المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


أخبار العدو

المقتطف العبري ليوم الثلاثاء: أبو علاء اقترح منح مستوطنين الجنسية الفلسطينية..


عناوين الصحف وأخبار وتقارير ومقالات مترجمة من صحافة العدو
"يديعوت احرونوت":
ـ الخريطة السرية.
ـ اسرائيل والفلسطينيون بحثوا في تنازلات دراماتيكية.
ـ ارهاب في المطار.
ـ خريطة التقريبا.
ـ اختبار الشارع.
ـ الشارع غاضب، القيادة تدافع عن نفسها.
ـ فوارق كبيرة في موضوع اللاجئين.
ـ انتفاضة في بيروت.
ـ مسلم ينشىء حركة سياسية.
ـ النائب العام على بؤرة الاستهداف.
"معاريف":
ـ توتر عالٍ..: تأهب في القدس، هزات في رام الله، مواجهات في بيروت.
ـ ارهاب في موسكو.
ـ يحفرون حفرة – اشغال سرية لسلطة الاثار تهدد باشعال النار في القدس.
ـ حكومة نصرالله.
ـ الاقتراح المفاجىء لرئيسة كديما..: لفني زاوية ليبرمان.
ـ عصر التسريبات.
ـ يعمقون الفحص (قضية غالنت).
"هآرتس":
ـ مقربو رئيس الوزراء: الوثائق تثبت – طلب تجميد البناء سخيف
ـ لفني اقترحت النقل الى سيطرة السلطة قرى عربية – اسرائيلية.
ـ في ختام سبع سنوات استكمل حفر قناة بجانب الحرم.
ـ 35 قتيلا في عملية انتحارية في المطار في موسكو.
ـ الزمن المخصص لتمديد اعتقال في اسرائيل ست دقائق.
ـ في رام الله لا يخافون: لن تكون هنا تونس.
ـ ابو علاء اقترح منح مستوطنين الجنسية الفلسطينية.
ـ في جنيف الفلسطينيون وافقوا على تلقي أقل.
"اسرائيل اليوم":
ـ موسكو: ارهاب في قاعة المسافرين الوافدين.
ـ  الوقود لا تتوقف: ستصل الى ذروة 7.39 شيكل للتر.
ـ نصرالله وايران يسيطران على لبنان.
ـ الى روسيا، مع الكراهية.
ـ "لفني اقترحت نقل 4 قرى عربية الى السلطة".
ـ "الجزيرة في خدمة حماس".
ـ قطر، خادم كل الاسياد.
أخبار وتقارير ومقالات
مقربون من نتنياهو: الوثائق تثبت أن طلب تجميد البناء سخيف..
المصدر: "هآرتس – من باراك رابيد"
" تناول مقربون من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أمس لاول مرة الوثائق الفلسطينية التي سربت الى شبكة "الجزيرة" وقالوا ان "الوثائق تظهر أن طلب الفلسطينيين في السنة والنصف الاخيرتين تجميد البناء في الاحياء اليهودية في شرقي القدس سخيف وذلك لان من الواضح أنهم تنازلوا عن كل هذه الاحياء في المفاوضات في عهد اولمرت". كما تناول مقربو نتنياهو ما نشر في شبكة "الجزيرة" وصحيفة "الغارديان" البريطانية والتي تفيد بانه في اثناء المفاوضات بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية والتي أدارها ايهود اولمرت وتسيبي لفني في 2008، وافق الفلسطينيون على سلسلة من التنازلات بما في ذلك في شرقي القدس.
وبينما تتواصل الانتقادات المتبادلة بين الطرفين، حاولوا في واشنطن الايضاح اليوم بانهم معنيون باستئناف المحادثات. فقد أفاد مسؤول كبير في وزارة الخارجية الامريكية ردا على سؤال وجهته "هآرتس": "انه لا يدور الحديث عن وثائق امريكية ولهذا فاننا لا يمكننا أن نضمن أصالتها. لا شيء مما قيل يغير من فهمنا بالنسبة لما يوجد على كفة الميزان وما ينبغي عمله. اتفاق الاطار الذي يحل المسائل الجوهرية ممكن وضروري. نحن لا نزال ملتزمين بحل الدولتين وسنواصل العمل مع الطرفين بهدف تقليص الفوارق القائمة والعمل على اعداد اتفاق اطار. وفي الاسبوع القادم سيعقد لقاء هام مع الرباعية، وفي الايام القريبة القادمة سنضاعف جهودنا".
اللوبي اليهودي المعتدل جي ستريت دعا الرئيس براك اوباما الى تسريع الجهود للوصول الى اتفاق في أعقاب كشف الوثائق. "كم ينبغي من مؤشرات اضافية كيف يفهم البيت الابيض الحاجة الى مبادرة جدية من الرئيس الامريكي قبل ان يكون هذا متأخرا جدا؟".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يحفرون حفرة: اشغال سرية لسلطة الاثار تهدد باشعال النار في القدس..
المصدر: "معاريف – من داليا مزوري"
" في ظل كشف شبكة "الجزيرة"، في شرطة اسرائيل يخافون الان من امكانية اندلاع اضطرابات في منطقة الحرم بعد أن كشف أمس النقاب عن أنه في الفترة الاخيرة نفذت سلطة الاثار حفريات قرب نطاق الحرم، الخطوة التي من شأنها أن تؤدي الى هياج واسع في اوساط الجمهور العربي في المدينة. وحسب البيان الذي نشر، أغلب الظن قبل بث تقرير في شبكة "فوكس" الامريكية، فانه على مدى فترة طويلة أجرى الاثريون من سلطة الاثار حفريات على مقربة من الحرم، المعلومة التي من شأنها ان تؤدي الى احتجاجات شديدة في اوساط الجمهور المسلم الذي يتهم في السنوات الاخيرة سلطة الاثار بتنفيذ اشغال تعرض للخطر استقرار المساجد المركزية.
الحفريات، التي أعلنت سلطة الاثار عمليا أمس عن انتهائها وصفت بانها "تنظيف قناة تصريف القدس منذ عهد البيت الثاني" في نطاق مدينة داود وفي "الحديقة الوطنية المحيطة بأسوار القدس"، المجاورة للحرم. ومع ذلك شددوا في السلطة على أن مسار الحفريات لم يمر من تحت نطاق المساجد. وجاء في بيان السلطة "نشدد على أن المسار لا يمر من تحت نطاق الحرم".
وقال أمس مصدر كبير في الشرطة انه "يوجد غير قليل من المجريات تحت الارض في القدس في الايام الاخيرة، ذروتها نشر وثائق "الجزيرة" والاشغال بجوار الحرم. يحتمل جدا أن تكون هناك محافل في السلطة الفلسطينية تحاول استخدام الاشغال كرافعة لتهييج المنطقة وخلق حالة من الكفاحية في وجه العرض الذي يرتسم من الوثائق ويفيد بان السلطة قدمت تنازلات بعيدة الاثر في المحادثات مع اسرائيل في موضوع مستقبل شرقي القدس".
وقال مصدر في الشرطة انه "لا ريب أننا نتابع الامور بيقظة. يحتمل ان يكون في الايام القريبة حضور شرطي أعلى في مناطق معينة في شرقي القدس – حول الحرم وفي البلدة القديمة. ومع ذلك نؤمن بانه في نهاية المطاف سيسود الهدوء في شوارع المدينة.
في سلطة الاثار شرحوا بان الحديث يدور عن اشغال تم تنفيذها في "قناة تقع تحت الشارع المركزي المبلط والمتدرج الذي قطع مدينة القدس، بجوار الحائط الغربي في الشمال وحتى بركة هشلوح (عين سلوان) في مدينة داود في الجنوب. وقد أجرى الحفريات بتكليف من سلطة الاثار البروفيسور روني رايخ وايلي شوكرون.
قناة صرف القدس من عهد البيت الثاني انكشفت بكامل طولها، مع استكمال تنظيف القناة. قناة الصرف بطول 600 متر تخرج من منطقة الحرم، في منطقة الحوض الاثري قرب قوس روبنزون (حيث انكشف شارع من تلك الفترة) تنزل تحت اسوار البلدة القديمة شرقي باب القمامة، تحت "موقف جفعاتي" عبر الطريق المؤدي الى بركة هشلوح وتصل حتى البركة نفسها.
