عناوين وأخبار ومقالات مترجمة من صحافة العدو
"هآرتس":
ـ المستشار القانوني للحكومة: قضية المساعدة تبرر لائحة اتهام
ـ الزوجان باراك يتحدثان
ـ الحكومة ضد الضواحي
ـ الفجوة تتسع أيضا في المدارس
"إسرائيل اليوم"
ـ الحريديم: قانون ضمان الدخل للطلاب المتدينيين أو نعارض الموازنة
ـ يهوداة هاتوراة وشاس يطالبان بمناقشة الفجوة
ـ قائد المنطقة الجنوبية إلى مكتب رئيس الأركان
ـ ذكرى ميلاد رئيس الحكومة الـ61
ـ المستشار القانوني للحكومة : المخالفة تبرر لائحة الاتهام
"يديعوت احرونوت":
ـ قائمة اصحاب الملايين
ـ حقائب المال لحماس
ـ زوجة وزير مع ملف
ـ لاول مرة: الوسيط يلتقي في اسرائيل مع سجين من حماس
ـ الشرطة تدعو الى اتهام هرباز بالتزييف
ـ الزيارة السرية في مركز رابين
ـ عندما يحرس الناتو طالبان
"معاريف":
ـ يتورطان
ـ المستشار القانوني للحكومة: قضية الخادمة تبرر لائحة اتهام
ـ المطاردة للخادمة
ـ نتنياهو يفكر بالسفر الى الولايات المتحدة بعد انتخابات الكونغرس
ـ جاء الى الجنوب لواء جديد
ـ المتسلل رقم 10.000
أخبار ومقالات:
نظرة على تدريبات وحدة "إيغوز": "كابوس حزب الله"
المصدر: "موقع يديعوت أحرونوت ـ حنان غرينبرغ"
" إن المقاتلون الذين شاركوا هذا الأسبوع في مناورة في منحدرات
الكرمل، يعرفون حرب لبنان الثانية فقط من الصور في التلفزيون. في حرب
العصابات أمام حزب الله، أي حديث يصبح مشبوها، والمقاتلون يتدربون على
معركة في مدى قصير. القادة: "هم لا يكذبون".
حتى بعد 35 كلم من الحركة في منحدرات الكرمل خلال 48 ساعة بدون نوم، في
درجة حرارة تبلغ أكثر من 30 درجة ومع بضع عشرات الكيلوغرامات من العتاد على
الظهر، مقاتلو وحدة إيغوز بقوا مركّزين جدا على مهمتهم. عندما "انفجرت"
عبوة ناسفة بالقرب من إحدى الفرق و"أصيب" تقريبا نصفهم، لم يتردد الآخرون
للحظة. رفعوا أصدقاءهم على أكتافهم وواصلوا التحرك إلى الأمام.
هذه النظرة النادرة لتدريب وحدة إيغوز الذي جرى هذا الأسبوع، تكشف كيف جرى
"كومندوس الجيش البري" على بعد مدى قصير أمام عناصر حزب الله. حيث يصف ضابط
كبير حضر المناورة، الخطة: "نعطيهم إحساسا يشبه كثيرا ما يحدث في الواقع.
لا يوجد أي تقديرات، ولا كذب، فقط هكذا يمكننا أن نكون مستعدين".
الجنود في الميدان، حزب الله لم يغيّر شيفرته الجينية
مقاتلو إيغوز الذين شاركوا هذا الأسبوع في المناورة، يعرفون حرب
لبنان الثانية فقط من الصور في التلفزيون. معظمهم كانوا في صفوف التعليم
وقت المعارك في بنت جبيل وفي مارون الراس. هذا الأسبوع كان دورهم الاستعداد
للحرب المقبلة، التي قد تكون مشابهة في بعض جوانبها بحرب صيف 2006.
علم الصواريخ النارية يحاكي منصات وعبوات
بدأ ذلك في المنطقة المعقدة في الكرمل، عبر حركة من وادي سعر وحتى سفوح جبل
حرمون. ساعات معدودة فقط قبل ذلك انتهى التدريب الذي جرى معظمه تقريبا بشك
حول ما هو متوقع، من خلال جهد جسدي وفكري هو الأصعب في الجيش الإسرائيلي.
"حزب الله لم يغيّر شيفرته الجينية المؤلفة من عمليات بواسطة عبوات، صواريخ
مضادة للدروع وحرب عصابات. رغم أنه استعد في منطقة مبنية، هو يتوقع العمل
في مناطق مفتوحة، معقدة، إطلاق الصواريخ باتجاه الداخل من هناك"، وصف
الضابط الكبير. وتابع: "يجب على هؤلاء المقاتلين أن يصلوا إلى هذه الأماكن
ويهاجمونها".
هذه العملية التي يصفها الضابط تُعتبر الأعقد وتتطلب مهارة عالية جدا، بدءا
من معرفة المنطقة، مرورا بتحمّل الطقس، وصولا إلى حمل أوزان ثقيلة. حيث
قال المقدّم شلومي، قائد الوحدة لـ واينت": "من الصعب جدا محاكاة الأمر
الحقيقي، لكننا نبذل كل جهدنا من أجل القيام بذلك بأكبر قدر من اقترابه من
الحقيقة، من خلال استخدام علم الصواريخ النارية، الذي يحاكي منصات إطلاق
وعبوات"، وأضاف: "الهدف هو تدريب الجندي على الإحساس بالمعركة ونسعى للقيام
بذلك بأفضل ما يمكن".
إلى ذلك، يعترف ضباط كبار في لواء غولاني، الذي تتبع الوحدة له، أن القوة
البشرية المؤلف منها، هي من النخبة في الجيش الإسرائيلي. يقول أحدهم:
"يشكّل هؤلاء (الجنود) مجموعة تتصف بالحزم، الجدية وفهم عميق بالمهمة، لا
تسمع منهم همسة عن المصاعب أو الضغط. ولأنهم هكذا، يمكن الذهاب معهم
إلى(أقصى) حدود القدرات"، "أضف إلى ذلك حقيقة أن القادة يأتون إلى هنا
ولديهم خبرة تنفيذية كبيرة، هذه ليست مهمتهم الأولى، ويمكن فهم العمل الذي
بإمكان هذه الوحدة القيام به".
خلال المناورة، وتحت شمس الكرمل الحارقة، اجتاز المقاتلون عشبا متشابكا
باشمئزاز وكل حديث أصبح مشبوها. ويقول أحد الضباط مشجعا الجنود، الذين أنهى
بعضهم تدريبهم قبل أسابيع معدودة فقط: "يجب الكثير من العدوانية للصمود في
هذه المهمات، هذا ليس بالأمر السهل".
"يقدسون السعي للالتحام"
وحدة إيغوز أنشئت منذ الخمسينيات بتوجيه ممن خدم آنذاك قائدا
للمنطقة الشمالية، اسحاق رابين، بغية القتال أمام العدو السوري. منذ ذلك
الحين مرّت الوحدة بكثير من التغييرات وأصبحت وحدة كومندوس مع تجديد
إنشائها قبل 15 عاما. منذ ذلك الحين أحرزت إنجازات كبيرة وحاولت الحفاظ على
طابعها. وهكذا على سبيل المثال، الوحدة لم تشارك في النشاط في يهودا
والسامرة، لأن ليس لديها امتياز للعمل في الوضع القائم. إذ وصف أحد الضباط
خاصية إيغوز: "منذ بداية إنشائها ، قدست الوحدة قيمة السعي للاشتباك،
للمعركة عن قرب، وباستثناء نوادر هنا وهناك، الأمور لم تتغير، فقط تحسنت".
في التدريب الذي بدأ يوم الأحد من هذا الأسبوع، وجّه مقاتلو ايغوز مروحيات
حربية اتجاه أهداف "مشبوهة" وتدربوا أيضا على العمل أمام طائرات حربية التي
هاجمت أهداف مهمة جدا، قدرة إضافية موجودة فقط في وحدات من هذا النوع.
سلاح الجو أيضا ساعد المقاتلين على إنزال العتاد بالمظلات.
قائد وحدة إيغوز، المقدم شلومي، يشعر بالاطمئنان جدا بالنسبة لقدرة جنوده.
كونهم لم يجربوا حربا هذا جيد، أتمنى أيضا أن لا يضطروا لتجربة ذلك، لكننا
نحرص على أن يكونوا على أفضل استعداد"، "نحن لا نسعى لتعكير الجو، الوحدة
تواصل تطوير قدراتها من مستوى المقاتل وحتى مستوى الوحدة بشكل يخدم تقريبا
كل مخطط أنظر إليه في الحرب المقبلة. ليس لدي شك أن الهدف هو أن في كل
معركة سنلتقي فيها معهم وجها لوجه، سنخرج منتصرين".
فرضية عمل الجيش الإسرائيلي هي أن عناصر حزب الله سيحاولون التخفيف قدر
الإمكان من المعارك المباشرة وجها لوجه. يقول ضابط رفيع: "ليس عبثا هم
يطوقون أنفسهم بالعبوات، صواريخ وحواجز، من أجل الحؤول دون وقوع اشتباك عن
قرب، فكابوسهم هو أن يصادفوا معركة أمام مقاتلي إيغوز". ويتابع: "قائد
الوحدة الذي يعرف جيدا جنوده، يعتقد أن مستواهم المهني عال جدا. ليس مهما
أن يكون هناك مجال لعدو كان يريد الالتقاء بنا".
من شاهد التدريب من هذا الجانب كان قائد لواء غولاني، العقيد أوفيك بوكريس،
الذي قاد بنفسه قبل نحو سبع سنوات الوحدة. العقيد بوكريس، الذي تجند في
اللواء البني كجندي في سرية الهندسة وأقفل دائرة مع تعيينه قائدا للواء في
الصيف الأخير، يذكر جيدا كونه أصيب إصابة بالغة خلال عملية "السور الواقي"
خلال نشاط في نابلس، الحادثة التي جعلته يحظى بوسام رئيس هيئة الأركان
العامة. لكن جراء ذلك، بتوزيع مباشر لهدف إيغوز، العقيد بوكريس يعرف جيدا
الساحة اللبنانية والعدو. هو يضع في ذهن مقاتليه فرضية العمل القاسي التي
تفيد أن الحرب ستندلع خلال فترة ولايته. وقد اعتاد على القول لجنوده: "في
حال حصل ذلك فعليا، فسنكون على أفضل استعداد، لأننا مستعدون لذلك، وإن لم
يحصل ذلك فنكون قد تدربنا بأفضل شكل ممكن".
ــــــــــــــــــــــــــــ
الموازنة الحقيقية لوزارة (الحرب) 135 مليار شيكل في سنتين
المصدر: "ذا ماركير الاقتصادية ـ موتي بسوك"
"على الرغم من أن موازنة
الدفاع هي المصاريف الأكبر في موازنة الدولة في كل سنة، تبذل المؤسسة
الأمنية جهوداً كبيرة من أجل إخفاء معطيات تخصها عن أعين الجمهور. قلّة هم
الذين يعرفون بالضبط كم أنفقت إسرائيل في الـ 2009 على الأمن، كم ستنفق هذا
العام وكم في الـ 2011 وفي الـ 2012. من تقصي The Marker ظهر أن الموازنة
الأمنية العامة ستلخص بحوالي 65 مليار شيكل في كل واحدة من السنتين
القادمتين، والمجموع أكثر من 130 مليار شيكل.
