المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


أخبار العدو

المقتطف العبري ليوم الجمعة: حذر في الذكرى السنوية للقادة الشهداء


عناوين الصحف وأخبار وتقارير ومقالات مترجمة من صحافة العدو
"هآرتس":
ـ مبارك ينقل صلاحياته: الجماهير في القاهرة تطالب برحيله.
ـ نتنياهو يلغي غلاء الوقود والمياه: "نحن نشهد بوادر أزمة اخرى".
ـ عيني باروش وبوحبوط سيواصلان تنغيص حياة نتنياهو.
ـ نتنياهو: لم يكن لنا مفر غير تنفيذ تقليص عرضي.
ـ مبارك رفض الاستقالة ولكنه نقل صلاحياته الى نائبه.
ـ الجيش الإسرائيلي يرفع حاجز حوارة، أحد الحواجز المركزية والاكثر ازدحاما في الضفة.
ـالمتظاهرون الذين لم يوافقوا على المساومة كسروا ظهر الطاغية.
ـ من احتجاج موجه الى ثورة ديمقراطية.
"إسرائيل اليوم":
ـ مبارك: ينقل صلاحياته الى سليمان – ولكن لا يستقيل.
ـ تخفيض سعر الوقود والماء، زيادة الحد الادنى للاجور.
ـ لجنة تيركل تصادق على تعيين غانتس رئيسا للاركان.
ـ يتخلى، ولكن لا يرحل.
ـ المتظاهرون غاضبون: يا مبارك ارحل.
ـ "حل اجتماعي موزون ومسؤول".
"يديعوت احرونوت":
ـ قبيل النهاية.
ـ استسلام جزئي.
ـ فؤاد اتصل بمبارك.
ـ تلقينا تمديدا.
ـ اشكنازي: الاستقرار افضل من الديمقراطية.
ـ اقل مما ينبغي، متأخر أكثر مما ينبغي.
ـ رزمة تسهيلات صغيرة.
ـ حاخام على كرسي الاتهام.
"معاريف":
ـ يتمسك بالكرسي.
ـ مبارك نقل صلاحياته الى نائبه – ولكن يرفض الاستقالة.
ـ لا يتنازل.
ـ ابو الهول من القاهرة.
ـ حرب الخلافة.
ـ ميدان الغضب.
ـ اوباما: هذه لحظة تاريخية.
ـ التسهيلات التي جاءت تالية.
ـ سبت أخير (لاشكنازي).
أخبار وتقارير ومقالات 

مناورة مشتركة لمواجهة تظاهرات حاشدة من قبل جزء من عرب إسرائيل
المصدر: "موقع عنيان مركزي ـ غيل لانداو"
" تنهمك القوات الأمنية الإسرائيلية خلف الكواليس باستعداد محموم لاحتمال اندلاع اضطرابات في "إسرائيل" على شاكلة التظاهرات في تونس ومصر. إحدى الاستنتاجات مما يجري في مصر هو الحاجة إلى الاستعداد الاستخباري المسبق حيال مجريات الأمور وسط عرب "إسرائيل".
على المستوى العملي تقرر استعداد الشرطة وحرس الحدود والجيش الإسرائيلي لاحتمال ان تنجح جهات خارجية في إثارة السكان العرب في "إسرائيل" وحثها على الخروج إلى الشارع. وفي هذا الإطار ستُجري الشرطة في الأيام القريبة العديد من المناورات التي وُصفت بأنها "مناورات مباغَتة" حيث سيُستدعى رجال الشرطة ضمن إخطار قصير لمواجهة اضطرابات محتملة على المثلث، بما في ذلك قطع طريق وادي عارة وطرق الجليل، إضافةً غلى اضطرابات في القدس وحيفا ويافا والرملة واللد، وفي النقب سيراقبون راهط والقرى البدوية.
وقد عُين رئيس شعبة العمليات في الشرطة، العميد نيسيم مور، رئيساً للمناورات، التي ستشارك فيها كافة محطات الشرطة في البلاد ووحدات حرس الحدود ضمن سيناريوهات طوارئ مختلفة وإخلال منظم بالنظام بمشاركة شيوخ ونسوة وأطفال سيحاولون جر الشرطة إلى العنف الزائد.
كما سيشترك حرس السجون والجيش الإسرائيلي والموساد والأمن العام (الشاباك) في جهود منع عرب "إسرائيل" من إحلال الفوضى الخارجة عن السيطرة في أنحاء إسرائيل".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اشكنازي إلى جزر الكاريبي: الوديعة موجودة في أيد أمينة
المصدر: "موقع walla الاخباري على الانترنت"
" أنهى رئيس هيئة الأركان العامة ولايته، اللواء "غابي اشكنازي". يوم الخميس هو عمليا يومه الأخير في المنصب، في مكتبه في "الكريا" في تل ـ أبيب. وكان "اشكنازي" يجري كل يوم خميس جلسة "جلسة تقدير الوضع الأخير بإشرافه. وقال "اشكنازي" خلال وداع الصحفيين العسكريين "عندما بدأت بالمهمة شعرت بالمسؤولية الأكبر وهكذا اشعر اليوم. وأبارك على الهدوء النسبي الموجود حاليا على الحدود وطبقة القيادة الحالية تدرك حجم المسؤولية ومهمتها حول الدفاع عن دولة إسرائيل".
كما تطرق "اشكنازي" الى الخضات التي هزت مؤخرا الجيش الإسرائيلي، وقال "في هذه الأيام أعمل بمساعدة رئيس هيئة الأركان العامة المقبل "بني غنتس"، بفرضية عدم حصول تغييرات. وآسف على بعض الأحداث التي كانت في الآونة الأخيرة وكان من حسن حظه أنها حدثت معنا، لكن الجيش الإسرائيلي أقوى من الأحداث التي حوله. وأنا على ثقة ان "بني"، سيقوم  بالعمل بإخلاص سويا مع هيئة الأركان العامة. وأيضا كمواطن أشعر أن الأمن موضوع في أيدي مهنية. وكان لدي الحق بالأشراف على طبقة قيادة مميزة. ومن المهم لي القول شكرا للقادة وللجنود الموجودون في قسبا التابعة لنابلس و"قسبا" التابعة للخليل، في غزة وفي حدود سيناء، وفي حرمون وفي الجولان. فوديعة حماية الدولة موجودة في أيادٍ مخلصة وقوية، التي تؤمن بصوابية الخط".
وعندما سئل عن خططه بعد ان يعود من عطلته في جزر الكاريبي، رد رئيس هيئة الأركان المنتهية ولايته ان "كل الخيارات موجودة على الطاولة. ويتوقع اشكنازي يوم الاثنين المقبل ان يأتي مع رئيس هيئة الأركان المعين اللواء "بني غنتس" الى مكتب رئيس الحكومة في القدس، حيث سيقام هناك الاحتفال الرسمي، الذي سيعلن خلاله عن بدء مهمة "غنتس" في منصب رئيس هيئة الأركان العامة الـ20 للجيش الإسرائيلي. وفورا بعد ذلك سيأتي الضابطان الى "الكريا"، حيث سيتم استقبالهما من قبل حرس الشرف. وبعد ذلك سيصعدون الى الطابق 14، حيث مكتب رئيس هيئة الأركان العامة، كما سيجري احتفالا صغير بالمناسبة. وفي نهاية الاحتفال سينزل اشكنازي وسيستعرض حرس الشرف الذي سيقام للمرة الأخيرة تكريما له، وفي الختام يخرج مع سيارته من  قاعدة الكريا آخر مرة".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
إسرائيل تحذر من الذكرى السنوية لشهداء حزب الله
المصدر: "يديعوت احرونوت"
" حذرت هيئة مكافحة الإرهاب من تزايد التهديدات للقيام بإستهداف مدنيين إسرائيليين في الخارج خلال الأسبوع القادم, وبشكل خاص في مصر, تركيا, أذربيجان, جورجيا, أرمينيا, ساحل العاج, مالي, موريتانيا وفنزويلا. والسبب هو الذكرى السنوية لمقتل المسؤولين في حزب الله عماد مغنية, وعباس الموسوي. وأوصت الهيئة بتجنب التواجد في هذه المرحلة في مناطق ذات كثافة إسرائيلية, كما نصحت الهيئة بالإستماع إلى تعليمات السلطات الأمنية المحلية".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كلينتون اجتمعت بباراك: "ملتزمون بأمن إسرائيل"
المصدر: "يديعوت احرونوت ـ إسحاق بن حورين"
"على خلفية الأحداث الجارية في مصر، ينقل البيت الأبيض رسالة واضحةـ "ملتزمون حيال إسرائيل وأمنها". في ختام اللقاء الذي عقده وزير الدفاع "إيهود باراك" في واشنطن مع وزيرة الخارجية الأميركية "هيلاري كلينتون" ومسؤولين آخرين، أعلن البيت الأبيض ليلاً (الخميس) أن الولايات المتحدة "ستواصل دعمها الدائم والثابت للجيش الإسرائيلي، والتعاون اللا نظير له بين كلتَيْ الحكومتين".
كما حضر اللقاء الذي عُقد مع "باراك"، إلى جانب وزيرة الخارجية، وزير الدفاع "روبرت غيتس" ومستشار الرئيس للأمن القومي "توم دونيلون". المسألة تتعلق بلقاء أولي بين جهة إسرائيلية وقيادة الإدارة الأميركية منذ بدء الأزمة في مصر، التي أفضت إلى حدوث تخوف في إسرائيل إزاء اتفاقية السلام، وإزاء الإستعداد لليوم الذي يلي إنهاء مهمة "مبارك".
وفي البيان الصادر عن البيت الأبيض أفيد أن الأميركيين ناقشوا مع "باراك" مسألة التطورات الأخيرة في مصر، ضرورة تعجيل عملية السلام في الشرق الأوسط، وبذل المساعي لمنع إيران من إحراز سلاح نووي. وقد اتُفق في اللقاء على أن تواصل الولايات المتحدة إقامة علاقة وطيدة مع إسرائيل "إزاء كل التحديات المشتركة وإزاء القضايا الموجودة على جدول الأعمال المشترك لدينا".
