المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


أخبار العدو

تل ابيب تراقب بحسرة زيارة أحمدي نجاد الى لبنان


حسان ابراهيم
منسوب الذعر والقلق والشعور بالاهانة، مرتفع الى حد غير مسبوق لدى الصهاينة، فزيارة الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد، والنية في التجوال جنوبا بالقرب من الحدود، وفي الاماكن التي شهدت على فشل الخيار العسكري للاحتلال حيال المقاومة عام 2006، يحفر عميقا في الوعي الصهيوني، ويذكر الصهاينة بان سياساتهم في لبنان وفي المنطقة، تؤول من فشل الى اخر، وبلا مخارج.
انشغلت تل ابيب في الايام والاسابيع الماضية، في الحيلولة دون حصول الزيارة ومنعها، واستجمعت لتحقيق ذلك كل ما لديها من قوة وامكانات وموارد، بل وتوسلت الادارة الاميركية ايضا، التي اعلنت بشكل رسمي بان الزيارة استفزازية وطلبت من الحكومة اللبنانية منعها. وفي اطار المحاولة، "تواضعت" المطالب الصهيونية رويدا رويدا قياسا بالتجاهل الايراني واللبناني، وجرى التركيز في الايام القليلة الماضية على التجوال المقرر للرئيس الايراني جنوبا، باعتباره عملا استفزازيا و"تحرشيا"، وقد يؤدي الى تصعيد امني في المنطقة!!.
تراجعت "المطالبات" الاسرائيلية نتيجة العجز عن تحقيق الهدف، فالزيارة قائمة وترسخت اكثر، وبالتالي لا ينفع معها "التوسلات" وانواع مختلفة من التحريض والتهديد غير المباشر، خاصة مع فهم وادراك الطرف الاخر من الحدود وصولا الى طهران، لمحدودية القدرة الصهيونية الفعلية غير الكلامية.. رغم ذلك، ودلالة على منسوب العجز المجبول بنوع من المكالبرة، كان لافتا في هذا الاطار ما ورد في صحيفة هآرتس قبل اسبوع، اذ كتب مراسل الصحيفة للشؤون السياسية، الوف بن، عن سيناريوهات "الف ليلة وليلة"، مشيرا الى إمكان ان تقدم القوات الاسرائيلية على اعتقال نجاد وايضا الامين العام لحزب الله سماحة  السيد حسن نصر الله، اذا اقترب من الحدود وكان بمتناول اليد الاسرائيلية.. كان لافتا ايضا ما ورد في احد المواقع الاخبارية الاسرائيلية (تيك دبكا)، الذي رأى ان وصول احمدي نجاد الى لبنان هو نقطة البداية لاحتلال لبنان من قبل حزب الله، وبالتالي يجب التعامل مع الزيارة على انها مؤشر عن انهاء حكومة لبنان السيادية.
في كلا المطلبين والتقريرين، نوع من التحريض والتهديد واستجرار قوى خارجية للتدخل للحؤول دون تحقيق الزيارة، واقله في شقها المتعلق بزيارة الجنوب اللبناني، خاصة انها تعتبر من ناحية تل ابيب، مشهدا يدل بالفعل على انكسار سياساتها في لبنان، الامر الذي يوجب عليها محاولة اي شيء، حتى وإن كان خارجا عن اطارات المعقولية وواضح ان ليس باستطاعة القدرة الصهيونية على تحقيقه، ولو من ناحية نظرية.
يمكن القول ان فترة التحريض والتهديد قد انتهت ولم تعد تجدي نفعا من ناحية تل ابيب، فما جرى تقريره للزيارة لجهة التوقيت واماكن التجاول وغيرها، سيجري تنفيذه كما هو مقرر، وقد بات من المؤكد "اسرائيليا" عدم امكان حرفه او تغييره.. رغم ذلك، ما زالت التغطية والمواكبة الاعلامية الصهيونية قائمة ومتواصلة، ويرد فيها منسوب مرتفع من الاعراب عن الاهانة والشعور بالعجز، علما ان اصل التغطية والتشديد على الاستفزاز والاهانة، يزيد من الاهانة نفسها.. ولا يعني كل ذلك الا ان الكيان الصهيوني يعاني من تشويش في التوجهات وقصور في تحديد سيناريوهات عمل كفيلة بمواجهة الزيارة والحد من تداعياتها السلبية عليه، بمعنى العجز وعدم القدرة على الفعل، وهو ينعكس بشكل واضح على الاداء الصهيوني العام حيال الزيارة.
في الاطار العملي، افادت القناة الثانية الصهيونية ان قيادة المنطقة الشمالية في جيش الاحتلال، تتابع عن كثب الزيارة المرتقبة لنجاد الى جنوب لبنان، واضافت ان "الجيش لن يعمد الى رفع مستوى الاستنفار لديه، كي يحول دون زياردة حدة التوتر المرتفعة اساسا"، وبحسب مراسل القناة للشؤون العسكرية، "من المتوقع ان يجري تكليف وحدات المراقبة واجهزة الاستخبارات المختلفة، بمهمة مراقبة ومتابعة زيارة الرئيس الايراني، لكن وُزعت الاوامر على الوحدات في المواقع والنقاط الحدودية، بالامتناع عن اي رد على استفزازات الجانب اللبناني".
قد يكون ما كشفته القناة الثانية الصهيونية عن توجهات لقيادة المنطقة الشمالية، هي المقاربة شبه الوحيدة، المنطقية لزيارة الرئيس الايراني حتى الان من ناحية الصهاينة، خلافا لمقاربات الاسابيع والايام القليلة الماضية، التي غلب عليها الاعراب عن الحسرة ومحاولة منع الزيارة بأساليب تحريضية وتأليب الرأي العام ونشر تقارير خيالية تستهدف التخويف بالمبني على آمال دون وقائع وحيثيات.
المتابعة الاستخبارية الصهيونية "تحصيل حاصل"، اذ ستجهد كل اجهزة استخبارات تل ابيب في مواكبة الزيارة والاستعلام عنها، فهذا لن يجرها الى مخاطرة مواجهة، هي اعجز من ان تخوضها ضد الايرانيين. في نفس الوقت، فان منسوب العجز واضح في "تعليمات واوامر" جيش الاحتلال، اذ يجب على الجنود الامتناع عن اي رد فعل على اي "استفزاز" من الجانب الاخر، رغم تبجح الفترة الماضية من ان الصهيانية لن يتساهلون مع اي "استفزاز" على الحدود اللبنانية، في اعقاب الخروق الاخيرة لكتيبة غولاني بالقرب من بلدة العديسة وتصدي الجيش اللبناني لهذه الخروق.
المتوقع، الى حدود التأكيد، ان الزيارة ستمر بلا اي تشويش او استفزاز صهيوني، ما لم يكن الجنون قد ضرب في رؤوس صانع القرار في تل ابيب، علما ان المجنون نفسه لا يتجاسر، رغم جنونه، على رمي نفسه في النار.
09-تشرين الأول-2010
استبيان