وهي تشير الى أن معيلي المدينة قبل نحو الفي سنة حرصوا على رفاه السكان والحجاج، واقاموا قناة نقلت بالاساس مياه الامطار التي هطلت في ارجاء المدينة الى المنحدر قرب بركة هشلوح. وكل ذلك من أجل الا تتجمع مياه الامطار فتكون مصدر ازعاج للجمهور.
باحثو سلطة الاثار يعنون منذ نحو سبع سنوات بتنظيف كميات هائلة من التراب تجمعت داخل قناة الصرف. وهذه لا تمر تحت نطاق الحرم بل غربه، قرب المنطقة تحت الحائط الغربي. مقطعان من قناة الصرف كانا معروفين: القاطع الشمالي، الذي اكتشف تحت الشارع المبلط قرب قوس روبنزون في الحديقة الاثرية، وقاطع جنوبي، اكتشف قرب بركة هشلوح في الطرف الجنوبي من مدينة داود. القسم الجنوبي لقناة الصرف فتح للجمهور الغفير قبل نحو سنتين. وزار الالاف هذا الجزء من القناة وفي طرف الشارع المبلط. والان انكشف القاطع الشمالي، الذي حسب اقوال البروفيسور روني رايخ، يؤكد بشكل نهائي الاعتقاد بان القاطعين هما جزء من قناة صرف واحدة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ابو علاء اقترح منح مستوطنين الجنسية الفلسطينية..
المصدر: "هآرتس – من باراك رابيد"
" وثائق دائرة المفاوضات الفلسطينية التي سربت الى شبكة "الجزيرة" تكشف النقاب عن أن رئيس الفريق الفلسطيني المفاوض احمد قريع (ابو علاء) اقترح عدة مرات على نظيرته الاسرائيلية تسيبي لفني ترك مستوطنات اسرائيلية، كمعاليه ادوميم داخل الدولة الفلسطينية وعدم اخلائها. هذا الموقف يتعارض مع الموقف الفلسطيني المعلن الذي يدعو اسرائيل الى اخلاء كل المستوطنين من الاراضي التي تسلم لهم في اطار اتفاق سلام.
ابو علاء طرح الفكرة في أحد اللقاءات الاولى التي عنيت بموضوع الحدود، في 4 ايار 2008، في فندق كينغ دافيد في القدس. واشار الى ان الفلسطينيين يرون المستوطنات غير شرعية وبالتالي يجب اخلاؤها.
واضاف ابو علاء بان الفلسطينيين مستعدون لتبادل الاراضي بمعدل 2 في المائة فقط من مساحة الضفة الغربية وبالتالي فانهم غير مستعدين لان تضم اسرائيل مستوطنات معاليه ادوميم، ارئيل، جفعات زئيف وهار حوما في شرقي القدس، وافرات في غوش عصيون.
وقال ابو علاء: "هذه المفاوضات ليست سوق. نحن نقترح ان يندرج 63 في المائة من المستوطنين في 2 في المائة من تبادل الاراضي ولا يتم اخلاؤهم... اذا كان هناك مستوطنون يرغبون بالعيش تحت سيادة فلسطينية فعليهم ان يكونوا خاضعين للقانون الفلسطيني".
عضو الفريق الفلسطيني المفاوض صائب عريقات سأل لفني اذا كانت ترى وضعا يكون فيه "من أجل السلام يعيش يهود كمواطنين متساوي الحقوق في فلسطين مثل العرب الاسرائيليين". لفني تحفظت وطرحت تخوفا على أمن اولئك اليهود. "اقترحت شيئا وأنا أعتقد ان علينا ان نكون ابداعيين"، قال لفني لعريقات. "قالوا لي انه سيكون عنف اذا اخليتهم. وانه سيكون اقل ضغط اذا ما اعطي لهم حق الاختيار. انا لا يمكنني أن آخذ المسؤولية عن سلامتهم في حالة تعرضهم للخطر".
في لقاء في فندق "عنبال" في القدس بعد اسبوعين من ذلك، في 21 ايار طرح الموضوع مرة اخرى. قال ابو علاء للفني: "يوجد 30 الف شخص في معاليه ادوميم يمكنهم ان يعيشوا تحت حكم فلسطيني". اما الاخيرة فرفضت الاقتراح قائلة: "انت تعرف ان هذا ليس جديا"، قالت. فرد ابو علاء: "إذن اخلوهم مثلما فعلتم في غزة".
عندها تدخل صائب عريقات في الحديث وقال انه يجب بلورة الحدود حسب احتياجات الطرفين. "نحن لا نريد ان يصبح الفلسطينيون اسرائيليين او الاسرائيليون فلسطينيين"، قال. فقاطعه ابو علاء قائلا: "ليس عندي مشكلة في أن يصبح الاسرائيليون مواطنين فلسطينيين. دعم يبقون. ففقدت لفني صبرها وقالت: "انت تعرف ان هذا ليس واقعيا. سيقتلونهم فورا في الغداة".
المحادثات في موضوع الحدود استمرت ايضا في طواقم الخبراء وكانت متوترة جدا وترافقت وتبادل للاتهامات. وفي 29 ايار التقى الفريقان في فندق كينغ دافيد في القدس. رئيس مديرية المفاوضات الاسرائيلية العميد اودي ديكل حاول اقناع الفلسطينيين بتخفيف حدة موقفهم في موضوع الحدود، ولكن اقواله اغضبت رئيس الفريق الفلسطيني سميح العبد.
"شيء ما حصل في الثماني سنوات التي مرت منذ العام 2000"، قال ديكل. "انتم بدأتم بحرب ارهابية ضدنا ونحن ثبتنا حقائق على الارض. هذا هو الواقع ولا يمكن العودة الى كامب ديفيد. الشرق الاوسط تغير". سميح العبد غضب واجاب فورا وقال: "لا احد من الجالسين على طاولة المفاوضات نفذ عمليات ارهابية ضدكم. نحن عانينا اكثر من اربعين سنة ارهاب. الاحتلال هو ارهاب بالنسبة لنا". بعد بضع دقائق تمترس فيها الطرفان في مواقفهما، بدا ديكل يائسا: "مواقفكم غير مقبولة علي. هيا ننهي النقاش وببساطة نستمتع بالطعام".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(لا يزال) يوجد شريك
المصدر: "هآرتس"
" بعد عدة ساعات من نشر "هآرتس" اقتراح وزير الخارجية افيغدور ليبرمان حث فكرة التسوية الانتقالية بعيدة المدى نشرة قناة "الجزيرة" وصحيفة "الغارديان" جملة وثائق، توثق المفاوضات على التسوية الدائمة، التي ادارتها الحكومة السابقة مع القيادة الفلسطينية برئاسة الرئيس محمود عباس. التوثيق، الذي اجراه رؤساء الطواقم الفلسطينية، يدل على موقف موضوعي وجدي من المسائل الجوهرية المركزية على جدول الاعمال: الحدود، القدس والاماكن المقدسة.
تدل الوثائق مرة اخرى على أنه وقع في نصيب اسرائيل شريك فلسطيني برغماتي، معني بتحقيق حل الدولتين على أساس حدود 1967، مع تعديلات حدودية تسمح بضم جزء هام من المستوطنين ونيل اعتراف دولي في ضم الاحياء اليهودية في شرقي القدس. الفلسطينيون اعربوا عن استعدادهم للبحث في نظام خاص في البلدة القديمة. وتشير الوثائق الى المستوطنات المنعزلة في الضفة، الى معاليه ادوميم وارئيل والى الحي المقدسي المطرف هار حوما، الذي بدأ بناؤه بعد اتفاق اوسلو، كعائق اساس امام تقسيم جغرافي وديمغرافي منطقي ونزيه. محضر لاقوال رئيس دائرة المفاوضات صائب عريقات في لقاء مع موظفين امريكيين قبل نحو سنة يدل على عمق الاحباط في اوساط القيادة الفلسطينية في ضوء رفض رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للشروع في بحث جدي في المسائل التي دون حلها تكون تصريحاته عن تمسكه بحل الدولتين فارغة من المضمون.