وفي نطاق زيارته التي تستغرق يومين إلى الولايات المتحدة الأميركية، يعقد "باراك" سلسلة لقاءات مع مسؤولين أميركيين. وسيجتمع هذا الصباح مع رئيس الــ CIA، "ليون بانتا"، ومع مسؤول مجلس الأمن القومي "دنيس روس". لدى "روس" دور حاسم في المجلس بخصوص النووي الإيراني، كما يُعتبر شريكاً في مساعي  إنعاش العملية السياسية الإسرائيليةـ الفلسطينية.
وخلال اليوم يلتقي "باراك" زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ، "أريك كنتور"، وزعيم الأقلية الديمقراطية "ستنلي هوير". كما سيصل "باراك" اليوم إلى نيويورك للقاء أمين عام الأمم المتحدة، "بان كي مون". بالإضافة إلى ذلك، سيمثِّل وزير الدفاع إسرائيل في اجتماع خاص لمهرجان الأمم المتحدة، وذلك بمناسبة يوم الذكرى الدولية للكارثة". 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مصر لن تعود مصر والشرق الاوسط لن يعود شرق أوسط
المصدر: "الاذاعة الإسرائيلية"
" قال بالدكتور دان شيفتان من جامعة حيفا, أن الرئيس المصري مبارك يذكرني بشخص يلحق به نمر, وهو يقوم كل فترة برمي قطعة من لحمه اليه، الا ان النمر يواصل اللحاق به، وقال أن مصير مبارك لا يعني اي احد, ما هو مهم هو أي نوع من الحكم سوف يقوم في مصر بعد ان يرحل.
وتحدث شيفتان لاذاعتنا عن احتمال أن تبقى السلطة الحالية مع تغيرات مهمة وعميقة, واحتمال آخر بان ندخل في فترة طويلة من عدم الاستقرار، وقال "انا ارى ان السلطة الحالية سوف تستمر مع تغيرات مهمة وجذرية باعتبار ان الجيش لن يتخلى عن موقعه الخاص, فالجيش لا يقوم فقط بالسيطرة على الوضع في مصر بل ايضا الجيش يمسك بالقوة الاقتصادية, وانا لا ارى ان الامر سوف يذهب إلى حد الفوضى باعتبار ان مصر دولة لا تستطيع ان تعيش فترة طويلة تحت الغضب, لذا اعتقد ان هذا ما سوف يحصل, لكن من خلال النتائج السلبية على المنطقة فللأسف الشديد ان كل امر سوف يجري سوف يكون اسواء مما كان عليه الوضع حتى الآن".
وقال شيفتان، أن مصر لن تعود مصر, وفي الاساس الشرق الاوسط لن يكون نفس الشرق الاوسط, بسبب ارتفاع الراديكالية الايرانية وحلفاءها ومع الراديكالية للشارع العربي فانه لن يكون هناك حجر استقرار, الوضع للاسف الشديد سوف يكون فيه الكثير من المشاكل, فالولايات المتحدة غير قادرة لا على فهم ما يجري في المنطقة ولا قادرة على قيادة ولو جزئيا هذه النماذج التي تتسم بهم هذه المنطقة".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يخشون في "إسرائيل" من فترة ما بعد مبارك
المصدر: "القناة العاشرة"
" مصر إلى أين؟ بيان الرئيس مبارك عن نقل صلاحياته إلى نائبه عمر سليمان، مع نهاية أسبوعين ونصف من المظاهرات الحاشدة، تطرح أسئلة وعلامات استفهام كثيرة بخصوص مستقبل القوى العظمة العربية وعلاقاتها مع إسرائيل. المخاوف في القدس هي أن يصبح نظام الجديد في القاهرة عدائي، لكن في واشنطن يوضحون أن العلاقات بين إسرائيل ومصر لا يتوقع أن تتضرر.
بطبيعة الأمور، في إسرائيل، يخشون من إقامة نظام عدائي في مصر، الأمر الذي قد يدفع إسرائيل إلى زيادة جيشها، وتعزيز الحدود مع مصر وربما ايضا الدخول مرة أخرى إلى قطاع غزة. بهذا الخصوص، صرحت مصادر إسرائيلية لصحيفة "وول ستريت جورنال"، أن هناك فرصة لقيام نظام معادي لإسرائيل في مصر يقلص العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل، التي تعززت منذ اتفاق السلام في العام 1979.
وأشارت مصادر إسرائيلية أن السقوط المتوقع لمبارك من الحكم في القاهرة يشكل ضربة فعلية للإستراتيجية الإسرائيلية في الشرق الأوسط المتبعة ضد أنظمة كإيران وسوريا الذين يدعمون المجموعات الإسلامية المسلحة. حسب تقدير المصادر يبدو أن مصر في الطريق إلى الانضمام إلى هذا المحور.
كذلك ايضا، لا تستبعد مصادر إسرائيلية احتمال أن تبدأ منظمة الإخوان المسلمون في اخذ حصة سياسية في النظام المصري وتؤدي إلى إلغاء اتفاق السلام والحصار المصري الجزئي على قطاع غزة. بهذا الخصوص، يدعي مسؤولون كبار سابقين في الأجهزة الاستخبارية الإسرائيلية، انه على ضوء التطورات، على إسرائيل التخطيط بجدية إلى احتلال قطاع غزة من جديد أو على الأقل عدة مناطق على امتداده. من الجهة الأخرى هناك من يدعي أن وضع كهذا سيدخل إسرائيل في سنوات صعبة من القتال".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
باراك: انتخابات سريعة سينجح فيها الإخوان المسلمون
المصدر: "يديعوت احرونوت – يتسحاق بن حورين"
" تابعوا في القدس يوم أمس خطاب الرئيس المصري حسني مبارك، الذي أعلن انه سلم جزء من صلاحياته إلى نائبه عمر سليمان، لكنه قال انه لن يستقيل من منصبه. مسؤولون كبار في القدس قالوا ليديعوت احرونوت، أن "إسرائيل ستضطر إلى الاستعداد بشكل مناسب" لوضع جديد في مصر. وزير الدفاع ، إيهود باراك، الذي يزور نيويورك حذر أن "الإخوان المسلمون" قد ينجحون في الانتخابات في مصر، إذا ما جرت بعد ثلاثة أشهر، "لأنهم الأكثر تنظيما".
وفي مقابلة مع شبكة ABC، اقترح باراك السماح للمصريين بفترة طويلة للإعداد للانتخابات لتمكين الأحزاب الأخرى من تنظيم أمورها. حسب كلامه، يجب أن نضمن في هذه الفترة للمصريين من خلال محادثات سرية، أن العالم الغربي سيقف وراء الديمقراطية المصرية.
وفي وقت لاحق رفض من وزير الدفاع، التطرق إلى ما يجري في مصر، وقال للمراسلين في الأمم المتحدة، "لن أرد على ما يجري في مصر. مستقبلهم مرتبط بالشعب المصري".
باراك، الذي تحدث مع المراسلين بعد اجتماعه بسكرتير الأمم المتحدة بان كي مون في نيويورك، تطرق ايضا إلى مواضيع سياسية. فقال "عملية السلام يمكن أن تنطلق في حوار بين إسرائيل والفلسطينيين. ثبتنا خطوات بناء ثقة على الأرض. نحن مستعدون للدخول في محادثات حول الترتيبات الأمنية للدولة الفلسطينية المستقبلية".
في المقابل قالت جهات سياسية إسرائيلية، انه ليس من مانع أن تطلب موازنات إضافية إلى الأمن، على ضوء التغيرات في مصر. وقالوا أن رئيس الحكومة أمر بتسريع بناء الجدار الحدودي مع مصر. وفي وقت لاحق، قبل خطاب مبارك، قال نتنياهو أن إسرائيل "تتوقع من أي حكومة مصرية أن تحافظ على اتفاق السلام".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لا تغيير في تركيا، الا بعد تغيير الحكومة في انقرة
المصدر: " موقع NFC  الاخباري على الانترنت ـ عوفر ولفسون"
" قال الباحث الأميركي الدكتور آرييل كوهين(*)، خلال الورشة البحثية تحت عنوان "تركيا، هل هناك مكان للقلق؟"، والتي أُجريت في إطار مؤتمر هرتسيليا 2011 في المركز المتعدد المجالات، إنه إذا واصلت تركيا الوقوف إلى جانب حزب الله وإيران، فإن إسرائيل ستواجه أحد أصعب التهديدات الوجودية في تاريخها، إذ "لدينا أسباب جيدة للقلق". تركيا، بحسب كوهين، تضع علاقتها مع الولايات المتحدة موضع شك في كل مرة تسمح فيها لعلاقتها مع إسرائيل بالتدهور حتى قبل حادثة السفينة مرمرة.
يقول كوهين، أن "لدينا بالتأكيد اسباب جدية للقلق حيال التطورات السياسية الداخلية والخارجية لتركيا". 
وحسب قول كوهين فإن تركيا تضع علاقتها بالولايات المتحدة موضع شك في كل مرة تعود وتسمح لعلاقتها بإسرائيل بالتدهور حتى قبل مرمرة، مذكّراً بأن أردوغان نال الكثير من التصفيق بعد قوله لشمعون بيرس : "أنتم تعرفون بالتأكيد كيف تقتلون". ويضيف كوهين ان خرق العقوبات من قبل شركات تركية، وجّهت الإدارة الأميركية اتهامات لها، يؤشر إلى معطيات مقلقة ومن الجدير أن نواصل العمل مع القوى الموالية للغرب من أجل قلب العملية رأساً على عقب. وقال: "إذا واصلت تركيا الوقوف إلى جانب حزب الله ودعم التغيرات الراديكالية في مصر وإيران، فإن إسرائيل ستواجه أحد أصعب التهديدات الوجودية منذ سنواتها الستين الأخيرة. ولتمييزها عن منافسيها العرب فإن تركيا لديها تاريخ عسكري مجيد، ولديها جيش قوي جداً، وهي عضو في الناتو، ولديها قاعدة صناعية واسعة وهي موجودة ضمن المجموعة العالمية".
من جهته، قال رئيس معهد غلوريا لابحاث الشرق الاوسط والعلاقات الدولية، البروفيسور باري روبين، انه على ضوء الأيديولوجية والوجهة التي تتوجها إليها الإدارة التركية، لا يمكن لإسرائيل فعل شيء من اجل تغيير الوضع القائم. وحسب قوله التغيير سيحصل فقط إذا قامت حكومة جديدة في تركيا.
