المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


أخبار العدو

المقتطف العبري ليوم الاثنين: الفيتو إنجاز إسرائيلي.. لكن الفاتورة قادمة فطوق العزلة يشتد


عناوين الصحف وأخبار وتقارير ومقالات مترجمة من صحافة العدو
"يديعوت احرونوت":
ـ يخدمون ويُقالون.
ـ ليبيا: حرب أهلية.
ـ زعبي الليكودي.
ـ جيش التشغيل الاسرائيلي.
ـ بعد العاصفة: أراد يغادر بطرقة باب.
ـ اوسلو ضد السفارة الاسرائيلية.
ـ المعركة على الشرف – درعي ويشاي يتقاتلان على من حقق الحل الوسط التاريخي بالنسبة للتهويد في الجيش الاسرائيلي.
"معاريف":
ـ يفقد السيطرة.
ـ نظام القذافي على شفا الانهيار.
ـ يترنح.
ـ خلطة السيارات.
ـ الوزراء تنازلوا من اجل المواصلات.
ـ يعتزل بغضب (أراد).
ـ سلبوا الشعب – في الوقت الذي يكافح فيه الشعب ضد الجوع جمع الزعماء العرب أملاكا بالمليارات.
"هآرتس":
ـ تقرير عن ذبح المتظاهرين في ليبيا: المئات قُتلوا في مواجهات مع الجيش.
ـ فينشتاين لمحكمة العدل العليا: التحقيق مع منظمات اليسار سيمس بحرية التعبير في اسرائيل.
ـ الحاخام عوفاديا يتراجع عن تسويغ منح التهويد العسكري.
ـ قتيلان في المظاهرات ضد النظام في ايران.
ـ الحكومة تصادق على تقليص عرضي في الميزانية.. نتنياهو: ميزانية الدفاع يجب ان تزداد.
ـ السلطة الفلسطينية تطالب تشيلي بأن يزورها عمال المناجم ايضا.
"اسرائيل اليوم":
ـ ليبيا: التمرد ينتشر.
ـ عوزي أراد يستقيل.
ـ الفائدة: بانتظار فيشر.
ـ حمام دماء في شوارع ليبيا.
ـ المغرب: هل ستنازل الملك.
ـ "رزمة الامتيازات" التي رفضها أبو مازن.
أخبار وتقارير ومقالات

الجيش الإسرائيلي سيحمي منصات الغاز في البحر بكلفة 200 مليون شيكل
المصدر: "صحيفة غلوبس"
" يبلور الجيش الاسرائيلي هذه الأيام خطة لحماية منصات الغاز في قلب البحر مقابل شاطئ حيفا، في ظل تهديدات حزب الله في الأشهر الأخيرة وبسبب الخشية من هجمات إرهابية من قبل منظمات مختلفة. هذا ما أفادت به صحيفة "يديعوت أحرونوت" الأحد (20/2/2011). يُذكر أن جهات لبنانية طالبت بحق الملكية على بئر "تامار" زاعمةً أنه يقع المياه الإقليمية للبنان، في الوقت الذي استغلت فيه جهات في حزب الله الفرصة لكي تنبري ضد إسرائيل في هذا المجال.
وحسب يديعوت ستبلور قيادة سلاح البحرية الخطة لغاية آخر الشهر الحالي، وتُقدّر كلفتها ما بين 150 إلى 200 مليون شيكل. ثم تُقدّم غلى هيئة الأركان، وفي النهاية تُقدّم إلى الحكومة للمصادقة عليها. في إطار الخطة يقوم الجيش ليس فقط بحماية البئرين المكتشفين ("تمار" و"لفيتان") بل وكذلك ومناطق امتيازات قد يُكتَشف فيها الغاز وتبلغ مساحتها ضعف مساحة إسرائيل بمرة ونصف.
وقد صُنّفت منطقة البئرين المكتشفين والأخرى المحتملة أنه "هدف استراتيجي" لأنها من المفترض أن توفّر احتياجات إسرائيل من الطاقة على مدى عشرات من السنين، وكذلك تصدير الغاز إلى الخارج بما يزيد من مداخيل إسرائيل في المستقبل.
وقال مصدر عسكري كبير ليديعوت: "إنها مهمة ثقيلة. بالنسبة للجيش إنها نشاط على جبهة إضافية". التقديرات هي انه سيكون على الجيش توفير الحماية لمنصات التنقيب والسفن وانبوب جر الغاز ووالمنشآت الأخرى".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ثمانية بطاريات إضافية من "القبة الفولاذية"
المصدر: "معاريف – أمير بوحبوط"
"أعلن الرئيس الأمريكي باراك اوباما في شهر أيار الأخير، عن خطة لمساعدة إسرائيل في مواجهة تهديد الصواريخ قصير المدى، وصادق ضمن إطار الخطة على تحويل أكثر من 200 مليون دولار لتمويل بطاريات إضافية من منظومة القبة الفولاذية.
لكن إلى الآن لم يمر القرار في الكونغرس وبحسب التفجيرات، قد تستغرق هذه العملية أشهر. مصادر في المؤسسة الأمنية ادعت في الأسابيع الأخيرة انه من دون موازنة سيكون من الصعب الحفاظ على خط الإنتاج لشركة "رفائيل"، التي طورت وأنتجت منظومة الدفاع.
حتى الآن سلمت بطارية واحدة من "القبة الفولاذية " لسلاح الجو، ومن المفترض في القريب أن تسلم البطارية الثانية. وقد قرروا في وزارة الدفاع  بسبب العراقيل الكثيرة في تحويل المساعدات الأمريكية والحاجة إلى نشر واسع للبطاريات، التوقيع على اتفاق مع رافئيل هذا الأسبوع.
مصدر عسكري أكد هذه التفاصيل وادعى أن هذا الاتفاق سيحرك الإنتاج الذي كان معطلا وكان يمكن أن يوقف كل عملية تحويل المنظومة إلى التنفيذ العلمياتي.
"المال الأمريكي سيصل، السؤال الحقيقي متى، والى ذلك الحين ستمول وزارة الدفاع المشروع".
التقدير في المؤسسة الأمنية ، انه في أعقاب الاتفاق سيكون بالإمكان إنتاج ثمانية بطاريات على الأقل، الأمر يتعلق بعدد بطاريات الاعتراض التي سيتخذ قرار حولها في وزارة الدفاع وسلاح الجو. حسب كلام مصدر في سلاح الجو، ستحسن هذه الخطوة بشكل دراماتيكي قدرة  الدفاعات الجوية لحماية الجبهة الداخلية لدولة إسرائيل".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عبور السفينتين الى المتوسط.. يخدمون بحماقتهم إيران
المصدر: "موقع nfc – غوري غروسمن"
" يهددوننا في الأيام الثلاث الماضية على عناوين الأخبار، الالكترونية والمكتوبة، بسفينتين حربيتين إيرانيتين تعبران قناة السويس في طريقهما إلى المتوسط. انضمت ايضا حكومة إسرائيل إلى حملة التخويف في الإعلان أن إسرائيل تنظر إلى دخول السفن إلى البحر المتوسط بأنه استفزاز وتهديد.
من خلال ذلك وبحماقة كبيرة نخدم احمد نجاد الذي هدفه إرسال التهديدات إلينا والمس بمصير مواطني إسرائيل. بملء يدينا نخيف الجمهور بفيلم تهديدات سخيف يبشرون فيه في كل نشرات الأخبار بمعلومات متناقضة، مثال، "تم تقديم طلب للمسؤولين الكبار في النظام المصري للمصادقة على عبور السفن في قناة السويس". بعد نصف ساعة معلومة جديدة، "لم يقدم طلب كهذا". ومرة أخرى معلومة، "عبور السفن صودق عليه وهي ستعبر هذه الليلة"..... إلخ.
بدل السكوت يغسلون أدمغتنا، من الواضح لكل من له عقل في رأسه أن السفن ستعبر القناة إذا رضينا أو لا (وهناك معلومات أنها بالفعل عبرت) لان المصريين لا يمكنهم منع عبور السفن الإيرانية في القناة بحكم معاهدة التجارة البحرية، التي وقعت في العام 1888، وعلى ضوء أن لسفنها الحق الكامل بالعبور في قناة خاضعة للقوانين الدولية.
في نهاية الأمر السفن الإيرانية ستكون مكشوفة في حوض البحر المتوسط، كقشرة الجوز أمام طائرات سلاح الجو وأمام سفن وغواصات سلاح البحرية الإسرائيلي، وسياج الحكمة السكوت".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الرئيس بيريز يتوجه إلى إسبانيا في زيارة رسمية
المصدر: "اسرائيل اليوم ـ يوري يلون"
" يتوجه رئيس الدولة شمعون بيريز صباح اليوم في زيارة رسمية إلى إسبانيا ويحل ضيفا على الملك خوان كارلوس الأول .وتأتي الزيارة التي ستسمر حتى يوم الخميس لمناسبة مرور 25 سنة على إقامة العلاقات بين إسرائيل وإسبانيا, وتهدف إلى تقوية وتعزيز العلاقات الإستراتيجية, السياسية والإقتصادية بين الدولتين. وفي إطار الزيارة سيـُجري بيريز لقاءات عمل سياسية مع المسؤولين الكبار في الدولة ومن بينها لقاء مع الملك الإسباني, رئيس الحكومة " خوسيه لويس سباتيرو" , وزيرة الخارجية ورئيس البرلمان .
ومن المتوقع أن يبحث الرئيس الاسرائيلي مع مضيفيه في الأحداث المستجدة التي حصلت مؤخرا في الشرق الأوسط, وفي التهديد الإيراني, وبمحاولات النظام في طهران بدعم المنظمات الإرهابية حزب الله وحماس للسيطرة على الشرق الأوسط.
