"هآرتس":
ـ حملة في الليكود ضد نتنياهو بسبب ارتفاع الاسعار، ونتانياهو طلب التخفيف من حدة الانتقادات
ـ الهستدروت يستعد لاعلان الاضراب في المرافق العامة احتجاجا على الغلاء
ـ الولايات المتحدة تتراجع : ممنوع ان يتنحى الرئيس مبارك
ـ حسن نصر الله يبارك للشعب المصري ويقول يا ليتني كنت معكم في ميدان التحرير
ـ امر إعتقال ضد الحاخام ليئور بعد ان رفض المثول للتحقيق
ـ غالانت ينسحب من الصراع : سحب التماسه ضد قرار إلغاء تعيينه
ـ رئيس الدولة يستقبل رئيس هيئة الاركان المنتهية ولايته في مراسم وداعية
ـ نائب الرئيس الأميركي سابقا يدعو الى الافراج عن بولارد
"يديعوت احرونوت":
ـ الجمهور يصرخ، والليكود يحذر، من ارتفاع الاسعار.. ونتنياهو يحمل وزارة المالية المسؤولية
ـ تحية عسكرية من بيرس لاشكنازي، والاخير يقول: أن الحرب المقبلة ستكون شاملة
ـ اعوجاج أميركي : الادارة تصدر تصريحات متناقضة حول الازمة المصرية
ـ اقصاء مبارك الآن أم الانتظار حتى يقوم بنقل السلطة ؟ البيت الابيض لا يعرف ماذا يريد
ـ رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو يحذر من ان مصر قد تسير على نهج ايران
ـ على حساب الاسد : القيام بترميمات جذرية في الكنس اليهودية في سوريا
ـ سفير سوريا في واشنطن : هذه ليست لفتة كريمة تجاه الإسرائيليين
"معاريف":
ـ الاحتجاج ضد الاسعار في إسرائيل، والهستدروت تهدد باضراب ضخم
ـ رؤساء البلديات يستعدون ليوم الغضب في الشوارع، واعضاء الكنيست يهاجمون نتنياهو
ـ ظاهرة : فلسطينيون يغرقون أرباب عملهم الإسرائيليين بدعاوى
ـ المئات من أصحاب العمل الإسرائيليين في قطاعات البناء والزراعة والصناعة استلموا مؤخرا دعاوى لدفع مبالغ ضخمة قدمها ضدهم عمالهم الفلسطينيون سابقا
ـ بيريز لاشكنازي: كنت من افضل واهم رؤساء الأركان
ـ نتنياهو يحذر: مصر قد تتحول إلى إيران ثانية
"إسرائيل اليوم":
ـ أجر الحد الأدنى سيرتفع: يفكرون في تخفيض الضريبة
ـ اوباما يتذبذب: على مبارك ان يبقى حاليا
ـ يفكرون بتسهيلات
ـ الليكود: "سنفقد السلطة بسبب أسعار الوقود"
ـ أسعار الشقق تواصل الارتفاع
أخبار وتقارير ومقالات
رئيس لجنة الخارجية والأمن: العام 2011 عام التحول في الشرق الأوسط
المصدر: "موقع nfc ـ روبن لايف"
" يتوقع أن يكون العام 2011 عام التحول في الشرق الأوسط، هذا ما أوضحه رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست شاؤول موفاز.
جاء كلامه خلال النقاش المشترك، الذي جرى في اللجنة، مع حوالي 100 عضو برلمان من أوروبا. دار النقاش حول مواضيع مختلفة موجودة على رأس جدول الأعمال اليومي الأمني السياسي لإسرائيل يشاركها فيها الاتحاد الأوروبي.
وأعرب موفاز عن أمله أن يحافظ على اتفاق السلام مع مصر على الرغم من الأحداث الأخيرة، لكنه أعرب ايضا عن مخاوفه من أن تؤدي الأحداث التي وقعت في الفترة الأخيرة بالشرق الأوسط إلى دخول "عناصر راديكالية". مضيفاً: "يجب الدخول بمفاوضات مباشرة مع الفلسطينيين من دون شروط مسبقة ومنحها الأولوية عن المفاوضات مع سوريا، وقال أن مسألة التجميد كانت خطأ".
من جهته عضو الكنيست آفي ديختر، الذي كان في السابق رئيس جهاز الشاباك، اعتبر ان اسرائيل تواجه أربع تهديدات أمنية، احدهم هو تهديد وجودي فوري، بالسلاح النووي الإيراني، حتى لو كانت القنبلة ستعد فقط في العام 2017. إذا لم تعود السلطة الفلسطينية إلى غزة، سيكون على إسرائيل معالجة التهديد الإرهابي هناك. وحسب كلامه، لن يحصل توافق جماهيري على عودة القدس إلى حدود 67".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الامين العام للناتو يصل إلى "إسرائيل"
المصدر: "هآرتس"
" يصل مساء اليوم " الثلاثاء" الأمين العام لحلف الناتو " أندرس بو رسموسن" إلى إسرائيل في زيارة هي الأولى له منذ أن تسلم مهام منصبه، وستكون هذه هي الزيارة الثالثة من نوعها لأمين عام حلف شمال الأطلسي إلى إسرائيل. يلتقي " رسموسن" غدا رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو , وزير الدفاع إيهود باراك , ووزير الخارجية أفيغدور ليبرمان , كما يلقي خطابا في مؤتمر هرتسيليا .
ومن المتوقع أن يستعرض "رسموسن" التغيرات المخططة في حلف شمال الأطلسي في إطار الحماية من الصواريخ والحرب ضد الإرهاب . كما سيتم بحث الوضع في مصر ومناقشة العلاقات المشتركة بين إسرائيل والناتو , وبشكل عام التوقعات الإسرائيلية بتقدم المسارات التي بمجملها أحداث آنية , كتعاون سلاح البحر في فحص أجهزة بحرية جديدة في البحر المتوسط .
وكان " رسموسن" قد أعرب في حديث أجراه بالأمس مع الصحفيين في هيئة الناتو ,عن قلقه من الأحداث في مصر وتونس وتأثيراتها الممكنة على أوروبا ـ التأثير الإقتصادي وإرتفاع معدلات الهجرة غير القانونية . كما أعرب عن مخاوفه من إقتطاع الموازنات المخصصة للأمن في أوروبا . الولايات المتحدة تغطي نسبة 75% من موازنة الناتو ودول الإتحاد الأوروبي تتحمل الربع فقط , بينما كانت النسبة تتوزع مناصفة قبل نحو عشر سنوات".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أفرايم هليفي: إيران ستتصرف بمسؤولية بعد حصولها على السلاح النووي
المصدر: "موقع nfc ـ روبن ليف"
" قال رئيس الموساد السابق أفرايم هليفي في مؤتمر هرتسيليا الحادي عشر التابع لمركز متعدد المجالات انه "إذا حصلت إيران على السلاح النووي ستقوم بكل ما باستطاعتها لإبداء المسؤولية، لأنها في أول خطأ لها ستتلقى ضربة قاسية".
واعتبر هاليفي أنه "حان الوقت لتظهر إسرائيل قوتها وتفوقها، كما فعلت مقابل حزب الله وحماس". مضيفاً انه "في الوقت التي كانت تقاتل فيه إسرائيل المنظمتين، لم تفعل إيران شيئا، والأمر الجيد أن إسرائيل تستطيع أن تظهر أنها لا تريد التسليم بإيران النووية".
ويعتقد هليفي أن إيران النووية ستكون مكشوفة أكثر أمام الهجوم. بدل إظهار الخوف منها، وحسب رأيه، يجب إظهار الثقة اتجاه الإجراءات التي تتخذ مقابل إيران. وتابع هاليفي: "لا تريد إسرائيل أن تثبت أنها ليست دولة القنبلة الواحدة وأعرب عن ثقته انه لن تحصل محرقة ثانية وإبادة للشعب اليهودي، وذلك لان إسرائيل تعمل، كل يوم، على بناء الوسائل المطلوبة لليوم الذي يتحقق فيه التهديد".
أما دانيال بكتا، نائبة الرئيس في المركز الأميركي لـ"المبادرة"، فاعتبرت انه "يجب الاعتراف أن العالم غير قادر على وقف إيران في الوقت الحالي وان الأمور على الحلبة الدولية لا تعمل لصالح إسرائيل".
براين كتوليس، عضو رفيع في مركز التقدم الأميركي، قال انه "على إسرائيل والولايات المتحدة، اللتين تشكلان حصانين قويين في الشرق الأوسط، العمل على منع وإيقاف إيران".
نائب وزير الدفاع السابق، أفرايم سنيه، حذر من القدرة الباليستية الإيرانية وأعرب عن اعتقاده أن "الهدف الحقيقي ليس إبطاء المشروع النووي الإيراني بل مساعدة الشعب الإيراني على تغيير النظام".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ارتفاع عمليات الانتحار في الجيش الاسرائيلي
المصدر: "مجلة بمحانيه"
" سجَّلوا في قيادة المنطقة الوسطى في العام المنصرم ارتفاع في عمليات الإنتحار وسط الجنود جاوز الـ 60%، قياساً بعام 2009. وفي أعقاب المعطيات أوعز قائد القيادة، اللواء "آفي مزراحي"، لمختلف الوحدات بإجراء محاضرات لضباط الصحة النفسية إلى كوادر القيادة على الأقل مرتين في السنة.