وأضاف أوزل أن القوة المحركة لتركيا هي المصلحة الاقتصادية: "أولويات تركيا هي إحلال السلام في المنطقة من أجل تعزيز الاستقرار السياسي، وهذا سيكون جيداً للأعمال أيضاً. والأعمال الجيدة ستعزز أيضاً الاستقرار السياسي والسلام في المنطقة يكون أقوى. خلال السنة الأخيرة وصلت السياسة الخارجية لتركيا إلى حالة النضج، وأعتقد أنه من الناحية الاستراتيجية والمنطقية هذا الوضع سيؤثر على الشرق الأوسط بأكمله وليس فقط على إسرائيل وتركيا".
(*) باحث رفيع المستوى في Heritage Foundation في الولايات المتحدة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الثورة الإيرانية تواصل النجاح
المصدر: "يديعوت احرونوت ـ دافيد شاين (باحث في العلاقات الدولية من حزب الليكود)"
"في يوم الجمعة سيخرج الملايين إلى الشوارع في إيران، لكن بخلاف ما يجري في مصر هذه المرة من أجل إعلان الولاء للنظام الذي ما زال مهماً لطريق الثورة الإسلامية. بعد 32 سنة على تلك الثورة، يبدو أن إيران في طريقها إلى تأسيس مكانتها كقوة عظمى في الساحة الدولية.
في الوقت الذي سيخرج فيه المصريون اليوم الجمعة إلى تظاهرة أخرى ضد نظام مبارك، يحتفل الإيرانيون بالذكرى السنوية الـ  32 للثورة الإسلامية. النظام الإسلامي الذي أقامه  الخميني في سنة 1979، على الرغم من التحديات الكثيرة التي كان يواجهها، سيحظى بدعمٍ إضافي من جانب ملايين الإيرانيين الذين سيشاركون في تظاهرات في مختلف مدن إيران. لكن، كما في كل سنة، كثير من المشاركين سيكونون فقراء الشعب الذين سيحصلون في المقابل على وجبة ساخنة. مع هذا فإن المراقب من الجانب يكوّن انطباعاً أن نظام آيات الله آخذ في التعاظم.
لا زلنا نذكر الحشود في شوارع طهران قبل حوالي سنة ونصف بعد الانتخابات الرئاسية. الكثيرون رأوا فيها فرصة لإسقاط النظام الإسلامي في إيران، لكن كلما كبرت الآمال كبرت خيبات الأمل. اليوم، في نظرة إلى الوراء، يمكن القول أن اضطرابات حزيران 2009 قوّت غلى حد ما النظام الإيراني. فقادة النظام، وعلى رأسهم المرشد خامنئي، حصلوا على رخصة كم الأفواه، والحظر، وإخفاء أو قتل غالبية المعارضين باسم حماية النظام. ونجح عناصر حرس الثورة في قمع الجموع التي خرجت إلى الشوارع، ومن خلال ذلك عزز النظام أسسه المتقوضة.
ومن ذلك الحين ونحن نشهد تقدّماً هائلاً في مكانة إيران في المنظومة الدولية. التهديد النووي، الذي يسلب النوم من عيون الكثيرين في الغرب، ما زال على جدول الأعمال ولم يتم بعد إيجاد السبيل لتعطيله. بعد فشل الانقلاب في سنة 2009، الآمال بأن ينتفض الشعب الإيراني ضد قادته ويقضي على البرنامج النووي أصبحت خيالاً بعيد المنال. العقوبات الاقتصادية التي فُرضت على إيران لم تمس باستقرار النظام ولم تنفع في تجميد البرنامج النووي على حد سواء. والمفاوضات مع دول 5+1 انتهت من دون نتائج. الإيرانيون من جانبهم يواصلون دربه، يبنون مفاعل نووية إضافية ويضعون المزيد من الخوذ ويتأنّقون استعداداً لحفل دخولهم نادي الدول النووية.
نظام آيات الله في إيران، الذي كان ممقوتاً من قبل غالبية العالم الغربي على مدى سنين طويلة، يصبح ليكون مكرراً من قبل دول المنطقة. تركيا، الحليفة الأبرز للغرب، انضمت كمحور مركزي في الحلف الإيرانيـالسوري. النموذج العلماني خاصة أتاتورك، والذي كان نظام الشاه الإيراني على شاكلته، رمز في نظر الكثيرين على انه تحدٍّ للنموذج الإسلامي خاصة خامنئي، وكما قلنا خلع (النظام التركي) جلده ويتجه شرقاً نحو إيران.
قبل نحو أسبوعين سقط لبنان بشكلٍ رسمي بيد نصر الله، ربيب الإيرانيين. قضية اغتيال الحريري، التي زادت التوترات بين مختلف الطوائف في لبنان، أدت إلى إقالة رئيس الحكومة سعد الحريري، ابن رئيس الحكومة المقتول. واحتل مكانه نجيب ميقاتي المدعوم من حزب الله. وهذه خطوة إضافية في تعزيز "الهلال الشيعي" في الشرق الأوسط.
كما أننا نشهد في الأيام الأخيرة اضطرابات في مصر، في تونس، في الأردن، وفي اليمن. صحيح أنه ما زال من المبكر تحديد نتائجها لكن من يعرف تفاصيل الثورة الإسلامية في إيران في العام 1979 لديه شعور قوي بأن هذا ما سيحصل. حينها أيضاً قامت المعارضة لنظام الشاه على النضال الاجتماعي وضد الفساد والفقر. حينها أيضاً كانت هناك الكثير من الحركات التي اتحدت ضد الشاه (من بينها الشيوعيون أيضاً) وفي نهاية كانت الغلبة للإسلاميين.
في الختام، وبخلاف ما يعتقد الكثيرون في العالم الغربي، الثورة الإسلامية في إيران لا زالت أمواجها تضرب. أمواج تزداد قوة. وكما هي الأمواج فإن مكانة النظام الإسلامي تنخفض مرة كل عدة سنوات، لكنه بمثابة انخفاض يُفضي غلى ارتفاع. منذ حزيران 2009 نحن نشهد تعزز مكانة إيران على الساحة الدولية، وصحيح إلى الآن إيران على الطريق الصحيح، بالنسبة إليها طبعاً".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الجيش يتعزز ومبارك يتراجع
المصدر: "يديعوت احرونوت – روعي نحيماس"
" لم يكن واضحاً هذه الليلة (الماضية) ما إذا انتهت الأزمة في مصر، باستثناء الخطاب التاريخي الثالث للرئيس حسني مبارك. بخلاف تعنت بعض وسائل الإعلام العربية، لم يستقل مبارك من منصبه، بل بقي محتفظاً بلقب "الرئيس". زيادةً على ذلك، ليس فقط أنه لم يفر إلى دبي مع مليارَيْ دولار، مثلما سبق وزعم الاخوان المسلمون، إلا انه عاد وأعلن أنه سيبقى في مصر "منتصب القامة حتى يومه الأخير".
ومع كل هذا، كانت هناك عدة جمل تاريخية في خطابه. فقد أعلن الرئيس مبارك أن ينقل صلاحياته الرئاسية إلى نائبه الجديد، عمر سليمان. لكن تبقى ماهية الصلاحيات غير واضحة. وماذا يعني هذا؟ صحيح ان بعض المحللين العرب سارعوا إلى القول أنه من هذه الليلة مبارك هو "رئيس شرف" وليس أكثر من ذلك، لكن بنفس اللهجة يجب الاعتراف أن مكانة الرئيس المصري تبدو غامضة أكثر مما هي مسألة منتهية، وأصلاً من غير الواضح ما إذا كان توصيف "رئيس شرف" سيُرضي المتظاهرين. ثم ان مبارك تعهد بإجراء انتخابات رئاسية لغاية شهر أيلول ولن يتنافس فيها وإلى ذلك الحين سيتم تعديل الدستور بحيث يمكن لكل من يريد أن يترشح.
وتوجّه مبارك إلى شباب مصر "كأبٍ لأبنائه" وليس "كرئيس لشعبه"، حتى انه اعتذر من عائلات القتلى ووعد بالتحقيق في مقتل أعزاءها والتوصل إلى الحقيقة ـ وهذا أيضاً تاريخ صغير في مصر حيث يعتذر رئيس عن مقتل مدنيين.
لكن على الرغم من كل هذه اللفتات، لا زال مبارك رئيسا. من الممكن أنه على الرغم من كل اللفتات التي أبداها في الأسابيع الأخيرة، يوجد غير قليل من المتظاهرين في ميدان التحرير الذين لن يستكينوا ولن يكفوا عن التظاهر حتى يدفع كرسيه ثمناً. في المقابل، أوضح مسؤولون كبار في الجيش أنهم لن يترددوا في الضرب بيدٍ من حديد لصالح النظام العام.
ومن أجل استكمال الرسالة تم إرسال نائب الرئيس المُقوَّى سليمان إلى الكاميرات فور انتهاء كلمة مبارك وعلى لسانه رسالة واضحة للمتظاهرين : تظاهرتم، وحصلتم على ما أردتم، يكفي! إذهبوا إلى منازلكم! لا تستمعوا إلى القنوات الفضائية التي تحرض على حرب أهلية (تلميح إلى الجزيرة). لكن هنا أيضاً من غير الواضح الاستجابة لدعوته.
بيد ان خطاب مبارك لم يكن الأمر التاريخي الوحيد أمس. عملياً، المعركة المثيرة تجري في مصر خلف الستار. وعندما نجمع قطع البازل يبدو أكثر أن النظام المصري آخذ بالتلون بلون الجيش المصري، تقريباً غلى حد بلوغه الحكم العسكري. بدأ المر بتعيين القائد السابق لساح الجو، محمد شفيق، رئيساً للحكومة والجنرال محمد وجدي وزيراً للداخلية، واستمر بإقالة رجال الاعمال من الحكومة وطرد الشخصيات البارزة وبينهم ابن الرئيس، جمال مبارك، من قيادة الحزب الحاكم.
بُعدٌ إضافي على تعزز الجيش في مؤسسات السلطة هو جلسة هيئة أركان الجيش المصري، برئاسة وزير الدفاع، محمد حسين طنطاوي. الجلسة، التي عُقدت بغياب مبارك ـ وللتذكير مبارك هو القائد الأعلى للقوات المسلحة ـ ووُصفت بأنها "غير محددة بوقت" وستنتهي ببيانٍ خاص يصدره الجيش. وجاء في بيان الجلسة : "قرر المجلس (الأعلى) مواصلة انعقاده من أجل البحث  في كافة الخطوات التي يمكن اتخاذها من أجل حفظ الوطن والأملاك وتطلعات الشعب المصري العظيم". بكلمات اخرى، سنعمل ما نجده صحيحاً من أجل حفظ النظام العام.
