المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


أخبار العدو

المقتطف العبري ليوم الاحد: "الشرق الأوسط الجديد: بعد مصر.. إتفاقيات السلام في خطر.. بقينا وحدنا"


عناوين الصحف وأخبار وتقارير ومقالات مترجمة من صحافة العدو

"يديعوت احرونوت":
ـ شرق أوسط جديد.
ـ تاريخ في مصر: النظام "الاكثر استقرارا" يتفتت، فوضى في الشوارع.
ـ ظلام مصر.
ـ ليس حسني دوما.
ـ السلام في خطر.
ـ الجنرالات يمسكون القيادة.
ـ مرة اخرى غفونا.
ـ الهجر الامريكي.
ـ تخوف من الاشتعال.
ـ من يخاف الديمقراطية.
ـ خروج مصر.

"معاريف":
ـ شرق أوسط جديد.
ـ لا يخافون.
ـ خطوات اليأس.
ـ خليفة مبارك: جنرال، رئيس المخابرات وصديق اسرائيل.
ـ جيش الشعب.
ـ نخاف على السلام.
ـ وداع أمريكي.
ـ كيف ستنتهي الاضطرابات: سيناريوهات.
ـ أثر الدومينو.
ـ الحرب حسمت

"هآرتس":
ـ هزة تاريخية في مصر: مبارك يتمسك بالحكم، المظاهرات واعمال السلب والنهب تتواصل.
ـ تقرير: جمال مبارك غادر مصر الى لندن.
ـ سلسلة مشاورات في جهاز الامن في اسرائيل؛ تخوف من صعود "الاخوان المسلمين في الانتخابات".
ـ بعد 30 سنة من الحكم: مبارك يعين لاول مرة نائبا للرئيس.
ـ الـ 48 ساعة التي هزت الشرق الاوسط.
ـ الادارة وقفت الى جانب المتظاهرين.
ـ خبراء الاستخبارات الذين لم يتوقعوا قوة التغيير.
ـ الوجوه المفاجئة خلف الكفاح في سبيل الديمقراطية.
ـ اخلاء عائلات الدبلوماسيين الاسرائيليين في القاهرة.. بقاء السفير وفريقه.
ـ المال والنفط يحددان خريطة الاحتجاج في الشرق الاوسط.
"اسرائيل اليوم":
ـ مبارك في معركة البقاء.
ـ قلق في اسرائيل: الانتفاضة في مصر تعرض اتفاق السلام للخطر.
ـفي يد الجيش.
ـ ديمقراطية في دولة عربية .. مراهنة.
ـ  من جهة يتظاهرون، من جهة اخرى يسلبون وينهبون.
ـ البدو يحتلون شمال سيناء.
ـ حتى لو استمر .. عصر مبارك انتهى.
أخبار وتقارير ومقالات
بقينا وحدنا
المصدر: " يديعوت أحرونوت ـ ايتمار ايخنر"
" الثورة في مصر تؤكد الضائقة الاستراتيجية لاسرائيل في الشرق الاوسط: وحدها، دون حلفاء.
بدأ هذا قبل نحو سنتين، بعد انهيار الحلف الاستراتيجي مع تركيا في اعقاب قضية مرمرة. منذ ان صعد نتنياهو الى الحكم عانق مبارك ونجح في أن يخلق معه حلفا حول الخوف المشترك من التسلل الايراني الى المنطقة. نتنياهو زار مصر عدة مرات وأخذ معه الخبير رقم واحد في القيادة الاسرائيلية للشؤون المصرية – فؤاد بن اليعيزر. ونجح نتنياهو في أن يقنع مبارك بان وجهته نحو السلام. مبارك، حتى لو لم يوفر الانتقاد عن نتنياهو، فقد أعطاه فرصة. افول مبارك يترك نتنياهو الان دون حليف عربي. اذا ما حل عمر سليمان محل مبارك، فسيكون هذا، دون ريب، خير للعلاقات مع اسرائيل. ولكن في الزمن القريب القادم ستكون مصر منشغلة البال في شؤونها ولن تكون مشاركة في المسيرة السلمية.
من الشرق – بقيت اسرائيل مع نظام الملك عبدالله الشكاك الذي يتهم اسرائيل بالجمود السياسي، يحذر من الكارثة ويرفض اللقاء مع نتنياهو.
من الشمال – في أعقاب سقوط حكومة سعد الحريري وصعود حكومة الدمى بسيطرة حزب الله، فان المعسكر المعتدل في الشرق الاوسط فقد محورا هاما.
في المناطق – ابو مازن يدير حربا شاملة ضد "الجزيرة" التي كشف عن تنازلاته بعيدة المدى في المفاوضات وعرضته مثابة خائن لشعبه. الاضطرابات في مصر تطرح تخوفا من أن يتلقى الشعب الفلسطيني شهية الخروج الى الشارع واسقاط نظامه الفاسد.
واذا لم يكن هذا كافيا – فقد بقي الشرق الاوسط مع ادارة امريكية ضعيفة، تعطي الانطباع بانها رفعت اياديها في الشرق الاوسط.
في هذا الوضع قد يكون لنتنياهو مخرج واحد او اثنين: ان يجلس فورا مع ابو مازن ويعقد صفقة تكون مشابهة جدا لاقتراح اولمرت، او يتخلى عن الفلسطينيين ويعرض على دمشق صفقة حقيقية: نزول من الجولان مقابل انقطاع عن ايران وعن حزب الله".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتفاضة مصر: نخاف على السلام..
المصدر: "معاريف – ايلي بردنشتاين"
"رغم التخوفات الكبيرة، ما زالوا حتى مساء أمس، في اسرائيل يتمسكون بالتقدير بان مبارك سينجح في تثبيت نظام حكمه، بفضل تعيين وزير المخابرات المصرية عمر سليمان نائبا له. ومع ذلك، تواصل محافل في القدس متابعة المجريات في مصر عن كثب.
في جهاز الامن وفي الجيش الاسرائيلي قرروا عدم الرد بشكل رسمي على ما يجري في مصر خوفا من أن تفسر اقوالهم على نحو غير سليم. في أثناء نهاية الاسبوع جرت تقويمات عديدة للوضع وأمس جرت في وزارة الدفاع مشاورات أمنية بمشاركة وزير "الدفاع" ايهود باراك ورئيس الاركان غابي اشكنازي. في وزارة الخارجية ايضا جرت مشاورات تقرر في خلالها اعادة عائلات الدبلوماسيين الاسرائيليين من مصر الى اسرائيل. وصعد الى الطائرة الخاصة التي أرسلتها وزارة الخارجية الى مصر أمس بضع عشرات من ابناء عائلات الدبلوماسيين، وكذا نحو اربعين سائحا اسرائيليا طلبوا العودة الى البلاد. ومع ذلك، فقد بقي الدبلوماسيون انفسهم في القاهرة.