وقال بيريز لاذاعة صوت اسرائيل "انا مستعد بان اتطرق لكل القضايا في اطار تطرقي للواقع الجديد، فهناك جدول اعمال جديد في الشرق الاوسط والعالم يريد تحقيق السلام والبعض يريد مواجهة ذلفك".
وسيرافق بيريز مدير اربعين شركة رائدة اقتصادية اسرائيلية، الى جانب مدير الصناعات العسكرية.
وقال مدير مكتب بيريز، افرات دوفديفاني، ان للزيارة اهمية بالغة بالنسبة لاسرائيل، لانها تأتي في فترة معقدة جدا تعيشها اسرائيل، وليس هناك افضل من اللقاءات المباشرة لتغير التعاطي الدولي مع الدولة العربية".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ايالون: لاستناف المفاوضات مع الفلسطينيين
المصدر: "اذاعة الجيش الاسرائيلي"
" قال نائب وزير الخارجية الاسرائيلي، داني ايالون، ان من واجب السلطة الفلسطينية ادراك حقيقة عجزها بانها قاصرة على فرض اجراءات على اسرائيل، وقال ان على الفلسطينيين المبادرة فورا الى استئناف المفاوضات مع الكيان العبري، وبشكل مباشر ودون شروط مسبقة.
واضاف ايالون، ان الفيتو الاميركي على مشروع القرار الفلسطيني الداعي الى رفض الاستيطان الاسرائيلي في الضفة الغربية في مجلس الامن، ليس الا دليلا على ان الولايات المتحدة وحدها هي القادرة على المضي قدما في العملية السلمية.
وبحسب ايالون فان الامم المتحدة اداة طيعة في ايدي الدول العربية، التي تتمتع باغلبية كبيرة فيها، حيال اي مشروع قرار يعرض على الجمعية العامة في المنظمة الدولية".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
صعود وسقوط جواز السفر الاسرائيلي
المصدر: "يديعوت أحرونوت – ناحوم برنياع "
" قلّة من الاشخاص خارج عالم الاعلام يعلمون بأنه منذ بداية الأحداث في مصر ترفض السفارات المصرية اصدار تأشيرات لمن يحمل جوازات سفر اسرائيلية. والتعليل هو أمني. زعم موظفي وزارة الخارجية المصرية هو ان الاسرائيليين يمكن ان يتعرضوا أكثر من الاجانب الآخرين للضرر الأمني، وعليه فمن الافضل ان يبقوا في وطنهم.
القرار المصري لم يمس مسا فعليا بحق الاسرائيليين في الحصول على معلومات حية، مشوقة ومصداقة من القاهرة، بالعبرية ومن وراء نظارات اسرائيلية. فالمراسلون الاسرائيليون الذين وصلوا الى هناك، مزودين بجوازات سفرهم الاجنبية، قاموا بعملهم على نحو جيد، بمهنية، بشجاعة وباستقامة. الضرر الوحيد كان أصاب عزة اولئك الصحفيين الذين لا يملكون سوى جوازات سفر اسرائيلية، بمن فيهم كاتب هذه السطور. رأينا ميدان التحرير من الجهة الاخرى، ولكننا لم يكن بوسعنا ان نصل اليه.
يُخيل ان الموقف من جواز السفر الاسرائيلي يفصل بين الأجيال. في نظر الاسرائيليين الذين تربوا هنا في سنوات الدولة الاولى، كان جواز السفر الرد الصهيوني على المنفى. اليهود في المنفى يتنقلون بين ولاء وآخر، بين جواز سفر وآخر. أما الاسرائيليون فأفضل منهم: توجد دولة خلفهم، توجد جذور، يوجد وطن. من رتب لنفسه جواز سفر اجنبي كان مشبوها بغمز حقول الاجانب، بالولاء المزدوج.
احدى اللحظات الأساسية في منظومة علاقاتي مع جواز السفر كانت في 1992، عندما خرجنا سمدار بيري وأنا في مهمة صحفية الى تونس، لاجراء مقابلة مع ياسر عرفات. في المطار انتظرنا رجل م.ت.ف. وطلب الحصول على جوازي سفرنا الاسرائيليين. وكان الوداع صعبا – تقريبا مثل التنازل عن قطعة من الوطن. وعلى مدى تواجدنا في تونس عذبنا السؤال الى أين ذهب جوازي سفرنا، ماذا يفعلون بهما، من يفعل بهما، وهل سيعودا بسلام. عندما حصلنا عليهما مرة اخرى، في طريقنا الى القاهرة، فحصناهما بسبع عيون. ولهدوء نفسنا، لم يتعرضا لأي تنكيل.
في العالم لا يُكثرون من التأثر بجواز السفر الاسرائيلي. في كل محطة رقابة على الحدود، يكون الاسرائيليون مطالبين بأن يصطفوا في الطابور الأطول، طابور المنبوذين والمقموعين. وعندما يصلون أخيرا الى الشرطي يشتبه بأنهم مهاجرون غير قانونيين أو عملاء ارهاب. في الدول التي يُجرى فيها فحص جسدي للمسافرين عشوائيا، يكتشف الاسرائيليون بأنهم هم بالذات من يخضع للتفتيش، المرة تلو الاخرى. هذه ليست صدفة احصائية بل تعليمات.
بتعبير آخر، جواز السفر الاسرائيلي هو وثيقة عديمة التميز، لاعب في الدوري من الصف الثاني، في عالم جوازات السفر. وهو أقل قابلية للاصابة من وثيقة السفر التي يحتفظ بها أبناء عمومتنا الفلسطينيين، ولكنه أدنى منزلة بالقياس الى جواز السفر الامريكي، الاوروبي أو الاسترالي. هو جواز سفر للفقراء.
لا غرو، اذا، في ان الاسرائيليين الشباب أعدوا لأنفسهم موقفا أقل عاطفة وأكثر واقعية من جواز السفر. فجواز السفر هو بالاجمال وثيقة تشخيص، وليس وثيقة هوية. اذا كان ممكنا الحصول على جواز سفر ثان، أكثر راحة، فلم لا. جواز سفر آخر يسمح بتعليم مدعوم حكوميا في جامعات اجنبية، يُقصر الطوابير، يضمن القدرة على الوصول الى الغايات، يتجاوز البيروقراطية. وهو لا ينطوي على أي التزام بالوطن، بالقومية وباللغة. مثله كمثل بطاقة الائتمان، فيزا أو ماستر كارد، مع فارق واحد هو ان استخدامه لا يُكلف مالا.
يحتمل ان يكون هناك اسرائيليون يرون في جواز السفر الاجنبي ملجأ ليوم بارد: عندما يقف العدو على بوابات تل ابيب، سيمنحه جواز السفر الاجنبي أولوية في الطريق الى سفن الاخلاء. اذا كان هناك اسرائيليون كهؤلاء، فأنا لم التقيهم، ولكني التقيت اسرائيليين يناشدون أهاليهم بالتوجه الى سفارات الدولة الاوروبية التي اضطهدوا فيها هم أو أهاليهم، والانكباب على إرث رائع لم يكن لهم. لا يحلم أي اسرائيلي بالعودة الى حضن الشعب الهولندي أو الهنغاري أو التشيكي، ولكن الكثيرين يُسعدهم ان يمنحوا أبناءهم جواز سفر الاتحاد الاوروبي: اذا لم يُجد فلن يضر.
الاسرائيليون هم شعب ذكي، مُطلع، متحرك. ليس لدي معطيات في هذا الشأن، ولكن يُخيل لي انه يمكن الافتراض بأن نسبة الاسرائيليين الذين يحوزون على جوازات سفر مزدوجة هي من الأعلى في العالم، ربما الأعلى في العالم. ذات مرة فكرت بأن مثل هذه الظاهرة تدل على انعدام الجذور. أما اليوم فاني لست واثقا. لعلها تدل بالذات على النباهة، على نهج موضوعي، عملي، تجاه الحياة. جواز سفر اجنبي هو المسلك السريع الى عالم العولمة. يمكن بدونه. ولكن إن المرء يصل بطريقة أسرع معه.
أما بالنسبة لجواز السفر الاسرائيلي، فعندما تبوأ اهود باراك منصب وزير الداخلية، في 1995، اقترحت عليه ان يتبع في رقابة الحدود في مطار بن غوريون طوابير منفصلة، للاسرائيليين وللاجانب. في كل العالم نحن في الطابور الأكثر شناعة، قلت. وسيكون لطيفا اذا شعرنا في دولتنا بأننا مميز في صالحنا. فحصت، قال باراك. زمن الانتظار في الطوابير متساو للاسرائيليين وللاجانب، وعليه فلا داعي للفصل. عُدت وطرحت الفكرة على مسمع من خلفه في وزارة الداخلية، حاييم رامون، رامون استجاب. هذا الترتيب يعمل في مطار بن غوريون حتى اليوم: هو يشكل تعويضا صغيرا عن الكبرياء الضائعة لجواز السفر الاسرائيلي".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اشارة تحذير
المصدر: "هآرتس"
" بعد ترددات استمرت حتى اللحظة الاخيرة، قرر الرئيس الامريكي براك اوباما، استخدام حق النقض الفيتو في مجلس الأمن على مشروع قرار لشجب المستوطنات. المشروع الذي بادر اليه الفلسطينيون سعى الى القول ان المستوطنات الاسرائيلية في المناطق ليست شرعية. وقد حظي المشروع بتأييد 14 عضوا في المجلس، والتصويت الامريكي المضاد وحده هو الذي منع إقراره.
