المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


أخبار العدو

المقتطف العبري ليوم الأربعاء: الجيش الإسرائيلي سيضطر إلى تغيير خصائص عمله بعد صاروخ غزة


عناوين الصحف وأخبار ومقالات وتقارير وتحقيقات مترجمة من صحافة العدو
"يديعوت أحرونوت":
ـ رعب الدبابات في يد حماس.
ـ تتسع المقاومة لاستيعاب الأجانب.
ـ حماس تشد الحبل.
ـ الجيش الاسرائيلي يهاجم أنفاق، مخازن واستحكامات.
ـ نتنياهو لاوباما: اطلق بولارد.

"معاريف":
ـ طلب عفو عن بولارد.
ـ  25 سنة في السجن – نتنياهو يتوجه الى اوباما من أجل بولارد.
ـ عرقلة ضريبة المراسلين الاجانب.
ـ صاروخ اطلقته حماس اخترق دبابة ميركفا.
ـ 4 مليون اسم – تقدم في محاولة الحصول على اسماء الستة ملايين.
ـ الاعتقال الذي منع "سيناريو الرعب".. الاشتباه: خطط لعملية في مساجد الحرم.

"هآرتس":
ـ الكراهية تنتشر: المظاهرات ومهاجمة الأقليات.
ـ المئات يتظاهرون في تل أبيب: "اطردوا المتسللين الى ديارهم".
ـ نتنياهو لاوباما: اطلق بولارد.
ـ سكان اصوليون في بلدة الشارون: العلمانيون يحاولون طردنا.
ـ اعتقال عصابة فتيان هاجمت عرب في القدس.
ـ الجيش الاسرائيلي يهاجم اهداف حماس في غزة.
ـ حماس تحاول اعادة رسم قواعد اللعبة.

"اسرائيل اليوم":
ـ تصعيد: حماس اطلقت صاروخ مضاد للدروع متطور من طراز "كورنيت".
ـ "حماس تستخدم سلاحا استراتيجيا مخل بالتوازن".
ـ الاتجاه: التصعيد.
ـ الفلسطينيون ينتظرون "ما بعد الاعياد".
ـ عصابة كراهية في العاصمة.
أخبار ومقالات:
أشكنازي: الآن إحتمالية تدهور الوضع في لبنان نحونا على خلفية القرار الظني ضعيفة
المصدر: "موقع Walla الإخباري – بنحاس وولف"
كشف رئيس الأركان في الجيش الاسرائيلي الفريق غابي أشكنازي في اجتماع لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست أن الصواريخ المضادة للدروع التي استخدمها حزب الله في حرب لبنان الثانية سببت أضرار كثيرة لدبابات الجيش الإسرائيلي.
في بداية الشهر، أطلق للمرة الأولى من قطاع غزة صاروخ مضاد للدروع من طراز كورنت، فأصاب دبابة للجيش الإسرائيلي وخرق درعها. إن الفريق غابي أشكنازي الذي شارك اليوم في اجتماع لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست بحسب اشكنازي إنه صاروخ ثقيل ومن الأخطر التي أطلقت في الجبهة باتجاه الجيش الإسرائيلي في حرب لبنان. في قطاع غزة إن الجهة الأساسية المسيطرة في حماس هو أحمد الجعبري وليس إسماعيل هنية. ونحن نرى في حماس الجهة المسئولة عن القطاع، لذلك حتى لو لم تكن هي الجهة التي تطلق باتجاه اسرائيل، فإن هجمات الجيش الإسرائيلي ستنفذ ضدها".
إن صاروخ الكورنت هو صاروخ مضاد للدبابات من إنتاج روسي، أدخل للخدمة في الجيش الروسي عام 1994 واليوم منتشر في أوساط دول ومنظمات كثيرة في العالم. إن المدى الفعال لهذا الصاروخ يتراوح بين 100 متر وال5.5 كلم في النهار وحوالي 3.5 كلم في ساعات الليل. إن منظمة حزب الله إستخدمت هذا الصاروخ خلال حرب لبنان الثانية في صيف ال2006 وأحدث أضرار كبيرة لدبابات الميركافا. ويصنف هذا الصاروخ كصاروخ من الجيل الثاني وهو يتم توجيهه عبر أشعة الليزر التي يوجهها المشغل.
وتطرق رئيس الأركان الى تقرير الأمم المتحدة المتعلق بقضية اغتيال رئيس حكومة لبنان رفيق الحريري في العام 2005 وبحسب قوله "نحن ندير ألعاب حرب من أجل تقدير نتائج السيناريوهات المختلفة، بما فيها إمكانية التدهور نحونا. وقدر اشكنازي أن هذه الاحتمالية الآن متدنية، وتحديدا إذا كانت الأضرار الناتجة عن إعلان التقرير على حزب الله ليست كبيرة. هناك محاولات من كل الأطراف المرتبطة بلبنان من اجل تقليص إمكانية التدهور قبيل نشر التقرير.
وفصل اشكنازي السيناريوهات المحتملة التي يستعد الجيش الإسرائيلي لمواجهتها مع نشر التقرير وقال "يستطيع حزب الله بحسب أحد السيناريوهات أن ينسحب من الحكومة، وفي حال انسحاب جزء من هذه الحكومة فإن الحكومة اللبنانية ستسقط. إحتمالية أخرى هي أن يتصرف حزب الله بشكل مشابه لما قام به في أزمة شبكة الاتصالات. لكن غالبية اللاعبين في الساحة ليس لديهم رغبة في تدهور الوضع في لبنان. إنه نوع من العالم المصغر لكل الشرق الأوسط، لأن الجميع متدخل ـ السعوديين، المصريين، حزب الله، لبنان. إن إطلاق النار الصادر من الجيش اللبناني باتجاه طائرات سلاح الجو خلال طلعات التصوير أوقف تقريبا بشكل مطلق".
وفي موضوع التجند في الجيش الإسرائيلي قال رئيس الأركان يجب أن تكون مساواة في الجيش."يجب الانتقال من الخدمة الإلزامية إلى واجب الخدمة. يجب التخلي عن نموذج جيش الشعب. إن هكذا قرار سيحسن من نوعية المجندين وهذا سيساعد من الناحية الاقتصادية. يجب أن نصل إلى وضع يجند فيه الجميع إما للخدمة الوطنية وإما للخدمة المدنية في سلطة تشخيص الضحايا ونجمة داوود الحمراء وسلطات الإطفاء."
ـــــــــــــــــــــــــ
تحليل: حماس تحاول إعادة رسم قواعد اللعبة من جديد
المصدر: "هآرتس ـ عاموس هرئيل وآفي يسسخروف"
"إن فحص مختلف الأحداث التي حصلت على حدود قطاع غزةـ اسرائيل في الأسبوعيين الماضيين، تظهر شكوكا كبيرة بأن حماس تحاول إعادة رسم قواعد اللعبة في المنطقة. ان التصعيد في القطاع ليس بالضرورة أن يؤدي إلى جولة قتال واسعة أخرى، على طريقة عملية الرصاص المسكوب، ولكن فقط الأيام القادمة، ستظهر فيما إذا كانت اسرائيل قد نجحت في جهودها الرامية لإعادة ميزان الردع مقابل حماس إلى وضعه السابق، الذي كان ساريا منذ انتهاء عملية الرصاص المسكوب في كانون الثاني العام 2009 .
إن النية الإسرائيلية هي إجبار حماس على العودة إلى المعادلة السابقة، والتي في إطارها كبحت جماح ذراعها العسكري وكذلك أيضا كبحت نسبيا بقية الفصائل الفلسطينية الأخرى. في ظل غياب قناة اتصال مباشرة بين الجانبين، فإن تبادل الرسائل يمر عبر استعراض القوة. لذلك على ما يبدو سيستمر التقاظم المتبادل في الأيام القريبة القادمة. وهنا يتعلق الأمر بلعبة خطرة: سقوط صاروخ أمس بالقرب من روضة أطفال في كيبوتس قريب من مدينة أشكلون، ذكر الى حد كبير كم تفعل الصدفة فعلها، فسقوط الصاروخ على بعد أمتار معدودة كان يمكن أن يملي قوة المواجهة. فلو انتهت الحادثة أمس بمقتل أطفال، بدلا من جراح طفيفة، لكان وجه الأمور الآن مختلف كليا.
