المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


أخبار العدو

المقتطف العبري ليوم السبت: ضرر استخباري في وقت حساس ونصرالله يعرف عنا كل شيء ولا نعرف كيف نهزم حزب الله


أخبار ومقالات حول إنكشاف منظومتي الرصد والتجسس
لم ينم الصهاينة على إنكشاف أجهزة تجسسهم في لبنان، فرغم الصمت في اليوم الأول الا ان الصحف العبرية ومعلقيها أكثروا بين الأمس واليوم من التعليق على الموضوع وهنا أبرز ما ورد من تعليقات:
ضرر استخباري في وقت حساس
المصدر: "يديعوت احرونوت 17/12/2010 "
"رون بن يشاي – معلق الشؤون الامنية في موقع الصحيفة"
" إن اكتشاف منظومات الاستخبارات الإسرائيلية على ما يبدو في لبنان، يُحدث بدون شك ضررا خطيرا على قدرة جمع المعلومات. فالمنظومات وفّرت مراقبة لتعاظم حزب الله، وربما أيضا "تحديد" أهداف. التوقيت ليس صدفة. هذه محاولة واضحة من حزب الله لتحويل الاهتمام عن لوائح الاتهام التي ستُقدّم حول مقتل الحريري.    
الرمل المرهق لساعة لجنة التحقيق بمقتل الحريري الرملية، يُظهر مستوى التوتر ويملي وتيرة الأحداث، والأحداث نفسها، في لبنان ومحيطه. يبدو أن أيضا اكتشاف منظومات الاستخبارات الإسرائيلية على ما يبدو في جبال وسط لبنان وأيضا الانفجار الغامض في البحر الذي دوّى في صيدا مرتبطان جدا، لكن بشكل غير مباشر، بلوائح الاتهام التي على وشك أن تقدمها المحكمة الدولية في لاهاي ضد أربعة عناصر من حزب الله.
والذي يثير الفضول أكثر هو منظومات جمع المعلومات التي فككها أمس الجيش اللبناني في جبل صنين وفي جبل الباروك. هذان الجبلان هما الأعلى في لبنان ويطلان على منطقة واسعة، بما فيها البقاع اللبناني ومنطقة طريق بيروت - دمشق، المؤدية إلى بيروت. هذا وكان الجيش الاستعماري الفرنسي قد احتل جبل صنين في مطلع القرن السابق، موقع مراقبة حصل على اسم "الغرفة الفرنسية". هذا الموقع يقع في المنطقة التي يحكمها المسيحيون اللبنانيون وقد أدارت إسرائيل منها نشاطا إستخباريا في فترات عديدة. كذلك استخدمت إسرائيل جبل الباروك بعد حرب لبنان الأولى. حيث كان يوجد هناك منظومة إستخبارية ورادارا ومراقبة وإشرافا على حركة الطائرات حتى عمق مناطق سورية.
يبدو من البيان الرسمي للجيش اللبناني حول هذا الاكتشاف أن الأمر يتعلق بمنظومات منفصلة مُوّهت داخل أغطية من زجاج معزول. هذه الأغطية كانت مصاغة وملونة بشكل يجعلها تبدو مثل صخور عادية. المنظومة الأولى كانت كما يبدو منظومة لجمع معلومات بصرية والكترونية. أما المنظومة الثانية فهي منظومة المفروض بها أن تحدد أماكن أهداف في جنوب ووسط البقاع اللبناني وفي منطقة جنوب غرب بيروت بواسطة كاميرات طويلة المدى. كما رُبط بهذه المنظومة جهاز ليزر متعدد القوة الذي كما يبدو مخصص لقياس مدى الأهداف وربما أيضا "أهداف تتعلق بتسليح دقيق موجّه إلى "نقطة" ليزر. تسليح كهذا يمكن اطلاقه من طائرات. هاتان المنظومتان كانتا مربوطتان بمنظومة بث والتقاط لمدى طويل سمحتا بالسيطرة على المنظومتين واستقبال معلومات منهما عن بُعد.  
ضرر خطير على قدرة جمع المعلومات
إن كانت إسرائيل قد نجحت حقا في زرع هذه المنظومات المتطورة جدا في جبال وسط لبنان، فيمكن اعتبار ذلك إنجازا إستخباريا - عسكريا من الدرجة الأولى ودليلا على جرأة وقدرة كبيرتين. مكان المنظومتين يسمح لهما بسيطرة جيدة على مراقبة بصرية وأيضا جمع معلومات الكتروني ليس فقط عن المجال الجوي للبنان وشرق سوريا بل أيضا عن مقرات حزب الله والجيش اللبناني الواقعة في منطقة بيروت. حيث يمتلك حزب الله في هذه المنطقة منشآت وسائل قتالية مهمة.
هذا وتُشرف هذه المنظومات أيضا على المنطقة التي تمر فيها طرقات نقل- تهريب السلاح الثقيل الذي تنقله سوريا لحزب الله. ونظريا، وفّرت المنظومات الإستخبارية مراقبة عملية تعاظم حزب الله في فترة روتين وتحسين وتسريع وتيرة تدمير تشكيل القذائف والتشكيل الصاروخي لحزب الله في الحرب. إن اكتشاف هذه المنظومات يشكّل بدون شك ضررا خطيرا على قدرة جمع المعلومات ومسا بأهداف الجهة التي نصبتها.
مقارنة بوسائل وخطط أخرى لجمع المعلومات، مثلا من الجو، توفر منظومات كهذه ادخارا ماليا بارزا، متابعة التعقب وتخفيف الخطر على طائرات، طيارين وعملاء على الأرض. لكن لدى هذه المنظومات أيضا قيودا كبيرة ولذلك من المنطقي أنها تشكّل فقط جزءا من تشكيل كبير وأكثر تنوعا لجمع معلومات يحتاج لتنظيم نفسه من أجل التستر على ما كُشف.
