المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


أخبار العدو

ديان ضد يدلين: حذار إحصاء خسائر الحرب المـقبلة


يحيى دبوق (جريدة الأخبار اللبنانية)
 
إقرار رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي، عاموس يدلين، بأن المواجهة مع حزب الله ستكبد "إسرائيل" خسائر غير مسبوقة، وأن الحرب المقبلة لن تقتصر على جبهة واحدة بل ستتعداها إلى جبهات أخرى، استدعى إعلاء صوت رئيس مجلس الأمن القومي في الدولة العبرية، اللواء عوزي ديان، الذي رفض «احتساب عدد الإصابات»، وطالب بتغيير استراتيجية "إسرائيل" العسكرية واحتلال أرض العدو في المواجهة المقبلة، وسط تحذيرات إسرائيلية جديدة من قدرات حزب الله، وتشديدها على أن الحرب المقبلة لن تكون شبيهة بالحرب السابقة.
وقال ديان للقناة السابعة الإسرائيلية أول من أمس، إن «تقدير رئيس الاستخبارات العسكرية (أمان)، يثبت من جديد مستوى الخشية من أوضاع الشرق الأوسط، فإيران تواصل عملية التزود بالسلاح النووي، وتركيا عادت إلى محور الشر، والمنظمات الإرهابية ما زالت تتغلغل وسط المدنيين في مجتمعاتها»، مضيفاً أن «الجيش الإسرائيلي سيضطر إلى مواجهة تحديات عدة في المستقبل، وإلى جانب مواجهة الإرهاب وإيران، سيتوجب عليه الاستعداد لقيام الجبهة الشرقية من جديد (العراق)، وأهم ما يمكن التشديد عليه هو العمل على توسيع الأراضي التي تمكّن "إسرائيل" من الدفاع عن نفسها، فالحرب المقبلة يجب أن تشهد احتلالاً لأراضي العدو، لمكافحة الإرهاب الصادر منها».
وانتقد ديان بطريقة غير مباشرة، حديث الاستخبارات العسكرية عن سقوط خسائر إسرائيلية في الحرب المقبلة. وقال «أتمنى أن نكون قد استخلصنا العبر من حرب لبنان الثانية ومن عملية الرصاص المصهور (في قطاع غزة)، علينا ابتداءً أن نعاقب تنظيمات المخربين واستهدافها وصولاً إلى القضاء عليها، كما علينا أن نحتل الأراضي التي يطلقون منها صواريخهم»، مضيفاً أن «دور الجيش يتلخص بحماية المواطنين، وإني أحذّر من الحديث الذي يتضمن احتساب عدد الإصابات، أما إذا اضطررنا إلى ذلك، فيجب أن نحتسب عدد المصابين وسط المدنيين لا وسط الجنود، وبالتالي يجب أن نوقف على الفور، أي تفكير يقدّم دماء الجنود على حساب دماء المدنيين».
وفي السياق نفسه، شدد القائد السابق لفرقة غزة في الجيش الإسرائيلي، العميد موشيه تامير، على الخبرة التي باتت لدى حزب الله في مواجهة الجيش الإسرائيلي. وقال، خلال يوم دراسي لكتائب لواء كفير، المقرر أن ينتشر قريباً بالقرب من الحدود مع لبنان، إن «لدى حزب الله خبرة واسعة حيال المواجهة مع الجيش الإسرائيلي، بل إنهم في الحزب عرّونا في السابق»، مضيفاً «إنهم يعلمون عنا كل شيء، ابتداءً من الدبابة الواحدة، وحتى موعد تبديل القوات على الحدود، وصولاً إلى أسماء قادة الألوية والكتائب».
وقال ضابط رفيع المستوى في قيادة المنطقة الشمالية لموقع الجيش الإسرائيلي أمس، إن «الوضع حالياً مختلف تماماً عما كان عليه قبل حرب لبنان الثانية، وهو أصعب بكثير عما كان»، مضيفاً أن «حزب الله الذي لا يبدو متموضعاً بالقرب من السياج الحدودي مع "إسرائيل"، إلا أننا نعلم أن أي حادث معه لن يكون بحجم ما عرفناه سابقاً، والتحدي الأكبر لدى الجنود، هو أن يكونوا مستعدّين لمواجهة حادثة معقدة قد تقع في أي لحظة، رغم أن الأحوال العادية لا تشير إلى أن شيئاً سيحصل».
من جهة ثانية، حذّر قائد سلاح الجمع الحربي في الجيش الإسرائيلي، العميد إيلي فولك، في حديث لموقع الجيش الإسرائيلي على الإنترنت، من تنامي قدرات أعداء إسرائيل. وأشار إلى أن «الجهات الراديكالية استغلّت هدوء العامين الماضيين، وعملت على تنمية قدراتها. فإيران تحثّ الخطى نحو بناء قدراتها عبر البرنامج النووي الخاص بها، الذي يمثّل تهديداً وجودياً لـ"إسرائيل"، وأيضاً عبر حزب الله الذي بنى لنفسه منظومة صواريخ هي أكبر بكثير من معظم منظومات الصواريخ الموجودة لدى جيوش نظامية حول العالم، أما سوريا فقد استثمرت مبالغ ضخمة في بناء جيش أكثر حداثة، مع وسائل قتالية أكبر».
وفي السياق، قال رئيس لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، تساحي هانغبي، إن «رفض روسيا تزويد إيران صواريخ من طراز اس 300، كان مدعاة سرور وغبطة في "إسرائيل"، بل هو أمر مشجع جداً، إلا أن الروس يزوّدون في المقابل سوريا أسلحة متطورة في أكثر من مجال، من بينها منظومات دفاع جوي وصواريخ من طراز ياخونت، ما يعني أن قدرات جديدة وغير مسبوقة باتت لدى سلاح البحرية السوري».
وأضاف هانغبي، في سياق مقابلة مع الإذاعة الإسرائيلية أمس، أن «التاريخ يعلّمنا أنّ السلاح الذي يصل إلى سوريا، أو قسم منه، يجد طريقه إلى حزب الله، وهذا الواقع تجلّى واضحاً في حرب لبنان الثانية، إذ قتل السلاح الروسي جنوداً إسرائيليين في لبنان، وحاولنا إقناع الروس بالامتناع عن ذلك، إلا أنهم لم يتجاوبوا معنا».


تداعيات أسرار أنصارية

إلى ذلك، تتواصل تداعيات كشف الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، اختراق المقاومة لطائرات الاستطلاع الإسرائيلية، الأمر الذي مكّنها من إبادة قوة الشييطت 13، بالقرب من بلدة أنصارية عام 1997. اذ قدَّمت عائلات الجنود القتلى التماساً للمحكمة العليا الإسرائيلية، تطالب فيها وزير الدفاع ورئيس الأركان وقائد سلاح البحرية في الجيش الإسرائيلي، تسليمهم كل المواد والوثائق التي بحوزتهم حول عملية أنصارية، إضافة إلى كل نتائج لجان التحقيق التي تألفت في أعقاب العملية.
واتهم والد أحد القتلى من الجنود، موشيه رودوبسكي، «القيادة الإسرائيلية باللامبالاة وبتصوير طائرات الاستطلاع مراراً وتكراراً لمكان العملية، الأمر الذي مكّن حزب الله من اختراق بث الطائرات وتحديد المنطقة التي تسلل الجنود إليها».

05-تشرين الثاني-2010

تعليقات الزوار

استبيان