إن التصعيد في الاحتكاك بالفترة الأخيرة، عبر عنه أكثر في ميزيد من العمليات الفلسطينية ضد دوريات الجيش الإسرائيلي على جانبي السياج وفي توسيع عمليات قصف الهاون وصواريخ القسام. للمرة الاولى في هذه الفترة تشارك حماس بقصف محدود. لكن أساس التغيير نابع من التشجيع الذي يظهر من خلال سماح المنظمة الآن للفصائل الصغيرة بتنفيذ عمليات القصف بما في ذلك صواريخ، إلا أنه حتى الان الأعداد ما تزال صغيرة نسبيا. منذ بداية العام سقط في أراضي اسرائيل حوالي 180 صاروخ وقذيفة هاون(وأكثر من 200 قذيفة وصاروخ سقطوا عن طريق الخطأ في مناطق قطاع غزة). وللمقارنة في العام 2008 وهي السنة التي في نهايتها بدأت عملية الرصاص المسكوب أطلق أكثر من 4000 صاروخ.
لماذا هذا يحدث؟ يبدو أن حماس تريد اختبار رد اسرائيل وزيادة هامش المناورة لديها، هذا ومن دون الانجرار الى مواجهة شاملة أخرى. هنا يوجد استجابة للضغوط التي تمارسها الأذرع العسكرية والتي تطالب بتنفيذ عمليات ضد اسرائيل، إلى جانب الفرضية التي تقول بأن الجيش الإسرائيلي من الصعب عليه أن يعمل ضد مجموعات تطلق الصواريخ والقذائف في مناخ شتائي.
ومع ذلك فإن مسئولي حماس بادروا أمس إلى التوضيح بأن المنظمة ليست معنية بالتصعيد، بما في ذلك مقابل اسرائيل. بعض المنظمات التي شاركت في قصف الهاون والصواريخ باتجاه اسرائيل في ال48 ساعة الأخيرة، صحيح أنهم يعتبرون موالون لحماس ويأتمرون بأوامرها، إلا أن الصاروخ الذي أطلق أمس في ساعات الصباح باتجاه كيبوتس حوف أشكلون أطلقه على ما يبدو جيش الإسلام الذي يعمل بشكل شبه مستقل. وقدر محللين غزيين أمس أن حماس ستعمل في نهاية الامر على تهدئة الاجواء من أجل المحافظة على الوضع القائم في غزة، وعدم الانجرار الى مغامرة عسكرية خطرة. كما يبدو هم يتبنون الرد المقاس للمنظمات الفلسطينية في غزة على قتل الفلسطينيين الخمسة في غارة سلاح الجو التي نفذت في نهاية الأسبوع.
في الوقت الراهن تعمل حماس كالمعتاد، إذ قامت بإخلاء مقراتها من الجنود، في حين أبقت في المقرات الأخرى تواجد خفيف لعناصر قوات الامن. وفي شوارع غزة، تلحظ حركة أشخاص وسيارات عادية طوال النهار والسكان المتعودون على غارات سلاح الجو وقصف الصواريخ، لم يظهروا أي توتر غير عادي، وعلى حد وصف احد الصحفيين الغزيين للوضع، إنه يوم بصل ويوم بصل(وليس كما يقول المثل العربي يوم عسل ويوم بصل)، السؤال فقط أي بصل نأكل في ذات اليوم.
ومع ذلك اسرائيل كعادتها في هذه الفترة ترى بحماس المسئولة الحصرية عن ما يحدث في الجانب الفلسطيني، ومنذ يوم أمس هي التي تدفع الثمن. لقد سمح للجيش الإسرائيلي أن يضرب أهداف مأهولة لحماس، ولغاية معلنة وهي  تكبيدها خسائر في صفوف عناصرها. ما بقي الآن هو ان نرى كيف سيتم التقاط الرسالة هذه من قبل حماس. في المدى البعيد أكثر ورغم تقدير الاستخبارات الأساسي الذي يقول بأن حماس حتى الآن مردوعة من تكرار عملية الرصاص المسكوب، لكن في الأركان العامة يقدرون بأن قابلية الانفجار في الجبهة الجنوبية عالية نسبيا، وأن الأمور هناك أولا وآخرا ستخرج عن قواعد السيطرة".
على هوامش الأمور، كشف أمس رئيس الأركان غابي أشكنازي حقيقة أن الفلسطينيين أطلقوا صاروخ مضاد للدروع من طراز كورنت، باتجاه دبابة إسرائيلية في القطاع قبل أسبوعين. تفاصيل الحادثة منع نشرها من قبل الرقابة العسكرية، رغم ان الفلسطينيين يعلمون بشكل أكيد ما الذي أطلقوه، الى ان قرر أشكنازي التحدثـ وما كان ممنوعا أصبح مسموحا. ولكن ما هو أكثر أهمية على الأرض هو اطلاق صاروخ الكورنت المتطور جدا في منطقة كان حتى اليوم هذا الصاروخ موجود لدى حزب الله والجيش السوري. صحيح أنه لا يوجد هنا تغيير أساسي في توازن القوى، لكن دخول الكورنت يشير الى تحسن دائم في القدرة العسكرية للخصم، الذي يعبر عنه أيضا بإدخال صواريخ مضادة للطائرات وبإدخال صواريخ متوسطة المدى، تهدد للمرة الأولى أيضا تل أبيب. في حال تدهور الوضع الى مواجهة واسعة فإنها ستكون بعيدة من أن تكون الأمور كنزهة بالنسبة للجيش الإسرائيلي".
ـــــــــــــــــــــــــ
صاروخ جديد في غزة: الجيش الإسرائيلي سيضطر إلى تغيير خصائص عمله
المصدر: "معاريف – أمير بوحبوط "
" يعترفون في قيادة المنطقة الجنوبية أن إصابة الدبابة في قطاع غزة بواسطة صاروخ مضاد للدروع من طراز كورنت، يستوجب تغيير في خصائص عمليات القوات أي النظرية العملية خلف السياج ستتغير هذا ما أوضحه ضباط في أحاديث مغلقة وقالوا أنهم يخاطرون بأخطار محسوبة وأضافوا: لم نكن نعلم بنسبة100% أن لديهم هذا الصاروخ، لكن إستعدينا لذلك.
على خلفية التصعيد في قطاع غزة، وأقوال رئيس الأركان الفريق غابي أشكنازي سابقا عن وجود صاروخ جديد لدى حماس، أجرى قائد المنطقة الجنوبية اللواء طال روسو ظهر أمس تقدير للوضع مع كبار ضباط المنطقة الجنوبية وبحسب كلام الضباط: " من دون شك يجب أن تتغير النظرية العملية".
كشف بعد ظهر أمس رئيس الأركان أنه قبل أسبوعين أطلق المخربون الفلسطينيون صاروخا من طراز كورنت من داخل أراضي القطاع وقد أصاب دبابة للجيش الإسرائيلي وخرق درعها. وفي أعقاب ذلك قالوا ضباطا في أحاديث مغلقة أن حماس تحاول أن تخلق واقع جديد يسمح لها بتنفيذ المزيد من العمليات".
وبحسب كلام الضباط " من الممنوع على أي طرف في اسرائيل أن يسمح بهذا" . التقدير في الجيش الإسرائيلي هو ان حماس غير معنية بالتصعيد، ولكن هم يستطيعون أن يفاجئوننا"
وأوضح أحد الضباط أن إطلاق الصاروخ باتجاه الدبابة، تم خلال فتح طريق لحماية منطقة السياج، من أجل إبعاد العمليات الإرهابية. وأضاف الضباط لا يوجد طريقة أخرى، إلا عبور السياج ونحن نأخذ على عاتقنا أخطار محسوبة، إذ أنهم في الجيش لم يعلموا بنسبة100% أن لدى حماس مثل هذا الصاروخ، لكنهم إستعدوا لذلك".
يوجد في الجيش أيضا من هو متشجع من نتائج إطلاق الصاروخ باتجاه القوة المدرعة. مصدر في الجيش الإسرائيلي أكد على أن حقيقة انتهاء هذه الحادثة من دون إصابات، يدلل على التكنولوجيا الجيدة في تدريع دبابة الميركافا.
وكان رئيس الأركان قد تطرق الى التصعيد في قطاع غزة، وأنذر من أنه من الممكن ان يتصاعد في المستقبل القريب وأضاف أن الواقع في الجنوب هش ومتفجر، وليس لدينا أي ضمانة بأن لا يتدهور هذا الوضع وقال أشكنازي في العام الأخير سجل 112 عملية ضد الجيش الإسرائيلي.
