المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


أخبار العدو

عندما يتحول الجيش الصهيوني إلى سوبر ماركت


حسان إبراهيم
تحول الجيش الإسرائيلي إلى سوبر ماركت بحاجة إلى جذب زبائنه، ووضع جوائز لهم، على أن يجري تحديد الفائزين بالقرعة.
هذا ما تشير اليه الانباء الواردة من الكيان الغاصب. فالخطة الجديدة التي أبصرت النور مؤخرا، والتي سيبدأ تنفيذها في القريب العاجل قبل موعد التجنيد الفصلي المقبل للجيش، تنص على إعطاء ألف مجند من المجندين في الاحتياط، الذين يخدمون في وحدات قتالية، قطعة ارض تبلغ مساحتها 250 مترا مربعا، كجائزة وتشجيع للخدمة في هذه الوحدات.
تأتي الخطة الجديدة، على ما يبدو، بعد فشل الخطط الموضوعة موضع التنفيذ في أعقاب فشل الجيش الإسرائيلي عام 2006 في لبنان، لجذب الشبان الإسرائيليين للخدمة في الوحدات القتالية، التي تحولت إلى وحدات بغيضة غير جاذبة.. وبحسب بعض المعلقين الإسرائيليين، تسببت حرب عام 2006 بتحول الجيش الإسرائيلي من جيش الشعب، إلى جيش الضواحي، ودبابة الميركافا التي كانت مفخرة الإسرائيليين والداخل اليها لا يمكن أن يطاله سوء في المواجهات العسكرية، تحولت إلى مقبرة للجنود، يفرون منها لدى سماعهم أولى طلقات النار في المواجهات.
في الاونة الأخيرة نشرت شعبة القوى البشرية في الجيش الإسرائيلي أن خمسين بالمائة من الإسرائيليين لا يخدمون في الجيش، مشيرة إلى أن النسبة المرتفعة غير مسبوقة وتوجب العمل الحثيث على تجاوز هذا الخطر، الذي يؤثر كثيرا على المؤسسة العسكرية وإمكاناتها في تحقيق اهدافها، ربطا بالامن القومي لإسرائيل ومواجهة الاخطار الماثلة امامها، على كثرتها.
في تقرير بثته مؤخراً الاذاعة العسكرية الإسرائيلية، إشارات واضحة إلى تقلص عدد المجندين في الجيش واساليب المعالجة المتبعة. يتحدث تقرير الاذاعة عن ان "العلاقات باتت متقاربة أكثر من الماضي، بين الجيش والمرشحين للخدمة العسكرية، إذ سجل تحسنا بشكل لافت عما كان عليه في السابق، ويبدأ التعاون في المدرسة حيث يطلع رجال القوى البشرية التلاميذ على ميّزات الخدمة العسكرية وأهميتها، كما يقوم الجيش بحملات لعلاقات عامة لدى الرأي العام الإسرائيلي تشجيعا للخدمة والتجند، بل ان احد المشاريع المفعلة حاليا، يقضي بقيام وحدة خاصة بالاتصال عبر الهاتف بأهالي المرشحين، لحثهم على تشجيع ابنائهم للالتحاق بالخدمة وعدم التهرب منها، وتحديدا الخدمة في الوحدات القتالية".
تقول مصادر عسكرية إسرائيلية ان سلاح المشاة في الجيش الإسرائيلي، يعلّق أهمية كبيرة على المشاريع التي تهدف إلى ترغيب الإسرائيليين للالتحاق بالخدمة والتجند، والمصادر العسكرية الإسرائيلية نفسها، قالت للاذاعة العسكرية، ان "الدافع للخدمة في الوحدات القتالية، وتحديدا سلاح المدرعات، يتزايد بعد الاسبوع الاول من الدروس، حيث يتعرف المجند إلى أهمية الخدمة ودورها وحيويتها"، الأمر الذي يشير بصورة غير مباشرة إلى أن المجندين يأتون بلا أي دوافع للالتحاق بهذه الوحدات بل للابتعاد عنها.
يوجد في الجيش الإسرائيلي معضلة غير قابلة للحل، وتتصل بحالات خاصة أو التدين، فحسب المعطيات المنشورة اخيرا في مجلة "بمحنيه" العسكرية، يصل عدد المعفيين من الخدمة، بمصادقة من الجيش نفسه، إلى 28 بالمئة، سواء بسبب اعلانهم انهم يتلقون العلوم الدينية، أو بسبب الاعفاء نتيجة مشاكل صحية، كما أن أكثر من خمسين بالمئة من الفتيات يعفين من التجند، بعد اعلانهم أن الدين اليهودي لا يسمح لهن بذلك، سواء كن متدينات ام لا.
وتشير مجلة "بمحنيه" العسكرية، إلى أن "الدافع للتجنيد الحربي يتزايد منذ نحو عامين"، بمعنى أن كل البيانات المنشورة سابقا، عن تزايد نسبة المتجندين والحماسة غير المسبوقة للالتحاق بالوحدات القتالية، كانت كذبا مدروسا وعن عمد، لتحريف الواقع وعدم التسبب بتردّ اضافي في نسبة التهرب من الخدمة، ما قد يعني أيضا أن الحديث الجديد عن التحسن والدافع للتجند، "الذي يتزايد منذ نحو عامين"، هو أيضا كذب اضافي جديد، وخاصة أن شعبة القوى البشرية تحذر من التسرب والتهرب، وزادت من تحذيراتها في الاونة الأخيرة، بل ان الحوافز الموضوعة امام المتجندين، ومن بينها "قطعة ارض" تبلغ 250 مترا مربعا، دليل على أن نسبة التراجع ما زالت قائمة، وأيضا هي دليل اضافي على أن اساليب المعالجة القائمة، لا تجدي نفعا.
29-تشرين الثاني-2010
استبيان