ومن المهم الإشارة إلى أن المنظومتين لم تُكتشفا من قبل الجيش اللبناني بل من قبل حزب الله (ربما أيضا بمساعدة خبراء إيرانيين) الذي نقل المعلومات إلى الجيش اللبناني. اليوم تغطي جبل الباروك وجبل صنين ثلوج سميكة جدا، ولذلك من المنطقي جدا افتراض أن المنظومتين لم تُكتشفا من قبل حزب الله في الأسابيع الأخيرة، بل اكتشفت قبل وقت من ذلك. حزب الله حافظ على هذه المعلومات ونشرها فقط قبل عدة أيام فاضطر الجيش اللبناني لنبش هذه المنظومتين من داخل الثلج. إن سبب ذلك، كما يبدو، هو أن حزب الله انتظر التوقيت الصحيح من ناحيته. أي انتظر اللحظة التي يخدم فيها الكشف سياسيا المنظمة الواقعة في أزمة داخلية لبنانية صعبة بعد الكشف عن تورطه بقتل الحريري. هذا التوقيت حُدد أمس، لأن بحسب أحد التقارير، كان من المفترض اليوم أن ينشر المدعي العام في لاهاي لوائح الاتهام.
محاولة لتحويل الانتباه إلى إسرائيل
إن كشف المنظومتين المتطورتين، المنسوبة لإسرائيل، كان من المفروض أن يحوّل الاهتمام الإعلامي في لبنان عن لوائح الاتهام، أن يثبت للرأي العام اللبناني أن حزب الله لا يعرّض لبنان وسلامه للخطر بل إسرائيل، وأن حزب الله (الذي اكتشف المنظومتين) هو الجهة التي تحمى الدولة وسيادتها. بالإضافة إلى ذلك، وبحسب خطة حزب الله، فإن المنظومتين المتطورتين التي تشرف على بيروت تثبت ادعاء المنظمة بأن إسرائيل وليس حزب الله من شرع بتنفيذ عملية قتل الحريري.
إحدى المغالطات التي يظهرها قياديو حزب الله هي أن صاروخا أطلقته إسرائيل هو الذي أصاب بدقة متناهية سيارة الحريري. في هذه الأثناء، أجّل بلمار، المدعي العام في لاهاي، نشر لوائح الاتهام لعدة أسابيع. وقد فسّر ذلك برغبته بعدم زيادة التوتر في لبنان وفي المنطقة في فترة "عاشوراء" التي يعبّر فيها الشيعة عن حزنهم على موت (الامام) الحسين (ع)، نسيب النبي محمد (ص) الذي أنشأ الفئة المسلمة الشيعية. لكن (السيد) نصر الله كما يبدو لم يكن يعرف بعد بقرار التأجيل (القرار) عندما نقل المعلومات إلى الجيش اللبناني ومن المحتمل أيضا أنه أراد كشف المنظومات كقاعدة للخطاب السياسي الكبير الذي ألقاه أمس في التلفزيون من مخبئه بمناسبة "عاشوراء".
الحادثة الثانية التي وقعت أمس في لبنان كانت انفجارا غامضا في قلب البحر هزّ مدينة صيدا، وهي معقل شيعي ومركز هام لحزب الله في جنوب لبنان. الانفجار وقع في وقت قريب من إعلان الجيش اللبناني عن اكتشاف المنظومتين في الجبال. الإعلام اللبناني أفاد أيضا عن رؤية شرارات في البحر وعن حركة ناشطة لطائرات، مروحيات وسفن إسرائيلية مقابل السواحل اللبنانية.
وبعد وقت قصير تبين عدم صدق التقرير حول مشاهدة شرارات في قلب البحر. رئيس الحكومة اللبناني أعلن أن الحديث يدور كما يبدو عن دوي أصوات لإثارة الهلع. وبحسب كلامه، إسرائيل تعتزم تحذير اللبنانيين وخصوصا حزب الله من رد عنيف على لوائح الاتهام بقضية مقتل أبيه، رفيق الحريري، وإمكان ان يوجه (الرد) ربما ضد إسرائيل.
رغم أن اليوم تمت الإفادة عن محاولة لتفجير جهاز تجسس في البحر، هناك قاعدة منطقية لتشخيص إثارة الهلع. إحدى احتمالات العمل المفتوحة أمام حزب الله هي تحويل اهتمام الرأي العام اللبناني عن لوائح الاتهام عبر مواجهة مع إسرائيل. في المقابل، إسرائيل معنية بالإظهار لحزب الله أن استخدام تهديده للسيطرة بالقوة على لبنان يشكّل مصدرا للقلق. ومن المعلوم أيضا أن "أصداء" الأصوات التي تنفذها طائرات سلاح الجو هي وسائل إسرائيلية  قديمة لبث الذعر، وقد تم ذلك أيضا في الماضي فوق سماء سوريا ولبنان.
حاليا، يبقى رؤية ماذا سيحدث في لبنان بعد نشر المحكمة الدولية لوائح الاتهام. يمكن التقدير أن في نهاية المطاف سيمتنع حزب الله عن القيام بفعل عنيف، سواء داخل لبنان أو في إسرائيل. والدليل على ذلك هو كلام (السيد) نصر الله الذي قال أمس بوضوح في خطابه إنه لا يتوقع تصعيدا مع إسرائيل لأن ليس لدى حزب الله ولا لإسرائيل اليوم مصلحة في حرب أخرى.
