المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


أخبار العدو

المقتطف العبري ليوم الخميس: يستخفون بنا.. دبلوماسية السفن الحربية


عناوين الصحف وأخبار وتقارير ومقالات مترجمة من صحافة العدو
"يديعوت أحرونوت":
ـ الاستفزاز: سفن حربية ايرانية في قناة السويس، في الطريق الى سوريا.
ـ يستخفون بنا.
ـ استفزاز ايراني برعاية مصرية.
ـ نصر الله يهدد: في الحرب القادمة سنحتل الجليل.
ـ لندن لا تنتظره: عوزي أراد لن يُعين سفيرا في بريطانيا.
"معاريف":
ـ استفزاز ايراني.
ـ نصر الله: سنسيطر على الجليل.
ـ أثر الدومينو يصل الى ليبيا.
ـ استفزاز.
"هآرتس":
ـ سفن حربية ايرانية ستمر اليوم في قناة السويس.
ـ نصر الله: في الحرب القادمة، سنحتل الجليل.. نتنياهو: فليبق في القبو.
ـ المخابرات كذبت على الفلسطيني الخاضع للتحقيق بأن أباه معتقل.
– المستشار القانوني يقرر بأن الفعل مرفوض وغير قانوني.
"إسرائيل اليوم":
ـ سفن حربية ايرانية ستبحر أمام شواطيء اسرائيل.
ـ استفزاز عبر البحر.
ـ "مبارك في اكتئاب، ولكن على قيد الحياة".
أخبار وتقارير ومقالات



القلق مما هو قادم
المصدر: "معاريف"
" احداث الدول العربية الاخيرة، تتسبب بقلق لدى مسؤولي الاجهزة الامنية في اسرائيل، ما يؤدي الى استعدادهم لمواجهة واقع مجهول وجديد بالكامل.
عقد رئيس لجنة الخارجية والامن التابعة للكنيست، شاؤول موفاز، جلسة خاصة من اجل الوقوف عن كثب عما يحدث من تغيرات في الشارع العربي، والبحث في كيفية مواجهة ما يحصل في المنطقة. ويقول موفاز : هذه التغيرات تشكل تحذيرا استراتيجيا للاجهزة الامنية الاسرائيلية، بسبب ما هو مقبل، فاتفاق السلام مع مصر هدف من الدرجة الاولى، وهو مصلحة لكل من اسرائيل ومصر، وانا اثني على الجيش المصري الذي اقر من حيث المبدأ، معاهدة السلام بيننا.
وقال موفاز: ما يحدث في المنطقة من شأنه ان يشكل تغييرا سلبيا على عملية توازن القوة في الشرق الاوسط، وما نعتبره اجراء ديمقراطي للتغيرات الحاصلة في المنطقة، كما حدث في تونس ، قد يتمخض عن سيطرة الاخوان المسلمين ومتطرفين اخرين على مصر وعلى غيرها".
ودعا موفاز الى ضرورة استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين قبل فوات الاوان، لان المنطقة تتجه نحو مواجهة وان اسرائيل لن تستطيع ان تقف عاجزة ومكتوفة الايدي والا ستجد نفسها امام بدائل تشكل خطرا على وجودها".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فلنائي يقيل رئيس سلطة الطوارئ الوطنية
المصدر: "يديعوت احرونوت – حنان غرينبرغ"
" بعد أكثر من ثلاث سنوات في المنصب، رئيس سلطة الطوارئ الوطنية يذهب إلى البيت، فقد ابلغ يوم أمس الوزير متان فلنائي، الذي عين في الفترة الأخيرة وزيرا لحماية الجبهة الداخلية، العميد احتياط زئيف تسوك رام عن إنهاء خدماته. نائبه آفي ديفيد، سيتولى المنصب مكانه إلى حين العثور على رئيس جديد لسلطة الطوارئ الوطنية. بحسب التقديرات، اتخذ القرار نتيجة منظومة العلاقات المتوترة بين تسوك رام وفيلنائي وقيادة الجبهة الداخلية.
كان تسوك رام، رئيس أركان الجبهة الداخلية سابقا ضمن خدمته في الاحتياط، أول من ترأس سلطة الطوارئ التي أنشأت في نهاية العام 2007. وأجرت سلطة الطوارئ الوطنية في السنوات الأخيرة ، التي هدفها إعداد الجبهة الداخلية  لساعة الطوارئ عبر التنسيق مع اغلب المؤسسات والمنظمات، عدد من المناورات الواسعة.
في السنة الأخيرة انتقد عدد كبير، ومن بينهم مراقب الدولة، التعاون المعيب بين سلطة الطوارئ الوطنية وقيادة الجبهة الداخلية, حتى أن التوترات التي نشأت بين تسوك رام وقيادة الجبهة الداخلية أثارت أكثر من مرة الخلافات المخيبة بخصوص المسؤوليات والصلاحيات.
علاقة تسوك رام وفلنائي توترت، والذروة كانت ببيان إنهاء مهام رئيس سلطة الطوارئ. مصادر مطلعة على التفاصيل أشارت انه على ضوء إقامة وزارة لحماية الجبهة الداخلية، ظهرت الحاجة إلى إعادة تنظيم سلطة الطوارئ من جديد وإضافة صلاحيات، ولذلك هناك حاجة إلى تعيين جديد.
وصرح في رد من مكتب فلنائي أن "الوزير شكر تسوك رام على عمله الأخلاقي لأكثر من ثلاث سنوات، وعلى مساهمته بدفع استعداد الداخل لساعة الطوارئ".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
دبلوماسية السفن الحربية
المصدر: "إسرائيل اليوم – دان مرغليت"
" زيارة السفينتان الحربيتان الإيرانيتان لميناء اللاذقية، تزامناً مع الخطاب العدواني لحسن نصر الله، ليست مجرد استفزاز فظ وتهديد لأعداء إيران في المنطقة، بل دلالة على توثيق علاقاتها مع سورية.
كانت إسرائيل على علم برحلة السفينتان الإيرانيتان ومسارهما من قناة السويس إلى شمال غرب سورية، وكانت معنية بإثارة الإنتباه الذي أمّله المبادرين إليها. ففي الوقت الذي تقمع فيه الحكومة (الإيرانية) "الحركة الخضراء" والمعارضة بقسوة إلى حد تهديد حياة قادتها، يسعى آيات الله إلى لفت الانتباه إلى الساحة الدولية، ووزير الخارجية أفيغدور ليبرمان قدّم لهم خدمة بتوسعه في تناول المسألة.. يا للأسف.
ليس في زيارة السفينتان أي تهديد فعلي لإسرائيل، ولا حتى للأنظمة  العربية المعتدلة. بل من الممكن العكس، حيث هناك إشارات تدلل – على ضوء الثورة في مصر وفقدان الأنظمة المعتدلة ثقتها بالولايات المتحدة – على وجود انقسام كبير في العالم العربي؛ هناك من يسعى للقفز في اللحظة الأخيرة إلى السفينة الإيرانية، لكن هناك أيضاً من يلقون بحملهم تحديداً على إسرائيل، حاملة الطائرات الثابتة، مثلما يسمّيها أصدقائها في البنتاغون.
وحقيقة أن ليس لزيارة السفينتان الحربيتان الإيرانيتان أي أهمية عملية لا تعني التقليل من الأهداف الاستراتيجية البعيدة المدى لنظام آيات الله، الذي يسعى إلى جعل إيران قوة عظمى إقليمية؛ ولا من جوهر العلاقة مع سورية.
من المتعارف في العالم ان زيارة كهذه إلى ميناء صديق تشير إلى تعاونٍ عميق في المجال الأمني والسياسي. وبصورة عامة، تحفّز زيارات من هذا النوع خلق تحالف أو التأكيد عليه. يتذكر إسرائيليون قدامى ردة الفعل الابتهاجية في أول سني الدولة عند ورود الأنباء عن زيارة سفن الاسطول السادس الأميركي ورسوها في ميناء حيفا.
وفي حالات شاذة بوجهٍ خاص تكون هكذا زيارات ذات أثر وأهمية كبرى. نتذكر جيداً أن فرار سفينتين حربيتين ألمانيتين من الأسطول البريطاني إلى ميناء تركي تسبب في انضمام أنقرة إلى قيصر برلين طوال الحرب العالمية الأولى. هكذا بدأت عملية امتدت لأربع سنوات وغيّرت وجه الشرق الأوسط وأدّت إلى طرد تركية من أرض إسرائيل ومن السعودية. ذكرى مهمة في السنة التي يمر فيها الشرق الأوسط بتغيير أو هزة مشابهة.. حتى الساعة من دون حرب".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
الرئيس بيريز: الشعب الإيراني سيؤدي إلى التغيير من الداخل
المصدر: "اسرائيل اليوم – يوري يلون"
" قال الرئيس شمعون بيريز يوم أمس في خطابه بالقدس أمام مؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية في الولايات المتحدة، أن" ما سيغير النظام في إيران هو الشعب الإيراني نفسه وليس التدخل من الخارج. النظام الإيراني الحالي يجلب العار على التاريخ الفارسي والثقافة الفارسية ويخلق المعاناة للشعب نفسه". وتطرق بيريز إلى موجة التحولات في الشرق الأوسط وعلى رأسهم الاحتجاج المتزايد في إيران، "الفساد الأخلاقي الأكبر في العالم موجود الآن في إيران. كانت خطوة بغيضة أن نرى على التلفزيون، البرلمان الإيراني يقف على قدميه ويدعوا إلى قتل قوات المعارضة باسم ديمقراطية احمد نجاد".