وخلال المحاضرات سيتعلم القادة كيفية توصيف علامات الضيق لدى موظفيهم، وإجراء مقابلة مع الجنود الذين أظهروا علامات من هذا النوع. وفي هذا الصدد، أوضح ضابط الصحة النفسية في المنطقة الوسطى، الرائد "فلاد سبتليتسكي" قائلاً: "المحاضرات ستحسِّن من قدرة القادة على تحديد الشدائد المفرطة وسط الجنود، إننا نعتقد أن العملية ستفضي إلى تدنٍّ في مسألة الجشع النفسي".
وقد تبين من خلال معطيات القيادة أن معظم المنتحرين في عام 2010 خدموا في وظائف قتالية. وأشار الرائد "سبتليتسكي" إلى ذلك قائلاً: "كشفنا أن معظم الجنود المنتحرين هم ليسوا كأولئك الذي يتوجهون إلى المساعدة قبل العمل، ولذا من المهم التشديد على نباهة القادة".
وإلى جانب محاضرات للقادة، يختبرون في القيادة في هذه الأيام أيضاً فكرة إصدار مواد توضيح تكون متعلقة بمختلف الوحدات – وتشجع الجنود الذين يعانون من مشاكل على التوجه إلى ضابط الصحة النفسية أو إلى القائد. ثمة ظاهرة إضافية يقدم عنها عناصر تشكيل الصحة النفسية تقريراً وهي التهديدات بالإنتحار على خلفية مصالح أخرى. وقد رووا في القيادة بالقول: "كل جندي ثانٍ يتجه نحو ضابط الصحة النفسية يهدِّد بأنه إن لم يحصل على مطلبه، سيؤذي نفسه. في العام الماضي حصلت زيادة ملحوظة في عدد جنود المنطقة الوسطى الذين وجهوا تهديدات كتلك، إننا نرى أن المسألة تتعلق بظاهرة تتسع في الثقافة الإسرائيلية".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يجب أن نقر أن إيران دخلت النادي الفضائي
المصدر: "القناة الثانية الإسرائيلية"
"في تقرير بث على القناة الثانية الإسرائيلية، ورد الآتي:
نجحوا في إيران باثارة غضب الدول الغربية, ايضا من خارج حدود الكرة الارضية, الرئيس احمدي نجاد عرض اليوم في طهران اربعة اقمار جديدة خلال احتفال رسمي علني, واكد اطلاقها قريبا, وايضا ارسال ايرانيين إلى الفضاء.. اذا لقد اصبح لدينا سبب لوجود وجع رأس جديد.
يمكن ان يكون هذا الكلام غريب ومرفوض, لكن في المحصلة فان الصناعة الفضائية الايرانية تعمل, هناك العديد من الاشارات, الان تم الكشف عن اربعة اقمار جديدة, عرضوا اثنان منها فقط, في اطار الاحتفال بيوم الصناعة الفضائية الايرانية, حيث يحتفلون في بداية شهر شباط من كل عام بإحراز تقدم من قبلهم في هذا المجال.
يوجد لإيران مساعدة صينية ومن كوريا الشمالية, اللتان تقومان بإعطائهم التكنولوجيا وهم يقومون بتطويرها ويمشون مع هذا إلى الامام, عملية الاطلاق سوف تتم في الاشهر القريبة, لكن يجب القول ان معنى هذا في اللحظة التي تصبح فيها قادرا على الانتاج, فانت تسير اذا مع التكنولوجيا وهذه المعلومات سوف تسير إلى الامام بسرعة جدا.
حتى قبل سنة كان هناك ثمان دول ضمن نادي الفضاء, وايران انضمت إلى هذا النادي, يجب الاعتراف بهذا, قاموا بارسال قمر إلى الفضاء من خلال اطلاق صاروخ صغير, لكن هكذا ايضا إسرائيل بدأت, خلال السنوات العشر الماضية أحرزوا قفزة مدهشة ومؤثرة, يوجد لديهم سبعة أقمار بسيطة جدا, لكن في هذه الصناعة قاموا بوضع موارد لا حدود لها, ويجب التحدث عن النقطة التالية, لقد قاموا بالكشف هذه السنة عن مركز اطلاق صواريخ فضائية لا يوجد مثلها حتى في إسرائيل، ولديها القدرة على اطلاق صواريخ كبيرة اكثر مما لديهم في الواقع, وهذا يشير إلى النوايا المستقبلية الموجودة لديهم, ويجب ان اقول امر اخر وهو مهم في الواقع, نشاهد هذه الصوارخ وهذه القدرات لذا يجب ان نفهم ان الامر يتعلق باستخدام مزدوج لكل هذه المنتجات, كل منصة لاطلاق صاروخ من هذا النوع نشاهده يخرج إلى الفضاء يمكن أن يضعوا عليه مرة قمر صناعي وايضا معدات لكن يمكن ايضا ان يضعوا فيه رأس حربي متفجر, تقليدي وغير تقليدي, ومن الان اصبح لديهم القدرة على الوصول إلى قسم من الدول الاوربية وفي المستقبل إلى ابعد من هناك, أي ابعد بكثير من إسرائيل, وليس من دون سبب قامت الولايات المتحدة وحلف الناتو بنصب بطاريات مضادة للصواريخ البالستية على الارض الاوروبية, لانهم يفهمون ان القدرات الايرانية لن تتوقف عند الاستخدامات المدنية".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اشكنازي: "الحرب القادمة ستكون شاملة"..
المصدر: "يديعوت احرونوت – من مئير ترجمان"
" قبل اسبوع من تسريحه من الجيش توجه أمس رئيس الاركان المنصرف غابي اشكنازي لبضع ساعة لجولة وداع في وحدات الجيش الاسرائيلي المختلفة، ووصل لالقاء كلمة في مؤتمر هرتسيليا الحادي عشر. "طلبوا مني الحديث عن التغييرات الجارية"، قال اشكنازي وتوقف للحظة. "واقصد التغييرات في الشرق الاوسط"، أكمل الجملة فاجترف ضحكا من الجمهور الذي انتظر رد فعله على وزير الدفاع ايهود باراك، الذي خرج ضده في وسائل الاعلام.
ولكن اشكنازي يواصل الخط الذي تبناه ولا يغريه الرد على باراك. وقال: "كان لي الشرف الكبير لان اقود هذا الجيش. الجيش هو اليوم جيش قوي، رادع، نوعي ومصمم. جيش يفهم غايته ومسؤوليته".
"التغيير المركزي عندنا، ولا سيما من ناحية عملياتية، هو حقيقة أن طيف المواجهات اتسع"، فتطرق رئيس الاركان بذلك الى الاحداث في مصر وفي دول اخرى في المنطقة. "التغييرات التي نراها تتطلب من الجيش الاسرائيلي الاستعداد للحرب القادمة، التي ستكون شاملة وفي عدة جبهات". واعترف اشكنازي بان ليس للاستخبارات قدرة على التنبؤ بالثورات مثل تلك التي تقع في مصر: "ليس لدى أي محلل استخباري كرة المعرفة ليتوقع، فنحن لسنا انبياء. عندما سُئلت أجلت بان رئيس الاركان المصري ايضا لم يعرف بان هذا سيحصل. غير قليل من القوة تنتقل الى الجمهور بسبب الشبكات الاجتماعية. بشكل عام الواقع الذي يتطور حولنا فيه خطورة. هناك تعزز للمعسكر الراديكالي في لبنان، في تركيا. ينبغي ان نكون جاهزين للكفاح في أكثر من ساحة واحدة. ثمة لهذا معنى شديد بالنسبة للجيش من ناحية مفهوم القوة واستخدامها. ينبغي تنظيم الجبهة الداخلية لدولة اسرائيل بشكل أفضل مما كان في حرب لبنان الثانية. في هذا الموضوع نحن نعمل كثيرا. لا يحتمل أن يكون وضع تسقط فيه هنا الصواريخ والجبهة الداخلية لا تتجند".
"درس حرب لبنان الثانية هو الحاجة ليس فقط للتدريب. هناك حاجة ايضا لاعداد المقاتلين لحرب تقليدية. لدينا خطة متعددة السنوات لتدريب تقليدي لمقاتلي الجيش الاسرائيلي". وشدد اشكنازي على وجود حاجة ليس فقط لسلاح جو قوي، بل وايضا لقوة برية شديدة: "لا يكفي ان يكون للجيش الاسرائيلي قدرات نارية دقيقة من الجو نحو العدو الذي يوجد في أماكن مدينية. نحن ملزمون بقوة مناورة في البر لتوجيه ضربة كثيفة للعدو. ليس فقط اف 16 بل و ام 16 ايضا. علينا أن نحتفظ بالقوة للدفاع عن مناطقنا على الحدود".