وتابع رئيس الأركان أن العمليات في غزة في الأيام الأخير، هي الأوسع للجيش الإسرائيلي في غزة منذ عملية الرصاص المسكوب في العام 2008 . لقد قتلنا خلال هذه العمليات حوالي 60مخرب، وفقط يوم السبت كشفنا مجموعة للجهاد الإسلامي كانت مؤلفة من خمسة أشخاص وكانت في طريقها لتنفيذ عملية قصف. قامت قواتنا بالقضاء عليهم. وأمس نفذنا هجوما واسعا ضد مخازن وأنفاق تابعة لحماس.
وختم أشكنازي أن الجيش يلاحظ في جنوب البلاد تصاعدا في العمليات الإرهابية، وذلك على خلفية رغبة المنظمات الإرهابية بتغيير قواعد اللعبة على طول الحدود مع قطاع غزة. وخلال تقديم تقريره قال أشكنازي أن أساس عمليات الجيش الإسرائيلي موجهة لمنع حصول عمليات إرهابية من داخل مناطق قطاع غزة".
ـــــــــــــــــــــــــ
حماس تشد الحبل
المصدر: "يديعوت أحرونوت ـ اليكس فيشمان"
"لو أرادت حماس تحطيم الادوات، لكانت اطلقت صواريخ على هرتسيليا او على مطار بن غوريون. تحت تصرفها الوسائل والقدرات لعمل ذلك. ولكن حماس لا تريد تحطيم الادوات. وهي تفحص فقط الحدود وتجرب طريقة لتحديد قواعد لعبة جديدة.
قبل اسبوعين دخلت دبابة ميركافا تابعة للجيش الاسرائيلي الى داخل قطاع غزة الى عمق نحو 150 مترا عن جدار الحدود، في المنطقة التي تعرف بانها "منطقة امنية خاصة"، ووقفت في موقع ناري بمنطقة مشرفة. حتى قبل شهرين – ثلاثة اشهر كانت تحركات من هذا القبيل تتم بشكل اعتيادي. فضلا عن ذلك، قبل عملية الرصاص المسكوب وبعدها ايضا تمثلت سياسة قيادة المنطقة الجنوبية بتنفيذ توغل حر لقوات الجيش الاسرائيلي الى داخل القطاع لاغراض الامن الجاري. وحماس بشكل عام ابتلعت الاهانة، وكانت اشتباكاتها مع القوات المتوغلة نادرة.
قبل بضعة اشهر طلب الذراع  العسكري لحماس من الذراع السياسي الدخول في مواجهة مع الجيش الإسرائيلي في كل مرة يدخل فيها الى القطاع وذلك حفاظا على سيادة حماس على المنطقة. ومع ان الطلب اقر، الا انه لم ينفذ الا بشكل جزئي جدا. حماس، التي لا تزال تحت تأثير صدمة رد الفعل العنيف من الجيش الاسرائيلي في عملية الرصاص المسكوب، اختارت مرة اخرى التجلد وضبط النفس. اما الاعمال التي نفذت رغم ذلك ضد قوات الجيش الاسرائيلي فكانت من منظمات اخرى، بل ان حماس حاولت كبح جماحها هي ايضا.
في منتصف تشرين الثاني، بدأت تلوح انعطافة في سلوك حماس. فقد ازالت الضغط عن محافل المعارضة وسمحت لها بالعمل. وبالفعل، اخذ حجم النار نحو قوات الجيش الاسرائيلي ونحو الاراضي الفلسطينية يزداد. اسرائيل ردت بحذر: "هنا فجر نفق، هناك اصيب نشطاء من الجهاد الاسلامي او من الجهاد العالمي ولكنها بقيت حذرة من استهداف رجال حماس.
وصمدت هذه المعادلة الى هذا الحد او ذاك حتى الاسبوع الاخير. منذ بداية كانون الاول، تلاحظ اسرائيل ارتفاعا آخر في درجة حرارة حدود غزة. وقد بدأ هذا بارتفاع حجم النار، ولا سيما قذائف الهاون، وقبل اسبوعين استخدمت حماس وحدة خاصة اطلقت صاروخ كورنيت على دبابة الميركافا التي دخلت الى المنطقة واصابتها. واتخذت حماس قرارا محسوبا بضرب الدبابة لتخلق بذلك مستوى جديدا يقول: "الدبابات لا تدخل الى هنا بعد اليوم". وحتى في هذه المرحلة لم يتحدث في اسرائيل بعد عن تغيير السياسة حيال حماس.
توقيت التصعيد ليس صدفة. فهو يقع في موعد قريب من موعد تغيير قائد المنطقة الجنوبية. اللواء المنصرف يوآف غالنت، الذي أملى سياسة عدوانية على نحو خاص، تعرفه حماس. اما سياسة من سيحل محله، اللواء تل روسو فلا تزال لا تعرفها. في نظر المنظمة هذا هو الوقت لشد الحبل قليلا في محاولة لاملاء قواعد لعبة جديدة عليه.
فضلا عن ذلك، انتبهوا في حماس الى انه ليس فقط قائد منطقة جديد يوجد هنا، بل وايضا رئيس الاركان على حافة الانتهاء من مهام منصبه. اضيفوا الى ذلك البيان الامريكي عن فشل المفاوضات السياسية وضغط هيلاري كلينتون على اسرائيل في كل ما يتعلق بعبور البضائع والسياسة الاقتصادية والعسكرية في القطاع – وستحصلون على فرضية حماس لان هذا هو بالضبط الزمن المناسب لها للعودة الى مكانها الطبيعي: الجهة الوحيدة التي تنتج مقاومة حقيقية، عسكرية، حيال اسرائيل. يؤمنون في حماس بان اسرائيل في وضعها السياسي الحالي ستتردد في ضرب قطاع غزة، وهذا ايضا سبب لمزيد من الجرأة.
أول أمس، لاول مرة بعد فترة طويلة جدا اصاب سلاح الجو عن قصد رجال حماس. وكانت هذه اشارة واضحة لحماس بان اسرائيل ترى فيها، المسؤولة عن التصعيد وانها لن تقبل أي تغيير في قواعد اللعبة. فهل هذه الاشارة تكفي؟ الجواب لدى حماس".
ـــــــــــــــــــــــــ
مصادر في الجيش الإسرائيلي : على المواطنين في الجنوب أن يتابعوا حياتهم كالمعتاد 
المصدر: "موقع Walla الإخباري ـ يهوشع براينر"
" ردت مصادر عسكرية على إطلاق صاروخ قسام إلى كيبوتس في المجلس المحلي "ساحل عسقلان " حيث أصيبت فتاة بجروح طفيفة . وقالت المصادر : على الرغم من إطلاق النار ونتائجه , على المواطنين متابعة حياتهم اليومية كالمعتاد من جهة أنه في مثل هذه الحوادث تعتبر صلابة المواطن من الأمور الهامة جدا .
ويتابعون في الجيش الإسرائيلي إرتفاع حوادث إطلاق النار بإتجاه مستوطنات غلاف غزة في الأسابيع المؤخرة . وأفادت مصادر عسكرية في هذه المرحلة أن الأصل في هذا الإعلان للمواطنين هو الإصغاء إلى التوجيهات وبشكل خاص في وقت السقوط المفاجئ لقذائف الهاون ,التي مع إطلاقها هذا الصباح , تحولت لتصبح الوسائل القتالية الأساسية للفلسطينيين".
ـــــــــــــــــــــــــ
قوات الأمن الإسرائيلية تلقت بلاغا عن عملية خطف قام بها شبان عرب شمالي القدس
المصدر: "هآرتس ـ أنشيل بيبر"
" تلقت قوات الأمن تقريرا يوم الإثنين الماضي عن محاولة خطف أو طعن لجندي في محطة الوقود "جفعات عوز" شمالي القدس ,على يد ثلاثة أشخاص عرب . وتبين من التحقيقات الأولية مع الجندي أن المهاجمين أوقفوا الجندي قرب سيارته وقاموا بتهديده وعندما حاول الجندي توجيه سلاحه هربوا من المكان وبدأت قوات الأمن بالبحث في المنطقة في محاولة للعثور على المشبوهين
وتلقيت المؤسسة الأمنية في الأسابيع الأخيرة عدة بلاغات عن إمكانية قيام منظمات إرهابية بتنفيذ عمليات مماثلة. وفي أعقاب ذلك, تم إرشاد الجنود في القيادة الوسطى والقيادة الجنوبية على القيام بالإجراءات المناسبة .
وقد حذرت مصادر في قيادة المنطقة الوسطى مؤخرا من إمكانية إعادة تعزيز محاولات تنفيذ أعمال إرهابية في منطقة الضفة الغربية " يهودا وشومرون" . ويعود ذلك إلى رغبة حماس بتوتير الأجواء مجددا بعد فترة طويلة من الهدوء في الأعمال الإرهابية في الضفة ,وكذلك بسبب خيبة أمل مسؤولي السلطة الفلسطينية بعد فشل التقدم في المسار السياسي .
