المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


أخبار العدو

المقتطف العبري ليوم الجمعة: "من يردع من.. وحزب الله يردعنا" و "عندما يهدد الامين العام لحزب الله، يرتدع الجميع"

أخبار ومقالات مترجمة من صحافة العدو من يردع من.. ارنس لايزنكوت: لا تنس ان حزب الله يردعنا المصدر: "هآرتس – عاموس هرئيل" "في اعقاب الاحداث هذا الاسبوع في الشمال وفي الجنوب يثور السؤال من بالضبط يردع من ؟ حادثة الحدود هذا الاسبوع في الشمال، وبقدر أقل الاحداث في غلاف غزة وفي ايلات ايضا وضعت علامة استفهام على الفرضيات الاساس التي بموجبها تعمل اسرائيل منذ اربع سنوات، منذ نهاية حرب لبنان الثانية. العدد القليل نسبيا من المصابين، مثل المعلومات الاستخبارية التي تشير الى مسؤولية الجيش اللبناني عن النار في الشمال تسمح للقيادات الاسرائيلية بمواصلة الادعاء بانه لم يحصل هنا تغيير حقيقي يستوجب فحصا معمقا لسياستهم. وحتى بعد الاحداث، يبدو انه لا يزال وكأن الميل السائد في الصيف الحالي ـ استمرار الهدوء النسبي رغم التصعيد في التوتر ـ بقي على حاله. ولكن الاحداث، وعلى رأسها موت قائد كتيبة الاحتياط المقدم دوف هراري قرب مسكاف عام بنار قناص لبناني، تطرح السؤال هل القصة التي نرويها لانفسنا عن حرب لبنان ونتائجها لا تزال قائمة في آب/ أغسطس 2010. الحكمة الواردة في جهاز الامن تعتقد بان وضع الردع الاسرائيلي على الحدود لا يزال قائما. فقد زعم ان الجيش الاسرائيلي استخدم قوة شديدة جدا في جولتي القتال الاخيرتين، لبنان 2006 وغزة 2008 الى أن ذعر العرب. الجراح لا تزال طازجة وعليه فان حزب الله وحماس يتخذان جانب الحذر من جولة اخرى. وبشكل عام لا يوجد لاي طرف اليوم مصلحة في اشتعال شامل. عندما عرض قائد المنطقة الشمالية غادي ايزنكوت هذا النهج في محاضرة في جامعة تل أبيب قبل عدة اشهر توجه اليه في ختام حديثه وزير "الدفاع" الاسبق موشيه ارنز. انت محق، قال ارنز للواء، ولكنك نسيت ذكر الطرف الاخر من المعادلة. حزب الله ايضا يردعنا. المشكلة مع الحكمة الدارجة هي انها غير مقبولة بالضرورة من قبل الايرانيين ايضا او حتى من قبل الفلسطينيين في غزة. فمنذ قضية اسطول الاغاثة الى غزة في نهاية ايار/ مايو 2010، تسود روح شريرة في المنطقة. استفزازيون على انواعهم اكتشفوا الطاقة الكامنة التي في ازاحة القتال نحو قنوات جديدة، غير متوقعة. المعركة لا ينبغي لها بالضرورة ان تدور رحاها في الساحة وفي الظروف التي تقررها اسرائيل ويمكنها أن ترتدي وان تخلع اشكالها وفقا لاختيار الطرف الاخر. توجد جملة من الاسباب المحتملة التي تدفع الخصم الى اختيار المواجهة: لاجل الخروج من تشديد العقوبات على ايران، الهرب من لوائح الاتهام المقتربة في المحكمة الدولية ضد مسؤولين كبار في حزب الله (على اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري) او من العزلة التي تفرضها مصر على حماس في غزة. في صيغة مقلصة، حدث الامر هذا الاسبوع. فقد فتحت حماس جبهة جديدة حيال اسرائيل حين اطلقت الصواريخ من سيناء نحو ايلات فيما ان الجيش اللبناني نصب كمين قناصة لقوة الاحتياط التي ازالت نباتات واشجار على طول الجدار الحدودي، بالحجة (الكاذبة) وكأنها خرقت السيادة اللبنانية. في هذه اللحظة، لا تشير التطورات على نحو واضح الى تصعيد اكثر اتساعا. التقارير أول أمس عن محاولة اغتيال الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد بدت مشكوكا فيها. صحيح أن ايران تعيش حالة ضغط جراء العقوبات والتهديد الامريكي المتجدد لفحص الخيار العسكري ضدها، ولكن ظهرها بعيدا بما فيه الكفاية عن الحائط الامر الذي يسمح لها بمجال للمناورة. ولا يزال من الصعب التأكيد بان كل اللاعبين في الساحة سيتصرفون بشكل عقلاني.. في محافل داخلية في الجيش، يوجد جنرالات يطرحون التشخيص التالي: حرب لبنان كانت فشلا تكتيكيا ادى الى نجاح استراتيجي؛ حملة "رصاص مسكوب" كانت نجاحا تكتيكيا نهايته فشل استراتيجي. وهم يلمحون اساسا باثار تقرير غولدستون. فاستخدام القوة الواسعة من الجيش الاسرائيلي، في قلب سكان مدنيين، اثار انتقادا دوليا شديدا من شأنه أن يقيد ايدي الجيش في المواجهة القادمة. تآكل في الردع في قلب الامور، في الجبهتين، توجد مسألة الردع. ذاك المفهوم العسير على التعريف، والذي ليس له تاريخ نفاد المفعول. وفي هذه الاثناء يمكن الحديث عن تآكل الردع. قرار 1701 لمجلس الامن الذي قرر الوضع بعد الحرب، يتضعضع. قسم مركزي فيه، منع تهريب السلاح لحزب الله عبر الحدود السورية، لم يتحقق ابدا. وفي الحدث يوم الثلاثاء ظهر ضعف عدة عناصر اخرى للقرار. يستند القرار الى مساعدة الجيش اللبناني واليونيفيل اللذين انتشرا في الجنوب لمنع وجود حزب الله. اما الان، فليس فقط حزب الله لا يزال نشطا في قرى الجنوب بل ان قوة من الجيش اللبناني تفتح النار على اراضي اسرائيل. صورة هذا الاسبوع هي صورة وكالة الانباء الفرنسية