ولم يقفز اشكنازي عن الاشخاص الذين يفعلون الجيش الاسرائيلي: "بعد أربع سنوات، تجدني راضيا عن جودة جنودنا. بدون الاشخاص النوعيين لا يمكن لاي شيء أن يخرج الى حيز التنفيذ، وللجيش الاسرائيلي جنود، ضباط ومنظومة احتياط بجودة فائقة. ينبغي مواصلة تطوير الشبيبة، اولئك الذين يشمون أنفسهم ويخرمون اذانهم. نتحدث معهم عن القيم وعن المعاني وهم يفهمون ما الذي أقوله".
وعن الجلبة الجارية حول تعيين رئيس الاركان الذي سيحل محله تفوه اشكنازي بقول وحيد: "على خلفية الاحداث الاخيرة الجيش أقوى من السياقات التي يمر بها. خسارة أن هذا يحصل، ولكن الجنود يركزون على اهدافهم. وأنا أترك باحساس من الرضى والامان. هذا الجيش لا يعود لاحد، ولكنه يعود للجميع".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رئيس شعبة التخطيط في الجيش الاسرائيلي: المخاطر الأمنية في ازدياد على "إسرائيل"
المصدر: "معاريف "
" عرض رئيس شعبة التخطيط اللواء "أمير اشال" أمس (الاثنين) أمام زوار مؤتمر هرتسليا صورة الوضع العسكري المدني، وتطرق إلى العديد من القضايا الأمنية المُدرجة على جدول الأعمال، بما في ذلك التظاهرات في مصر. إحدى القضايا الأساسية التي أثارها اللواء في تقدير الوضع القومي الذي عرضه في المؤتمر، هي قضية النووي الإيراني.
وفي السياق، أوضح اللواء "أشال" قائلاً: "القضية الأساسية هي متى سيتوصلون إلى النقطة التي لا يُعد بمقدورنا إيقافهم فيها، وذلك منوط فقط بقرارهم بالتوصل إلى هذه القدرة. في حال سُمِحَ لرحلة القدرة النووية هذه بالإستمرار، فليس لدينا أدنى شك بأن ذلك سيخلق سباقاً لتسلّح نووي إقليمي. ذلك من شأنه أن يُولّد عملية [وجود] "أدغال نووية عالمية".
ووفقاً لرأيه، فإن التأثير النووي لا ينتهي عند هذا الحدّ. ويوضح اللواء قائلاً: "تحت المظلة النووية، سيصبح اللاعبون المتطرفون في الشرق الأوسط أكثر عدائية، وسيسمحون لأنفسهم بتحدي دولة إسرائيل بشكل لاذع جداً". ستواصل الجهات المتطرفة مثل حماس؛ حزب الله وسوريا استقواءها. "إن نسبة التحديات التي يعيشونها خارج العالم ليست مرتفعة، وتسمح لهم بمواصلة عملية استقوائهم. إذ إنه لا تؤثر الضغوط الخارجية كثيراً على عملية الاستقواء هذه".
كذلك، أعرب اللواء عن قلقه بشأن الترابط المحتمل بين الإرهاب والنووي، وأضاف قائلاً: "من المتوقع، أن تضعف الأنظمة المعتدلة في الدول العربية نتيجة تيارات داخلية". وتبعاً لإدعائه، "لنفترض أن الأهداف السلبية تواصلت، وأنها لن تتغير، فإننا نتوقع بأن المخاطر الأمنية ستزداد. على الرغم من الواقع الأمني الهادئ نسبياً، إلا أنه لا يوجد وضع مستقر. تستقر تلك الأمور لفترة زمنية معينة، لكن كفة الميزان غير مستقرة".
وكذلك بالنسبة للعلاقة العسكرية الكلاسيكية، حيث أشار اللواء قائلاً: "ليس هناك شك بوجود تطور للتهديد العسكري إزاء إسرائيل". ويُردف رئيس شعبة التخطيط بالقول إنه على الجيش الإسرائيلي وإسرائيل العمل على تقصير مدة المواجهات. "إننا مضطرون للتوقع بأن (المواجهات المُقبلة) ستكون بقوة وكثافة أعظم بكثير، سواءً من قِبلنا أو مما سنضطر لاستيعابه".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
خطة الهروب لمبارك..
المصدر: "معاريف ـ عميت كوهين"
" هل يعتزم الرئيس المصري حسني مبارك السفر الى المانيا لتلقي العلاج الطبي وفي نفس الفرصة ان يخلي بهدوء منصب الرئيس في ضوء الوضع الذي علق فيه؟ هكذا، على الاقل، تدعي "دير شبيغل" الالمانية.
وحسب التقرير الذي نشر في موقع الانترنت للمجلة الشهيرة والمصداقة "دير شبيغل" فقد بلور الخطة مسؤولون كبار في الحكم المصري الى جانب شخصيات اساسية في البيت الابيض. وتتمثل الخطة في أن يسافر مبارك الى العيادة في مدينة أصحاب الملايين بادن في المانيا لتهدئة التوترات السياسية في بلاده. وافادت "دير شبيغل" بانه تمت بلورة خطة كاملة بل واختيرت العيادة في بادن.
مديرة العيادة ماكس غرونديك رفضت الرد على سؤال "دير شبيغل" ولكن "مصادر مقربة من العيادة" على حد تعبير محرري المجلة، أفادت بانه جرى البحث معهم في امكانية وصول المريض الشهير اليهم.
مصادر مقربة من المستشارة انجيلا ماركيل قالت في الاونة الاخيرة ان لا اعتراض على استقبال مبارك لتلقي العلاج في البلاد اذا كان الامر يساعد على اعادة الاستقرار الى مصر. مبارك ابن 82 يوجد اليوم، اغلب الظن، في منزله الصيفي في شرم الشيخ، على شاطىء البحر الاحمر.
اذا ما خرجت المبادرة الى حيز التنفيذ، فلن تكون هذه هي المرة الاولى التي يصل فيها مبارك الى المانيا لتلقي العلاج. ففي شهر اذار الماضي ادخل الى المستشفى هناك وذلك حسب الشائعات بسبب مرض السرطان الذي يعاني منه.
الخطة الحالية ستمنحه بالتالي "اعتزالا كريما" كما ادعت "دير شبيغل". وزير الخارجية الالماني غيدو فسرفالا رفض التعقيب على ذلك ولكن الحكومة الالمانية نفت أمس التقرير.
اصلاحات في الدستور
والى ذلك، لاول مرة منذ اندلاع المظاهرات ضد نظام مبارك، التقى أمس نائب الرئيس المصري عمر سليمان بممثلي المعارضة، بمن فيهم اعضاء حركة الاخوان المسلمين. واتفق الطرفان على العمل على تنفيذ اصلاح للدستور المصري وذلك للدفع الى الامام برؤيا النظام متعدد الاحزاب. وأفادت وسائل الاعلام في مصر بانه في اللقاء مع مبارك حضر ضمن آخرين محمد البرادعي، اعضاء حزب الوفد ونشطاء بارزون من الاخوان المسلمين، حركة المعارضة الاكبر التي اخرجت عن القانون.
ومع ذلك علم انه لم يكن ممثلون عن حركة كفاية او عن حركة الشباب 6 ابريل، التي نظمت معظم المظاهرات منذ 25 يناير.
الناطق بلسان الحكومة، مجدي راضي، أفاد في ختام اللقاء بانه تقرر "تشكيل لجنة تضم ممثلين عن الجهاز القضائي والساحة السياسية لدراسة واقتراح التعديلات الدستورية والقانونية اللازمة حتى الاسبوع الاول من اذار". كما اتفق على "نقل هادىء للصلاحيات على أساس الدستور".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نتنياهو يحذر: مصر قد تصبح ايران..
المدر: "معاريف – من اريك بند"
" رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو حذر أمس من امكانية ان يؤدي عدم الاستقرار في مصر بها الى السير في أعقاب ايران. ففي خطاب في الكنيست امام مئات من أعضاء برلمان من أصدقاء اسرائيل من اوروبا، قال رئيس الوزراء انه "يحتمل أن تسير مصر وراء ايران، تهدد ابناء شعبها وتقمع المحيطين".
وذكر نتنياهو الاحداث في ايران قبل سنة ونصف، حين خرجت المعارضة الى الشوارع ولكنها قمعت بالقوة "دون حوار ودون سيطرة، وفي ميادين طهران اطلقت النار على الايرانيين وبقوا مضرجين بدمائهم على طول الشوارع". واضاف نتنياهو بانه "قبل اسابيع بدأت هزة أرضية في تونس، وفي وقت لاحق ضربت مصر أيضا ونحن لا نعرف الى أي مدى ستصل . لا أعرف ماذا سيحصل في مصر، ولكن مصلحتنا واضحة، في الحفاظ على السلام القائم منذ ثلاثة عقود وجلب الهدوء للجنوب والاستقرار للمنطقة". واضاف انه يتوقع من الاسرة الدولية ان تعلن هي ايضا ان تتوقع من كل حكومة تقوم في مصر الحفاظ على السلام مع اسرائيل. وروى نتنياهو لاعضاء البرلمان عن الواقع الذي كان في اسرائيل قبل السلام مع مصر ومع الاردن واستعاد ذكرياته عندما كان جنديا قتاليا كاد يغرق في القناة في اثناء عملية عسكرية وعن نشاطات لسييرت متكال خلف الحدود الاردنية.