وبُعد آخر عملي هو تقهقر مبارك لصالح المحور الرائد حالياً في قيادة مصر ـ محور سليمان طنطاوي. وكما نذكر فإن نائب الرئيس الجديد، عمر سليمان، هو رئيس المخابرات ورجل امن، أخذ على عاتقه مهمة إدارة الحوار مع مجموعات المعارضة المختلفة وبلورة نظام جديد كي لا تنهار السلطات في مصر وتنزلق إلى فوضى وصراعات قوى مهلكة.
حليفه، وزير الدفاع محمد حسين طنطاوي، أخذ على عاتقه مهمة الحفاظ على الأمن في مصر كي لا ينزلق هو الآخر إلى فوضى في الشوارع. كلاهما شخصيتان هما الأقوى حالياً وهما مؤشران على انتقال الجيش إلى مقدمة المسرح السياسي في مصر. ليس بالفعل انقلاب، لكنه بالتأكيد خطوات فعلية غلى داخل السلطة. إذاً، ربما لم يُسقَط الرئيس المصري اليوم في مشاهد تذكّر بسقوط الأنظمة الشيوعية في الماضي، لكن ما يجري حالياً هو تنحٍ متدرج لمبارك إلى الجانب لصالح المؤسسة العسكرية.
السؤال الكبير هو إلى أي مدى سيبقى يتنحى مبارك جانباً، وإلى أي مدى سينجح في الاستمرار في حيازة لقب الرئيس، حتى ولو كتشريف،  لغاية أيلول في الوقت الذي يواصل فيه الكثير من المتظاهرين يرددون مطلباً واحداً : ارحل، الآن. صحيح إلى الآن، يجب الاعتراف، أنها تبدو مهمة (بقاء مبارك) غير سهلة أبداً، هذا إذا لم نقل مستحيلة.
من المحتمل ان يحتاج مبارك إلى امتشاق جوكر إضافي من جيبه، إذا ما كان معنياً بالبقاء كرئيس شرف لعدة أشهر والمغادرة بهدوء نسبي. فبعد كل الأوراق التي رماها إلى الطاولة في الاسبوعين الأخيرين يبدو أن سيضطر إلى أن يكون مبدعاً بوجهٍ خاص فيما الاختبار الحقيقي هو اليوم الجمعة : تظاهرات بعد صلاة الجمعة".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اشكينازي: الاستقرار افضل من الديمقراطية
المصدر: "يديعوت احرونوت – يوسي يهوشع"
"في الشرق الاوسط الاستقرار افضل من الديمقراطية" – هكذا قال أمس رئيس الاركان غابي اشكنازي في تقويم للوضع تناول التطورات الاخيرة في العالم العربي.
 وأجرى أمس الفريق اشكنازي الذي سينهي ولايته يوم الاثنين، تقويما أخيرا للوضع في المنصب بحث فيه ضمن أمور اخرى الاحداث الاخيرة في مصر. اشكنازي، الذي واصل أمس جولة مناسبات الوداع للجيش الإسرائيلي، ألقى خطابا في احتفال تخريج لدورة قيادة وأركان في غليلوت. وقال رئيس الاركان انه "في الاونة الاخيرة نشهد تغييرات كبرى في محيطنا، تعظم الضباب في سماء الشرق الاوسط. من واجبنا الحفاظ على دولة إسرائيل قوية وجاهزة، كضمانة كي لا يمسك بنا غير جاهزين".
كما تطرق أشكنازي الى الوضع الامني حول حدود إسرائيل في مناسبة وداع للمراسلين العسكريين جرت أمس وقال: "أبارك الهدوء النسبي القائم على الحدود. سلسلة القيادة الحالية تفهم حجم المسؤولية ودورها في حماية دولة إسرائيل".
وتحدث رئيس الاركان أيضا عن الهزات التي عصفت مؤخرا بالجيش الإسرائيلي وقال انه "هذه الايام سأعنى بمساعدة رئيس الاركان القادم بني غانتس، على فرض ألا تكون هناك تغييرات. يؤسفني بعض الاحداث التي وقعت مؤخرا وكان من الافضل لو اعفينا منها، ولكن الجيش الإسرائيلي أقوى من السياقات حوله. أنا واثق من أن بني، مع هيئة الاركان، سيقومون بالعمل بشكل مخلص".
وتطرق اشكنازي الى خططه للمستقبل وروى بانه أجل سفره الذي كان مخططا له الى جزر الكريبي وسيتفرغ لمساعدة رئيس الاركان الوافد كما سيدلي بشهادته أمام مراقب الدولة الذي يفحص وثيقة هيرباز، اجراء تعيين رئيس الاركان الجديد وعلاقات وزير الدفاع ورئيس الاركان.
اشكنازي تحدث عن شعوره قبيل الانتقال الى الحياة المدنية. وقال: "عندما دخلت المنصب شعرت بالمسؤولة التي لا يفوقها شيء والشرف العظيم الذي فيها، وهكذا أشعر اليوم أيضا. كمواطن أيضا أشعر بان الأمن موضوع في أياد مهنية". وودع رئيس الاركان الجنود بكلمات حارة: "كان لي شرف قيادة سلسلة قيادات استثنائية. مهم لي أن اقول شكرا للقادة والجنود الذين يوجدون في قصبة نابلس وقصبة الخليل، في غزة وفي حدود سيناء، في جبل الشيخ وفي الجولان".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الجيش الإسرائيلي يرفع حواجز في الضفة
المصدر: "هآرتس – حاييم لفنسون"
" الجيش الإسرائيلي سيسحب الاسبوع القادم جنوده من حاجز حوارة، احد الحواجز المركزية في الضفة الغربية، بجوار نابلس – هذا ما ابلغه للفلسطينيين أمس. ومن المتوقع للجيش أن يرفع جزءا من وسائل الفحص في المكان أيضا، مما سيسمح للفلسطينيين بالتحرك على نحو شبه حر من نابلس الى رام الله.
ويقع حاجز حوارة في الجانب الجنوبي من نابلس، ويفصل بينها وبين بلدة حوارة المجاورة. في سنوات الانتفاضة الثانية أصبح رمزا للحواجز، حيث كان ينتظر كل يوم الاف الفلسطينيين في الحاجز في طريقهم من نابلس ويقفون فيه في الطابور على مدى ساعات.
في احدى الحالات الشهيرة، وثق فريق التصوير من سلاح التعليم جنديا من المظليين يضرب مواطنا فلسطينيا أمام ناظر زوجته على الحاجز. وتم التصوير لغرض فيلم في موضوع التعاطي مع الحواجز. وقد قدم الجندي الضارب الى المحاكمة وحكم بالسجن لستة أشهر.
من جهة اخرى، على مدى السنين امسكت في الحاجز مواد متفجرة وعبوات ناسفة عديدة. في العام 2004، امسك في الحاجز حسام عبده، طفل ابن 12 سنة كان يحمل على جسده حزاما ناسفا. الفيلم الذي يوثق الطفل ينزع قميصه ويكشف عن عبوة، نشر في العالم وكانت له أصداء واسعة.
في 2009، في اطار التسهيلات للفلسطينيين، تقرر فتح الحاجز امام الحركة، على ان يتم الفحص بشكل مفاجىء: أحيانا كان الجنود يفحصون كل السيارات، واحيانا يفحصون بعضها وفي احيان اخرى لا يفحصون على الاطلاق.
الان يستعد الجيش الإسرائيلي الى سحب جنوده تماما. قوات الهندسة التابعة للجيش ستزيل جزءا من وسائل الامن، بما في ذلك المربعات الاسمنتية، جزر الحركة، وسائل الانارة، ابراج المراقبة وغرف الفحص.
كما تقرر في الجيش تفكيك حاجز بيت فوريك أيضا الواقع شرقي حاجز حوارة. هذا حاجز آخر جنوبي نابلس، ولكنه اقل مركزية من حوارة. منذ 2009، والعبور في الحاجز حرا.
أمس أزال الجنود البنية التحتية المادية في الحاجز. في وكالة "معا" الفلسطينية للانباء نقل عن محافظ نابلس جبريل البكري قوله ان "رفع الحواجز جاء في أعقاب ثمانية اشهر من المفاوضات مع ضباط إسرائيليين. بدون حرية حركة في شمالي الضفة، لن يكون ممكنا التنمية الاقتصادية في المنطقة.
رعيا يرون، الناطقة بلسان حركة "محسوم ووتش" قالت انه "يقصر اليراع عن وصف الضائقة، الاهانة والتنكيل الذي يقع في هذا الحاجز ويجعل حاجز حوارة خلاصة الاحتلال: نظام موجه للسيطرة على الحركة والزمن للسكان الفلسطينيين. هذا الحاجز أصبح في نظرنا أحد رموز الاحتلال. وعليه فان ازالته هو انتصار لكفاحنا وخسارة على السنين الضائعة التي كان فيها قائما".
مستوطنة المنطقة غاضبون. غيرشون مسيكا، رئيس المجلس الاقليمي السامرة قال ان الحديث يدور عن خطوة اخرى عديمة المسؤولة من جانب ايهود باراك. اذا ما حصلت هذه الخطوات بالفعل، فسيكون ممكنا القول بيقين بان المواطنين والجنود على جانبي الخط الاخضر سيدفعون ثمن قرارات ينقصها الحد الادنى من المسؤولية. نحن نحذر ونصرخ: في هذين الحاجزين امسك بعشرات المخربين وعشرات عديدة من الاحزمة الناسفة التي تستهدف دولة إسرائيل بالعموم. آمل ألا تخرج هذه الخطوات غير المسؤولة الى حيز التنفيذ".