لقد خسر الفلسطينيون في التصويت، ولكنهم حققوا مسعاهم: كشفوا أمام ناظري الجميع العزلة الدولية التي تعيشها حكومة بنيامين نتنياهو، وأحرجوا الادارة الامريكية التي انكشفت في ازدواجية الوجه. وفي تعليلها لاستخدام الفيتو، هاجمت السفيرة الامريكية في الامم المتحدة المستوطنات ووصفتها بأنها "غير شرعية"، فأوضحت بذلك بأن اوباما يشارك موقف مبادري المشروع، ولكنه مكبل باضطرارات داخلية تلزمه بالاعتراض عليه. مرة اخرى بدا أن القوة العظمى الامريكية تفقد اعتباريتها ومكانتها الدولية كي تدافع عن مشروع الاستيطان الاسرائيلي، الذي يتمتع برعاية شديدة القوة في الكونغرس.
يحتفل نتنياهو بانتصاره على الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ولكن عليه ان يرى في الفيتو الامريكي اشارة تحذير. صبر العالم ينفد أمام مشهد البناء المتواصل في المستوطنات. الفلسطينيون يطالبون بتجميد البناء كشرط للمفاوضات، وموقفهم يحظى باسناد دولي. محاولات نتنياهو القاء المسؤولية عن الجمود على عباس تلقى عدم الثقة، حين تتسع المستوطنات.
نتنياهو يدعو الآن الى سباق تسلح جديد، ردا على الثورة في مصر ("ميزانيات الدفاع ستزداد"، على حد قوله في جلسة الحكومة أمس). وبدلا من تهييج الخواطر في المنطقة، وتعظيم عزلة اسرائيل أكثر فأكثر، عليه ان يعمل على تبديد التوترات، أن يُنصت الى الأسرة الدولية فيعرض مبادرة عملية لانهاء الاحتلال وحل النزاع. وبدلا من ان يستجيب لمطالب وزراء الليكود، ويُقر مخططات بناء واسعة خلف الخط الاخضر، عليه ان يعترف بالضرر السياسي الذي تلحقه المستوطنات باسرائيل وأن يستأنف التجميد. هذه ستكون المساهمة الايجابية من اسرائيل في تصميم الواقع الجديد في المنطقة، والحفاظ على مكانة الولايات المتحدة التي تضررت جراء استخدام الفيتو".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شكرا يا اوباما
المصدر: " هآرتس ـ عكيفا الدار"
" قرار الحائز على جائزة نوبل للسلام للعام 2010، باراك اوباما، استخدام حق النقض الفيتو ضد قرار يدعو اسرائيل الى الكف عن النشاط الذي يخرب، على حد قوله، مساعي السلام – هو انتصار للسياسة الداخلية على السياسة الخارجية في القوى العظمى. العذر البائس، الذي بموجبه سيمس شجب البناء في المستوطنات بـ "المسيرة السلمية"، هو انتصار للانتهازية على الاخلاق. فقبل اسبوعين فقط، في ذروة المظاهرة في ميدان التحرير، أعلنت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، عن تأييد الولايات المتحدة لـ "الحقوق الكونية لكل انسان بأن يعيش بحرية". وحتى رئيس وزراء اسرائيل السابق، اهود اولمرت، خريج "المعسكر الوطني"، يدعي في كتابه بأن المستوطنات تمس بحقوق المواطن، بجودة الحياة وبحرية حركة الفلسطينيين.
ولكن، ماذا كان سيحصل لو أن السفيرة الامريكية في الامم المتحدة، سوزان رايس، انضمت الى باقي اعضاء مجلس الأمن وصوتت الى جانب مشروع القرار لشجب سياسة الاستيطان؟ هل حكومة نتنياهو – ليبرمان – باراك كانت ستجمد الاستيطان؟ المبعوث الرئاسي جورج ميتشيل يعرف جيدا الجواب. قبل عشر سنين، قضت لجنة دولية ترأسها هو بأن سياسة الاستيطان ذات نزعة القوة تؤدي الى إهانة سكان المناطق وتشويش حياتهم. ودعا ميتشيل ورفاقه حكومة اسرائيل الى القرار اذا كانت المستوطنات هي ورقة مساومة في المفاوضات المستقبلية، أم استفزازا تمنع بدئها. وأوصت اللجنة بتجميد توسيع المستوطنات، بما في ذلك الحاجة الى "النمو الطبيعي". وتبنت الحكومة التقرير. عدد المستوطنين ارتفع منذ ذلك الحين بأكثر من 50 ألف نسمة.
توصية لجنة ميتشيل بالتجميد التام للمستوطنات، وكذا حل البؤر الاستيطانية التي أُقيمت منذ آذار 2001، اندرجت في المرحلة الاولى من خريطة الطريق، التي قدمتها الرباعية الى الطرفين في نيسان 2003 (حكومة شارون لم تُدرج هذا البند في تحفظاتها الـ 14 على الخريطة). وبعد بضعة اشهر صوت مجلس الامن بالاجماع في صالح مشروع قرار الرئيس بوش، الذي دعا الاسرائيليين والفلسطينيين الى تنفيذ التزاماتهم حسب خريطة الطريق (قرار 1515). ماذا حصل منذئذ؟ صحيح، المستوطنات واصلت النمو. وكذا البؤر الاستيطانية. وهذا هو المكان للذكر بأنه في حزيران 2009 أبلغ بنيامين نتنياهو الكنيست بأن حكومته تعتزم "التوجه الى خطوة حل البؤر الاستيطانية غير المسموح بها".
خلافا لادعاء الامريكيين، فان شجبا آخر في مجلس الامن ما كان ليقلص فرص تقدم السلام، مثلما لا يزيد الفيتو الذي استخدموه فرص ان يتوجه نتنياهو الى عرض موقفه في المسائل الجوهرية. منذ 1967 والاسرة الدولية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، تدفع للفلسطينيين ضريبة لفظية، بل وفي السنوات الاخيرة ضريبة مالية سخية ايضا. دولة لن تخرج لهم من هذا. ولولا جموع المصريين الذين وقفوا بشجاعة أمام الشرطة في ميدان التحرير، لواصل الامريكيون التلاعب بلسانهم عند قراءة التقارير الخطيرة التي ترفعها وزارة الخارجية عن وضع حقوق الانسان في مصر.
"يوجد جيل شاب في الشرق الاوسط يبحث عن الفرص"، أعلن اوباما، حين فهم بأن عهد مبارك وصل الى مُنتهاه، وأضاف بأن "الزعماء لا يمكنهم أن يتخلفوا وراء مطالب الشباب". وهو لا بد يقصد ايضا الجيل الشاب في نابلس وفي شرقي القدس، الذي يبحث منذ أكثر من 43 سنة عن الفرص للتحرر من الاحتلال ونيل الحرية والكرامة. وبدلا من شجب ازدواجية اخلاق اوباما، يجمل بالرئيس محمود عباس ان ينزع بدلته، يخرج من مكتبه الأنيق في المقاطعة وأن يدعو الشباب الى خيمة الاحتجاج التي يقيمها في ميدان المنارة في رام الله.
بدلا من التسلي بالوهْم في أن تعترف الامم المتحدة بدولة فلسطينية، عليه ان يعلن هناك، بأنه اذا أصر نتنياهو على رفضه عرض خريطة الحدود الدائمة، فان السلطة الفلسطينية ستبلغ الدول المانحة بأنها تغلق أبوابها وتُعيد المفاتيح الى الحكم العسكري الاسرائيلي. في هذه المناسبة لعل اليسار الاسرائيلي ايضا (بمن فيهم الموقع أدناه) يكف عن التباكي على ازدواجية اخلاق "العالم" ويصحو من الوهم، بأن يُعرّض سياسي اجنبي كرسيه للخطر كي ينقذنا من أنفسنا. شكرا، يا اوباما، على أنك أزلت القناع وأريتنا وجهك الحقيقي. حان الوقت لأن ننظر في المرآة".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سلبوا الشعب
المصدر: "معاريف ـ ميت كوهين"
" على مدى السنين تلقى مبارك راتبا شهريا متواضعا. 4.750 جنيه مصري، نحو 800 دولار، هذا كان راتب رئيس مصر الكبرى. في نهاية الاسبوع، عندما انتهت المرحلة الاولى من تجميد أملاكه، أعلنت حكومة سويسرا بان في حسابات مبارك عثر حتى الان على عشرات ملايين الدولارات. في مصر يعرفون بان هذه المبالغ هي مجرد طرف الجبل الجليدي، ولكن لما كان التحقيق في مال الرئيس المنحى يجريه الجنرالات، فمشكوك ان تكتشف في أي وقت من الاوقات المبالغ الضائعة المقدرة بالمليارات.
مال عائلة مبارك، الذي تجمع في اثناء ثلاثة عقود من الحكم، ليس معروفا. حسب تقديرات متدنية من محافل سياسية أمريكية يدور الحديث عن اثنين – ثلاثة مليار دولار. التقديرات العالية تصل الى مبالغ خيالية – 40 حتى 70 مليار دولار. تقرير المعارضة قبل خمس سنوات يدعي بان مال مبارك يقدر بنحو 55 مليار دولار. وجاء في التقرير بان "هذه الاموال محفوظة في حسابات سرية في الولايات المتحدة، في سويسرا، في فرنسا، في ايطاليا، في السعودية وفي الامارات".
"من الصعب جدا تقدير مال العائلة"، يقول الاقتصادي المصري احمد النجار. مبارك ومقربوه، مثل طغاة آخرين، حرصوا على أن يخفوا جيدا املاكهم، بالضبط بسبب سيناريوهات الثورة.