وفي السياق حذر نتنياهو اعضاء البرلمان الاوروبيين من محاولات ايران الحصول على قنبلة ذرية. وقال ان "الاحداث الدراماتيكية في مصر والهزة الارضية التي وقعت هناك لا تعد شيئا بالقياس الى الهزة الارضية الاكبر التي قد تعصف بالمنطقة والعالم باسره، وهذه اذا ما طورت ايران سلاحا نوويا. ومنذ اليوم يمكن أن نرى ماذا يفعلون في افغانستان، العراق، اليمن، لبنان، غزة، اجزاء من افريقيا بل ان ايران تبعث باذرعها نحو امريكا الجنوبية. هذه ما يفعلونه دون سلاح نووي، فتخيلوا ما الذي سيفعلونه مع سلاح نووي".
واضاف رئيس الوزراء بان "اوروبا ايضا توجد على بؤرة الاستهداف. منذ اليوم توجد لايران صواريخ بعيدة المدى يمكن أن تصل الى اسرائيل. فلماذا يواصلون تطوير مدى الصواريخ، لا بد أنكم تسألون؟ كي يصلوا اليكم، فلا تقللوا من اهمية التهديد".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ثورة شعبية.. أيضا في "إسرائيل": ارتفاع الاسعار تربك الحكومة
المصدر: "إسرائيل اليوم"
" الاحتجاج على ارتفاع اسعار الوقود وصل أمس ايضا الى داخل كتلة الليكود. ففي جلسة عاصفة عقدت أمس هاجم وزراء ونواب في الحزب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير المالية يوفال شتاينتس ودعوهما الى العمل على تخفيض الاسعار.
في بداية جلسة الكتلة قال نتنياهو ان "إسرائيل هي جزيرة من الاستقرار الاقتصادي. بالسياسة المسؤول سنواجه هذا التحدي مثلما فعلنا حتى الان. هذا التحدي هو الارتفاع الحاد في اسعار المواد الخام في ارجاء العالم". ووعد رئيس الوزراء بايجاد السبل للتخفيف عن الجمهور: "أمر واحد يمكنني أن اقوله لكم: قرار سيكون قرارا مسؤولا وليس قرارا متزلفا للجمهور. ليس هناك أسهل من أن يكون المرء متزلفا للجمهور، وليس هناك أصعب من ان يكون مسؤولا".
اما شتاينتس فقال انه "كانت هنا توقعات سوداء ونحن نجحنا في وقف ذلك. يتحدثون هنا عن المياه والوقود لانه لا يوجد عاطلون عن العمل".
غير أن تصريحات نتنياهو وشتاينتس لم تؤثر باعضاء الليكود. فالواحد تلو الاخر هاجم الوزراء والنواب الرجلين ودعوهما الى ايجاد حل فوري للامر. النائب داني دانون قال لشتاينتس: "انت ملزم بان تنزل من البرج العاجي. الجمهور يصرخ وانت لا تسمع". اما النائب حاييم كاتس فقال ان "انتخاباتنا لن تكون في قيساريا ولا في هرتسيليا. نحن نفقد السلطة. نحن نتخذ خطوات مغلوطة. يا سيدي رئيس الوزراء، لا بديل عنك ولكنك لن تكون رئيس الوزراء. اذا ما جرت انتخابات الان فنحن سنخسر".
كما أن الوزيرين موشيه كحلون وجلعاد اردان انضما الى الاحتجاج. فقال كحلون: "التراكم خطير. الاسعار ترتفع وكذا قصة غالنت. هناك حاجة الى حد أدنى من الجبهات والوقود وحدها هي جبهة أوسع مما ينبغي". اما اردان فقال انه "في العام 1999 خسرنا السلطة لانك كرئيس وزراء خفضت العمليات واصبح الموضوع الامني غير ذي صلة". وعقب الوزير بني بيغن بتهكم فقال: "حسنا، لعله ينبغي تخفيض الضرائب ورفع العمليات".
ووجه النائب اوفير اكونيس سهامه الى المالية فقال: "لا يحتمل أن يطلع موظف في المالية المراسلين على آخر الامور بعد أن قال رئيس الوزراء انه سيفحص اسعار الوقود فيضع حدا لقرار رئيس الوزراء. سيدي وزير المالية، العناد ليس سياسة. اطلب منك أن تكون منصتا للجمهور".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كيف الحفاظ على السلام
المصدر: "هآرتس"
"الهزة التي تمر بها مصر تثير القلق في اسرائيل. نظام حسني مبارك حافظ بتمسك على اتفاق السلام، وعمل كعامل استقرار في المنطقة، وأيد توسيع دائرة الاتفاقات بين اسرائيل والفلسطينيين والى الدول المجاورة. ثمانية رؤساء وزراء اسرائيليون تبوأوا مناصبهم في السنوات الثلاثين من حكم مبارك كان بوسعهم أن يعتمدوا عليه كسند استراتيجي، حتى عندما أداروا حروبا في جبهات اخرى وعمقوا الاحتلال والاستيطان.
المظاهرات في مصر والانتهاء المرتقب لولاية مبارك تبعث في القدس الخوف من ان يكون من يحل محله أقل ودا، ان لم يكونوا معادين لاسرائيل. التخوف ينبع من مواقف اللاعبين الجدد في الساحة السياسية المصرية: الرأي العام الذي يرفض سلوك اسرائيل تجاه الفلسطينيين والاخوان المسلمون وجماعات المعارضة الاخرى، ممن عارضوا اتفاق السلام. الانفجار في نهاية الاسبوع قرب العريش، والذي أدى الى قطع توريد الغاز الطبيعي من مصر الى محطات توليد الطاقة الاسرائيلية، عمق القلق مما يرتقب لعلاقات الدولتين اذا ما انهار النظام الحالي.
رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي يخشى ظاهرة "ايران ثانية" خلف الحدود، دعا الولايات المتحدة والدول الغربية الى تخفيف حدة الصدمات في مصر وتأييد النقل المرتب للسلطة. نتنياهو يروج للحفاظ على السلام مع مصر، كعامل حيوي في أمن اسرائيل ويطلب من خلفاء مبارك ومن الدول الغربية ان يضمنوا احترام الاتفاق من العام 1979.
نتنياهو محق: فالحفاظ على السلام هو حيوي لاسرائيل وللاستقرار الاقليمي حقا. ولكن نتنياهو لا يمكنه ان يكتفي بالمطالب وعليه أن يسأل نفسه ماذا يتعين على اسرائيل أن تفعله كي يحفظ السلام. الجواب واضح: بدلا من التمترس خلف مخاوفه، والانشغال بتراشق الاتهامات مع الفلسطينيين على المسؤولية عن الجمود السياسي، فان عليه أن يظهر بان اسرائيل ليست مغلقة الحس امام نبضات القلب في المنطقة ومستعدة بجدية لحل النزاع مع الفلسطينيين وقبول اليد الممدودة من الاسد. وبدلا من التمسك بعالم الامس، على نتنياهو أن يؤيد مبادرة السلام العربية، التي تجاهلها حتى الان. وهكذا تساهم اسرائيل بنصيبها في خلق شرق اوسط جديد، ديمقراطي ومستقر".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لا جواب من القدس
المصدر: "هآرتس ـ نيفا لنير"
" في افتتاح "مؤتمر هرتسليا" – بعد أن دعا الرئيس شمعون بيرس اسرائيل والفلسطينيين الى تجديد محادثات السلام ("فقد التاريخ صبره، وهو يتصرف في ايقاع منطلق سريع، فاما أن ننطلق معه وإما ان ينطلق من غيرنا") – أضاف وقال انه في نهاية الاسبوع هاتفه نائب رئيس الولايات المتحدة جو بايدن، وسأله عن رأيه فيما يجري في مصر والرد الصحيح على الازمة هناك. قال بيرس: "اقترحت عليه ان من المناسب في موازاة الرباعية السياسية انشاء رباعية اقتصادية تأتي بجماعة الاعمال العالمية للاستثمار في دول الازمات".
إن خطاب بيرس في هرتسليا، واعلان الرباعية الاخير – عدم الاعتراف بدولة فلسطينية من طرف واحد – وتناول الازمة في مصر هي بشائر لحكومة نتنياهو: بشرى خير وبشرى شر.