في أثناء نهاية الاسبوع أجرى وزير الخارجية ليبرمان تقويمات للوضع هاتفيا كل بضع ساعات، تحدث مع السفير في القاهرة ومع رئيس الوزراء.
كما أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عقد أمس اجتماعا لمستشاريه ودعا اليه رئيس الموساد تمير باردو ورئيس المخابرات يوفال ديسكن، وبحث معهم التطورات المقلقة في مصر. جلسة الحكومة اليوم ستخرج عن جدول الاعمال المخصص لها وستعنى اساسا بالتطورات في مصر.
التخوف الاساس في اسرائيل ينبع من أثار خطيرة للاحداث الاخيرة على الامن في الحدود الاسرائيلية – المصرية، مع التشديد على تهريب السلاح في الانفاق الى قطاع غزة وتعزز حماس، وكذا الاثار على الامن الاقليمي في شكل تعزز الميول الاسلامية الجهادية. تخوف آخر، عمومي في اساسه، ينبع من الاثار المحتملة على توريد الغاز المصري الى اسرائيل.
ومع ذلك، فان معظم محافل التقدير في اسرائيل يعتقدون بان مبارك سينجح في تثبيت نظام حكمه وان تعيين وزير المخابرات المصري عمر سليمان ورئيس الاركان المصري نائبين لمبارك سيؤدي الى تخفيض مستوى المظاهرات.
السلام على الورق
السلام بين اسرائيل ومصر قائم اساسا على الورق. فلا تعاون في المجال الثقافي او الاكاديمي، ويوجد القليل جدا من العلاقات الاقتصادية.
منذ التوقيع على اتفاق السلام، قرر النظام في مصر من طرف واحد الا تتطور العلاقات بين الدولتين، باستثناء الصعيد الامني.
السفارة الاسرائيلية في القاهرة تكاد لا تحظى بالتعاون من جانب السلطات المحلية. مبارك لم يزر اسرائيل الا في جنازة اسحق رابين. ومع ذلك، فان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو حظي باستقبال حار في مصر".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كيف ستنتهي الاضطرابات: سيناريوهات..
المصدر: "معاريف – من عميت كوهين"
هناك العديد من السيناريوهات لانتهاء ما يجري في مصر وهي على الشكل التالي:
1. نظام مبارك يسقط
•مصر تصبح ديمقراطية مؤيدة للغرب. الرئيس يخضع لضغط الجماهير ويتخلى عن السلطة. الحكومة الجديدة، التي تتشكل من كل الوان الطيف السياسي تعمل على تقدم حقوق الانسان في الدولة. العلاقات الطيبة مع الغرب تبقى وكذا اتفاق السلام مع اسرائيل ايضا.
الاحتمال: منخفض جدا.
• مصر تصبح جمهورية اسلامية: عشرات سنوات من قمع المعارضة أبقت في الميدان تيارا واحدا، قويا ومنظما – الاخوان المسلمون. في الانتخابات الحرة الاولى في الدولة يحقق الاسلام المتطرف اغلبية ساحقة. مصر تبتعد عن الغرب، تقترب من حماس وتلغي اتفاقات السلام مع اسرائيل.
الاحتمال: عال.
2. نظام مبارك يبقى
• الاحتجاج يذوب: مبارك يعد بانتهاج اصلاحات في مصر ولكنه يرفض الاعتزال. الجيش وقوات الامن تنجح في منع تدهور الوضع. الجماهير تواصل المطالبة بتنحية الرئيس، ولكن كلما يمر الوقت يفقد الاحتجاج الزخم وفي نهايته يبقى مبارك على كرسي الرئاسة.
الاحتمال: متوسط.
•حمام دماء: مبارك يشعر بان النظام على شفا الانهيار ويسمح للموالين له – أجهزة الامن، المخابرات وقوة الجيش من الحرس الجمهور، بقمع الثورة بالقوة. الجنود يفتحون النار دون تمييز على المتظاهرة. بعد بضعة اشهر يعلن مبارك عن اعتزاله ويعين مكانه ابنه جمال.
الاحتمال: منخفض.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اسرائيل تتفاجأ مرة اخرى – الموساد وأمان لم يتوقعا الاضطرابات..
المصدر: "معاريف – من أمير بوحبوط"
" لم تتوقع اسرائيل على الاطلاق الاضطرابات الدموية في مصر. هكذا اعترفوا في نهاية الاسبوع في أوساط وزارة الدفاع ووزارة الخارجية.
في الاسبوع الماضي فقط عرض رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية "امان" حديث العهد، اللواء أفيف كوخافي تقدير الوضع الاستخباري للعام 2011. كوخافي لم يتوقع احداث شاذة في مصر، ولا عدم الاستقرار السلطوي لمبارك.
واعترف مصدر امني امس بان التطورات في مصر جاءت بمفاجأة تامة، وان هناك حاجة الى مراجعة عميقة للاحداث التي من شأنها أن تؤثر بشكل متطرف على مفهوم الامن الاسرائيلي.
وحسب موظفين كبار في القدس، فان الموساد ايضا – مثل الـ سي.أي.ايه والاستخبارات البريطانية والالمانية – لم تتوقع شدة الانفجارات في مصر.
"فقد ساروا أسرى المفهوم بان مصر ليست تونس"، قال موظف كبير، "لم يعرف أحد القول ان هذا سيصل الى مثل هذا الوضع. لم تعرف أي جهة الحديث عن ذلك مسبقا. الكل قدر بان قوات الامن المصرية ليست قوات الامن التونسية وان النظام المصري سيعرف ماذا سيفعل كي يوقف الاضطرابات. ما حصل في مصر الان فاجأ اسرائيل".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
النوايا الطيبة.. والطريق الى جهنم
المصدر: "يديعوت أحرونوت ـ ناحوم برنياع"
" قبل ثلاثة أسابيع طُلب من مصدر رفيع المستوى جدا في الموساد في اسرائيل تقدير وضع مصر. فقال: "أنا لا اشخص تهديدا فوريا على الحكم. أقدر بان قدرة القيادة الحالية على البقاء في السلطة معقولة حتى بعد مبارك. ثلاثة تحديات تقف امام مصر: العمر الكبير لمبارك وحالته الصحية، الوضع في السودان والجدل حول توزيع مياه النيل. المشكلة الرابعة هي الاقتصاد".
