المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


أخبار العدو

المقتطف العبري ليوم الأحد: الشرق الاوسط مثل قِدر تغلي والمشروع الذري السوري: من يوقفه؟

عناوين الصحف وأخبار وتقارير ومقالات مترجمة من صحافة العدو
"يديعوت احرونوت":
ـ العد التنازلي – القذافي يفقد السيطرة في معقله الأخير.
ـ مع الظهر الى الحائط.
ـ 6 آلاف مرتزق في الطريق الى ليبيا.
ـ عقوبات على ليبيا.
ـ كبار في اسرائيل: الاسلام المتطرف يساعد من خلف الكواليس.
ـ الكشف عن محاولة لاغتيال سليمان.
ـ الاسد في رسالة الى نتنياهو: نريد استئناف المفاوضات.
ـ "خلل آخر في السلسلة الخفية التي تشوش البرنامج النووي الايراني.. "خطوة كبيرة الى الوراء".
"معاريف":
ـ النهاية قريبة.
ـ أمننا الحقيقي.
ـ زعماء الصمت.
ـ يتمترس.
ـ السقوط.
ـ وفقط للعاملين الاجتماعيين لا يوجد مال.
ـ غزة تسخن.
"هآرتس":
ـ القذافي يتمترس في العاصمة طرابلس: "من لا يحبني لا يستحق الحياة".
ـ خبراء يحذرون: على السلطات في البلاد الاستعداد لنقص مستقبلي في مواد الغذاء الحيوية.
ـ الحكومة ستُقر اليوم توصيات اللجنة لفحص رواتب كبار المسؤولين.
ـ تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية: ايران تتقدم في مساعيها لتركيب قنبلة نووية.
ـ القذافي يُسلح مؤيديه في الصراع على معقله في طرابلس.
ـ عقوبات امريكية على ليبيا: الامم المتحدة تبلور خطوات حادة.
ـ الاضطرابات وصلت الى العراق: 19 قتيل في نهاية الاسبوع.
ـ لاول مرة منذ الثورة: الجيش المصري يفرق مظاهرة بالقوة.
"اسرائيل اليوم": 
ـ القذافي: المعركة الاخيرة؟
ـ الانقاذ من الصحارى.
ـ أسعار النفط: هدوء، مؤقت.
ـ والآن – في السعودية ايضا.
ـ العراق: مظاهرات ضد الفساد.
 ـ من الجزائر وحتى اليمن.
أخبار وتقارير ومقالات
العد التنازلي – القذافي يفقد السيطرة في معقله الأخير مع الظهر الى الحائط..
المصدر: " يديعوت أحرونوت/ تقرير من طرابلس"
" عندما ظهر معمر القذافي يوم الجمعة على سور الساحة الخضراء في وسط طرابلس وحاول اثارة حماسة الجمهور بدا مثل تشاوتشيسكو قبل لحظات من حسم مصيره. ولكن رغم الخطاب الحماسي، الاحساس في الشارع هو أنه يعيش على زمن مستقطع. "ربما يكونوا يسيطرون في هذه الساحة، ولكن في الاجزاء الهامة من المدينة فقدوا السيطرة"، يوضح لاحد سكان ليبيا وقف في الماضي الى جانب الطاغية. "لم يعودوا يسيطرون في المنازل، لم يعودوا يسيطرون في قلوب العائلات وفي عقول اغلبية الشعب الليبي". 
في العالم ايضا التقديرات هي أن عهد القذافي يقترب من نهايته. صديقه المقرب، رئيس وزراء ايطاليا سلفيو برلسكوني قدر أمس بان "هذه ساعاته الاخيرة، القذافي لم يعد يسيطر على ليبيا". كما أن محمد الهوني، سفير ليبيا في الجامعة العربية الذي استقال من منصبه في اعقاب العنف ضد المتظاهرين، قدر بان هذه "معركة البقاء الاخيرة للقذافي". 
آمن في بيته
ولكن المحللين والخبراء في الشؤون الليبية يحذرون من أن "معركة البقاء قد تصبح حمام دماء يجريه الحاكم وانجاله بحق معارضي النظام". في نهاية الاسبوع حذر القذافي من ان "ليبيا الخضراء ستصبح ليبيا الحمراء بسبب أنهار الدم التي ستنسكب فيها". وعندما وقف مساء يوم الجمعة على سور الساحة الخضراء دعا مؤيديه الى الرقص والغناء وقضاء الوقت حتى الصباح قائلا: "اذا كان الشعب لا يحبني، فلا أستحق الحياة ولا حتى يوم واحد". 
عندما يتجول المرء في طرابلس يصعب عليه توقع المستقبل. فالمتظاهرون والسلطة على حد سواء يحاولون نشر معلومات مضللة. كل محاولة للوصول الى المستشفيات او الى غرف الموتى تلقى الرفض. وعلى الاقل وزارة الدعاية الليبية لا تزال تعمل: في جولة صحفية خاصة نظمتها أُخذنا الى الساحة الخضراء، حيث حاول رجال القذافي الاثبات بانه خلافا للتقارير، فان احدا لم يقتل فيها. كل محاولة للتحرك في طرابلس دون مرافقة قد تكون خطرة. وحدات من الجيش ثائرة الاعصاب اوقفتنا، وفقط بعد أن اجروا تفتيشا على السيارة سمحوا لنا بمواصلة السفر. في وسط طرابلس يمكن ان نلاحظ مفتشي البلدية، وحدات من الشرطة، ميليشيات تخضع للقذافي وعملاء في الجهاز السري يتجولون بلباس مدني.