نبدأ بالخير: من ذا يذكر خطاب القاهرة وخطاب بار ايلان، والتعوج حول تجميد البناء، والعلاقات العكرة بين اوباما ونتنياهو بل حتى بعثة المسؤول عن دفع التفاوض قُدما، جورج ميتشيل؟ كذلك تبخر وعد نتنياهو لاوباما بأن يمضي بعيدا في سخائه على الفلسطينيين. أصبح مجلس النواب الامريكي أكثر جمهورية وأصبح اوباما أكثر عناية بالداخل الامريكي. لا صلة بيننا وبين الاضطرابات في تونس ومصر والغليان في الاردن. ستُتم الحكومة سنتين ويمكن تنفس الصعداء. لا يوجد ضغط.
والنذير الآخر هو انه اذا لم يُفعل فعل حقيقي فان التاريخ "سينطلق من غيرنا"، ولن يركب نتنياهو التشرتشلي أمواجه، ولن يُكتب اسمه في صفحاته لذلك. هذا نذير شر لمن كان حفيف أجنحة التاريخ نغم حياته، ولمن زعم مقربوه حتى المدة الاخيرة انه يوشك ان يفاجيء بمبادرة سياسية بعيدة المدى.
يبدو أن كبار المتفائلين الذين يؤمنون بأن تحقيق تسوية مع الفلسطينيين يكمن في احدى الخطط التي تم الاتفاق عليها والتي هي في متناول اليد – ابتعدوا عن آمالهم. تحدثت هذا الاسبوع الى بعضهم. قال أحد مديري التفاوض مع الفلسطينيين في الماضي: "لا يوجد شريك اسرائيلي يقود المسيرة. كذلك فان البراغماتية القليلة التي يحاول نتنياهو إحداثها بعيدة عن المطلوب للتوصل الى تسوية". وقال آخر، ورجلاه عميقتان في هذا الشأن: "لم تُعط مستويات التنفيذ أي توجيه لاعداد خطة عمل لتقديم التفاوض، إن السلبية هي اسم اللعبة. هذا الامر لا يعني أحدا ببساطة".
في الاسبوع الماضي، في ذروة الأحداث في القاهرة، اقتبس الصحفي الامريكي توماس فريدمان من كلام مسؤولين كبار في الادارة الاسرائيلية يزعمون ان "الأحداث في مصر تبرهن على ان اسرائيل لا تستطيع التوصل الى سلام ذي بقاء مع الفلسطينيين". وذكر فريدمان ان "هذا غير صحيح وخطر"، وذكّر بأنه اقترح على اوباما في الماضي ترك الانشغال بحل الصراع الاسرائيلي الفلسطيني، لكنه يحثه الآن على وضع خطة سلام خاصة به على المائدة. "يا اسرائيل، إن عاصفة كبيرة تتجه إليك فاهربي منها" – يدعو فريدمان ("هآرتس"، 4/2). والقدس لا تجيب.
يتحدث فريدمان كما يقول خبراء اسرائيليون بالشأن الامريكي، الى الرئيس في واشنطن لكنه يقصد القدس، التي تشكو من انصراف امريكا عن تأييدها لمبارك. "كل ما فكرنا فيه مدة الثلاثين سنة الاخيرة لم يعد ذا صلة"، يقتبس فريدمان من كلام مسؤول اسرائيلي كبير (في الخدمة الاحتياطية) عما يجري في مصر. والمشكلة انه عندما يزداد عدد الامريكيين الذين يعتقدون هذا في اسرائيل، فان السؤال ما الذي سيتحقق قبل: أهوى فريدمان – خطة يضعها الرئيس اوباما – أم الحساب الذي سيتم تقديمه لاسرائيل عن رفضها. ولا يتوقع أحد مبادرة اسرائيلية".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أجل لا نستطيع
المصدر: "هآرتس ـ عينار شيلو"
" عندما تم انتخاب براك اوباما رئيسا للولايات المتحدة قبل أكثر من سنتين عُد في نظر كثيرين (وأنا منهم) بوصلة العالم الاخلاقية. ظن كثيرون ان السياسة الامريكية الجديدة ستحركها المصالح غير المكترثة بقدر أقل والمباديء الاخلاقية وحقوق الانسان بقدر أكبر. وكان الشعور ايضا بأن التغيير الذي يبشر به انتخاب اوباما سيُدوي في العالم كله للخير، وأن الديمقراطية والقوى الليبرالية ستقوى في مجابهة التطرف والأصولية.
في هذا السياق من المثير للاهتمام أن نقارن المظاهرات ومحاولات الثورة في ايران في حزيران 2009 بما يحدث في مصر في كانون الثاني 2011، والردود الامريكية على هذه الأحداث المهمة التأسيسية. الحديث في الحالتين عن نظم حكم شمولية، وفساد وتزوير انتخابات، وجمهور كبير ضاق ذرعا بكل ذلك ويثور بشجاعة وحق على القمع ومن اجل الحرية والنماء ومستقبل أفضل.
لكن توجد فروق ايضا. فالنظام الايراني الحالي يعارض على الدوام مسيرات السلام، ويتفوق على نظام حكم مبارك في الاخلال بحقوق الانسان. إن مشاهد كرجم النساء أو إعدام المتظاهرين تتم في ايران لكن لا في مصر حيث يكشف الجيش عن ضبط للنفس يثير الانطباع على الأقل. ومن جهة ثانية، كانت المظاهرات على النظام في ايران غير عنيفة برغم العنف الوحشي بها. لم تُسلب ممتلكات ولم يُحرق المتظاهرون مباني السلطة كما في مصر.
لهذا، حتى لو تجاهلنا الجانب المصلحي (ايران تهديد للغرب ومصر حليفة) وتصرفنا بحسب مباديء العدل الطبيعي، كان من المناسب أن يؤيد الرئيس اوباما المتظاهرين الايرانيين وطموحهم الى الحرية بقدر لا يقل بل ربما يزيد على ما فعل للمتظاهرين المصريين. إن صمت اوباما المحرج في تلك الايام المصيرية من حزيران 2009 ناقض مبادئه المعلنة، وجعله شريكا في القمع الوحشي واضاعة احتمال نادر لتحول في ايران.
في مقابلة ذلك، سارع في مصر الى تأييد المتظاهرين، وتخلى عن النظام الحالي الذي أيدته الولايات المتحدة ومولته مدة سنين كثيرة، وكانت بذلك شريكة في افعاله. إن طلب انتخابات شفافة وديمقراطية، الذي وُجه الى مصر الآن، لم يُوجه الى ايران في ظروف مشابهة.
ما معنى ازدواج الوجه هذا؟ قد يكون معناه ان اوباما يعمل مع كل ذلك بحسب مصالح، ويفضل أن يؤيد من تكون يده هي العليا بحسب تقديره. ولما كانت سلطة احمدي نجاد تبدو له أكثر استقرارا من سلطة مبارك، فقد تنحى جانبا ولم يساعد على تغيير نظام الحكم في ايران برغم أنه كارثة على الشعب الايراني والمنطقة كلها.
هذه سياسة مجرورة، تبلغ حدود الانتهازية التي أساسها التخلي سلفا عن المبادرة وعن العمل في التغيير في الاتجاه الصحيح برغم العوائق بهدي من مقولة "اجل نستطيع" في معركة انتخابات اوباما. يوجد في هذا التخلي الامريكي (ويتجلى ايضا في تجاهل نقض حقوق الانسان في الصين والمظاهرات على حكم حزب الله في بيروت) شيء محزن جدا، وينعكس على العالم كله الذي أخذ يتطرف.
إن الاجراءات العفوية في تونس ومصر والشرق الاوسط كله تثير التقدير، سواء أفضت الى قدر أكبر أو أقل من الحرية، وسواء كانت خيرا على اليهود أو شرا. لكن لا يمكن تأييد الحرية وحقوق الانسان على نحو انتقائي. إن سياسة الولايات المتحدة الخارجية الجديدة تُذكر احيانا بما قيل عن الملك داود في قصة تمرد أبشالوم: "محبة كارهيك وكُره مُحبيك". اذا استمرت الامور على هذا الحال فقد تبقى الولايات المتحدة في القريب بلا مُحبين، ومع كارهين فقط وتُعد بلا أي قوة، وتفقد ما بقي لها من تأثير ومكانتها في العالم".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ماذا عن قصور الاستخبارات الإسرائيلية وتوقعاتها
المصدر: "معاريف ـ عاموس جلبوع"
" ما إن بدأت الأحداث في مصر حتى أسرع كثيرون الى اتهام الاستخبارات بأنها لم تتنبأ بالأحداث، واقتبسوا من كلام رئيس الموساد التارك ورئيس "أمان" الداخل لبيان أنهما لم يتوقعا هذه التطورات في الدولة. بل اتهم أحد مُدعي الحكمة الاستخبارات بأنها لم تتنبأ بأن يخون اوباما مبارك. هذا الشأن مبدئي وقد تحدث امور مشابهة في المستقبل ايضا ولهذا اليكم ثلاث ملحوظات أساسية في هذه القضية للاستخبارات وانتفاضة الجماهير.