مع ذلك، من الصعب توقّع ما سيكون رد الطوائف الأخرى، خصوصا السُنة، على نشر لوائح الاتهام ضد عناصر حزب الله. هذا الرد قد يشعل حربا طائفية في لبنان من شأنها أن تمتد أيضا جنوبا. لذلك أجرى مؤخرا رئيس الحكومة ووزير الدفاع مناقشات في منتدى السباعية بشأن الاستعداد لمواجهة مع لبنان. هذا أيضا سبب مواصلة جهات الاستخبارات في إسرائيل في المرحلة الراهنة في متابعة وثيقة لما يحدث في لبنان حيث يحضّر الجيش الإسرائيلي سيناريوهات رد على كل تطور محتمل.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
اسرائيل لا تعرف كيف تهزم حزب الله
" غيورا ايلاند – الرئيس السابق لمجلس الامن القومي – الرئيس السابق لشعبة العمليات في الجيش الاسرائيلي"
"الاذاعة العبرية 15/12/2010 "
" نص المقابلة التي أجرتها الاذاعة العبرية مع اللواء في الاحتياط ورئيس مجلس الامن القومي السابق غيورا آيلند:   
ـ المذيعة: تحية للواء الاحتياط غيور آيلاند, كيف تقرأ صورة العملية الليلية في لبنان؟ نحن لم نحصل على كثير من التفاصيل, اعتقد اللبنانيون أنها هزة أرضية, لغم، وفي النهاية تحدثوا عن أجهزة تجسس.
ـ اللواء غيورا آيلاند: ليس لدي ما أضيفه, أنا لا أعلم ماذا حدث, هذا تقرير لبناني وعلى الأقل فإن توقيته فيه "دعسة" غطرسة، وتوقيت الغطرسة متعلق تحديدا بموضوع القرار الاتهامي المتعلق بمقتل الحريري, فما يحاول (السيد) نصر الله القيام به الآن في صراعه الداخلي, ان يقول ان إسرائيل ببساطة لها أهمية وهو يحاول القيام بأمرين. الأمر الأول هو استمرار إبقاء الجيش إلى جابنه، وهو يعطي رصيد للجيش الذي وجد هذه الأجهزة الاستخبارية...
ـ المذيعة: الجيش اللبناني بالطبع؟
ـ آيلاند: نعم الجيش اللبناني يبدو جزء من قوة الدفاع اللبنانية، وحزب الله يقول اننا واياه ندافع عن لبنان سوية، ومن ناحية أخرى المس برصيد الحكومة، وتهديدها أيضاً بأن القرار الاتهامي ضد حزب الله يمكن أن يؤدي إلى وضع لا يرغب أحد من اللبنانيين فيه, ولذلك فنحن نرى صراع لبناني داخلي, وإسرائيل في هذه الأثناء هي في الجانب العملي.
ـ المذيعة: المشكلة المركزية من كل هذا الموضوع هي ان الصراع اللبناني الداخلي يؤثر على كل دول المنطقة, والخشية في نهاية الأمر هو أن التقرير الذي سنحصل عليه, أو الخطر الذي سنحصل عليه, الاتهام الذي سنحصل عليه، سيكون في أحسن الأمور،  مكدر ، وفي الحالة الأسوء غير موثوق  إطلاقاً.
ـ آيلاند: هذه الضغوط على الدول كما يشار هنا, هناك الكثير من الدول تشيد بالاستقرار كأمر أهم من باقي الأمور الأخرى وحتى أن هناك جزء من الدول في الغرب قلقة من أن يؤدي هذا إلى حرب أهلية في لبنان ويؤدي أيضا إلى سيطرة إيرانية على لبنان، ومن الممكن أن ينتج عكس ما يريدون والوضع كما هو قائم هو الوضع الأسوء للاستمرار به. ليس هناك شك بأن الموضوع الأساسي موضوع قائم, علينا أن نعلم كإسرائيليين أن نضع الأمور في زاويتنا في مكان آخر, في أي تقرير، هذه المواجهة هي داخل لبنان وهي حتى بين لبنان وبين المجتمع الدولي حول القرار الاتهامي, ليس لدى إسرائيل ما تقوله, وما يجب على إسرائيل أن توضحه جيداً وتحديدا في الإعلام وتحديداً للبنانيين, يجب أن توضح هذا جيداً لحلفائنا وبالأساس للولايات المتحدة وهذه نقطة مهمة, الوضع في لبنان ممكن أن يخرج عن السيطرة, وحزب الله تحت الضغط ممكن أن يقرر العمل ضد العدو الخارجي وهو الطريق الأفضل دائماً وطريق لتحقيق انجازات, وفي الواقع انتاج استفزاز يمكن أن يقودنا في حالة متطرفة إلى ما يمكن تقديره كحرب لبنان الثالثة, مع هذا هناك نقطة مهمة جداً لتؤكد...
ـ المذيعة: ما هي مصلحتنا حقيقة .
ـ آيلاند: أريد أن أؤكد على نقطة إسرائيلية مهمة جداً وهي نقطة أساسية, في حال أدارت إسرائيل الحرب القادمة ، أي حرب لبنان الثالثة, في حال حصلت كما أدارت الحرب السابقة بمعنى أو بالشكل الذي  حاربت ضد حزب الله،  لكنها لم تحارب ضد الدولة اللبنانية وسمحت بأن ينزل سكان حيفا إلى الملاجئ في حين كان سكان بيروت يذهبون إلى الشاطئ, في حال أدارت الحرب هكذا،  فإن إسرائيل ستفشل في الحرب القادمة , وأضرارها ستكون أكبر بكثير مما كانت في الحرب السابقة. إن الطريق الوحيد أمامنا هو منع الحرب القادمة, وفي أي حال من الأحوال يجب أن ننتصر بها خلال وقت قصير وتكون واضحة لجميع اللبنانيين إيضاً ولحزب الله وللغرب أيضاً ولإيران وسوريا . إن حرب إضافية بيننا وبين حزب الله ستكون حرب بيننا وبين الدولة اللبنانية, وستتحول إلى الأراضي اللبنانية، وفي هذه الحالة لا يستفيد أحد بمن فيهم حزب الله والسوريين والإيرانيين, وهذا الطريق الأفضل  لإنتاج ردع فعال وهذا الأمر الأهم.