ومن الناطق العسكري جاء ان "الجيش الإسرائيلي يجري تقويمات جارية للوضع ويغير استعداداته بما يتناسب مع ذلك".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عندما يحسم القانون
المصدر: "هآرتس"
" انتحار القاضي موريس بن عطر هذا الاسبوع ركز الاضواء العامة على مشكلة العبء القائم على المحاكم. وذلك رغم انه يجدر الامتناع عن اقوال تبسيطية بشأن الدفاع لقرار بن عطر وضع حد لحياته. الخلفية للانتحار مركبة دوما وهكذا أيضا حين يدور الحديث عن شخصيات رفيعة المستوى. الوزير ابراهام عوفر، المصرفي يعقوب لفنسون، السكرتير العسكري نحمايا ارغوف، رئيس الاركان الاسبق موتي غور، اللواء احتياط من سلاح البحرية أبرام بركاي – كل وقصته من احساس الاهانة والقلق عند التحقيق الجنائي، عبر الشعور بالذنب على الدور في حادثة وحتى آلام الجسد والنفس لمرض ميؤوس منه.
في هذا التحفظ، لا ينبغي تجاهل وزن المسؤولية على كاهل قاض مفعم بالضمير، يتمزق بين واجبه لاحقاق العدل مع ذوي الشأن أمامه وبين توقعات الجهاز منه، لزيادة وتيرة عمله وتوفير القرارات القضائية التي ينتجها. نهايته أن يهزمه القانون، بكل معنى الكلمة. المصيبة الشخصية للقاضي بن عطر تضاف الى العذابات القضائية لكثيرين، ممن ينتظرون لسنوات طويلة جهازا قضائية اكثر نجاعة.
لقد أصبحت إسرائيل في السنوات الاخيرة كما هو في النموذج القدوة الأميركية، مجتمعا تدار صراعاته في الهيئات القضائية. عشرات الاف المحامين الذين يخرجون من المؤسسات التعليمية يستوعبون في سوق النزاعات القضائية. فعندما يكون كل شيء قابلا للبحث القضائي، تنسد بسرعة عنق زجاجة المحاكم.
جهاز فرض القانون يعاني من نقص دائم في القوى البشرية. لا يوجد ما يكفي من الشرطة، من المحامين، من القضاة. قادة الجهاز ومدراؤه هم كالسحرة الذين لا ينجحون في كبح الجماح ويغرقون تحت وابل أفعال بن البشر.
لا يوجد لهذا حلول سريعة أو زهيدة الثمن، ولكن احدى الوسائل التي يجدر تبنيها هي اقامة هيئات استئناف، تكون الثانية في سموها، دون المحكمة العليا وفوق المركزية والصلح. مثل هذه الهيئة ستقلص العبء الذي لا يطاق، المفروض اليوم على المحكمة العليا. جهود النجاعة ضمن امور اخرى في تشكيل محكمة للواء الوسط، منفصلة عن لواء تل أبيب، توجت بالنجاح. يجمل الفحص أيضا لامكانية تقليص اجازة المحاكم والانتقال الى ادارة المحاكمات بتواصل حتى انتهائها".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ثورة مصر، دروس أولية
المصدر: "إسرائيل اليوم ـ يوسي بيلين (وزير سابق)"
" 1. لا توجد أي امكانية لمعرفة متى سينفجر الامر. هذا ليس يوم الغفران لاجهزة الاستخبارات في العالم وذلك لان الثوريين أنفسهم لم يعرفوا بانهم يقفون أمام الثورة. لم تكن هناك وثائق سرية في الخزائن ولا خطط نجحوا في اخفائها عن عين الاعلام والعالم. هذا ببساطة حصل.
مثل البركان الهادىء، الذي حتى لحظة انفجاره يشكل جزءا جميلا من المشهد الرائع. عرفنا دوما بانه اذا لم تتحقق تغييرات هامة في هذه الانظمة المطلقة، سيأتي يوم فيثور الجمهور. قد تكون هذه حادثة طرق، مثل تلك التي أشعلت الانتفاضة. ويحتمل أن يكون هذا شابا عاطلا عن العمل يحرق نفسه في تونس. ولكن دوما الحديث يدور عن حدث ليس دراماتيكيا بالضرورة، ولكنه القشة التي تقسم ظهر الجماهير، وتجلبهم الى الميدان الذي قد يقعون فيه مصابين بل وقتلى. هذه هي اللحظة التي يتوصلون فيها الى الاستنتاج بان ليس لديهم ما يخسروه.
2. ليس للعالم الديمقراطي امكانية لمقاطعة من ليس كذلك. ومع ذلك، فان المطالبة بالتحول الديمقراطي يجب أن تستمر. وان كان من المشكوك فيه للانظمة المطلقة ان تستجيب لها. فهي سترى دوما التخلي عن صلاحياتها كاستسلام وهي تفهم بانه لن يرضي الجماهير أي تنازل. معظم الزعماء سيفضلون ان يقيموا دول شرطة الى أن يسقطوا. وعليه، فالسؤال هو متى ستتأزر الجماهير بالشجاعة فيثورون وليس متى سيفهم الزعماء بان عليهم ان يتنازلوا.
3. الصين هي النموذج الافضل، بل والاكبر. فكم من الوقت كان يمكن الابقاء على 1.4 مليار نسمة في اطار مصطنع جدا، مع قيود شديدة جدا على الحريات الشخصية، في وضع يكون فيه المواطنون متعلمين ويطلعون أكثر فأكثر على وسائل الاعلام العالمية؟
اذا لم يسمح للاحزاب المختلفة بالمنافسة على قلب الناخب الصيني، اذا لم تمنح حرية تعبير حقيقية، ويستمر زج الحاصلين على جائزة نوبل للسلام في السجون – فستأتي اللحظة التي تأتي فيها الجماهير الى الميدان. في اللحظة التي تتماثل فيها قوات الامن مع المتظاهرين وليس مع مرسليهم، سيتغير النظام. هذا يمكن ان يحصل اليوم، او بعد ست سنوات، ولكنه لن يتأخر عشرات السنين وعندما يحصل، فان هذا لن يكون يوم غفران آخر للاستخبارات، وذلك لانه لن يكون ممكنا معرفة ذلك مسبقا.
4. عصر التويتر والفيس بوك يساهم في خلق اتصال بين الثوريين. ولكن الثورة تصنع في الشارع، وليس على الانترنت. 10 مليون دخول الى الصفحة لن تحل محل 100 الف نسمة في الميدان، ممن يكونوا مستعدين لكشف وجوههم، لرفع اليافطات، للتعرض للضربات. صحيح أن الحاكم مقتنع بان الجماهير هي أدوات في يديه، يهتفون فيه لكل شعار هراء له ويصرخون باسمه، الا انهم خوفه الاكبر.
للوهلة الاولى، دون سبب واضح فانهم كفيلون بتغيير اذواقهم، مهما كان الحكم الجديد، على الا يبقى الحكم القائم. "أنا تعب ومستعد للرحيل، ولكن علي ان ابقى لزمن قصير آخر كي اضمن الا تقع هنا الفوضى"، يقول الحاكم المرشح للتنحية، وهو يؤمن بذلك بكل قلبه، ولم يعد يفهم بان اقواله تسمع كنكتة في آذان الجماهير. الميدان كفيل بان يكون فارغا لسنوات وسنوات، ولكن عندما يمتلىء، يشكل الغضب القاسم المشترك فيه وعندها فانه يطالب بشيء واحد: رأس الرئيس.
5. لا تكفي السيطرة الذكية على أجهزة الامن لضمان السيطرة على الشارع. الاختبار الحقيقي ليس الاجهزة، بل من يستخدمها. هذا لا يكون في أي حال الحاكم نفسه، بل دوما الاشخاص الهادئين، الذين لا يعرف هو اسماء معظمهم، ممن يؤدون التحية له باستسلام، يفتحون له باب السيارة المحصنة، ويهمسون في اذنه بسر استخباري.
وهو يرغب في أن يرى فيهم مخلصين له في كل لحظة وفي كل ظرف، وهو دوما سيفاجأ إذ يتبين أن احدا ليس انسانا آليا. في نهاية اليوم، هؤلاء الاشخاص لن يستخدموا الاجهزة المسؤولين عنها، اذا قرروا بان لا مبرر لذلك أو أن الحديث يدور عن احبولة سلطوية مجنونة. أو أنهم "يكتشفون وجوههم الحقيقية" وسيكونون هم الذين يقصرون ساعات الرجل الذي خدموه لسنوات طويلة.
6. عندما يُسأل قادة الاخوان المسلمين عن اتفاق السلام مع إسرائيل، معظمهم يوضحون بانهم سيحترمون كل تعهدات مصر، بما في ذلك اتفاق السلام. وتظهر عدسة الكاميرا كم صعب عليهم قول هذا، ولكن واضح بانهم اذا كانوا معنيين بشرعية دولية فلا مفر امامهم. الاخوان المسلمون شجبوا الاتفاق مع إسرائيل، ولو كان الامر منوطا بهم لما وقع ابدا، ولكن قوة الاتفاق الموقع شديدة جدا.
من يؤمن بان اتفاقات السلام مع جيراننا هي مصلحة إسرائيلية، فان عليه أن يبذل جهدا كبيرا كي يوقع على مثل هذا الاتفاق في اللحظة التي يكون فيها الطرف الاخر مستعدا لذلك دون أن يطلب ضمانات لتنفيذ الاتفاق حتى في وضع تغيير الحكم. حتى لو كانت الحجة بان محمود عباس ليس زعيما قويا حجة محقة، وحتى لو كان صحيحا انه لا يعبر عن رأي قسم من الفلسطينيين – فان اتفاقا موقعا معه، كرئيس م.ت.ف أمام العالم بأسره، سيضمن، بقدر كبير ان يحترم الاتفاق حتى اذا ما وقع الحكم في يد عناصر لم تكن ابدا لتوقع بمبادرتها على مثل هذا الاتفاق.
7. احيانا قد تؤدي علاقات الثقة بين الزعماء الى قرارات هامة لدولهم. ولكن في لحظة الحقيقة تؤدي هذه العلاقات دورا ثانويا. عندما قدرت ادارة اوباما بان مبارك فقد تأييد شعبه، لم تعد مستعدة لان تذكر له فضائل شبابه، تأييد الولايات المتحدة في حرب الخليج، السياسة المؤيدة للغرب والحفاظ على اتفاق السلام مع إسرائيل.
في لحظة الحقيقة كان على مبارك ان يثبت لاوباما بان الحفاظ على حكمه ممكن، وان في ذلك اهمية استراتيجية للولايات المتحدة. ولما لم يفعل ذلك، فقد دفع الى الحائط وطلب منه أن يضع حدا لتمسكه بقرني المذبح. فجأة تبدو المشاهد من زيارته الى الولايات المتحدة كصور من عوالم بعيدة.