أقتبس هذه الجمل لا كي أقلل من قيمة تقديرات الموساد بل كي أكثر من الثناء على التواضع. المتحدث لم يكن بوسعه أن يخمن مسبقا بان يحصل ما حصل في تونس. وان الحريق الذي اشتعل هناك سينتقل بسرعة الى مصر. لم يولِ أهمية كافية للضائقة الاقتصادية ولم يتناول على الاطلاق احساس النفور لدى الجمهور من فساد المقربين من السلطة. في معظم الثورات الشعبية التي وقعت في العشرين سنة الاخيرة، في شرق اوروبا وفي امريكا اللاتينية، لم تعرف أجهزة الاستخبارات الاجنبية كيف تقدر على نحو سليم الضائقة الاقتصادية، العطش للحرية، قوة التمرد والضعف الداخلي للانظمة. موسادنا يوجد في هذه المسألة في صحبة طيبة.
فور زيارة السادات الى البلاد في 1977، ارسلت الى مصر. ومنذ ذلك الحين زرتها غير قليل من المرات. كل زيارة ولدت لدي احساسا بالكشف: قبل كل شيء، الحجم. اذا كنت أتذكر صحيحا، ففي بداية المسيرة السلمية كان عدد السكان في مصر 40 مليون نسمة. منذ ذلك الحين تضاعف العدد. ثانيا، القوة، الثقة في أن خطا مباشرا يصل بين الثقافة الرائعة للفراعنة بمصر اليوم، والثقة في أن مصر هي الزعيمة الوحيدة للعالم العربي وللمنطقة، القوة العظمى العسكرية، السياسية والثقافية.
ثالثا، الفقر، الذي لا تنجح أي مبادرة اقتصادية في القضاء عليه؛ رابعا، استقرار النظام. في كل العالم الديمقراطي توجد مشكلة تداول الاجيال في الحكم. اما في مصر، فمنذ ثورة الضباط في 1952، كان الانتقال سلسا، من الرئيس الى نائبه، من ناصر الى السادات، من السادات الى مبارك. خامسا، تداخل الحرية الرأسمالية، نظام حكم الفرد والقمع السياسي. سادسا، المزاج المريح، الخانع، للمصري البسيط. كل من رأى حادثة طرق في الشارع في القاهرة – ومثل هذه توجد الكثير – فوجىء برؤية رد الفعل المنضبط، شبه المعتذر، للسائقين. في هذا المجال يمكن لمصر أن تكون نموذجا للاقتداء.
في نظر بعض الناس في اوروبا وفي الولايات المتحدة، احتجاج الجماهير في مصر هو نبأ مشوق. الطلاب في ميدان التحرير في القاهرة، يشبهون، في الصورة على الاقل، الطلاب في براغ في 1969، الطلاب في ميدان تيننمن في 1989. الشباب الذين تظاهروا في شوارع طهران في السنة الماضية واولئك الذين احدثوا الثورة في تونس. ما الذي يريدونه بالاجمال؟ الخبز، العمل، طهارة المقاييس والديمقراطية. من أجل هذه الحقوق الاساسية تجدهم مستعدين لان يقفوا امام الدبابات، أمام خراطيم المياه، أمام دروع الشرطة.
النوايا طيبة، بلا شك. المشكلة هي انه في الشرق الاوسط النوايا الطيبة تعبد احيانا أقرب السبل الى جهنم.
رد فعل ادارة الرئيس اوباما على الصور من مصر جسد هذه المعضلة. وقد تعرض اوباما الى انتقاد شديد في الرأي العام الامريكي عندما امتنع عن انتقاد القمع العنيف للمظاهرات في ايران. درسه طبقه بالذات على مصر: من اللحظة الاولى ابعد هو والناطقون بلسانه أنفسهم عن نظام مبارك، حذروا من قمع المتظاهرين وطالبوا بحق الوصول الكامل لكل وسائل الاعلام.
اوباما ثابت في سلوكه: منذ خطابه في جامعة القاهرة، قبل سنة ونصف السنة، حاول تشجيع العطش للحرية والديمقراطية لدى الشباب في العالم الاسلامي، من فوق رؤوس الحكام العرب (مبارك فضل عدم المجيء الى الحدث). كان هناك شيء يمس شغاف القلب، ساذج، في هذا التوجه، الذي لم يستجب. وعلى الرغم من ذلك، فان اوباما لم ييأس. ولعل هروبه من مبارك ينبع من سبب آخر – في أن كل التقديرات الموضوعة على طاولته تقول ان مبارك ضائع، ويجب انقاذ ما يمكن انقاذه.
لعل ثمة مجال للتشبيه بين رد فعل اوباما بطريقة معالجة الرئيس جيمي كارتر للمظاهرات ضد الشاه الايراني قبل 31 سنة. فقد طلب كارتر من الشاه ان يمتنع عن العنف في معالجته لتظاهرات الطلبة. اسرائيليون خدموا هناك في ذاك العهد يقولون انه مثل مبارك، الشاه ايضا، ضعف بسبب مرضه وبسبب رغبته في نقل الحكم الى ابنه. مهما يكن من امر فقد كانت النتيجة ثورة اسلامية، غيرت سلبا وجه الشرق الاوسط.
عندما ينظر مبارك حوله، لا يرى نظاما عربيا واحدا يحرص على حريات الفرد، نقيا من الفساد ويتصرف حسب قواعد اللعب الديمقراطية. ولا في الانظمة التي اقامها الامريكيون في العراق وفي افغانستان. ثمة نزعة غير قليلة نحو التسيب والكثير من الازدواجية الاخلاقية في المحاولة الامريكية كبح جماح النظام المصري.
في ضوء ما يحصل في مصر، لا يمكن لاسرائيل أن تفعل شيئا غير الامل. الامل هو أن تولد الازمة حكومة مستقرة تكون مخلصة للسياسة الخارجية للحكومة السابقة، بما في ذلك اتفاق السلام والعلاقات مع اسرائيل والصلة بالغرب. نتنياهو تصرف بحكمة عندما فرض الصمت على وزرائه. حتى يوم أمس التزموا بذلك.
اتفاق السلام مع مصر هو نجاح كبير. فقد عطل اكبر وأخطر اعداء اسرائيل، شق الطريق للاتفاقين التاليين ومنحنا حدودا طويلة وهادئة، فرغ الجيش الاسرائيلي لمهمات اخرى. اسرائيل مدينة لمبارك ورجاله بالكثير، بما في ذلك ما فعلوه علنا وما فعوه سرا. مصلحة متبادلة شدت هذه الدولة الى تلك قبل 33 سنة. المصلحة لا تزال قائمة".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السلام في خطر
المصدر: "يديعوت أحرونوت ـ ايلي شكيد (*)"
"من الان فصاعدا كل تطور لن يكون خيرا للسلام مع مصر وللاستقرار في المنطقة.. هذا يبدو في صورة سيئة لنا وللدول العربية المعتدلة.