وعن عملية السلام مع الفلسطينيين قال بيريز، "جهات متطرفة متعصبة مليئة بالعداء مثل أحمد نجاد وآخرين يستخدمننا كذريعة على خلفية النزاع الإسرائيلي الفلسطيني من اجل تركيز قواتهم".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المشروع المركزي لـ بني غنتس
المصدر: "هآرتس – امير اورن"
" يؤثّر كل رئيس هيئة أركان عامة على تشغيل القوة، سواء في العمل أو في التقصير. القرار والمسؤولية هما على عاتقه. لكن بشكل مفاجئ، عدد قليل من رؤوساء الأركان العامة هم الذين أثّروا بشكل جوهري على "بناء القوة" ـ مصطلح مراوغ قليلا يتطرق إلى "ماذا" وليس إلى "كيف"، بعبارة أخرى في أي وسائل يتزوّد الجيش، وكيف يُعد نفسه لمهماته في المستقبل.
في الواقع، لا يجب إحداث ثورة في كل جيل لبناء القوة. فالجيش يحتاج إلى فترات زمنية طويلة بهدف استيعاب تغييرات كبيرة، تدريب الوحدات، تزويد وتمرين على القدرات الجديدة.
لكن الآن نضجت مرة أخرى شروط العملية التي ستصنع وجه الجيش الإسرائيلي في السنوات المقبلة، وذلك بعد أن يضع رئيس الأركان العامة المغادر غابي أشكنازي الخطوط، إعادة نظام التدريبات المنتظمة وصياغة النشاط وفقا للحالات الضرورية ولثروة بناء القوة الموجودة. 
أداة العمل المركزية في خلق تغييرات كهذه هي رؤيا رئيس هيئة الأركان العامة. خلال الأشهر الثلاثة المقبلة لدى رئيس هيئة الأركان العامة الجديد نافذة فرص لتوجيه عملية ستسمى باسمه والتي ستؤثّر على بناء القوة لسنوات عديدة. موضوعه الأساسي يجب أن يكون تعريف مستحدث لموقع الإنسان المحارب، في الوقت الذي يمكن فيه تنفيذ مهمات حربية عديدة من قبل منظومات غير مأهولة.
من الجدير في هذا الموضوع التوسع قليلاً: وظيفة المحارب التقليدية مؤلفة من وظائف ميكانيكية (تسيير أو تشغيل منظومة على سبيل المثال طائرة أو سفينة أو دبابة، حمل أوزان، تشغيل أسلحة: تصويب وإطلاق)، ومن مهمات إدراكية ـ تلك التي تلزم اتخاذ قرار على سبيل المثال تصميم محور حركة، اختيار أهداف، وكذلك تقديم نموذج شخصي، إزالة خطر، إظهار شجاعة وما شابه ذلك.
تكنولوجيا متطورة قادرة على تحرير المحارب من معظم المهمات الميكانيكية، والسماح له بمواجهة المهمات الإدراكية فقط. إحدى المجالات التي من السهل فيها نسبياً تحرير المحارب من المهمات الميكانيكية بشكل كامل هي إطلاق طائرات حربية. هنا من الممكن الان اتخاذ معظم القرارات من الأرض أو من موقع بعيد آخر على سبيل المثال طائرة قيادة. طائرات حربية غير مأهولة تسمح بمنع المخاطر عن حياة الإنسان، وكذلك زيادة نجاعة المنظومات الجوية، التي ستكون اقل مقيدة في إجراءاتها، وحتى اصغر في الأبعاد والثمن.
شروط كل عملية من هذا النوع هو تعريف رؤيا رئيس هيئة الأركان العامة في بناء القوة ونشره. منظومات أخرى تحتاج إلى رؤية اتجاه كهذه بهدف البدء بالعمل. الإعلان يثير جدلاً، لانه سيشحذ الامتيازات والعيوب. يوجد بذلك فائدة لان هذا طريق لكشف خلل ومواجهته.
لدى رئيس هيئة الأركان العامة، في بداية ولايته، عدد لا يحصى من المهمات والحالات الاضطرارية، والقدرة على تعظيمها أكثر من أي شيء ووصف طريق السنوات السابقة يتطلب زيادة روحية وفكرية للواقع، لكن هذه هي ماهية الوظيفة. ونجاح رئيس الأركان العامة الجديد في هذه المهمة يجب أن تكون أمنية الجميع".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ   
لا داعي للخشية من السفن الإيرانية
المصدر: "موقع walla الاخباري"
" بارجة إيرانية وسفينة ترافقها تتجهان نحو سوريا. وفقاً للتقديرات، السفن قد تمر اليوم بقناة السويس في طريقها الشمالي. في إدارة القناة أعلنوا أنه لم يصلهم أي معلومات عن اتجاه كهذا. جهات أمنية في إسرائيل "هذه مناكفة، لكن لا داعي للخشية من الوجود الإيراني داخل البحر". أيضاً الولايات المتحدة تعقبت عن كثب.
تقول مصادر أمنية هذا الصباح (الخميس) إنه ليس لدى إسرائيل أي داع للخشية من السفن الإيرانية: المسألة تتعلق ببارجة وسفينة ترافقها، على متنها شباب إيرانيين، يتوجهون نحو المنطقة. وقالت الجهات إنّ "هذه هي مناكفة طهران، معدة  لتحويل الانتباه عن مشاكل الداخل في الجمهورية الإسلامية".
جهة في قناة السويس: "لم يتم إصدار مصادقة لعبور السفن".
تقول جهات أمنية إن المسألة تتعلق باستفزاز إيراني رخيص هدفه ليس واضحاً. سواء كان عرض قوة أو تحويل الانتباه عن المظاهرات في إيران، ليس لهذا الإجراء أهمية عسكرية، ولا يشكل تهديداً أمنياً على إسرائيل.
قال وزير الدفاع، ايهود باراك، بالأمس إن دولاً صديقة اطلعت أيضاً على الموضوع. سفينتا الحرب، اللتان تقلان شباباً من الجيش الإيراني، لم تعبرا القناة بعد، وهدفهما النهائي هو كما يبدو مرفأ اللاذقية في سوريا.
أيضاً في الولايات المتحدة الأميركية يتعقبون بحذر: قال متحدث باسم وزارة الخارجية  الأميركية، فيليب كراولي، هذه الليلة إن "لدينا تقارير عن السفينتين في البحر الأحمر، ولكن لا نعلم  ماذا تفعلان وما هو هدفهما. نحن دائما نتعقب إيران".
وفقاً للقانون الدولي، مصر ملزمة بالسماح بعبور السفن عن طريق قناة السويس، وإسرائيل نفسها تعتاد على نقل بوارج وغواصات عن طريق القناة، بالاتجاه المعاكس، إلى البحر الأحمر- لأنه في الواقع ما دامت السفن تبحر في المياه الإقليمية الدولية، فلا يُعد هذا لأمر خرقاً للقانون الدولي".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ  
نتنياهو مضغوط، ولا يغادر البلاد
المصدر: "هآرتس"
" رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو يعيش في حالة من الضغط، وفي عزلة دولية اخذة بالتعاظم.. عدد كبير من مسؤولي وقادة اوروبا لا يثقون به، وعدد رحلاته وزياراته الى الخارج تقلصت بشكل حاد، بل ان هناك غضب من الصين ضد نتنياهو لانه الغى بشكل دبلوماسي زيارته كانت مقررة سابقا، بطلب من الصين نفسها.
عزلة نتنياهو فيالعالم تتمظهر من خلال دراسة جدول رحلاته المقررة الى خارج البلاد، في العام الاول على توليه المنصب، قام بـ13 زيارة رسمية الى الخارج وزار 9 دول، وفي العام الثاني قام بثمان زيارات الى ست دول، علما انه زار الولايات المتحدة ثلاث مرات ومصر ثلاث مرات.
الزيارة الوحيدة المقررة لنتنياهو ستكون في شهر نيسان المقبل الى تشيكيا وبلغاريا، وتأتي هذه الزيارة بعد خمسة اشهر لم يغادر فيها اسرائيل، سوى في زيارة قصيرة واحدة للرئيس المصري المخلوع حسني مبارك في مطلع كانون ثاني الماضي، ولمدة ثلاث ساعات.