8. الناس هم الناس هم الناس. هناك أناس بطبيعة معتدلة، وهناك من فتيلهم قصير. يحتمل أن يكون ايضا للطابع القومي تأثير على ذلك. ولكن لا يوجد أناس لا يمكن اخراجهم من هدوئهم. لا يوجد اناس يسلمون بمنع حرياتهم على مدى الزمن، ولا سيما حين يكونوا على علم بان آخرين في العالم غير مقيدين بالقيود التي فرضت عليهم.
التفسير الوارد الذي يقول ان المصريين مستعدون للتسليم بكل نظام، كان تفسيرا سخيفا، مثله مثل كل محاولة اخرى للتنبؤ بتسليم كل شعب بالنظام في بلاده. احيانا يدور الحديث عن أنظمة وحشية تهديدها أكبر وتنجح في ردع شعوبها على مدى زمن أطول، احيانا يدور الحديث عن جمهور عانى لسنوات طويلة، ولا يسارع الى التمرد ودفع الثمن. ولكن في نهاية المطاف الناس يريدون ان يحرروا انفسهم من السجون، بما في ذلك اكثر السجناء انضباطا".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
العجز الإسرائيلي حيال ما يجري في سيناء
المصدر: "يديعوت احرونوت – سمدار بيري"
" تمتد حدود "إسرائيل" مع سيناء 250 كم، من رفح في الشمال الى ايلات في الجنوب، وهي مخترقة تماما. قررت الحكومة في السنة الاخيرة اقامة جدار، لكن في مقاطع مختارة فقط، تمتد نحوا من 100 كم. وتجري الاعمال في بطء ايضا. يتمدحون في جهاز الامن خاصة بنشاط تحديد المواقع الذي يتم على الحدود، لكنهم يؤكدون أن طرق العمل محدودة. "نحن فعالون من جهة عملياتية وقادرون على التعرف على اعمال التسلل"، يقول عنصر أمني، "لكننا قادرون على العمل في مواجهة المخربين فقط. فأنت تطلق النار على مخرب لكنك لا تطلقها على مهاجر من اريتيريا، ولهذا لا يمكن منعه من عبور الحدود".
يجد شموليك ريفمان، عضو كيبوتس رفيفيم ورئيس مجلس رمات – هنيغف، نفسه احيانا كثيرة غاضبا ازاء العجز الإسرائيلي. "عندما طُرد البدو بعد 1948 من جبل النقب استقر فريق منهم في نبتيم وفريق آخر في شمال سيناء"، يُبين. "العلاقات عائلية وطبيعية، وهم يرون الحدود خطا رُسم بالقلم الملون وشيئا وهميا. تصدر عن الحكومة اصوات كثيرة، وقد بدأت ايضا بانشاء جدار في منطقة ايلات، لكن الامر ليس سريعا بقدر كاف. يقوم خوفي في الاسابيع الاخيرة على حدث مر بي قبل نحو من عشر سنين. وُجد آنذاك ضغط من الجيش المصري على البدو في سيناء، وذات ليلة في الفصح خرجوا من مصر فدخل ثلاثة آلاف الى اربعة آلاف من البدو الى إسرائيل. ولولا تدخل اريك شارون لوجدنا أنفسنا في يوم واحد مع آلاف آخرين من البدو. لا يعني هذا ان عندي شيئا على البدو لكن عندي شيئا على استهانة دولة إسرائيل بحفاظها على سيادتها ولا سيما على حدود سيناء. لا يهمني أن يكون ذلك بدوا أو صينيين أو زانيات أو مهاجرين من افريقية أو مئة طن من المخدرات تدخل كل سنة: فمن كل هذا لا يضبطون إلا القليل جدا. إن الضرر باقتصاد إسرائيل وبالمجتمع عظيم، ذو تكاليف وأبعاد لا يمكن تقديرها.
"أشعر بالعجز في النضال لمواجهة الحدود المخترقة. لا يوجد رئيس حكومة لم أتحدث اليه في العشرين سنة الاخيرة في هذا الشأن؛ ولا يوجد وزير دفاع ولا رئيس اركان ولا قائد منطقة. قال لي رئيس الاركان دان شومرون ذات مرة: لا يهم ماذا نفعل، سيهرب البدو دائما. فقد فعلوا هذا طوال السنين وسيفعلونه اليوم وغدا ايضا. لكن الخطر في السنين الاخيرة غدا مشعورا به أكثر لانه توجد في سيناء خلايا للقاعدة وخلايا ارهاب تخرج من رفح وتقوم بحركة دائرية الى داخل إسرائيل. يُضبط جزء منها في طريقها أو على الحدود دون كشف اعلامي. لا نتحدث هنا عن مهاجري العمل والنساء والمخدرات فقط: فهنا ايضا وسائل قتالية وارادة تنفيذ عمليات في إسرائيل".
علاوة على التهريبات ينبع مصدر دخل آخر للبدو من ايمانهم بأن "الصحراء لهم وكانت لهم دائما"، كما يُبين الدكتور بيلي. "انهم يرون انه اذا بنا شخص ما أو حتى مر في منطقتهم فانهم يستحقون تعويضا. فهم على سبيل المثال يفرضون منذ القديم ضريبة على القوافل التي تخرج الى مكة. وهم يعرفون في سيناء كل وادٍ، وكل تلٍ وكل كثيب. وهم لا يرون للحدود السياسية أي معنى إلا اذا منعهم أحد ما من العبور بالقوة".
إن شركات الغاز هي التي تتعرض على الدوام لشعور البدو بملكهم الارض. يقول عنصر متخصص موجود على الخريطة الاقتصادية في سيناء ان هذه الشركات تضطر الى أن تدفع الى القبائل البدوية للحفاظ على مصالحها الاقتصادية. "هذا نوع خاوة، مقبول جدا في البلدان التي يستخرجون أو ينتجون فيها الغاز والنفط. فالشركة تدفع مبلغا ثابتا الى البدو الذين يسكنون المنطقة التي يمر فيها أنبوبها. واذا لم تدفع فقد يُصاب الانبوب".
الحديث بطبيعة الامر عن مدخولات غير قانونية، لكن يجب أن نتذكر في هذا السياق أن البدو يُرون مواطنين من الدرجة الثالثة أو الرابعة، في أسفل السلم، في نظر السلطات المصرية. وهم لا يتمتعون بخدمات رسمية، ولا يوجد جهازا تربية وصحة متطوران، ولا تحويل مخصصات لبناء البنى التحتية. وللحصول على معلومات عن النشاط غير القانوني تغرس السلطات وُشاة في القبائل البدوية يتلقون دفعا ثابتا مقابل المعلومات. وتفضي الوشايات الى اعتقالات. شكا رؤساء القبائل البدوية أكثر من مرة من أن السلطات تحقق مع المعتقلين وتحتجزهم في ظروف مُذلّة وفترات أطول من مخالفي قانون مصريين. بحسب تقديرات، يُحتجز نحو من خمسة آلاف بدوي من سيناء في مواقع اعتقال وتحقيق. "تعاملوننا كما تعاملون أعداء النظام"، إتهم رؤساء القبائل البدوية مُحادثيهم المصريين في اثناء لقاءات تمت في السنين الاخيرة.
السؤال الساخن هو ماذا سيحدث الآن والارض تهتز تحت السلطة الحالية. "كل سلطة مصرية ستلاقي عداء البدو، إلا اذا استيقظ المصريون فجأة وقرروا الاستثمار في سيناء"، يقول الدكتور بيلي. "آمل أن يعرفوا في القاهرة أهمية التطوير والعمل الايجابي المحسوس نحو البدو. لا يُحب أي بدوي المصريين لكنهم يدركون انه يجب عليهم العيش معهم. ثمة مثل بدوي يقول: بوس الايد المرفوعة عليك وادعي بكسرها".
"يجب أن نفهم انه منذ نشبت الاضطرابات في مصر كان في شمال سيناء كتابة من جديد لجميع التفاهمات بين البدو والسلطة"، يُبين عنصر مختص. "لم تكد تبقى أي محطة شرطة في المنطقة على حالها. يسافر الجيش المصري هناك في قوافل تحت اطلاق النار. ورجال الشرطة على الحدود أفراد لا يمكن الوصول اليهم. كل ما يحدث هناك يجب ان يحصل على رخصة من القبائل المركزية. توجد فوضى مطلقة، والجميع يلعبون في هذا الملعب. في شركة الغاز الحكومية يجلسون وينتظرون سماع مطالب محددة من البدو. يشبه هذا اختطاف رهائن".
القلق مشترك بين كثيرين. "في تقديري، ستكون القدرة على التعاون حول الحدود أقل مما كانت في الماضي"، يقول رئيس المجلس ريفمان. "حتى الآن، عندما كانت تقع مشكلات كان يوجد من يُتحدث اليه في الادارة المصرية. وكنا احيانا نبلغ الى عمر سليمان. لن تريد السلطة اليوم إغضاب الاخوان المسلمين والبدو. أتوقع نشاطا معاديا زائدا، لهذا توجهت الى رئيس الحكومة ووزير الدفاع، لكن يبدو أن هذا الامر ليس في مقدمة اهتماماتهما ايضا".
"ما كنت لأقوم بتأبين النظام المصري حتى الآن"، يقول عنصر أمني رفيع المستوى. "نرى في الايام الاخيرة هناك استقرارا للأوضاع، وإمساكا بزمام السلطة وعودة الى الحياة العادية. فقد اجتازت المظاهرات ذروتها. ومن جهة ثانية، ما يزال الوضع في سيناء غير مستقر وهذا يقلقنا. قد يتم التعبير عن هذا بحادثة لم تقع بعد في المنطقة الحدودية منذ كانت اتفاقات السلام. نحن نفكر في كل شيء. وقد تأتي من البدو وقد تأتي من خلية للقاعدة وقد تأتي من خلية لحماس. وفرض العمل هو ان كل واحد في هذا الوضع المضطرب يستطيع ان يحاول تجديد شيء ما".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سياسة اوباما في مصر: بطيئة وحذرة
المصدر: "معاريف ـ شموئيل روزنر (المراسل في واشنطن)"
" بعثت ادارة "باراك اوباما" بـ" فرنك فيزنر" إلى الرئيس المصري حسني مبارك كي ينقل اليه رسالة: زمن التغيير حل. ولكن فيزنر، الدبلوماسي السابق هو شخصية خاصة. لقب "مبعوث" او "مبعوث خاص" الذي ربط باسمه كان مؤقتا فقط – وان كان في مسألة كم كان مؤقتا، او بتعبير آخر، متى ينتهي مفعوله، يدور الان جدال. السبب: فيزنر أحرج الادارة هذا الاسبوع، حين أعلن على الملأ بان برأيه على مبارك ان يبقى في الحكم. "استمرار قيادة الرئيس مبارك حرج"، قال في ميونخ، حين كانت تجلس في جمهور المستمعين، فتفاجأت هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية التي بعثت بفيزنر يحمل رسالة معاكسة الى هذا الحد أو ذاك.