وشهدت السنتين الأخيرتين إنخفاضا ملحوظا في عدد العمليات الإرهابية في منطقة الضفة بسبب نشاط الجيش الإسرائيلي والشاباك, ونتيجة لتعزيز التعاون المشترك والتنسيق مع أجهزة الأمن الفلسطينية. مع ذلك حذرت مصادر في قيادة المنطقة الوسطى بأن هذا الهدوء السائد من الممكن أن يكون مؤقتا في حال لم يحصل تقدم في المسار السياسي .
وقبل ثلاثة أشهر حصلت ثلاث حوادث إطلاق نار في منطقة بنيامين وجبل الخليل, إلا أن المجموعات التي نفذت هذه العمليات أُوقفت. ولا تزال الشرطة الإسرائيلية والشاباك يحققان في إمكانية أن يكون مقتل السائحة "كريستسن لوغن" وإصابة صديقتها كيي وويلسون يوم السبت الماضي في جبل القدس ناتج عن خلفية قومية, ولكن حتى الآن ليس واضحا ما هي خلفية الذين قاموا بعملية الطعن".    
ـــــــــــــــــــــــــ
الحرب المقبلة على الأبواب؟ أزمة المياه تضرب الشرق الوسط كله
المصدر: "معاريف ـ زيف غولدفيشر"
" الرئيس السوري بشار الأسد كان حازما في خطابه أمام أعضاء المجلس، ألا وهو مجلس النواب. "إن لم ينسحب اليهود من الجولان حتى بحيرة طبريا (هكنيرت)، نحن سنستعمل كل الوسائل التي بحوزتنا من أجل استخدام حقنا بتحرير أرضنا".
فوقف أعضاء المجلس على أقدامهم وخلال دقائق قليلة هتفوا لزعيمهم. في إسرائيل لم يتأثروا من كلام بشار الأسد. حيث قال ضابط البحث في أمان في جلسة سريّة للجنة الخارجية والأمن التي عُقدت في نفس اليوم، قال: "سوريا دولة ضعيفة وفقيرة، جيشها ميؤوس منه. لا يمكنها فعل أي شيء لنا".
لكن بعد مرور أيام معدودات بدأ في الحدود الشمالية لإسرائيل نشاط استثنائي. حيث انتشرت قوات الجيش السوري على طول السياج الأمني. بالموازاة بدأ مقاتلو حزب الله بتعزيز قواتهم في جنوب لبنان. التقارير التي وصلت إلى شعبة الاستخبارات أوضحت أن هناك عدو حازم، يائس وظمآن ماثل أمام إسرائيل.
إلى ذلك، كتب ضابط البحث في أمان: "مصادر المياه في سوريا جفت تماما. الاقتصاد هناك على حافة الانهيار، والدولة على وشك الخراب. الرئيس السوري قرر إعلان الحرب على إسرائيل سواء بغية سحب المياه من بحيرة طبريا أو بغية تحويل الاستياء العام عن هذه الأزمة".
اندلعت الحرب بعد أسابيع معدودة على خطاب الرئيس. لقد كانت حربا قاسية، شارك فيها الجيش السوري وحزب الله. حيث قتل مئات الإسرائيليين من جنود ومدنيين.
في نهاية معارك استمرت أسبوعين حسمت إسرائيل المعركة، لكن بوساطة من الولايات المتحدة وروسيا تقرر أن بإمكان سوريا الانضمام إلى بحيرة طبريا والحصول على المياه وفق حاجتها. حيث أعلن الرئيس السوري في خطاب متلفز بعد ساعات معدودة عن التوقيع على اتفاقية المياه:
هذا السيناريو الذي عُرض في أسطر الافتتاحية هو بالطبع خيالي. بشار الأسد لم يعلن الحرب في محاولة لسحب مياه الكنيرت. لكن في الشرق الأوسط، حيث الواقع يعلو فوق كل خيال، سيناريو الحرب الشاملة على خلفية السيطرة على منابع المياه للأسف ليس بعيدا عن المنطق. سنوات الجفاف والحاجة للمياه إلى جانب العداوة التاريخية بين إسرائيل وجيرانها تزيد من ضائقة المياه في الشرق الأوسط، ويزيد معها خطر الاشتعال.
حرب منابع الأردن
أزمة المياه ليست خاصة بنا فقط. فإسرائيل، الأردن، سوريا، لبنان والسلطة الفلسطينية يعانون جميعهم من أحواض تجميع المياه الأردنية. إسرائيل تتقاسم مصادر مياهها، وكذلك أيضا خزانات المياه الجوفية مع جيرانها، وكل دولة تتطلع إلى تلك الموارد. نهر الحاصباني(سنير) يمر بمعظمه في لبنان، ونهري دان وبنياس اجتازا في الماضي سوريا(حتى احتلال الجولان).
بالإضافة إلى ذلك، نهر اليرموك الذي يغذي أيضا الأردن، يمر عبر سوريا والأردن (واستخدم أيضا كمصدر للمواجهة بين هاتين الدولتين). وإن كان هذا لا يكفي، خزان المياه الجوفية "ههار"، الذي هو خزان المياه الجوفية الأساسي لإسرائيل، يمر بمناطق السلطة الفلسطينية.
وعندما يدور الحديث عن مورد أساسي وحيوي جدا، الذي ينجح بالسيطرة عليه يستحق الحياة. إذ يقول المستشرق الدكتور موطي كيدر من جامعة بار إيلان: "في ظل ما يحدث حاليا، حيث التوتر آخذ بالازدياد، هناك احتمال أن تخرج الأمور عن السيطرة وتؤدي إلى حرب". ويتابع قائلا: "في أماكن عادية حيث يوجد ضائقة يتعاونون. لكن في الشرق الأوسط، الذي هو مكان غير طبيعي، يبرزون خيبات الأمل إلى الخارج عبر حروب".
بالمقابل، هناك من يعتقد أن أزمة المياه قد تشكّل جسرا للتفاهم والسلام. حيث يقول البروفيسور أرنون سوفر من جامعة حيفا: "الأزمة اليوم قد تؤدي إلى الحوار"، "انظر إلى الأردن. هو بائس جدا، ظمآن جدا. يجب علينا مساعدته. قد يحصل على مساعدة كبيرة منا".
تاريخ الشرق الوسط، ودولة إسرائيل بالأخص، مرتبط دائما بحروب سيطرة على المياه. الحرب الأولى التي استحقت التوثيق وقعت قبل ما يزيد عن 3500 عاما في جنوب البلاد . هذه الحرب، التي يمكننا القراءة عنها بالتفصيل في الفصل  26  في سفر التكوين، كانت مواجهة بين كهنة.
مع نهاية العصر الاستعماري في الشرق الأوسط وإنشاء إسرائيل والدول الجارة بعد الحرب العالمية الثانية، أخذ خطر الحروب بالتزايد. حاولوا عبر سلسلة من الاتفاقياتـ من اتفاقية سايكس بيكو التي وُقّع عليها أثناء الحرب العالمية الأولى مرورا باتفاق باريس واتفاق جونستون، انتهاء باتفاقية أوسلوـ تنظيم حقوق استخدام المياه في الشرق الأوسط.
لكن كلما نمت دول في المنطقة من ناحية عدد السكان، كلما زاد الطلب على المياه. ففي الستينيات، عندما أنشأت إسرائيل المشروع القطري الرائد، خاف جيرانها من أن تقوم بسرقة المياه. السوريون حاولوا حرف منابع نهر الأردن التي مرت في مجاله عن مسارها، وفي رد على ذلك اندلعت مواجهة بين الدولتين. حيث نسفت دبابات وطائرات الجيش الإسرائيلي محاولات الحرف، لكنها لم تنجح في منع أزمة الثقة بين الدول.
في السنوات الأخيرة أخذت أزمة المياه بالتفاقم. ففي السنوات السبع الأخيرة ـ بما فيها الحالية ـ كانت جافة جدا. فما يزيد عن 44 مليون نسمة يعيشون في إسرائيل وفي الدول المجاورة يعيشون من تلك المصادر. أزمة سوريا زادت في السنوات الأخيرة، بعد أن قررت تركيا استغلال مياه نهر الفرات  الذي يمر في المجال السوري والعراقي لحاجاتها. المغزى: سوريا هي الأكثر جفافا.