وذُكر في سجل الموازنة الجديد الذي نشرته المالية أول أمس لسنوات 2011
و2012 أن موازنة العسكر (الجيش الإسرائيلي ووزارة الدفاع) في العام 2011
ستُجمل بـ 49.4 مليار شيكل، وأن الموازنة في العام 2012 ستُجمل بـ 50.6
مليار شيكل. مع ذلك، كلا الرقمين لا يعكسان حقيقة إنفاق إسرائيل على الأمن.
من يتعمق في سجل الموازنة الجديد سيكتشف أن ميزانية المؤسسة الأمنية في
السنة القادمة ستكون 54.2 مليار شيكل، وأن هذه الميزانية ستزيد إلى 55.8
مليار شيكل في العام 2012ـ أكثر بكثير من الأرقام الرسمية.
هذه الفجوة الكبيرة بين الأرقام نابعة من الإمتياز الخاص الذي تستفيد منه
وزارة الدفاع: بيع عتاد عسكري ـ منظومات أسلحة، عتاد حربي وعتاد آخرـ لدول
في العالم. جزء من هذا المُقابل الذي تحصل عليه من جراء هذه المبيعات لا
تنضم إلى الموارد المالية التابعة للدولة، بل تذهب مباشرة إلى موازنة
الدفاع. ويُتوقع أن تحصل الموازنة في العام 2011 على مُقابل من بيع العتاد
العسكري بمجمل 5 مليار شيكل، وفي العام 2012 يُتوقع أن تُنتج المبيعات 5.3
مليار شيكل.
لكن أيضاً كل الأرقام الأخيرة لا تعكس الكلفة الحقيقية للدفاع وللموازنة
ولمواطني الدولة. تغيب عنها ميزانيات الموساد، الشاباك وجهات أمنية أخرى،
وتغيب عنها ميزانية الشرطة المخصصة لأمور أمنية واضحة، ميزانية قيادة
الجبهة الداخلية، صندوق لاستيعاب جنود مسرحين، مساعدة صناعات أمنية في حالة
أزمة (مثل صناعة) وغيرها.
بالإضافة إلى ذلك، في كل السنوات الأخيرة تلقت المؤسسة الأمنية إضافات
موازنة كبيرة، بالإضافة إلى الموازنة السنوية المقررة لديها، التي تصل إلى
مليارات الشواقل في السنة. معظم الإضافات، التي أُعطيت في سياق غير واضح،
يمكن إكتشافها في تأخر إصدار التقرير السنوي للمحاسب العام. وقبل عدة سنوات
وجّه مراقب الدولة إنتقاداً لاذعاً على هذه الإضافات، لأنها تحصل بشكل عام
وفقا لاتفاقيات مباشرة بين رئيس الحكومة ووزير الدفاع.
وفي تقدير حذِر يمكن تحديد أنه يجب إضافة حوالي 10 مليار شيكل إلى موازنة
المؤسسة الأمنية في كل واحدة من السنتين القادمتين من أجل أخذ تقدير واضح
على نفقات الدفاع لإسرائيل ـ هذا وبدون التطرق لخسارة الإنتاج النابعة من
خدمة جنود إلزاميين وإحتياطيين، المقدّرة من قبل الديوان المركزي للإحصاء
بـ 11 مليار شيكل في السنة.
ذروة التوجه
ميزانية الجيش الإسرائيلي مكونة من ثلاثة أقسام: ميزانية بالشواقل
من مصادر إقتصادية، أموال المساعدة الأمريكية ونفقات محددة بالإيرادات.
وفي العام 2010 كانت موازنة الدولة من مصادر إقتصادية (موازنة بالشواقل)
37.8 مليار شيكل. ميزانية المؤسسة الأمنية من المصادر الثلاثة كانت 53.2
مليار شيكل.
وخلال العقد الماضي تغير تركيب الإستخدامات التي توجه وزارة الدفاع
ميزانيتها إليها. وعلى الرغم من الإنخفاض في القوة البشرية، خاصة وسط
السكان المدنيين عمال الجيش الإسرائيلي، حصل إرتفاع متواتر في موازنة
الدفاع في عناصر كلفة الأداء الجاري بشكل عام وفي كلفة القوة البشرية بشكل
خاص.
جزء آخذ بالزيادة هو ميزانية التقاعد، التي تتضخم بأكثر من 200 مليون شيكل
في كل سنة. وفي المقابل، في كل عام يُسجّل زيادة هامة في نفقات أقسام
التأهيل. ومن المتوقع أن تُجمل هذه النفقات بـ 4.32 مليار شيكل في الـ
2011. كنتيجة لذلك، في كل سنة تبقى ميزانية شاغرة أصغر للشراء والتزوّد.
الأرقام بحد ذاتها مدهشة. في العام 2010 خصصوا 40.8% من ميزانية المؤسسة
الأمنية بالشواقل للرواتب، 12.8% للتقاعد و11.3% لإعادة التأهيل. وفي
المجمل خصصوا 64.9% من ميزانية المؤسسة الأمنية بالشواقل- الثلثين تقريباً-
لشؤون قوة بشرية. فقط 30.5% من الميزانية أُنفقت لصالح الشراء ونسبة قليلة
4.6% للبناء. ومن الصعب معرفة كيف تخطط المؤسسة الأمنية لتوزيع الموازنة
في السنتين القادمتين: الموازنة لا تتضمن تفصيلاً من هذا النوع، الذي يُنشر
بعد تنفيذه فقط.
توزيع ميزانية المؤسسة الأمنية هو ذروة التوجه التي إستمرت أكثر من 20
سنة. قدّرت النفقات في العام 1985 لشؤون قوة بشرية بـ 41.8% فقط من
الميزانية بالشواقل (34.5% للرواتب و7.3% لإعادة التأهيل)، فقد إرتفعت في
العام 1990 إلى 49.2%. وفي العام 2002 بلغت نسبة النفقات لشؤون قوة بشرية
حوالي 58.1% من مجموع الموازنة، وفي العام 2007 وصلت إلى 67% (42.2%
للرواتب، 12.6% للتقاعد و12.2% لإعادة التأهيل).
ويبرز موضوع إضافي في الموازنة هو سن التقاعد للخدمة الدائمة. فمتوسط سن
التقاعد اليوم في الجيش الإسرائيلي هو 46 سنة، ومتوسط سن التقاعد في القطاع
العام هو 61 سنة. كما يحصل عناصر الخدمة الدائمة على مخصصات تقاعد
موازناتية لمدة 36 سنة على خدمة 25 سنة، مقابل 20 سنة على خدمة 35 سنة في
القطاع العام.
وفي آب 2010 وصلت المالية والمؤسسة الأمنية لإتفاق يحدد أن متوسط سن
التقاعد لكل جنود الخدمة الدائمة سيرتفع تدريجياً، إلى أن يصل إلى 50 سنة
في العام 2029. السن الأدنى للإحالة للتقاعد للجنود غير المقاتلين، الذين
يشكلون 55% من مجمل جنود الخدمة الدائمة، سيستمر بالإرتفاع إلى أن يصل إلى
48 في العام 2020. كما حُدّد في الإتفاقية أن الجيش الإسرائيلي سيجعل على
الأقل 750 وظيفة أركانية وجبهة داخلية سيجعلها مدنية في السنوات القادمة.
ويحدّد قانون الترتيبات الجديد أربعة فئات للتمييز بين جنود الجيش
الإسرائيلي: مقاتلون، مساندو قتال، جنود يخدمون في تخصصات مطلوبة وجنود
آخرين. وبحسب قانون الترتيبات، وزير الدفاع سيحدد حتى نهاية العام 2012،
بمصادقة الحكومة، التصحيحات التي بحسبها سيتم تصنيف عناصر الخدمة الدائمة
لكل واحدة من الفئات الأربعة. لكل فئة سيكون هنالك سن أدنى مختلف للتقاعد:
42 سنة للمقاتلين، 45 للجنود مساندي قتال، 46 للذين يخدمون في مهن مطلوبة
و48 للجنود الآخرين.
في المالية غاضبون
لدى وزارة المالية إدعاءات
مختلفة في موضوع موازنة الدفاع ـ بدءا من ارتفاعها وصولا إلى طريقة
إستخدامها. وفي النشرة الدورية للمالية المخصّصة لموازنة الدفاع، التي
نُشرت أول أمس تحت عنوان "أمن مواضيع غير مصنفة"، أعطت المالية حرية لجزء
من إدعاءاتها.
فيما يتعلق بتقارير المؤسسة الأمنية للكنيست، تحدد المالية أن "وزارة
الدفاع ملتزمة بإبلاغ الكنيست فقط بعد حصول التغييرات الموازناتية حتى مبلغ
محدد، مقابل بقية وزارات الحكومة الملزمة بتصديق أو إبلاغ من البداية،
الذي يتيح توقيف العمل من قبل الكنيست. أسلوب الإبلاغ بعد الحادث يقلّص من
إمكانية تنفيذ الكنيست لمهمتها كمراقب ومفتش على موازنة الدفاع كجزء من
موازنة الدولة".
وتضيف المالية أنه في إطار مناقشات الحكومة حول الخطة الإقتصادية للسنتين
القادمتين، قدمت الوزارة للحكومة إقتراح قانون لتحسين الرقابة المدنية على
تطبيق موازنة الدفاع في كل ما يتعلق بأداء الرواتب في الجيش الإسرائيلي،
وفي أنظمة إلتزام المناقصات وكذلك المراقبة الموازناتية التي تتم من قبل
مُراقب وزارة الدفاع. وبحسب المالية، فقد قررت الحكومة رفض الإقتراح.
وحول إجراء القرارات في مسألة مشاريع إغناء الموازنة تقول المالية: "وزارة
الدفاع تتخذ قرارات حول مشاريع إستراتيجية بعيدة المدى، بتكاليف مليارات
الشواقل، في إطار نقاشات داخلية في الجيش الإسرائيلي وفي وزارة الدفاع،
بدون رقابة كافية على إتخاذ القرارات. هذه القرارات تحدد موارد، تقلّص
المرونة الموازناتية ومن هنا القدرة على مواجهة أوضاع أمنية ووضع إقتصادي
متغير".
وبالفعل تدّعي المالية أن مستوى التفتيش والمراقبة على ميزانية الرواتب
والتقاعد في الجيش الإسرائيلي ليس جيداً، بتعبير يخفف وطأة تأثير الكلام.
وسبب ذلك هو حقيقة أن المراقبة على الموازنة موجودة بين يدي الجيش
الإسرائيلي نفسه. ويضيفون في المالية أن قانون إلتزام المناقصات في المؤسسة
الأمنية القانون المقابل في الخدمة العامة في كل ما يتعلق بالأمور
علانية وشفافية إجراء الشراء، وفي إستخدام أسلوب شراء متقدم. كنتيجة،
"الشفافية والعلانية المطلوبة من وزارة الدفاع في إجراءات الشراء منخفضة
جداً وأحياناً غير موجودة أبداً. بالإضافة إلى ذلك، أساليب الشراء في وزارة
الدفاع قديمة".