لا اساس لادعاءات ليبرمان في أن الوثائق تثبت بان التسوية الانتقالية بعيدة المدى هي الحل الواقعي الوحيد. حكومة اولمرت انهت ولايتها قبل ان تستنفد المفاوضات على التسوية الدائمة. لا يوجد ولن يوجد شريك فلسطيني لتسوية انتقالية على مدى عشرين سنة فأكثر، دون عرض حدود دائمة وحل متفق عليه لمشكلة اللاجئين. اذا واصلت اسرائيل تفضيل توسيع المستوطنات على ضمان مستقبلها كدولة يهودية وديمقراطية، فسنفقد الشريك الفلسطيني الاخير الذي يمكنه أن يمنع تخليدها كدولة ابرتهايد منعزلة ومنبوذة".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اختبار الشارع لا يوجد مائة في المائة
المصدر: "يديعوت أحرونوت ـ ناحوم برنياع"
" الجواب الحقيقي على سؤال اذا كان لدينا شريك لا يوجد  في الوثائق التي تنشرها الجزيرة بل في شوارع الضفة الغربية. اذا ما استمر الهدوء الاولمبي الذي ساد هناك أمس، فهذا دليل على ان سلطة ابو مازن وسلام فياض هي صاحب السيادة الحقيقية، وسياستها مدعومة من معظم الجمهور. الضفة ليست تونس.
ردود الفعل في الشارع الفلسطيني ستقرر كيف سيتعاطون مع ابو مازن في واشنطن وفي العواصم الاوروبية، وكنتيجة لذلك كيف سيتعاطون مع حكومة اسرائيل. الرئيس اوباما، الذي يتردد بين هجر النزاع الشرق اوسطي وبين الدور النشط فيه سيتردد مرة اخرى. يوجد هنا اختبار للجميع.
التحدي ليس بسيطا. "وثائق قطرليكس" لا تتضمن فقط تفاصيل من داخل المفاوضات التي جرت في عهد حكومة اولمرت، بل تتضمن ايضا تفاصيل عن التعاون السري بين الجيش الاسرائيلي والمخابرات الاسرائيلية واجهزة أمن السلطة، وعن محاولات قادة السلطة الاستعانة باسرائيل للقضاء على حماس. ما يفهم منها هو قرار من قيادة فتح لصد حماس بكل ثمن حتى بثمن تسليم رجالها الى اسرائيل وتصفيتهم الجسدية. اقدر بان معظم الفلسطينيين الذين اطلعوا على هذه الوثائق يشعرون بعدم الارتياح. فليس لهذا الطفل صلوا. ولكن يحتمل أن يكون معظمهم يفضلون عدم الارتياح هذا على عدم ارتياح اسوأ منه – العيش تحت حكم حماس.
صحيح انه في الوثائق التي نشرت حتى يوم أمس لا يوجد الكثير مما هو جديد للقاري الاسرائيلي. عرفنا ان  ابو مازن مستعد لتبادل طفيف للاراضي. عرفنا أنه يفهم بان اسرائيل لا يمكنها أن تخلي الاحياء اليهودية في شرقي القدس والحي اليهودي في  البلدة القديمة. عرفنا انه هو وزملاؤه يفهمون بان اسرائيل لا يمكنها أن توافق على تطبيق كبير لحق العودة.
الجديد هو ليس في التفاصيل بل في الصورة العامة. فكمية الوثائق تدل على نية جدية للقيادة الفلسطينية للوصول الى اتفاق شامل. لم تكن هنا خدعة، لا في الجانب الفلسطيني ولا في الجانب الاسرائيلي، جانب اولمرت ولفني. بين الطرفين فصلت مسافة واسعة، ولكن يخطىء من يدعي ان هذه المسافة غير قابلة للجسر.
اذا ما تحقق اتفاق ذات مرة، فهو سيكون قريبا، على ما يبدو، من المواقف التي طرحت في الخريطة المنشورة. مشكوك أن يقوم زعيم اسرائيلي يوافق على اخلاء المبكى، الحي اليهودي، الاحياء اليهودية في شرقي القدس وكل سكان المستوطنين في الضفة. هذا قد يقع فقط في أعقاب مصيبة وطنية. مشكوك ان يقوم زعيم فلسطيني يتخلى عن موضع فلسطيني في القدس ويسلم بسيادة اسرائيلية على قسم هام من الضفة. السياسيون في الطرفين ممن يسوقون حلول المائة في المائة يكذبون على جمهورهم. إما ان تكون هنا دولة واحدة، ثنائية القومية، او تكون دولتان على اساس تسوية حل وسط، في هذه الخطوط، الى هذا الحد او ذاك. ما يمنع التسوية هو ليس فقط المسافة بين مطالب الحد الادنى للطرفين. العائق الاساسي في الجانب الفلسطيني هو الخوف من التوقيع. الفلسطينيون يمكنهم ان يقولوا امورا كثيرة على طاولة المفاوضات، ولكن عندما يقترب موعد التوقيع يذعرون ويفرون. العائق الاساس في الجانب الاسرائيلي هو الخوف من الثمن. الخطابات جميلة، الوعود كبيرة ولكن ليس خلفها نية حقيقية، وبالتأكيد ليس في حكومة اليمين الحالية. الحكومة معنية بالمفاوضات ولكنها لا تؤمن بالاتفاق.
الرد على نشر الوثائق كشف بعضا من مخاوف الطرفين. في القيادة الفلسطينية سارعوا الى النفي. بعض هذا النفي كان كاذبا. الرد الذي رفع باسم نتنياهو كان مثيرا للحفيظة بقدر لا يقل. قيل فيه ان نتنياهو يعجب لماذا يطالب الفلسطينيون بتجميد البناء في شرقي القدس، وقد سبق لهم أن تنازلوا عن الاحياء التي يفترض بالبناء ان يقوم فيها. يتبين ان نتنياهو هو رئيس الوزراء الاسرائيلي الاول الذي يهزأ من الفلسطينيين بسبب تنازلاتهم. فلو كانوا يصرون على ضم رمات اشكول الى دولة فلسطين لكان يقدرهم اكثر".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يوجد شريك.. ولا يوجد اتفاق
المصدر: " هآرتس ـ الوف بن"
" "وثائق فلسطين" التي كشفتها "الجزيرة" وصحيفة "الغارديان" البريطانية، تمنح من هو معني بالمسيرة السلمية اطلالة غير مسبوقة على الشكل الذي دارت فيه المحادثات بين اسرائيل والفلسطينيين. فلاول مرة تنشر محاضر كاملة للمفاوضات التي ادارتها حكومة كديما مع السلطة الفلسطينية. ليس فقط مواقف الطرفين والفوارق بينهما، بل وايضا تبادل الضحكات والاقتراحات التي لم تكن تستهدف الكشف، باتت الان مكشوفة لعين الجميع.
تفيد الوثائق بانه خلافا لصورة اللاشريك التي اوجدوها لانفسهم في اسرائيل، ادار الفلسطينيون مفاوضات جدية على حدود دولتهم المستقبلة، واقترحوا خريطة مفصلة لتبادل الاراضي في الضفة الغربية وتقسيم الاحياء في شرقي القدس. حتى اليوم عرفنا ان رئيس الوزراء السابق ايهود اولمرت اقترح على الرئيس الفلسطيني محمود عباس اقتراح تسوية مفصلة مع خريطة، وعباس تملص من الاجابة. اما الان فيتبين أن الفريق الفلسطيني المفاوض برئاسة ابو علاء سبق اولمرت وعرض خطة خاصة به.
توضح الخرائط لماذا لم يتحقق اتفاق، ولماذا سيكون من الصعب تحقيقه في المستقبل ايضا: بسبب الخلاف على الكتل الاستيطانية. زعماء اسرائيل يكررون للجمهور منذ سنين بان معاليه ادوميم، غوش عصيون، ارئيل و "غلاف القدس" ستكون جزءا لا يتجزا من اسرائيل في كل تسوية مستقبلة. الخلاف بين اليمين واليسار في اسرائيل يتعلق بمائة ونيف مستوطنة خلف الجدار. حكومة كديما اقترحت اخلاءها، وحكومة الليكود الحالية تعارض الاخلاء. ولكن حول "الكتل" لا يوجد جدال على الاطلاق. المشكلة هي ان اقتراحات اولمرت ولفني هي ايضا كانت بعيدة عن الحد الادنى الذي وافق الفلسطينيون على قبوله. في الخريطة الفلسطينية، معاليه ادوميم، جفعات زئيف، ارئيل وافرات يتعين عليها ان تخلى. رجال مبادرة جنيف تباهوا بصفقة وهمية عقدوها مع محادثيهم الفلسطينيين، في أن معاليه ادوميم في الجانب الاسرائيلي مقابل اخلاء ارئيل. "وثائق فلسطين" تبين ان ابو علاء ورجاله لم يقبلوا هذه الصفقة وطالبوا  بان تكون الحدود الشرقية لاسرائيل تمر في جبل المشارف. الخريطة الفلسطينية تبقي بيد اسرائيل معظم الاحياء اليهودية التي بنيت في شرقي القدس والمستوطنات القريبة من الخط الاخضر وعلى رأسها المدينتان الاصوليتان بيتار عيليت وموديعين عيليت. المشروع الاستيطاني نجح، إذن، في المهمة التي كلفه بها المبادرون اليه وموشيه ديان على رأسهم: تغيير الحدود التي سبقت حرب الايام الستة، والتوسيع قليلا لـ "الخاصرتين الضيقتين" لاسرائيل حول تل ابيب والقدس. وحتى حسب الاقتراح الفلسطيني، فان معظم المستوطنين سيعيشون في الجانب الاسرائيلي.