ويوضح الدكتور كيدار أن: "هناك أجزاء كاملة في شمال سوريا غير قادرة على توفير الطعام للناس"، ويضيف: "الزراعة البعلية(المعتمدة على الري من مياه الأمطار) تقوضت في أجزاء واسعة في شمال سوريا. هذا ما يفسر التقارب السوري التركي. سوريا مستعدة للتنازل عن مطلبها التاريخي للحصول على إقليم الإسكندرية (خليج يقع بين تركيا وسوريا) مقابل المياه".
"إسرائيل لا تعرّض السلام للخطر بسبب المياه"
الأزمة الصعبة في سوريا تفاقمت سبعة أضعاف في ظل واقع أن 17% من اقتصادها يعتمد على الزراعة. كذلك الأردن يعاني من ضائقة مياه صعبة. ففي عمان، كما في دمشق، هناك سياسية مائية صارمة. حيث يشير المتحدث باسم مصلحة المياه أوري شور إلى أن المياه تجري في الحنفيات لدى جيراننا العرب فقط يوما واحدا في الأسبوع.
كما يشير بعض من تم إجراء مقابلات معهم وتحدثنا إليهم إلى أن أزمة المياه هذه قد تشكّل سببا لاندلاع الحرب. "في وقت تأليفي كتاب باسم "أنهار من نار" قدّرت فيه أن صورة وضع المياه ستؤدي إلى الحرب"، يقول البروفيسور سوفر، الذي بحث أزمة المياه في الشرق الأوسط. حيث يضيف: "لكن آنذاك رأينا أن تركيا  قامت بأمور مريعة بحق العراق وسوريا، اللتان تغاضتا عن ذلك وانتقلتا إلى جدول الأعمال اليومي".
"تركيا استولت على نهر الفرات وهي تسيطر عليه بشكل كامل. أرادت ملء سد أتاتورك، ولذلك أقفلت لمدة شهر نهر الفرات. لم يحدث في التاريخ أبدا أن تقفل دولة نهرا دوليا ولا تعبأ بشيء، لكن سوريا والعراق بلعتا هذه الإهانة. مصر من جهتها قامت بنفس الأمر مع أثيوبيا وجيرانها. فقد استولت على كل مياه النيل، وهددت أنه في حال تجرؤوا على أخذ المياه، فسوف تقصفهم".
وماذا بالنسبة لنا؟
"كنت أود أن تأخذ سوريا المياه من الفرات وتنقله إلى دمشق. ولماذا أنا حريص إلى هذا الحد على سوريا؟ لأن في حال توصلنا يوما ما إلى اتفاقية معها، فسيكون هناك أهمية لمسألة إن كانت ستصبح دولة ظمآنة أو دولة مرتوية. إذا أصبحت ظمآنة، لن تكون هناك أي قيمة لأي اتفاق. حاليا هي ظمآنة جدا. فسوريا تفتقد إلى ما بين ثلاثة إلى أربعة مليارات مكعب من المياه".
قد تمتنع سوريا عن مهاجمة تركيا، لكن هل هناك خوف من خروجها إلى حرب ضدنا على خلفية أزمة المياه؟
"مسألة المياه ليست مرتبطة بالحرب اليوم. الحرب معنا مرتبطة بأسباب كثيرة أخرى. في كل الأحوال، السوريون مفوضون بأخذ 20 مليون مكعب من المياه من الكنيرت وفق اتفاقيات تاريخية. هم أخذوا في السابق، واليوم فعلا لا يأخذون. في كل الأحوال، هم لن يأخذوا مياها أكثر مما هو مسموح لهم لأننا متواجدون في المنطقة. إذا توصلنا إلى اتفاق، سنحدد بالضبط ما المسموح لهم وما الممنوع عليهم".
الدكتور كيدر يعتقد أن تصرف إسرائيل إزاء جيرانها، تصرفا يتصف، بحسب ادعائه، بالتردد وعدم الحزم، قد يدهور الوضع. "سوريا غير مستعدة للتنازل لإسرائيل عن الجولان، لأن إسرائيل مترددة مثل تركيا"، ويتابع: "تركيا لم تكن مستعدة للتحدث مع سوريا عن أي أمر بسبب المطلب السوري للحصول على خليج الإسكندرية، وكأن في إسرائيل لا أحد يعبأ بأن السوريين يتحدثون عن الجولان".
وكيف يرتبط هذا الأمر بأزمة المياه؟
"اللبنانيون يغرفون المياه من نهر الوزاني (أحد منابع الحاصباني)، ونحن لا نفعل شيئا. هذا انتهاك لتسويات سابقة. السوريون يريدون بحيرة طبريا لأنهم يعانون من ضائقة. حتى إن أصبحت الحدود تبعد عشرة أمتار عن الكنيرت، هم سوف يحفرون ويسرقون المياه من الأسفل".
وماذا ستفعل إسرائيل؟
"لا شيء. إسرائيل لن تعرّض اتفاق السلام للخطر بسبب المياه. علاوة على ذلك، سنحلّي مياه أخرى. ولأن إسرائيل تتصرف هكذا، فهي تتهم نفسها  بكل أزماتها ولا تلقي أي مسؤولية على آخرين".
هل ترى أي فرصة لأن نتعاون مع سوريا لحل أزمة المياه؟
"لا أمل في ذلك. سوريا لن تستسيغ إهانة التعاون مع الصهاينة. النظام هناك بحاجة لعدو كي يبقى. هم بحاجة لعدو صهيوني للإنقاص من حقوق الإنسان والمواطن، لأنه بدون ذلك ليس لهم وجود. إسرائيل تعطيهم ذلك مجانا".
سلاح يرتفع أكثر من تحلية المياه
أيضا مندوب (مصلحة) المياه السابق، البروفيسور اميرتوس دان سازلفكي، الذي تولى منصبه في السنوات 1992ـ1993، يشارك الرأي في أن حربا بيننا وبين سوريا على خلفية المياه لن تندلع بسرعة جدا. إذ يقول: "مياه اليرموك تصل إلى الأردن، والسوريون أنشأوا خزانا لمجراه".
"وفق الإتفاقات، سوريا يمكنها استخراج 90 مليون متر مكعّب من اليرموك، لكن عندما كنت المفوّض، هم أخذوا أكثر من 200 مليون متر مكعّب. وللأسف، إسرائيل لم تتدخّل بذلك".
لماذا؟
"أعتقد بأنه كان عليهم القيام بشيء ما. أنا شخصياً أقنعت رافول بأن دولة إسرائيل لا يناسبها إدارة حروب على مياه. يجب أن نصر على حقوقنا، لكن إدارة حرب على مياه هي أمر غير مناسب، لأن السلاح أغلى بكثير من تحلية المياه".
إذا كيف يمكننا الحفاظ على مصادر مياهنا أمام جيراننا العرب؟
"هناك طرق كثيرة ذكية. إن كنت تقوم بتحلية المياه من البحر المتوسط وتنقله إلى الأردن، فهم يصبحون مرتبطون بك. ولن يتجرؤوا على القيام بأمور مناقضة للاتفاقات. هذا أفضل من الإستثمار في الدبابات".
حتى لبنان، الموجود خلال العقود الأخيرة تحت احتلال سوري، يتقاسم مع إسرائيل مصادر الأردن. في آذار 2001 بدأ لبنان باستخراج مياه الوزاني، وهو مصدر المياه الأساسي لنهر سنير.
لقد وضع اللبنانيون شبكة أنابيب لاستخراج المياه بهدف استخراج 10 مليون متر مكعّب من مياه الوزاني. إسرائيل تحتج على ذلك، وخلال سنوات لم تنجح بمنع استخراج المياه. فقط في عام 2006، أثناء حرب لبنان الثانية، قصف الجيش الإسرائيلي منشآت استخراج مياه الوزاني. ويشرح كيدر "في لبنان لا يوجد مشكلة مياه". "هذه ليست أزمتهم الحقيقية. لدى لبنان مساحة مع ثلوج. مشكلتهم هي حزب الله".
السلام مع سوريا، ومعه التعاون المتبادل، لا يظهران في الأفق، لكن بالتأكيد إسرائيل تتقاسم مع الأردن مصادر المياه كجزء من اتفاقات سلام. في إطار هذه الاتفاقات التزمت إسرائيل بتحديد 50 مليون متر مكعّب من المياه سنوياً للأردن من بحيرة طبريا وتقاسم مياه اليرموك معها، هكذا سيحصل الأردن على ثلاثة أرباع من مياهه. كذلك، إسرائيل والأردن التزمتا بتطوير مصادر إضافية للمياه مثل بناء خزانين فوق الأردن وتقديم مساعدة متبادلة في السنوات الجافة.