حاول نتنياهوفي المرحلة الاخيرة ان يرتب زيارة الى الهند، الا ان الحكومة الهندية تملصت من ذلك، كما حاول مكتبه ترتيب زيارة الى الاردن ، لكن ملك الاردن عبد الله الثاني رفض استقباله".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الاستفزاز: سفن حربية ايرانية في قناة السويس
في الطريق الى سوريا.. استفزاز ايراني برعاية مصرية..
المصدر: "يديعوت أحرونوت – ايتمار آيخنر"
" مرحلة جديدة ومقلقة في المواجهة بين ايران واسرائيل: أمس، للمرة الاولى منذ الثورة الاسلامية، كان يفترض بسفينتين حربيتين تابعتين لسلاح البحرية الايراني أن تمرا في قناة السويس في طريقهما الى البحر الابيض المتوسط.
وكان نشر النبأ عن الرحلة البحرية العسكرية لاول مرة في "يديعوت احرونوت" في بداية هذا الاسبوع. قبل نحو يومين غادرت سفينتان ميناء جدة في السعودية وبدأت تشق طريقها باتجاه قناة السويس. أمس، في خطابه أمام مؤتمر الرؤساء في القدس، أفاد وزير الخارجية افيغدور ليبرمان بأن السفينتين ستجتازان قناة السويس. هدفهما النهائي هو أحد الموانيء الكبرى في سوريا – طرطوس أو اللاذقية.
احدى السفينتين الايرانيتين هي سفينة صواريخ، تحمل صواريخ بحر – بحر وطوربيدات. أما السفينة الثانية فهي سفينة شحن قادرة على ان تحمل شحنة بوزن 33 طن. مثل هذه السفينة يمكنها ان تحمل كمية كبيرة من الوسائل القتالية وتنزلها في سوريا، ومن هناك تنتقل الى حزب الله.
في جهاز الأمن يتابعون بتحفز مسار السفينتين، ولكن التعليمات الصادرة للجيش الاسرائيلي هي عدم الانجرار وراء الاستفزاز الايراني. وقال أمس وزير الدفاع اهود باراك ان "اسرائيل تتابع باهتمام حركة السفينتين الايرانيتين ووضعت دولا صديقة في صورة الوضع". ويقول مصدر سياسي اسرائيلي ان هذا تطور مقلق جدا. "هذا استفزاز من ايران ضد الجميع. الهدف هنا الاظهار للوجود الاستفزازي في البحر المتوسط. هذه رسالة لاسرائيل، للولايات المتحدة وللعالم بأسره: نحن هنا، لدينا تواجد عسكري في البحر المتوسط ولا يهمنا أحد".
مسؤولون كبار في الجيش الاسرائيلي يقولون إن الاسطول العسكري يدل على العلاقة الوثيقة بين ايران، سوريا ولبنان. وقال مصدر عسكري ان "هذا استفزاز اذا استمر من شأنه ان يكون خطيرا".
ويتبين من تقارير وصلت الى القدس ان سلطة قناة السويس، التابعة للسلطات المصرية، سمحت للسفينتين بالمرور في قناة السويس. ذات السلطة هي التي منعت قبل ثمانية اشهر فقط، وحينها كان حكم مبارك لا يزال قائما، عبور سفينة ايرانية كان يفترض ان تشارك في الاسطول الى قطاع غزة.
وجرت في اسرائيل في الآونة الأخيرة مشاورات مكثفة قُبيل وصول السفينتين الى القناة. وحتى اللحظة الاخيرة اعتقدوا في القدس بأن مصر ستمنع عبورهما، إلا ان المصريين أعطوا أمس الايرانيين الضوء الاخضر. المبرر الرسمي هو انه حسب ميثاق القسطنطينية من العام 1888 لا يمكن منع عبور السفن في قناة السويس، باستثناء سفن لدول توجد في حالة حرب مع مصر. ولكن في سلطة القناة نفوا أمس انهم أعطوا الاذن للسفينتين بالعبور. وقال أمس مدير السلطة، احمد المنحلي ان "كل سفينة تمر في القناة يجب ان تُبلغ عن ذلك قبل 48 ساعة. وحتى الآن لم يضعنا أحد في الصورة".
وقال مصدر اسرائيلي كبير أمس: "من ناحية القانون الدولي لا يوجد هنا مشكلة. من حق الايرانيين العبور في المسار الدولي. المشكلة هي في الرسالة. يوجد هنا استفزاز واضح. تصوروا أننا كنا أخذنا عدة بارجات وذهبنا بها للتنزه أمام تركيا؟ واضح ان هذا سيكون استفزازا. بذات القدر، امتنعت اسرائيل عن القيام باستفزازات مشابهة والابحار في مياه الخليج الفارسي. الايرانيون يشخصون فراغا نشأ عقب انهيار الحكم في مصر ويرفعون الرأس".
وبعث وزير الخارجية ليبرمان أمس برسالة حادة اللهجة للأسرة الدولية التي تتجاهل بزعمه افعال ايران. وقال في خطابه ان هذه الليلة ستمر في قناة السويس سفينتان حربيتان لايران نحو البحر الابيض المتوسط وستصلان الى سوريا، الامر الذي لم يحصل منذ سنوات عديدة. هذا استفزاز يثبت أن الثقة بالنفس والوقاحة الايرانية آخذة في الازدياد من يوم الى يوم. هذا الموضوع يأتي بعد زيارة الرئيس الايراني احمدي نجاد الى جنوب لبنان وتصريحاته العدوانية هناك ضد اسرائيل. لأسفي، الأسرة الدولية لا تبدي استعدادا لمواجهة الاستفزازات الايرانية المتكررة. نحن نتوقع ان تعمل الأسرة الدولية في أقرب وقت ممكن وبتصميم في وجه الاستفزازات الايرانية الرامية الى دفع الوضع في المنطقة الى التدهور وتضع الايرانيين في مكانهم".
وفي هذه الاثناء، رفعت التقارير عن عبور السفينتين في قناة السويس أمس سعر برميل النفط  الى مستوى 104 دولار، وهو الرقم القياسي منذ 29 شهرا".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
جولات ضم
المصدر: "هآرتس"
" اعلان وزير التعليم، جدعون ساعر، بانه ابتداء من السنة الدراسية القادمة ستدشن وزارته برنامج تعليم جديد لتشجيع زيارات التلاميذ الى مغارة المكفيلا (الحرم الابراهيمي) في الخليل، هو اعلان معيب. في قراره لجلب التلاميذ للزيارة في قلب المستوطنة الاعنف والاكثر اشكالية في المناطق، الخليل، اتخذ وزير التعليم خطوة سياسية موضع خلاف، وليس خطوة تعليمية.
يمكن أن نفهم تطلع ساعر الى تشجيع التلاميذ للتعرف على الجذور التاريخية لشعب اسرائيل في بلاد اسرائيل، كما يمكن الاعتراف ايضا بمغارة المكفيلا كموقع للتراث اليهودي، ولكن لا ينبغي تجاهل السياق السياسي الاشكالي للجولات. مغارة المكفيلا توجد اليوم في جانب مستوطنة تعيش فيها حفنة من اليهود اضطر الاف الفلسطينيون الى هجر بيوتهم ومحلاتهم خوفا منهم وابقاء أماكن سكناهم للاشباح. لم يعد هناك مكان آخر في المناطق المحتلة يصرخ فيه الظلم بهذا القرار. زيارات التلاميذ في هذا المكان، في ظل تجاهل ما فعلته هناك اسرائيل والمستوطنون، هو فعل مناهض للتعليم. فالجولات ستصعد النزعة القومية المتطرفة في أوساط التلاميذ، الايمان بالقوة والعمى في ضوء مظالم الاحتلال.
الزيارات الى مغارة المكفيلا ايضا ستلحق عمليا مستوطنة الخليل. حتى رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، يحرص على عدم زيارة مناطق الاحتلال خلف جدار الفصل؛ اما ساعر، الذي يعتبر لسبب ما وزيرا ليبراليا نسبيا، فيدفع نحو دق وتد آخر في موقع لا يفترض أن يندرج في نطاق اسرائيل في أي اتفاق سياسي.
