المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


أخبار العدو

لعبة نتنياهو ـ ليبرمان على منبر الأمم المتحدة


كتب المحرر العبري
تركت المواقف التي أطلقها وزير الخارجية الإسرائيلي افيغدور ليبرمان، من على منصة الأمم المتحدة، أصداء واسعة داخل الكيان الإسرائيلي وخارجه، خاصة وأنها تضمنت حديثا عن تسوية انتقالية تستمر عقودا، وان أي تسوية نهائية ينبغي أن تضم تبادلا للسكان، بمعنى أن يصبح الفلسطينيون الذين يقطنون بالقرب من الخط الأخضر جزء من الدولة الفلسطينية والكتل الاستيطانية الكبرى في الضفة الغربية جزء من الكيان الاسرائيلي. في أعقاب ذلك طرحت تساؤلات حول علاقة وحقيقة موقف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مما أدلى به وزير خارجيته.
حول ذلك يمكن الإشارة إلى النقاط التالية:
لم يكن مضمون كلام ليبرمان مفاجئا لأحد، كونه يشكل تكرارا لمواقفه السياسية التي سبق أن عبر عنها بخصوص التسوية مع الفلسطينيين، إلا أن ما يميزها هو الإدلاء بها من على منصة الأمم المتحدة، بصفته وزير خارجية "إسرائيل"، خاصة وأنها تتعارض مع التوجهات الرسمية والمعلنة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
ويلاحظ على موقف نتنياهو انه اكتفى بالتنصل من كلام ليبرمان، ولم يبادر إلى توبيخه أو اتخاذ أي إجراء بحقه. ولتبيان هذا الأمر لنتصور لو أن وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أدلت بتصريحات تدعو فيها إلى انسحاب إسرائيلي فوري من الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، والى إزالة كافة المستوطنات، خلافا لتوجهات البيت الأبيض، ما هي الخطوات التي نتوقعها من قبل الرئيس الأميركي باراك اوباما.
ما تقدم يدفع إلى التساؤل حول ما إذا كان نتنياهو راضيا ضمنيا بالكلمة التي ألقاها ليبرمان من على منصة الأمم المتحدة، بغض النظر عن عدم تبنيه لمضمونها أو لأجزاء منها على الأقل.
الملفت أن التقارير الإعلامية الإسرائيلية حاولت تبرأت نتنياهو من خطوة وزير خارجيته، بالقول أن الأخير لم يعرض عليه مضمون كلمته. لكن هذا الأمر يؤكد ضمنا على أنه سمح بإلقاء كلمة من هذا النوع، وإلا هل يمكن أن لا يكون نتنياهو على علم بإلقاء وزير خارجيته كلمة من على منصة الأمم المتحدة؟ وبما أن نتنياهو وليبرمان، بحسب التقارير الإسرائيلية، لم يتداولا بمضمون الكلمة، ألا يعرف رئيس الوزراء أن مجرد عدم وضع خطوط عامة للكلمة التي ينبغي أن يلقيها ليبرمان، أن الأخير سيبادر إلى عرض مواقفه السياسية بخصوص التسوية. ولماذا لم يبادر نتنياهو إلى تحديد المعالم العامة لكلمة وزير خارجيته ؟.
في كل الأحوال يمكن القول أن التعددية التي يشهدها الخطاب السياسي الرسمي للحكومة الإسرائيلية، (ليبرمان، نتنياهو وباراك) يؤكد على حقيقة أن للاعتبارات الداخلية الإسرائيلية أثرها الكبير على السياسة الخارجية للدولة العبرية. وقديما نُقل عن وزير الخارجية الأميركي الأسبق هنري كيسنجر قوله (خلال سبعينات القرن الماضي) انه "لا يوجد سياسة خارجية في إسرائيل وانما سياسة داخلية فقط".
كخلاصة يمكن القول أن نتنياهو هو أكثر المستفيدين من كلمة ليبرمان في هذا التوقيت. كونه يمكن له أن يستغل هذا المشهد في مواجهة الإدارة الأميركية، عبر تقديم ما جرى على انه عيِّنة على القيود التي يواجهها داخل حكومته والتي تحول دون ذهابه بعيدا في الحلول المقترحة لقضايا التسوية العالقة، وفي مواجهة المطالب المتكررة منه لتمديد تجميد الاستيطان.
02-تشرين الأول-2010
استبيان