في واقع الامر، ليست كلينتون هي التي بعثت بفيزنر. فمن جنده كان مساعد الوزيرة في وزارة الخارجية بيل برانس الذي يعرف فيزنر لسنوات طويلة. وكان فيزنر سفيرا في القاهرة، فيما كان برانس سفيرا في الاردن – ولكنه كتب كتابا عن مصر: المساعدة الاقتصادية والسياسية لمصر، 1955 – 1981. مقطع تاريخي مثير للاهتمام، فقط مع نهايته تمكن برانس من لمس نظام حسني مبارك الوافد. خلافا للاعلانات الكبرى لسلفه، انور السادات، كتب برانس – فان مبارك استخدم كنز كلمات التوقعات المنخفضة".
وهو يقتبس مبارك كمن يقول: "لا تتوقعوا مني العجائب. لا يوجد لدي أي عصا سحرية" – ولكن يبدو ان برانس يعتقد بان العصا السحرية التي بيد أميركا هي الاخرى قصيرة جدا. وهو يصف في كتابه كـ "عديمة الاساس" "التوقعات الأميركية في أن تؤثر المساعدات الاقتصادية الأميركية بشكل دراماتيكي على السياسة المصرية. وكتب برانس يقول ان "لم يكن للمساعدات الاقتصادية تأثيرا أكثر من هامشي على السياسة التي اعتقد ناصر بانها حيوية لمصالح بلاده".
عندما كتب الكتاب في 1985 كان برانس اكاديميا ودبلوماسيا شابا وجهته الشرق الاوسط. بعد 25 سنة يكاد يجلس في رأس الطاولة كي يوجه الخطوات الأميركية حيال التطورات في القاهرة. لا يزال حذرا جدا، لا يزال شكاكا جدا، لا يزال يتذكر بان قدرة الولايات المتحدة على تحديد جدول الاعمال المصري معدودة. ووقع له مع فيزنر خلل ما كان يمكنه أن يقدره. فقد اضطرت الادارة الى التنكر لاقواله بل وطلبت منه أن يتوقف عن الحديث. وقد استجاب فيزنر للطلب. تفسير مقبول لما قاله ولماذا قاله لم يصدر.
في تشرين الثاني 1956 مكث فيزنر في فيينا، وشاهد الثورة التي تنهار تقريبا امام عينيه. لم يكن هذا فيزنر القاهرة، بل فيزنر الاب. رجل سي.أي.ايه يجلس وينظر الى دبابات الاتحاد السوفييتي تحطم الى شظايا المحاولة البطولية للهنغاريين التحرر من عبء الشيوعية. فيزنر كان رجلا يتملكه اليأس – حتى، ربما، لانه شعر بذنب ما. لانه عمل على تشجيع الهنغاريين، لتحريك الثورة، ولكن عندما حل يومها قصرت يده عن تقديم المساعدة. أميركا آيزنهاور لم تفكر بالدخول الى حرب مع السوفييت من أجل تحرير هنغاريا. فيزنر انهار نفسيا، شُخصّ وادخل المستشفى، ثم سرح. بعد تسع سنوات من ذلك انتحر برصاصة في رأسه ببندقية ابنه.
فيزنر الاب كان مشاركا بثورات اخرى، كتلك التي صفت حكم جاكوبو اربنز كوزمان في غواتيمالا في 1954. مهني اضطر للتعاطي ايضا مع ثورات اساسها السعي الى الحرية من الطغيان – هنغاريا وكذا كتلك التي هدفها فرض طغمة عسكرية وحشية على السكان لاعتبارات استراتيجية باردة – غواتيمالا (التي قررت الولايات المتحدة التدخل في شؤونها الداخلية خوفا من الشيوعية في أميركا اللاتينية). كارلوس كاستيلو، الذي رفعته الحربة الأميركية الى الحكم الى أن قتل بعد ثلاث سنوات من ذلك، يحتفظ باللقب المشكوك فيه كمن أسس "خلايا الموت" الاولى في القارة.
دور فيزنر الاب في الثورات التي بادرت اليها السي.أي.ايه لم تخفى عن منتقدي الابن، الذين تكبدوا عناء ذكر خطايا العائلة باسرها. احدهم اعطى للفيزنريين لقب "رجال مافيا الامبراطورية". هو ورفاقه شكوا بان فيزنر لم يتحدث عبثا. شك مفهوم وذلك لان فيزنر اختير للمهمة لانه معروف كدبلوماسي يمكن الثقة به او كما وصف هذا الاسبوع احد معارفه في إسرائيل فانه "لا يقوم بالاعمال على سبيل التجارة الخاصة". اذا كان تحدث فلا بد انه قصد أن يعكس موقف أحد ما، وليس فقط موقفه هو. لعله لم يفهم ماذا قصدت الادارة، ولعل هذا هو في واقع الامر موقف برانس، او اوباما او كلينتون – ولعله كان بالون اختبار لفحص كيف يمكن أن يرد الجمهور على هذه الانعطافة السياسية الطفيفة: بدلا من مطالبة مبارك بان يذهب "الان" تريد الولايات المتحدة من مبارك ان "يذهب" بعد أن يساعد في تحقيق الاصلاحات والانتقال الى نظام آخر.
لوكان هذا بالون اختبار، لما كانت الصدمة فظيعة. الأميركيون، ربما مثل المصريين أنفسهم، يتشوشون قليلا عند صياغة سياسة متماسكة. نعم، يريدون التغيير. لا، لا يزالون لم يقتنعوا بان تصفية النظام المطلق ستجعل مصر "ايران جديدة" على حد قول رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. وبالمقابل – فانهم مع ذلك ذهلوا قليلا من امكانية التغيير السريع جدا، من خطر الفوضى. من يرغب في انتقاد اوباما سيقول انه يتذبذب. من يرغب في شرحه، سيقول انه يحاول السير بين النقاط ويكيف السياسة، في كل يوم من جديد، مع الوضع على الارض.
هدف واحد حققه اوباما: معظم الجمهور الأميركي، 60 في المائة تقريبا، يعتقد بان هذا التذبذب في الظروف الحالية، "على ما يرام تقريبا". قلة قليلة فقط تعتقد مثل موقف إسرائيل بان اوباما أيد المتظاهرين اكثر مما ينبغي (12 في المائة) او أيدهم أقل مما ينبغي (12 في المائة آخرين). وفي واقع الامر حتى في اوساط الجمهوريين فان هناك الكثير ممن يعتقدون بان اوباما يتصرف على ما يرام في الازمة المصرية (43 في المائة حسب استطلاع "بيو") ممن يعتقدون بان سياسته معادية أكثر مما ينبغي لمبارك (19 في المائة)، أو عاطفة اكثر مما ينبغي تجاه مبارك (15 في المائة). ولعل كل هذا لان الأميركيين على أي حال لا يفهمون لماذا تتعلق هذه الازمة بهم – اكثر من ثلثهم يعتقدون بان هذا "لا يغير في شيء بالنسبة لأميركيا"، وربع آخر يعتقد بان الازمة "سيئة" لأميركا و 15 في المائة آخرين يعتقدون بانها "جيدة" لأميركا. فاذهب لتجعل من هذا سياسة.
في واقع الحال، اوباما يجعل. ليس بالضبط سياسة مفهومة، ليس بالضبط سياسة ثابتة. ولكن في أروقة وزارة الخارجية الأميركية تجول هذا الاسبوع موظفون قرأوا الانتقاد الموجه اليهم من اليمين ومن اليسار، ولم يصدقوا. وقال احدهم: "ماذا، أيعتقدون اننا لا نفهم تركيبات الوضع؟ أم ربما لا يفهمون التركيبات؟". الرئيس ووزيرة الخارجية يعرفان الى أن يسعيان بشكل عام: مصر ديمقراطية ومستقرة ستكون انجازا طيبا يتباهان به. مصر ديمقراطية أكثر بقليل ولا تزال مستقرة ستكون انجازا. مصر مستقرة فقط ستكون انجازا ليس فيه ما يتباهان به. مصر التي هي "ايران جديدة" ستكون كارثة. ولكن كلاهما يذكران – واذا لا، فان برانس يذكرهما: قدرتهما على ان يقررا الى اين ستسير مصر صفر. قدرتهما على التأثر محدودة.
قبل نحو 25 سنة، بعد قليل من كتابة برانس كتابه عن مصر، اطلقت فرقة البنجلز اغنيتها الشهيرة "سر كالمصري" (Walk Like An Egyptian) التي احتلت المسيرات وساحات الرقص ولكن قلة فقط فهموا معنى كلماتها الغريبة. صورة "السير كالمصري" ولدت في رأس الكاتب ليام سترنبرغ حين رأى اناسا يسيرون بحذر على دكة سفينة خوفا من السقوط – أناسا ذكرته خطواتهم بالخطى الغريبة لشخصيات من رسومات مصرية عتيقة. وها هنا بات ممكنا مد خط من مصر العتيقة حتى الدرس الذي يوجه ادارة اوباما مع مصر الحديثة: "اذا كانوا يسيرون بسرعة أكبر مما ينبغي فانهم سيسقطون كالدومينو".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
هل لدى "إسرائيل" وقت لتواجه ما يحصل في مصر
المصدر: "يديعوت احرونوت ـ اليكس فيشمان"
" أول أمس وصلت الدراما في قمة الحكم المصري الى ذروتها. مبارك انكسر. استدعي مقربيه، من رجال النخبة العسكرية – نائبه عمر سليمان، وزير الدفاع الطنطاوي وآخرين – وأبلغهم بان من ناحيته انتهى الامر. أي من المحيطين به لم يتجرأ على القول له ان يرحل. هو اختار التوقيت. في ختام ثلاثة اسابيع من العاصفة الرهيبة في مصر، ابو الهول من القاهرة بدأ يتفتت.