مشاكل جهاز التعليم اكثر من أن تحصى، ووجد ساعر صعوبة حتى الان في حلها. الاخفاقات في اختبارات الانجازات، العنف المتصاعد والدرك الاسفل في مكانة المعلمين تقف أمام بوابة الوزير، وعليه أن يعالجها. جولات الاستفزاز السياسي لن تحل هذه المشاكل بل وستفاقمها: في الخليل سيتعلم التلاميذ بان كل أزعر رجل، وان من يسيطر بالعنف على ملك ليس له ويسلب من الاخر بيته، مستندا الى اعمال الخداع والى بنادق الجيش الاسرائيلي – ينتصر. هذه رسالة تعليمية سلبية لا مثيل لها، وذات وزير التعليم يريد أن يغرسها في تلاميذ اسرائيل. وعليه فان هذا البرنامج الذي يسعى الوزير الى تدشينه يجب الغاؤه فورا".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يستخفون بنا
المصدر: "يديعوت أحرونوت ـ أليكس فيشمان"
" يرفع الايرانيون مستوى الرهان في لعبة القمار ضد الغرب، وهذه المرة يفعلون ذلك حيال اسرائيل في ساحة البحر الابيض المتوسط. وهم، يرفعون، عن وعي، احتمال الصدام المباشر بين السفن القتالية لسلاح البحر والسفن الحربية الايرانية. لم يعد الحديث يدور فقط عن مواجهة مع ايران من خلال فرع مثل حزب الله في لبنان والجهاد الاسلامي في غزة. هذه المرة يقف الايرانيون امام وجه اسرائيل، يلوحون بالصواريخ التي على السفن القتالية ويستفزون: ما الذي ستفعلونه لنا؟
الحقيقة هي أنه باستثناء الغضب ورفع حالة التأهب في سلاح البحرية وفي عدة أماكن اخرى، فان القانون الدولي لا يسمح بعمل أي شيء لهم. السفينتان تصلان الى البحر الابيض المتوسط لتحلا ضيفتين على الاسطول السوري، وهما تعتزمان البقاء في المنطقة لسنة على الاقل.
التوقيت ليس صدفة: ايران تحتفل هذا الاسبوع بيوم الفجر، وهو يوم ذكرى الثورة الخمينية. وفي اثناء الاحتفالات تعرض السلطات انجازات النظام في كل المجالات. وصول سفينتين حربيتين ايرانيتين الى البحر المتوسط هو جزء من مظاهرة استعراض القوة هذه.
محافل عسكرية رفيعة المستوى في اسرائيل أوضحت منذ الاسبوع الماضي، حتى قبل وصول السفينتين الى البحر المتوسط، بان هذا استفزاز خطير. اذا ما لاحت أي مؤشرات للعدوان من جانب هاتين السفينتين، كما حذرت هذه المحافل، فانهما ستعالجان بالشكل الاكثر فظاظة.
اطلاق السفينتين الى البحر الابيض المتوسط ينخرط ضمن الاستهتار المتواصل من جانب الايرانيين بالدول الغربية، ولا سيما بالولايات المتحدة وحلفائها في الاتحاد الاوروبي. والدليل، رغم العقوبات الشديدة، فان السفن القتالية الايرانية تتجول حرة في البحار، بما في ذلك في البحر الابيض المتوسط. قائد سلاح البحرية الايراني تباهى الاسبوع الماضي بان سفن الاساطيل الغربية التي تبحر في الخليج الفارسي لا تتجرأ على اجراء تفتيشات على السفن التي تنقل البضائع من والى ايران بسبب خوفها من الاسطول الايراني.
وهكذا، في الوقت الذي ينشغل فيه بال الدول العربية بالهزات الداخلية، يستعرض الايرانيون تواجدا رمزيا ولكن ذا نزعة قوة، ويعززون الاحساس بالثقة بالنفس لدى المحافل الاسلامية المتطرفة في مصر، في لبنان، في سوريا، في المغرب وفي تونس. وان لم يكن هذا بكاف، فوزير الطاقة النووية الايراني أعلن هذا الاسبوع بانه لن يجدي الغرب شيء – ايران ستواصل اعمال التخصيب في منشآتها النووية في قم.
السفينتان لم تأتيا سرا. قائد سلاح البحرية للحرس الثوري أعلن على الملأ عن هذا الابحار منذ 23 كانون الثاني. عندما وصلت السفينتان الى البحر الاحمر رستا في ميناء جدة السعودي. السعودية وايران هما دولتان معاديتان الواحدة للاخرى، وعليه يبدو غريبا جدا أن سمحت السعودية للسفينتين الايرانيتين بالرسو في ميناء سعودي. التعاون السعودي – الايراني هذا فاجأ وخيب أمل محافل امريكية واسرائيلية.
في نيسان – أيار من هذا العام سيجري الابحار الاكبر من اوروبا الى غزة والذي سيسمى "اسطول الحرية". في هذا الاسطول ايضا، مثل سابقه، يشارك رجال منظمة IHH التركية، ولكن يقف خلفهم اساسا منظمات اوروبية وامريكية تعتزم الابحار حسب بعض التقارير، في قافلة من 50 حتى 100 سفينة من غزة، وحسب معلومات اخرى، بين 5 و 15 سفينة.
ماذا سيحصل اذا ما سيطرت السفن الايرانية على هذا الاسطول؟ ماذا سيحصل اذا ما استفزت سفينة ايرانية كهذه سفينة مدنية اسرائيلية أو سفن لسلاح البحرية؟ ماذا سيكون رد السفن الاسرائيلية اذا ما اصطدمت بالسفينتين الايرانيتين وهي تنفذ نشاطها الجاري امام شواطىء لبنان؟
من هنا لاحقا يمكن أن تتطور سيناريوهات من شأنها أن تجر الى مواجهة مباشرة بين ايران واسرائيل. لم يعد فقط من خلال فروع على حدود لبنان وغزة بل مباشرة امام قوات ايرانية".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مغارة المكفيلا: فليذهبوا، وليروا
المصدر: "يديعوت أحرونوت ـ ارئيلا رينغل هوفمان"
" ما يبعث على اليأس حقا في بيان وزير التعليم جدعون ساعر في أنه أصدر تعليماته لمدير لواء القدس في وزارة التعليم، بفحص امكانية ترتيب زيارات لتلاميذ المدارس الى مغارة المكفيلا ليس هو جوهر الامر – ان يزوروا الخليل أو لا يزوروها – بل الطابع الذي تميز به الجدال العام الذي نشأ فور نشر البيان. رد الفعل الشرطي التلقائي، الذي يجعل كل نقاش في مطارحنا نصا معروفا مسبقا.
ما كان ينبغي للمرء أن يقرأ الصحف، ان ينصت للاذاعة أو ان يشاهد التلفزيون كي يعرف من يقول ماذا. من سيصرخ، مثلا، في أن زيارة الاراضي المحتلة هي اكراه ايديولوجي. عضو الكنيست أحمد طيبي؟ صحيح! نقطتان. من سيقول ان هذا قرار تاريخي سيسمح للتلاميذ بان يتعرفوا على التراث اليهودي؟ ملاخي لفنغر، رئيس مجلس كريات أربع؟ بالضبط! نقطتان اخريان. حقا الطيران الى المليون مع خلد مدينة الاباء (اوري ارئيل) والاقتراح لزيارة بديلة الى المكان الذي اعلنت فيه دولة اليهود (يوسي سريد). الطيران الى المليون وفي ظل ذلك دفع الاخرين الى الاسفل.
ذات مرة كنا نقول: لم يجف بعد الحبر على الورق وها هو الحال يصرخ، أما اليوم فلا يوجد حبر يجف على الورق، وبصعوبة يوجد حبر، وبصعوبة يوجد ورق. ماذا تبقى؟ كوم من المحقين دوما. كل نقاش على التراث اليهودي، او يكاد يكون كل نقاش مثل كل جدال على القيم اليهودية، يعمق الشرخ، يبعد المواقف عن بعضها البعض، يوسع الاغتراب. كل نقاش عام يتردى الى خليط ليس متماثلا على الاطلاق من نصوص التضارب والتناقض.
"ر"، مثلا، قرابة ثلاثة عقود في التعليم، هي اليوم مديرة مدرسة كبيرة في الوسط، قالت بان السنتين الاخيرتين بالذات للوزير ساعر كانتا، نسبيا، نقية من الجمود العقائدي. دون تعليمات المدير العام للتشديد على تعليم اليهودية وتعليمات كم ومتى يجب انشاد النشيد من جهة، وكذا دون اضافات توسع الوعي في الرواية الفلسطينية من جهة اخرى. لا توجد لي أي نية، قالت، لان آخذ التلاميذ الى مغارة المكفيلا. كل تلميذ، حسب المديرة، في أثناء تعليمه يصل الى القدس، يزور حائط المبكى، مغارة شيلوح، ينزل الى أنفاق المبكى وفي اطار ذلك يزور متحف اسرائيل. أما الى الخليل، تقول، فنحن لن نذهب.
لماذا؟ أساسا بسبب التخوف على أمن التلاميذ.