وبحسب المالية، الإنفاق المرتفع للأمن في إسرائيل- سواء مقارنة بدول أخرى
وسواء بشكل مطلق- يوجِد تأثير كبير على النشاط الإقتصادي في الإقتصاد.
وكُتب في النشرة، "توجيه قسم كبير هكذا من مصادر الإقتصاد إلى إنفاق أمني
يحفّز بشكل مباشر إستثمارات في مجالات أخرى ذات أهمية قومية، بشكل عام هذا
إستثمار في جهات مسببة نمو وكذلك جهات ذات أهمية إجتماعية. كما أشار باحثون
إقتصاديون إلى أن إنفاق أمني عال هو سبب معوّق خطير للنمو الإقتصادي".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
صفقة السلاح الأميركي للسعودية مفيد لإسرائيل
المصدر: " الاذاعة الاسرائيلية"
" أكدت مصادر سياسية إسرائيلية رفيعة المستوى أن إسرائيل لا
يمكنها منع صفقة الأسلحة الضخمة التي تنوي الولايات المتحدة الأميركية
عقدها مع العربية السعودية, مضيفة أن خطوات ستتخذ لكي تتضمن واشنطن تفوق
إسرائيل النوعي عسكرياً وعدم شمل الصفقة وسائل من شأنها تهديد إسرائيل,
وكانت إدارة الرئيس أوباما أبلغت الكونغرس الأميركي بنيتها تنفيذ الصفقة
التي تشتمل على إمداد الرياض بعشرات الطائرات المقاتلة من طراز اف 15 وأكثر
من مئة وأربعين مروحية من طراز أباتشي وبلاك هوك بالإضافة إلى مروحيات
خفيفة.
ابلغت إدارة الرئيس أوباما الكونغرس اعتزامها إبرام صفقة طائرات ضخمة مع
العربية السعودية, وتؤكد أن الصفقة لا تتعارض مع المصالح الأمنية
الإسرائيلية وتشكل رسالة تحذيرية لخصوم واشنطن في المنطقة, صفقة الأسلحة
هذه الأكبر من نوعها في تاريخ أميركا. مع محرر شؤون الشرق الأوسط يوسي
نيشان.
ليوسي نيشان: الحديث عن أضخم صفقة أسلحة في تاريخ الولايات المتحدة, إدارة
الرئيس أوباما أعلنت رسمياً أنها أبلغت الكونغرس اعتزامها إبرام صفقة سلاح
ضخمة مع العربية السعودية تصل قيمتها إلى ستين مليار دولار. الصفقة تشمل 84
طائرة حربية من طراز اف 15 وتحسين قدرات 70 طائرة من طراز اف 15 لدى
السعودية لكنها بحاجة إلى معدات أكثر حداثة, كما تشمل 70 طائرة من طراز
أباتشي و72 من طراز بلاك هوك. الصفقة تشكل من جهة رسالة تحذيرية أميركية
إلى طهران ومن جهة أخرى لا تتعارض مع المصالح الأمنية الإسرائيلية التي تم
إطلاعها مسبقاً على تفاصيلها.. الصفقة تشكل رسالة قوية بدعم واشنطن لأمن
حلفائها من جهة ورسالة تحذيرية للأعداء الإقليميين.. وجاء فيها: الصفقة
رسالة قوية لدول المنطقة بأننا ملزمون بدعم أمن حلفائنا الرئيسيين في
الخليج العربي والشرق الأوسط كما تحسن قدرات السعودية لدرء الأخطار المحدقة
بحدودها ومنشآتها النفطية الحيوية بالنسبة لمصالحنا الاقتصادية.
محللون خليجيون يعتبرون الصفقة بأنها أولاً رسالة رادعة. صفقة الأسلحة بين
واشنطن والعربية السعودية رسالة دعم أميركية لحلفاء واشنطن في منطقة الشرق
الأوسط, ورسالة تحذيرية إلى طهران".
ـــــــــــــــــــــــــ
إلى أن تصل الأسلحة إلى السعودية تكون إيران قد حسمت الوضع
المصدر: "موقع تيك دبكا"
" صفقة السلاح الأكبر منذ تأسيس الولايات المتحدة، بمبلغ 60 مليار
دولار، وفيها تبيع الولايات المتحدة إلى السعودية 84 طائرة حربية، 19ـ أف
15 ومروحيات، أنواع مختلفة من الصواريخ، ومنظومات رادارات متطورة، تهدف
أكثر من أي شيء إلى وقف التمدد الإيراني في الخليج ووضع منظومات أسلحة
بحوزة السعودية تردع أو تصد هجوم إيراني على السعودية، وإعطاء دفعة تشجيع
للاقتصاد الأميركي ومنع إقالة عمال الصناعات العسكرية الأميركية. هذا رأي
خبراء عسكريين غربيين وفي الخليج.
تقول المصادر العسكرية أن الصفقة صحيح أنها ستحول سلاح الجو السعودي ليس
فقط إلى الأكبر في الخليج، بل أيضا تعطيه القدرة على العمل عسكريا في
الأجواء الإيرانية في رد على هجوم إيراني على حقول النفط السعودية، لكن
سلاح الجو السعودي، حتى في معاييره الجديدة لا يستطيع أن يهاجم، او ان يوقف
البرنامج النووي الإيراني.
وتقول جهات في الخليج، أن المشكلة الإستراتيجية للسعودية هي ليست إذا كانت
تملك منظومات أسلحة متطورة جدا بكميات كبيرة إلى هذا الحد، بل القنبلة
النووية الإيرانية، وحقيقة أن إيران اليوم تتصرف سياسيا وعسكريا في الشرق
الأوسط، كما لو أنها تملك سلاح نووية عملي.
وتؤكد المصادر العسكرية أن صفقات الأسلحة الكبير التي بلغت مليارات
الدولارات والتي جرت في العقد الأخير بين السعودية، بريطانيا، فرنسا،
روسيا، وألمانيا، حظيت بتغطية واسعة جدا، لكن لم تصل ولا مرة إلى النهاية.
وأضافت المصادر، في الواقع زودت السعودية بكميات اقل بكثير من الأسلحة،
والسعودية دفعت مقابلهم مبالغ اقل بكثير مما نشر.
وأشارت المصادر، أن سلاح الجو السعودي، وليس الجيش السعودي يستعد لاستيعاب هذه الكميات الكبيرة من منظومات الأسلحة الجديدة.
لا يوجد لسلاح الجو السعودي ما يكفي من الطيارين لاستخدم عشرات الطائرات
الحربية الإضافية والمروحيات، ولا توجد قوة عاملة قادرة على تشغيل
المنظومات الالكترونية المتطورة التي على وشك الحصول عليها من الأميركيين.
حقيقة أن إسرائيل لا تعارض، للمرة الأولى منذ 40 سنة الأخيرة هذه الصفقة، هناك سببين:
1.إسرائيل لا تستبعد أبدا إمكانية، أن تكون السعودية حليفة مهمة لها في حال الحرب مع إيران أو مع حزب الله.
وقد نشرت مصادر عسكرية في الغرب في الأشهر الأخيرة احتمال أن تزود الطائرات
الإسرائيلية بالوقود في المطارات العسكرية السعودية في طريقها إلى إيران
وأثناء العودة.
في المقابل نشرت معلومات عن لقاءات تنسيق استخبارية جرت في الفترة الأخيرة
بشكل ثابت بين رئيس جهاز الاستخبارات السعودية الأمير مقرن بن عبد العزيز،
ورئيس الموساد الإسرائيلي مئير دغان.
وقد نشر أول من أمس في إسرائيل أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو سيمدد
ولاية رئيس الموساد دغان لسنة إضافية، أي حتى صيف 2011، بسبب قرارات سياسية
وأمنية حاسمة وصفت بأنها "حساسة" ستواجهها إسرائيل في العام المقبل. وتشير
مصادر استخبارية، أن الإعلان عن هذا التمديد غير العادي جاء في ذروة
التوتر العسكري بين إسرائيل وإيران، زيادة التوتر العسكري بين الولايات
المتحدة وإيران، الذي ظهر في السابع عشر من الشهر الحالي بوضع حاملة طائرات
أميركية " USS Abraham Lincoln" مقابل إيران، ومع زيادة التوتر الداخلي
والعسكري في لبنان.
ويوم أمس قال قائد فرقة الجليل العميد يوسي بكر، أن الجيش الإسرائيلي اعد خطط لاحتلال جنوب لبنان، وتدمير حزب الله.
مصادر استخبارية غربية أشارت أن جزء من التوتر العسكري في المنطقة، هجوم
"السايبر" بواسطة فيروس Stuxnet على الأجهزة النووية والعسكرية الإيرانية.
جهات عسكرية في الغرب وفي الخليج تتفق، انه في الخليج الفارسي والشرق الأوسط أيضا، تعززت هذا الأسبوع مؤشرات حرب جديدة في المنطقة.
وأشارت هذه المصادر، يبدو انه إلى حين وصول منظومات الأسلحة الأميركية
الجديدة إلى السعودية، الحسم بخصوص البرنامج النووي الإيراني، حزب الله في
لبنان، سيكون قد حدث".
ـــــــــــــــــــــــــ
الشخص الذي لا بديل عنه، مائير دغان
المصدر: "يديعوت أحرونوت ـ رون بن يشاي"
" القيادة الأمنية في إسرائيل تواجه مرحلة صعبة، يتم فيها تبديل
بعض رؤوساء الهيئات الأساسيين، من بينهم رئيس الموساد. مائير دغان لم يسع
لتحضير بديل، والآن نتانياهو قرر ثانية أن لا يقرر، إذ يدرس حشره في
الزاوية وإبقائه في هذا المنصب. رون بن يشاي يحصي المرشحين لرئاسة الموساد
وداعميهم.
الظروف والقرارات التي اتخذتها حكومات إسرائيل في السنوات الأخيرة أنتجت
وضعا غير سليم، بعبارة أخف وطأة، في القيادة الأمنية - الإستخبارية لدولة
إسرائيل. فمن المفترض استبدال كل المدراء الكبار ومتخذي القرارات المسؤولين
عن تحديد السياسة والنشاط التنفيذي في أهم منظمات الأمن القومي، وذلك في
غضون نصف عام. أشخاص متمرسون حيث كل واحد منهم وجميعهم سجلوا لصالحهم
نجاحات مؤكدة في مجالاتهم، سيتركون مكانهم لربابنة عمل جدد. هؤلاء مؤهلون
إلى حد ما، سيحتاجون إلى الإعداد بغية درس المنظمة التي سيترأسونها وخطط
عملها والتعرّف على أفرادها وقدراتهم حتى في المستويات الميدانية. من يتذكر
النتائج الفتاكة التي حصلت في فترة حرب لبنان الثانية، لن يجد صعوبة في
فهم إلى أي حد سيكون الوضع الذي سينتج قريبا إشكاليا جراء ضم رئيس حكومة،
وزير دفاع ورئيس هيئة أركان عامة جدد وغير متمرسين.