التقدير السائد في مصر هو أن ابناء عائلة مبارك يحوزون على عقارات كثيرة خارج الدولة، ولا سيما في الولايات المتحدة وفي بريطانيا. ومع ذلك، ملك واحد فقط عثر عليه حتى الان خارج مصر: بيت سكني في بريطانيا، سكن فيه الابن جمال حين كان يعمل في لندن. هذا الملك اشترته شركة بنمية وهمية لتشويش هوية المالك. حسب تقديرات اخرى، فان قسما من المال محفوظ في حسابات في سويسرا. وحسب تقرير البنك المركزي في سويسرا، ففي العام 2009، احتفظ في البنوك في الدولة قرابة 4 مليار دولار تعود الى مواطنين مصريين. هويتهم لم تكشف بسبب قوانين الحصانة السويسرية ولكن في مصر يعتقدون بان على الاقل قسما كبيرا منها تعود الى عائلة الرئيس المنحى.
وردت سويسرا بسرعة قصوى على تداول الحكم في مصر. طالما كان مبارك رئيسا، ما كان بوسع سويسرا ان تفعل شيئا ضده. بعد ساعتين فقط من بيان الاعتزال الدراماتيكي، امرت حكومة سويسرا كل البنوك بالعثور والتجميد لكل املاك مبارك واملاك عشر شخصيات اخرى، من أقرباء العائلة ومقربيهم. وجاء في البيان ان "خوفا من استخدام غير مناسب لمال الدولة المصرية". وفي نهاية الاسبوع افاد أدريان سولبيغر، المتحدث بلسان وزارة الخارجية السويسرية بان حتى الان عثر على عشرات ملايين الفرنكات السويسرية في الحسابات المتماثلة مع مبارك.
ومع ذلك لمصادرة الاملاك ستضطر الحكومة المصرية الجديدة الى المطالبة باستعادة الاموال. وأمس أوضح احمد شفيق، رئيس الحكومة الانتقالية بان معالجة اموال مبارك توجد بمسؤولية المجلس الاعلى للجيش. وتملص شفيق من مسألة هل اتخذت اجراءات للعثور على هذه المبالغ المالية. فادعى في لقاء مع محرري الصحف المصرية: "لم أسمع عن أي اجراء. ولم أطلع على أي شيء في هذا الاطار. أعرف فقط ما رأيته في الصحف وفي وسائل الاعلام".
في مصر يخشون من ألا يرغب قادة الجيش – من الموالين السابقين لمبارك – في التعمق في التحقيق في الفساد خشية أن يؤدي الامر اليهم ايضا. ومع ذلك، فان عشرات الوزراء السابقين، الموظفين الحكوميين ورجال الاعمال يوجدون منذ الان تحت التحقيق ومحظور عليهم مغادرة مصر. وقال جورج اسحق من قادة منظمات الاحتجاج المدني اننا "فتحنا كل الملفات. سنفحص كل شيء وسنفحص الجميع. عائلات الوزراء، عائلة الرئيس. الجميع".
ويأمل قادة المعارضة بان ينجحوا بوسائل التحقيق هذه في الوصول الى املاك مبارك وابنيه علاء وجمال. وتدعي المعارضة بان الرجلين انشآ شبكة متفرعة من المال والسلطة، سلبت بمنهاجية اموال الدولة. ويقول البروفيسور سمير سليمان، المحاضر في الاقتصاد في الجامعة الامريكية في القاهرة ان "فساد عائلة مبارك لم يجد تعبيره في سرقة ميزانية الدولة. فقد جعلوا المال السياسي مالا خاصا".
منذ بداية التسعينيات بدأت مصر تبيع الشركات الحكومية لمستثمرين خاصين. وقد بيعت الشركات باسعار متدنية الامر الذي أثار موجة تخمينات عن الرشوة والمصالح الشخصية. ويقول احمد النجار، الاقتصادي المصري ان "الخصخصة كانت عملية الفساد الاكبر في التاريخ المصري".
وحسب احدى وثائق المعارضة فان نجلي مبارك حرصا على تعيين وزير شؤون الاستثمار كي يقود عملية الخصخصة. وجاء في التقرير "انهما باعا املاك الدولة بقروش لرجال اعمال موالين للعائلة الحاكمة"، وذلك على سبيل المثال الذي يجسد كيفية تحقق السلب. وهكذا مثلا زعم ان الحكومة باعت لاحد مقربي جمال شركة انتاج مداخيلها السنوية بلغت مليار جنيه مصري، مقابل خمسين مليون جنيه مصري فقط. هذا المبلغ ايضا كما يتبين، لم يدفع بكامله. بعد خمس سنوات من ذلك باع رجال الاعمال الشركة الى هاينكن مقابل مبلغ اعلى تقريبا بـ 1.8 ضعفا – 40 مليار جنيه".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يحلبوننا
المصدر:"معاريف ـ بن كسبيت"
" اسرائيل ليست قوة عظمى في الرياضة. بين الحين والاخر تحصل على ميدالية في الجودو، قليلا من التزلج، هنا وهناك انجاز في كرة المضرب. ليس شيئا ذا بال. ولكن هناك فرع رياضي نحو نتصدر فيه. لشدة الاسف، لا يدور الحديث عن فرع رياضي معروف، لا يتنافسون فيه في الالعاب الاولمبية وليست فيه بطولة اوروبية. الرياضة الوطنية الاسرائيلية هي الحلب. نحن ابطال العالم الذين لا نهزم في الحلب. ليس حلب البقر (وان كنا نحن في هذا المجال ايضا على ما يرام) بل حلب المواطنين. لا يوجد شيء أسهل في هذه البلاد من مد اليد الطويلة والناعمة الى جيب المواطن. كل مشكلة تثور تحل، في نهاية المطاف، عبر جيوبنا. هذا سهل، هذا وفير، هذا مجد.
معدلات الضريبة الهامشية المتبعة في البلاد مضللة ولا تعكس الوضع الحقيقي. إذ ان ضريبة الدخل، ضريبة القيمة المضافة والتأمين الوطني هي مجرد البداية. وعليها تبنى المزيد فالمزيد من الضرائب، الرسوم، الارنونا وباقي الاجراءات المتشددة التي تفرض علينا على أساس يومي. كل من يسكن هنا، يدفع ضرائبه، يربي اطفاله، يعالج مرضاه ويسدد ديونه يعرف جملة الطرق المتنوعة والتي لا نهاية لها للدولة، بمؤسساتها وممثليها المختلفين، للنزول الى جيوبنا.
جمهور واسع وضخم، عطش لسيولتنا النقدية، يفعل ما يريد بأموالنا. بشكل عام هذا قانوني، واحيانا ليس جدا، ولكن هذا ينجح. نحن ندفع. في النهار وفي الليل، في الشتاء وفي الصيف، في الجو، في البحر وفي البحر، إذ لا يمكن بدون طب اسود، وتعليم قاتم، ومنافسة حقيقية لا توجد، وكل شيء يتوزع بين عدة عائلات تبيع لنا كل شيء وتغنى بوتيرة فتاكة. تريدون مثالا؟ تفضلوا: لا توجد مياه. لا يهطل مطر، ما العمل؟ يرفعون بمعدل مجنون سعر المياه، يضيفون عليه ايضا ضريبة قيمة مضافة، يجعلون حياة العائلة المتوسطة جحيما، وفاتورة المياه المتوسطة لها يرفعونها من بضع عشرات الشواكل الى بضع مئات. والجمهور يسكت. ينشئون "اتحادات مياه" تجبي اسعارا مجنونة، دون أي داع. لماذا ينشئون اتحادات مياه؟ كي يتمكنوا بعد سنتين – ثلاث سنوات من خصخصة المياه ايضا. في صالح جبار مالي آخر.
مثال آخر؟ تفضلوا: توجد حوادث طرق. هذا العام طرأ ارتفاع في عدد القتلى جراء حوادث الطرق. ما العمل؟ يقلصون. الوزير المسؤول يسرائيل كاتس يقصف الاذاعة ببث كاذب، ونحن نسمع يورام غاءون يروي لنا عن "ثورة المواصلات في الطريق اليكم"، ونعجب أين هي هذه الثورة بين حرائق القطار وعدم وجود قطار سفلي، ويواصل يورام غاءون يروي لنا بان "توجد سيارات دورية سير في الطرقات"، فيما أن في الواقع لا يهم إذ انه يقول ذلك؛ الوزير كاتس الذي اضطر مؤخرا الى أن يزيل في البلاد يافطات ضخمة تمجده  وتمجد مشاريعه، يقص بعض الانجازات الاعلامية، وفي هذه الاثناء بدلا من الاستثمار في سيارات الدورية التي تخفض عدد الحوادث، يستثمرون في كاميرات السرعة التي تدخل المال الى صندوق المالية (من جيوبنا). هذا هو المنطق السائد.
المقال الذي كتبه هنا نداف ايال يوم الجمعة، تحت عنوان "دعونا نعيش في هذه البلاد" هو نص تأسيسي. لقد أجاد ايال في وصف وتحليل لغز المتاهة التي نعلق فيها، الطريقة التي تستعبدنا، سلطة جبابرة المال، القطاعات، والاعداد الكثيرة من "المبارك" لدينا، الذي خلق واقعا نعيش فيه منذ سنوات جيل. لا يدور الحديث عن نص سياسي. هذا لا ينتمي لا لليسار ولا لليمين. هذا النهج يعود الى حكومات اليسار واليمين، لكل "الزعماء" الذين يبيعونكم، إذ نحن لا نبدل حقا هنا الحكم في كل اربع سنوات (او سنتين وربع). نحن بالاجمال نبدل وجوه اولئك الذين سيواصلون تزويد ذات النهج بالضبط بالوقود. نهج يجعل هذا المكان مزرعة عبيد حديثة، يحطم الطبقة الوسطى الى شظايا، يجعل مئات الاف العائلات العامة تطوف قليلا فوق او تحت خط الفقر. نهج يهرب من هنا الشباب والاسوأ، نهج يقتل الامل.