من ناحيتي، كنت سآخذ اطفال المدارس لزيارة المغارة. هذه فرصة طيبة لزيارة قبور الامهات والاباء الموتى، وفي نفس المناسبة لرؤية كيف يعيش الناس هناك. اليهود والعرب. خلف الحواجز، تحت رعاية البنادق، بين مستحكم حراسة واحد وآخر. كم كراهية وعداء وغضب يوجد هناك. فليروا وليسمعوا، كي يفهموا عندما يتحدث الاخرون اليهم، في المرة القادمة، عن دولتين للشعبين، عما يدور الحديث ولماذا.
باختصار: ليس الاقتراح لاخذ تلاميذ المدارس الى مغارة المكفيلا هو الذي يقض مضجعي. العكس، بين السفر الى ايلات والشمال، مع كل الاحترام – فليسافروا الى هناك ايضا. الضفة في هذه الايام، بالمناسبة، أجمل من أي وقت مضى.
ما يقض مضجعي حقا هو سؤال لم يطرح، وعلى أي حال لم يقدم له جواب: من يقرر محطات الزيارة، من سيرشد الجولات، من سيشرح للتلاميذ ما تراه عيونهم. أو، ان شئتم: ماذا بالضبط ستكون الرسائل في أوراق العمل الذي تضعها وزارة التعليم، وتشق طريقها الى المدارس، الى صفوف التعليم، الى آذان التلاميذ. إلى قلوبهم".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
ليس ذنب الغرب
المصدر: "هآرتس ـ الكسندر يعقوبسون"
" يثور مرة اخرى بعقب سقوط نظام حسني مبارك نقاش اسباب نشوء الديكتاتوريات في العالم العربي. يرى مهند مصطفى ان "مشروع الحداثة العربي الذي قاده شبان من الطبقة الوسطى قطعته القوى الاستعمارية الغربية من الخارج، والعربية من الداخل (وفي أعقاب ذلك) تولت الحكم نظم مستبدة كان أكثرها مواليا للغرب" ("في العمى الاستشراقي"، "هآرتس"، 13/2). أي ان المذنب هو الاستعمار الغربي وعملاؤه. أحق هذا؟.
أُنشئت الديكتاتورية في مصر إثر ثورة "الضباط الأحرار"، التي أفضت الى النظام الاستبدادي المعادي للغرب، لعبد الناصر. حلت هذه الديكتاتورية محل نظام ملكي ليبرالي موال للغرب، كان فاسدا مختلا في الحقيقة لكنه أقرب للديمقراطية من كل ما أتى بعده. كانت ديكتاتورية عبد الناصر أقسى كثيرا من سلطة وريثيه المواليين للغرب: أنور السادات – الذي أجرى تحولا ليبراليا وتحولا مواليا للغرب ايضا – ومبارك. لم تكن في ايام عبد الناصر حاجة الى تزوير الانتخابات في مصر كما في ايام مبارك: فقد فُرض على الدولة نظام حكم لحزب واحد، وحُظرت كل معارضة. كان غريبا، لكن غير مفاجيء، أن نرى في المدة الاخيرة في الناصرة مظاهرة لنشطاء حزب التجمع العربي الديمقراطي، الذين عبروا عن تأييد الشعب المصري الذي يطلب الحرية والديمقراطية وهم يرفعون صور عبد الناصر – الرجل الذي قضى على الحرية التي لا يُستهان بها التي سادت مصر حتى تولى الحكم.
يتوج كثيرون عبد الناصر بتاج محرر مصر من الاستعمار البريطاني. لا ينبغي الاستخفاف بنضال أي شعب من اجل الاستقلال، ومن الطبيعي ان كل من يشايع هذا النضال يحظى بالتأييد الشعبي. لكن الحقيقة ان الاسد البريطاني في بدء سلطة عبد الناصر كان قد أصبح في طريقه الى الخارج. وطيء عبد الناصر ذيله. أما اولئك الذين قادوا نضال الاستعمار البريطاني في ذروة قوته، عندما لم يكن يقصد الانصراف عن أي مكان – مثل أناس حزب الوفد – فقد أخرجهم عبد الناصر خارج القانون، وأسكت وسجن الى جانب الشيوعيين، الاخوان المسلمين وسائر معارضيه السياسيين من اليمين ومن اليسار.
كان لعبد الناصر امتياز واحد من هؤلاء الذين يسيرون اليوم في مسيرات ويرفعون صورته. فقد آمن في الحقيقة كما يبدو ان نهجه الاستبدادي هو السبيل الوحيدة الى تحديث مصر والعالم العربي. يعلم مُجلّوه اليوم جيدا ان هذه السبيل أفضت الى فشل ذريع. وهم مع كل ذلك مستعدون لتقدير ديكتاتوري فاشل ايضا بشرط ان يكون قوميا بقدر كاف، ويلقون بالمسؤولية عن الاخفاقات على الصهيونية والاستعمار – وكيف لا؟.
لم يكن عبد الناصر حاكما فاسدا من جهة شخصية – وهذا انجاز غير قليل. لكنه اختار على علم الاستبداد برغم حقيقة انه كان يستطيع بسهولة ان يُنتخب بانتخابات حرة، في البدء على الأقل. على كل حال، أن يُقال ان الديكتاتورية أُنشئت في مصر بتأثير الغرب، لخدمة أهدافه عكس الحقيقة. كذلك لم ينشأ نظام حزب البعث في سوريا على يد الغرب ولا يخدم الغرب. عندما خطب عزمي بشارة خطبة التأبين في جنازة الاسد الأب (الذي نجح بعكس مبارك في توريث ابنه السلطة)، امتدح طاغية كان أقسى كثيرا من مبارك ومن عبد الناصر ايضا.
كم تختلف عن كل هذا، وكم هي منعشة وجريئة وتثير الأمل الريح التي هبت ايام الثورة من ميدان التحرير – ريح تحمل المسؤولية لا الهرب منها، والامساك بالمصير في اليدين، والايمان الحقيقي بالحرية والديمقراطية. اذا بلغت مصر الديمقراطية في نهاية الامر – والعقبات كثيرة في الطريق – فسيكون هذا الامر قبل كل شيء بفضل هذه الريح".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
ميدان التحرير سيحررنا ايضا
المصدر: "هآرتس ـ ميرون ربوبورت"
" انتصر الشعب المصري. هذه هي الحقيقة الواحدة الواضحة في هذه اللحظة. لا يعلم أحد الى أين سيأخذ هذا النصر مصر، أإلى حكم عسكري متنكر، أم ديمقراطية من نوع جديد، أإلى نظام اسلامي أم الى مجرد فوضى. يمكن ان نُخمن لكن كل تخمين الآن هو في الحقيقة مخاطرة هوجاء. لهذا يُستحسن أن نشغل أنفسنا بما حدث أكثر مما سيحدث، أو لمزيد الدقة: كيف حدث.
كيف حدث ان انهار النظام الأقوى في الشرق الاوسط، الذي يعتمد على نظام عظيم من قوات الشرطة والقمع، وجيش يتمتع بمساعدة امريكية سنوية أكبر بعشرة أضعاف مما تحصل عليه الهند، وخضع بلا قتال تقريبا من غير ان تُطلق عليه حتى رصاصة واحدة.
أرسل حسني مبارك دبابات الى قلب القاهرة لكنه لم يكن يستطيع استعمالها. استعملها المتظاهرون. علوا فوق الدبابات، وناموا بين جنازيرها. حطموا سيوفها لتصبح فراشا.
كانت قوة المتظاهرين قبل كل شيء في عددهم. لم تُجند جميع المظاهرات التي أفضت الى سقوط نظم الحكم الشيوعية في شرق اوروبا معا عددا من المتظاهرين كعدد اولئك الذين خرجوا الى شوارع مصر في يوم واحد. لكن التكتيك السياسي للمتظاهرين كان أشد تأثيرا من عددهم.
عرّفوا هذا التكتيك بالعربية بأنه "سلمي"، أي غير عنيف. يمكن بمساعدة مليون متظاهر فعل كل شيء: يمكن احراق مبنى التلفاز ومؤسسات الحكم، ويمكن سلب أحياء الاغنياء، وتمكن محاكمة ناس قوات الأمن البغيضين. لم يحدث شيء من كل ذلك. تم الحفاظ على عدم العنف بتشدد. ومن مشاهدة شبكات البث العربية على الأقل، كانت هذه هي الرسالة التي بُثت بأقوى شكل الى العالم العربي.
كانت الجملة التي كررها المحتفلون في الاردن وقطر واليمن وتونس متشابهة على التقريب: ألف مبروك لمصر، التي أسقطت ديكتاتورها بطرق سلمية. يصعب أن نُقلل من أهمية هذه الرسالة. الى نظم الحكم في العالم العربي أولا لكن للفلسطينيين ايضا. في الحقيقة احتفلت حماس في شوارع غزة لكن ليس من المؤكد ان عندها ما تحتفل من اجله. إن ما حدث في مصر يبرهن على ان تكتيكها الذي هو "الكفاح المسلح" غير مُجدٍ فضلا عن انه غير اخلاقي. أدرك المتظاهرون في مصر ان الارهاب – كذاك الذي قتل السادات – حسن لاظهار الرجولة لكنه سيء للثورة. إن النصر الجارف والمفاجيء للتكتيك "السلمي" في مصر قد يؤثر في الفلسطينيين ايضا.