المحاضر تكشف نقاشا مثيرا للاهتمام في مسألة الحدود. فقد طلب الاسرائيليون حدا اقصى من السيطرة في محاور الحركة من السهل الساحلي الى الجبل، والتي دارت عليها المعارك الضروس لحرب الاستقلال اما الفلسطينيون فطلبوا التمييز بين الترتيبات لضمان الحركة على الطرق، وبين السيطرة والسيادة عليها. مطالبات اسرائيل بترتيبات امنية تغلغلية بدت للفلسطينيين كمحاولة لاستمرار الاحتلال من الخارج.
ولكن المكتشفات المفاجئة والاكثر حرجا تتعلق بالسكان، وليس بالاراضي. ابو علاء اقترح ان يبقى المستوطنون في معاليه ادوميم في منازلهم تحت الحكم الفلسطيني، ولفني اقترحت ان تنقل الى فلسطين قرى عربية من الطرف الاسرائيلي. هذه الافكار ردت ردا باتا، وهي تتعارض تعارضا تاما مع المواقف العلنية للطرفين.
رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يظهر في الوثائق فقط في ضمير الغائب، في المحادثات التي يحتج فيها الفلسطينيون عليه امام الامريكيين. نتنياهو لا بد يستمتع بالحرج الذي لحق بخصميه لفني وعباس. ولكن بعد أن يتبدد الشعور الاولي بالاهانة، فان الفلسطينيين سيستخدمون الوثائق المسربه لتعزيز ادعائهم بان ليس لهم شريك في اسرائيل. وسيدعون بان الدليل هو أننا رسمنا خريطة ووافقنا على تنازل عملي عن حق العودة، ولم نحصل على أي شيء بالمقابل".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قطر.. خادم كل الاسياد
المصدر: " اسرائيل اليوم ـ ايلي افيدار"
" "نزعت "الجزيرة" القفازات وهاجمت السلطة الفلسطينية بشكل وحشي للغاية، غير مسبوق في العالم العربي. الازمة تمنحنا، نحن الاسرائيليين، اطلالة على الثقافة السلوكية للعالم العربي. فبينما يسير الغرب واسرائيل على أساس الاسود أو الابيض، فان العالم العربي يدار في احيان كثيرة بالوان عديدة ومع امكانيات مرنة ومتعددة. ما يفسر عندنا كازدواجية وجه هو "سياسة الخيارات المفتوحة".
قناة "الجزيرة" التي بملكية أمير قطر، تدار بروح وسياسة رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري ، حمد بن جاسم، كريه نفس القيادة الفلسطينية حتى منذ عهد عرفات. قطر تتصرف تجاه الغرب بشكل مضلل، مما يتسبب في أن يروا فيها دولة معتدلة ومتطورة.
هذه هي ذات الدولة التي تعد باستثمار 37 مليار دولار لاستضافة المونديال، والى جانب ذلك فانها هي ذات قطر التي تستضيف في نطاقها يوسف القرضاوي، كبير متطرفي الاسلام. قطر، حليف امريكا الذي في نطاقه توجد قاعدة امريكية هائلة – هي أيضا الاكثر قربا من دوائر حماس وايران.
قناة "الجزيرة" تشكل منذ سنين رأس حربة الدعاية المناهضة لامريكا، المناهضة للحكومات المعتدلة في العالم العربي، والتي تزود بكاميرة كل متطرف هاذٍ في العالم الاسلامي. ومع ذلك، فان تطرف "الجزيرة" يسمح لها بان تعيش بهدوء وبدون ازعاج. زعامة قطر يمكنها ان تستخدم القناة كي تظهر الحس القومي والوطني تجاه العالم العربي، وفي نفس الوقت تدفع الى الامام "علاقات ساخنة" مع الغرب.
كشف "الجزيرة" حقق منذ الان هدفه. فقد عزز جدا حماس وموقفها، وجعل الناطقين بلسان السلطة الفلسطينية يدخلون في حالة دفاع والناطقين الغربيين والاسرائيليين غير القليلين الادعاء بان مفاوضات السلام يمكن انهاؤها في أقرب وقت ممكن.
الخطوة ستحبط كل ارادة فلسطينية لا تزال قائمة للمفاوضات مع اسرائيل وستزيد النشاط الفلسطيني للاعلان عن الاستقلال من طرف واحد.
ولكن اللهيب المشتعل الان سيهدأ لاحقا. "الجزيرة" ملزمة بان تكون قادرة على العمل في المناطق، والسلطة تحتاج الى "الجزيرة" كي تنقل رسالتها. هذه هي لغة المنطقة. اذا تعلمناها، سيكون بوسعنا التصرف بحكمة فنحقق في المجال السياسي ما هو حيوي لمصالحنا".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رد صهيوني مناسب
المصدر: "معاريف ـ بن كسبيت"
" ها هي خلاصة يوم عمل مثمر واحد في الشرق الاوسط: حزب الله يكمل سيطرته على لبنان بتكليف من ايران. قطر، بواسطة سرب الـ اف 16 خاصتها المسماة "الجزيرة"، تهاجم ابو مازن بتكليف من حماس. بهذه الوتيرة حتى نهاية السنة سيختفي المعتدلون تماما من منطقتنا، وايران تكمل الطوق حول اسرائيل. وفي نفس الوقت تماما يفيد موقع "بوليتيكو" عن نهاية "عصر السلام" لاوباما، عن قطيعة نهائية ومطلقة بين البيت الابيض ونتنياهو ويأس عضال من ابو مازن.
وعليه فمطلوب الرد الصهيوني المناسب، الذي جاء مع بشرى الحفريات الاثرية الجديدة بين عين هشلوح حتى الحائط الجنوبي، في اطراف الحرم. لا ينبغي للمرء أن يكون عبقريا كي يخمن الاحبولة الاعلامية التي ستنشر هذا الصباح في شبكات حماس والجزيرة (والذي هو نفس الشيء في واقع الامر): انظروا الى السلطة الفلسطينية الخائنة. فهم يتنازلون، بينما الاسرائيليون يحفرون. المهم ان البورصة في هذه الاثناء ترتفع.
والى تفاصيل الاخبار: وثائق المفاوضات التي اصدرتها الجزيرة تجسد حجم التفويت. حقيقة أنه كانت مفاوضات جدية، وانه يوجد شريكك يمكن الحديث معه بارتياح وانطلاقا من ثقة متبادلة. السلطة الفلسطينية لم تقدم تنازلا هائلا، ولكنها ابدت مرونة. الجانب الاسرائيلي، ولا سيما تسيبي لفني، لم يتنازل عن مصالح أمنية، ولكنه اظهر ابداعية. الفجوات لم تغلق ولكنها قلصت. كان يمكن بذل مزيد من الجهد، اخير، ابداعي والوصول الى صيغة. والدليل هو أن رجال جنيف وصلوا اليها.