إذ في اسرائيل 2011 بالضبط مثلما في اسرائيل 2000 لا يوجد أمل. هذا لا يعني فقط انه لا يمكن الغنى هنا من العمل، بل لا يمكن الابقاء على الرأس فوق الماء من العمل. الاجر المتوسط في الاقتصاد يسمح للعائلة المتوسطة بحياة عبيد هزيلة، عديمة المتعة، دوما على حدود الخطر. أي زوجين شابين يمكنهما ان يشتريا هنا شقة دون مساعدة الابوين او نيل جائزة اليانصيب؟ ما الغرو في أنه بدلا من التفكير بالعمل، يخططون "الضربة"، يفكرون بـ "الخلطة"، يحلمون بـ "المخرج". ما الغرو في أنه يكاد لا يكون هناك عامل عبري، لا في الزراعة ولا في البناء ولا في الاعمال المنزلية. ما الغرو في أن "الحلم الاسرائيلي" اصبح كابوسا؟
وشيء آخر: في كل لحظة معطاة يمكن أن يصل اليكم جباة مع أمر حجز على البيت بسبب مخالفة سير قديمة، تعود الى 10 – 15 سنة لم يسبق ابدا أن رأيتموها في حياتكم. واحيانا بدلا من جباة تستقبلون بلاغا من البنك عن حجز فرض على الحساب او بلاغ عن حجز فرض على السيارة.
وعندها يبدأ التراكض، ومحاولة استيضاح ما الذي حصل. ما الذي فعلتموه مرة اخرى، كيف حصل ان امسك بكم مرة اخرى. وعندها يتبين أن الحديث يدور عن مخالفة سير او اثنتين، 70 شيكل في الاصل، اصبحت حاليا 500 ونيف شيكل، ويضاف اليها "بدل معالجة" و "نفقات جباية" ففجأة يصل الى بضعة الاف شيكل، وهذا ايضا غير قانوني ولكنهم ينجحون كيفما اتفق في أن يتجاوزوا القانون ويتسللون اليك الى البيت بيد طويلة وبيد فظة. وكل ذلك بعد أن تنبش انت البيت وتقسم لنفسك بانك لم يسبق لك أن رأيت المخالفة من قبل وان تعرف بانك تدفع مخالفاتك بشكل عام وتسأل نفسك كيف فوت هذه، وربما ارسلت اليك الى العنوان غير السليم وببساطة ضاعت في البريد، ولكن لا يوجد مع من ولا يوجد حول ماذا يوجد الحديث، إدفع قبل أن يأخذوا لك التلفزيون الذي بشروك من خلاله برفع اسعار الوقود؛ أو برفع الارنونا؛ او بمئات الشواكل التي يجب أن تدفعها على التلميذ قبيل السنة الدراسية الجديدة؛ او عن الاف الشواكل التي تكلفك بها الحضانة التي تصفي جزءا هاما من الراتب حتى قبل أن يبدأ الشهر.
لنقل مرة اخرى: هذا ليس سياسيا. لا صلة لهذا بـ بيبي او تسبي او ايفات او ايلي يشاي. هذا يتعلق بهم كلهم. بنا كلنا. هذا نهجنا، هكذا تبدو حياتنا، أصبحنا عبيدا مربوطين بمعمل هائل حديث لا خروج ولا دخول منه أو اليه، عرقنا يشغل آلة الغنى هذه، التي تجعل القلائل أصحاب مليارات وملايين العبيد. هذا الوضع يجب تغييره. دعونا نعيش في هذه البلاد".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الفيتو، انه إنجاز إسرائيلي.. لكن الفاتورة قادمة
المصدر: "إسرائيل اليوم  – دان مرغليت"
"يمكن للفيتو الأميركي ضد قرار إدانة بناء المستوطنات أن يُسجَّل كإنجاز لدولة إسرائيل. فلفترة طويلة سادت مخاوف من انهيار حزام الأمان الدبلوماسي الممنوح لإسرائيل على مدى سنين طويلة خلال ولاية أوباما.
هذا التكهن المتشائم لم يتحقق في أول اختبار تصويت في مجلس الأمن. النتيجة إيجابية، سيما أن الولايات المتحدة قامت بهذا في ذروة زلزال يضرب الدول العربية لعبت فيه دوراً أساسياً، سيما في مصر.
لكن في الخلف تظهر فجأة إشارات تحذير وعلامات استفهام تتطلب توضيحات أساسية. من غير الأكيد كم مرة ستوافق أميركا على استخدام الفيتو في المستقبل، لكن من الأكيد انها ستجبي من إسرائيل ثمناً باهظاً مقابل استعدادها لعزلة سياسية غير مأمونة. في الماضي دعمت الدول الغربية إسرائيل. أول أمس، تخلت عنها. على أية حال استخدم أوباما الفيتو على مضض، والحساب السياسي سيأتي.
وتدل هذه العزلة على أن الولايات المتحدة لم تساعد فقط في الشهر الأخير على تقويض أنظمة صديقة بل ومكانتها ضعُفت أيضاً. لقد فعل الأميركيون ما أمكنهم لإقناع الفلسطينيين بتعديل وتخفيف صيغة القرار كي لا يضطروا للانفصال عن بقية الدول الـ14 العضوة في مجلس الأمن. لكن أبو مازن رفض. إذاً، لا مناص من استخلاص أن مكانة الولايات المتحدة في تراجع. حتى السلطة الفلسطينية لا تخشى التمرد عليها رغم ارتهانها الكبير لها.
إن الضعف المُقلق للولايات المتحدة يدل على جزء من المشكلة فقط. فعلى ما يبدو قرر الفلسطينيون الانسحاب من المفاوضات مع إسرائيل. ليسوا معنيين بـ "خذ وأعطِ". في الوقت الذي يقف فيه كل العالم، ما عدا الولايات المتحدة، إلى جانبهم فإنهم يستفيدون من دعمٍ سعياً للحصول على قرار دولي يقضي بإقامة دولة فلسطين من دون التخاصم مع إسرائيل حول شروط إقامتها. هذا إذا كان أبو مازن لا زال معنياً بفلسطين إلى جانب إسرائيل.
يشير التصويت في مجلس الأمن إلى أن أبو مازن فقد اهتمامه بالمفاوضات مع إسرائيل؛ وتخلّيه عنها لن يُفقده دعم الغرب المذعور والمرتبك؛ وأنه في ظل هذه الظروف يجب على اللجنة الوزارية السباعية الاجتماع كما في أيامها الأولى للحكومة (الإسرائيلية) لتتبين ما إذا كان بإمكان إسرائيل تحمّل لائحة الأسعار المعنية بها إسرائيل أو تريدها.
التصويت جيد لإسرائيل، لكن في الأفق تسونامي سياسية".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
طوق العزلة يشتد
المصدر: "هآرتس ـ ألوف بن"
" قبل حوالي سنة ونصف عبرت غواصة "دولفين" تابعة لسلاح البحرية الإسرائيلية قناة السويس، في طريقها إلى مناورة في البحر الأحمر ثم العودة. وعبّرت هذه الرحلة غير العادية عن توثيق التعاون الاستراتيجي بين إسرائيل ومصر، وفُسّرت على أنها رسالة تهديد لإيران. وأظهر عبور الغواصة أن إسرائيل قادرة على بسط ذراعها الرادعة بسرعة على مقربة من الشواطئ الإيرانية، بمساعدة صامتة من مصر.
والآن، مرةً أخرى تُستخدم قناة السويس لإمرار رسالة رادعة، لكن في الاتجاه المعاكس. فقد سمحت مصر بعبور السفينتين الحربيتين الإيرانيتين في طريقهما إلى سورية. وانتقدت إسرائيل علناً عبورهما بدعوى انه استفزاز، لكن المصريون تجاهلوا الضغوط وسمحوا بمرور الاسطول الإيراني.
عبور السفينتان هو مؤشر على التحوّل في ميزان القوى في المنطقة بعد سقوط حسني مبارك. إشارات بأن مصر لم تعد معنية بالحلف الاستراتيجي مع إسرائيل ضد إيران، كما كان الحال أيام الرئيس المخلوع، بل العكس، هي مستعدة للمتاجرة مع الإيرانيين. تماماً مثلما فعلت تركيا في السنوات الأخيرة.
منذ اندلاع الانتفاضة ضد مبارك ازدادا السلام البارد بين مصر وإسرائيل برودة. وتم تعليق جر الغاز الطبيعي إلى إسرائيل بسبب هجوم وإلى الآن لم يُستأنَف بعد. الشيخ يوسف القرضاوي عاد إلى القاهرة بعد عقود من النفي وخطب أمام حشد مليوني في ميدان التحرير عن "تحرير الأقصى" و"الانتصار القريب" على إسرائيل. القرضاوي أيّد العمليات الانتحارية ضد إسرائيل وتحدث قبل سنتين عن الهولوكوست بأنها "عقاب إلهي لليهود".
لقد اعاد ظهور الخطيب إلى الساحة العداء لإسرائيل إلى صلب النقاش الجماهيري عن مصر المستقبلية، التي ستقوم على أنقاض نظام مبارك. إلى الآن ادّعوا أن الثورة تتصل بقضايا داخلية، وليس بالعلاقات مع أميركا وإسرائيل. وحاول الاخوان المسلمون في الأيام الأخيرة بث رسائل مُلطَّفة للغرب، وأحد قادتهم أكد لمراسل الواشنطن بوست دافيد إيغنشيوس أن حزبه سيحافظ على اتفاق السلام مع إسرائيل. وسائل الإعلام الغربية تعتمد صيغة بحسبها "الاخوان" سيحصلون على حوالي الثلث من الأصوات في الانتخابات المرتقبة في مصر، وليس هناك ما يثير القلق. هذا بعيد عن أن يطمئن القلقين من سيطرتهم على مصر. كله مرهون بأسلوب الانتخاب : الليكود حصل على أقل من ربع أصوات الناخبين في إسرائيل، ومع هذا أخذ السلطة.