التي نشرت في "هآرتس" اول امس: جنود لبنانيون يطلقون النار على الجيش الاسرائيلي فيما أن اليونيفيل يشاهدون ذلك عن كثب. وهذه هي الادعاءات التي رفعتها اسرائيل الى الامم المتحدة قبل الحرب، ولا سيما بعد أن اغمض رجال اليونيفيل اعينهم عندما اختطف ثلاثة جنود في هار دوف في آب 2000. كما تطرح اسئلة عن استعداد الجيش الاسرائيلي. منذ الحرب قيل للجمهور ان الجيش جاهز ومستعد على طول الحدود، مصمم على اظهار السيادة على كل ملمتر، ولكن في هذه الحالة، قائد الكتيبة وقائد السرية الذي اصيب معه اصيبا عندما كانا خارج الاستحكام المحصن. في نظرة اولى، يبدو أن انتشار القوات لم يقم على اساس الافتراض بتوقع النار، واذا كان هنا بالفعل كمين مدبر، فلماذا لم يكن للجيش معلومات استخبارية مسبقة؟ بعد الحدث قدر مسؤولون كبار في الجيش الاسرائيلي، بثقة كاملة، بان الحديث يدور عن مبادرة محلية لضباط من الجيش اللبناني وان حزب الله لم يكن مشاركا. يمكن الافتراض بانهم يستندون الى معلومات استخبارية صلبة. مع ذلك، توجد شكوك: فهل يحتمل أن يكون حزب الله مثلا، في عملية سرية جند وفعل ضابط شيعي في الجيش اللبناني والنشطاء الميدانيون من المنظمة لا يعرفون ذلك؟ وهل في الاسلام المتطرف ايضا مقبول بالضرورة ان يقوم الاخرون بالعمل نيابة عن الاخيار؟ قبل اسبوع عندما برزت من جديد قضية اغتيال الحريري، طرح في الجيش الاسرائيلي التخوف من أن "يشعل" حزب الله الحدود. من الصعب التجاهل بان توجيه الاتهام (وليس فقط المسؤولية) على الجيش اللبناني مريح بقدر ما لاسرائيل. حينها يمكن الاكتفاء برد محدود والامتناع عن التصعيد. رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو ليس متحمسا لتكرار ورقة سلفه، ايهود اولمرت. شعبة الاستخبارات العسكرية، بالتبرئة الجارفة التي تعطيها لحزب الله تتجاهل حقيقة ان نصف جنود الجيش اللبناني هم شيعه ومثلهم ايضا ثلث قياداته الكبار. في ايار 2008 اندلعت مواجهة عنيفة بين حزب الله والتيار المناهض لسوريا في لبنان. حزب الله هو الذي بدأ بالعنف، لسببين: رفض حكومة السنيورة طلبه نشر شبكة اتصالات مستقلة في ارجاء لبنان، وامنية لاحالة قائد منطقة المطار في بيروت من جانب الجيش اللبناني عن منصبه، وفيق شقير، الذي يعتبر مقربا من حزب الله. واوضح نصرالله: "شقير يبقى رئيس جهاز الامن في المطار. مصير كل ضابط آخر حاول اخذ المسؤولية بدلا منه تقرر مسبقا، وليس مهما من أي طائفة هو". حكومة لبنان استسلمت. هذا الاسبوع ما كان يمكن لـ نصرالله أن يطلب تزامنا افضل مع خطابه مساء يوم الثلاثاء. فقد اراد الحديث عن وحدة لبنان، عن سلاح "المقاومة" وعن ضرورة حزب الله في الحرب ضد اسرائيل - وها هو، في ساعات الصباح يقع الحدث الذي عزز حججه. في الساعات التالية لاطلاق النار بثت محطات التلفزيون في لبنان اناشيد وحدة الوطن و "جيش البلاد". وحتى محطة "المستقبل" بملكية عائلة الحريري تجندت للمساعي الوطنية. اما المحكمة الدولية فنسيت وفي مكانها كرست ساعات بث لبطولة جنود الجيش اللبناني. محطة حزب الله "المنار" افادت بان الجنود اللبنانيين تلقوا الاوامر بمنع كل خرق للسيادة، بمعنى العودة الى اطلاق النار في كل حالة من حالات قطع الاشجار بجوار الحدود. الصحيفة المناهضة لسوريا "النهار" نشرت كاريكاتيرا جاء فيه يد مرسوم عليها علم اسرائيل تحاول قطع شجرة ارز لبنان ويد ثانية تقطع اليد الاسرائيلية. الى الاحتفال الوطني، الذي وحد لعدة ساعات اللبنانيين انضم نصرالله، في خطاب رابع في غضون اسبوعين. وقد اوضح من هو رب البيت الحقيقي، حين وعد بالدفاع عن الجيش اللبناني امام كل هجوم آخر من جانب اسرائيل ووعد بخطاب آخر، في 9 آب/ أغسطس. وذكر هذا بعض المشاهدين العرب بالمسلسل التلفزيوني الذي يبث كل ليلة في شهر رمضان، حين تنتهي كل حلقة بمشهد غير محلول يبقي المشاهدين في حالة توتر حتى المساء التالي. وفي غداة تصريحات نصرالله جاء الرد الاسرائيلي. نتنياهو، وكأن به هو ايضا يختبىء في قبو ما، نشر تصريحا مسجلا قصيرا لقنوات التلفزيون. واقترح رئيس الوزراء على الجيش اللبناني (في الشمال) وعلى حماس (في الجنوب) عدم اختبار التصميم الاسرائيلي. "سنواصل الرد بحزم على كل هجوم"، اعلن نتنياهو، ولكن الامور بدت بقدر اكبر كتبرير للموقف اكثر منه كتهديد. اما حاليا، فاسرائيل تحبذ التجلد". ــــــــــــــــــــ يوم قتالي في الشمال... انجازات 1701 تتضعضع المصدر: "يديعوت احرونوت - ناحوم برنيع" " صباح أول أمس، بعد يوم من حادثة اطلاق النار على الحدود اللبنانية، عقد قائد المنطقة الشمالية غادي ايزنكوت جلسة لجنود كتيبة الاحتياط التي قتل قائدها باري هراري في الحادثة. وقال لهم "قبل ان تخرجوا الى الجنازة، انتم ملزمون بانهاء مهمة أمس". وخرجت الشاحنة الى ذات المكان، على درب الدوريات الترابي، حيث توجد الاشجار جنوبها، وشمالها طريق الجنوب اللبناني، وعلى جانبيها الجدار الفاصل. ورفعت