ـ المذيعة:  هذا أمر مهم وهذا أمر مهم بالطبع في لبنان يجب أن يسمعوا هذا, وأنا ملزمة بأن أسئلك لأجل المستمعين, في حال حدوث حرب كهذه وأنا لا آمل ذلك, ومما نسمعه عن تسلح حزب الله عبر السورين وعبر الإيرانيين فإن إسرائيل ستجد صعوبة أيضاً في المواجهة.
ـ آيلاند: أقول أن التركيز.. اسمعي هذا بصورة جدية جداً, إسرائيل لا تعلم كيف تنتصر على حزب الله ولذلك فإن حرب تديرها إسرائيل ضد حزب الله فقط ، ربما نستطيع إيقاع ضرر أكبر بحزب الله،  لكن حزب الله سيضر بالجبهة الداخلية أكثر مما جرى قبل أربع سنوات ونصف, ولذلك فإن الاستراتيجيا الوحيدة لإسرائيل هي بمحاربة الدولة اللبنانية ونحن قادرون على القيام بهذا وخلال يومين كل العالم سيصرخ طالباً وقف إطلاق نار وبهذا سنصل إلى نتيجة جيدة وليس بهذا نستطيع أن نتواجه بطريقة مباشرة مع الأربعين ألف صاروخ".
ـــــــــــــــــــــــــــــ
"(السيد) نصر الله يعلم كل شيء عن اسرائيل، وعن تفاصيلها"
"القناة الاولى الاسرائيلية 17/12/2010 "
"نص مقابلة اجرتها القناة الأولى الاسرائيلية، مع محلل الشؤون الاستخبارية في صحيفة هآرتس، يوسي ميلمان.
س: تحية إلى يوسي ميلمن من صحيفة هآرتس .هل صحيح ان اسرائيل هي من فجرت هذه المنشأة (مقابل صيدا)؟
ميلمان   :اذا كان هذا صحيحاً، وان الانفجار الكبير الذي كان بالامس قرب شواطئ صيدا حصل من قبل سلاح الجو الاسرائيلي بغية تفجير منشأة، فأنا اعتقد ان القرار اتخذ في آخر دقيقة، لأنهم لا يريدون أن يسقط المزيد من المنشآت بأيدي لبنانيين، وأن يكشفوا اساليب العمل، خاصة أنهم على ما يبدو يستخدمون أجهزة متطورة جداً في مثل هذه  المنشآت والمعدات .
س :فقط لبنان يدعي هذا الامر، وحزب الله بدوره يقول ذلك لان هذا الاتهام روتيني ومباشر، فهل توجد مصادر اجنبية اضافية تقر بان المسألة تتعلق بمنشأة او معدات تجسس تابعة لاسرائيل، والى أي مدى اصيبت اسرائيل بضرر جراء اكتشاف منظومات تجسس كهذه؟.
ميلمان :واضح انها  ستتضرر في حال ثبت حقا ان هذه المنظومات تابعة لاسرائيل، لكن أيضاً يجب رؤية كل ذلك ضمن منظور استمرارية الحوادث التي تجري في لبنان في السنتين الاخيرتين، شبكات التجسس التابعة لاسرائيل تم اكتشافها وعملاء تم اكتشافهم وحولوا إلى القضاء، وجزء منهم حكم عليه بالإعدام، وعدد كبير جداً من هؤلاء العملاء بحسب ما أظهرته التحقيقات التي قامت بها أجهزة التحقيق اللبنانية، عملوا لخدمة اسرائيل لسنوات عديدة، 15 سنة وحتى ربما 20 سنة، وهكذا فإن هؤلاء العملاء الذين تم اكتشافهم يعتبرون مورداً مهماً جداً جداً ، وحيوي بالنسبة لأمن ولاستخبارات اسرائيل، والآن نتحدث عن نموذج جديد وهو كشف منظومات واجهزة، والتي تسمى بمعدات تضم وسائل خاصة، أجهزة تنصت وتصوير، وايضاً ممكن ان يثير انطباعنا ان الكشف اللبناني يحدث ضد محاولة متطورة لناحية اخفاء الأجهزة عبر تمويهها على شكل صخور، وللتذكير فإن حزب الله استخدم عبوات تخريبية في الوقت الذي كان فيه جنود الجيش الاسرائيلي في جنوب لبنان، وكانت تنصب وتموه في  الميدان بشكل الصخور، وبشكل نبات .
س :هذا يدل على استخفاف اسرائيلي ادى إلى اكتشاف المزيد من المنظومات، أو ان الامر يتعلق ببحث مكثف في محاولة للقبض على الاسرائيليين أو المتعاونين المحليين معهم، الذين يزرعون هذه الأجهزة، وبشكل عام يتحركون في لبنان بدرجة ليست اقل من السوري وآخرين؟
ميلمان: اذا سمعت صحيحاً، وهو أنه هل يدور الحديث عن استخفاف اسرائيلي، فأنا لا اعتقد ان هذا هو الموضوع، وواضح أن اسرائيل لم تكن تريد ان تكتشف تلك الامور، لكن اعطال كهذه قد تحصل وعلى افتراض ان عطل ما حصل، أنا اعتقد ان المسؤول عن هذه الامور، عليه الآن يفحص كيف حصل هذا ، كما اعتقد انهم فحصوا كيف حصلت المسألة وتم اكتشاف الشبكات.