وتزداد الخشية في إسرائيل من عودة مصر إلى دولة مواجهة، بالإضافة إلى الشعور بالعزلة والحصار الدولي، الذي اشتد خلال ولاية بنيامين نتنياهو، وعززه أكثر التصويت في مجلس الأمن على قرار تقدم به الفلسطينيون لإدانة الاستيطان واحتاجت إسرائيل إلى الفيتو الأميركي لإسقاطه. لقد خسر الفلسطينيون في التصويت، لكنهم أظهروا أي طرفٍ في النزاع يحظى بدعمٍ دولي واسع ومن المرتَهن فقط لإصبع الرئيس باراك أوباما.
مستقوياً بدعم الكونغرس، نجح نتنياهو في أن ينتزع من أوباما استخدام الفيتو، الذي امتنع عنه الرئيس لغاية اليوم. وبرر الأميركيون تصويتهم بذريعة سمعتها إسرائيل أيضاً، بأن التدويل لا يمكن أن يحل مكان المفاوضات المباشرة، وفرض القرارات سيؤدي فقط إلى تطرّف المواقف. ولم توضح الإدارة ما إذا كان أوباما سيحاول جبي ثمن مقابِل من نتنياهو، على شاكلة خطة إسرائيلية لإقامة دولة فلسطينية في المناطق (الفلسطينية)، أو موافقة إسرائيلية على خطة سلام أميركية. سيقول أوباما أن على أميركا تعزيز مصداقيتها في العالم العربي، وأن على إسرائيل المساهمة بدورها في تأسيس الأنظمة الجديدة وضمان صداقتها.
في هذه الغضون يتحصّن نتنياهو وحكومته بمواقف "على الرغم من" و"ليس هناك من نحاوره"، والتي تعززت بعد التحوّل نحو الأسوأ في العلاقات مع مصر. وبعد ترحيل حزب العمل من الائتلاف، الحكومة تكسر يمينها : وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان يتبدى أنه الرجل الأقوى في إسرائيل، ووزير التربية جدعون ساعر يأخذ الصور مع قادة المستوطنين في الخليل؛ ووزراء الليكود يضغطون على نتنياهو وإيهود باراك للمصادقة على خطة بناء واسعة في المستوطنات. سيكون على نتنياهو في الأسابيع القريبة المقبلة أن يسير في طريقٍ بين تهديدات ليبرمان من الداخل وبين الضغط الدولي المُثقل من الخارج.
بعد فقده لصديقه الإقليمي مبارك، أصبح الأمر أصعب من الماضي. ".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الفيتو الامريكي: فليذهب الشرق الاوسط الى الجحيم
المصدر: "يديعوت أحرونوت ـ اليكس فيشمان"
" استخدام الفيتو الامريكي في مجلس الامن في نهاية الاسبوع يغلق للقيادة في اسرائيل أذنيها وعقلها. فهم يصرون على عدم فهم الرسالة التي تأتي من واشنطن: الشرق الاوسط يمكنه أن يذهب الى الجحيم، الامر الوحيد المهم اليوم هو الانتخابات الرئاسية.
الفيتو الامريكي يأتي لتلبية الاحتياجات الداخلية للرئيس اوباما. لا تقف خلفه أي بشرى للمنطقة. بالعكس. فمؤيدو الوضع الراهن في اسرائيل، مثلما ايضا معارضو المسيرة السياسية في العالم العربي، يمكنهم أن يفرقوا اياديهم. فقد انتصروا. الجمود سيستمر. الامريكيون تخلوا عنا. اذا ما استؤنفت المسيرة السياسية، فهذا لن يحصل الا بعد الانتخابات التالية للرئاسة، او بعد موجة اخرى من سفك الدماء في المنطقة. منوط هذا بما يأتي اولا.
خلف الفرضية في ان البيت الابيض استخدم الفيتو على قرار مجلس الامن لشجب اسرائيل في ضوء استمرار البناء في المناطق، يقف الكونغرس. حين علم باقتراب بيان الشجب، صدرت رسائل ودعوات للرئيس ولوزيرة الخارجية من مشرعين كبار من الحزبين. وعلى الرسالة التي تدعو الادارة الى استخدام الفيتو وقع في غضون عشر ساعات 110 مشرعين من الحزبين. وبينما هذه الرسالة على مكتبه، ادار الرئيس تلك المكالمة الطويلة التي استغرقت نحو خمسين دقيقة مع ابو مازن، في محاولة لاقناعه سحب مشروع الشجب. ولكن ابو مازن كان قد حشر بقراره ذاته – رفع المشروع، فشل، فضعف أكثر فأكثر.
في النصف الثاني من ولايته اختار اوباما استراتيجية جديدة. من اللحظة التي تبين له حجم الفشل في انتخابات منتصف الولاية حتى بات يفعل كل شيء كي يقلص العداء لسياسته. وقد أجرى تغييرات في الوظائف ترمي الى ابعاد البارزين والايديولوجيين من بين الموالين له. وحدد أجندة جديدة: انتهى عصر المواجهات مع الجمهوريين. وهذا صحيح بالنسبة للمواضيع الداخلية مثل الميزانية والاقتصاد، أم بالنسبة لمسائل السياسة الخارجية مثل الشرق الاوسط.
كما أن هذا هو التفسير للموقف الامريكي تجاه اوباما في الايام الاولى من الثورة في مصر. لم تكن هناك أي استراتيجية، كان انصات لاصوات من الداخل في الولايات المتحدة. الجناح اليساري من الحزب الديمقراطي والتيارات المحافظة في الحزب الجمهوري – كل لاسباب ايديولوجية مختلفة – يرون في الخطوة الدراماتيكية الحل لكل مشاكل العالم. وعندما يصرخون له في الداخل ديمقراطية للعالم العربي، يقول براك اوباما لخبرائه في شؤون الشرق الاوسط القوا باوراقكم الى سلة المهملات. أكثر اهمية لي السياسة الداخلية من مستقبل مبارك.
وهكذا ايضا بالنسبة للفيتو. الولايات المتحدة لا تستخدم الفيتو لانها تؤيد السياسة الاسرائيلية. مجلس النواب اراد منع الشجب، واوباما اراد ارضاء مجلس النواب. فضلا عن ذلك، يقولون اليوم في البيت الابيض، مع هذه العصبة المجنونة في الشرق الاوسط فان المسيرة السلمية على أي حال لن تصل الى أي مكان.
عندما جلس وزير الدفاع ايهود باراك الاسبوع الماضي امام وزيرة الخارجية الامريكية، مستشار الامن القومي ووزير الدفاع الامريكي أعربوا عن احباطهم العميق، اما اليوم – في ضوء السياسة الجديدة – فلم يعد بامكانهم الضغط. وهم لا ينجحون في أن يفهموا انغلاق الحس الاسرائيلي الذي يتمسك بالجمود السياسي الان بالذات حين يكون كل الشرق الاوسط يعتمل. لدينا ولديكم مصلحة مشتركة، قالوا لباراك، اقترحوا خطة سياسية مصداقة لسلام اقليمي. هذا سينقذ ابو مازن، هذا سينقذ عبدالله الاردني، هذا سيخرج الفتيل الاسلامي المتطرف في مصر قبيل الانتخابات في ايلول. عندما يترنح العالم حولكم، لا تسمحوا للفراغ بان يسيطر – إذ الى هناك ستدخل عناصر معارضة. اذا لم يأتِ الفلسطينيون، هذه مشكلتهم. ولكن أنتم، اسرائيل، يمكنكم على الاقل ان تقزموا موجة نزع الشرعية القائمة ضدكم في العالم.
باراك جلب هذه الرسالة الى البلاد وفي القدس اضافوا شريحة اخرى من الاسمنت الى الدماغ".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يوجد عالم عربي
المصدر: "هآرتس ـ ايلي فوده(*) "
" على مدى سنوات عديدة كرر المحللون القول انه لم يعد هناك عالم عربي؛ ما كان يعتبر كعالم موحد مع ايديولوجيا عربية موحدة، تحت الزعامة الكاريزماتية لعبد الناصر، اختفى مع وفاة الزعيم المصري في 1970. وبدلا من ذلك، نرى دولا عربية مختلفة، كل واحدة تتميز بسكان وأنماط سلوك خاصة بها. وكنتيجة لذلك، تطورت دول قومية اقليمية ذات هوية منفصلة. الجامعة العربية المتحجرة، كما يتواصل الزعم، هي التعبير عن افلاس العالم العربي. ولكن، الثورات في تونس وفي مصر، والمظاهرات العاصفة في عواصم اخرى من الدول العربية (والتي من شأنها هي ايضا ان تؤدي الى مزيد من الثورات)، تثبت، اذا ما كان يلزم الاثبات، بأن العالم العربي لم يختف أبدا.
وها هي المفارقة: من جهة، بالفعل الهوية الاقليمية تبلورت في كل واحدة من الدول العربية من خلال عوامل الهوية، كجهاز التعليم، الاعلام، أعياد الدولة، الآثار والثقافة الشعبية. من جهة اخرى، توجد بالمقابل هوية عربية، تجد تعبيرها أساسا في اللغة، في الثقافة وفي التاريخ. وهكذا، فان "الجزيرة" تبث ليس فقط لمواطني قطر بل للعالم العربي بأسره، والصحف الهامة، "الحياة"، و"الشرق الاوسط"، الصادرة في لندن، يكتبها كبار المثقفين العرب ويقرأها العرب المتعلمين في كل العالم. وهكذا، فان الأفلام المصرية أو اللبنانية تُشاهَد في كل أرجاء العالم العربي. في هذه الحالة، فان تعبير "العالم العربي" يخرج عن اطاره الاقليمي، ويتضمن ايضا عربا في اوروبا وفي اماكن اخرى.