آلية القفص الذي يقل الجندي في داخله. وقام الجندي بنشر فروع الشجر. في هذه النقطة توجد الاراضي الاسرائيلية في موضع غير مريح. حيث تطل عليها من فوق المنازل في قريتي كفركلا والعديسة. على طول الطريق وقفت قوة كبيرة من اليونيفيل، في مدرعات بيضاء، والى جانبها قوة من الجيش اللبناني. وخشي ضباط اليونيفيل من أن تكرر حادثة النار ليوم أمس نفسها. فطلبوا من الجيش الاسرائيلي تأجيل العملية. اما قائد المنطقة الشمالية فرفض الطلب. اذ اعتقد أن اللبنانيين سيفسرون كل تأجيل كضعف، والجيش الاسرائيلي سيفقد حريته في العمل داخل الاراضي السيادية لدولة اسرائيل. جرى تسخين دبابات الميركافا . الجنود في احدى الدبابات لاحظوا خلية من الجيش اللبناني توجه آر بي جي نحو الدبابة. وكان بوسع الدبابة أن تطلق النار وتخلق جلبة فظيعة، أحيانا تكون سلامة الدول متعلقة برباطة جأش قائد دبابة واحدة. الدبابة لم تطلق النار، واللبنانيون تراجعوا. ظهر أول من أمس نزلت من كيبوتس مسكاف عام الى المكان الذي قتل فيه المقدم هراري وأصيب النقيب عزرا لقية. والقارىء مدعو لأن يتصور مثلثا طول كل ضلع منه بضع مئات من الامتار. احدى زواياه الشجرة المخطط لقطعها، والاخرى البيت الذي رابطت فيها خلية القناصة، والثالثة هي غرفة القيادة، عميقا داخل أراضي اسرائيل. يوجد هناك استحكام اسمنتي تغطيه شبكة تمويه. وهذا استحكام دائم يعرفه اللبنانيون جيدا. عنوان عسكري بلون أخضر يأمر بالحفاظ على النظافة. يافطة مدنية تعلن عن المكان بأنه "متسبيه ايلان". الضباط وقفوا الى جانب الاستحكام مكشوفين للجانب اللبناني. وكانوا يرغبون في أن يروا النشاط في الاسفل بصورة افضل. في ذات الوقت بالصدفة كان اللواء ايزنكوت في قيادة فرقة 91 في بيرانيت وقرر السعي الى نتيجة تجبي ثمنا من الجيش اللبناني دون أن تمس بالمدنيين وبجنود الأمم المتحدة او تجر الطرفين الى حرب. القذائف التي اطلقتها الدبابة لم تفعل شيئا، غير الصخب. أيزنكوت أمر بالتالي بالهجوم على الاستحكام المتقدم للجيش اللبناني في الجبل من الخلف كما هوجم ايضا استحكام آخر في قرية الطيبة. واطلقت مروحيات قتالية ونار المدفعية. وكانت النتيجة مخيبة للأمل، من زاوية نظر اللواء. في الجانب اللبناني وقع خمسة قتلى، اربعة جنود ومدني. وكان هو توقع عددا أعلى بثلاثة اضعاف، عدد يوضح في لبنان بأن لمثل هذه الاحداث ثمن. لشدة المفارقة من ساعده في نقل الرسالة كان نصرالله، الذي وصف الرد الاسرائيلي كمجنون، وعديم التوازن. نصرالله هو اليوم الوكيل الذي يزرع في قلب اللبنانيين الرعب من القوة العسكرية لاسرائيل. السنوات الاربعة الطيبة رئيس الاركان غابي اشكنازي، توجه الى الشمال بعد ساعات من الحادثة. ولخص المواجهة بنوع من التأوه. فقد قال "انهم الجيش اللبناني، كان يفترض ان يكونوا الشباب الطيبين". قبل اربع سنوات رأت اسرائيل في نزول الجيش اللبناني الى الجنوب أحد الانجازات الكبرى للحرب. الجيش، مع تقاليد مهنية طويلة السنين ونفوذ مسيحي ودرزي، كان يمكنه ان يفصل بين حزب الله واسرائيل. ثلاثة ـ أربعة ألوية من الجيش اللبناني انتشرت جنوبي الليطاني. هذه قوة كبيرة، تنضم الى 13 الف جندي من قوة الامم المتحدة. غير ان لبنان تغير، والجيش تغير معه. السياقات الديموغرافية عززت الشيعة جدا. نزع سلاح المليشيات ترك المسيحيين، الدروز والسنة بلا قوة عسكرية خاصة بهم. وبقيت فقط طائفة واحدة مسلحة ـ الشيعة. كما حلت ايضا الالوية الطائفية في الجيش. نسبة الشيعة في الجيش، حتى في مستويات القيادة، أخذت في الازدياد. الكثيرون منهم مؤيدون لحزب الله. في جيش لبنان يعترفون صراحة بأن وحدات الاستخبارات تنقل معلومات لحزب الله. ونحن ليس لهذا الطفل صلينا. التغيير العميق الثاني هو مكانة سوريا. في العام 2005، طرد السوريون مكللين بالعار من لبنان. اما اليوم فكل الفصائل السياسية تتطلع الى دمشق. ليس فقط حزب الله ومجموعة ميشال عون، التي كانت مرتبطة ذات مرة باسرائيل واليوم مرتبطة بـ نصر الله بل وايضا الجماعات المسيحية الاخرى، الدورز والسنة. مراقب من الخارج يجد صعوبة في ان يفهم كيف يمكن لسعد الحريري، الذي قتل ابوه بالهام سوري، أن يدخل تحت كنفي الاسد، وكيف يمكن لوليد جنبلاط، الذي قتل ابوه بتعليمات من الاسد الاب، ان يقبل امرة السوريين. اللبنانيون مثلهم كمثل المسامير التي تعلق بالمغناطيس الاقوى في المحيط. من ليس لديه سيد خارجي، يعتبر كالميت. وهكذا حصل انه حيال المحكمة الدولية، التي يفترض بها ان تنشر رسميا في ايلول/ سبتمبر قائمة المشبوهين بالمبادرة الى اغتيال الحريري، لا يقف فقط نصر الله والاسد بل والحريري الابن ايضا. الحريري مهدد. الحروب الاهلية هي صدمة لبنانية. في مثل هذا الواقع، من الطبيعي البحث عن عدو مشترك، خيالي، هائل وكبير وفظيع. اسرائيل هي عدو ممتاز. في قيادة المنطقة الشمالية لا يعرفون اذا كانت هناك صلة بين التصريحات الحماسية لرجال الحكم في