المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


أخبار العدو

لماذا أخفقت الاستخبارات الإسرائيلية في تقدير الثورة الشعبية في مصر؟


كتب محرر الشؤون العبرية
رغم أن مصر تحظى باهتمام أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، مراقبة وتقديرا، لاستكشاف مؤشرات تبلور و/أو تراكم عوامل التهديد التي يمكن أن تنشأ في الساحة المصرية، خاصة لما تنطوي عليه هذه من أبعاد استراتيجية تتصل بالأمن القومي الإسرائيلي، رغم ذلك فوجئت الاستخبارات الإسرائيلية تماما بالثورة الشعبية وبحجمها واستمرارها حتى الآن. إذ أكد رئيس الاستخبارات العسكرية اللواء افيف كوخافي، في تقريره الذي قدمه أمام لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، قبل بضعة أيام على انفجار الثورة في مصر، على ثبات استقرار النظام المصري، مستبعداً وجود ما يهدد استقرار هذا النظام، مما شكل إخفاقاً جديداً يُضاف إلى الإخفاقات التي واجهتها الاستخبارات العسكرية طوال تاريخها وتحديدا فيما يتعلق بالقضايا الإستراتيجية، (المسارات التي أدت إلى حرب الـ67، حرب 73، اتفاقية كامب ديفيد، تداعيات حرب العام 1982...).
أما فيما يتعلق بأسباب هذا الإخفاق فقد لخصها رئيس مجلس الأمن القومي السابق، اللواء احتياط غيورا ايلاند، بالقول إن "الاستخبارات العسكرية عامة والإسرائيلية خاصة، تعرف بشكل عام كيف تشخص على نحو سليم النشاط العسكري للعدو. أما قدرتها على تشخيص اتجاهات سياسية، بما في ذلك التقدير كيف سيرد زعيم دولة ما مجاورة على مثل هذه العملية أو تلك من جانبنا، هي قدرة متوسطة، وقدرتها على التقدير والتنبؤ بسلوك الجماهير متدنية".
بموازاة ذلك، حاول عضو الكنيست عن كتلة الاتحاد القومي اليميني المتطرف، "اري الداد"، تفسير هذا الاخفاق الاستخباري بالقول أن للاستخبارات "قيودا" ونتيجة لذلك فهي "جيدة في تشخيص الوقائع وضعيفة جدا في تشخيص الاتجاهات ولذلك فإن قدرتها على تنبؤ المسارات تقريبا صفر". وللتأكيد على صحة توصيفه، لفت الداد إلى انه لا يذكر أن توقعت أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية نشوب ثورة أو حرب، سوى في بعض الحالات الاستثنائية مبررا ذلك بالقول "أن المسألة عندما تتعلق بمسارات اجتماعية واقتصادية وسياسية قاسية يصبح من الصعب جدا التوقع. وبالتالي ينبغي على قادة الأجهزة التواضع كثيرا جدا عندما يقدرون مسارات كهذه، وعلى صناع القرارات أن يصغوا لهم مع الالتفات إلى القيود واخذ العبر من الماضي". وقارن "الداد" بين هذا فشل الاستخبارات في توقع الثورة في مصر وبين إخفاقها في توقع الحرب التي شنها الجيشان السوري والمصري عام 1973.
بموازاة ذلك، حاول رئيس لجنة الخارجية والأمن، شاؤول موفاز، الدفاع عن رئيس الاستخبارات العسكرية لإخفاقه في تقدير استقرار النظام المصري بالقول أن "البعد المدني من الصعب جدا توقعه". وفي محاولة للتخفيف من وطأة هذا الفشل الاستخباري، أضاف موفاز لحد الآن "ما زال من غير الواضح ما إذا كانت المسألة تتعلق بانقلاب لأن المسار في مصر لم ينتهي، خاصة وانه لا يوجد هناك زعيم يقود العملية (الثورة في مصر) وليس واضحا إلى أين تتجه الأمور".
رغم ذلك، أقر موفاز أن على "إسرائيل" إجراء تقييم استراتيجي جديد في ظل ما يحدث في مصر، ومتابعة الأوضاع فيها وفي أماكن أخرى في المنطقة عن كثب" ورأى فيما حدث في تونس وما يحدث في مصر بالإنذار الاستراتيجي بالنسبة لـ"إسرائيل"، متوقعا أن يكون العام 2011، نقطة تحول في عدة أماكن أخرى في المنطقة.
07-شباط-2011

تعليقات الزوار

استبيان