هذه أنباء غير حسنة لـ "اسرائيل" – الرسمية على الأقل – وأنباء حسنة جدا للاسرائيليين. أنباء غير حسنة لاسرائيل المجردة التي تؤمن بأنه يمكن الحفاظ على الاحتلال وعلى السيطرة على ملايين الفلسطينيين بالاعتماد على تفوقها العسكري والاستخباري الكاسح. وهذا صحيح ما بقي النهج المركزي الذي يقاوم عليه الفلسطينيون الاحتلال هو الكفاح المسلح. لكن الكفاح غير العنيف، الكفاح "السلمي" قد يجعل القوة العسكرية غير ذات صلة.
أصبح يبدو الآن ميل عند الفلسطينيين الى تفضيل الكفاح الدبلوماسي على الكفاح المسلح. فانتصار الكفاح غير العنيف في مصر قد يزيد على هذا الكفاح بُعدا شعبيا ايضا. وهذه أنباء حسنة جدا للاسرائيليين الذين يؤمنون بأنه يمكن انهاء هذا الصراع دون حرب يأجوج ومأجوج. إن سرعة اسقاط الكفاح غير العنيف لنظام الحكم في مصر تستطيع ان تُعلمنا، أن الصراع والاحتلال قد ينتهيان بأسرع مما يعتقد أو يؤمن شخص ما. سيحررنا بعدُ ميدان التحرير".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سلام بين الأهرام
المصدر: " هآرتس ـ دانيال ليفي"
" إن مقالة واحدة بسيطة يمكن ان تصبح الأساس لكل تحليل للسياسة المصرية المتوقعة بعد إبعاد حسني مبارك: ستكون السلطة هناك ملتزمة ان تكون أكثر اصغاءا لمشاعر الجمهور.
يبدو ان خوف اسرائيل الحقيقي متصل بفقدان السياسة المصرية للحفاظ على الوضع الراهن؛ وهي سياسة سهّلت على حكومات اسرائيل. استعمل نظام حكم مبارك سياسة اقليمية لم تكن لها شرعية جماهيرية وكانت تأييد حصار غزة والحرب في العراق والعدائية الزائدة لايران، واجراءا مرهقا لتفاوض عقيم بين اسرائيل والفلسطينيين. نبعت الثورة في مصر في الحقيقة من شوق الى قدر أكبر من الديمقراطية، لكنه يأتلف مع الشوق الى كرامة وطنية أكبر. وقد كانت سياسة مبارك الاقليمية تُرى معادية للعرب مُضرة بالكرامة الوطنية.
عندما وقعت مصر على اتفاق السلام مع اسرائيل تلقت انتقادا من الداخل والخارج على انها فعلت ذلك بغير شراكة مع دول المنطقة وتخلت عن الشأن الفلسطيني. ضُم الى اتفاقات كامب ديفيد في 1978 ملحق عنوانه "إطار لسلام اقليمي في الشرق الاوسط". وتعلمون ان هذا الجزء من الاتفاق لم يُحقق قط. زمن التوقيع عليه سكن المناطق عشرة آلاف مستوطن، وعددهم اليوم أكثر من 300 ألف. إن الفترة منذ التوقيع على الاتفاقات يمكن ان نسميها عصر "اليد الحرة" لاسرائيل في المنطقة. وهو عصر يصعب على اسرائيل الانفصال عنه، برغم انه لم يزودها قط بالأمن الحقيقي.
ثم من يقولون ان اتفاق السلام مع مصر أحبط كل خيار عسكري ذي شأن للدول العربية موجها على اسرائيل، لكنه لم يؤثر في امكانية ان تهاجمها اسرائيل. وهذا يثير غضبا في الشارع العربي. تحول الحفاظ على اتفاق السلام مع مصر مع مرور الوقت الى حفاظ على مسيرة سلام جذّرت الاحتلال والمستوطنات وسخرت من العرب المشاركين فيها. ليس من المعقول افتراض ان توافق السلطة المصرية الجديدة على الاستمرار على هذه اللعبة. ويصعب ايضا ان نتخيل ان يوافق الفلسطينيون على عشرين سنة اخرى من الإذلال، أو ان تتبنى سوريا النموذج المصري وتوقع على اتفاق سلام مفرد.
ضاق مدى امكانات عمل اسرائيل الاستراتيجي، وتراوح المؤسسة بين توجهين مركزيين. الاول، ان تقنع الغرب بأن اسرائيل هي جزيرة استقرار في بحر عداء، وتأمل ان يظل الجيش هو العنصر المهيمن في السلطة المصرية وان تعتمد في الأساس على قوة اسرائيل العسكرية. ويريد التوجه الثاني ان يزيد على ذلك العودة فورا الى مسيرة السلام مع الفلسطينيين. لكن لا واحد من هذين التوجهين يتوقع ان يفضي الى النتائج المأمولة. فالاول سيدهور وضع اسرائيل السيء أكثر، والثاني يأتي ضئيلا جدا ومتأخرا جدا.
لاسرائيل ايضا خيار ثالث، قد يكون آخر فرصة لحل الدولتين. الاول، الانسحاب بلا شروط الى خطوط الهدنة عشية حرب الايام الستة، مع امكانية تعديل الحدود على نحو متبادل ومتفق عليه وضمانات أمنية دولية. والثاني اعتراف اسرائيل بطرد الفلسطينيين وسلبهم ممتلكاتهم زمن اقامة الدولة، ويشمل ذلك اعطاء الفلسطينيين تعويضات. والثالث التزام اسرائيل ان تمنح جميع مواطنيها المساواة الكاملة وأن تُزيل الحواجز التي تمنع تحقيق الحقوق المدنية للأقلية العربية الفلسطينية. إن الأخذ بهذه الطريقة فقط يُعبر عن اهتمام حقيقي بمستقبل اسرائيل.
اعتادوا ان يُسموا السلام مع مصر "سلاما باردا". وأصح من ذلك ان يوصف بأنه "سلام هرم". فقد عُقد بين قيادتي الطرفين ولم يكن من نصيب سائر أبناء الشعب. عرضت اليوم لاسرائيل فرصة ان تُغير هذا الواقع وان تبني سلاما ديمقراطيا بين قاعدتي الهرمين. قيادة المسيرة من مسؤولية اسرائيل، ومن الخطوات الضرورية الأخذ بتوجه أكثر احتراما لمواطنيها وجيرانها الفلسطينيين، باعتبار ذلك جزءا من مسيرة اندماج اسرائيل في شرق اوسط ديمقراطي".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ماذا حدث لتسيبي لفني
المصدر: "معاريف ـ روبيك روزنطال"
" عرض استطلاع للرأي أجراه برنامج "بوبوليتيكا" في القناة الاولى مفارقة، كتعريف الصحفية مزال معلم الناجح. تقود تسيبي لفني حزب كديما الى تفوق أخذ يزداد على الليكود، لكنها تحظى بدرجة سيئة مقلقة من جهتها من الجمهور. والدرجة السيئة بسبب أدائها باعتبارها رئيسة المعارضة. حاولت أن أتذكر عن أي أداء يتم الحديث، وما الذي فعلته تسيبي لفني باعتبارها رئيسة معارضة، وأدّتني الذاكرة الى خطبة "كن رجلا، إنكمش". كان هذا منذ زمن في الحقيقة. وفي واقع الامر، كان انجاز لفني المركزي داخل صفوف كديما. في اثناء ذلك، لم يترك أحد الحزب ولم يعد الى الحزب الأم الليكود؛ ولم يتحد أحد زعامتها، والقصد بطبيعة الامر الى موفاز.
يبدو هذا النجاح بأنه طريقة صحيحة لبناء القوة داخل الحزب أكثر من ان يكون ثقة بلفني. يصعب على موفاز عندما يقوم الى جانبها حاييم رامون وروني بار أون وتساحي هنغبي وآخرون، ان يبني مركز قوة مضادا ذا شأن. ومع كل ذلك، ما الذي تفعله تسيبي لفني؟ انها تستنسخ طريقة نتنياهو داخل الليكود. فنتنياهو في الحقيقة بيبي جديد، ويحرص على البقاء كذلك ازاء تحطم زميله اهود باراك، الذي بقي باراك القديم ولم يُغيره شيء. حاول بيبي القديم ان يُحرك اشياء الى هنا والى هناك، وأن يحارب هذا وذاك وخسر دائما تقريبا. أما بيبي الجديد فلا يكاد يتحرك. فهو يحرك اجراءات محسوبة، ويتوقع ردا، ويرجع عما فعل، ويمتنع عن كل صراع خفي وجلي وينجح ذلك.