لبنان، من الرئيس فاسفل، وبين النار هذا الاسبوع. وقد استنتجوا بأن الحديث يدور عن ضابط واحد، رقيب في رتبته، قائد سرية في مهمته، هو الذي قرر المبادرة المحلية. بعد اربع سنوات من الحرب، الاحساس في قيادة الجيش الاسرائيلي هو ان لا شيء منتهي. من السابق لاوانه الحكم اذا كانت الحرب اياها فشلا ام نجاحا. من جهة، مر على الشمال اربع سنوات من الهدوء لم يكن لها مثيل. من جهة اخرى، بدلا من 15 الف صاروخ، يوجد لدى حزب الله اليوم 40 الف وهذه يمكنها ان تصل الى كل مكان في البلاد بما في ذلك الى ديمونا وتل ابيب. اذا هاجمت الولايات المتحدة او اسرائيل ايران، فان الصواريخ ستطلق الى كل مكان في البلاد. ومثلما قال واحد من جنرالات الجيش الاسرائيلي، اسرائيل توجد على مسافة 1500 كيلومتر عن ايران، ولكن ايران توجد في لبنان وفي غزة على مسافة 50 متر من اسرائيل. "المجموعة الدولية للازمات" المنظمة الدولية التي تحقق في أماكن الاحتكاك في العالم، نشرت هذا الاسبوع ورقة عن اسرائيل ولبنان. وكتبت المنظمة تقول انه "بين كل التفسيرات لماذا يسود الهدوء في الجبهة الاسرائيلية اللبنانية فان التفسير الاساس هو ايضا الاكثر اقلاقا. كل الاطراف، اسرائيل، حزب الله وسوريا وايران يخشون من ان تكون المواجهة هدامة للغاية واوسع بكثير مما كانت في حرب 2006". ــــــــــــــــــــ لمن لبنان؟.. عندما يهدد الامين العام لحزب الله، يرتدع الجميع المصدر: "هآرتس – تسفي برئيل" " في الملعب غير المستقر في لبنان، محفوظ لاسرائيل دور مركزي. يمكن لاسرائيل أن تساهم بقدر غير قليل، اذا ما اعلنت مثلا عن نيتها الانسحاب من هضبة الجولان، والتقدم نحو اتفاق سلام مع سوريا حادثة اطلاق النار التي وقعت يوم الثلاثاء بين الجيش الاسرائيلي والجيش اللبناني هي من نوع الاحداث التي تندرج ضمن تصنيف "سوء تفاهم" الذي يمكن ان يحدث حربا. "لحسن الحظ" يعيش لبنان اليوم معركة سياسية حساسة وهشة جدا، يحاول كل طرف فيها التوازن مع نظيره، ومنع انحلال المنظومة السلطوية، والجميع معا ايضا يجتهدون لصد النار الزائدة التي من شأنها ان تحدث حربا. ولكن المساعي لتوازن القوى في لبنان ولدت هذه المرة خطأ جسيما. جيش لبنان "اخذ المسؤولية" وبادر بما وصف كتطبيق للسيادة اللبنانية على أراضيه، ضمن امور اخرى ردا على اتهامات حزب الله بان الجيش اللبناني لا يفعل ما يكفي للدفاع عن الدولة. وبالفعل، في اعقاب النار، حظي الجيش بثناء شديد من الامين العام لحزب الله (السيد) حسن نصرالله، الذي وصف عمل الجيش بأنه "دليل على مصداقية الجيش... والذي فهم بأن هذا العدو لا يفهم سوى لغة القوة. كما أنه كشف الدمية الجديدة في مسرح الدماء الاسرائيلي التي يسمى اليونيفيل". الحكومة اللبنانية التي تعطي اسنادا لجيشها، حتى لو لم يكن عمله منسقا معها مسبقا، وجدت نفسها مرة اخرى في وضع ملزمة بالرد، وليس فقط ضد ما تراه في نظرها كخرق لقرار 1701 من جانب اسرائيل، بل وايضا، وربما اساسا، كي توضح لحزب الله بان الجيش اللبناني هو المسؤول عن امن الدولة وان جنوب لبنان ليس ملكا حصريا لحزب الله. هذا الاشتباك جاء في زمن حساس على نحو خاص: لبنان يعيش جملة من التوترات السياسية المهددة التي يفرضها النبأ بأن رجال حزب الله ستتهمهم المحكمة الدولية باغتيال رئيس الوزراء الاسبق رفيق الحريري. وكالمعتاد، ليست هذه مشكلة لبنانية فقط. تشارك فيها سوريا، السعودية، ايران، قطر، تركيا والولايات المتحدة ومن شأنها ان تكون لها آثار على اسرائيل ايضا. سبق (السيد) نصر الله الجميع في سلسلة خطابات وتصريحات، اذ اوضح بأنه لا يعتزم القبول نصا بأي قرار للمحكمة تفرض التهمة على منظمته. التهديد في أقواله فهم جيدا في بيروت، وفي دمشق والرياض: اذا ما وجدت المنظمة او أيا من رجالها مذنبا باغتيال الحريري، فانه سيحرص على الا تتمكن الحكومة في لبنان من اداء مهامها. وسارع (السيد) نصرالله الى تجنيد سوريا لنجدته عندما طلب من كتلة المستقبل برئاسة سعد الدين الحريري، رئيس الحكومة اللبنانية وابن المغدور، الاعتذار لسوريا على اتهامها بالاغتيال على مدى السنين. التخوف من التدهور المحتمل للوضع في لبنان كلف ملك السعودية الملك عبدالله عناء التوجه الى سوريا ومنها الى لبنان، وخلف سلسلة من المشاورات بين السعودية وواشنطن وبين ايران وسوريا. والتقى عبدالله في دمشق بالرئيس بشار الاسد في حديث طويل استمر الى ما بعد منتصف الليل، وفي اعقابه بعث ابنه، عبد العزيز الى سعد الحريري كي يبلغه عن "الاتفاقات" التي تحققت مع سوريا. ما الذي اتفق بين الزعيمين ليس معروفا بعد، ولكن التصريحات العلنية للاسد في ان سوريا ستقف الى جانب حزب الله وانه يعتقد بانه يجب اغلاق ملف التحقيق "من اجل استقرار لبنان" تدل على روح الامور. السعودية لم توضح بعد موقفها الرسمي من التحقيق ومن لائحة الاتهام، ولكن الزيارة التاريخية لعبدالله الى بيروت، والتي جرت مع زيارة الاسد، تشير الى شراكة