الاولى هي درس من تجربة شخصية. في ربيع 1977 عقد رئيس الحكومة اسحق رابين مباحثة في وضع ايران. شاركت فيها كل القيادة الأمنية والصناعية. وكان هدفها: هل نستمر في الاستثمار في ايران، وماذا نفعل بالاستثمارات الكثيرة الموجودة. عرض سفير اسرائيل في ايران لذلك العهد الصورة الاستخبارية. وقد عدّ على نحو منهجي معلل جميع عناصر استقرار نظام حكم الشاه واحدا واحدا، وما الذي يحثها وما الذي يعوقها، وانتهى الى استنتاج أن مصير نظام الشاه قد قُضي.
بعد ذلك بدأت المرحلة الثانية من المباحثة بعرض جملة استثماراتنا العسكرية والمدنية في ايران التي كانت ضخمة. آنئذ توجه رابين فجأة الى السفير وسأله متى سيسقط نظام الشاه بالضبط، وهل الحديث عن سنة أو سنتين. وأجاب السفير بعد تفكير بشيء ما في هذه الصيغة: "لا، لا! سيحدث هذا في تقديري في الثمانينيات فقط لكن من المؤكد ان يحدث". ورابين الذي حمل آنذاك جملة من المشكلات الحزبية والشخصية، فكر للحظة وأجاب على هذا النحو على التقريب: "اذا كان الامر كذلك فلنوقف المباحثة. سنتابع "الاعمال كالعادة"، ونراقب الوضع بسبع عيون". مر نحو من سنة ونصف وسقط نظام الشاه.
كان ذلك درسا استخباريا لي من الدرجة الاولى، ازداد حدة بعد ذلك بأحداث مشابهة اخرى. وكان أساسه أن قدرات الاستخبارات على تجميع المعلومات وعقول ناس التقدير فيها جيدة من اجل تحليل عوامل عدم الاستقرار في دول الجوار. لكنها عاجزة (إلا اذا شايعتها معجزة) عن معرفة مدة نضجها لتصبح انفجارا؛ ومتى ومن وأين سيُشعل الثقاب الذي يُشعل الحريق الكبير المفاجيء. لان الحديث عن تيارات عميقة كتيارات الحمم البركانية في أعماق جبل بركاني.
والملحوظة الثانية: انه برغم أهمية قضية استقرار نظم الحكم، والانقلابات والانتفاضات الجماهيرية في الأساس، فان هذا الشأن ليس في مقدمة ترتيب أولويات الاستخبارات. أما شؤون مثل الانذار على اختلاف أنواعه، والمعلومات الاستخبارية لبناء القوة والاستعدادات والتخطيطات، والمعلومات الاستخبارية من اجل السياسة – فان كل ذلك هو المفضل. إن وزارة الخارجية الاسرائيلية، كمحيط معاهد البحث الاكاديمية على اختلاف باحثيها ومحلليها، هي التي تستطيع أن تُسهم في قضية الثورات هذه. ومن يعلم، ربما يوجد ذات يوم الطراز العجيب الذي يتنبأ على نحو دقيق بزمان وكيفية انفجار الحمم البركانية الثورية.
والملحوظة الثالثة. في اطار الردع، يكون عمل الاستخبارات أن تقدم إنذارا استراتيجيا بعيد الأمد بتحولات سلبية يتوقع حدوثها في دولة عربية لنا معها علاقات سلام؛ أو أن تبشر بتحولات ايجابية متوقعة في دولة معادية. من مزيد المفارقة أن الحظ ناصرنا الآن، وأن الأحداث في مصر زودتنا بانذار استراتيجي بتحول سلبي في الدولة. إن احدى الخطوات المُلحة الآن لدولة اسرائيل أن تصوغ تقديرات استخبارية جديدة مهما كلف ذلك من مال".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عذابات اولمرت
المصدر: " معاريف ـ شالوم يروشالمي"
" ايهود اولمرت يقول انه يتعذب. وهو يتعذب في عشرات الصفحات التي ينشرها في الصحف ويتعذب في كتاب السيرة الذاتية خاصته ويتعذب في المقابلات التلفزيونية. فقد كان قريبا جدا من السلام، كاد يمد يده فيلمسه ولكن ابو مازن اختفى له في اللحظة الاخيرة "وصائب (عريقات) قال انه كان يجب ان يسافر الى الاردن". ونحن بقينا بؤساء بدون سلام اولمرت، الذي أعاد للفلسطينيين مائة في المائة من الارض.
"قلت لابو مازن، صعب عليّ أيضا، خذ القلم ووقع الان"، يروي ايهود اولمرت في كل صحيفة ودار نشر او في كل محطة تلفزيون للترويج لكتابه. على غلاف ملحق "7 أيام" في "يديعوت احرونوت" في نهاية كانون الثاني، مثلما على غلاف الملحق السياسي للصحيفة في ايلول الماضي، يظهر وجهه المعذب، وهو يمسك بكلتي يديه قلما وكأنه ينتظر الشريك الفلسطيني الذي اختفى. "هو لم يقل لا"، يواسي اولمرت نفسه في مقابلة مع اودي سيغال في القناة 2 في منتهى السبت. وهو لا بد سيعود.
اولمرت ليس شخصا يتعذب. فهو بشكل عام يكره العذاب. هو يحب الاستمتاع. لا حاجة لاكثر من سلسلة لوائح اتهام رفعت ضده لمتابعة الاملاك التي جمعها، نمط حياته، اصدقائه أصحاب الملايين، المال الذي أحبه، والاماكن الفاخرة الذي درج على قضاء وقته فيها في أرجاء العالم. لو كان اولمرت شخصا يتعذب ضميره حقا لكان ينبغي له أن ينهض ويستقيل بعد تقرير فينوغراد الاول في نيسان 2007، الذي فصل قصوراته الخطيرة في ادارة حرب لبنان الثانية.
من بعث عشرات الجنود بطريقة سائبة نحو متهم، كان ينبغي أن يقرأ السطر الاول في التقرير كي ينصرف. والسطر الاول في تقرير فينوغراد كان من شعر يهودا عميحاي "من الانسان أنت والى الانسان تعود". عميحاي يكتب عن "الموت في الحرب يبدأ بالنزول في مدرج انسان آخر، شاب". لدى اولمرت نزل في المدرج 117 جنديا شابا، منهم 46 جندي احتياط. مناحيم بيغن تعذب حتى يوم وفاته على موت الشباب في حرب لبنان الاولى. بيغن ايضا استقال في اثناء الحرب. اما اولمرت فلم يفكر للحظة بان يتصرف مثله.
ما حصل بالفعل هو أن لائحة الاتهام والمحاكمة التي رفعت ضد اولمرت وضد مقربيه على افعال الفساد الخطيرة التي ارتكبوها زعما تعذبه جدا. اولمرت يهزأ في كتابه من السياسيين والصحفيين القدامى الذين يحسدونه ولكن يخيل أن احدا ما كان ليحل محله. لا يوجد في واقع الحال فرق كبير وبينه وبين حسني مبارك، الرئيس المصري، الذي يطرده الشعب من الحكم بعد أن مله ومل حكمه. اولمرت، كما نذكر، هو رئيس الوزراء الاول في تاريخ الدولة الذي اضطر الى الاستقالة بسبب الاشتباه باعمال الرشوة، الغش وخرق الثقة.
من الصعب قليلا متابعة الالاعيب المصلحية على مدى الحياة المهنية الملتوية لاولمرت. صعب ان نفهم كيف أن شخصا عارض اتفاقات السلام التي وقعها مناحيم بيغن مع انور السادات (اولمرت صوت في الكنيست ضد اتفاقات كامب ديفيد في ايلول 1978) يتمسك اليوم لدرجة الهوس بخطة السلام التي تبناها. يمكن فقط بالطبع أن نجرب. فرضية العمل للسياسيين بصفتهم هذه هي ان الجهاز القضائي، نخبة القضاة والنواب العامين هم من محبي اليسار. ارئيل شارون آمن بذلك وليس هو فقط. فهل اولمرت يؤمن به ايضا؟
اولمرت يصور نفسه بانه الرجل الاكثر سواءا للعقل في الدولة وهو يخلق عرضا عابثا بان خطته قابلة للتطبيق؛ وكأنه يمكن اليوم تقسيم القدس. وكأنه كانت لديه القوة السياسية لتحقيق حق العودة. وكأنه كان يمكنه أن يخلي عشرات الاف المستوطنين من منازلهم، بما في ذلك داخل احياء القدس. وكأنه كان يمكنه أن ينقل الحرم والمبكى الى وصاية اجنبية، فيما تحتفظ اسرائيل فقط بخمس هذه الوصاية، الى جانب السعودية، الاردن، فلسطين والولايات المتحدة.
كل شيء جيد على الورق. كل شيء قد يتمكن ربما من مساعدة اولمرت في المحاكم أمام الملفات الثقيلة. ولكن ينبغي لنا ان نأخذ كل شيء ضمن التوازن الحقيقي. ينبغي الامل في أن يعرف الجميع كيف يفرق بين رئيس وزراء سابق حاول ان يجلب السلام وبين المواطن المحلي، الذي يتعذب في مخالفات جنائية وسياق قضائي معقد يسره ان يخرج منه بسلام.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لا تستعجلوا
المصدر: "هآرتس ـ شلومو افنري (*)"
" ماذا يخبيء المستقبل لمصر؟ التاريخ يدل على أنه سهل نسبيا إسقاط نظام طغيان، ولكن أصعب بكثير بلورة واقامة ديمقراطية مستقلة.