  ممكن ان يكون هذا اكتشاف عن طريق الصدفة، وأحد ما كان يمر في المحيط وفجأة رأى ما يبرز من الارض وهو مختلف عن طبيعة الارض، ولفت نظر السلطات، لكن ممكن ان يكون الاكتشاف أتى في اعقاب دخول أجهزة متطورة جداً من جانب مصادر مكافحة التجسس التابعة لحزب الله، ونحن نعلم ان مصادر مكافحة التجسس التابعة لحزب الله طورت جداً اساليب عملها في السنوات الاخيرة، وتلقوا مساعدات من الجانب الايراني، وعلى ما يبدو يوجد ارتفاع في المستوى من ناحية قدرات حزب الله، وليس صدفة ان هذه الامور حصلت على امتداد سنتين، أكثر من ذلك ربما يوجد نقطة مهمة، الواقع أنه تم اكتشاف الأمر امس لا يعني انه لم يتم اكتشافه قبل هذا التاريخ، وممكن ان يكون قد اكتشفوه منذ ايام أو اسابيع ودرسوه، وربما حتى نجحوا عن طريق هذه المعلومات التي بحوزتهم  حول مكان المنظومة، وكيفية عملها،  بتزويد اسرائيل بمعلومات معادية أو كاذبة أو غير صحيحة.
س: احد الامور المهمة التي قالها (السيد) حسن نصر الله البارحة هو انه تحدث عن شاؤول موفاز، وعن فكرته ان اسرائيل تحتاج إلى التعاون مع السنة، وأن يقوما معاً بمحاربة الخصم الشيعي، ويذكر نصر الله المسألة ويحتقرها، لكن كما يبدو قد يكون يخشى هذه المسألة واحتمالاتها، رغم انها غير محتملة من ناحية واقعية، لكن خشيته هي ان تتعاون جهات ومصادرمختلفة مع اسرائيل، كما حصل في السابق، ليس السنة، لكن تعاون هذه المصادر في لبنان في وجه عدو مشترك؟
ميلمان : انا لا اعتقد انه بحاجة إلى وزير الدفاع السابق (موفاز) من اجل ان يقول أن في الشرق الاوسط يوجد تقريباً حلف طبيعي مع كل الجهات التي لا تريد التوسع والتأثير الإيراني، واعني بذلك الدول العربية وإسرائيل بطبيعة الحال، فلأول مرة منذ حرب لبنان الأولى سمح العالم العربي بحوالي 33 يوم ا من الحرب دون أن يقوم بإطلاق صرخة مدوية، لأنهم أرادوا أن يتم ضرب حزب الله، وهذا الأمر واضح لحزب الله ولـ(السيد) نصر الله، ولكن ما هو صحيح ونعرفه ليس منذ الأمس أو من الخطاب الذي القاه هو، أنه يستخدم المعلومات التي تصل من إسرائيل بشكل كبير، والتي تأتي من التصريحات العلنية  للزعماء الإسرائيليين، بمعنى أنه يوجد في حزب الله وحدة جيدة جداً ، تقوم بجمع المعلومات من المصادر العلنية وتقوم بترجمتها، وتقوم بوضع صورة للوضع في إسرائيل، وهو خبير (السيد) كما يبدو في التفاصيل، وهو خبير في التفاصيل التي تنشر في الإعلام، ويقوم باستخدامها من اجل دعايته، من أجل أن يبرز انه مطلع على اخر التطورات، ولذلك قام هذه المرة بالسخرية من وزير الدفاع السابق (موفاز)، وأنا لا اعتقد انه قلق من نفس الامور التي قالها زعيم اسرائيلي كهذا أو غيره حول الحلف الموجود في الشرق الاوسط، فنحن نعرف هذا ايضاً من وثائق ويكيليكس، والتي تظهر ان قادة عرب يتكلمون صراحة عن املهم في ان تقوم اسرائيل بمهاجمة ايران، ومنعها من التوصل إلى السلاح النووي.   
ـــــــــــــــــــــــــــــ 
حرب ادمغة بين اسرائيل وحزب الله
"المصدر: "القناة العاشرة 17/12/2010
" مقابلة مع خبيرين اسرائيليين في اعقاب كشف منظومتي التجسس في صنين والباروك.
س: "أمير أورن" هل فاجئك هذا الأمر المتعلق بتفجير المنشآة في البحر وأن لدينا منشآت في البحر؟
أمير أورن- محلل أمني في صحيفة هآرتس":  في حال قصفنا أنفسنا فإن غولدستون لن يتدخل، وهذا أمر جيد وهو في البحر، وحتى لو كنا نعرف ما جرى هناك فإنه لا يمكن الحديث عنه، لكن الحدس يقول أن إسرائيل لديها منشآت ليست جميعها من أجل جمع المعلومات، فهناك اليوم معدات تحدد بواسطة الليزر للطائرات التي تأتي من أجل القصف أو إطلاق الصواريخ، وهذه الذخيرة تعتمد على شعاع الليزر من أجل الوصول الى الهدف، ومن المحتمل أن إحدى هذه المعدات تم تمويهها على شكل صخرة حتى لا يتم رؤيتها من قبل الأقمار الصناعية الإيرانية أو الطائرات من دون طيار التابعة لحزب الله والتي تحلق في الأعلى وتشاهد أي حركة على الأرض، ويمكن أن يكون ما اكتشف هو منشآة كهذه ويمكن أن تكون هذه هوئيات مموهة تقوم باعتراض البث الخاص بحزب الله أو سوريا أو إيران.
س:  كيف تم اكتشاف هذا الأمر، فالحديث يدور عن تمويه على شكل صخرة، هل الأمر بسبب المعدات التي حصلوا عليها من الأمريكيين أو الإيرانيين؟!  