ولكن، أهمية الأحداث الاخيرة في مصر تكمن في ان وجود الساحة العربية يجد تعبيره ايضا من ناحية سياسية. أثر انتقال الاحداث الى دول عربية اخرى، يتم أساسا بسبب وجود علاقات لغوية، ثقافية وتاريخية، تجعل العالم العربي ساحة يؤثر فيها حدث يقع في مكان ما، على اماكن اخرى.
حقيقة اننا لا نرى حاليا مظاهرات مشابهة في دول اخرى تعاني من مشاكل اقتصادية واجتماعية مشابهة (في افريقيا وآسيا مثلا) تُثبت بأن الأثر "العربي" للاحداث هو مُعضل جذري. استثناء هي ايران، التي هي ليست دولة عربية، ولكن بهذا القدر أو ذاك، هي التي بدأت المسيرة بالمظاهرات التي وقعت فيها قبل نحو سنة ونصف السنة، وقمعها النظام بيد من حديد. وفضلا عن ذلك، كان لايران دوما تأثير حاسم – ايجابا كان أم سلبا – على العالم العربي، الأمر الذي ينبع من قربها الجغرافي وكونها ذات تأثير على السكان الشيعة في العالم العربي. من المعقول الافتراض بأن هذا التأثير يعمل في الاتجاه المعاكس ايضا، وان المظاهرات في العالم العربي تشجع مواطني ايران على الخروج الى الشارع.
ما هي أهمية التشخيص في انه "يوجد عالم عربي"؟، أولا، لا تتفاجأوا من ظاهرة الانتقال. كون مصر دوما قادت خطوات وسياقات في العالم العربي، فمن المعقول الافتراض بأن تؤدي الثورة الحالية ايضا الى المظاهرات، الانتفاضات، وربما ايضا الثورات في اماكن اخرى في العالم العربي. ثانيا، في لحظات الازمة ايضا – مثل احتلال العراق من قبل الولايات المتحدة – يظهر هذا العالم. بمعنى، احساس التضامن من دول الساحة يتعزز في أعقاب التدخل الفظ من دولة توجد خارج الساحة وتهددها.
وأخيرا، في حالات معينة، تنجح هذه الساحة ايضا في خلق اجماع عموم عربي واسع: في الماضي حصل هذا في ضوء الحروب ضد اسرائيل؛ ومؤخرا في 2002، اتحد العالم العربي حول مبادرة السلام السعودية التي وقعت عليها 22 دولة في الجامعة العربية.
كانت هذه المبادرة العموم عربية الثانية، بعد خطة السلام لمن كان في حينه ملك السعودية، فهد، والتي تبنتها القمة العربية في 1982. لا يمكن ان يُستخلص من ذلك بأن وجود "عالم عربي" هو وصفة لعزلتنا في المنطقة؛ هذه العزلة هي أساسا نتيجة انعدام الفعل من جانبنا".
(*) استاذ في دائرة الدراسات الاسلامية في الجامعة العبرية
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تناقض حول السفينتين الايرانيتين
المصدر: "هآرتس ـ آبي يسسكروف وباراك رابيد"
التلفزيون الإيراني باللغة العربية "العالم" أفاد هذا الصباح (الأحد) أن سفينتي الحرب الإيرانيتين عبرتا  قناة السويس وفي الوقت الحاضر تتابعان طريقهما إلى سوريا. مع هذا،  مصادر في سلطة  قناة السويس نفت التقرير الإيراني وادّعت أن السفينتان ستصلان إلى  مدخل القناة  فقط  في وقت متأخر من هذا اليوم.
رئيس الحكومة، بنيامين  نتنياهو قال هذا الصباح في افتتاح جلسة الحكومة إن إسرائيل  تنظر بخطورة إلى الخطوة الإيرانية. وردّ نتنياهو على الفيتو الذي فرضته الولايات المتحدة على اقتراح القرار بشجب الاستيطان في مجلس الأمن لتابع للأمم المتحدة وقال إنه يوضح ضرورة المفاوضات المباشرة. قال رئيس الحكومة: "الأمر الهام في المفاوضات التي سنديرها هو العنصر الأمني، والذي هو مصيري".
"نحن قادرون على رؤية بأي منطقة غير مستقرة نحن موجودون، عندما تحاول إيران  استغلال الوضع وتوسيع تأثيرها عبر السفينتين الحربيتين اللتين ستعبران في قناة السويس. إسرائيل تنظر بخطورة إلى الخطوة الإيرانية هذه. هذا  يدعم ما أقوله، بأن الحاجات الأمنية  ستزداد وأن الموازنة الأمنية ستكبر".
وأفادت مصادر رسمية في مصر البارحة بأنَّ السفن الحربية الإيرانية ستعبران في القناة فقط الليلة. وبحسب التقرير المصري، السفينتان يفترض بهما الوصول فقط الليلة إلى المدخل الجنوبي للقناة، والخروج  من المخرج الشمالي من القناة  غداً صباح وإكمال المسير في مياه البحر الأبيض المتوسط  غداً مساءً.
وإن كان  حقاً بأن السفينتان عبرتا أو أنهما ستعبران في قناة السويس،  فهذه هي المرة الأولى منذ  الثورة الإسلامية  في العام 1979، التي يحصل فيها  هذا الأمر.
كذلك  يوم الجمعة مساءً  أعلن موظفون مصريون أنَّ القاهرة  ستسمح  بعبور السفينتين، لكن في الوقت الحاضر لم  يكن  واضحاً إن كانت  وصلت  سلسلة الإعلانات المتناقضة لمصر بهذا الشأن منذ منتصف الأسبوع الفائت إلى نهايتها. إسرائيل تتابع حركة السفينتين، لكنها لا تتعامل معها بنيةً عدائية.
وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان وصف يوم الأربعاء الفائت رحلة السفينتين كـ"استفزازٍ إضافي" لإيران  ضد إسرائيل. السفينتان اللتان بحسب ما هو معروف لا تحملان عتاداً غريباً، يفترض بهما  أن ترسوا  في مرفأ اللاذقية في سوريا.
ويقدرون في إسرائيل أن مصر لم يكن لديها مفرُ من تصديق عبور السفينتين، لأن المعاهدات   الموقِّعة عليها تلزمها بالسماح بمرور حر في القناة.  مع ذلك، في زمن نظام مبارك مُنعت إيران من إجراءاتٍ مماثلة، على ما يبدو  بسبب الموقف الصارم الذي اتخذته القاهرة.
سلاح البحر الإسرائيلي مستعد لأي محاولة إيرانية  للاقتراب من سواحل إسرائيل, لكن   الفرص لهذا  تبدو  في الوقت الحاضر ضعيفة.
ويوم الخميس أعلنت وزارة الخارجية المصرية أنها تسلمت الطلب الإيراني للسماح  للسفينتين بعبور القناة، ومسؤول في إدارة القناة قال إن وزارة الدفاع المصرية ستهتم بهذا الطلب.  التلفزيون الرسمي في إيران إدَّعى بأن السفينتين ستعبران في القناة، وأنهم حصلوا على  تصديق رسمي  لهذا الأمر".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الهدف: إسقاط الحكومة
المصدر: "اسرائيل اليوم "
" ما المشترك بين الأثرياء وذوي المصالح الإقتصادية، آريا دارعي وحاييم رامون، ويديعوت أحرونوت ورجال كاديما؟ جميعهم، وحتى جهات أخرى، مهتمون بتقديم الإنتخابات – لكن، جهات في الليكود، في إسرائيل بيتنا وفي شاس، كذلك جهات في المعارضة، واثقون من أن حكومة نتنياهو مستقرة، لم تخسر حتى الآن أي تصويت وستنهي ولاية كاملة – وفقا لما تبدو عليه الأمور الآن، الإنتخابات المقبلة سوف تجري في موعدها في العام 2013.
إن التوتر الكبير بين رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الخارجية أفيغدور ليبرمان الذي بلغ هذا الأسبوع مستوى الذروة على خلفية تعيين عوزي آيرد سفيراً في لندن أجج آمال رجال المعارضة، الذين قالوا لبعضهم إن هذه أيضا إشارة إلى أن الحكومة في طريقها للسقوط والإنتخابات تقترب. وكان استعداد أعضاء كاديما بشكل خاص قبيل يوم الأربعاء، اليوم الذي فيه كان من المفترض أن يصل الصدام بين الأشخاص إلى ذروته حينها كان من المتوقع أن ينفذ ليبرمان تهديده بالتصويت ضد الحكومة على قانون تخفيض أسعار المياه. وما عزز خيبة أملهم بأن هذا لم يحصل. 
لكن ليس فقط في كاديما، حزب المعارضة الأول، ينتفون شعرهم في كل مرة يجتاز فيها الإئتلاف أزمةً. فثمة جهات أخرى أيضا من خارج المؤسس السياسية يأملون منذ سنتين سقوط حكومة نتنياهو. بعض الجهات لا تبخل بأية وسيلة تقريبا لحصول ذلك ويمسكون بأي خيط يُتاح لهم من أجل تحقيق هدفهم. أحيانا يدور الحديث عن خيوط قوية جدا.
