المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


أخبار العدو

عندما يفقد الإسرائيلي ثقته بالميركافا.. فلا حرب ولا قتال


حسان ابراهيم
اظهرت معطيات ونسب التجنيد في الجيش الإسرائيلي، كما اعلن عنها رئيس شعبة القوة البشرية اللواء "افي زامير"، أن أكثر من نصف الإسرائيليين لا يتجندون في المؤسسة العسكرية. وبحسب "زامير"، مقولة "جيش الشعب" تحتاج إلى تأمل وتعريف من جديد.
ورغم أن تصريحات "زامير" اثارت نوعا من "الهلع" الاعلامي في تل أبيب، الا أن وجهة القلق الإسرائيلي مرتبطة بمكان آخر، كسبب للامتناع عن التجند في الجيش، وهو ما حاول "زامير" وغيره، اخفاءه طوال السنوات الماضية، التي اعقبت هزيمة الكيان الصهيوني في الحرب الأخيرة على لبنان عام 2006.
كما هو معروف، تدنت نسبة التجنيد في الجيش الإسرائيلي في أعقاب هزيمة 2006. في حينه، لم تستطع المؤسسة العسكرية الإسرائيلية اخفاء المعطيات، فمن جهة تريد اعلاء الصوت للاسراع في معالجة المشكلة، التي وصلت إلى حدود غير مسبوقة، إن لجهة اصل التجنيد، أو لجهة الوحدات الأكثر تأثرا وهي الوحدات القتالية، التي ظهرت في حرب تموز كوحدات غير آمنة وتحتاج إلى معالجة خاصة.
في أعقاب الحرب، تحول سلاح المدرعات ودبابة الميركافا من سلاح جاذب للمتجندين، إلى سلاح طارد لهم. خفت نسبة التجند إلى حدود لم يشهدها الكيان، فالدبابة التي كانت المكان الأكثر امانا في الجيش الإسرائيلي، تحولت إلى مكان مميت ومخيف. وبحسب المعطيات، كل سبعة اماكن شاغرة في السلاح، كان يتقدم اليها متجند واحد.
إحدى الخطط الإسرائيلية التي جرى تفعيلها لاعادة الثقة بالجيش الإسرائيلي في أعقاب الحرب، كانت تمكين الشباب من دخول الوحدات مع اصدقائهم، أي يمكن للمتجندين أن يختاروا مع رفاقهم أياً من الوحدات يتجندون اليها، وفي المقابل، نشطت شعبة القوى البشرية في زيارة المنازل لاطلاع الاهل والمرشحين للتجنيد، على مزايا سلاح المدرعات والتحسينات التي طرأت عليه في الفترة التي اعقبت الحرب، وتحديدا منظومات الحماية التي من شأنها، بحسب الدعاية الإسرائيلية، تأمين الحماية للجنود داخل دبابة الميركافا، وآلية النيمر الناقلة للجنود.
 دبابة الميركافا لا يمكن أن يركب عليها منظومة معطف الريح، لان اصل المنظومة وبحسب المخططات النظرية، يجب تركيبها مع صناعة الدبابة نفسها  
في هذا الاطار، نشط الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي، والدعاية الاعلامية، التي شاركت فيها وسائل الاعلام الإسرائيلية بنشاط وطواعية ملحوظين، باتجاه اعادة الثقة المفقودة. الفكرة أو التصور القائم على إيجاد منظومة حماية للميركافا، التي جرى الحديث عنها في أعقاب الحرب، والمسماة "معطف الريح"، طرحت في السوق الاعلامي وكأنها بالفعل قد انجزت ووضعت حيز التشغيل العملياتي، رغم أنها ما زالت تصورا على الورق. في العام 2007 اعلن الناطق العسكري الإسرائيلي أن لواء النخبة، لواء 401 المدرع، شهد تركيب هذه المنظومة على دباباته، بل وشدد الناطق العسكري على أن الجيش يدرس حاليا تركيب المنظومة على دبابات وآليات مدرعة للواء آخر في المدرعات.
قادت الكذبة واليأس إلى تداعيات غير مسبوقة، والكذبة الإسرائيلية لم تصمد كثيرا. اظهرت المعطيات المنشورة في وسائل الاعلام الإسرائيلية، أن دبابة الميركافا لا يمكن أن يركب عليها منظومة معطف الريح، لان اصل المنظومة وبحسب المخططات النظرية، يجب تركيبها مع صناعة الدبابة نفسها ولا يمكن تركيبها لاحقا.. وهذه الكذبة، أدت إلى تداعيات وتراجع اضافي في نسبة التجند في الجيش الإسرائيلي، لمصلحة سلاح المدرعات والالوية المدرعة في الجيش.
في الاونة الأخيرة، جرى الإعلان والتشديد على هذا الاعلان، أن سرية واحدة من لواء واحد، وهو لواء 401، باتت تملك دبابات ميركافا مع منظومة "معطف الريح"، أي أن الصناعات العسكرية استطاعت خلال هذه الفترة صناعة ما يكفي حاجة سرية واحدة. وبين الحين والاخر تعلن "إسرائيل" عن إجراء مناورة للقوات البرية، وتبرز في اعلامها مشاركة هذه السرية فيها، لكنها في نفس الوقت تخفي أي صورة أو مشهد يظهر هذه المنظومة ونجاعتها المعلنة، وحتى هذه اللحظة ما زالت الصور الوحيدة المنشورة في الاعلام الإسرائيلي، هي صور محاكاة نظرية على الحواسيب، لفاعلية هذه المنظومة وقدرتها الحمائية.
الإعلان والانذار عن تدني نسبة التجند في الجيش الإسرائيلي، يظهر أن الصهاينة ما زالوا فاقدي الثقة بجيشهم. لكن المشكلة الأكثر الحاحا لدى القيادة الإسرائيلية نفسها، انها تدرك أن حجم المشكلة اكبر بكثير مما يجري الإعلان عنه. تدني نسبة التجنيد هي مشكلة فرعية وثانوية قياسا بالمشكلة الأكبر التي اوجدت وتسبب بعزوف الإسرائيليين وابتعادهم عن جيشهم. ما لم تنجز "إسرائيل" ما وعدت به، أي حماية الجنود خلال الحرب، والتي لم تنجزه إلى الآن، وتحديدا ما يرتبط بحماية دبابة الميركافا التي هي الاساس من جملة امور أخرى في تمكين الجيش الإسرائيلي من الانتصار الموعود على حزب الله، فلا يمكن الحديث عن حرب مقبلة ولا حديث عن الانتصار فيها، سوى للدعاية الاعلامية وحسب.
عدم القدرة على حماية دبابة الميركافا يفقد هذه الالية المركزية في الحرب القدرة على المناورة، وبالتالي قدرة الجيش على الدخول البري والقتال في الميدان، وحديث الدعاية الاعلامية لا يمكن صرفه في الحرب.
20-تشرين الثاني-2010

تعليقات الزوار

استبيان