فبعد نحو شهر سينهي رئيس "أمان" الحالي، اللواء عاموس يدلين، خدمته في
الجيش الإسرائيلي. المسؤول عن تقدير الوضع القومي سينقل هذا المنصب إلى
اللواء أفيف كوكبي. بعد شهر على ذلك، في كانون الأول 2010، من المفترض أن
ينهي مائير دغان، الذي يتولى الاهتمام بمسألة التهديد الإيراني وظيفته. في
غضون ذلك، لم يُحدد بديلا له. وبعد مرور حوالي شهرين آخرين، في شباط 2011
سيحلّ اللواء يوآف غالنت مكان الفريق غابي أشكنازي في مكتب رئيس هيئة
الأركان، وقبل وقت قصير من ذلك سيحلّ اللواء يائير نافيه مكان اللواء بني
غينتس كنائب لرئيس هيئة الأركان؛ وبعد شهرين ونصف على ذلك، في أيار 2011،
من المفترض أن تصل جولة التبديلات إلى نهايتها عندما ينهي رئيس الشاباك،
يوفال ديسكين منصبه، الذي لم يُعيّن بعد بديل له.
كل ذلك سيحصل في عام 2011، العام المفترض أن تتُخذ فيه قرارات مهمة
بالمسألة الإيرانية، الذي ستجري فيه مفاوضات حول تسوية دائمة مع
الفلسطينيين في حين أن الجبهة الشمالية مهددة بالاشتعال من أي شرارة وفي
حين أن غزة ما زالت تشكّل قنبلة موقوتة. وليس عبثا أن حدد وزير الدفاع
باراك عام 2011 كـ "عام الحسم". هذا التنبؤ ربما سيخطئ في نهاية المطاف،
لكن احتمال الانفجار قائم.
باراك يعرف جيدا الوضع الحساس الذي سينتج مستقبلا في القيادة الأمنية، لكن
رغم ذلك، ورغم التصادمات والجو المكفهر السائد في الجيش الإسرائيلي، والذي
بلغ ذروته بقضية "وثيقة غالنت"، فإن وزير الدفاع لم يتردد كثيرا قبل اتخاذه
القرار بالقبول بالتصديق لرئيس الحكومة على إنجاز جولة التعيينات في الجيش
الإسرائيلي وفي الحال. يمكن أخذ انطباع أنه كان لهذا القرار، إلى جانب
دوافع شخصية (الرغبة بالإظهار لأشكنازي وللجيش من هو صاحب البيت)، كذلك
دوافع عملية. باراك شعر أن طالما هو يترأس المؤسسة الأمنية فبإمكانه أن
يحجب عبر تجاربه وحكمته فترة تعليم وتهيئة المسؤولين الكبار في هيئة
الأركان لوظائفهم الجديدة. هو أيضا يعتمد على فهمه للجيش الإسرائيلي
والتجربة الكبيرة التي راكمها كلا من غالنت، يائير نافيه، كوكبي، وقادة
المناطق في مناصبهم السابقة، مما يضمن دخولهم بشكل جزئي وسريع نسبيا إلى
الوظيفة.
ثمة وضع مشابه قائم في الشاباك. ففي القيادة الحالية للمنظمة، هناك على
الأقل ثلاثة مرشحين "طبيعيين" وجيدين الذين يستعد ويريد يوفال ديسكين
التوصية بهم على أن بإمكانهم في أي لحظة الدخول إلى نعليه (الكبيرتين،
ينبغي القول). من المنطقي الافتراض أن سيكون لتوصيته هذه قيمة كبيرة بنظر
نتانياهو وقد تلقى قبولا أيضا من باراك. إذا أصبح هذا الاعتبار موضوعيا
وعمليا، وإذا استمر الهدوء النسبي في النطاق الإرهابي في المناطق، كل ما
سيضطر نتانياهو وباراك لفعله هو اختيار واحد من الثلاثة الذين يوصي بهم
ديسكين وذلك بعد نحو نصف عام. هذا مع الأخذ بعين الاعتبار تلاؤم المرشح مع
الظروف التي سيضطر الشاباك للعمل فيها بدءا من أيار 2011 فيما يتعلق
بالتطورات في العملية السياسية وبالوضع في غزة.
"لائحة قصيرة" للمرشحين لرئاسة الموساد
الأمر مختلف فيما يتعلق بالموساد. مائير دغان، في السنوات
الثمانية في منصبه، لم ينجح، وربما أيضا لم يسع حقا، لتهيئة وريث "طبيعي"
له. وكما هو معروف، لا يوجد حاليا في الموساد شخص، دغان مستعد للاعتماد
عليه بثقة تامة وتوصية الزعماء السياسيين به. كذلك ليس لدى نتانياهو، الذي
يتحمل مسؤولية منظمة الاستخبارات والمهمات الخاصة، وليس لدى وزير الدفاع
باراك مرشحا أو مرشحان مقبولان وموافقا عليهما من بين أفراد المنظمة الذين
يجب اختيار واحد من بينهم. لا داع للعودة لاستعراض الإبعاد وخبط الباب وراء
القناصين الذين كانوا في الموساد في السنوات الأخيرة والذين أدوا بنا إلى
الوضع الحالي. النتيجة هي أن اليوم فقط اثنان، اللذان استقالا من المنظمة،
معدودان على "اللائحة القصيرة" للمرشحين لخلافة دغان وهما "ت"، الذي ترك
لأنه لم يتم التأكيد له أنه سيخلف دغان عندما تحين الساعة، وحاغي هداس،
ممثل رئيس الحكومة لمساعي إطلاق جلعاد شليط. "اللائحة المصغّرة" تضم أيضا
مرشحين ليسوا من أفراد الموساد في السابق ولا في الحاضر وهما رئيس "أمان
المستقيل، اللواء عاموس يدلين ورئيس الشاباك الحالي يوفال ديسكين.
حتى الآونة الأخيرة، وكما يبدو أن أيضا حاليا، يدلين هو المرشح المفضّل
بنظر وزير الدفاع باراك، لأن لديه معرفة معمقة وطويلة الأمد بالموساد وبخطط
عمله خارج حدود دولة إسرائيل. والأمر الذي لا يقل أهمية عن ذلك، هو أن
بصفته رئيس "أمان" كان يدلين وعناصره العملاء والمقدّرين الأساسيين
للمعلومات التي جمعها الموساد. بسبب ذلك، يدلين يعرف جيدا، وربما أكثر من
أي شخص آخر القيود والمخاطر - وأيضا الفرص - التي يتميز بها عمل الموساد.
كل هذه الأمور تؤكد، على الأقل نظريا، أن في حال حلّ يدلين مكان دغان فهو
لن يحتاج إلى تعلم وتحضير طويلين قبل أن يقفز إلى المياه العميقة لعملية
إحباط البرنامج النووي والتآمر الإيرانيين. عيب يدلين الأساسي هو الاستنزاف
البشري الذي اضطر لاجتيازه في الوظيفة المزعجة لرئيس "أمان".
في موازاة ذلك، يدرسون في محيط نتانياهو بجدية أيضا ترشح رئيس الشاباك.
فبالإضافة إلى التجربة العامة متعددة السنوات التي يملكها في مجال عمل
الاستخبارات، ديسكين يعرف أيضا جيدا ومن الداخل عمل الموساد. لا سيما في
مجال الإحباط التنفيذي. فهو اكتسب علما وتجربة في هذا المجال عندما، قبل أن
يتعين رئيسا للشاباك، تمت استعارته، بطلب من دغان، من اجل الاستشارة
والتخطيط في مجالات تنفيذية حساسة. نتائج عمله في تلك الفترة تعطي
تأثيراتها أيضا اليوم في نشاط الموساد. العيب في ترشحه هو عدم اكتسابه
تجربة نسبية في تشغيل عملاء ونشاط في "بلاد المنشأ" (مثلا في أوروبا)، في
العمل المعقد بالحصول على معلومات حول بلاد بعيدة تحت الهدف، مثل إيران،
وكذلك التجربة والمعرفة المتدنية نسبيا بالعلاقات المعقدة والتعاون مع جهاز
الاستخبارات الأميركية وأجهزة استخبارات أخرى.
رئيس الحكومة: هل سيبقى دغان حتى الصيف؟
هذه الاعتبارات، ولا سيما معرفة الأهمية الخطيرة للموساد والوزن
النوعي الشخصي لرئيس الموساد عشية الحاجة المذكورة لاتخاذ قرارات خلال
السنة القادمة بخصوص الشأن الإيراني وتأثير الأميركيين بالاتجاه الذي ترغب
به إسرائيل، توّلد حيرة وصراعا داخليا كبيرا لدى كل من نتنياهو وباراك. ليس
فقط بالنسبة إليهما، وإنما لدى وزراء محدودين أعضاء في السباعية وعلى
رأسهم وزير شؤون الاستخبارات "دان مريدور". ولكن نتيجة هذه الحيرة
والصراعات الداخلية يدرس حاليا رئيس الحكومة احتمال التأجيل لغاية الصيف.
أي تمديد مدة ولاية رئيس الموساد حتى الصيف القادم.
من خلال هذه الخطوة، يأمل رئيس الحكومة، كما يبدو بالتشاور مع باراك، تحقيق
هدفين: الأول، منع وضع تتبدل فيه كل "الهامات" في المؤسسة الأمنية وجهاز
الاستخبارات ويجتازون فترة الدراسة والتكيف مع قادتهم خلال فترة زمنية
قصيرة. والثاني، التمسك بمهمة دغان المتمرس والمحنك حتى بالتواصل مع
الأميركيين حتى لمرحلة، على ما يبدو الصيف القادم، حيث سيضطرون في القدس
وفي واشنطن لاتخاذ قرارات فيما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني. وسيتضح في
هذه المرحلة كم لها تأثير العقوبات الاقتصادية على إيران وحينها ستحصل
تداولات خطيرة في محور القدس-واشنطن-أوروبا حول ماذا يجب فعله في السياق.
وإذا كان الأمر متعلق برئيس الحكومة فقط فمن المنطقي الافتراض أن تمديد مدة
ولاية رئيس الموساد لعشرة أشهر إضافية ستكون مطروحة على الطاولة للموافقة
عليها. ومن المنطقي أيضا الافتراض أن دغان لن يرفض في حال عُرض عليه هذا
الأمر. لكن نتنياهو يخاف عن حق من المعارضة في الحكومة وفي الكابينت من
السير خطوة بعيدة المدى لا مثيل لها كهذه.
وفي شهر حزيران من العام 2009، عندما مددت الحكومة بناءا على طلب نتنياهو
مدة ولاية مائير دغان لسنة ونصف، عارض بعض الوزراء القرار مدعين أن دغان قد
استنفد كل طاقاته وأن تمديد ولاياته أفسدت الموساد وأضعفت قدرته في تطوير
مبادرات جديدة والعمل بموجبها. فبعد اتخاذ القرار في 2009، خلافا لرأيه خرج
وزير المالية، "يوفال شتاينتس"، بتصريح حاسم جاء فيه أن فترة ولاية رئيس
الموساد لن تُمدد مرة أخرى. وبناءا على ذلك، قرر نتنياهو هذه المرة تقصي
الساحة السياسية والشعبية قبل أن يقترح على الحكومة مشروع تمديد فترة ولاية
دغان مرة أخرى. وقد نُشر اليوم في صحيفة "هآرتس" بيانا جاء فيه أن "بلورة
اتفاقية" لتمديد فترة الولاية هي بالون تجربة. كما وان ردة الفعل حول
البيان من شأنها أن تحدد في الأيام القريبة إذا ما كان دغان سيغادرنا بعد
شهرين أو سيبقى حتى الصيف القادم".
