المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


أخبار العدو

في صراع الجهوزية العسكرية الغلبة لصالح حزب الله ضد إسرائيل




المصدر: "موقع تيك دبكا الاخباري "
" المواجهة الكلاميّة ـ العسكريّة التي تدور في الأيام الأخيرة بين إسرائيل وفرنسا والولايات المتحدة الأميركية، والجيش اللبناني، ستقرر ما إذا كان حزب الله سيبقي في نهاية الأمر، بشكل دائم في جنوب لبنان على 20.000 من مقاتليه ضمن 160 موقعاً، كان قد أنشأها في القرى وفي الغابات والأحراج في جنوب لبنان، مع الآلآف من الصواريخ، بما في ذلك الصواريخ المضادة للطائرات التي يملكها. وفقاً لكل الدلائل، فان الأرجحية في المعركة الأولى من الحرب الجديدة في لبنان، هي لصالح حزب الله، الذي يعتبر الأقرب من تحقيق هدفه. علما أن الجيش الإسرائيلي يعزز من قواته على طول الحدود اللبنانيّة – الإسرائيلية، أي أن ساحة الحرب القادمة في جنوب لبنان جاهزة.
السؤال هو: كيف حدث كل هذا، دون أن تمنع إسرائيل حدوثه؟
القيادات السياسيّة والعسكريّة في إسرائيل تدير هذه المعركة، كما تفعل في حربها مع حماس في قطاع غزّة، ضمن التجاهل المطلق للوجود العسكري للعدو، وكأنه يتواجد فقط على الورق وليس له وجود على الأرض، ضمن اعتقادها بان حلفاءها الدوليين في هذه المعارك، سيجلبون لها النصر.
في حين انه في المعركة التي حصلت في قطاع غزّة، تعتمد إسرائيل على حلفاء أقوياء مباشرين، لقاء هدف صغير مثل القطاع، كرئيس الولايات المتحدة الأميركية باراك أوباما، والأوروبيين، الذين أوكلوا الإدارة اليوميّة للمعركة ضدّ حماس لرئيس الحكومة البريطانية سابقاً "طوني بلير"، أمّا في الشمال فهي تعتمد على حلفاء ضعفاء مباشرين، وهم كانوا باستمرار مصدر إشكالي لإسرائيل: الأمم المتحدة وفرنسا.
يوم الجمعة في التاسع من تموز اجتمع مجلس الأمن بناء على طلب من فرنسا، واتخذ قراراً مفاده أن المجلس يستنكر الحوادث التي تورطت فيها قوّات اليونفيل والتي حدثت في التاسع والعشرين من حزيران الماضي، والثالث والرابع من تموز الحالي. هذا في أعقاب الاحتجاجات السكانية التي نظمها حزب الله ضد هذه القوات والتي تحولت إلى اعمال عنف، وفي حادثة جرت الأسبوع الماضي تمّ إنزال عناصر الاستطلاع الفرنسيين من آليّاتهم المصفحة، واخذ سلاحهم ورشقهم بالحجارة والبيض.
وقد جاءت الهجمات على القوات الفرنسية في اليونيفيل لمعاقبة فرنسا على جرأتها على دعم توسيع العقوبات على إيران في مجلس الأمن، لكن بشكل خاص لمنع القوات الفرنسيّة من الدخول إلى القرى، أو إلى المناطق التي أعلنها حزب الله " كمناطق مغلقة" أي مناطق عسكريّة.
إلاّ انه يوجد سبب ثالث يعتبر أكثر أهميّة: في حال انتصر حزب الله في هذا الصراع، فانه سيدفع نهائياً بقوات اليونيفيل إلى قطاع ضيّق لا يزيد عن عدّة مئات الأمتار على طول الحدود اللبنانيّة مع إسرائيل، وبهذا ينتج وضع ستفقد فيه قوات اليونيفيل السيطرة الجزئية جداً التي تمتلكها على جنوب لبنان، وحزب الله سيتحول إلى المسيطر الوحيد عليه بينما يستمر في الاستعداد للحرب ضد إسرائيل دون أن عرقلة أو تقييد.
رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو يكثر من القول مؤخراً حتى أثناء زيارته إلى الولايات المتحدة الأميركية ولدى عودته أيضاً إلى إسرائيل، انّه في كل مفاوضات مع العرب، وخصوصاً مع الفلسطينيين، لن نسمح بأية تسوية سياسيّة تسمح بإنشاء قاعدة عسكريّة وصواريخ إيرانية على الحدود الاسرائيليّة، الا أن هذا ما يجري تماماً في جنوب لبنان. فلبنان وحكومته يسمحان حاليّاً لحزب الله، بان ينهي بهدوء تام حشد قواته واستعداده للحرب ضدّ إسرائيل.
في العام والنصف الأخير منذ دخول رئيس الحكومة إلى مقره، لم ينشط نتنياهو ولو لمرة واحدة، باستثناء الكلام، ضد حشد قوات حزب الله التي تهدد بشكل مباشر  1,500,000 إسرائيلي يسكنون من رأس الناقورة وحتى الخضيرة. في حال كان رئيس الحكومة ووزير الدفاع إيهود باراك، يعتمدان على الأمم المتحدة واليونيفيل، أو على فرنسا، ويظنان انهما سينتصران في صراعهما مع حزب الله في جنوب لبنان، فهذا خطأ فادح. والقرار البارد الذي اتخذه مجلس الأمن يوم الجمعة بشأن لبنان، يدل على ان لا الأمم المتحدة في نيويورك ولا قصر الرئاسة في باريس سيقومان، بإجراء أية خطوة فعليّة إزاء حزب الله
13-تموز-2010
استبيان