مصلحية جديدة تحاول فيها السعودية التأثير على الشكل الذي تصاغ فيه لائحة الاتهام بل وربما وقف استمرار عمل المحكمة. وهذه شراكة جديدة نشأت منذ تشرين الاول 2009، عندما زار عبدالله لاول مرة سوريا بعد نحو خمس سنوات من القطيعة، وكان هدفها اوسع بكثير من القلق على استقرار لبنان. السعودية تعمل في عدة جبهات على صد النفوذ الايراني في الشرق الاوسط وفي الدول الاسلامية. وهي تساهم بمبالغ مالية طائلة للباكستان وافغانستان، وتتنافس بذلك مع ايران؛ تحاول توحيد الصفوف في دول الخليج ضد ايران؛ وهي شريكة في الموقف المصري الذي يرى في ايران خطرا على النظام القديم في الشرق الاوسط؛ وهي تحاول اقناع مصر باستئناف العلاقة مع الاسد، من اجل هذه المصلحة. وتفحص السعودية ومصر بقلق ايضا دور تركيا الذي باتت تعتبر فجأة كشريك لايران وسوريا رغم ان مصلحة تركيا تتعلق اساسا بالشكل الذي سيدار فيه العراق بعد انسحاب الولايات المتحدة. السياسية السعودية الجديدة مدعومة من الولايات المتحدة التي من شدة حماستها نسيت قواعد الدبلوماسية اللازمة. عندما اقترح الناطق بلسان الخارجية الامريكية على الاسد "الاستماع جيدا لاقوال الملك عبدالله" اثار غضبا شديدا في بلاط الملك، وذلك لان الامور فهمت وكأن السعودية هي مبعوثة من الولايات المتحدة، او على الاقل تسعى واشنطن الى احراج سوريا من خلال الزيارة مثلما كتب محرر الصحيفة السعودية "الشرق الاوسط"، طارق الحميد. ولكن ليست الولايات المتحدة وحدها هي التي سعت الى امتطاء الزيارة بالمجان. فالسفير الايراني في لبنان صرح بأن زيارة الملك السعودي الى سوريا "تدل على تقرب بين ايران والسعودية"، وهكذا حاول تبديد التخوف في ايران من "انزلاق" سوريا عائدة الى الحضن العربي، التي قطعت عنه منذ اغتيال الحريري. وفي ظل جملة الضغوط العربية هذه، فان مجال المناورة لدى سعد الحريري محدود جدا. في العام 2007 صرح قائلا "أعلنا أكثر من مرة بأن حزب الله لا دور له في الجريمة التي قتل فيها رئيس الوزراء رفيق الحريري. ونحن نكرر موقفنا هذا، لا كي نمنح أحدا ما شهادة حسن سلوك، بل كي نضيء الحقيقة مثلما نفهمها". في حينه لم يكن هو صار بعد رئيس الوزراء ولم يعرف ما يعرفه اليوم. قبل بضعة أسابيع انقلبت النوازع. في لقاء سري بين الحريري ونصرالله روى الحريري للامين العام لحزب الله بأنه توجد امكانية في أن تتهم المحكمة الدولية للتحقيق في اغتيال رفيق الحريري بعضا من نشطاء حزب الله في الاغتيال. ولكن الحريري سارع الى الحسم بأن "دم أبي أقل اهمية من وحدة لبنان" وانه "لن يسمح للجنة التحقيق بالمس بلبنان". لا يحتمل ان يكون هناك تعبير اكثر وضوحا عن التحول في موقفه. الحريري، الذي منذ البداية لم يرغب في ان يكون رئيس الورزاء وفضل الوقوف في رأس الكتلة السياسية دون ان يتحمل المسؤولية، وجد نفسه عالقا تحت الضغط العربي. من جهة، لم يرغب في الخضوع لضغط حزب الله الذي طلب حق الفيتو على القرارات المصيرية للحكومة، ولما لم يستجب عطل عمل الحكومة لاشهر طويلة في العام 2008 ومنع انتخاب الرئيس. من جهة اخرى، يفهم هو بأن عليه ان يتوصل لحل وسط يسمح لهذه الكتلة بتحقيق قوتها السياسية. النتيجة كانت حلا وسطا متحققا نشأ بوساطة (وتمويل هائل) لقطر في ايار 2008. في اعقاب هذا الحل الوسط وتغيير قانون الانتخابات كان بوسع لبنان اجراء الانتخابات في تموز 2009، والتي خلقت نزاعا سياسيا طويلا اخر استمر نحو خمسة أشهر. الى ان بوساطة اضافية من قطر والسعودية، وبضغط شديد من سوريا. نجح الحريري في اقامة الحكومة فيما انه هو نفسه ينزع بزة الخصم لسوريا ويصبح ابن بيت محترم في قصر الاسد. هذه المكانة، بالمناسبة، ليست سارة لـ(السيد) نصرالله على نحو خاص، وهو الذي يخشى من ان يكون الحلف الجديد بين الاسد والحريري ضده في وقت ما. الصورة الدقيقة للبنان نجحت في الاستقرار على مدى عدة أشهر، والان يبدو بأن احدا لم يعد يرغب في التحقيق باغتيال الحريري او بادارة محاكمة ضد المذنبين المتهمين، ولا سيما لان الرابح الاساس، لشدة المفارقة، قد يكون بالذات حزب الله، الذي يبدو أن رجاله هم الذين نفذوا الاغتيال. في الملعب غير المستقر في لبنان، محفوظ لاسرائيل دور مركزي. قرارها بمهاجمة لبنان، عن قصد او عن غير قصد، من شأنه أن يؤدي الى تحطم واسع، ومن المتوقع فيه بالذات لحزب الله، ان يجرف مكسبا سياسيا آخر. في نفس الوقت، في وضع تسير فيه سوريا والسعودية معا، متعانقتين بعض الشيء، وايران تنتظر فقط شرخا اضافيا بينهما، يمكن لاسرائيل أن تساهم بقدر غير قليل، اذا ما اعلنت مثلا عن نيتها الانسحاب من هضبة الجولان والتقدم نحو اتفاق سلام مع سوريا". ـــــــــــــــــــــ كاد احمدي نجاد ان يكون هدفا المصدر: "هآرتس" " ما نقله التقرير عن محاولة الاغتيال المزعومة للرئيس الايراني محمود احمدي نجاد مفهوم. كدنا نتخلص من احد اطراف محور الشر؛ وكدنا ننهي البرنامج النووي الايراني؛ كدنا