أمير أورن :  لقد تلقوا من الإيرانيين معدات تشفير لكي يتمكنوا من البث دون أن تستطيع الأجهزة الإسرائيلية اكتشافهم، وقد تلقوا معدات اتصال من آخرين من ضمنهم الأمريكيين، وما هو موجود هنا ليس مرتبطاً بالضرورة بشبكات التجسس التي تم اكتشافها، وحتى لو كشفوها فإنه ليس من المؤكد أنهم أضروا بصورة كبيرة بالقدرة الإستخبارية الإسرائيلية، من المحتمل جداً أنهم شاهدوا تحرك في المنطقة، فبحسب الصحافة الأجنبية فإنه ومنذ حرب يوم الغفران يقوم سلاح الجو الإسرائيلي بتفعيل وحدة شلداغ التي مهمتها الوصول الى المنطقة أحياناً بواسطة المروحيات وأحياناً بطرق اخرى من أجل مساعدة القوات الجوية، وقد فعل هذا الأمريكيون  في افغانستان، وبما أن شيء تحرك فقد لاحظ القمر الصناعي أو الطائرة من دون طيار ذلك، وحتى بلدية تل ابيب تشتري اليوم طائرات من أجل اكتشاف البناء على السطوح، أي أنه من الممكن أن يتم إكتشف الأمر دون أن يكون هناك سقوط لشبكة استخبارية.
س: هل هذا إنجاز كبير لحزب الله؟
آفي يسخاروف- مراسل الشؤون العربية في هآرتس: أعتقد أن التوقيت من ناحية حزب الله ناجح جداً، وليس عن طريق الصدفة عرفنا أن هذه المعلومات جاءت عن طريق حزب الله، وامس عن طريق الصدفة بالطبع خطب أمين عام حزب الله في نهاية احتفالات عاشوراء، فنحن نتحدث عن توقيت مريح جداً لحزب لله لأننا نعرف أنه في الأيام أو الأسابيع القادمة سوف يتم نشر القرار الاتهامي في موضوع اغتيال الحريري والذي ربما سيتأخر لما بعد نهاية السنة لكنه سوف يصدر، وبخصوص فبركة حزب الله لهذا الأمر فأنا لا اعتقد أن الأمر فبركة، لكن محتمل جداً أنهم عرفوا عنه منذ وقت طويل لكنهم انتظروا الناحية المريحة من ناحيتهم ونشروه، ولكني لا اعتقد أنهم أوجدوا هذه القصة، لكن تبقى المسألة مجرد احتمال، رغم ذلك فان شعوري هو أنهم ببساطة انتظروا هذا التوقيت المناسب لهم، ونحن نرى الضغط والهيستريا لدى حزب الله، فهو موجود في وضع ضاغط وفي أزمة، وقد تحدث أمس (السيد) نصر الله أمام الآلاف عبر شاشة الفيديو وسيتكلم اليوم أيضاً أمام الآلاف، وهذا يدل على شيء، ان المنظمة تريد القول للجمهور اللبناني، أنا بريئة أنا بريئة. هذا واعتقد أنه ليس من السهل أن يأتي أحد ويزرع منشآة متطورة جداً في اي مكان، وممكن أن تكون هذه الكاميرات لم توضع منذ وقت طويل، لكن الأمر ليس بسيطاً كما يبدو.
س: ماذا تقول شمرون؟
غاد شمرون، رئيس العمليات التنفيذية السابق في الموساد: بخصوص ما تم كشفه في لبنان فإن هذه المنظومة يمكن أن ندخل لها كل ما نريد، لكن السؤال هو ما هي المهمة؟، وأنا لست متأكد أن ما تم اكتشافه متطور جداً، واعتقد أنه في أي متجر لأدوات التجسس أو لأدوات التحري الشخصي في وسط تل ابيب تستطيع ايجاد نفس المنتجات وربما من جيل تكنولوجي أو جيلين أقل، ولكن يجب أن نتذكر أننا نعيش في القرن الواحد والعشرين ومن الفضاء يمكن تصوير أشياء، فما المشكلة في إدخال ما نريد الى منشآة من الفيبرغلاس تبدو كالصخرة.
وما نتعلمه من هذه الحادثة أن هناك جهة في الشرق الأوسط لديها قدرات تنفيذية هامة وتستطيع أن تنصب مثل هذه المنشآت في أماكن من الصعب الوصول إليها، أما من ناحية المنشآت فهي ليست إستنثنائية، والحديث يدور هنا عن حرب أدمغة، وفي عالم الإستخبارات ليس هنا ما هو غير ممكن، ومن المحتمل ان تكون هذه المنشآت من جيل قديم ارادوا التضحية بها بحيث سمحوا لعميل بتسهيل كشف هذه المنشآت من قبل اللبنانيين كي يقوموا بالبحث عن مثل هذه الصخور ولا ينتبهون لمنشآت أكثر تطوراً تم زرعها في مناطق أخرى، فالإمكانيات غير محدودة، فهناك حرب أدمغة، ولحزب الله مصلحة واضحة لتبيان أن إسرائيل تتجس على لبنان بكل قوة، لكن هذا ليس أمراً جديداً، بالطبع أن إسرائيل تتجسس على لبنان، وليس هناك حاجة لجاسوس يقف على مفترق الطريق ويحقق مع الناس، فالأمر يتم بكل الوسائل، وهذا جزء من هذه الوسائل".
ـــــــــــــــــــــــــــــ
القبة الحديدية – خدعة اسرائيلية كبرى
المصدر: "هآرتس 16/12/2010 ، يوسي ميلمان – معلق الشؤون الاستخبارية في الصحيفة"
" التعنت بعدم نشر القبة الحديدية في الجنوب رغم الصواريخ من غزة يثير التساؤل ما إذا كانت هناك نية للجيش من البداية لاستخدامها للهدف الذي طُوّرت من أجله حسب ما قيل : حماية المستوطنات الجنوبية..