نتنياهو بعيد عن شعبيته في يوم الانتخابات، لكنه نجح في ألا يُعلَم باعتباره فشلا. يمكن ان نتساءل أهذه هي الزعامة التي تحتاج اليها دولة اسرائيل، لكن في مستوى النتيجة المباشرة ينجح نهج نتنياهو. بيد أن ما ينجح عندما تكون في الحكم وتحتاج الى المناورة بين القوى المتعارضة، غير الممكنة احيانا، لا ينجح عندما تكون في المعارضة. ففي المعارضة يُحتاج الى حضور دائم واضح. فالمعارضة بديل. وهي لا تستطيع أن تكون ليكودا مُحسنا أو مركزا مطورا، ويجب عليها ان تعرض صورة مرآة الائتلاف.
اذا قال الائتلاف ألِفْ، فعلى المعارضة ان تقول باءْ. واذا عرض الائتلاف تصورا يمينيا، فيجب على المعارضة ان تعرض تصورا مركزيا واضحا على الأقل. واذا سعى الائتلاف الى الخصخصة، فيجب على المعارضة ان تسعى الى مجتمع رفاهة. واذا كان الائتلاف أسيرا في يد شاس، فيجب على المعارضة ان تكون حزبا مدنيا. إن من يجب عليه ان يخط النهج وان يناصره هي الزعيمة. والزعيمة صامتة أكثر الوقت أو تثور على طرق سلوك وتكتيكات وأخطاء مؤقتة لكنها لا تثور على الجوهر.
أومن ان تسيبي لفني تملك ذلك. بيد انه يبدو انها لا تعمل مع المستشارين الصحيحين. يبدو ان الجميع حولها يسيرون على البيض. ويبدو انها ما زالت لم تدرك انها انفصلت نهائيا عن المعسكر الوطني وعن العائلة المحاربة التي نشأت فيها، وانها تُمثل حزب مركز معتدلا في مواجهة حزب المركز – اليمين المسمى ليكودا. وهي لم تستدخل بقدر كاف حقيقة انها انتقل اليها في ليلة الانتخابات نائبان من ميرتس ونصف نائب من الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، ولن نتحدث عن مصوتي حزب العمل. والنتيجة ان لفني لم تنجح في ان تبني لنفسها صورة زعيمة وطنية في السنتين اللتين كسبتهما بأن تخلت عن السلطة بعد استقالة اولمرت.
قد لا يكون كل هذا سوى أوهام. فكديما لحم من لحم الليكود، أي ما سموه ذات مرة الليكود الثاني، وتعلم لفني في خفايا قلبها انها هي وموفاز سيفعلان في السلطة ما يفعله نتنياهو بالضبط. فاذا كان هذا هو الوضع، فينبغي ان نفترض ان الناخبين سيفضلون في المستقبل كما حدث في الماضي، الشيء الحقيقي. وفي هذه الاثناء يستطيع نتنياهو الاستمرار في النوم بهدوء".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الأُترّجة (2)
المصدر: "معاريف ـ يارون ديكل"
" افيغدور ليبرمان سياسي مختلف فيه. ولا يختلف أحد مع ذلك في ان الحديث عن شخصية تأسر الجهاز السياسي منذ نحو من عقدين. حتى بعد القنبلة التي وضعها على باب رئيس الحكومة هذا الاسبوع، ظل المحللون كالساسة أنفسهم يتساءلون: الى أين يسعى؟ والجواب سهل جدا. يسعى ليبرمان الى ان يصبح رئيس حكومة اسرائيل. هذه هي الغاية وهذا هو الهدف، وكل ما بقي هو ان يتغلب على العقبات غير القليلة في الطريق.
السيناريو التالي لا يقوم على حديث في الخلف مع ليبرمان أو على مقابلة صحفية معه. فهو يجري في أذهان عدد من الاشخاص يعرفونه معرفة غير سيئة، من الخصوم والأنصار معا. ففي مقابلة صحفية في برنامج "هكول ديبوريم" (كله كلام)، قال منذ زمن ليس بعيدا محلل باللغة الروسية، يتابع ليبرمان منذ سنين، إن النموذج السياسي لوزير الخارجية هو اريئيل شارون. كان رئيس الحكومة الذي غرق في غيبوبة مدة ثلاثة عقود، شخصا مختلفا فيه، مكروها احيانا حقا، الى ان غُرس في قلب الاجماع الاسرائيلي.
يسلك ليبرمان ويعمل من اجل ان يأسر قلب اليمين الاسرائيلي. يُكثر أنصاره في وسائل الاعلام في الحقيقة ذكر مبلغ كونه مرنا وعمليا من ناحية سياسية، لكن منذ تم انشاء حكومة نتنياهو وهو يعمل في الالتفاف على رئيس الحكومة من اليمين ويجهد ليكون جذابا لناخبي الليكود كي يزيد قوته في الانتخابات القادمة. "الهدف هو 20 نائبا وهذا ممكن" يُقتبس من كلامه مرة بعد اخرى.
في اثناء ذلك لا يسارعون في النيابة العامة. إن مسار القرار في قضية تقديم لائحة اتهام ضده مستمر منذ اشهر وسيستمر زمنا طويلا بعد ذلك. فاذا استقر رأي المستشار القانوني على محاكمته جنائيا، فسيعطي محاميه بحسب التقدير ما بين ثلاثة اشهر الى ستة كي يستعدوا. وبعد المساءلة سيُحتاج الى عدة اشهر لبت القرار. يُبين هذا الحساب انه ستمضي سنة على الأقل حتى القرار النهائي.
اذا كانت وجهته الى اليمين، فكيف سينجح في ان يُحبب نفسه للمركز؟ على حسب هذا السيناريو الخيالي، منذ اللحظة التي يحل فيها ليبرمان محل نتنياهو باعتباره زعيم اليمين في رئاسة الحكومة، سينعطف على نحو يشبه قدوته اريئيل شارون. قد يسمع محللون وصاغة الرأي العام آنذاك أنغاما مختلفة مثل الاستعداد للمصالحة في التفاوض السياسي. فهو عملي أليس كذلك؟ أو سيصدر آنذاك صدى يقول انه لا ينبغي التنكيل بليبرمان قضائيا، لانه ستُفقد فرصة تمكين زعيم اليمين من تنفيذ تقسيم البلاد. "نتنياهو تحدث فقط، وإيفيت (ليبرمان) مستعد للتنفيذ"، سيقولون آنذاك ويضيفون: تنبغي معاملة ليبرمان في هذه الشؤون كأنه أُترّجة.
هذا المصدر منسوب في الحقيقة للمحلل أمنون ابراموفيتش، الذي توج كلامه المختلف فيه المشتبه فيه بالاعمال الجنائية الشديدة شارون بأنه منيع من المحاكمة بشرط أن يقتلع المستوطنات من قطاع غزة. ما يزال ابراموفيتش معنا، واذا كان الحديث عن نهج شارون فلماذا لا يمضي في ذلك حتى النهاية. عبّر الوزير ليبرمان عن ارتيابه في أن النخبة اليسارية تسيطر على النيابة العامة. ستكون المعادلة آنذاك بسيطة: أعطوا اليساريين مناطق مقابل السلام، وستحصلون على تسهيلات قضائية بعيدة المدى. واذا كان هذا قد نجح ذات مرة فيمكن ان ينجح مرة اخرى أليس كذلك؟.
برهن اريك شارون من قبل على ان الشخص الأشد كرها في السياسة يستطيع ان يصبح حبيب الشعب، مثل جد الأمة حقا. وليبرمان، وليس هو وحده، يذكر هذا المثال جيدا".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
غزة: الهدف ما يزال ذا صلة
المصدر: "اسرائيل اليوم ـ يعقوب عميدرور"
" زمن نقل المسؤولية من رئيس الاركان التارك الى المتولي، سلّم اشكنازي غانتس كتاب الأهداف أي، "بنك الأهداف" في غزة، باعتباره رمزا لنقل العصا. الحياة مستمرة والأهداف في غزة جزء من الحياة. إن كتاب الأهداف هو ثمرة عمل مئات من رجال الاستخبارات، في الملابس العسكرية والمدنية، يجمعون كل قطعة معلومة ليجدوا اماكن واشخاصا يكون المس بهم جزءا من محاربة الارهاب. هذا عمل نمل لا ينقطع قوته في سريته.
ذكّرني كتاب الأهداف ببدء الطريق. كان ذلك في 1994، بعد انسحاب الجيش الاسرائيلي من الفور من أكثر قطاع غزة إثر اتفاقات اوسلو. بقي الجيش الاسرائيلي في مناطق ضرورية لحراسة الاستيطان في غوش قطيف ونتساريم. وحصلت السلطة على ما بقي من المنطقة. توقع الجميع تقريبا ان تعالج الارهاب بلا محكمة العدل العليا وبلا "بتسيلم"، كلغة رابين التصويرية.