نمنع ابادة "الكيان الصهيوني". هذا هو ذات الانفعال الذي يرافق عادة "شبه الهدف"، والذي بعده تأتي بالطبع خيبة الامل العميقة والترقب المتحفز للمرة التالية. ولكن ايران، رغم ان نظامها يستند الى مبدأ حكم حكماء الفقه، الواحد والوحيد، ليس نظاما لفرد واحد، حتى وان كان اسمه (الامام) علي خامنئي، فما بالك اذا كان اسمه احمدي نجاد. هذه دولة مؤسسات، ايديولوجيا وكوابح وتوازنات يخضع فيها الرئيس من جهة للبرلمان ومن جهة اخرى للزعيم الاعلى الذي بذاته يتحمل المسؤولية العليا عن استقرار الدولة وأمنها. اذا كانت هناك بالفعل أمس محاولة اغتيال حقيقية، الامر الذي لم يثبت بعد، فهي تعكس فقط المصاعب الداخلية لايران في السيطرة على كل الجهات التآمرية التي تعمل منذ سنين ضد النظام. وهذه تنتشر بين الاقاليم الكردية في الشمالي الغربي من الدولة، عبر الاقليم العربي حوزستان وحتى الاقليم الجنوب شرقي سستان بلوتشستان، المأهول بأبناء الاقليات الذين هم نحو نصف الـ 75 مليون مواطن في الدولة. لو كانت محاولة الاغتيال نجحت، فان ايران ما كانت لتوقف برنامجها النووي او تغير سياستها الخارجية او الايديولوجيا التي توجه خطاها. في ايران سبق ان قتل رئيس محمد علي رجائي، في 1981، وبقيت الدولة على حالها". ـــــــــــــــــــــ امنون شاحاك: الجميع يعتقد ان اسرائيل مردوعة المصدر: " اذاعة الجيش الاسرائيلي" " قال رئيس اركان الجيش الاسرائيلي السابق، في مقابلة مع اذاعتنا، ان المسألة في لبنان هي إن حزب الله هو المؤثر، وهو جهة مستحكمة جدا في لبنان، حتى ولو كنا لا نحب ذلك، ولكن للأسف على ما يبدو أن لحزب الله أيضا قيادة على الجيش اللبناني ومن الصعب علي أن أصدق بأن قائد سرية قرر فتح النار في الحادثة . واعتقد ان الامر جاء من مستويات أعلى، وقد كنت لانزعج من هذه الظاهرة، بأن يقرر الجيش اللبناني من تلقاء نفسه القيام بنوع من عملية كهذه، أعتقد بأن رد الجيش الإسرائيلي كان حازما وجيدا وقويا وآمل بأن يعلم ذلك درسا للجيش اللبناني. وقال ، أرغب بالتصديق بأن الجيش اللبناني لا يريد حربا خاسرة مسبقا من جهته، وأعتقد بأنه لن يفعل ذلك أيضا، لأنه في نهاية الأمر في كل جانب هناك حكمة وأشخاص يدركون انه مع وجود ثمن يفوق طاقتهم فانهم لا يغامرون ، ويبدو لي بأن لبنان كدولة لا يريد اليوم مواجهة، ولبنان بالطبع لا يريد المواجهة، لأنه سيحصد ضربة قاسية جدا، وأعتقد بأن حزب الله أيضا لا يريد مواجهة حتى هذه اللحظة، ولكنهم جميعا يشعرون بأن إسرائيل من الممكن ربما ان ترتدع أكثر نوعا ما، فإسرائيل تبدو اليوم كدولة يمكن تحديها، ورأينا ذلك في إطلاق النار نحو إيلات، وفي حادثة لبنان، وأعتقد بأن هذا يدل ربما على كيفية النظرة إلينا في محيطنا. واضاف، ان الردع موجود أمام الجيش اللبناني، وأعتقد بأن الردع أمام دولة إسرائيل ولكن بمقدار اقل، وهنا أعتقد بأن الضرر الأكبر ربما حدث في أعقاب الأسطول التركي، أعتقد بأن هذا ما نراه اليوم من وقاحة قسم من الهيئات والجهات التي لا تحبنا، من أحمدي نجاد الّذي كانت له هجمات كلامية، وصولا الى حزب الله وحماس". ـــــــــــــــــــــــــــ بيليد: وظيفة الجيش اللبناني الفصل بين اسرائيل وحزب الله المصدر: "الاذاعة الاسرائيلية" " قال وزير الدولة في الحكومة الاسرائيلية، يوسي بيليد (الليكود)، والذي شغل في السابق منصب قائد المنطقة الشمالية في الجيش الاسرائيلي، ان "وظيفة الجيش اللبناني الذي انتشر على طول السياج الحدود مع لبنان في اعقاب حرب لبنان الثانية، هو الفصل بين الجيش الاسرائيلي وحزب الله، وبالتالي فان الحادثة الاخيرة خطيرة جدا، ويجب الانتباه جيدا لما يحصل لدى الطرف الاخر". واضاف بيليد في حديث لاذاعة الجيش الاسرائيلي، ان "على الجيش الاسرائيلي ان يتنبه ويعتبر كل ما يوجد في الطرف الاخر هو جهة عدوة، وان يتصرف على هذا الاساس، اذ يمكن للمفاجأت ان تقع، كما حصل قبل ايام"، معربا عن "الامل في ان لا يصبح الجيش اللبناني جزءا من الصراع في وجهنا"، وشدد على ضرورة ان تكون اسرائيل واقعية، اذ "في الجيش اللبناني جنود شيعة, وقادة شيعة, والامل بان لا يكون هناك أي تعاون بين العناصر الشيعية في الجيش اللبناني، وحزب الله". ------------------ لبنان، حزب الله وفقدان الردع المصدر: "موقع NFC الاخباري على الانترنت" " الردع ليس مجرد ردع آخذ بالفقدان، فقد أُبيد بأيدينا. الدولة التي تسمح لجسم غريب بإحداث بلبلة فيها على امتداد الزمن، عليها ألا تندهش من فقدان الردع. هنا مجدداً، أمس الأول تطوَّرت حادثة إطلاق النار في الشمال، دفعت خلالها عائلة الثمن بفقدان نجلها ودخلت عائلة أخرى إلى الإحصاء وإلى قسم الإنعاش في وزارة الدفاع. كيف حدث أن الجيش اللبناني، حتى أن الجيش الإسرائيلي صرَّح هذه المرة بأنه من دون مساعدة من حزب الله، كان هو من نصب كميناً وفتح النار بوجه جنودنا وكذلك داخل حدود دولة إسرائيل؟ الجيش اللبناني عينه الذي ربما لم يكن قادراً قبل وقت قصير على مواجهة مجموعة شباب غدناع (كتيبة الشبيبة) ولم يتجرّأ حتى على إسماع صفير إلى هذا الحد لأن حزب الله في الواقع يسيطر على الدولة بأسرها. لمن يحتاج إلى التذكير - خلال ثماني سنوات، أمطروا في الجنوب أيضاً على سكان سديروت والجوار صواريخ، نعم، أطلقوا على ذلك بنظام قذائف صاروخية بغية تقليص الأحداث، لكن مع ذلك، فإن تلك القذائف/ الصواريخ تكلف ثمناً باهظاً. إذاً ماذا يحدث لنا حقاً؟. الدولة التي تسمح لجسم غريب، وبثقة لمجموعة الفلاحين الغزاويين، بزعزعتها على امتداد الزمن، عليها ألا تندهش من فقدان الردع. وذلك فوراً مع الصاروخ الأول كنا "نعطي لهم أولاً" مع كل القوة حتى يدركوا أن كل صاروخ سيرد بجرح آخر في جسمهم، كانوا يدركون بسرعة قصوى أن هنا ليس لديهم أمل وأن من الأفضل لهم البحث عن جهة أخرى. حينها جلسنا جيداً بتشابك الأيدي والأرجل طوال 8 سنوات وسمحنا لهم بفعل كل ما يخطر على بالهم، وحينها ماذا حدث؟ عندما لجأنا إلى رفع الرأس وقول "كفى، إلى هنا" وليس حقاً بصوت عالٍ إنما كفى بهدوء وأدب، عندها فعلنا ذلك أيضاً بشكل جزئي فقط وسمحنا لهم بقول أنهم بالذات أولئك الذين دحرونا وطردونا من غزة. وكذلك الآن، إن لم نرد بشكل متطرِّف حقاً بالطريقة التي ستوضح للحكومة اللبنانية ولـ (السيد) نصر الله أن، "اليهود استُفزوا" ودفعهم إلى الإعتذار عن المبادرة العسكرية، البطولية وفقاً لكلامهم، التي كان مخططاً لها ومعد عزفها مسبقاً (صحفيون ومصوّرون لم يتوقعوا ما يوشك على الحدوث) والتي دفعت من ثمن حياة الضابط وجرحت ضابطاً آخر، والإعتذار إلى درجة الإعتراف بالذنب من جهة، "آه، ما فعلنا وما صنعنا بأنفسنا" النتيجة ستكون ثماني سنوات من إطلاق الصواريخ على كريات شمونة. التحذيرات والتهديدات على لبنان من دون أن تُستفز إسرائيل هي مُضحكة، حتى لو لم يكن ذلك سيكلف ثمناً باهظاً هي مضحكة. حينها جاء السيد "نتنياهو"، في الوقت الذي ستستولي عليه بعض الجرأة وبعض سمات الوطنية وأرسل الجيش للرد بشكل قاسٍ بكل ما لديه من قوة، وكل العالم يصرخ حتى كبد السماء - أية دولة كانت تسمح بحدوث أمر كهذا سوى إسرائيل التي لديها تسجيل مُهين كهذا؟ رد قاس ومؤلم وليس نباتياً، رد سيحول دون الحاجة إلى تضحية إضافية بضابط أو جندي، رد سيوضح للحكومة اللبنانية ولداعميها ومواطني لبنان، بأن قواعد اللعبة قد تغيرت. في حالة الخسارة، امضِ بأفكار أو بأهداف - حقاً امضِ بعض الشيء، هكذا على الطريق: من الممكن شلهم من خلال تعطيل الكهرباء عبر قصف محطة الطاقة، أو استهداف قنوات المياه، أو فصل الجنوب عن الشمال عبر المس بشريان المواصلات وما إلى ذلك. وإلاّ، في حال مرة أخرى تردد؛ تخبط؛ هدّد وحذّر، سيكون بمثابة مهرّج الحارة، ذلك لأن كل الأطفال يتأثرون لكونهم جزءاً من منشدي الحرية وهو بدوره يُبكيهم ويُخيفهم... سترد كل زاوية من زوايا الدولة بسؤال بسيط ـ أكنتم تسمحون بذلك؟ وترسلهم لكي تعتني بهم الولايات المتحدة الأميركية الكبرى التي رمت بجيش عظيم إلى العراق، أو ربما ينجح ذلك أكثر، بالنسبة لعصفورين بضربة واحدة، أرسلهم للعناية بهم في تركيا التي تُحارب الأكراد حتى لو كانوا خارج أرضها، وهي لا زالت عضواً في الناتو، والمتنورة والإنسانية التي قامت بإرسال سفينة المساعدات إلى المواطنين البسطاء والمحاصرين بدولة صديقة أخرى، تقوم من جهة ثانية، بتصفية قرى بأكملها من سكانها فقط لكونهم أكراد أو يساندونهم... يا سيد نتنياهو، لا تبقى صامتاً، بعد مرور يومين كاملين لم نلمس منك واقعاً أمراًَ ما قمت به وحتى بعد قليل لن تتمكن من فعل أي شيء، إذ أن الاعتبارات السياسية ستمنعك من ذلك ـ اضرب الآن قبل أن يسألك أحد ـ لماذا انتظرت"؟ ـــــــــــــــــــــ حادثة النار على الحدود الشمالية: الجميع مردوعون وغير معنيين بمواجهة عسكرية المصدر: "مركز دراسات الامن القومي" " في اللعبة السياسية الداخلية اللبنانية، حزب الله يبرر وجود قوته العسكرية بأنه يدافع عن لبنان. لذلك يسارع حزب الله للإعلان بعد الحادثة أن في المرة القادمة سترد عناصره على المس بالجيش اللبناني، وذلك، من اجل التأكيد على دورهم كمدافعين عن السيادة اللبنانية. ظاهريا، حادثة النار في الثالث من آب 2010 بين الجيش اللبناني والجيش الإسرائيلي التي وقعت فيها إصابات في الجانبين تثبت هشاشة وقف النار القائم في الحدود اللبنانية منذ انتهاء حرب لبنان الثانية في عام 2006، وتزيد احتمال سيناريو أن يؤدي حساب خاطئ لأحد الجانبين إلى مواجهة عسكرية بين لبنان وإسرائيل. في الإعلام وفي الساحة السياسية الإسرائيلية كان هناك أيضا من سارعوا إلى الإشارة إلى خيط يربط بين هذه الحادثة وبين الصواريخ التي أُطلقت من قطاع غزة إلى عسقلان ومن سيناء إلى إيلات والعقبة، واستنتجوا من ذلك أن هناك يد موجِّهة لكل هذه الأحداث ألا وهي إيران. إن فحص مميزات الحادثة يقود إلى استنتاجات مختلفة ويشير أولا إلى