ـــــــــــــــــــــــــ
تهديد الفلسطينيين باعلان الدولة، لا طائل منه
المصدر: "إسرائيل اليوم – دان مرغليت"
" عند مواجهتهم طريقا مسدودا في مسيرة المفاوضات السياسية، يمتنع
الفلسطينيون عن استيضاح المشكلة على اساس تلطيف حدة مواقف الطرفين وينسحبون
الى زاوية الخطى احادية الجانب لان يقيموا لهم دولة بمشورتهم أنفسهم، مضاف
اليها تأييد دولي جزئي. الجمود الحالي في المفاوضات والغاء لقاء بين
بنيامين نتنياهو ومحمود عباس أعادهم الى التسلي بهذه الافكار الجديدة –
القديمة، كما كشفت النقاب أول أمس "نيويورك تايمز" على أساس معلومات قدمتها
لها د. حنان عشراوي.
أصحاب الخيال في رام الله يسعون الى السير في مسار الحاضرة العبرية في
سنوات الانتداب البريطاني. المطالبة بقرار من الجمعية العمومية للامم
المتحدة مثل ذاك الذي اعلن عن اقامة دولة يهودية وعربية في تشرين الثاني
1947. المطالبة بحسم في مجلس الامن، ومطالبة المحكمة الدولية في لاهاي
التعامل مع السلطة الفلسطينية في رام الله وكأنها دولة سيادية بكل معنى
الكلمة.
كل حكومات اسرائيل (والغرب، وكذا روسيا والصين) رفضت الخطة الفلسطينية
احادية الجانب. واسبابها معها. ليس فقط لان هذه الخطة احادية الجانب تتعارض
والاتفاقات المختلفة، وعلى رأسها ما وقع في اوسلو بل لانها ستكون مصدرا
لنزاع يتدهور نحو العنف. أفلم تتعلم السلطة الفلسطينية الدرس من الخطوة
احادية الجانب (لاسرائيل) مثلما وجد الامر تعبيره في اخلاء غوش قطيف وانتهى
بسيطرة حماس على قطاع غزة؟
واضح أنه اذا اختار الفلسطينيون طريقا جديدا احادي الجانب، فانهم سيثقلون
على الساحة الدولية والاسرائيلية، وعلى أنفسهم ايضا. وهكذا فانهم يعفون
بنيامين نتنياهو من كل التزام أخذه على عاتقه اسلافه. خطوة احادية الجانب
تمنح شرعية لخطوات مضادة احادية الجانب.
هم يصبحون دولة بمشورتهم أنفسهم؟ اسرائيل تضم الكتل الاستيطانية بمشورتها نفسها، والامال بالجيرة المعقولة دون عنف تتحطم.
بقدر ما في الخطوة الفلسطينية احادية الجانب من ضرر، فان اسرائيل ستجد فيه
ايضا ربحا معينا. فهي لن تكون مسؤولة عن الوضع في يهودا والسامرة وعن أي
شيء، من الابرة وحتى رباطة الحذاء.
يبدو أن الفلسطينيين ايضا يفهمون بان خطوة احادية الجانب ستعظم العبء الذي
يأخذونه على أنفسهم. التهديدات ليست أكثر من مناورات للي ذراع اسرائيل على
طاولة المفاوضات وفي ظروف مريحة للفلسطينيين. هذه تهديدات عابثة. الطرفان
يعرفان ذلك".
ـــــــــــــــــــــــــ
الجيش الإسرائيلي سيقوم بتدريب الضباط لتقليص عدد الإصابات المدنية!!!!
المصدر: "جيروزاليم بوست ـ يعقوب كاتس"
" المقررات الأولى ستبدأ في كانون الأول، وقد تمّ إيجاد مناصب
جديدة بعد موجة الانتقادات التي تلت سقوط الضحايا في عملية الرصاص المسكوب.
بعد حوالي السنتين من الانتقادات الدولية القاسية فيما يخص الضحايا
المدنيين الذين سقطوا خلال عملية الرصاص المسكوب التي تمّ شنّها ضدّ حماس
في قطاع غزة، قرّر الجيش الإسرائيلي البدء بتدريس أوّل مقرّر من نوعه لعمل
عسكري جديد سيتّم إدخاله في الألوية والكتائب القتالية بهدف محاولة تقليص
سقوط هكذا ضحايا. والهدف من هذا المنصب الجديد هو مساعدة إسرائيل في تقليص
الأذى الذي قد يطال المدنيين في أيّ عمليات مستقبلية في لبنان وسوريا وقطاع
غزة.
هذا الضابط الذي يدعى "ضابط التنسيق مع المدنيين" سوف يكون على الأغلب
ضابطاً برتبة نقيب أو رائد. وسوف تبدأ أوّل دورة في بداية شهر كانون
الثاني، وسوف يتمّ تدريب الضباط لمساعدة قادة الكتائب والألوية للعمليات
داخل المناطق السكنية.
وقد تمّ اتخاذ قرار تأسيس هذا المنصب الجديد بعد موجة المظاهرات
والاحتجاجات الواسعة من القادة والزعماء الدوليين بالإضافة إلى مجموعات
حقوق الإنسان وذلك في أعقاب وقوع إصابات بين المدنيين في قطاع غزة أثناء
عملية الرصاص المسكوب، وبشكلٍ خاص ما ورد في تقرير غولدستون.
وفي حال بقيت إسرائيل في منطقة القتال لفترةٍ طويلةٍ من الوقت، فإنّ الضابط
سيقوم بعملية التنسيق بين القوّة المقاتلة والإدارات المدنية، تماماً كما
تفعل في الضفة الغربية.
وقد قام مكتب منسّق الحكومة لشؤون المناطق باتّخاذ قرار تأسيس هذا المنصب
الجديد، حيث سيقوم المكتب بالإشراف على الدورة التدريبية بالإضافة إلى
قيادة سلاح البر في الجيش الإسرائيلي الذي يحتاج إلى فرض التغيير العضوي
على الوحدات القتالية.
وبحسب مصادر في وزارة الدفاع، فإنّ الضبّاط المعيّنين لن يكونوا صلة الوصل
مع المدنيين في الواقع، وإنّما سيبقى أولئك تحت سلطة منسّق الحكومة لشؤون
المناطق.
ويقوم مكتب منسّق الحكومة لشؤون المناطق بتدريب ما يسمّى بالارتباطات
الإنسانية. وإلى حدٍّ ما، سيتمّ تدريب الضباط بواسطة مكتب منسّق الحكومة
لشؤون المناطق لمساعدة قادة الألوية والكتائب في عمليات التخطيط أثناء
تقييم تأثيرهم على السكان المدنيين.
ومثال على ذلك: التخطيط للأهداف التي سيتمّ تفجيرها. سيقوم الضابط بتقديم
النصح للقادة من أنّ تدمير البنى التحتية المدنية مثل خزانات المياه أو
الطرقات الرئيسية قد يكون له تأثيرٌ على المدنيين الذين يبقون هناك حتى
أثناء استمرار النزاع.
ويبقى الأمل داخل الجيش الإسرائيلي بأن تكون مساعدة هؤلاء الضباط الجدد
للقادة أكثر حساسيةً أثناء القيام بنشاطات عملية في المناطق السكنية. وهذا
بالتالي، كما يأملون، سيؤدّي إلى التقليل من الانتقادات التي قد توجّه
لإسرائيل في أيّة معركة مستقبلية مقبلة مع حزب الله على سبيل المثال، حيث
أنّ الحزب ركّز أسلحته ومراكزه القيادية داخل المنازل في كافة أنحاء جنوب
لبنان.
وقبل الدخول إلى المناطق السكنية، سيقوم الجيش الإسرائيلي بأقصى ما يمكنه لتحذير المدنيين لإخلاء أيّة مناطق قتال محتملة.
وخلال عملية الرصاص المسكوب، ألقى الجيش الإسرائيلي ملايين المناشير فوق
المناطق التي كان يخطط لغزوها، كما أجرى أكثر من 250000 اتصال هاتفي لمنازل
غزة والهواتف الخلوية لتحذير السكان وإخبارهم بضرورة ترك مساكنهم لأنّ
النزاع كان وشيكاً حينها".
ـــــــــــــــــــــــــ
ما الذي تعلمته قيادة المنطقة الجنوبية في الجيش
المصدر: "هآرتس – عاموس هرئيل"
" بعد أقل من اربعة اشهر سيتسلم اللواء يوآف غالنت منصبه الجديد،
كرئيس الاركان العشرين للجيش الاسرائيلي. أمس ودع قيادة المنطقة الجنوبية،
حيث حل محله اللواء تل روسو. في الاشهر القريبة القادمة سيجلس رئيس الاركان
المرشح في مكتب جانبي في وزارة الدفاع، ليهتم بأمر انتقال السلطة مع
الفريق غابي اشكنازي وليعد نفسه للولاية التالية.
ما الذي تعلمه يوآف غالنت من الوقت الذي قضاه في قيادة المنطقة الجنوبية؟
رغم الانشغال الاعلامي الواسع برئيس الاركان المرشح في الاشهر الاخيرة،
القليل جدا كتب عن مواقفه في مواضيع عسكرية وسياسية. وشغل غالنت منصب قائد
المنطقة الجنوبية لخمس سنوات تقريبا، وهي فترة نادرة في طولها وفي اثنائها
وقعت في حدود قطاع غزة، الجبهة العملياتية الاساسية لقيادة المنطقة
الجنوبية، تحولات جوهرية.
حل غالنت محل اللواء دان هرئيل في تشرين الثاني 2005، بعد وقت قصير من فك
الارتباط عن غوش قطيف. في وقت لاحق جاء اختطاف جلعاد شليت وحملة "رصاص
مصبوب" وبينهما بادرت قيادة المنطقة وقادت سلسلة من العمليات على نطاق
متوسط ("امطار الصيف" و "شتاء ساخن" وغيرها). وكانت الفترة مفعمة
بالتصعيدات المحلية، بالاف الصواريخ التي اطلقت نحو النقب ومئات الهجمات
الاسرائيلية في اراضي القطاع.
رمز يميني
يترك غالنت قيادة المنطقة الجنوبية وفي جعبته عدة دروس اساسية.
ويدل الربط بين ثلاثة منها، التي تعنى بالاحداث الكبرى – فك الارتباط،
الاختطاف ورصاص مصبوب – على مذهب فكري مركب، لا يتطابق بالضرورة والمفاهيم
القائمة، التي تحبها وسائل الاعلام. رئيس الاركان التالي ليس الصقر المجنون
الذي وصف في احدى الصحف مع القرار بتعيينه. بالمقابل واضح ايضا انه لن
يكون منفذ كلام وزير الدفاع ورئيس الوزراء بشكل طائع.