كنت في ذلك الوقت رئيس لواء البحث في "أمان". كان تقدير بعض ناس اللواء لاستعداد السلطة وعرفات لمحاربة الارهاب متشائما. وقد عبّروا عن رأينا في ايلول 1993، عندما كتبنا في ورقة عمل ان اتفاقات اوسلو قد تفضي الى تحول تاريخي لكنها قد تفضي الى سقوط صواريخ كاتيوشا على عسقلان (ومع مرور الوقت سألونا متهكمين أين صواريخ الكاتيوشا).
في كل ما يتعلق بالتأييد الاستخباري للرأي المتفائل الذي قادته الحكومة، كان دورنا واضحا. فقد قدّمنا كل ما طُلب منا، معلومات استخبارية للتفاوض (وقعت اتفاقات اوسلو بغير مشاركة استخبارية)، ووصفنا شكل تنفيذ الفلسطينيين للاتفاقات. وباعتبارنا مسؤولين لا عن التقديرات فحسب بل عن بناء القدرات البحثية، سألنا أنفسنا ماذا نفعل لمواجهة تحديات المستقبل. كان واضحا انه ينبغي تعزيز بحث المجال الفلسطيني في يهودا والسامرة وغزة – وهو مجال كان حتى ذلك الوقت من مسؤولية "الشباك" وحده تقريبا.
كان واضحا انه يجب صرف انتباه الى السلطة ومؤسساتها باعتبارهما جسما جديدا يدخل المنطقة ويصبح محادث اسرائيل الرئيس. فكرنا ايضا في افتتاح مجال آخر – أهداف في اراضي السلطة. وكان واضحا انه منذ اللحظة التي ينسحب فيها الجيش الاسرائيلي ستكون النظرة الى المنطقة الفلسطينية كالنظرة الى ارض عدو. لا يستطيع "الشباك" ان يعمل هناك كما عمل عندما كانت المنطقة تحت سيطرة الجيش الاسرائيلي، ولهذا سنحتاج الى قدرات عسكرية كي نتعرف ونركز العمليات المختلفة التي ستجري على أية حال في سيادة اجنبية وإن لم يكن هذا هو التعريف القانوني الدقيق. استقر رأينا على انشاء جهة بحث أهداف وأن نبدأ في غزة. وتساءل غير قليلين في الجيش. كان من قالوا "ألم يتغير الوضع عندهم، ألا يفهمون ان عرفات لم يعد عدوا". وكان من اتهموني بالتشاؤم الذي ينبع من عقيدة ما. وكان من استخفوا بأناس البحث الذين يبحثون عن أعداء للحصول على مخصصات.
ولما كان سلاح الاستخبارات قد مطّ امكاناته حتى أقصاها لاستيعاب التحدي (ويستحق قادته في ذلك الوقت الشكر)، فقد اضطررنا الى الوصول حتى رئيس الاركان في نضال من اجل الموافقة على الامكانات. وقد فهم بخلاف عناصر هيئة القيادة العامة فأجاز ذلك. أتذكر الهدف الاول. افتخرنا بالثمرة الاستخبارية الاولى بازاء تساؤل كثيرين لم يفهموا لماذا يحظى بيت مهرب سلاح صغير بمعاملة ملكية في مسار الموافقة على اعتباره هدفا عند رئيس الاركان ووزير الدفاع. ليست الحكاية التاريخية هي الأساس بل الدرس: فالدولة الجدية والجيش الذي يعمل عملا صحيحا يجب عليهما ان يتعرفا على التهديدات مسبقا وأن يستعدا للاسوأ في حذر لا يسبب اضاعة الموارد لكن على نحو يأخذ هذه التهديدات في الحسبان".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في مديح الحذر القاتم
المصدر: "يديعوت أحرونوت ـ عاموس كرميل"
" الحكومة الحالية، مثل كل حكومات اسرائيل في سنوات الالفين ليست جديرة بثناء كبير. هكذا ايضا الجمهور الاسرائيلي الذي لم يتمكن من اختيار حكومات افضل. ولكن التحديات التي تضعها امامنا الاحداث في مصر لا تعرضها ولا تعرضه في ضوء قاتم على نحو خاص. بل ان من الممكن القول انه لا يوجد في هذه التحديات أي اساس للبكاء على الجماهير غير المبالية التي لا تخرج هنا الى الشوارع. كما أن ليس فيها اساس لادعاءات توماس فريدمان بكون الحكومة نتاجا عليلا لزواج الاقارب وبقائها في ذروة الانقطاع عن الواقع.
ليس لنا – نحن الاسرائيليين الواثقين برأينا في كراسينا وأمام لوحة مفاتيح الحواسيب – أي سبب يدعونا الى أن نحسد الجمهور الهائل من العاطلين عن العمل والمقموعين الذين احتشدوا في ميدان التحرير واجبروا المجلس العسكري الاعلى على الاطاحة بطاغية فاسد. ليس لنا أي سبب يجعلنا نتوق للعناصر التي ولدت هذه الوضعية الدراماتيكية. ليس لمستوى الدخل المتوسط في مصر، ليس لثقل المشاكل التي تنبع من النمو الطبيعي الهائل، ليس لانعدام أمل الجيل الشاب، ليس لكم الافواه ومنع حرية التعبير حتى مجيء التكنولوجيا الاعلامية الحديثة ولا للمليارات التي تجمعت في حساب بنوك القائد وعائلته.
في الدولة الديمقراطية العليلة والفاسدة عندنا لم تحصل كل هذه الامور، وبالتأكيد ليس بمثل هذه الحجوم، وعليه فليس لنا حاجة عاجلة الى المظاهرات. في دولتنا الديمقراطية، مع كل مساوئها ومع كل المشاكل التي تخلقها لنفسها، لا يوجد يأس جماعي بالحجوم المصرية، وعليه فلا توجد أي حاجة لردود فعل كهذه ولا توجد طغمة عسكرية تقطف ثمارها. عندنا، كما يجدر بالذكر، لا يوجد أي مانع من الاحتشاد المدني وتداول السلطة في صناديق الاقتراع. عندنا، ميدان المدينة مفتوح للتظاهر وشبكة الانترنت لا تغلق، بل وحتى الجيش مع كل نواقصه يعرف مكانه. لا ريب أن الديمقراطية تبعث على الملل وعديمة الانفعالات الكافية. ولكنها لا تزال بصفتها هذه مثابة الحلم البعيد لكل الجماهير التي تنفعل الان في مصر، وحاليا تحت صيغة جديدة من الحكم العسكري لمدى يلفه الغموض.
في هذه الظروف، وعلى خلفية انعدام اليقين هذا، من الصعب ان نفهم لماذا يعتبر صمت حكومة اسرائيل خطيئة جسيمة. وكبديل، لماذا كان يتعين عليها أن تتصدر وتعرب عن تأييد علني لمساعي الاطاحة بالطاغية الفاسد مبارك والفرح العلني على تتويج هذه المساعي بنجاح موضعي ليس واضحا ماذا سيأتي في اعقاب.
اولا، لان قدرة اسرائيل على الاحداث في مصر تقترب من الصفر. موظفو ادارة امريكيون قد يكونوا اشمئزوا، كما كتب فريدمان، من الدبلوماسيين الاسرائيليين الذين طالبوهم بمواصلة "دعم فرعون". ولكن ماذا كان وزن هذه المطالب الهزيلة؟ أي وزن كان حتى للمسعى الاكبر بكثير لكل الدبلوماسية الاسرائيلية مع كل روافع ايباك – المسعى الذي لم يكن له أي مؤشر وأي ذكر – لتعزيز مكانة مبارك في واشنطن؟ أي منفعة كان يمكن لمحبي الديمقراطية الحقيقية في مصر – الذين ليس معروفا عددهم الحقيقي – ان يستخلصوها من تصريحات اسرائيلية رسمية في صالحهم؟
ثانيا، لانه رغم كل السخرية ورغم كل الامل، فان مصر الجديدة من شأنها، لشدة الاسف، ان تصبح ايران. ليس لان نتنياهو يقول هذا وليس لان من الافضل والالطف الانشغال بالتخويفات والتمترس وراء المخاوف بل لان خطر التحول الاسلامي المتطف لمصر قائم على نحو بارز. ولا يجدر تجاهله حتى عندما يخيل ان أجنحة التاريخ تهز الفضاء.
ثالثا، لاننا لا يفوتنا أي قطار. اذا ما بدأ ينشأ في مصر ديمقراطية حقيقية، من الصعب تصور حكومة اسرائيلية يتعين عليها أن تخشى منها وتضن عليها بدعمها. حتى ذلك الحين، يجمل لنا اتخاذ جانب الحذر القاتم. مثل ذاك الذي انتهج".
17-شباط-2011

تعليقات الزوار

استبيان