ولا يزال، لا يوجد اتفاق. وهذا لانه محكوم علينا هنا ان نعيش في متاهة: عندما يقترب الطرفان لا تكون لهما القوة السياسية لاتخاذ الخطوة الاضافية وانهاء الموضوع. اولمرت كان في وضع سياسي سيء، بينما عزفت لفني على كمان ثانٍ. عندما يكون للطرفين هذه القوة (مثلما لنتنياهو الان) فانهما يكونان بعيدين. من الان فصاعدا سيكون غير ممكن مواصلة القول انه لا يوجد شريك. بل يوجد بالذات. المشكلة هي أن هذا الشريك اشكالي، ضعيف، خائف ومتردد. ومن أجل ان يخطو الخطوة الاضافية يحتاج الى الدعم، التشجيع، الى حزام امني عربي ودولي. وبدلا من كل هذا، فانه يحصل الان على الجزيرة على رأسه ونتنياهو بين عينيه. لا بد اننا سنتوق لابو مازن، مثلما نتوق الان لكل اسلافه، مثلما نندم الان على اننا لم نصنع السلام مع سوريا في الوقت المناسب، عندما كان ممكنا، عندما كان حزب الله صغيرا وايران بعيدة.
بين هذا وذاك يواصل الامريكيون تجاهل الضرر الاستراتيجي الذي الحقته شبكة الجزيرة بمطقتنا، بتكليف من القوى الاكثر تطرفا التي يمكن ان تصورها. المهم أن في المرة القادمة عندما يتم توقيف صحفية ما من هذه الشبكة عند مدخل ديوان رئيس الوزراء سنحدث مرة اخرى جلبة اعلامية نزيهة.
في موضوع القدس، هذه هي الصيغة الدائمة. دوما سيوجد الطفل مع عود الثقاب الذي يشعل، أو على الاقل يحاول ان يشعل، برميل البارود هذا. بنيامين نتنياهو بالذات يكافح بشدة ضد النية للكشف الان بالذات عن الحفريات الجديدة – إذ سبق ان كان له نفق في 1996، ومن أجل ماذا يحتاج الى واحد جديد – ولكنه لم ينجح.
في 1996 كان يمكنه ان يمنع ولكنه لم يرغب في ذلك. في 2011 اراد ان يمنع ولكنه لا يستطيع. جمعية العاد قوية جدا. المتبرعون الامريكيون مصممون جدا. رئيس بلدية القدس متسرع جدا. ما يترك لقوات الامن وجع الرأس، ويترك لنا وجع البطن.
نعم، هذه الحفريات الجديدة، من عين سلوان حتى اطراف الحرم، هي قطعة تاريخية مشوقة. يهود ساروا على هذا المدرج قبل الفي سنة وهذا مثير للانفعال، شريطة الا يمنع اليهود من السير في المحيط، او يعيشون فيه، اليوم".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ثلاث طرقات في تونس
المصدر: "اسرائيل اليوم ـ يوسي بيلين"
" بعد شهر من التوقيع على اتفاقات اوسلو وصلنا الى تونس. تشرين الاول 1993. مقر م.ت.ف كان لا يزال في تونس. بصفتي نائبا لوزير الخارجية، ترأست في حينه الوفد الاسرائيلي للمحادثات متعددة الاطراف بمشاركة 13 دولة عربية.
الوفد الاسرائيلي أثار اهتماما شديدا. وكانت الحراسة متشددة جدا، ولكن من الصعب التصديق بانه كانت هناك حاجة اليها. كل من عرف اننا اسرائيليون رغب في مباركة المسيرة السلمية. نادي الصحافة في المدينة لم يكن بوسعه أن يضم كل الصحفيين، بينما أسئلتهم كانت، تكاد تكون جميعها، موضوعية وعنيت بمحاولة الاستيضاح كيف ستستمر المسيرة. أحد ما يحق له ان يسمي تلك الايام بانها "فقاعة سلام" بل وحتى "رؤية عابثة". في نظري مثلت هذه اكثر من أي شيء آخر امكانية العيش بطريقة مختلفة في منطقتنا، الامنية البشرية في السلام، بل والاعجاب العربي باسرائيل.
اللقاء مع الحاخام الرئيس والطائفة اليهودية، اللقاء مع قيادة م.ت.ف، كله غطي اعلاميا بكثافة. محليون توجهوا الينا في جولاتنا سعوا الى ان ننقل سلامهم الى معارفهم اليهود ممن هاجروا الى اسرائيل، وكان الاحساس باننا نقف امام تغيير كبير في الشرق الاوسط.
دارت المحادثات على مياه هادئة، خلافا للمباحثات السابقة للجان متعددة الاطراف، التي تميزت بالتوتر. كانت هذه لحظة بهيجة ساهم فيها الاحساس بوحدة معسكر السلام في وجه من لم يسلموا بالاستعداد للتسوية السياسية وثمنها، في الطرفين.
انفعلنا لجمال المدينة، لحسن ضيافتها، لنظافتها وللاحساس بالامن. عرفنا ان الامن يتحقق كنتيجة كون تونس دولة شرطة، ولكننا لم نشعر بالثقل الذي تتميز به دول شرطة اخرى. حتى تلك الطرقات الثلاثة.
انضمت الى رحلتنا شخصيات عامة من أصل تونس. احدهم كان اهرون نحمياس، رئيس بلدية صفد، الذي سعى الى الانضمام ايضا الى لقائي مع وزيرة الخارجية التونسي. الوزير لم يعارض، وتجاوز الحديث المواضيع السياسية. وطلب أهرون ان تلتقط له صورة مع الوزير، فاستجيب. وبعد اللقاء عدنا الى غرفنا قبيل السفر الى الديار. ولكن عندما التقينا في المطار رأيت أن وجه أهرون اكفهر. فقد روى بانه بعد دقائق من عودته  الى غرفته سمع ثلاث طرقات على الباب. عندما فتحه وجد رجلين متشددي الوجه. وكان طلبهما قاطعا: اعطنا فيلم التصوير. وعند الخروج من تونس فقط تذوقنا، على طرف الشوكة، معنى دولة شرطة.
بعد ذلك أدرت مفاوضات مضنية على تشكيل ممثلية اسرائيلية في تونس. وكان هدف تونس هو السير وكأنها مرتدية والشعور بانها عارية، أما نحن فأردنا ان تكون الممثلية تشبه السفارة. في نهاية المطاف وقع الاتفاق. ولفترة قصيرة كان هناك ممثل اسرائيلي في تونس وممثلي تونسي في البلاد. شهر العسل استمر بضع سنوات. يخيل أن التطبيع كان على الطريق. كل هذا انتهى في نهاية 2000 على خلفية الانتفاضة الثانية. الممثليتان الغيتا، العلاقات جمدت ولم تستأنف ابدا. الكوة التي فتحت في حينه اغلقت.
هل تونس الغد ستكون أكثر انفتاحا تجاه اسرائيل ام ربما ستلغي ايضا القليل القائم اليوم؟ من الصعب أن نعرف. بالنسبة للعالم هذه مسألة فرعية قياسا بالمسائل المتعلقة بمستقبل الدولة. بالنسبة لنا، بالطبع، هذه مسألة اساسية".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أين كان باراك
المصدر: " هآرتس ـ عكيفا الدار"
" يُذكر رئيس الحكومة السابق اهود اولمرت في وثائق "الجزيرة" باعتباره اول زعيم اسرائيلي أجرى مع الفلسطينيين اتصالات تستحق صفة "تفاوض في تسوية دائمة". وتُعرض وزيرة الخارجية السابقة تسيبي لفني هناك باعتبارها سياسية تدرك انه لا تسوية مع الجيران من غير تقاسم القدس، لكن تريد (في اثناء ذلك) ابقاءها كاملة. ويوصف ممثلو ادارة بوش بأنهم مُتلقو برقيات يُقلون اصدار مبادرات حقيقية. ويُصور اعضاء الوفد الفلسطيني بأنهم مجموعة ذات خبرة، تنصب لنفسها أهدافا واضحة، ورسمت حدودا وترفض أن تفهم انه لا شريك لها.
من الذي ينقصنا لاكمال بازل صورة التفاوض مع حكومة اولمرت؟ صحيح، اهود باراك، رئيس حزب العمل والذي أصبح رئيس حركة "الاستقلال". إن غياب باراك المدوي عن التوثيق شهادة فقر اخرى للأمل الابيض عند معسكر السلام الاسرائيلي. فباراك الذي عُد في تلك الايام مخلص حزب العمل، كان عضوا في أكثر الحلقات السياسية والامنية رِفعة.
أين كان اذا طوال ذلك الوقت ممثل اليسار الضحل (عكس "اليسار العميق"، كما يسمي ميرتس والمعسكر "ما بعد الصهيوني"، بلغته، بقيادة بوغي هرتسوغ وافيشاي برفرمان)؟ وماذا كان اسهام وزير الدفاع في تقديم التفاوض؟ تُصدق وثائق الفلسطينيين روايتي اولمرت ولفني أن باراك لم يحرك ساكنا لتقديم التفاوض.