فك الارتباط لم يكن مصيبة أمنية. موقف مقبول جدا في الرأي العام الاسرائيلي
يقول ان اخلاء غوش قطيف في صيف 2005 ظهر كخطأ. صحيح أنه لم يسبق ان كان
هناك اجماع حول الاستيطان في غزة، ولكن منذ الخروج احادي الجانب احتدمت نار
الصواريخ من النقب، تحسن مدى وسائل القتال التي لدى الغزيين وحماس استكملت
سيطرتها على القطاع. في السنوات الاخيرة بدا الكثير من الضباط الكبار
يتحدثون بشكل مشابه.
من جهة، رافق غالنت عن كثب رئيس الوزراء ارئيل شارون كسكرتيره العسكري وهو
مدين له بدين لا بأس به. من جهة اخرى، فهو الذي كلف بعد ذلك بحماية الجنوب،
بمعنى، طلب منه ان يأكل العصيدة التي طبخها شارون.
رئيس الاركان التالي لا يتجاهل تعزز قوة حماس عقب خروج الجيش الاسرائيلي من
القطاع ولا مما يعتبر في الجانب الفلسطيني كهرب اسرائيلي. بالمقابل، يعتقد
أنه توجد ميزة كبرى في الوضع الناشيء، حيث انسحبت اسرائيل من آخر ميلمتر
في القطاع وهي الان منتشرة في خطوط دفاعية مستقيمة وبسيطة، حول القطاع. من
الاسهل جدا الدفاع عن جدار فاصل مرتب، يفصل بين مواطنيك وبين العدو، من
الانتشار في طرق ملتوية حول المستوطنات المتناثرة داخل الاراضي الفلسطينية.
مهمة الدفاع عنها كانت تنطوي على احتكاك يومي عسير وضرر دولي. اما التعاظم
التدريجي لحماس فقد حصل في الماضي ايضا. منذ أن كانت اسرائيل تسيطر على
محور فيلادلفيا، الرواق الحدودي مع مصر في رفح، كانت تجد صعوبة في منع
التهريب الى القطاع.
اختطاف يستوجب ردا اقوى. رغم القلق من تسلح حماس، يتذكر غالنت جيدا ان في
الماضي ايضا امتنعت اسرائيل عن المبادرة في حروب عقب تعاظم قوة العدو وانه
الى جانب ذلك، يتحسن الجيش الاسرائيلي ويتدرب هو الاخر. بالمقابل، يعتقد
أنه محظور على اسرائيل التسليم باختطاف آخر، بعد قضية شليت. مع ان حماس لا
تبدو في هذه اللحظة كمعنية في مواجهة عسكرية فورية، فان من شأن المنظمة أن
تقرر انه مقابل الربح المتوقع من احتجاز مخطوف اسرائيلي آخر، فان المخاطرة
مجدية. ورغم الردع الذي تحقق بعد رصاص مصبوب، في الجيش الاسرائيلي يفهمون
بان اسرائيل تجد صعوبة في ايضاح موقفها لحماس في هذه المسألة.
غالنت، مثل مسؤولين كبار آخرين، يعتقد بان الرد على اختطاف آخر يجب أن يكون
حادا وواضحا، بما في ذلك دخول واسع الى قطاع غزة. في نظرة الى الوراء،
يحتمل أن يكون هذا خطأ ان اسرائيل مرت مرور الكرام عن محاولة جريئة وواسعة
النطاق لحماس لاختطاف جنود في معبر كرم سالم في نيسان 2008. المحاولة احبطت
واسرائيل اكتفت بذلك.
لم يكن معنى لتوسيع رصاص مصبوب. "رصاص مصبوب" التي خطط لها لتفاصيل
التفاصيل غالنت وقائد فرقة غزة حتى موعد قريب من الحملة، العميد تشيكو
تمير، كانت الحملة المركزية في ولايته. اسرائيل استخدمت في القطاع قوة
شديدة، تكبدت خسائر قليلة نسبيا وثبتت الردع تجاه حماس. لا يمكن تجاهل
الهدوء، حتى لو كان مؤقتا. الامن الشخصي عاد بقدر معين الى حياة سكان
سديروت وعسقلان، عدد الصواريخ هبط الى الحد الادنى المحتمل وحتى اسعار
الشقق في بلدات غلاف غزة ارتفعت الى الاعلى. في الجانب الاخر من المعادلة
يوجد تقرير غولدستون وآثاره. في اعقاب التقرير الحاد، ستفحص كل عملية
اسرائيلية بسبعة عيون في الجولة القتالية التالية.
من التقارير في وسائل الاعلام نشأت صورة حادة لخلافات في القيادة
الاسرائيلية، قبيل الحملة وفي اثنائها. غالنت كان الرمز اليميني: اللواء
قائد المنطقة مارس ضغطا للشروع في حملة، وفي وقت لاحق اعتقد بانه محظور
وقفها. كان وزير الدفاع ايهود باراك ورئيس الاركان اشكنازي هما اللذان
اقنعا في النهاية اولمرت بالتوقف، رغم أن الاحساس الداخلي لرئيس الوزراء
قال خلاف ذلك.
لا يأسف
كل هذا صحيح، ولكن يوجد للامور سياق أوسع. غالنت سعى الى الحملة
لان هذه كانت مهمته. فقد كلف باعداد القوات وحماية السكان. واذا كانت هناك
حاجة الى كبح جماح، فقد كانت هذه مهمة القيادات فوقه، وباراك واشكنازي
بالفعل داسا على الكوابح، حتى النقطة التي دفعتهما صواريخ حماس الى الرد.
بعد نحو اسبوع من الحملة، بدأ التردد بشأن نهايتها. حكومة اولمرت، للمرة
الثانية في غضون سنتين، شرعت في قتال دون نقطة نهاية مقدرة ودون خطة خروج
سياسية. ولا في أي مرحلة من مراحل اعداد الحملة لم يجرِ الحديث عن اسقاط
حكم حماس في القطاع كهدف. ولكن السهولة النسبية التي سيطر فيها الجيش
الاسرائيلي على قسم هام من مدينة غزة، اثارت شهية اولمرت. هنا نشب جدال حاد
بين اولمرت وباراك واشكنازي. فرئيس الوزراء طلب توسع عملية الجيش
الاسرائيلي الى جنوب القطاع، عمليا على امل دفع حماس الى الانهيار. اما
وزير الدفاع ورئيس الاركان فاقترحا وقف الحملة بالسرعة الممكنة.
اولمرت استند الى فتوى غالنت، ولكن عندما طال الخلاف، اطلق قائد المنطقة
الجنوبية تحفظا ايضا. خطوة جنوبية، كما اوضح، ستتطلب جهدا من اشهر اضافية.
وهذه على ما يبدو هي النقطة التي حسم فيها النقاش. لاولمرت، قبل لحظة من
اعتزاله المفروض، لم يكن هناك اسناد من الوزراء لمزيد كبير من الدم، العرق
والدموع.
في نظرة الى الوراء، لا يأسف غالنت على الفرصة التي فوتت. يحتمل جدا أن
يكون الحق مع باراك واشكنازي. عملية واسعة في جنوب القطاع كانت بالفعل
تحتاج الى اشهر عديدة من المكوث العسكري في الميدان، وهذا كان ينطوي
بالتأكيد على خسائر كثيرة للجيش. الانسحاب السريع سمح لاسرائيل بتثبيت
الردع بعدد قليل نسبيا من الخسائر. من الصعب أن نعرف متى على الاطلاق سيكون
ممكنا الخروج من القطاع لو اتسعت الحملة الى منطقة رفح".
ـــــــــــــــــــــــــ
مناورة للجيش الاسرائيلي في سهلة الحولة على كيفية اجتياز معابر نهر الاردن
المصدر: "القناة الثانية"
" أفادت القناة الثانية في التلفزيون الاسرائيلي أن جسر العجلات
المشهور الذي استخدمه الجيش الإسرائيلي لعبور قناة السويس أثناء حرب يوم
الغفران، لم يتم إخراجه من الخدمة حتى الآن. وقد تدرّب الجيش عليه في
الأيام الأخيرة لعبور نهر الأردن في سيناريو يحاكي قيام السوريّون بقصف
المعابر إلى هضبة الجولان.
وبحسب تقرير مراسل القناة في الشمال روبي همرشلاغ فإنه عند الساعة الواحدة
وعشر دقائق أعطيت الإشارة، (المناورة في سهل الحولة) وجسر العجلات القديم
الذي عبرت من خلاله قوات الجيش الإسرائيلي القناة عام 1973، دُفع به مرة
ثانية إلى المياه وهذه المرة إلى مياه نهر الأردن.
هكذا بدت مناورة لكتيبة الجسور التابعة لقيادة الجبهة الشمالية التي تستعد
إلى سيناريو يحاكي قيام القوات السورية خلال الحرب بقصف الجسور التي تؤدّي
إلى هضبة الجولان.
وبحسب المقدم غاي كرملي ـ قائد كتيبة الجسور: فإن السوريّون يعلمون وكذلك
نحن أن عدد المعابر على الطريق محدود، وهي تعد نقاط ضعف. ومن خلال مد هذه
الجسور نوفّر لقوات الجيش عدد أكبر من طرق العبور بهدف العبور شرقاً بأسرع
وقت ممكن.
وشدد روبي همرشلاغ أنه أيضاً تم وضع عدد من الجسور كهذه، على طول نهر
الأردن استعداداً ليوم يتزعزع فيه مرة أخرى الهدوء القائم في هضبة الجولان
منذ 37 عاماً؟.
وقال المقدم غاي كرملي من اللحظة التي نكون فيها جاهزين هنا في هذه النقطة،
نحتاج لحوالي الساعة من الوقت من أجل إنزال الجسر إلى المياه ومن تلك
اللحظة التي تصبح فيها الجسور في المياه، نصبح جاهزين لنقل كل القوات التي
يريد الجيش نقلها، بما فيها الدبابات، المدرعات والشاحنات.
وختم روبي همرشلاغ بالقول يستطيع هذا الجسر أن يحمل حتى ثمانين طن، والهدف
هو نقل أقصى عدد ممكن من التجهيز والأشخاص بأقل وقت ممكن، وكل ذلك تحت
نيران مدفعيّة كثيفة، وذلك من أجل احتلال هضبة الجولان بأسرع وقت ممكن.
يذكر أن هذه الجسور تم بناؤها على يد الإنكليز في الأربعينيّات. في حرب يوم
الغفران عبرت قوات الجيش بقيادة آرييل شارون قناة السويس من على هذا
الجسر، وفي العام 1982 استخدمه الجيش الإسرائيلي في لبنان. لكن اليوم وبعد
أكثر من ستين عاماً فإن فاعلية جسور العجلات هذه قد تضاءلت، ولذلك يتزودون
الآن بجسور جديدة من ألمانيا على أمل أن يكون إستعمالها محصوراً في إطار
التدريب السنوي فقط".