استقرار وقف النار في الحدود اللبنانية المرتكز على وجود ردع ثنائي بين إسرائيل وحزب الله وثانيا، وإلى عدم وجود علاقة بين الحادثة في لبنان وإطلاق الصواريخ في القطاعات الأخرى. إن خلفية الحادثة هي وجود خلافات بين إسرائيل ولبنان على ترسيم الخط الزرق الفاصل بين إسرائيل ولبنان في هذه المنطقة والواقع السياسي في لبنان. الخط الأزرق الذي انسحبت إليه إسرائيل عندما قررت في عام 2000 انسحابا أحادي الجانب من جنوب لبنان ليس خط الحدود الدولية المتوافق عليه بين إسرائيل ولبنان، رغم أنه يتطابق في معظم تخطيطه مع خط الحدود الدولية منذ عام 1923. عندما انسحبت إسرائيل من جنوب لبنان، هي نفذت قرار مجلس الأمن 425 الذي دعا إسرائيل للعودة إلى الحدود المعروفة بين إسرائيل ولبنان قبيل عملية الليطاني عام 1978. هذا الخط رُسّم بالتعاون مع الأمم المتحدة وهو الخط الأزرق. جزء من الخط الأزرق خُطط في المنطقة باتفاق بين إسرائيل ولبنان، لكن في الأجزاء التي لم تُخطط ما زال هناك نقاط متنازع عليها بين الجانبين فيما يتعلق بترجمة الخط الأزرق للترسيم في المنطقة. هناك أيضا أماكن في المنطقة يوجد فيها عوامل طوبوغرافية، جدار الحدود الإسرائيلي لا يوجد على تخطيط الحدود نفسه، بل داخل منطقة إسرائيل، في حين ما تزال منطقة صغيرة تحت سيادة إسرائيل في الطرف اللبناني للسياج. إن لدى الجيش اللبناني ميل للتعامل مع عملية عسكرية إسرائيلية من وراء السياج كالتسلل إلى الأرض اللبنانية، وإن كانت هي في هذه الأراضي. في حادثة 3 آب، النشاط الإسرائيلي لقطع شجرة حدثت في أرض من هذه النوع من وراء السياج وفي المنطقة التي لم ترسم فيها الحدود. وبحسب ادعاء اللبنانيين فإن تخطيط الخط الأزرق في هذه النقطة المحددة هو موضع نزاع. مع ذلك، كان بإمكان الحكومة اللبنانية بالطبع القيام برد أكثر اعتدالا وتقديم شكوى لليونيفيل على ما بدا لها كخرق للجيش الإسرائيلي بدلا من فتح النار. اختارت إظهار سياسة هجومية وإعطاء تعليمات لوحدات الجيش اللبناني في جنوب لبنان وفقا للوضع. في الحقيقة ليس واضحا إن كانت هذه التعليمات خاصة من بيروت لفتح النار في هذه الحالة المحددة، لكن من الواضح كفاية أن السياسة الهجومية الموجهة من بيروت لعبت دورا مركزيا في قرارات القيادة اللبنانية المحلية. يبدو أن السبب الأساس لهذه السياسة هو الحاجة السياسية للجيش اللبناني لإظهار انه المدافع عن لبنان. لذلك سارع حزب الله للإعلان بعد الحادثة أن في المرة المقبلة سيرد عناصره في حال تعرض الجيش اللبناني للضرب، وذلك من اجل التأكيد على دورهم كمدافعين عن السيادة اللبنانية. هذا وسارع الطرفان لمنع توسع هذه الحادثة وأعربا عن اهتمامهما بالحفاظ على الاستقرار على طول الحدود. الرد الهام بالأخص كان رد حزب الله الذي لم يشارك في الحادثة رغم الإصابة القاسية التي وقعت في صفوف الجيش اللبناني. علاوة على ذلك، مسؤولون في حزب الله ادعوا أن الحادثة هي تعبير عن رغبة إسرائيل بجرّ حزب الله لمواجهة عسكرية واسعة. يُستفاد من ذلك أن حزب الله غير معني بمواجهة كهذه، على الأقل في هذا الوقت. يوجد بذلك تعبير عن قوة الردع الثنائية بين إسرائيل وحزب الله التي أنشأتها الحرب في عام 2006. هذا الردع يعتمد على قدرة الطرفين على المس القاسي بمنطقة الداخل للطرف الثاني. حزب الله يهدد بضرب المدنيين ليس فقط في الشمال بينما إسرائيل تهدد بضربة قاسية للممتلكات الأساسية لحزب الله وللبنان. حزب الله الذي اتُّهم بجرّ لبنان إلى حرب أوقعت إصابات قاسية خدمة لمصالح غربية غير مستعد لدفع الثمن العسكري والسياسي لجولة ثانية. إسرائيل من جانبها لا تريد المس بسكانها المدنيين. ومن المهم أيضا الإشارة إلى دور اليونيفيل في هذا الخصوص. إذا كان احد الطرفين مهتم بضرب الثاني، فلن يستطيع اليونيفيل منع ذلك، وهذا أيضا ليس من صلاحيته. اليونيفيل يخدم كجهاز يتيح العمل بمنع الاحتكاك عندما لا يكون الطرفان معنيان بالاحتكاك. في هذه الحالة يبدو أن اليونيفيل حاول منع الحادثة مع علمه أن هناك نزاع بين الطرفين. هو فشل بذلك، لكنه لعب دورا هاما في الاتصالات بين الطرفين التي كان هدفها وقف الحادثة ومنع توسعها. الاستنتاج الأول الذي تظهره حادثة الثالث من آب هو أن رغبة الطرفان المتورطان، إسرائيل، حزب الله وحكومة لبنان بمنع الانجرار إلى مواجهة عسكرية حقيقية. بناء على ذلك هم يسعون لاحتواء حوادث ونقاط احتكاك. استنتاج ثان هو أن مصلحة كل من الطرفين في هذا الوقت هي تقليص نقاط الاحتكاك ولذلك يجب تسريع العمل بترسيم دقيق للخط الأزرق في المنطقة تحت رعاية اليونيفيل. الاستنتاج الثالث هو أن اليونيفيل يلعب دورا إيجابيا وموازنا وإن لم يكن لديه القدرة على تنفيذ آمال مفرطة في الجانب الإسرائيلي ـ بمنع أي محاولة للمس بإسرائيل بالقوة. في الإطار المحدود للصلاحية التي أعطيت لليونيفيل بموجب القرار 1701 لمجلس الأمن، هو يتصرف بعقلانية".
07-آب-2010
استبيان