الفرضية في هذه اللحظة هي أن نظام مبارك يعيش على زمن مستقطع لعدة اشهر، في اثنائه ستكون حكومة انتقالية، حتى انتخابات عامة جديدة. اذا ما جرت الانتخابات كما يريد الامريكيون، فان معظم الاحتمالات هي أن الاخوان المسلمين سيفوزون بالاغلبية وسيكونون الجهة السائدة في النظام القادم. وعليه فهذه مجرد مسألة وقت قصير الى أن يدفع السلام مع مصر الثمن.
هذا سيناريو متطرف، ولكنه واقعي. الوحيدون في مصر الملتزمون بالسلام هم رجال الدائرة الضيقة لمبارك، وان لم يكن الرئيس القادم واحدا منهم – فبانتظارنا مشاكل. حتى لو كان الرئيس القادم محمد البرادعي فهذه لن تكون ذات مصر وهذا لن يكون ذات السلام.
الاخوان المسلمون ينظرون في هذه اللحظة الى ما يجري وينتظرون اللحظة المناسبة. فبعد أن بنوا أنفسهم على مدى 80 سنة بشكل يثير الانفعال، اصبحوا القوة الاقوى في مصر بعد الجيش. ومثل حزب الله وحماس، عمل الاخوان المسلمون كمنظمة غير حكومية وبنوا شعبتهم الهائلة على المساعدات للفقراء والمحتاجين. العطف الشديد الذي ينالونه في الشارع جمعوه لانهم دائما كانوا يسبقون الحكومة في مساعدة المواطن البسيط. وباستثناء الاخوان المسلمين، فان المعارضة المصرية منقسمة وعديمة القوة. لا يوجد في اوساطها اليوم أي شخصية ذات مكانة وكاريزما يمكنها أن ترص الصفوف وتقود كل شظايا المعارضة.
اسرائيل ليست الهدف في هذه اللحظة. ومع ذلك، فاذا ما وقعت ثورة وذهب النظام الحالي، فلا ريب أن النظام الجديد سيرغب في المس بشكل ظاهري بالسلام مع اسرائيل".
(*) سفير اسرائيل في مصر سابقا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مصر: المفارقة من جهتنا
المصدر: "اسرائيل اليوم ـ بوعز بيسموت"
" لا يعلم أحد الآن هل يجتاز حسني مبارك أصعب نهاية اسبوع له منذ تولى السلطة في 1981. فمن موريتانيا الى اليمن لا يوجد اليوم زعيم عربي يمضي للنوم في هدوء. الشعب يطلب الحرية لا بالمعنى الغربي حقا (لانه لا يعرف ما هو)، لكنه أكثر انفتاحا مما يستطيع زعماؤه منحه. الانفتاح الذي يطلبه الشارع هو الحكم على الزعماء ايضا. ومن هنا تنبع المجابهات اليوم ولا سيما تلك الآتية.
ليس يقينا ان تنتصر الديمقراطية في العالم العربي، كما لا يمكن ان نضمن ان يفوز الاسلاميون في كل دولة عربية ينشأ فيها فراغ في الحكم. المؤكد هو شيء واحد وهو قوة الجيش باعتباره عامل استقرار يضمن نظام الحكم كما في الجزائر في التسعينيات.
لم يكرر حسني مبارك في خطابه خطأ نظيره التونسي. وعد الزعيم المصري في الحقيقة بأخذ المواطنين في حسابه وفض الحكومة كما في تونس، لكنه لم يتحدث عن انهاء نظامه. وقد حكم ابن علي في واقع الأمر على مصير سلطته في اللحظة التي التزم فيها ألا يترشح للانتخابات في 2014. هدم ابن علي بجملة واحدة كل فلسفة حكمه. لا الحكم طوال الحياة فقط بل الطموح الى نقل السلطة بالوراثة (اليمن وسوريا ومصر).
الانفتاح السياسي هو شيء لا يستطيع الزعماء العرب منحه. خرجت السلطة من أيدي الزعماء العرب في عصر الفضائيات (وبخاصة "الجزيرة")، والانترنت والهواتف المحمولة الذكية. فقد قفز الشارع الى الدرجة المئة بلا تدرج. إن التأييد العام الذي قل أصلا ولا سيما للزعماء الذين أخذوا يشيخون والذين لم يستطيعوا منح مواطنيهم مصدر عيش على حساب الحرية (كما في الصين)، لا يضمن البقاء في انتخابات حرة.
نظر الزعماء العرب دائما الى الاتحاد السوفييتي باعتباره نموذجا لا عسكريا فحسب. علمتهم نتائج البروسترويكا عن النظام السوفييتي فصلا في تأثيرات الانفتاح السياسي. ولذلك سيكون القمع كما في سوريا، خيارا مفضلا دائما. ولهذا سيكون في دول "ديمقراطية" كما في الاردن والبحرين حيث تجري انتخابات حرة لمجلس النواب، ستكون دائما جهة أقوى (مجلس الأعيان) قادرة على احباط طموحاته.
ليس لمبارك خيارات كثيرة. إن مشروع القيادة العربي كله قائم على زعيم قوي وعلى "ديمقراطية". فاذا أسقطتم الهلالين، فستسقطون الحاكم. ليس العالم العربي متجانسا. فالجزائر لا تشبه قطر، وتونس لا تشبه مصر. إن التخلي عن مبارك أصعب على واشنطن من التخلي عن ابن علي. يُقال في فضل مبارك انه مكّن من نشاط المعارضة ومن وجود اعلام نقدي. وقد منح مواطنيه ايضا محاكم أكثر استقلالا مما في تونس. وهذا ما يستطيع انقاذه من جهة واشنطن لكن هذا ايضا ليس مؤكدا.
السؤال من جهته هو كيف تُحل المناقضة. أملنا طوال حياتنا ديمقراطية في العالم العربي، لكن عندما يهيج الشارع نأمل بقاء الزعيم بسبب الاسلاميين. "نهاية التاريخ"، كتب فوكو ياما في 1989. أربما تكون هذه بداية التاريخ خاصة؟.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مصر: أين كان اوباما؟
المصدر: "اسرائيل اليوم ـ يوسي بيلين"
" مصر تشتعل منذ اسبوع تقريبا. وليست هي دولة صغيرة في اقصى الخريطة يثير الاهتمام تتبع ما يجري فيها، انها الدولة العربية الأهم في العالم، وهي تقود الجامعة العربية، ولها معاهدة سلام مع اسرائيل وفيها قيادة موالية للغرب على نحو واضح منذ عشرات السنين. وهي ليست دولة ديمقراطية برغم ان فيها حريات في بعض المجالات، وحرية تعبير ما ومجالا محدودا للمعارضة. تعلمنا من الغليان في الشوارع مرة اخرى شيئا ما عن كرات الثلج. فالجيش القوي المطيع ايضا، والشرطة الصارمة والاجهزة السرية التي لا هوادة عندها قد تصبح نمورا ورقية عندما يخلص الجماهير الى استنتاج ان زمان نظام الحكم قد انقضى.