حسب التقرير الذي أصدره الشاباك هذا الاسبوع فقد سُجل في الأشهر الأخيرة ارتفاع في عدد صواريخ القسام وقذائف الهاون التي تُطلق من قطاع غزة. كما أُطلق صاروخ غراد واحد. ورغم هذا يواصل الجيش وسلاح الجو رفضهما المتعنت لنصب قاذفة "قبة حديدية" في المنطقة، وهي التي طُوّرت بحسب المفترض لحماية المستوطنات في غلاف غزة. القاذفة، بسباطاناتها الـ 12، والتي أعلن الجيش قبل عدة أشهر أنها جازت كافة التجارب بنجاح، مرمية ومهملة في قاعدة سلاح الجو في الجنوب.
من كان العالم الرئيسي لقسم الصواريخ في "تاعاس" (الصناعات العسكرية)، الدكتور نتان فربر، وخبراء آخرين، يقولون أن نشر "القبة الحديدية" في الجنوب كان يمكنها أن توفّر فرصة ممتازة لتجربتها في ظروف عملياتية، على صواريخ العدو الحقيقية. التعنت بعدم استخدامها يثير الكثير من الاستغراب، الأساسي من بينها هو إذا لم يكن للجيش أبداً نية لاستخدامها لهدفها - وهو حماية المستوطنات الجنوبية - فلماذا طُوّرت من البداية؟
تفسير ممكن واحد لعدم الرغبة في تشغيل المنظومة هو كلفة استخدامها. يوسي دروكر، رئيس مديرية "القبة الحديدية" في رفائيل قال قبل حوالي ثلاثة أشهر في مقابلة مع محطة تلفزة أميركية (التي أكثر فيها من كيل المديح على المنظومة) أن كلفة كل صاروخ معترض هي حوالي 100 ألف دولار. من الواضح أن لا منطق في إطلاق صاروخ بهذه الكلفة من أجل اعتراض صاروخ قسام أو كاتيوشا كلفتهما عدة مئات من الدولارات. الناطق باسم رفائيل، عميت تسيمر، الذي طُلب منه الرد  وتوضيح كلام دروكر، رفض التعليق على الموضوع.
قصة مشروع "القبة الحديدية" هي صورة مؤكدة عن مجريات اتخاذ القرارات المتخلفة في إسرائيل : موظفون في وزارة الدفاع وفي الصناعات الأمنية يتعاونون ويعملون في الظلام، دون رقابة، يستغبون الجمهور وأحياناً وزراء أيضاً، وكل هذا برعاية الرقابة العسكرية، التي تحول دون نقاشٍ عام فعلي باسم مبررات أمن الدولة.
ولادة المشروع خطأً
على مدى سنوات رفضت وزارة الدفاع والجيش وسلاح الجو تطوير منظومات لاعتراض الصواريخ وكانوا يعتقدون أنها تبذير للأموال، ومن الأفضل الاستثمار في أنظمة هجومية، وخصوصاً الطائرات والصواريخ. فقط بعد حرب لبنان الثانية في العام 2006 ازداد الضغط الجماهيري لتطوير أو شراء - وبسرعة - أنظمة لاعتراض الصواريخ. وزير الدفاع حينها، عمير بيرتس، نجح في التغلب على معارضة الموظفين وضباط الجيش وفرض رأيه عليهم.
لقد كان القرار بتسليم تطوير "القبة الحديدية" لرفائيل يهدف إلى تعويض الشركة عن استبعادها عن مشروع اعتراض سابق، أكبر، وهو "حيتس"، الذي سُلّم للصناعات الجوية. كائناً ما كان، المشروع حُرّك وانطلق حتى قبل اتخاذ القرار به في الحكومة. حسب تقرير مراقب الدولة فإن العميد داني غولد، الذي كان قبل حوالي السنة رئيساً لمديرية "مبات"، خصص أموالاً للمشروع بناءاً لرأيه من دون معرفة وزير الدفاع والحكومة.
في موازاة ذلك في الكواليس، حسب صحيفة فرنسية، شاركت سنغافورة في تمويل التطوير أو تعهدت بشراء بطارية. هذه المعلومات ممنوعة عن الجمهور. وحسب مجلة "ديفانس نيوز" (أخبار الدفاع)، فإن الهند والولايات المتحدة ودول أخرى مهتمة بالمنظومة. إذا كان هذا صحيحاً فإن مشاركة سنغافورة والدول الأخرى في المشروع يثير سؤالاً لاذعا. أمن الممكن أن يكون جوهر المشروع من البداية هو زيادة مبيعات رفائيل للتصدير؟
في الظاهر كان المبرر لتطوير المنظومة، الدفاع عن سكان غلاف غزة. الدكتور فربر أوضح في مقابلات مع هآرتس في الماضي أن هذه الفرضية مضللة. فيما بعد تبين أنه محق. فخلال التطوير اعترف موظفو رفائيل أن القبة الحديدية لن تكون قادرة على اعتراض قذائف الهاون وصواريخ القسام، ذات مدى أقل من 4.5 كلم (وزمن تحليقها 25 إلى 30 ثانية). على أساس هذا الإعلان قررت الحكومة بناء غرف محصنة لكل المستوطنات الموجودة ضمن هذا المدى.
لكن المشكلة ليست المدى، بل الوقت. في زمن التحليق القصير هذا يمكن إطلاق صواريخ غراد أسرع بعدة مرات في مسارات قليلة الانحناء إلى مدايات 12 - 13 كلم. أي أنه سيكون هناك حاجة لغرف محصنة للسكان الواقعين على مسافة تصل إلى 13 كلم عن الحدود، يعني عسقلان على سبيل المثال.
