الممر الاسلامي, وهو يعتقد بان انشغاله في القضية الفلسطينية وتحقيق التقارب من حركة حماس، سيساهمان في فتح ابواب اخرى امامه في الشارع العربي".
بموازاة ذلك بدأ الحديث في الاوساط الاعلامية الإسرائيلية عن حالة تغير يمر بها الشرق الاوسط، والعديد من مناطق العالم، تتمثل بصعود قوى عظمى جديدة تسعى إلى ان تحقق قوتها السياسية والاقتصادية المتعاظمة، وانه ليس لهذه القوى مواقف عاطفية سلبية او ايجابية تجاه إسرائيل. ووضعت هذه الجهات، وبمعظمها اعلامية اسرائيلية، اتفاق التبادل النووي الثلاثي مع البرازيل وتركيا، في هذا الإطار، وانه كان يهدف إلى إحباط المبادرة الأميركية لفرض عقوبات على إيران. ودعت هذه الاوساط الاعلامية إسرائيل إلى انه في ضوء موازين القوى العالمية الحالية عليها ان تراعي ايضا "اماني" القوى العظمى الوسطى ايضا. وأن رفضها لن يغير من الواقع شيئا، لأنه حتى في واشنطن وعواصم اخرى تتم ملاءمة السياسة مع الوضع الجديد، وان على إسرائيل ان تصحو من اوهامها بأنه يمكن لها ان تبقى لفترة زمنية طويلة تتجاهل موقف معظم العالم.
ويبدو في هذا الكلام، ان الاعلام الاسرائيلي يفهم جيدا تطلعات تركيا، ويفهم جيدا ان على "اسرائيل" ان تلائم وضعها مع هذه التطلعات، كجزء من المتغيرات في المنطقة، وعدم الوقوف موقف المعاند لما يجري في هذه المنطقة.
15-حزيران-2010
استبيان