وكانت قد ثارت البلاد قبل أسبوع إثر سلسلة من الغلاءات في الإقتصاد، فتوجه إصبع الإتهام مباشرة إلى الحكومة. وكان رواد النزاع ومن بينهم رئيس الهستدروت [الإتحاد العمالي] عوفر عيني، رئيس الصناعيين شرغا بروش، رئيس السلطة المحلية شلومو بوحبوت وأعضاء المعارضة كانوا مصممين بشكل كبير على تأجيح النار وعملوا بكل قوتهم كيلا يخفت احتجاجهم رغم تعهد رئيس الحكومة ووزير المالية العمل على خفض الأسعار.
إلى ذلك فإن معطيات المكتب المركزي للإحصاء، التي قفز بموجبها الناتج المحلي الصافي في إسرائيل في الفصل الأخير من العام 2010 بشكل لا سابقة له، لم توقف تلك المجموعة التي واصلت محاولاتها لإضافة الزيت على النار التي خمدت منذ وقت. ووفقا للمعطيات فإن الناتج المحلي الصافي ازداد بنسبة 7.8% كنسبة سنوية مقابل 4.4% في الفصل الثالث. وإثر هذه القفزة ازداد الناتج المحلي الصافي في النصف الثاني من العام 2010 بنسبة 5.4% - بعد ارتفاع بنسبة 5% في النصف الأول وارتفاع 3.4% في النصف الثاني من العام 2009 فترة نتنياهو وشتاينتس".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الولايات المتحدة ونحن.. الشراكة تتسع
المصدر: "اسرائيل اليوم ـ زلمان شوفال"
" في الازمنة العادية كان يمكن ان يفسر كتصريح تقليدي آخر تصريح رئيس الاركان الامريكي، الادميرال ملن، الذي قال انه "في ضوء انعدام الاستقرار السائد في المنطقة، ثمة للعلاقات الاستراتيجية بين الولايات المتحدة واسرائيل اهمية خاصة للطرفين".ولكن هذه ليست أزمنة عادية، بل أزمنة موجات عاصفة تتفجر على الاسس الاستراتيجية الامريكية في الشرق الاوسط.
مكان اسرائيل في شبكة العلاقات الاستراتيجية الامريكية شهد ارتفاعات وانخفاضات: في زمن الحرب الباردة كان هناك من وصفوها بانها "حاملة الطائرات البرية الامريكية"، ولكن في السنوات الاخيرة كان هناك من ادعى بانها عبء اكثر منها ذخر.
في ختام الحرب الباردة كتب توم فريدمان بانه انتهت اهمية اسرائيل كذخر استراتيجي للولايات المتحدة. كانت هذه هي الفترة التي غفا فيها العالم الحر على سماع النغمات الوردية لمفكرين كفرنسيس فوكوياما ودانييل بال ممن تنبأوا بـ "نهاية التاريخ" و "نهاية الايديولوجيا". نغمات توقفت فقط عندما تبين بان الاصولية والارهاب الاسلاميين يشكلان تهديدا لا يقل خطرا عن ذاك الذي برز قبل ذلك من الاتحاد السوفييتي.
كل هذا كان أمس. الهزة الارضية التي تعصف اليوم بالعالم العربي، من شمال افريقيا وحتى البحرين، مزقت النسيج الاستراتيجي الامريكي في الشرق الاوسط الى قطع متناثرة. نيال برغسون، الذي يعتبر اليوم أهم المؤرخين العسكريين في العالم، كتب هذا الاسبوع في عامود في "نيوزويك" بانه خلافا لاسرائيل، لم تنجح أمريكا في بلورة سياسة خارجية منطقية حيال ما يجري. كما أن التشديد المبالغ فيه الذي وضعته الادارة على الموضوع الفلسطيني بشكل عام وعلى البناء في المستوطنات بشكل خاص صرف نظر الادارة عما ينضج في الدول العربية.
الصدامات في البحرين، التي توجد فيها القاعدة العسكرية، ولا سيما البحرية، الامريكية الاهم في الشرق الاوسط، بالفعل تشدد المعضلة الامريكية. بمعنى، كيف تظهر كمن تعارض خطوات متشددة أكثر مما ينبغي ضد المتظاهرين الشيعة حين يكون واضحا أن هؤلاء المتظاهرين محرضين من ايران ومعادين ليس فقط لحاكمهم بل ولامريكا ايضا.
ما لم يستوعبه الامريكيون دوما هو ان العلاقات السياسية الوثيقة، بما في ذلك المصالح الامنية، ليست مجرد معامل للعلاقات بين الحكومات بل وايضا، وربما أساسا، للشراكة في القيم والثقافات بين السكان في هذه الدول.
البنية التحتية القيمية هذه غير موجودة في الشرق الاوسط في أي دولة باستثناء اسرائيل. هذه الحقيقة والاستنتاجات النابعة منها قد لا يتم تبنيها فورا وبشكل كامل من مصممي السياسة الامريكيين، ولكن من المعقول الافتراض بان اهمية اسرائيل كذخر استراتيجي مميز لامريكا سترتفع درجة. هذا الامر سيجد تعبيره، مثلا، في رفع مستوى المخططات للمرابطة المسبقة للمعدات والوسائل القتالية الامريكية في اسرائيل – وفي التعاون الامني بشكل عام. اهمية الشراكة الاستراتيجية مع امريكا بالنسبة لاسرائيل لا حاجة بالطبع الى التشديد عليها. ولكن اذا كانت هناك حاجة لذلك، فان الفيتو في مجلس الامن يجسد ذلك من جديد، ومن اعتقد بان اسرائيل تورط بذلك الولايات المتحدة يجب أن يفهم بان العكس هو الصحيح: بفضل الملابسات، فان الشراكة بينهما ستتسع (وكذا نصيب اسرائيل في هذه الشراكة سيتسع)".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مطلوب بديل سياسي
المصدر: "اسرائيل اليوم ـ يوسي بيلين"
" ليس صعبا تخمين مضمون الحديث الطويل الذي دار بين الرئيس الامريكي براك اوباما وبين الرئيس الفلسطيني محمود عباس عشية استخدام الفيتو الامريكي على مشروع منع قرارا انتقاديا على اسرائيل في موضوع استمرار المستوطنات. فقد طلب اوباما من ابو مازن الا يحرجه في لحظة على هذا القدر من الحساسية الكبيرة في الشرق الاوسط، ووعده بان يضاعف جهوده لاستئناف المسيرة السلمية وطلب منه أن يؤجل رفع الموضوع الى مجلس الامن. وقال عباس لاوباما انه يقف امام جمهوره عاريا، فالمستوطنات تستمر في البناء امام ناظريه، ولا يبدو أي أمل في الافق في تسوية سياسية وانه يعتبر كمن يخدم الاحتياجات الامنية لاسرائيل حين يمنع كل نوع من العنف ضد اسرائيل، يعتقل المشبوهين وينزع سلاح الناس. وشرح لاوباما بانه اذا ما وضعه مرة اخرى امام وضع يضطر فيه الى سحب مشروع القرار الى الامم المتحدة مثلما اضطر الى عمله بعد تقرير غولدستون، فسيضطر الى الاعتزال فورا من منصبه وذلك لانه لا يمكنه أن يشرح فعله لاحد، ولا حتى لاكثر المقربين الموالين له.
حقيقة أن محمود عباس لم يخضع للضغط الامريكي تمنحه تقديرا متجددا في الشارع الفلسطيني. ينبغي أن يكون واضحا: شريكنا الفلسطيني اتخذ قرارا تاريخيا في عدم استخدام خيار العنف. هذا القرار قابل للتفسير، حتى حيال المتحمسين على أنواعهم، عندما يكون هناك افق سياسي. اما في انعدام الافق السياسي فان السبيل الوحيد المفتوح امام القيادة الفلسطينية هو اتخاذ اجراءات سياسية تخلق احساسا بتقدم ما على الاقل في مجال الشرعية الدولية، تجاه اهدافهم. من هنا النشاط المكثف للحصول على اعتراف بدولة فلسطينية في حدود 67، ومن هنا المحاولة لتحصيل قرار انتقادي ضد اسرائيل في مجلس الامن. حكومة اسرائيلية غير مستعدة لان تدفع ثمن السلام ملزمة بان تفهم بان لهذا ثمنا. واذا لم يكن هناك ثمن عنف – فسيكون هذا ثمنا سياسيا. لو أن ابو مازن خضع للضغط الامريكي، لكان من المحتمل أن نقف حيال نوع مغاير تماما من الاثمان في المستقبل القريب القادم.
ليس هذا ثمنا بسيطا. 14 دولة، بينها أصدقاء هامون لاسرائيل، تبنت، دون تردد، مشروع القرار في موضوع المستوطنات. الولايات المتحدة وجدت نفسها بالضبط في وضعية لم ترغب في التواجد فيها: تصوت ضد مواقفها هي، تنكشف كدرع وحيد لاسرائيل في العالم وتقف ضد العالم العربي باسره في الوقت الذي تبذل فيه مساع عليا لنيل عطفه. الجمهور العربي يخرج الى الميادين، وعندما شخص الولايات المتحدة كمن يؤيد الانظمة التي يرغب هو في اسقاطها، يجد اوباما نفسه يستخدم الفيتو على قرار في الموضوع الاكثر اجماعا في العالم، فما بالك في العالم العربي – الاعتراض على المستوطنات.
اسرائيل لا يمكنها أن تواصل الوضع الحالي على مدى الزمن. كل رؤساء الحكومات السابقة من الليكود سعوا الى الامتناع عن الانسحاب من الضفة الغربية، ولكنهم جميعهم توجهوا الى بدائل سياسية ذات مغزى: بيغن انسحب من كل سيناء؛ شمير شارك في مؤتمر مدريد الذي ادى الى مفاوضات ثنائية مع كل جيراننا؛ شارون انسحب من كل قطاع غزة.
نتنياهو لا يمكنه أن يمتنع عن القرار ما هو بديله".

21-شباط-2011
استبيان