على هذا النحو، بالتأكيد أزمة المياه تستخدم كرافعة لتقدم العلاقات بين إسرائيل والأردن. يقول الدكتور كيدر "نحن نتحدّث عن الكثير مع الأردن حيال مشاريع مياه". "نتحدّث عن قناة المياه، عن إنقاذ البحر الميت. هناك ما نتحدّث عنه معهم. يوجد أيضاً لجان في الأردن حول مرفق المياه".
"في الأردن هناك تعامل جداً إيجابي وراء الكواليس بقضايا بيئية وبقضايا تتعلق بكيفية أن نكون سوياً. فالسلطة في الأردن تنظر إلى الأمور بشكل إيجابي. وهي ترغب برؤية العيش إلى جانب إسرائيل، وعدم الموت إلى جانبها".
"وضع المياه في غزة كان مفجعاً"
الحوار مع السلطة الفلسطينية حول المياه لم يتدفق مثل نهر اليركون. القرب الجغرافي لإسرائيل يلزم الفلسطينيين بالتعاون. يتذكر زسلبسكي "يمكنني أن أذكر لك حديث جرى بيني وبين موشيه أرنز عندما كان وزير دفاع". "قلت له بأنه علينا إدارة سياسة مياه. وقال موشيه بأنني محق، وساعدني بعقد لقاء مع شمير.
"أعددت محاضرة منسقة. بعد عدة جمل قال شمير، "تعال نوجز. أنت مندوب المياه للجميع, لليهود وللعرب، وعليك أن تهتم بالجميع. الجميع بشر. ما من فرق". كان هذا تعريف سياسة حكومة الليكود حينها".
وكيف كان وضع البنى التحتية للمياه في المناطق حينها؟
"وضع المياه في غزة كان مفجعاً. كانوا يقفون هناك وينتظرون العربات مع خزان مياه. كان يصل أشخاص مع خزانات من أجل أخذ المياه. كنت أعتقد انه بحسب كل المقاييس لا يمكننا السماح لأنفسنا أن يحصل أمر كهذا.
"إحدى الأمور التي قمت بها كانت التحضير لإنشاء جهاز تحلية على حدود القطاع حيث يزود سكان غزة وسكان النقب الغربي بالمياه. عندما تغيرت السلطة، ودخل حزب العمل، أوقفوا هذا المشروع، الذي كان الأكثر ضرورة".
وما هو وضع البنى التحتية للمياه في هذه المناطق اليوم؟
"لم يفعلوا أي شيء. هم يسرقون المياه من عندنا ويسرقون من بعضهم البعض، ويجعلون قذاراتهم تتدفق باتجاهنا. كان من الممكن توقيع إتفاقيات معهم، لكن لم يحصل أبداً أن احترموا إتفاقيات وقّعوا عليها".
بعد إقامة السلطة الفلسطينية، إلتزمت إسرائيل في إطار إتفاقية أوسلو بنقل 31 مليون مكعب للضفة الغربية على مدى سنة. وبالفعل نقلوا كميات أكبر بكثير. ففي العام 2009، على سبيل المثال، نقلوا 51.5 مليون مكعّب.
ويقول شور، المتحدث باسم مصلحة المياه (الهيئة التي تولت إدارة مرفق المياه الإسرائيلي بدلاً من مندوبية المياه)، "تحدد الإتفاقية التي بيننا وبين السلطة ما يجب على إسرائيل إعطاءه وكميته، وما يجب على السلطة أن تفعل. السلطة ملزمة بمعالجة مياه المجاري ومنع التلوث".
"الجانب الإسرائيلي يلتزم بالإتفاقية، وحتى أكثر من ذلك. أما الجانب الثاني تقريباً لا يلتزم بهذه الإتفاقية. ويوجد الكثير من الأمور التي يجب تصليحها وتحسينها في شبكة المياه الفلسطينية. شبكة الأنابيب لديهم غير مصانة وغير معالجة. في بعض البلدات تذهب 60 لـ 70 بالمئة من المياه هدراً بسبب التسرُّب. 
"بالإضافة إلى ذلك، توزيع المياه هناك لا يتم بشكل صحيح. هناك مواطنون ينعمون بفائض من المياه في حين يوجد مواطنين يعانون من الندرة في المياه. فلو كانت السلطة تعالج مياه المجاري لديها، ما كانت لتتلوث المنطقة ولا مصادر المياه. ولكانت أضافت للسلطة كميات كبيرة من المياه. اليوم هم يسقون بمياه جيدة، بينما عندنا في إسرائيل أكثر من 60 بالمئة من المنتوجات الزراعية يتم ريّها من مياه المجاري المعالجة". 
أيضاً غياب مؤسسة فرض ناجعة في السلطة الفلسطينية يُضر بمرفق المياه. ويضيف شور، "يوجد في إسرائيل كأولائك الذين يسرقون المياه هنا وهناك، لكننا نعالجهم. لكن إذا لم يكن هنالك فرض، فهذه جنة للسارقين.
في السلطة الفلسطينية هناك الكثير من الترابطات وتنقيبات قرصنة، ولو أنها في السنة الماضية إنخفضت بصورة هامة، خاصة في أعقاب فرض (للقانون) من قبل المدير المدني وطاقم المراقبة التابع لمصلحة المياه". 
الحل: توسيع تزويد المياه
إسرائيل هي قوة تكنولوجية في مجال إدارة المياه. 80 بالمئة من مياه المجاري لديها تتم معالجتها لحاجات زراعية. كما أن إسرائيل رائدة أيضاً في مجال تحلية المياه، وبهذه المعرفة هي قادرة على إرضاء جيرانها أيضاً. ويوضح شور، "نحن نساعد كل من يمكننا فقط مساعدته".
"التكنولوجيا الموجودة لدى إسرائيل قادرة على مساعدة المنطقة بأكملها. المياه الطبيعية في منطقتنا ببساطة غير كافية. نقطة. لذلك، الحل في المنطقة هو توسيع تزويد المياه عن طريق التحلية وتكرير مياه المجاري وضبط وتحسين مرفق المياه".
جمعية "أصدقاء الكرة الأرضيةـ الشرق الأوسط"، العاملة في تسريع حل لسلام إقليمي لضائقة المياه تدعم برنامجاً مفاده أن تحسّن إسرائيل من إستهلاك مياهها عبر تحديد ثمن معقول للمياه وأن تستغل مياه المجاري للري وتعالج شبكة مياهها.
وهكذا تشير الجمعية إلى أنهم سيوفرون 530 مليون مكعب في السنة التي يمكن إستغلالها لإنعاش الأردن. إذ يقول نائب مدير عام الجمعية يوفال أرفل، "نحن لسنا بحاجة إلى المزيد من أجهزة التحلية".
إلى أي مدى الفلسطينيون مستعدون للتعاون معنا؟
"ما من خيار، هذا ليس مرتبط بالرغبة. حتى أصحاب القرارات في إسرائيل غير مهتمين بضائقة مياه حادة. هناك أماكن في السلطة يضطر فيها السكان إلى دفع عشرات الشواقل للمتر المكعب من المياه في ظل غياب تزويد منظّم للمياه. هذا وضع غير معقول. هذا فقط يزيد الصراع. التوزيع غير العادل للموارد يقلّل لديهم الرغبة في الحفاظ على المياه".
كما هو معروف إن لديهم حياة ديناميكية. فالفلسطينيون أيضاً أدركوا أنه من أجل الحصول على المياه يجب عليهم البدء بالتعاون مع من يُعتَبر بنظرهم عدواً ومحتلاً. وفي الأسبوع الفائت عقدت مندوبية التجارة الإيطالية مؤتمراًً صحافياً عرضت فيه خطة لتمويل مشاريع لتطهير المياه في السلطة الفلسطينية.
وفي إطار هذا المشروع الذي يُنفّذ بالتعاون مع معهد عربا في النقب، ستُركّب منشآت تطهير صغيرة للمياه الآسنة (المياه التي تستخدم لحاجات الإستحمام والتنظيف فقط، زيف غولدفيشر) في قرية عوجا، القريبة من أريحا.
ويقول مدير برنامج البحث في معهد العربا، الدكتور كلايب ليفكين، إن في هذه القرية، كما في أماكن أخرى في الضفة لا يوجد بنية تحتية لمعالجة مياه المجاري. "لهذا السبب المياه تلوث البيئة وتتسلل إلى المياه الجوفية. هذا مصدر مياهنا. نحن نريد إستخدام المياه المعالجة لحاجات زراعية. نحن نريد لهذا المشروع أن يكبر".