توصل الرئيس براك اوباما الى منصبه عن توجه عملي واضح الى علاقات بلاده الخارجية. فهو لم يحاول بخلاف سلفه الرئيس بوش تربية العالم وفرض الديمقراطية على العالم العربي. في الحقيقة تناول في خطابه في القاهرة حقوق الانسان لكنه لم يطلب الى مضيفته ان تغير ألبتة شكل نظام الحكم لانه كان واضحا له معنى ذلك. فضل اجراءات بطيئة تدريجية على تغيير حاد قد يأتي بالقوى الأشد تطرفا في مصر الى مقدمة المنصة كما حدث في ايران وفي اماكن اخرى في العالم حقا.
تعرض الولايات المتحدة بازاء ما يحدث في هذه الايام في مصر موقفا غريبا. فمتحدثوها يؤكدون العلاقة بين الدولتين والحاجة الى الاستمرار عليها، لكنهم يتخذون موقفا محايدا واضحا من مظاهرات الشارع، ويدعون سلطات مصر الى عدم اتخاذ خطوات عنيفة على المتظاهرين. بيد ان الولايات المتحدة ما تزال القوة العظمى الوحيدة في العالم، ومن يرأسها ليس محللا. إن اسقاط نظام حكم حسني مبارك وسيطرة جهات اسلامية متطرفة على هذه الدولة الضخمة هو سيناريو.
يجب ان يقرر اوباما أيساعد على ذلك بعدم التدخل أم يهب لمساعدة واحد من أهم حلفائه غير الكُمّل في الشرق الاوسط. إن اوباما الذي أصلح في المدة الاخيرة عددا من أخطائه وأعاد الى نفسه شيئا من التأييد الذي فقده في نصف ولايته الاول بالقدرة السياسية على بناء ائتلاف في مجلس النواب. الحديث هذه المرة عن عنصر حيوي في خريطة الشرق الاوسط ستؤثر ضعضعته تأثيرا مباشرا في خطط الادارة الامريكية للخروج هذا العام من العراق وافغانستان. إن الخروج الامريكي من الشرق الاوسط عندما ينتقل الامر الى أيد متطرفة سيكون عملا غير مسؤول على نحو ظاهر وقد لا يكون ممكنا ايضا. يحسن ان يتذكر اوباما ما حدث للرئيس كارتر الذي مكّن من سقوط الشاه الفارسي ودفع عن ذلك لا كرسيه فحسب بل ثمن تغيير بعيد المدى في وجه الشرق الاوسط. لا يجوز له ان يكرر ذلك الخطأ".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مبارك والأخطاء
المصدر: " معاريف ـ بن كاسبيت"
ينبغي أن يكب هنا سيناريو "كيف ستبدو مصر في اليوم التالي لمبارك" وكيف سيؤثر هذا على وضع اسرائيل الاستراتيجي. لكن المشكلة هي أن احدا لا يعرف كيف يرسم مثل هذا السيناريو. مثلما لم تكن لدينا فكرة عن مدى هشاشة النظام المصري، هكذا لن تكون لدينا فكرة الى أين تؤدي كل هذه الخطوة بمصر. مبارك ارتكب في بداية الازمة كل الاخطاء الممكنة. سمح للمظاهرات بنيل الزخم، رد ببطء وأمس فقط صحا. اقال الحكومة وأدخل الى الصورة عمر سليمان.
الامر لم يحسم في القاهرة بعد، ولكن المؤشر قائم. مصر تتغير لنا أمام العيون. ليس واضحا بعد في أي اتجاه. ولكن عصر جديد على الابواب. لا أدري اذا كان سيكون خيرا أم شرا، المؤكد هو أن أفضل مما كان لن يكون بعد اليوم.
فوق كل شيء، يدور الحديث عن فشل امريكي مدوٍ. من يذكر الان "خطاب القاهرة" المليء بالترهات لبراك اوباما؟ الخطاب الذي كان يفترض به أن يبدأ عهدا جديدا بين امريكا والشرق الاوسط، الخطاب الذي كان يفترض أن يبشر بالامل وان يغير صورة امريكا في المنطقة وفي العالم. منذ هذا الخطاب كل شيء ينهار. هكذا يحصل عندما تتراجع امريكا.
لا يحتمل فراغ في الشرق الاوسط، وعليه فان الفراغ يمتلىء الان بقوى اخرى، غير مضبوطة وغريبة. اليوم هذه هي طبقة المثقفين المصريين هي التي تتظاهر في الشوارع، غدا من شأن "الاخوان المسلمين" ان يستولوا على السلطة في انتخابات ديمقراطية، على نمط تركيا. ولا نرى بعد النهاية. الاردن يرتعد من الخوف، وكذا الطاغية السوري لا ينام الليل بهدوء (فقط الا يسقط فنحن لا بد سنتوق له)، والسؤال المطروح هو لماذا بالذات في المكان الذي مطلوب فيه ثورة جماهيرية نشطة وهائلة كهذه – في طهران، هناك بالذات لا يحصل ذلك. ينبغي الصلاة والامل في أن الجماهير في ايران ترى المشاهد وتسمع الاصوات، بل وتستوعب. في عصر الفيس بوك لا يوجد شعب لا يمكنه أن يثور على طغاته ويطردهم.
يمكن الان أن نتذكر بفرح العام 2003، عندما اجتاح جورج بوش العراق وسيطر عليه. ليبيا غيرت على الفور الاتجاه وارتبطت بالغرب. ايران أجلت برنامجها النووي العسكري. عرفات أُلجم. سوريا ارتعدت خوفا. ليس هذا لان غزو العراق كان فعلا حكيما (تماما لا، المشكلة الحقيقية هي ايران، وليس العراق)، ولكن في الشرق الاوسط من لا يتجول وهو يحمل نبوتا كبيرا في اليد، يتلقاه على رأسه. الان عندما يخلي الامريكيون العراق ويتراجعون في افغانستان، حين لا يكون "فريق سلام" امريكي هام يعمل في المنطقة، حين يعالج اوباما الازمات على نمط متردد (في يوم ما يخطط لمبادرة سلام مدوية، وفي الغداة يجمع الامتعة ويختفي)، عندما لا تكون شركة تأمين مستعدة لان تؤمن حلفاء امريكا باي مبلغ كان، الان مسموح لها ان نبدأ بالاشتياق، بصمت، بجورج بوش. لهذه الدرجة.