ـــــــــــــــــــــــــ
بيرس: بفضل السلام نساعد الولايات المتحدة الأميركية مقابل إيران
المصدر: "يديعوت أحرونوت ـ رونن مدزيني"
"القى رئيس الدولة شمعون بيرس أمام زعماء اليهود خطابا قال فيه أن
اسرائيل يجب أن تساعد الأميركيين من أجل تشكيل ائتلاف مناهض لايرانت.
وإنتقد الرئيس الاسبق بوش وقال في أعقاب الحرب في العراق من الصعب جدا ان
تأتي الى ملك وتقول له تنازل عن المملكة وإذهب الى انتخابات. إن هذا مثل
دعوة ديك هندي الى احتفالات يوم الحقيقة.
يذكر أن رئيس الدولة شمعون بيرس شارك يوم أمس في المؤتمر الذي نظم لزعماء
اليهود في العالم وقال إن التهديد الاساسي على اسرائيل والولايات المتحدة
الأميركية هو إيران وقال بيرس في المؤتمر الذي نظمه مركز سياسات الشعب
اليهودي أن اسرائيل يمكنها ان تساعد الولايات المتحدة في مواجهة التهديد
النووي الإيراني من خلال تحقيق السلام مع الفلسطينيين.
وأضاف " كما أن الولايات المتحدة تتفهم احتياجاتنا الامنية ، أيضا نحن يجب
علينا أن نفهم احتياجاتهم. نحن لا يمكننا أن نعطيهم ما يعطوننا إياه، لكن
بطريقتنا القصيرة، يمكننا أن نساعدهم في تشكيل إئتلاف مناهض لايران. علينا
ان نساعدهم ليس في التصريحات، بل في وقف الصراع الثانوي مع الفلسطينيين
والتركيز على التهديد الحقيقي لإسرائيل والولايات المتحدة الأميركية ايضا.
وقال رئيس الدولة أننا بحاجة الى الولايات المتحدة الأميركية دائما من أجل
ان نبقى. وأضاف نحن الصديقة الوحيدة للولايات المتحدة الأميركية التي لم
تطلب منها أن تأتي لتدافع عنها من خلال الجنود الأميركيين. أصدقاء آخرين
طلبوا منهم الدفاع عنهم لكن نحن أبدا لم نقلق أمهات أميركينيات لأننا لم
نطلب منهم القتال لأجلنا. لقد قاتلنا وحدنا ونحن نعرف كيف نبقى وحدنا.
من أجل وجودنا نحن بحاجة الى أصدقاء مثل الولايات المتحدة الأميركية . هذا
ليس سهلا، لكن هذه هي الحقيقة. أنا لم آتي للقيام بعلاقات عامة . نحن نعيش
في عالم القسم الاكبر منه مناهض لليهود. أيضا في الامم المتحدة الأعلبية
فيها ضدنا ، لكن من الممنوع أن نبقى وحدنا"
ومع ذلك انتقد بيرس الولايات المتحدة ورئيسها الأسبق جورج بوش بسبب حربه
على العراق وقال إن المشكلة هي ليست علاقاتنا مع المسلمين، بل إلى أين يسير
العالم الإسلامي. وأضاف علينا أن نقدر ما يمكن فعله. وللأمانة أنا قدرت
جدا محاولة الرئيس بوش تحقيق الديمقراطية، لكن هل هذا ممكن؟ أنا أشك.
وتابع يقول من الصعب ان تأتي الى ملك وتقول له تنازل عن المملكة وإذهب الى
انتخابات. فهذا مثل ان تدعوا ديكا هنديا الى احتفالات يوم الحقيقة. أنا لست
متأكدا أنه سيقبل هذا بسرور. أيضا الملك سيقول للولايات المتحدة
الأميركية:" حسنا سأتنازل عن المملكة وسأذهب الى الانتخابات، لكن أنتم
تعرفون حينذاك من سيُنتخب؟ كل الناس الذين لا تريدون أن ينتخبوا. أنا لست
متأكدا ان هذه هي الطريقة المناسبة. أنا أعتقد ان المسلمين يجب ان يختاروا
طريقهم".
ـــــــــــــــــــــــــ
هل نحن عشية انتخابات جديدة: قراءة في المشهد الإسرائيلي الحالي
المصدر: "موقع NFC الاخباري ـ صوفيا رون"
" في اللحظة التي قال فيها نتنياهو "نعم" للتجميد, أحد لا يضمن أنّه سينجح في الإصرار على الثمن.
افتتح رئيس الكنيست جلسة الشتاء بتكهّن قاتم: حتى نهاية العام سينحل
الكنيست ويمضون للانتخابات. الرأي السائد في المؤسسة السياسية هو أنّه في
السنة الثالثة لولاية الكنيست سيتطرّف اعضاء الكنيست في آرائهم, الأمر الذي
يهز المؤسسة. لكنّ نتنياهو ليس أولمرت. في حال تزعزع الائتلاف, سيلاقي
صعوبة في البقاء.
بعد دقائق معدودة من اقتراح رئيس الحكومة, في خطاب افتتاح جلسة الشتاء,
تمديد فترة التجميد لمدّة 60 يوماً مقابل اعتراف رئيس السلطة الفلسطينية
بإسرائيل كدولة الأمّة اليهودية, التقيت في الرواق وزيراً من الليكود.
الاقتراح, قال, يذكّره بقصّة شهيرة حول برنارد شو [روائي بريطاني], الذي
نصب كميناً لامرأة جميلة من الطبقة الأرقى من الطبقة الأرستقراطية
البريطانية. حدّدت السيدة خلال الحديث مبلغ مليون إسترليني. جيّد, أجاب.
لقد حصلت على موافقتك مبدئياً. حالياً, ما بقي هو المساومة على المبلغ.
من جهة, إنّ طلب نتنياهو من الفلسطينيين بالاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية,
هو طلب لاقى تأييداً عندما صادقت الحكومة على إصلاح قانون الجنسية, حينها
بدا الطلب كنوع من معادلة عبقرية. كما يقدمون ـ يأخذون, وليس كما يقدّمون ـ
لا يأخذون. بسيط وواضح. نحن نعترف بحقّكم بدولة قومية عربية, اعترفوا
بالمقابل بحقّنا بدولة قومية يهودية. وإلا سيُستدلّ أنّ مطلبكم هو دولتين,
دولة في هذه المرحلة والثانية مع الوقت, عندما تنجحون في فرض حق العودة على
إسرائيل فعلياً. انظر إلى قيمة خطّة المراحل.
من جهة أخرى, حتى أنّ اعتراف نتنياهو بالدولة الفلسطينية, الذي قدّمه في
خطاب بارـ إيلان, هو تجسيد لقصّة برنارد شو نفسها. في اللحظة التي قُلتَ
نعم, لن يضمن أحداً أنّك ستنجح في الثبات على الثمن الذي لا يعتبره الطرف
الآخر عملياً. كما في معادلة "سيقدّمون ـ سيأخذون", في المعادلة التي
ابتدعها اليوم نتنياهو - الدولة الفلسطينية مقابل الاعتراف بالدولة
اليهودية, بالمعنى الحرفي تنازل عن حق العودة - من الممكن أن تظهر ثغرات.
في حال كان الائتلاف يدخل إلى جلسات الكنيست السابقة وقد فُرش السجاد
الأحمر له, في جلسة هذا الشتاء سيدخل وتحته حقل ألغام. أسباب تحوّل الساحة
البرلمانية إلى أرض متفجّرة كثيرة ومتنوّعة, بدءاً من القوانين ذات الطابع
السياسي, مروراً بانتخابات الكونغرس الأميركي وما يليها, وصولاً إلى مشاكل
الكتل الداخلية, وكانت قد افتتحت كتلة العمل اللائحة.
افتتح رئيس الكنيست الجلسة مع تكهن قاتم بالنسبة للائتلاف: حتى نهاية
العام, سينحل الكنيست وسيمضون إلى الانتخابات. بشكل عام, روبي ريفلين
يثيراً نوعاً من الصخب. حتى سواءً عندما تكهّن, أو عندما اتهم الحكومة
أنّها تسعى للمس بصلاحيات الكنيست, أو عندما أحضر على سبيل المثال مشروع
قانون استفتاء عام, أو عندما حدّد إسرائيل كـ"دولة متعدّدة الثقافات" عندما
تحدّث عن إصلاح قانون الجنسية. في كتلته, كتلة الليكود, كانوا في حالة من
الذهول. لقد أوجد ريفلين لنفسه معارضة وسط قسم من أعضاء الكنيست حديثي
السن, خاصّة بسبب قضية حنين الزعبي. حتى أنّ ميكال بن ـ آري سارع للتحريض:
هذا ما عنيته.
إلا أنّ هذه المسائل هي موضوع بحث مستقل. السؤال الذي يشغلنا حالياً هو
قراءة الخريطة السياسية التي أحضرها رئيس الكنيست للنظر في تقديم موعد
الانتخابات. صحيح أنّ بانتظار الائتلاف صعوبات, لكن من الآن حتى حلّ
الكنيست ما زالت الطريق طويلة.
بالتأكيد, يجب أن نميّز بين التكهن والواقع. ذلك ليس أنّ ريفلين يرغب بحلّ
الكنيست. فقط انتحاري سياسي يظهر اهتماماً بحل الكنيست بينما يجلس على كرسي
رئاسته. لا يريد ريفلين ذلك, إلا أنّه متشائم.
أولاً, يجب أن نفهم. ريفلين, يوضح, يقصد السنة العبرية. عندما تحدّث عن
جلسة الكنيست قصد إماّ جلسة الشتاء أو جلسة الصيف (للدقّة هناك من يسميها
"اجتماع الشتاء" و"اجتماع الصيف", إلا أنّ الجمهور ليس بمستوى دقّة اللغة
البرلمانية). هكذا يكون قصد ريفلين أنّ قرار حلّ الكنيست سيُتخذ في جلسة
الصيف, والانتخابات ستجري في بداية العام 2010.
ما الذي يوصل إلى هذا التكهّن؟ الرأي السائد في المؤسسة السياسية هو أنّه
في السنة الثالثة من فترة حكم الكنيست, يتطرّف أعضاء الكنيست في مواقفهم
قبيل الانتخابات القادمة, الأمر الذي سيؤدي إلى زعزعة في المؤسسة. العملية
السياسية في أساسها تعمّق الانقسامات وحتى أنّها تشحذ المواقف. ونتنياهو
ليس أولمرت. طالما أنّ المؤسسة تلعب دورها, يبقى على الحصان, لكن في حال
تزعزع الائتلاف أو حتى انهار, سيجد صعوبة في البقاء. إنّه ليس بهلوان
ائتلافي. فليس عبثاً أنّه قيّد منافسته بحل الكنيست: فقد خشي ألا يصمد أمام
تعدّد الكتل, عندها تتبعثر القوّة ويبدو الكنيست كسجادة مرقّعة.
هل أنّ كلام ريفلين هو تنبؤات متشائمة أم أنّها قراءة معمّقة للخريطة؟
الأيام كفيلة بالإجابة. وللمزيد من الدقة, ستتكفّل الأشهر القادمة بذلك.