ادعى باراك ذات مرة على مسمعي (في حضور مستشاره آنذاك الداد يانيف)، انه جرّ ياسر عرفات والرئيس بيل كلينتون الى كامب ديفيد بعد أن علم ان ذاك يخطط لانتفاضة ثانية. وبيّن باراك انه أراد أن يضمن انه حينما تضطر اسرائيل الى استعمال القوة على الفلسطينيين – تستقبل الجماعة الدولية ذلك بتفهم، لان زعماء العالم سيعلمون انه عرض على عرفات صفقة سخية لا مثيل لها. وسألت باراك آنذاك هل يتوقع في جدية ان يصدق أحد ما انه استلقى على الجدار وكان مستعدا لتحمل الفشل كي يسوغ العالم فقط يد الجيش الاسرائيلي القوية في المناطق. وأجاب كعادته في جزم: "بيقين".
بحث البروفيسور دانيال بارتال من جامعة تل ابيب والدكتور عيران هلبرن من المركز متعدد المجالات، ووجدا أن 43 في المائة من الاسرائيليين الذين انتقلوا الى اليمين عللوا تحولهم برسالة باراك "ليس لنا شريك فلسطيني" – بعقب اخفاق التفاوض في كامب ديفيد في تموز 2000. وكان اللواء (احتياط) عاموس جلعاد، المنسق السياسي في وزارة "الدفاع"، والذي كان منسق العمليات في المناطق، أحد الشركاء المهمين في مبادرة نشر نظرية لا شريك. قبل وقت قصير من نشر الوثائق خطب جلعاد في مراسم منح جوائز من قبل معهد ابحاث الامن القومي. ومثّل كيف يستطيع رب عمله اصلاح شيء من الضرر الذي سببته هذه النظرية لليسار الاسرائيلي المعتدل. وصف جلعاد القيادة الفلسطينية برئاسة الرئيس محمود عباس ورئيس الحكومة سلام فياض بأنها العائق المركزي لحماس وانها عنصر حيوي في أمن الدولة. ووصف الاثنين بأنهما رمزا العهد الجديد الذي بدأ مع ذهاب عرفات.
ذكر الدكتور متاي شتاينبرغ، وهو أحد الفائزين بالجائزة، بعد ذلك ان عرفات كان هو الذي تبنى لاول مرة قرار الامم المتحدة 242 (الانسحاب من مناطق / المناطق التي احتُلت في 1967)، وقبل مبادرة السلام العربية في سنة 2002. وقال ان عرفات مهد لعباس طريق الاعتراف باسرائيل، واتفاق تبادل الاراضي والتخلي عن الأحياء اليهودية في شرقي القدس.
جميع هذه الاتفاقات المذكورة في وثائق "الجزيرة" ايضا كانت موضوعة على طاولة باراك زمن التفاوض في طابة الذي سيكون قد انقضى بعد غد عشر سنين على موته.
وما الذي فعله باراك حقا في الوقت الذي قضى فيه اولمرت ولفني وقتيهما في محادثات مع الفلسطينيين في رام الله؟ كان زعيم معسكر السلام مشغولا بالاعدادات لحرب مع الفلسطينيين في غزة.
معلومة جديدة
ستنتج القصة التالية ردودا على شاكلة "لماذا لا تقول شيئا في أن حماس لا تُمكّن من زيارة جلعاد شليط!؟"، أجل إن الموقع أعلاه يعتقد ان تنكيل حماس بجلعاد وبأبناء عائلته وأن سلوك الحكومة في هذه الحالة المأساوية، ليسا انسانيين وهما غبيان ايضا. ويُقال الشيء نفسه في شأن رفض طلب عبد الله مرعي، من سكان الاردن في الرابعة والسبعين من عمره، زيارة ابنه السجين في اسرائيل، بعد ان حُكم عليه في 2003 بالسجن المؤبد خمس مرات. طلب مرعي، الذي أصيب بمرض عضال وايامه معدودة أن يودع ابنه لآخر مرة. تقابل الاثنان في المرة الاخيرة والوحيدة قبل خمس سنين.
في تموز من العام الماضي استجابت وزارة الداخلية لتوجه المحامي إلعاد كهانا من مركز حماية الفرد، ووافقت على دخول مرعي الى اسرائيل. برغم وضع مرعي الصعب أتى القنصلية الاسرائيلية في عمان للحصول على الإذن. وأُرسل الى بيته مع بيان ان وزارة الخارجية قررت ان تفحص من جديد عن الطلب. قبل بضعة اسابيع أعدوا في "المركز" استئنافا الى محكمة العدل العليا، لكنه قبل يوم من تقديمه جاء عن العائلة ان وضع الوالد الطبي لن يُمكّنه من اجتياز الجسر. وقبل بضعة ايام تلقى كهانا رسالة قصيرة من وزارة الداخلية، ورد فيها انه تقرر الغاء الطلب وتعليل ذلك "معلومات جديدة عن ظروف سجن الابن". أمعلومة جديدة عن شخص في السجن منذ سبع سنين؟ أي معلومة جديدة يجب ان تمنع شخصا يحتضر من وداع ابنه؟".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لا سبب للفخر
المصدر: هآرتس ـ البروفيسور غابي شيفر"
" يفخر ساسة وسفراء ورجال قانون واكاديميون ومواطنون اسرائيليون كثير بكون اسرائيل الديمقراطية الوحيدة في الشرق الاوسط وليس عبثا – بل هي ديمقراطية مجيدة (انظروا مثلا مقالة المؤرخ الكسندر يعقوبسون "من يجب ان يخشى ليبرمان"، "هآرتس"، 20/1).
دعواهم المركزية انه يوجد في اسرائيل حرية تعبير، لا يستطيع حتى كلام وأفعال أناس مثل افيغدور ليبرمان وبعض اعضاء احزاب اليمين ورؤساء المستوطنين والحاخامين والساسة الحريديين المتطرفة – والذين يعملون لكم أفواه "اليساريين" – لا تستطيع حتى هزيمتها. ستنتهي هذه الاعمال الى الاخفاق وستظل الديمقراطية الاسرائيلية في نماء. ويستعمل آخرون دعوى تقول انه تُجرى في اسرائيل انتخابات حرة تماما للاشارة الى صمود الديمقراطية الاسرائيلية.
كل من يدعون هذا يعجزون عن فهم ماهية النظام الديمقراطية الاساسية والحقيقية. إن حرية التعبير وحرية التنقل وحرية الانتخاب مزايا مهمة لكنها تُعبر في الاساس عما اعتيد أن يُسمى ديمقراطية صورية؛ ديمقراطية فيها للمواطنين الذين هم السيد الحقيقي لا الساسة في الحكومة وفي الكنيست حقوق ذات أهمية ثانوية.
الديمقراطية الحقيقية في مقابلة ذلك هي نظام يؤثر فيه المواطنون تأثيرا واضحا في أشد القرارات جوهرية في شأن المسارات الاستراتيجية والتكتيكية للمجلس النيابي والحكومة والبيروقراطية.
إن فحصا سطحيا تماما عن الوضع القائم في اسرائيل من وجهة النظر هذه يُبين انه يوجد للمواطنين وفيهم المنظمات الاجتماعية الكثيرة التي تعمل هنا تأثير قليل جدا اذا وجد أصلا، في القرارات التي تتخذها الكنيست والحكومة. انظروا مثلا التأثير المعدوم للمظاهرات والمسيرات ومشاهد الاحتجاج من اجل اطلاق جلعاد شليط وتحسين وضع المعوقين والمحدودين والناجين من المحرقة، وفي مجابهة مسار جدار الفصل، أو تأثير الرد العام على كارثة الكرمل؛ كل اولئك وغيره يُبين انه ليس للجمهور في الديمقراطية الاسرائيلية بالفعل – وهو السيد الحقيقي – أي تأثير تقريبا في اجراءات السلطة.