عندما تجتمع سلسلة من الملابسات التي تجعل شرائح واسعة من السكان تمل الطغيان، فان انفجار الاحتجاج كفيل بأن يتطور بسهولة الى وضع يجد فيه الحكام أنفسهم منعزلين، واولئك الذين كانوا في الأمس كليي القدرة يبدون فجأة عديمي الوسيلة. الدوافع للانفجارات غير المتوقعة كهذه كفيلة بأن تكون كثيرة: الاحتجاج على الفساد وعدم النجاعة، تعاظم الوعي العام في أن الحكام يحرصون على مصالحهم وليس على مصالح عموم السكان، بل واحيانا الاحساس بأن الحاكم ضعف أو شاخ وقوته هزلت.
بشكل عام، هذا لا يحصل عندما تكون السلطة في ذروة قوتها، أو عندما تكون اجهزة القمع لديها ناجعة جدا: الاحتجاجات الجماهيرية التي أسقطت الانظمة الشيوعية في شرقي اوروبا وقعت ليس في عهد القمع الوحشي لستالين، بل بعد ان أرخى خلفاؤه اللجام قليلا. بعض منهم تميز بالضعف (بريجينيف) أو بالذات بالانفتاح (غورباتشوف). من الصعب ان نتوقع مسبقا نقاط انعطاف تاريخية كهذه. عندما تأتي، فانها تجرف الجماهير وتسقط الحكام المنذهلين عن كراسيهم.
أما بلورة نظام ديمقراطي، بالمقابل، فليس حدثا دراماتيكيا لمرة واحدة، بل سلسلة من السياقات الطويلة التي تستدعي تطورات تدريجية، خلق شراكة بين قوى متعارضة وترتيبات اجتماعية لا تنشأ بين ليلة وضحاها. الثورة الفرنسية أسقطت دفعة واحدة الملكية المطلقة، ولكن في أعقابها جاءت سنوات من الاعدامات العلنية، الارهاب اليعقوبي، الرجعية البشعة والفاسدة وحكم الطغيان في شكل القيصريات النابوليونية. أما الديمقراطية فلم تنشأ بين ليلة وضحاها جراء الهجوم الشعبي على الباستيل: بعد نحو مائة سنة فقط من ثورة سنة 1789 حظيت فرنسا بنظام ديمقراطي مستقل.
وعلى نحو يشبه ذلك ما حصل في روسيا بعد الشيوعية. فمع ان مؤيدين للمسيحانية الليبرالية والرأسمالية تنبأوا، على حد قول فرنسيس فوكوياما، بعصر الحرية و"نهاية التاريخ": إلا انه بدلا من الديمقراطية واقتصاد السوق الليبرالي، تبلور تحت حكم بوتين نظام فردي جديد، يقمع كل بديل سياسي، يسيطر على الاقتصاد ويستخدم الجهاز القضائي لقمع المعارضة.
في دول شيوعية سابقة مثل بولندا، تشيكيا وهنغاريا، الانتقال الناجح للديمقراطية واقتصاد السوق أُتيح بسبب وجود مجتمع مدني، تجربة ماضي معينة في الديمقراطية متعددة الاحزاب وتقاليد، مهما كانت محصورة، من التعددية والتسامح. هذه هي الأسس التي عليها يمكن ان تتبلور ديمقراطية نشطة ومستقرة. كل هذا كان ينقص في روسيا.
هذه الامور يجب ان تقف أمام ناظري المشاهد المجرب لفهم ما يحصل في مصر ويسأل الى أين تتجه. فمن لن ينفعل في ضوء جرأة الجماهير، والكثير منهم شباب، ممن يُخيل انهم أخذوا مصير بلادهم في أيديهم ويطالبون بالحرية والعدل لأنفسهم، لمجتمعهم ولدولتهم؟ ثمة هنا تعبير عن التصميم والشجاعة يدل على التيارات العميقة التي صعدت الى السطح. ومثير للانطباع بقدر لا يقل عن ذلك كبح الجماح وضبط النفس اللذين تميز بهما المتظاهرون ضد السلطة بشكل عام. لا غرو ان المظاهرات أسرت قلوب الصحفيين الغربيين، الذين يتأثرون بالجيل الشاب المثقف والمتحدث بالانجليزية، الذي يستخدم الفيس بوك والتويتر، تماما مثلنا.
ولكن يمكن ان نضع علامة استفهام على المستقبل التالي. نظام مبارك – بلا ريب نظام طغيان، وإن كان معتدلا بالقياس الى النظام في سوريا ونظام صدام حسين في العراق - بلغ منتهاه. السؤال الأكبر هو هل تقف مصر أمام فترة انتقالية هادئة ومرتبة. الجواب الواجب، في ان الآن سيأتي دور الديمقراطية، إذ هكذا يطالب المتظاهرون وهكذا يصرح بالانجليزية الطليقة محمد البرادعي – ليس أمرا مسلما به. الديمقراطية المستقرة ليست الخيار السلطوي الوحيد بعد اسقاط نظام مبارك. توجد امكانيات اخرى.
إحداها هي صعود ديكتاتور عسكري الى الحكم يقمع باسم "القانون والنظام" المظاهرات، يقدم الجيش كمنقذ للأمة، يتبنى جزء من المطالب الشعبية (ولا سيما في الاقتصاد) وربما يتبنى ايضا بعضا من زعماء الاحتجاج. في مثل هذه الظروف، قد نرى البرادعي في منصب وزير الخارجية أو رئيس الوزراء. مدهش؟ لقد سبق لمثل هذه الامور ان حصلت.
امكانية اخرى هي التدهور نحو الفوضى. مع اجراء انتخابات للرئاسة وللبرلمان قد تصعد الى السطح ايضا التوترات الاجتماعية التي يتميز بها المجتمع الاستقطابي المصري. اعمال "السلب والنهب" التي ينظم سكان الأحياء الميسورة انفسهم ضدها هي دليل على احتجاج طبقي وفوارق اقتصادية واجتماعية. كل من يزور القاهرة لا يمكنه ألا يشعر بالصدمة أمام هذه الفوارق التي نجح نظام مبارك في ان يحتويها بطريقة العصا والجزرة – والتي ظهرت في نظرة الى الوراء كعاجزة.
وبالتالي لا يمكن ان نستبعد امكانية وقوع اضطرابات على خلفية طبقية واقتصادية. ليس كل من يهتف اليوم "ديمقراطية" و"حرية" في ميدان التحرير ينسجمون في مسألة توزيع الدخل القومي: النمو الاقتصادي الهائل لمصر في فترة مبارك وسعت جزئيا الفارق بين الاغنياء والفقراء، مثلما يحصل كثيرا في حالة التطور الرأسمالي السريع.
اجراء انتخابات في الفترة الانتقالية ضروري لبلورة الديمقراطية، ولكن في الظروف القائمة فانه اشكالي ايضا. سلطة القمع لمبارك منعت تبلور احزاب معارضة ناجعة: وليس لاحزاب المعارضة الصغيرة، التي سُمح بنشاطها، الاجهزة أو التجربة في تجنيد وتفعيل الجماهير. عمليا، فهي تعتبر متعاونة مع النظام القديم. وباستثناء الجيش، الجهاز الناجع الوحيد في المجتمع المصري – فضلا عن حزب السلطة الذي لا يمكن ان نعرف مدى احتمالاته في انتخابات حرة – هو حركة "الاخوان المسلمين".
وحتى الآن تصرفت الحركة بحذر يستحق الثناء، تذكرها ماضيها، عندما قمعتها السلطة. ولكن التزامها بسياقات ديمقراطية – وليس فقط بانتخابات أولية كفيلة هي بأن تجعلها الحزب الرائد – ليس واضحا جدا. التجربة التركية تظهر ان حزبا اسلاميا حاكما والديمقراطية قد يكونان خليطا اشكاليا.
السؤال كيف ستتعاطى الولايات المتحدة مع هذه التطورات لا يزال قائما. واشنطن كفيلة بأن تزيد بالذات المساعدات الاقتصادية لمصر، كي تعطي جائزة للديمقراطية وتشجع المعتدلين. هناك مؤشرات اولى على ان الولايات المتحدة تحاول الشروع في حوار مع البرادعي. ولكن النتائج كفيلة بأن تكون معاكسة لتلك التي تقصدها الادارة.
في كل الاحوال، فان نفض الرئيس براك اوباما المتسرع عن كاهله زعيم كان حليفا استراتيجيا على مدى ثلاثين سنة لا يدل على فهم أفضل للسياقات التاريخية في المنطقة من فهم الرئيس بوش الذي آمن بأنه يمكن تصدير الديمقراطية الى العراق على رؤوس الحراب. رغم الاختلاف بينهما، فان الرئيس الحالي والرئيس السابق يفعم فيهما الايمان المسيحاني الامريكي بالانتصار التلقائي للديمقراطية: إذ هكذا فكروا في 1990 ايضا في سياق روسيا. وكانت النتيجة بوتين.
