المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


أخبار العدو

ماذا عن التداعيات المباشرة للثورة المصرية على الكيان الغاصب؟

حسان إبراهيم
يصيب الحدث المصري مقتلا من تل أبيب لم تكن استخباراتها قد تصورته، وهذا ما تقره استخبارات العدو الصهيوني. اكثر من تحليل وموقف اسرائيلي صدر في الايام القليلة الماضية، يؤكد ان من شأن الثورة المصرية وتغير المشهد الاقليمي تبعا لها، ان ينعكس سلبا على البيئة الاستراتيجية لـ"اسرائيل". وهذا ما حذر منه خبراء تل أبيب، وما يزالون.
من شأن الثورة المصرية ان تفاقم الوضع الامني والسياسي للكيان الغاصب، وعلى المؤسسة العسكرية في كيان العدو البدء بالاستعداد لمواجهة تغيرات بيئتها الجديدة، بدءا من بلورة تصور جديد لاصل التهديدات، مرورا بوسائل الجمع الاستخباري والتقييم والتحليل، وصولا الى تغيير بنية القوة العسكرية وتشغيلها في الجيش الاسرائيلي، وهي مسائل تتطلب جهودا وسنوات، من المشكوك ان تستطيع استخبارات العسكرية تأمينها في آماد قصيرة.
يقدر كيان العدو، كما يشير خبراؤه ومحللوه، انه عاجز عن تقدير الموقف واستشراف مآلات الثورة المصرية، وبالتالي عاجز عن ايجاد وسائل لمواجهة تهديدات لا يمكن تلمسها والاحاطة بها في هذه المرحلة. فالثورة المصرية مرشحة الى مزيد من التداعيات السلبية على الكيان الاسرائيلي، لن تقتصر فقط على مسألة التحولات المصرية بل تستبعها تحولات في "البناء الاعتدالي" في المنطقة، الذي كانت مصر احدى اعمدته الاساسية.
وفي هذا السياق يشير رئيس مركز "موشيه دايان" للدراسات، "ايال زيسر"، الى ان الثورة المصرية تعبّر عن تغيير تاريخي في المنطقة، وما بدأ في القاهرة لن ينتهي مع استقالة مبارك، بل ان التقديرات تشير انها لن تتوقف حتى استبدال النظام واجهزته بالكامل، بحسب "زيسر"، الذي يرأس ايضا قسم التاريخ في الجامعة العبرية ويعتبر من اهم الخبراء في الشؤون العربية في كيان العدو، فان "الثورة المصرية لم تنته، ولن تنتهي الا بعد سقوط كامل للمنظومة الحاكمة"، ويتابع "زيسر" ان الجيش الذي يملك كامل الصلاحيات، "لا يمكنه ادارة الدولة، على الطريقة التي اديرت بها في ستينات القرن الماضي.. اذ ما زالت تنتظرنا فترة طويلة من الغضب المصري".
الجيش الاسرائيلي يجب ان يخطط لامكانات المواجهة المستقبلية المقدرة
محلل الشؤون العسكرية والاستراتيجية في صحيفة "يديعوت احرونوت"، "رون بن يشاي"، الذي يعتبر مقربا من المؤسسة الامنية في "اسرائيل"، يرى ان تداعيات المشهد المصري لا تقتصر على ما يقال في الاعلام، وتحديدا التداعيات على "عملية السلام" واتفاقية التسوية مع مصر، بل يمتد الى أفاق أبعد، مشيرا الى ان الجيش الاسرائيلي يجب ان يخطط لامكانات المواجهة المستقبلية المقدرة، اذ لا يمكن الاحاطة بما سيحصل في مصر، ليس على المدى القصير والمتوسط، بل على المدى البعيد، ومن ضمن ما يجب على الجيش الاسرائيلي فعله هو التخطيط لمواجهة قوة صاروخية وقوة برية وجوية، بما يشمل اعادة بناء القوة وتشغيلها في الجيش الاسرائيلي، ومن بين ما يجب فعله هو بناء فرق جديدة مدرعة وفرق مشاة وغيرها، اضافة الى تجهيزات واعتدة عسكرية ضخمة تكون على قدر كاف لمواجهة التهديدات المنتظرة، في اعقاب الثورة المصرية.
في هذا الاطار، يشير أكثر من محلل اسرائيلي، الى ان للثورة المصرية تداعيات منتظرة على صعيد المواجهة وموازين القوى العسكرية مع قطاع غزة، بحسب هؤلاء فان تزايد وتيرة ومستوى وحجم "تهريب" السلاح الى غزة، هو نتيجة شبه مباشرة للحدث المصري، ما سيعني حاجة متزايدة في اليقظة الاستخبارية عن ذي قبل، مع الاشارة الى صعوبة ذلك في ظل تراخي الضغوط على المهربين، بل وعدم الاهتمام، في الجانب المصري، قياسا بفترة مبارك التي كان النظام المصري في حينه شريكا اساسيا بل واكثر بسبب المصلحة المصرية في عدم تعزيز قدرة قطاع غزة في وجه "اسرائيل".
كما ويشير معلق الشؤون العسكرية في القناة الاولى في التلفزيون العبري، "يؤاف ليمور"، الى ان موقع "اسرائيل" في مجموعة الاعتدال في المنطقة يتجه نحو الهزيمة، ويقول ان الجيش الاسرائيلي بدء بالفعل التحدث عن زيادة الميزانية وزيادة في عديد القوات بعد تقلص طوال ثلاثين عاما منذ توقيع اتفاقية السلام مع مصر، ويشير الى ان التطورات المصرية ستدفع بـ"اسرائيل" لتغييرات هامة، "في مجال الاستخبارات والعودة الى جمع المعلومات عن الجارة الجنوبية (مصر) التي تحولت الى خطر، بل وتنذر بان تتحول الى تهديد".
20-شباط-2011

تعليقات الزوار

استبيان