وهذا من غير ان نذكر الفساد الكثير، والاكاذيب التي تُقال علنا بلا طرفة عين، وتقديم المصالح والملذات الشخصية للساسة وكبار البيروقراطيين وأصحاب الاموال، والتي تميز نظم الحكم غير الديمقراطية. ان الوضع المضعضع جدا للديمقراطية الاسرائيلية يزداد سوءا من يوم الى يوم. ان ترك اهود باراك حزب العمل وانضمامه النهائي الى نتنياهو وليبرمان وايلي يشاي سيُعجل فقط باجراءات الانتقال الى نظام شمولي فاشي في اسرائيل. حتى لو ظلت حرية التعبير والانتخاب محفوظتين في ظاهر الامر ايضا.
إن الاشخاص الاربعة الذين يُدبرون السياسة الاسرائيلية الآن – الذين يصدرون الامور في واقع الامر عندما يجري الحديث عن جميع القرارات الجوهرية في الدولة – لا يُلقون بالا ألبتة لارادة المواطنين ومطالبهم وفي ضمنها مطالب المنظمات الاجتماعية. يُبدي الجميع ميولا معادية للديمقراطية واضحة ذات مميز قومي. ومعاملتهم لجميع مجموعات الأقلية – الفلسطينيين الاسرائيليين والنساء والمعوقين والفقراء ومن أشبههم – عدم مبالاة مطلق.
يمكن ان نزيد على ذلك ايضا المبنى الصوري للسياسة الاسرائيلية الذي يُمكّنهم من الاستمرار في السلوك سلوكا غير ديمقراطي وقوميا. اذا لم يُصدوا فان الاشخاص الاربعة الذين ضمنوا استمرار هذه الحكومة سيجعلون الديمقراطية الاسرائيلية نظام حكم ذا صبغة فاشية وقومية واستبدادية. لهذا ينبغي الخوف من نتنياهو وليبرمان ويشاي وباراك".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من ذا يريد السلام أصلا؟
المصدر: "معاريف ـ عوفر شيلح"
" إن مدونة الوثائق المسربة للسلطة الفلسطينية، التي توثق مواقفها في مفاوضة اسرائيل في العقد الأخير لم تُبسط كاملة – وأخذ كل لاعب في الحلبة يشعر بأنها تقوي الموقف الذي اتخذه سلفا. فحماس ترى السلطة متعاونة جبانة مع اسرائيل، وافيغدور ليبرمان على ثقة من ان الوثائق تشهد فقط بمبلغ كون التسوية غير ممكنة. ويُخيل للناظر الموضوعي اذا كان موجودا أصلا انها تبرهن على مبلغ ضآلة الفرق بين مواقف اسرائيل ومواقف السلطة بعد نحو من عشرين سنة من التفاوض: نسب ضئيلة من الارض وأعداد ضئيلة من اللاجئين يُسمح لهم بالعودة الى اسرائيل وهكذا دواليك، مشكلة أساسية بعد مشكلة أساسية. القليل جدا يفصل والاتفاق بعيد كثيرا.
لو كان الحديث عن تفاوض أعمالي لانتهى الامر منذ زمن. ففي هذا النوع من الحوار يعترف الطرفان سلفا بالربح الذي سيجنيانه من الصفقة: كلاهما يريدها برغم ان كل واحد مستعد للتخلي عنها اذا لم تُلبَ مطالبه الدُنيا. ولهذا فان السؤال الحقيقي المتعلق بالتفاوض الاسرائيلي الفلسطيني ليس هو ما الفرق بين الطرفين بل هل يريد أحد اتفاقا حقا.
يقول لنفسه كل من نشأ هنا: بالتأكيد. فالاسرائيليون رُبوا على الطموح الى السلام، والفلسطينيون على الطموح الى الاستقلال. والزعماء يريدون ترك أثر في التاريخ. لكن اذا كان هذا صحيحا فكيف لا ينجحون في ردم الهوّة الضئيلة بين 5.7 في المائة من الارض و6.8 في المائة؟ أيسقط السلام كل مرة من اجل هذا حقا؟.
يُخيل إلي أن لا. يحسن أن نتذكر في هذا السياق ان اولمرت بدأ محادثات السلام مع الفلسطينيين عندما كان رئيس حكومة مضروبا من جهة عامة بعد حرب لبنان الثانية وقُبيل تحقيقات الشرطة. مثل باراك حقا الذي بالغ في محادثات طابة بعد ان تقلص ائتلافه الى نحو ربع الكنيست وكانت الانتخابات التي أُبعد بها قد أصبحت قريبة. إن الزعماء الاسرائيليين الأقوياء يمضون على نحو عام الى خطوات من جانب واحد: جدار الفصل، وخطة الانفصال والانطواء الذي خطط له اولمرت. ويتركون الاقتراحات الجريئة للتسوية للوقت الذي لا تكون فيه عملية تماما.
والصورة عند الطرف الثاني ليست أفضل. فلو أراد أبو مازن تسوية حقا لانقض على مقترحات اولمرت – لفني كمن يجد غنيمة كبيرة وحشد ضغطا دوليا على اسرائيل لتحسينها من جهته في التفاوض النهائي. الافكار المهادنة التي طرحها مندوبوه في المحادثات كما كُشف عنها في وثائق "الجزيرة" تبدو أكثر مثل لعبة وهمية في تفاوض اشخاص يعلمون ان الامر لن ينضج ألبتة ليصبح شيئا يضطرون الى الوقوف من ورائه. والاستنتاج واحد وهو ان الزعماء يريدون التحادث واجراء التفاوض وأن يتهموا بعد ذلك الطرف الثاني باخفاقه. لا يريدون حقا – أو لا يستطيعون الثبات لثمن – القرار على تسوية حقيقية.
والسخرية المرة هي ان الشعوب في الطرفين قد وافقت منذ زمن على المخطط الممكن الوحيد للتسوية وهو العودة الى حدود 1967 مع تغييرات طفيفة، والحفاظ الفلسطيني على فكرة حق العودة لكن بغير عودة فعلية للاجئين الى اسرائيل، والاهتمام باحتياجات اسرائيل الأمنية والحل الدولي لمشكلة القدس. يحظى هذا المخطط منذ عقد تقريبا لدى الطرفين بأكثرية صلبة في استطلاعات الرأي، توافق على أن هذا ما سيكون وما يجب ان يكون. وتقول تلك الأكثرية ايضا إن هذا لن يحدث في أيامها.
لا يُحتاج من اجل القفز من فوق هاوية عدم الثقة هذه الى افكار بل الى شجاعة وزعامة. هذا ما ينقص قُرب مائدة التفاوض وفي الغرف التي تُتخذ فيها القرارات، لا الحلول الخلاقة لمشاكل أصبح حلها معروفا منذ زمن".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ماذا عن النصف الثاني؟
المصدر: "يديعوت أحرونوت ـ سيفر بلوتسكر"
" قرر وزير الخارجية افيغدور ليبرمان ان يفاجيء العالم بخطة خاصة به لحل الصراع الاسرائيلي الفلسطيني. أساسها ان تُمكّن اسرائيل السلطة الفلسطينية من اتخاذ اسم "دولة فلسطين" والسيطرة (جزئيا) على نصف اراضي يهودا والسامرة (الضفة الغربية). وتستمر اسرائيل في السيطرة على النصف الثاني عشرات السنين الاخرى الى أن يتم الاتفاق على الحدود الدائمة بين الدولتين. تُشتق السيادة الفلسطينية المؤقتة بحيث لا تتطلب اخلاء حتى مستوطن يهودي واحد بل بالعكس: سيضمن استمرار السيطرة الاسرائيلية على نصف الضفة نمو الاستيطان ومضاعفة حجمه. ومن المفهوم ضمنا أن القدس الكبرى ستكون خارج متناول يد "دولة فلسطين" القزم.
هذا هو الاقتراح. وليس هو جديدا: فمن عرض له ان يجري محادثة مع بنيامين نتنياهو قبل الانتخابات الاخيرة للكنيست انطبع في خاطره ان هذه خطته ايضا على التقريب. زعم نتنياهو (كما نكتب هنا) ان الوضع الحالي في مناطق يهودا والسامرة مستقر آمن وهو يشكل حل الصراع في واقع الامر. فقد اصبح للفلسطينيين ثلاثة ارباع دولة مع عاصمة وحكومة ومجلس نيابي ومؤسسات حكم في رام الله. ولهم علم ومقدمة هاتف دولية ومفوضيات دبلوماسية في عشرات الدول. ولهم شرطة وجهاز أمن واحزاب سياسية ووسائل اتصالات وعشرات القوانين إن لم نقل المئات في جميع نواحي الحياة المدنية من التربية الى تخطيط المدن. وهم يجبون ضرائب ويراقبون المصارف؛ وفي السنين الاخيرة، تحت قيادة رئيس الحكومة فياض صيغت أسس صلبة لاقتصاد فلسطيني مستقل. لهذا لا يوجد خشية من دولة ثنائية القومية أو من تمييز عنصري اسرائيلي: لانه توجد في الواقع دولتان منفصلتان ويُعبَّر عن حقوق المواطن عند الفلسطينيين في السلطة الفلسطينية.