الليكود وإسرائيل بيتنا: اثنان يمسكان بزمام الحملة
عاد الكنيست من عطلة الصيف وسط نقاش عام حول قانون الجنسية,
النقاش الذي تزحلق إلى الساحة الدولية أيضاً. وفق ما يُقال, يدور الحديث
حول انجاز لا لبس فيه لإسرائيل بيتنا, حيث أنّ شعاره "دون ولاء لا جنسية"
زاد قوّته في الكنيست الحالي. إلا أنّ نتنياهو يسعى لنسب الاقتراح لليكود.
الدوافع واضحة.
طرفا الحملة حول تحديد إسرائيل على أنّها دولة يهودية: الدولي والداخلي, بينما هناك بالتأكيد تطابق بين الاثنين.
يحاول نتنياهو تحويل الحديث في الساحة الدولية في الوقت الذي يضع أمام
الفلسطينيين طلباً شرعياً بكل ما للكلمة من معنى لا يمكنهم أن يردوا عليه.
الهدف هو كشف الوجه الحقيقي للطرف الآخر, كما فعل باراك في كامب دايفيد.
إلا أنّ باراك ليس رجل حملات ولا يعرف كيف يغربل النجاح, ناهيك عن أنّه لا
يناسبها. لقد اعتبر أنّ عرفات سيقبل عرضه, وذهب بعيداً باتجاه الخط الأزرق.
أما نتنياهو فقط أراد تركيز الحملة على رسالة وحيدة وواضحة: أبو مازن لا
يعترف بدولتين لشعبين. نتنياهو تقدّم باتجاه أوباما, أبو مازن لم يفعل.
على المستوى الداخلي, للحملة دلالات خاصة بها. تدعم المصادقة على إصلاح
قانون الجنسية الحملة في الساحة الدولية, إلا أنّها تملك ميزات أخرى.
لقد وضع نتنياهو تسيبي ليفني في موقف غير بسيط. وكرئيسة المعارضة اختارت
رئيسة كاديما الخروج ضدّ إصلاح القانون وضدّ الحملة. إلا أنّه حتى في
الخطاب الداخلي الإسرائيلي, كما في الخطاب الدولي, يفضّل نتنياهو التركيز
على النقاش حول تحديد الدولة كدولة يهودية وليس حول تجميد البناء في يهودا
والسامرة. هناك حالة من الإجماع على التحديد. في اللحظة التي نسب لنفسه
المبادرة والنقاش, توجّه نتنياهو إلى وسط الخريطة السياسية وقضم كاديما.
لفني, التي عارضت الحملة, بدت كمنحرفة يساراً عن الوسط.
إلا أنّ ليفني ليست الخصم الوحيد. حتى إسرائيل بيتنا يُعدّ خصماً. الاتفاق
الائتلافي بين الأحزاب يتطرّق في الواقع إلى موضوع الجنسية, إلا أنّ البند
40 المخصّص للموضوع يتحدّث حول "معالجة الظواهر غير الموالية للدولة",
بينما كلّ البنود الثانوية تتناول الطرق المختلفة لسحب الجنسية. لو لم يرد
إطلاق حملته, لكان بإمكان نتنياهو ألا يستحضر في الوقت الحالي إصلاح قانون
الجنسية. بالمناسبة, المشروع الأساسي لإسرائيل بيتنا أوسع, ويشمل أداء قسم
اليمين الذي على كلّ مواطن يصل إلى سن الـ16 أن يؤديه, إلا أنّ احتمالات
تطبيق الاقتراحات ما زالت حتى اليوم ضعيفة.
اثنان يمسكان بزمام الحملة: رئيس الحكومة ووزير الخارجية. يقول كلاهما إنّ
النجاح كلّه منسوب لهما. في حين أن ليبرمان يتكلّم مع وزراء خارجية من
نظرائه, يتوجّه أولاً وقبل كلّ شيء إلى الجمهور الإسرائيلي, كما تصرّف
عندما عرض على ممثلي الدول الأوروبية أن يحلوا قبل كلّ شيء مشاكلهم
الداخلية. قضم نتنياهو الانجاز الانتخابي لإسرائيل بيتنا, الذي يعمل على
ترجمة شعاره الانتخابي على أرض الواقع. يتوقّع ليبرمان أنّه بعد الانتخابات
الأميركية, سيتجدّد الضغط على نتنياهو وسينحرف نحو اليسار (على قاعدة
برنار شو التي تحدّثنا عنها). حينها ستحل أفضل أيام إسرائيل بيتنا.
العمل: حزب في حالة انحلال
حادثتان رمزيتان ميّزتا حالة حزب العمل. يوم الأحد الماضي افتُتحت
السنة الدراسية الأكاديمية. اللوبي الثقافي الأعلى في الكنيست, برئاسة
زئيف ألكين وأبراهام ميكالي (شاس) ـ نعم, لألكين يد هنا أيضاً ـ خرج اللوبي
في زيارة إلى الجامعة العبرية. تشكل الجامعة حصن اليسار الإسرائيلي. عشية
افتتاح السنة الدراسية, ناقشت إدارتها كيفية الحد من المعترضين التابعين
لليمين, النقاش الذي أثار الحنق في لجنة التربية التابعة للكنيست. رئيس
الجامعة, رجل كاديما, مناحيم بن-ششون, استضاف زملاءه السابقين. حضر الجميع.
الليكود, كاديما, إسرائيل بيتنا, شاس. ومن الذي لم يأتي؟ صحيح, ممثلي كتلة
العمل.
يوم الثلاثاء الماضي, صادق الكنيست على اقتراح قانون حوّل "مركز زلمان
شازار" من جمعية خاصة إلى هيئة حكومية. وقد حمل الإقتراح زبولون أورلف,
زئيف ألكين ودانيال بن ـ سيمون. إلا أنّ بن سيمون لم يشارك في جلسات نقاش
اللجنة بشأن القانون. يوم الثلاثاء, كما ذكرنا, تمّ التصويت. ومن لم يأتي؟
أعضاء كتلة العمل.
في غضون ذلك, دخل الحزب إلى نسخة جديدة من الحروب الداخلية. أبيشي بروفرمان
ويتسحاق هرتسوغ ضدّ إيهود باراك. يتمثّل الطموح في تقديم موعد الانتخابات
المبكرة التي حُدّدت في العام 2012. في غضون ذلك, يكرّر باراك دعوته
لكاديما بالانضمام إلى الحكومة. وقد أعلن عن الاقتراح الدوري يوم الثلاثاء
في اجتماع الصناعة والتجارة والسياحة. كانت ليفني حاضرة في الاجتماع وحتى
أنّها ألقت خطاباً هناك, لكنّ باراك فوّت فرصة الحديث عن انضمام كاديما.
اكتفى بالاقتراح من على المنصة.
يوم الخميس الماضي, اجتمع مكتب الحزب لتعيين أمين عام جديد, حيليك بار,
المقرّب من بنيامين بن أليعازر. إنّ بار شخص صغير في السن وصارم, لكن من
غير المؤكّد إذا ما كان بإمكانه ترميم حزب لا يولي أهمية لا لماضيه العظيم
كما في عهد زلمان شزار ولا لمستقبله في الجامعة العبرية. بالمناسبة, كنا
نحفظ للمدير العام المكان السابع على لائحة لانتخابات الكنيست. أما اليوم,
فما من مكان محفوظ, والمكان وفق استطلاع الرأي العام هو شبه حقيقي. سيتحوّل
لأقل واقعية في حال دخلت كاديما بالفعل إلى الحكومة في هذه المرحلة أو
تلك. يعي باراك جيّداً حقيقة أنّ ليفني, بمقاعدها الـ28, ستُضعفه, لكنّه
آثر أن يدفع مقابل انضمام كاديما وعودا كاذبة.
شاس: الشرطي الجيد والشرطي السيء
شجب رئيس شاس إيلي يشاي كلام زميله آرييل إتياس الذي يفيد بأنّ
شاس قد يوافق في ظلّ ظروف محدّدة على استمرار التجميد. كرّر يشاي إعلانه عن
معارضته.
يدور الحديث حول تقاطع مركزي في الحكومة: في حال أحضر نتنياهو إلى الحكومة
المصغّرة قرار تمديد فترة التجميد, سيكون وزراء كاديما بيضة الميزان. في
حال لم يصوّت آرييل إتياس ضدّ الاقتراح, سيكون بإمكان نتنياهو أن يحرز
الأغلبية.
ما يحصل ليس مواجهة في شاس. التوتر بين يشاي وإتياس موجود منذ أن دخل إتياس
إلى الساحة, إلا أنّ الحاخام عوفديا يوسف لا ينوي نقل السلطة إلى إتياس.
أما من جانب إيلي يشاي فإنّه يزوّد بالبضاعة. ما الذي حصل إن كان الأمر
كذلك؟
شاس يخفّض التوهّج على المستوى السياسي. التقدير السائد هو أنّ حكومات
الليكود تستطيع أن تسمح لنفسها بإبقاء هذه القضايا ببروفيل منخفض. فقط
عندما يجلس في حكومات الشمال, عليه أن يحصل على وثيقة صلاحية خاصة.
لقد فعّل نشطاء الليكود ضغطاً على عدّة وزراء بناء على فرضية أنّ التصويت
على تمديد فترة التجميد, في حال بشكل عام, سيُنظّم في الحكومة. من غير
المستبعد أنّ تصريحات إتياس تدلّ على نوايا رئيس الحكومة لنقل الحسم إلى
الحكومة المصغّرة, هناك من الممكن أن يبدو صوت الوزير إتياس كصوت حاسم.
حتى الآن ما زال شاس يلعب لعبة الشرطي الجيّد والشرطي السيء. إيلي يشاي
وآرييل إيتاس. لطالما كان هناك كلام يقول: في حكومة نتنياهو الأولى انقسم
وزراء إسرائيل بعليا "حزب" في التصويت على اتفاقية الخليل. شرنسكي أيّد,
أدلشتاين عارض. رضي الجميع. في الليكود هناك من يقدّر انّه في حال حصل
التصويت, سيتغيّب إتياس لهذا السبب أو ذاك. آريا درعي أدار تكتيكاً مشابهاً
عندما أخرج كتلته إلى المقصف ومكّن بيريز من إسقاط حكومة شمير.
ليس كما دانيال هرشكوفتس, لا يحتاج شاس ليهدّد بالإنسحاب من أجل التأثير
على القرارات المستقبلية. يكفي أن يلتزم بوضوح بمعارضة تمديد فترة التجميد
في الحكومة المصغّرة. في غضون ذلك, كما ذكرنا, يلعب الحزب لعبة تكتيكية.
لقد قام إيلي يشاي بالكثير كي يثبت أنه غيّر أساليب إدارة الحزب. هل أنّه على وشك إعادة أيام درعي المفرحة؟
في الليكود يقولون أنّ رئيس الحكومة لم يتّخذ بعد قراراً بخصوص الإستمرار.
الجولة القادمة ستُستأنف على ما يبدو بعد الانتخابات الأميركية, في حال
جدّد أوباما الضغط. في حال طُرح الحسم على بساط البحث, سيكون المفتاح بيد
الوزراء. ليس كما شارون, لن يقيل نتنياهو من المتوقع أن يعارض, وسيحسب حساب
موازين القوى عندما يتّخذ القرارات".