ليس فقط الشارع دفع مبارك الى الخارج. بقدر ما يبدو هذا مرفوضا: لقاء جرى قبل نحو اسبوع بينه وبين فرنك فيزنر، مبعوث الرئيس اوباما "ساعده" على اتخاذ القرار بالاعتزال بصمت الى شرم الشيخ. فقد أوضح الأميركي له، بلغة لطيفة، بان انصرافه من الحكم هو شرط لاستمرار وجود المصالح الاستراتيجية الأميركية في مصر.
من تلك اللحظة في يوم الاربعاء، حين قرر مبارك الذهاب، وقع صراع عاصف بين رجال الجيش وعناصر اخرى في القيادة المصرية – ممن طالبوا بان ينقل الحكم بشكل مؤقت الى المجلس الاعلى للقوات المصرية ليدار من قبل مجموعة الجنرالات الرائدة – وبين عناصر اخرى، بمن فيهم في داخل الجيش، ممن اعتقدوا بان لا مجال لنظام عسكري وان المرحلة الانتقالية يجب أن تدار من المدنيين، وعلى رأسهم عمر سليمان.
قبل ساعات من صدور النبأ عن خطاب الوداع المرتقب لمبارك وخروجه الى فيلته في شرم الشيخ، حسم الرئيس نفسه بين التيارات وقرر: الحكومة الانتقالية لن تنتقل الى المجلس العسكري المصري بل ستبقى حكومة مدنية برئاسة نائبه، عمر سليمان. وقد قبل الجيش القرار. صحيح أن الرئيس فقد احترامه في الشارع – ولكن ليس في الجيش. فهناك يرون في مبارك احد الاباء المؤسسين للجيش المصري الحديث. وهو لحم من لحمهم. ولهذا فهم لا يزالون يقبلون إمرته. كان هذا على ما يبدو القرار الاخير الهام في حياة مبارك السياسية.
في إسرائيل تنفسوا الصعداء. فعلى الاقل حتى ايلول، كما يقول تقويم الوضع في إسرائيل لن يطرأ تغيير جوهري على سياسة الخارجية والامن المصرية. تلقينا تمديدا. ما سيسمح لدولة إسرائيل بان تدرس التطورات جيدا وتحاول الاستعداد لاستقبالها.
عمر سليمان، سيظهر أمام الشعب المصري في موعد قريب من انصراف مبارك ليعرض عليه خطة الحكومة الانتقالية: اولا – الغاء نظام الطوارىء؛ وفي السياق سلسلة من الاصلاحات السياسية العميقة التي تسمح لكل التيارات – بما فيها الاخوان المسلمون – المشاركة في الانتخابات الرئاسية التي ستجرى في ايلول.
على مدى سنوات طويلة درجت السلطات المصرية على التدرب ثلاث مرات في السنة على أوضاع من الانتفاضة الشعبية، الثورة المسلحة، المس بالزعماء، السيطرة على مؤسسات الحكم، ضعضعة اساسات الحكم وشل الدولة من خلال خروج الجماهير الى الشوارع. دروس هذه المناورات يطبقها النظام المصري في الثورة الحالية.
هكذا، مثلا، في اعقاب المناورات تقرر أنه في زمن الثورة الشعبية ينبغي توجيه السجانين الى ترك السجون والسماح للسجناء – ولا سيما الجنائيين – بالفرار. وذلك شريطة ان يستخدموا القوة ضد الثوار في الشوارع. بالمقابل، يحظى اولئك السجناء الفارون بحريتهم. وبالفعل، هذا الفصل في استخلاص الدروس رأيناه في ميدان التحرير.
كما أن ادخال الفرق العسكرية الى القاهرة هو أحد الدروس التي كتبت في كتب المناورات هذه، وكذا استيلاء الجيش على الحكم في اوضاع الطوارىء، مع غياب الرئيس. مشكوك أن يكون مبارك ورجال الامن الذين تدربوا على كل هذه السيناريوهات قد تصوروا سيناريو ثورة لا تديرها جهة مركزية، وفي نهايتها يطاح بمبارك ليس بالقوة بل بالاحتقار.
النظام العسكري المؤقت يتوقع انه بعد ان يطرح عمر سليمان الاصلاحات، فان قوة المظاهرات ستخبو بالتدريج والجماهير ستختفي من الشوارع. اذا ما نزل في الايام القريبة القادمة عدد المتظاهرين في ميدان التحرير الى نحو 10 الاف فسيكون احساس بان النظام في الاتجاه السليم. اذا استمر التسونامي وقيادة سليمان لم تقبل ولو للفترة الانتقالية – فان خيار النظام العسكري الكامل يكون قائما دوما".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لا تبحثوا عن هامان
المصدر: "هآرتس ـ يوئيل ماركوس"
" من المعتاد عندنا ان يُقال انه عندما يحل آذار يكثر الفرح. نحن نفرح ونبتهج على نحو عام لاننا قضينا على هامان الشرير. ونرى على الشاشة بيبي وباراك يتجولان وأيديهما كأنما تخفي عرَضا أفواههما – لئلا يتبين قاريء شفتين ما الذي يتحدثان فيه وعمن؛ أعن غالنت؟ أعن بوغي مع الحذاء العسكري؟ أعن هرباز والوثيقة؟ ففي عيد المساخر كما في عيد المساخر، يجب أن نجد الشرير الذي عندما يُذكر اسمه في كل جيل وجيل يقرع الجميع العصي ويصفرون.
يمكن أن نُخمن أننا اذا استثنينا النمائم المحلية – مثل مجيء رئيس الاركان الأميركي الى حفل وداع اشكنازي، ودسائس محلية اخرى – فان هذين الرجلين قد تحدثا في الأساس عن اوباما بازاء الاضطرابات في مصر، وعما سيقوله باراك في سفره "العاجل" الى واشنطن، التي دعا نفسه اليها. وباعتباري قاريء شفاه خبيرا أُقدّر أن "يُبين" لهم بتواضعه الشديد الوضع وما يجب فعله.
لم تتنبأ الاستخبارات الأميركية ولا استخباراتنا سلفا بما يوشك أن يحدث في مصر. فمن الحقائق انه عندما نشبت الاضطرابات كان رئيس الاركان المصري في ذروة زيارة رسمية لوزارة الدفاع الأميركية. أُصيبت الادارة الأميركية بالذعر ومن غير أن تفكر مرتين لقّبت مبارك ديكتاتورا ينبغي عزله فورا. وذلك من غير أن يفكروا في سؤال من سيتولى السلطة وماذا سيفعل ذلك بالسلام مع إسرائيل وبمكانة الولايات المتحدة في المنطقة.
كانت إخافة الادارة لإسرائيل أكثر من إخافتها لمبارك. لأن إسرائيل شديدة الخبرة بمسابقة التخويف الذاتي. حذر بيبي الادارة من ان مصر قد تمضي على أثر ايران. وحذر سلفان شالوم من ان المتمردين سيغلقون قناة السويس فماذا سيحل بنا آنذاك؟ وهو شيء يشهد أنهم لا يفهمون عندنا أن الانتفاضة في مصر ليست بالضرورة مقاومة للسلام مع إسرائيل. فاغلاق قناة السويس سيضر قبل كل شيء بايرادات مصر. ولا يوجد خبراء مثلنا بالتنبؤ بسيناريوهات الرعب عندما لا تروق لنا معاملة الولايات المتحدة.
كان رد الادارة مبلبلا ومعوجا شيئا ما. فقد طلبت في البداية عزل مبارك فورا الذي استضيف أكثر من مرة في واشنطن على بساط احمر. ثم قالوا بعد ذلك ان من الأفضل أن يبقى حتى نهاية ولايته من اجل نقل ديمقراطي للسلطة. لكن عندما تتحدث الادارة عن الديمقراطية فانها لا تعنيها بالمعنى الحرفي. بل يعنون ضمان ان تكون السلطة في دولة في المنطقة يهتمون بها مستقرة وموالية لأميركا. فالسعودية مثلا، وهي دولة سوداء في المقياس الديمقراطي، عزيزة على واشنطن. وهو أمر يبرهن على أن الديمقراطية أمر جغرافي.
تتلقى مصر بسبب السلام مع إسرائيل نحوا من ثلاثة مليارات دولار كل سنة مساعدة عسكرية واقتصادية، مثلنا تقريبا. ومن آن لآخر يفحص السفير المصري في واشنطن عند نظيره الإسرائيلي هل يوجد رفع لمساعدتنا كي يتمتع هو ايضا به. حدثني دبلوماسي إسرائيلي كيف ربت السفير المصري ذات مرة على كتفه قائلا: "تابعوا العمل الحسن".
كانت علاقات السلام بين إسرائيل ومصر فاترة لكنها موضوعية حتى في فترة بوش – شمير. لم ينشأ في الدولة التي أكثر سكانها من السنيين منتحرون شيعة وقمع النظام الاخوان المسلمين قمعا شديدا. ولأننا أعدنا اليهم كل شيء حتى آخر ملليمتر، فلا يوجد بيننا أي اختلاف في المناطق. والسلام البارد ايضا سلام، وليس ما يدعو ألا تستمر المساعدة الأميركية لمصر بعد مبارك وألا يستمر عشرات آلاف السياح الإسرائيليين في زيارة سيناء.
بعد الرد الحامض الاول من واشنطن أعلن متحدث البيت الابيض أن الحلف بين إسرائيل والولايات المتحدة أقوى مما كان دائما. وفي الحقيقة أن إسرائيل باعتبارها الديمقراطية الوحيدة المستقرة في المنطقة هي ذخر استراتيجي وقيمي مخلص للولايات المتحدة. بيننا صلة تاريخية. وكانت الولايات المتحدة في كل أزمة دُفعنا اليها الى جانبنا بالسلاح والفيتو والمال.
لا يجب علينا في هذا الواقع ان نبحث عن هامان الشرير، بل ان نبادر ونقدم تسويات سلمية مع الفلسطينيين ومع سوريا، وان نساعد بذلك صديقتنا وراء البحر على فعل ما يجب فعله كي تهتم، بحساسية ومرونة باعادة النظام الى مصر. لأن إقرار الاوضاع في المنطقة، بدءا بمصر، من مصلحتنا قبل كل شيء".

12-شباط-2011

تعليقات الزوار

استبيان