وقد ألمح نتنياهو ان ما بقي للحكومة فعله ان توافق على تغيير اسم الكيان الفلسطيني من "سلطة" الى "دولة"، وان تطرح لها بعض العظام الاخرى مثل علامات سيادة كالحق في اصدار عملة، وستهدأ البلاد سبعين سنة.
مع تولي نتنياهو رئاسة الحكومة تبين له ان الامور التي تُرى من هناك لا تُرى من هنا. قُدمت اليه وثائق التفاوض مع السلطة الفلسطينية التي سُربت أول أمس من غد أدائه اليمين الدستورية وعرف منها تقدم الاتصالات في فترة سلفه واستعداد الفلسطينيين الذي أخذ يتشكل للتخلي عن 5 في المائة من اراضي يهودا والسامرة واستبدال اراضي اسرائيلية موازية بها. 5 في المائة لا 50 في المائة. وتبين لنتنياهو ايضا بعد جولة محادثات توضيح مع رئيس الولايات المتحدة براك اوباما ومع رؤساء دول في اوروبة ان توجهه لا يقبله أحد منهم. أُثير في "خريطة الطريق" التي قبلتها حكومة شارون امكان انشاء دولة فلسطينية في حدود مؤقتة لكن كان القصد الى حدود تماس مسار جدار الفصل على التقريب.
أدرك نتنياهو اذا ان الفكرة الأصلية وهي إبقاء الوضع الجغرافي السياسي في يهودا والسامرة بلا تغيير وان يُرى "حلا" لعشرات السنين الاخرى ليس مناسبا للاستهلاك البشري. فتخلى عنه غير مختار؛ ووزير الخارجية افيغدور ليبرمان هو الذي حاول الآن إحياءه. ليس ليبرمان غبيا. ولا يخطر بباله ان الحركة القومية الفلسطينية بعد عشرات السنين من النضال الكثير الضحايا، ستوافق على نسيان كل الاتفاقات الصامتة التي تم احرازها بينها وبين حكومات اسرائيل وتكتفي بسيطرة جزئية على نصف يهودا والسامرة وتتخلى سنين طويلة عن النصف الثاني. وليس هذا مسليا حتى باعتباره هذيانا اسرائيليا داخليا.
لا يبحث ليبرمان عن الفلسطينيين بل يبحث عن بيبي. وليس هدفه من نشر خطته "الجديدة" تحريك مسيرة سياسية ما على أساس جديد وازالة الضغط عن اسرائيل. هدفه ان يضعضع ثقة نتنياهو بنفسه وأن يتحدى زعامته بكونه رئيس الحكومة، وأن يعرضه باعتباره ورقة في مهب الريح ساقطة وسياسيا صغيرا بلا مبادرات وبلا قوة صلبة. لا ينصب ليبرمان شركا لأبي مازن بل لبيبي".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لماذا لا يوقعون؟
المصدر: "يديعوت أحرونوت ـ غيورا آيلاند"
" منشورات "الجزيرة" الاخيرة تكشف عن الكثير من التفاصيل المثيرة وبعضها محرج تتعلق بالتفاوض في التسوية الدائمة. مع ذلك لا يوجد في هذه المعلومات أي كشف جديد عن ماهية "عقدة" الصراع الاسرائيلي – الفلسطيني.
توجد مفارقة واضحة، فمن جهة يريد العالم كله (تقريبا) ان يتم احراز حل للصراع. ثمة انطباع سواء أكان صحيحا أم غير صحيح، أن استمرار الصراع يؤثر تأثيرا سلبيا في استقرار المنطقة كلها. وتصور "دولتين" مقبول عند الجميع (تقريبا). انه مقبول عند الولايات المتحدة والامم المتحدة والرباعية والجامعة العربية. ومقبول (في ظاهر الامر) عند الفلسطينيين، وأصبح منذ كانت خطبة بار ايلان مقبولا عند حكومة اسرائيل الحالية ايضا. والى ذلك، تفاصيل التسوية الدائمة معروفة! قبل أكثر من عشر سنين بقليل نفد صبر الرئيس كلينتون. فقد دعا الطرفين وعرض عليهما "عناصر" التسوية. اشتمل عرض كلينتون على مقترحات محددة ومفصلة تتعلق بكل "الموضوعات الجوهرية". أصبح واضحا للجميع اليوم انه اذا تم تجديد التفاوض في التسوية الدائمة فستكون النتيجة مشابهة جدا جدا لاقتراح كلينتون.
كل شيء حسن في الظاهر – فالجميع يريدون حل الصراع، والتصور العام مقبول والتفاصيل معلومة. فلماذا لا يجلس الطرفان اذا ويوقعان على الاتفاق؟.
الجواب بسيط: فالتسوية هذه التي تفاصيلها معلومة كما قلنا آنفا لا يريدها الطرفان ببساطة. وعلى نحو أكثر تحديدا: الحد الأعلى الذي تستطيع حكومة اسرائيلية (كل حكومة) عرضه على الفلسطينيين ويدوم سياسيا هو أقل كثيرا من الحد الادنى الذي تستطيع سلطة فلسطينية (كل سلطة) الموافقة عليه والبقاء سياسيا.
هذا الواقع صحيح منذ 18 سنة، منذ بدء مسيرة اوسلو. في هذا الوضع يوجد في واقع الامر مساران متوازيان. الاول "امريكي". يقوم على توجه امريكي نمطي يقول انه اذا كانت توجد مشكلة (الصراع)، فان المصلحة الواضحة هي ان يوجد لها حل، واذا لم ننجح حتى الآن فهذه علامة على أننا لم نُجهد أنفسنا بقدر كاف. ويأتي من هنا استنتاج انه ينبغي الاستمرار على الاجتهاد حتى نتوصل الى التسوية.
يوجد في موازاة ذلك مسار ثان "شرق اوسطي". إن طرفي الصراع، اسرائيل والفلسطينيين، تحركهما مصالح مختلفة. المصلحة الاولى هي وجود "مسيرة سياسية" (لكن عدم التوصل الى اتفاق والعياذ بالله)، لان المسيرة نفسها تساعد الطرفين في الساحة الدولية؛ والثانية ضمان ان يكون الذنب ذنب الطرف الثاني اذا وجدت ازمة.
التفسير الرئيس لعدم استعداد الطرفين للتوصل الى تسوية ينبع من صورة الاتفاق. فالحديث عن "لعبة نتيجتها صفر" في كل واحد من المواضيع. وعندما يكون هذا هو الوضع فان التنازل يُرى أبدا أبهظ كلفة من العِوض.
لا تتعلق المشكلة اذا بالتفاصيل ولا يتعلق حلها بالقدرة على وجود حل خلاق لمشكلة هذا الحي أو ذاك في القدس. المشكلة هي التصور العام الذي يقول انه يمكن اقامة دولتين ذواتي سيادة بين الاردن والبحر.
ليست طريقة مواجهة الصراع تجاهله لكنها ليست ايضا محاولة احراز تسوية غير ممكنة "بالقوة". تقتضي الطريقة الفحص من جديد عن الفروض الأساسية وربما توجد آنذاك حلول اخرى (التسوية المرحلية ليست حلا آخر لانها تعتمد على التصور العام نفسه).
أرى انه يوجد حلان آخران على الأقل ليسا ذوي صبغة "لعبة نتيجتها الصفر". أحدهما هو انشاء اتحاد فيدرالي فلسطيني اردني (تنشأ دولة فلسطينية لكنها تكون بمنزلة "ولاية"، كما في الولايات المتحدة). والثاني اجراء تبادل اراض متعدد الأطراف بين اسرائيل ومصر والاردن وفلسطين. ويمكن أن نبرهن بسهولة كبيرة على ان مصر والاردن يمكن ان تكونا الرابحتين الرئيستين من هذه التسوية".
25-كانون الثاني-2011

تعليقات الزوار

استبيان