"نحن نريد أن نتمكن سوية مع مساعدة من الإيطاليين من تطهير المياه في كل القرية. هذا أمر ليس بسيطاً. نحن نعمل أمام شريك فلسطيني. نحن، في الجانب الإسرائيلي، نقوم بمراقبة المياه ونحدد نوع الزراعات التي تلائمها هذه المياه. عندما يدخل شريك ثالث محايد، يصبح التعاون أسهل".
ـــــــــــــــــــــــــ
لم تعد "اسرائيل" بامكانها السيطرة على مدة الحرب المقبلة
المصدر: "هآرتس ـ  حنان شاي"
"أُضيف الى تنبؤات "أمان" القاتمة بما يُتوقع في الحرب القادمة في المدة الاخيرة تقدير مراقب الدولة انه في جولة القتال القريبة "يتوقع اطلاق مئات رشقات القذائف الصاروخية كل يوم على أنحاء البلاد، وقد تحدث اصابة متعددة المراكز واسعة متصلة للجبهة الداخلية – بالأرواح والممتلكات". والاستنتاج من هذا التقدير أن اسرائيل فقدت في واقع الامر السيطرة على مدة الحرب المقبلة وعلى مقدار الخسائر والدمار اللذين سيقعان بها.
سبّب فقدان السيطرة التحول الاستراتيجي في ميدان القتال وعدم وجود الرد الاستراتيجي من قبل اسرائيل على التغييرات التي تحدث في المنطقة. فبدل جيوش دول مناورة هددت في الماضي باحتلال اسرائيل أو أجزاء منها، يهددها اليوم جيوش ساكنة، وهي مستعدة لاستنزاف الجبهة الداخلية المدنية باطلاق صواريخ من بعيد في المرحلة الاولى وإضعاف الجيش الاسرائيلي إضعافا شديدا في المرحلة الثانية التي يُستعمل فيها الجيش لاختراق التحصينات التي تُطلق منها القذائف الصاروخية والقذائف.
إن محاولة مجابهة التهديد باحتلال الاراضي التي يتم منها الاطلاق على اسرائيل ستلعب لمصلحة العدو. وتدريع المقاتلين بوسائل باهظة الكلفة أو تبطئة ايقاع تقدمهم لمضاءلة الخسائر سيُطيل القتال كما في غزة في كانون الثاني 2009 ويُسبب وقوع نسبة أعلى من الخسائر المدنية وإضرارا أشد بالبنى التحتية والجهاز الاقتصادي الاسرائيلي.
إن مواجهة التهديد بوسائل استراتيجية دفاعية تعتمد على نظام "القبة الحديدية" وعلى تقنيات اخرى، مقرون بنفقات ضخمة. وحتى لو تحقق فانه لن يمنح السيطرة مدة القتال وعلى مقدار أضراره اذا لم يكن مدعوما بقدرة هجومية لحسم الحرب سريعا.
إن استراتيجية استعمال "أدوات ضغط الوعي"، للردع عن اطلاق النيران على اسرائيل، هي أسطورة فشلت في لبنان في 2006 وفي غزة في 2009. لهذا لا داعي الى التخطيط لاحراز سيطرة على الوضع في الحرب القادمة اعتمادا عليها.
لا يجب التسليم لأن يكون الرد على التحول الاستراتيجي الذي طرأ على ميدان القتال، بتأثير من الحريق في الكرمل، نفقات متسرعة على جهاز اطفاء الحرائق وحده. فمن الحيوي أن تُصاغ فورا تصورات دفاع وطني جديد لمنع دفع اسرائيل الى حرب استنزاف طويلة.
ينبغي تأسيس الاستراتيجية على ثلاثة اتجاهات عمل، يتم تحقيقها على نحو منسق تحت قيادة واحدة: جُهد رئيس هجومي غايته نقل الحرب الى الجانب الثاني. لا يتوخى هذا الجُهد احتلال الارض بل تدميرا كثيفا لنظم اطلاق النار على اسرائيل؛ وجُهد ثان دفاعي، يعتمد على تكنولوجيا متقدمة وعلى تحصين مادي غايتهما مضاءلة اصابات البنى التحتية والمراكز السكنية حتى الحسم في الحرب؛ وجُهد ثالث لمضاءلة المعاناة والعودة السريعة الى رتابة الحياة في استعمال وسائل انقاذ وتخليص واعادة بناء متقدمة.
من المتوقع أن تُستعمل في الجانب الثاني "دروع بشرية" ولهذا يجب ان يكون تطوير الجهد الهجومي مصحوبا بنقاش اخلاقي، ينحصر في مسألة حياة من هي التي تسبق: أحياة مواطني المجتمع الاسرائيلي المُهاجَم، أم مواطني المجتمعات التي تهاجم اسرائيل. نشك في أن يمكن التوصل الآن الى قرار واضح في هذا النقاش، لكن يمكن أن تردع قدرة اسرائيلية حقيقية على احراز حسم سريع في الحرب المتوقعة المبادرة الى ذلك بالفعل.
تدل التطورات منذ 2006 على ان قيادة اسرائيل ستقف عاجزة مع نشوب حرب كما وقفت إزاء لهب النار في الكرمل. يجب عليها لمنع ذلك أن تتنبه فورا، وإلا فانها حتى لو قررت زمن الحرب – ربما بتأثير وقوع مئات الصواريخ الموجهة الى تل ابيب – أن حياة مواطني اسرائيل تسبق حياة مواطني الدول المهاجِمة، فلن تملك القدرة على تحقيق قرارها".
ـــــــــــــــــــــــــ
ما وراء الأردن تقطن مملكة خائفة
المصدر: "موقع نعنع الاخباريـ إيال زيسر"
"الملك الأردني في حالة من القلق المتكرّر منذ تغيير حكومتي أولمرت ونتنياهو من مشهد الجمود السياسي بيننا وبين الفلسطينيين. حتى من قبل, كان هو ومن قبله والده المتوفى قلقين على مصير العائلة المالكة الهاشمية الحاكمة لمملكة معظم سكانها من الفلسطينيين. يذكّر البروفسور زيسر عبد الله أنّ بإمكانه محاكمة جدّه الذي احتضن الفلسطينيين, ويعتقد أنّه بعد قيام فلسطين, ستقع الأردن في مشاكل من نوع جديد.
هذه مجرّد رياضة, كما يُقال في الأغنية. إلا أنّ الرياضة, وما يعنينا هنا هو لعبة كرة القدم, قد تكون كما يبدو محفوفة بالمخاطر وحتى ذات نتائج كارثية. في حالات معيّنة قد تؤدي إلى حرب. وبالفعل, خلال صيف العام 1969, اندلعت حرب بين دولتين في جنوب أميركا, الهندورس والسلفادور على إثر مباراة كرة قدم بين المنتخبين الوطنيين للدولتين. في المباراة, فازت السلفادور بنتيجة ثلاثة لصفر, إلا أنّ رد الهندورس على نتيجة المباراة كان إعلان حرب قُتل فيها ما يقارب ألفي شخص. تطلّب الأمر حوالي عقد من الزمن بالنسبة للدولتين للتغلّب على رواسب الخسارة على ملعب كرة القدم ولم تسوى العلاقات مجدداً إلا مؤخراً. لم تسفر مباراة كرة القدم التي أُقيمت قبل حوالي أسبوع في العاصمة الأردنية عمان عن حرب, على الأقل حتى الساعة. لكن الأمر الأهم هو أنّ المباراة لم تكن بين منتخبين وطنيين, بل بين فريقين محليين. وفي الواقع, لا تتعلّق المسألة بفريقين وهنا تكمن المشكلة.
أكثر من كرة قدم
فريق الفيصلي هو فريق أردني, ينتمي مشجعوه للعنصر الأردني الأصلي في سكان الأردن. هم, أولئك الذين يعيشون في الأردن منذ ما قبل العام 1948, السنة التي وصل فيها إلى المملكة مئات آلاف اللاجئين الفلسطينيين الذين غيّروا بشكل أساسي الميزان الديمغرافي في هذه الدولة. إلا أنّ من واجه فريق الفيصلي على ملعب كرة القدم كان فريق الوحدات, الذي ينتمي مشجعوه لوسط اللاجئين الفلسطينيين الذين يشكلون اليوم حوالي 60% من سكان المملكة الأردنية. على كلّ حال, جرت المباراة بين فريق أردني صافٍ وبين فريق يُعتبر في الأردن فريق فلسطيني يمثّل اللاجئين الفلسطينيين المقيمين في الدولة. فاز الفريق الفلسطيني في المباراة بنتيجة واحد لصفر, بيد أنّ اللاعبين على الملعب لم يكونوا سوى ديكور خلفي للعرض الحقيقي الذي جرى على المدرجات. سريعاً ما بدأ مشجعو الفرقين بالتشاجر ورمي القضبان الحديدية والحجارة على بعضهم البعض, كلّ ذلك على مرأى من عناصر الشرطة. وخلال أعمال الشغب التي اندلعت في الملعب والمدرجات أصيب ما يزيد عن 250 مشجعاً, عدد منهم في حالة حرجة.