"الجزيرة" أصبحت العدو الاخطر والالد للعالم القديم، عالم الاستقرار، عالم الانظمة المعتدلة في الشرق الاوسط. ليس صدفة انها تسمى "سرب طائرات اف 16 لايران". وقد لعبت دورا حاثا وهاما في الثورة في تونس، وهي تحرض ضد السلطة الفلسطينية والان تزود بالوقود الثورة ضد مبارك.
هذا لا يعني أن الحكام العرب متنورون. فهم حقا لا. السؤال، كما هو دوما، هو ما هو البديل. "الجزيرة" تلعب لعبة مزدوجة ومضاعفة، هذه لعبة أمير قطر، الذي بيد واحدة يؤشر للغرب، يتزلف لامريكا، يشتري فرق كرة قدم فاخرة ويستضيف مباريات اعتبارية. وفي اليد الثانية ينفذ الاعمال القذرة عن طهران. وضع الثورة الايرانية لم يسبق ان كان أفضل. فقد سيطر حتى الان على لبنان، وكل الاخرين يترنحون، وامريكا غير موجودة. ما الضير.
في "اسرائيل" يحافظون على الصمت، ولكن التوتر هائل. وزارة "الدفاع "كانت مساء أمس تعج بالحياة، من رئيس الاركان جنوبا. الاضواء في القدس اشعلت. هذا لا يعني أن هناك شيئا ما يمكن فعله. يجب أساسا الصلاة. السلام مع مصر هو الذخر الاستراتيجي الاهم لدينا، بعد العلاقات مع امريكا. وحتى يوفال شتاينتس اعترف بذلك. اما الان، عندما اصبحت العلاقات مع امريكا ليست كما كانت، فان هذا السلام هو الاخر يترنح. هذا سبب لقلق عميق.
وهناك احبولة اعلامية اخرى. فقد اندلعت في نهاية الاسبوع، بعد أن فشلت سابقاتها. بعد ان تبين بان قضية غالنت ليست "نزاع جيران"، ولا يدور الحديث هنا عن احد ما غرس بالخطأ عدة اشجار زيتون على هوامش الطريق، ولا توجد هنا مؤامرة لمنع تعيين رئيس أركان. عندها، بعد أن تفجرت هذه الاحابيل الاعلامية في تقرير لاذع، واضح وجلي من مراقب الدولة، خرج رجال غالنت في نهاية الاسبوع في جهد أخير: الان، عندما يشتعل كل الشرق الاوسط، فما الذي تشغلون انفسكم به بهذه الترهات، ينبغي الاسراع لتنفيذ تبادل رئاسة الاركان، فالحديث يدور عن حالة طوارىء.
الحقيقة، كالمعتاد، معاكسة. الان، عندما يكون الوضع حساسا ومتفجرا بهذا القدر، فليس لاسرائيل ترف تعيين رئيس اركان هو اوزة عرجاء وموضع هزء حتى قبل ان يبدأ مهامه. ثمن الخطأ في هذه الحالة سيكون باهظا. لدينا رئيس شعبة استخبارات جديد. رئيس موساد جديد وقريبا سيتغير رئيس المخابرات، اسرائيل تحتاج الى يد هادئة ومجربة على دفة الامن وليس الى رئيس اركان كرس العقد الاخير لاحتلال قطعة ارض هائلة خلافا للقانون في ظل الاستخفاف طويل المدى بالجيران وبكل من حاول ازعاجه، ونثر تصريحات كاذبة. في وضع مثل الذي علقنا فيه يفترض برئيس الوزراء ان يأخذ زمام القيادة وينهي هذه المهزلة حتى ظهر اليوم. الموضوع هو ان رئيس وزرائنا لم يستوعب ان الحديث يدور عنه ومن مسؤوليته.. خسارة".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إتكلوا على حسني وفؤاد
المصدر: "هآرتس ـ جدعون ليفي"
" قبل ثلاثة ايام أو اربعة كانت مصر ما تزال في أيدينا. فقد قال جيش المحللين وفيه أكبر خبرائنا بمصر، بنيامين بن اليعيزر، إن "كل شيء تحت السيطرة"، وأن حكم القاهرة ليس كحكم تونس وإن مبارك قوي. وتحدث بن اليعيزر عن انه حادث مسؤولا مصريا كبيرا بالهاتف ووعده هذا بأنه لا يوجد ما يقلق. إتكلوا على فؤاد وعلى حسني اللذين سيصبحان من الماضي بعد قليل.
انقلب كل شيء في ليل السبت. فقد تبين ان تقديرات الاستخبارات الاسرائيلية التي رُددت حتى الارهاق على أفواه المحللين ذوي الانتماءات المختلفة، لم تمتز مرة اخرى بدقة نموذجية. فقد قال الشعب المصري قوله، غير متلائم في وقاحته مع الأهواء الاسرائيلية. وقبل لحظة من الحكم على مصير مبارك حان وقت استخلاص الدروس الاسرائيلية.
إن نهاية نظام حكم يعتمد على الحراب معلومة سلفا. قد يستمر سنين ويأتي السقوط احيانا في اللحظة الأقل توقعا لكن النهاية ستقع. فليست دمشق وعمان وطرابلس والرباط وطهران وبيونغ يانغ وحدها بل رام الله وغزة توشك ان تهتز. إن الحد الفاصل للتقسيم المنافق المتلون عند الولايات المتحدة والغرب بين دول "محور الشر" من جهة والدول "المعتدلة" من جهة اخرى قد انهار: فاذا أردنا الحديث عن محور شر فليكن اذا كل نظم الحكم غير الديمقراطية وفيها "المعتدلة" و"المستقرة" و"الموالية للغرب". مصر اليوم وغدا فلسطين؛ وتونس أمس وغزة بعد غد. ليس حكم فتح في رام الله وحكم حماس في غزة يوشكان ان يسقطا بل الاحتلال الاسرائيلي ايضا ذات يوم الذي يجيب عن جميع معايير الطغيان والجريمة ونظام الشر. وهو ايضا يعتمد على البنادق فقط. وهو كريه ايضا الى جميع طبقات الشعب المحكوم، حتى لو كان عاجزا وغير منظم وغير مسلح في مجابهة جيش كبير. الاستنتاج الاول انه يحسن انهاؤه على خير باتفاقات تقوم على العدل لا على القوة قبل ان تقول الجماهير قولها وتنجح في طرد الظلام.