خلاصة الامر: طويل الطريق الى الديمقراطية. اسقاط حكم الطغيان هو فعل لمرة واحدة، ولكن الديمقراطية تتبلور في سياق مركب وبعيد السنين. لا ينبغي نسيان ذلك".
(*) بروفيسور في العلوم السياسية – الجامعة العبرية، مدير عام وزارة الخارجية الأسبق".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الجيش المصري والازمة
المصدر: "جيروزاليم بوست – جيفري وايت "
" ربما يكون الجيش المصري الطرف الأساسي في الأزمة الحالية. فعلى الرغم من أنه بقي إلى حد كبير بعيداً عن الصراع في الشوارع ولغاية الآن لم يرفع يده بخصوص مصير النظام، يعتمد عليه الكثيرون لناحية تصرفه في مصلحة الأمة وإجبار الرئيس حسني مبارك على التخلي عن السلطة وتسهيل انتقال هادئ للحكومة الوريثة. هذا الأمر يضع مسؤولية كبيرة على عاتق الجيش المصري ويؤدي إلى إدراك دوره في العملية الضرورية. لا يجب على المراقبين داخل مصر وخارجها أن يأخذوا بعين الاعتبار أنّ الجيش إما "يقوم بالعمل الصحيح" أو التصرف بشكل مستقل. فهو لاعب يتمتع بأوجه وقدرات كثيرة، ويمكن النظر إلى حوافزه وعملياته الداخلية بشكل باهت في الوقت الحاضر.
على الرغم من أنّ الكثيرين يتمنوْن أن يكون الجيش أكثر تورطاً في الأزمة- سواء في قمع أو دعم المتظاهرين- إلاّ أنّ الجيش المصري يؤدي دوراً مضبوطاً إلى الآن. عندما انهارت قوات الأمن الداخلي، تدخّل الجيش لضبط الوضع ومنع الهجمات على المؤسسات الحكومية وإحباط الوقوع في الفوضى. هو لم يتحرك ضد المتظاهرين. بل في الواقع، صرّح علناً أنه لن يُطلق النيران ضد التظاهرات السلمية.
مؤخراً، زاد الجيش المصري من تواجده في الشارع وساعد في السيطرة على النشاط الإجرامي وتحرك لتقييد حرية تحرك المحتجين المناصرين للديمقراطية. أظهرت هذه القوات انضباطاً جديراً بالثناء في أوضاع متوترة وحافظت على تماسكها رغم تعاطفها مع الحشود والطبيعة العاطفية للوضع. في الوقت نفسه، منع الانتشار المتزايد أي هجمات إضافية على المؤسسات الحكومية وحصّن النظام في وجه الضغط المتزايد من قبل العناصر المعادية للحكومة. وهذا الأمر كان الحجر الأساس في قدرة مبارك على البقاء في السلطة. كما سمح الجيش لنفسه بأن يبدو مشاركاً للرئيس وبعضٌ من تصريحاته العلنية كرّرت نداءاته للحفاظ على النظام والاستقرار. إنّ حيادية الجيش المصري الظاهرة في الأزمة لها ميل أكيد اتجاه النظام في الوقت الحاضر.
إلا أن الجيش المصري يبقى تحت ضغط شديد على جميع المستويات. فالجنود والوحدات المنتشرة في الشارع تخضع لتأثيرات التماس المباشر مع المتظاهرين، ما قد يُضعف الانضباط والتماسك. كما أنه يُطلب من الجيش المصري لعب دور لم يتدرب ولم يُجهز من أجله. باختصار، هو قوة تقليدية في وضع غير مألوف. وهذا من شأنه أن يضع مطالب جديدة وغير مألوفة على أكتاف قادة الوحدات ورئاسة الأركان على جميع المستويات. ما هو أكثر أهمية، يُمارس ضغط كبير على الجيش، خصوصاً على مستوى القيادة العليا، من أجل تحديد موقفه- أهو مع النظام أو المعارضة. كما يجب النظر إلى حفاظه الطويل الأمد على دور المهم تاريخياً في الدولة. يُعدّ تحمّل هذه الضغوط تحدياً رئيسياً لمؤسسة ليست معروفة بقدرتها على التكيّف مع أوضاع مائعة.
هل سينشق الجيش؟
كل من العوامل أعلاه له تأثير على التماسك والعقيدة والمهارة العسكرية- ثلاث عناصر مهمة في كيفية ردود الجيش المصري على الأزمة. وهبوط أي من هذه العناصر قد يؤدي إلى مشكلة خطيرة تعترض كفاءة الجيش مع تجلي الأحداث.
بناءً على بنيته وثقافته والضغط الذي يُمارس عليه، من المحتمل أن ينشق الجيش المصري إلى عدة اتجاهات. وهذا واحد من التهديدات الأكثر خطورة على الجيش في الوقت الحاضر والقيادة العليا يجب أن تحصّن الجيش ضده. مثل هذه الانشقاقات قد تحصل بين مكونات السلك أو القيادات العسكرية الميدانية أو الوحدات أو الأفراد. وعند الرد على القوى المنبثقة من الانتفاضة الشعبية، فإن عناصر الجيش المصري قد تنشق إلى خطوط اجتماعية من ضمنها حالات دينية واقتصادية بالإضافة إلى انقسام في صفوف الضباط.
هناك أمور رئيسية عدة غير معروفة تتعلق بالجيش المصري في الوضع الحالي. فالعلاقة بين النظام والقادة العسكريين رفيعي المستوى في أحسن الأحوال. هذه الديناميكية صعب جداً الوصول إليها، لكن قد تكون المسألة الأكثر خطورة في هذه النقطة من الأزمة. ويتعلق بها ديناميكيات موجودة في الجيش نفسه، فيما يخص المواقف والمواقع والتفاعلات للأفراد الأساسيين وقياداتهم. على سبيل المثال، هل ينظر قائد الجيش وقائد سلاح الجو إلى الوضع بالطريقة نفسها؟ ما هو مهم أيضاً مواقف القادة الكبار للوحدات وضباط المستوى الثاني والجنود.
ستكون طبيعة المعارضة أمراً مهماً أيضاً في تشكيل دور الجيش في الأزمة. فقد يظهر شيء ما في طريق قيادة واتجاه المعارضة، وسيرد الجيش على هذا الأمر. ومن المحتمل أنه يراقب بحذر هذه القضية. فقيادة علمانية معتدلة تبدي احتراماً للجيش، أو على الأقل لا تُهدده علناً، ستكون شيئاً مختلفاً عن قيادة إسلامية متطرفة أو معادية للجيش.
في الوقت الحاضر، على الأغلب ينظر الجيش إلى عدة تهديدات محتملة لدوره في الدولة. والتهديدات الفورية تتضمن: احتمال رفض الوحدات الأوامر إذا ما قضت بإطلاق النار على المدنيين وأصبح يُنظر إلى الجيش على أنه عدو الشعب إذا ما تورط في أعمال عنفية ضد المتظاهرين والانشقاق جراء ضغوط الأزمة وحلّ الجيش في جو سياسي ـ اجتماعي فوضوي. على المدى البعيد، على الأغلب يخاف الجيش المصري من أن يتقلص دوره من حيث الأهمية في أي نظام سياسي جديد وأن يصبح أسيراً للقوى السياسية أو الانغماس في الفئوية السياسية.
على الرغم من أن الأزمة تبقى غير واضحة، فهي لا تقل خطورة بالنسبة للجيش عن حروب مصر السابقة مع إسرائيل. يمكن أن يُساعد الجيش في تعبيد الطريق لانتقال هادئ وغير فوضوي للسلطة، لكنه يريد أيضاً أن يبقى مؤسسة مركزية بعدئذ. فعلى الرغم من كون مبارك رجلاً عسكرياً واعتنى جيداً بالقوات المسلحة خلال قضائه ثلاثين عاماً في السلطة، من غير المحتمل أن يُضحي بموقعه ودوره في سبيل مبارك. فهو قد يُضحي بمبارك، لكنه لن يُضحي بنفسه.
من الصعب جداً تصوّر مصر دون حصول الجيش على دور أساسي. بغض النظر عما هو قادم، فأي قيادة جديدة في القاهرة ستكون بحاجة لأن تُساكن الجيش. وعلى الرغم من أن بعض الشخصيات العسكرية قد تغادر المشهد، فإن الجيش كمؤسسة أساسية لن يفعل.
هذا يفترض بأن يبقى الجيش المصري إلى حد كبير نائياً بنفسه عن الأزمة. وأي مستقبل بديل قد ينبثق إذا ما انشق الجيش إلى خطين أو أكثر كما نوقش أعلاه. في هكذا سيناريو، قد تتطور المنافسة على القوة العسكرية مع فئات سياسية تحاول كسب عناصر مختلفة من الجيش المصري. وذلك سيكون مستقبلاً كئيباً".