لم يكن شارون من بدأ, بل عبد الله الجد
النيران التي شبّت في المدرج في عمان ما لبثت أن خمدت, كما خمدت أعمال شغب سابقة في ملاعب كرة القدم الأردنية بين مشجعين فلسطينيين ومشجعين من أصل أردني طوال السنوات الأخيرة. إلا أنّ المشكلة بقيت كما هي ـ هل ستتحوّل الأردن  يوماً ما إلى فلسطين أو لعلّها ستنجح, كما يأمل الأردنيون, في المزج بين الأردنيين والفلسطينيين والحفاظ على استمرارية قيام مملكة أردنية تحت سيطرة العائلة المالكة الهاشمية, مملكة مستقرّة وراسخة تشكّل حليفة هامّة للولايات المتحدة الأميركية في المنطقة وتقيم علاقات جوار طيّبة مع إسرائيل.
شعار "الأردن هي فلسطين" هو مصطنع, كما اعتاد أن يفترض أرئيل شارون. في الحقيقة, اعتقد شارون في الثمانينيات, خلال الفترة التي خدم فيها وزيراً للدفاع في الحكومة الإسرائيلية, أنّ حلّ القضية الفلسطينية يجب أن يكون في إطار المملكة الأردنية التي هي ليست سوى, كما قال شارون, دولة فلسطينية معظم سكانها من الفلسطينيين. شارون, بالمناسبة, تجاهل تصوّره هذا في التسعينيات ليتحوّل إلى مناصر وداعم مخلص للعلاقات الإسرائيلية الأردنية. لكن, كما ذكرنا, لا يملك حقوق النشر لهذا التعبير اللغوي. فمن أوجده [التعبير] ودمج بين الأردن والقضية الفلسطينية بشكل لا يمكن فصله, كان بالتأكيد ملك الأردن الأوّل, الملك عبد الله. كان عبد الله الأوّل جد الملك حسين وهو أيضاً من أسّس المملكة الأردنية, في البداية كما يُقال برعاية بريطانية في العام 1921. في العام 1949, بعد حرب الاستقلال, قرّر الملك عبد الله أن يلحق بأراضي مملكته الضفّة الغربية بسكانها الفلسطينيين. ولإضفاء الشرعية على هذه الخطوة, وضع مقولة أنّ الأردن هي فلسطين وأنّ كلّ فلسطيني سيحصل تلقائياً على الجنسية الأردنية. وبالفعل, على امتداد السنوات الثمانية عشر التي مضت حتى حرب الأيام الستة, كانت الأردن والضفة الغربية كياناً سياسياً واحداً سكانها مواطنون أردنيون بكل ما للكلمة من معنى. وخلال تلك السنوات, هاجر الكثير من الفلسطينيين إلى الضفّة الشرقية لنهر الأردن. قسم منهم وصلوا إليها خلال حرب الاستقلال بعد أن هربوا  من مناطق المعارك في الدولة الإسرائيلية.
التوازن الدقيق المتاح في الأردن
غيرت حرب الاستقلال وإلحاق الضفّة الغربية في أعقابها إلى الأردن بشكل جوهري الطبيعة الديموغرافية للمملكة. حتى ذلك الحين, كانت تعتمد شريحتها السكانية على قبائل البدو الذين عاشوا فيها منذ القدم. حينها انضمّ إلى البدو الكثير من الفلسطينيين, الذين سرعان ما تحوّلوا أغلبية ساحقة وسط السكان. معظم السكان الفلسطينيين الذين يعيشون في الأردن لديهم ولاء للمملكة ويفضّلون الاستمرار بالعيش فيها والتمتّع بالجنسية الأردنية على إلحاقهم أو عودتهم إلى الدولة الفلسطينية في حال قامت. إنّ الأردن هي دولة مستقرّة تمنح الأمن الشخصي والاقتصادي للذين يعيشون فيها. أما الدولة الفلسطينية التي ستُقام في المستقبل, فمن المحتمل أن توفّر حياةًً غير مستقرّة في ظلّ العنف والتطرّف الديني, كما تثبت تجربة غزّة حيث أُقيمت جمهورية إسلامية بصورة مصغّرة. وعلى الرغم من ذلك, هناك بين الشريحة السكانية ذات الأصل الأردني, التي أتى معظمها من وسط قبائل البدو, وبين الفلسطينيين توتر واضح للعلن.
يتمثّل الكابوس الأردني في تجدّد اندلاع المواجهات بين إسرائيل والفلسطينيين في الضفة الغربية, المواجهات التي قد تؤدي إلى هرب مجموعة كبيرة من لاجئين جدد نحو الشرق. هذا السيناريو مخيف بالنسبة للأردنيين, وما يقلقهم هو كون ذلك ما يسعى إليه المعسكر اليميني في إسرائيل.
يتحكّم الأردنيون الأصليون بالدولة ويشكلون الأغلبية الساحقة وفعلياً الأغلبية التامّة بأجهزة السلطة, وبشكل أساسي بوحدات الجيش ووسط القوات الأمنية. في المقابل, يسيطر الفلسطينيون على الحياة الاجتماعية والاقتصادية ويمسكون بزمام التحكّم بمراكز القوّة الاقتصادية في الدولة. وطالما أنّ القضية الفلسطينية ما زالت تقف في طريق مسدود قد تستمر حالة التوتر بين الأردنيين الأصليين/ والفلسطينيين. لكن في اللحظة التي يجد حل القضية الفلسطينية طريقاً, ستطفو قضية ولاء وانتماء الفلسطينيين الموجودين في الأردن ـ هل سيكون للمملكة الأردنية التي يعيشون فيها أم للدولة الفلسطينية. لم تطالب منظمة التحرير الفلسطينية في ميثاقها الوطني إزالة إسرائيل من الوجود فحسب إنّما أيضاً إزالة المملكة الأردنية, حتى أنّ ياسر عرفات قد حاول السيطرة على الأردن بعد حرب الأيام الستة ـ هاتان حقيقتان يذكرهما كلّ طفل أردني ويحفظها عن ظهر قلب. يتمثّل الكابوس الأردني في تجدّد اندلاع المواجهات بين الفلسطينيين وإسرائيل في الضفة الغربية, التي هي يهوده والسامرة, المواجهات التي من شأنها أن تؤدي إلى هرب مجموعة كبيرة من اللاجئين الفلسطينيين الجدد باتجاه المملكة الأردنية. هذا السيناريو مخيف بالنسبة للأردنيين, وما يقلقهم هو أن يكون ذلك ما يسعى إليه المعسكر اليميني في إسرائيل. ولا حاجة لذكر أنّ تطوراً كهذا من شأنه أن يزعزع الأسس التي تقوم عليها المملكة الهاشمية.
نهاية الصراع أم صراع جديد؟
كشفت أعمال الشغب التي اندلعت في ملعب كرة القدم في عمان الأسبوع الماضي على كلّ حال واحدة من فوّهات البركان التي يقع الشرق الأوسط عليها. تجدر الإشارة إلى أنّ الملك عبد الله, ملك الأردن الحالي, متزوّج في الواقع من امرأة أردنية من أصل فلسطيني, الملكة رانيا، لكن في ملاعب كرة القدم يُطلق بحق رانيا نداءات مخزية, ذلك يعلّمنا أنّ الحلول المثالية والتجميلية لا تحلّ دائماً مشاكل المنطقة. من هنا, إنّ حل القضية الفلسطينية  لن يحل كل مشاكل الشرق الأوسط,  بل فيما يتعلّق بالأردن, من شأنه [الحل] أن يزيد من حدّة المشاكل التي تواجهها هذه المملكة. لذلك, على سبيل النكتة, أشار عدد من الصحافيين العرب الذين أبدوا امتعاضهم من أنّ مئات الأردنيين كانوا مستعدين لمواجهة بعضهم البعض في ملعب كرة القدم, إلا أنّ أحداً منهم ليس مستعداً للتجنّد للصراع مع إسرائيل".
23-كانون الأول-2010

تعليقات الزوار

استبيان