الاستنتاج الثاني وهو لا يقل أهمية هو ان الأحلاف مع نظم الحكم غير المحبوبة قد تتمزق بمرة واحدة. فما ظل الجماهير في مصر وفي العالم العربي كله يشاهدون صور الطغيان والعنف من مناطق الاحتلال، فلن تستطيع اسرائيل ان تكون مقبولة حتى لو كان بعض الانظمة يقبلها. أصبح نظام الحكم في مصر حليفا للاحتلال الاسرائيلي. والحصار المشترك لغزة هو البرهان الساطع على ذلك. ولم يُحب الشعب المصري هذا الامر. وهو لم يحب قط اتفاق السلام مع اسرائيل الذي التزمت اسرائيل في اطاره "احترام حقوق الشعب الفلسطيني الشرعية" – ولم يفِ به قط. بدل ذلك تلقى أبناء الشعب المصري مشاهد "الرصاص المصبوب".
لا يكفي كي تكون مقبولا في المنطقة طائفة قليلة من السفارات بل يُحتاج ايضا الى سفارات الارادة الخيِّرة، والى صورة عدل ودولة غير محتلة. يجب على اسرائيل ان تشق طريقها الى قلوب الشعوب العربية، التي لم توافق أبدا على استمرار قمع اخوانها حتى لو استمر وزراء استخبارات بلدانها على التعاون مع اسرائيل. اذا كان يوجد شيء واحد مشترك بين جميع فصائل المعارضة المصرية فانه العداوة البالغة لاسرائيل. سيتولى ممثلوهم الحكم الآن وتُدفع اسرائيل الى وضع صعب. ولن يبقى شيء حتى من الانجاز المتوهم الذي أكثر بنيامين نتنياهو التلويح به – وهو الحلف مع الانظمة العربية "المعتدلة" على ايران. يمكن ان يكون الحلف الحقيقي مع مصر واخواتها قائما فقط على انهاء الاحتلال، كما يود الشعب المصري، لا على وجود عدو مشترك باعتباره مصلحة نظامه.
ان جماهير الشعب المصري – وانتبهوا: على اختلاف طبقاتهم كلها – أخذوا مصيرهم بأيديهم. يوجد شيء ما مؤثر ومفرح في هذا. ولن تقدر عليهم أي قوة ولا حتى قوة مبارك الذي يحبه بن اليعيزر كثيرا. أدركوا في واشنطن عظم الوقت فأسرعوا الى التحلل من مبارك وحاولوا ان يحوزوا اعجاب شعبه. ويجب ان يحدث هذا في وقت ما ايضا في القدس".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الرئيس الذي فقد مصر
المصدر: "هآرتس ـ ألوف بن"
" يتم تذكر جيمي كارتر في التاريخ الامريكي بأنه الرئيس الذي "فقد ايران"، التي انتقلت في مدة ولايته من كونها حليفة مركزية للولايات المتحدة الى كونها جمهورية اسلامية ثورية. وسيتم تذكر براك اوباما بأنه رئيس "فقد" تركيا ولبنان ومصر، وانه قد انهار في زمن حكمه نظام أحلاف امريكا في الشرق الاوسط.
الظروف متشابهة في التحليل السطحي. فامريكا الخاضعة لازمة اقتصادية وبعد حروب فاشلة في ايام كارتر كما في ايام اوباما، تفقد من قوتها العالمية بقيادة رئيس من اليسار تُفسر نواياه الخيرة في العالم بأنها تعبير عن الضعف. تلاحظ النتيجة في سقوط نظم الحكم التي اعتمدت على قربها من واشنطن أو بتغير اتجاهها كما حدث في أنقرة.
لا شك في ان ضعف امريكا العام يؤثر في اصدقائها تأثيرا سيئا. لكن اوباما بخلاف كارتر الذي دعا الى حقوق الانسان ولو كان ثمن ذلك المس بالحلفاء، جلس على الجدار وتصرف في حذر. لم يحتضن الحكام المكروهين لكنه امتنع عن الدعوة الى الحرية السياسية خشية فقدان الاستقرار.
بدأ اوباما ولايته برحلات الى تركيا والسعودية ومصر، وحاول في خطابيه في أنقرة والقاهرة أن ينشيء علاقات جديدة بين امريكا والعالم الاسلامي. فكانت رسالته للمسلمين: أنا واحد منكم، وعزز ذلك باقتباس آيات من القرآن. وعندما حضر الى جامعة القاهرة، لم يظهر الرئيس المضيف حسني مبارك الى جانبه على المنصة ولم يذكره اوباما في خطابه. لكن اوباما كان حذرا من دعوة صريحة الى الديمقراطية والحرية كما فعل سلفه المكروه جورج بوش.
آمن اوباما كما يبدو بأن المشكلة المركزية في الشرق الاوسط هي الاحتلال الاسرائيلي للمناطق، وحصر سياسته في الطلب الى اسرائيل ان تجمد الاستيطان، وفي محاولة فاشلة لتجديد التفاوض في انشاء دولة فلسطينية. وقد جعله فشله ينفض يديه من المسيرة السلمية ويحصر عنايته في منع حرب بين اسرائيل وايران.
نشأ في امريكا جدل طوال الوقت في هل تلائم سياسة اوباما الظروف أو أنها تسعى الى الاهداف غير الصحيحة. أثار عليه تجاهله حقوق الانسان في الدول العربية نقدا شديدا بزعم انه يضيع من يديه روح الزمان ويتمسك بحكام متعبين فاسدين. كثرت في الشهور الاخيرة المقالات في صحف الغرب التي تحدثت عن نهاية نظام مبارك القريبة في مصر، ودعت اوباما الى مد اليد للمعارضة. وكان الشعور بأن مؤسسة السياسة الخارجية في امريكا تتخلى عن مرعيها القديم في القاهرة وأن الادارة الامريكية تتخلف وراء أصحاب الأعمدة الصحفية والخبراء.
دُفعت الادارة الى معضلة. يمكن ان نُخمن ان اوباما شايع قلبيا مؤيدي الديمقراطية في مصر لا الطاغية العجوز. لكن القوة العالمية ليست حركة حقوق المواطن. لانها اذا تخلت عن حلفائها في اللحظة التي يُدفعون فيها الى صعوبات فمن ذا يستطيع الاعتماد على تأييدها غدا؟ هذا هو السبب الذي جعل اوباما يقف الى جانب مبارك الى أن هزم كبر المظاهرات نظام حكمه في يوم الجمعة.