هذا وبالإضافة إلى أنه على الرغم من تطوير مهندسو رفائيل للقبة الحديدية بسرعة جديرة بالتنويه، استمر الجنوب في كونه عرضة لقصف حماس، الذي استمر لغاية "الرصاص المسكوب" في نهاية 2008. المقترحات بحل مرحلي يحمي سكان الجنوب لحين انتهاء مشروع القبة الحديدية، من خلال أنظمة متوفرة وأرخص مثل مدافع "فولكن" و"فالانكس"، التي أثبتت قدرتها في العراق وأفغانستان، أو فكرة استئناف تطوير مدفع لايزر، كل هذه المقترحات رُدّت من قبل موظفي وزارة الدفاع. يثور اشتباه بأنهم فعلوا هذا خشية أن يتضح أن الفالكون أو مدفع اللايزر هما منظومتان ناجحتان وربما لا يجدر بالحكومة أن تواصل تبذير الأموال على القبة الحديدية.
وهكذا حانت نهاية العام 2010. رفائيل وفت جزئياً بالمهمة التي أُلقيت على عاتقها. طوّرت نموذجاً واحداً، مُخزّن في قاعدة سلاح الجو في الجنوب، وهناك عدة سباطانات موضوعة في قواعد أخرى في البلاد. لكن الجيش يرفض نشرها لحماية الجبهة الداخلية. تعبير واضح أعطاه مؤخراً اللواء غادي آيزنكوت، قائد المنطقة الشمالية، الذي حكم دون أن يرف له جفن أن القبة الحديدية ليست مخصصة لحماية المواطنين بل فقط قواعد الجيش.
بعبارة اخرى، حدد لواء في الجيش أن كل ما قيل إلى حينها للجمهور، بأن جوهر الاستثمار الذي بلغ حوالي مليار شيكل في المشروع هو من أجل تحسين حمايته، كان كذبة كبيرة.
إن أداء الجيش والمؤسسة الأمنية في القضية مثير للسخرية، ويدل على استخفاف موظفين ومتّخذي قرارات بالجمهور وبأمواله انطلاقاً من الشعور بأنه يمكنهم استغبائه من دون الحاجة إلى توضيحات ومن دون تحمل مسؤولية أعمالهم.
أُفيد من الناطق باسم الجيش رداً أن "منظومة القبة الحديدية هي في فترة استيعاب في سلاح الجو وفي جهاز الدفاع الجوي ضمن عملية محفّزة لكن لم يتم بعد تصنيفها كعملياتية" .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
ما خفي اعظم
المصدر: "اسرائيل اليوم 16/12/2010 ـ يؤاف ليمور – محلل الشؤون العسكرية في الصحيفة "
"من الطبيعي أن يحتل اكتشاف "منشآت التجسس"، التي يزعم اللبنانيون أنها إسرائيلية، العناوين الكبرى في لبنان، لكن لا يمكن فصل الحدث عن السياق الأوسع : حزب الله مضغوط من لجنة التحقيق في اغتيال رفيق الحريري ويبحث عن أي سبيل لحرف النيران عنه.
مما نُشر أمس في لبنان، وإلى جانب الحرج الطبيعي من اكتشاف وسائط تجسس إسرائيلية مرةً أخرى، حسب الظاهر، (استمرار مباشر للتقارير عن سقوط شبكات العملاء في السنتين الخيرتين)، يبقى ما خفي أعظم مما ظهر. تبدو الوسائط أنها متطورة ومموهة جيداً ووُضعت في مواقع استراتيجية مكّنت، مرةً أخرى حسب الظاهر، من رصد مثير للانطباع باتجاه بيروت والبقاع اللبناني.
إلى جانب فخر التكنولوجية الإسرائيلية التي نجحت مرةً أخرى (بحسب ما يُنشر في لبنان) في التصغير والإخفاء والتصوير والتسجيل، وكله بالتحكم عن بعد، لا زلنا لا نعلم الكثير من التفاصيل ذات الصلة : هل يتعلق الأمر بجهاز جديد، حالي، أو ربما وسائط قديمة خرجت من الخدمة منذ سنوات؟
ما يمكن قوله، إلى حد كبير من اليقين، هو أن الطرفان - إسرائيل وحزب الله - لا يرتاحان للحظة. أنشطة جمع المعلومات الاستخبارية والإعاقة مستمرة دون كلل، من على جانبي الحدود، فيما يسجّل كل طرف خيبات أمل لنفسه أيضاً. لكن أيضاً لو كانت إسرائيل في جانب الخائب أمس، فلحدثٍ كهذا إنجازات أيضاً : مرةً أخرى تعلّموا في لبنان مدى قابليتهم للاختراق، ومدى تطور إسرائيل في نظرهم، وأنه على الرغم من الأنشطة الدفاعية والتباهي الكلامي - إذا كان لإسرائيل فعلاً يد في الأمر - عملياتياً وتكنولوجياً، فإننا نسبقهم كثيراً.
هذه الأمور هي ما أراد الكشف العلني أمس تعميتها، وفوق هذا، الإظهار مرةً أخرى للشارع اللبناني أن إسرائيل هي مصدر الشر في منطقتنا : ليس حزب الله الذي سيُتّهم باغتيال الحريري، "الصهاينة" هم البلوى الحقيقية التي يجب محاربتها.
من المشكوك فيه أن تنجح الوسائل القتالية التي تكدست بالأمس في إقناع المواطنين اللبنانيين، ومن هنا لحسن حظنا ما زالت طريق التصعيد الحقيقي بعيدة. ورغم هذا لا يجوز الخطأ : المعركة في الشمال لم تتوقف للحظة، هي تُدار فقط بوسائل تجسس واستخبارات، التي هي جزء مركزي في الاستعدادات المتواصلة من كلا الطرفين لحرب لبنان الثالثة".
18-كانون الأول-2010

تعليقات الزوار

استبيان