أوضحت ثورات الشارع في تونس ومصر ان امريكا تستطيع فعل القليل جدا لانقاذ مقربيها من غضب رعاياهم. سيتهمون اوباما الآن بأنه لم يقترب في الوقت من قادة المعارضة المصرية ولم يطلب بصوت عال الى مبارك أن يُسرح معارضيه من سجونهم. وسيدعون عليه انه لم يضغط ضغطا كافيا على رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو لوقف الاستيطان وليخفف بذلك وعلى نحو غير مباشر الغضب الطاغي في العالم الاسلامي. لكن هذه حكمة متأخرة. فليس يوجد أي يقين في ان الجماهير المصرية أو التونسية كانت مستعدة للاستمرار في العيش تحت القمع حتى لو جُمد البناء في اريئيل أو خرج بعض المعارضين من السجون.
سيحاول اوباما الآن خفض رأسه وانتظار ان تستنفد موجة الثورات نفسها، وأن ينشيء علاقات بالحكام الجدد في المنطقة. ليس من اليقين ان يلائم ورثة مبارك قادة ايران وان يستعملوا سياسة معادية لامريكا متطرفة. قد يحاولون تقليد رئيس حكومة تركيا رجب طيب اردوغان الذي يُداور بين القوى والكتل دون ان يتخلى عن العضوية في حلف شمال الاطلسي وعن العلاقات الامنية بالولايات المتحدة. أحرز اردوغان صفقة جيدة لتركيا التي تتمتع باستقرار سياسي ونمو اقتصادي دون ان يكون في جيب أحد. وقد يلائم هذا مصر ايضا".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الجبهة المصرية وأزمة رئيس الاركان
المصدر: "هآرتس ـ أمير اورن"
" في الصيف الماضي، قُبيل تعيين تال روسو قائدا لمنطقة الجنوب، سُئل مقرب من رئيس الاركان غابي اشكنازي عمن سيتولى قيادة الجبهة الجنوبية اذا تضعضع السلام مع مصر مع ذهاب عهد حسني مبارك. إن روسو، وهو من افضل الخبراء في جيله بالعمليات الخاصة وكان رئيس شعبة العمليات اربع سنين، لم يرَ قيادة الجنوب تحديا كبيرا جدا. فمسؤولية قائد المنطقة اليومية أكبر بقليل فقط من مسؤولية قائد فرقة غزة. ولا تقترب عملية مثل "الرصاص المصبوب" ايضا من صدام مع جيش نظامي.
برغم ان روسو تولى ايضا قيادة فرقة المدرعات النظامية 162 وهي من المتقدمات في الجيش الاسرائيلي في الحرب، فاننا نشك في ان يكون له – أو لكل قائد آخر اليوم – خلفية ملائمة لقائد معركة فوق الفرق، جوية أو مدرعة، في جبهة سيناء اذا اشتعلت. "في هذه الحال"، قال مقرب اشكنازي، "سيتولى رئيس الاركان نفسه قيادة الجبهة".
منذ سنين يتحدث الجيش الاسرائيلي بغير اكتراث عن سيناريوهات تغيير نظام الحكم في القاهرة، لكن قدرة اسرائيل على التكيف السريع مع وضع انقلاب الحكم في مصر ومجابهة عسكرية مع نظام عدو قد فسدت في واقع الامر. تُبين وثائق "ويكيليكس" ان الامر ليس كذلك في الطرف الثاني: فما تزال مجابهة مع اسرائيل هي السيناريو المرجعي لخطط الجيش المصري وتدريباته. إن اسرائيل، تحت عنوان "ادارة الأخطار" و"زيادة الجدوى" قد ترجمت الاحتمال الضئيل لانفراط السلام مع مصر الى توفير من القوة النظامية وزهد في النشاطات الاستخبارية الحساسة. في حلبات جديدة مثل الحدود بين مصر والسودان قد تطرأ خروق مهدِّدة. وكل هذا قبل اغلاق قناة السويس بالقوة في وجه سلاح البحر الاسرائيلي المسؤول تحت قيادة اللواء ايلي مروم عن قطاع كبير من النشاط ذي الغاية في جبهات بعيدة.
إن السلام مع مصر جاء لاسرائيل بفائدة استراتيجية حاسمة، ولا يجوز لاسرائيل ان تُعرضه للخطر بمبادرة منها. بيد انه يوجد ثمن للهوادة النسبية – مقارنة بالاهتمام بتهديدات اخرى قريبة وبعيدة. إن الجنرالات ذوي الخبرة، الذين شاركوا في حرب يوم الغفران وفي معارك سيناء إذ كانوا ضباطا شبانا، والذين تولوا بعد ذلك قيادة فيالق مدرعة، سُرحوا لا من الخدمة الدائمة فقط بل من الخدمة الاحتياطية الفاعلة. والأطر التي اختصت بالمنطقة وبالعدو وبالخطط نُقضت عُراها. بقي في قمة الجهاز الامني من جميع خريجي سيناء اهود باراك وحده الذي كان قائد كتيبة مدرعات في الحرب ولواء وفرقة بعدها، واشكنازي الذي حارب هناك ضابطا صغيرا.
مع مصر مختلفة، قد ترد بشدة وعندما تهدد أسعار النفط بالارتفاع الكبير، يصبح الاحتمال الضعيف للموافقة الامريكية على هجوم اسرائيلي لايران صفرا – وهو السبب المركزي كما نُخمن لرغبة باراك في تعيين يوآف غالنت رئيس اركان. إن قرار المستشار القانوني على محاكمة افيغدور ليبرمان مع المساءلة قد يُخرج "اسرائيل بيتنا" من الحكومة ويُقدم أجل الانتخابات للصيف القريب. في هذه الحال، ومع فرض أن يُلغى تعيين غالنت، يجدر تمكين الحكومة القادمة من تعيين رئيس الاركان. زعم باراك في العام الماضي وحتى عندما تم تعيينه هو نفسه رئيس اركان، انه يُحتاج الى نصف سنة لاعداد رئيس اركان، ولن يكفي الاسبوعان القادمان لذلك.
ستكون ولاية اشكنازي ـ حتى يتم تعيين وريثه ويُفحص عنه وتتم تهيئته ـ ستكون أكثر شبها بسابقة موشيه ديان (اربع سنوات وشهران) من شبهها بمدة رفائيل ايتان (خمس سنوات). إن باراك الكاشف عن المؤامرات سيرتاب بخطة شمولية – من بوعز هرباز الى اراضي عميكام ومن أواخر عهد مبارك الى اتهام ليبرمان – لكن هذا ثمن محتمل في وضع ازمة كهذا".
30-كانون الثاني-2011
استبيان