حسب التقارير في ليبيا، فان القذافي وثلاثة من ابنائه، المعتصم، سيف الاسلام وسيف العرب يتمترسون في المعقل العائلي في باب العزيزية في الحي الجنوبي من طرابلس. وحول النطاق العائلي – الذي يقع على 4 كيلو متر مربع ومحوط باسوار من الاسمنت المسلح – يبدو ملموسا تواجد عسكري كثيف. وقدر أمس الصحفي الليبي اسماعيل محمد بانه "من الان فصاعدا القذافي وابناؤه لا يسعهم الخروج من النطاق". 
وحسب اسماعيل، فان المتظاهرين باتوا يسيطرون على 84 في المائة من ليبيا، بما فيها على آبار النفط في الصحراء وبعض الابار في بنغازي. القذافي لا يزال يسيطر على اجزاء من طرابلس ومدينة سيرت. وخلافا للتقارير في "الجزيرة" و "العربية" فان المطار العسكري بقي تحت سيطرة القذافي، وفي محيطه حراسة مشددة. 
وفي هذه الاثناء يبدو ان الابن سيف الاسلام ارسل لنقل رسالة: عندنا الخطة أ، الخطة ب والخطة ج، وفي الثلاثة السيناريو مشابه: "البقاء في ليبيا، والموت في ليبيا"، قال. وبالمقابل حاول تهدئة الخواطر ووعد بدفع 400 دولار علاوة لكل عائلة في ليبيا. 
بل انه تعهد بان "حتى يوم غد سننهي هذا الموضوع"، ودعا المتظاهرين الى ادارة مفاوضات مع الحكم قائلا: "لن يكون لليبيا مستقبل اذا لم نصل الى اتفاق". في نفس الوقت فان ابن آخر للقذافي، خميس، قائد الوحدة المختارة "كتيبة 32" يستخدم مئات المرتزقة لقتل معارضي الحكم. وانتشر المرتزقة خارج مدن طرابلس، سبها وسيرت وتلقوا تعليمات بفتح النار على السيارات والمارة ممن يحاولون الخروج أو الدخول الى المدينة. 
"القذافي سيموت مثل هتلر ولكنه قد يستخدم سلاحا كيماويا ضد ابناء شعبه"، حذر أمس وزير العدل المستقيل. في طرابلس، على الاقل في هذه اللحظة، يبدو أن رجال القذافي يفضلون اطلاق النار على الجمهور من السلاح الخفيف. المؤكد هو أن القذافي زعيم يائس وخطير يدعو الى الكفاح الاخير، الذي قد يكون هداما. المعركة الاخيرة في ذروتها".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كبار في "اسرائيل": الاسلام المتطرف يساعد من خلف الكواليس..
المصدر: "يديعوت أحرونوت – ايتمار آيخنر"
" مسؤولون كبار في اسرائيل يقولون ان أثر الدومينو الذي يجتاح العالم العربي لن يتوقف في ليبيا بل سيستمر وسيصل الى كل واحدة من دول المنطقة، بما في ذلك الاردن ولبنان. 
في اسرائيل يتابعون بقلق محاولات ايران، حزب الله والاخوان المسلمين التأثير على الاحداث. وحسب هؤلاء المسؤولين فان الاسلام الراديكالي نشيط جدا خلف الكواليس ويساعد في التمويل وفي التوجيه لقسم مما يظهر في التلفزيون كثورات ديمقراطية ضد الطغاة. في نهاية الاسبوع الاخير برز ارتفاع في الدرجة في مستوى عنف المظاهرات في ارجاء العالم العربي.
العراق: قتل 23 متظاهرا في نهاية الاسبوع في اثناء المظاهرات التي دعيت "يوم الغضب" وبدأت فور صلاة يوم الجمعة. الجماهير – اكثر من مائة الف متظاهر في بغداد، البصرة ومدن اخرى – رفضوا الطلب المسبق من رئيس الوزراء نوري المالكي بعدم الخروج الى الشوارع. وهتفوا "نريد رزقا. نريد مكافحة الفساد".
الاردن: في عمان خرج الالاف في مسيرات طويلة من المساجد وطالبوا بحل الحكومة التي تسلمت لتوها مهامها، صياغة دستور جديد "يحصر صلاحيات الملك" وحل البرلمان. قوات غفيرة من الامن استعدت لصد المظاهرات، التي برز فيها تواجد لحركة الاخوان المسلمين.
مصر: في ميدان التحرير احتشد 200 الف متظاهر وعرضوا على المجلس العسكري الاعلى مطلبين – تقديم الرئيس مبارك الى المحاكمة واقالة حكومة احمد شفيق، التي عينت قبل اسبوعين. وضرب افراد الشرطة المتظاهرين، وصدرت صور عن المواجهات في الشبكات الاجتماعية. المجلس العسكري بعث برسالة اعتذار لمنظمي المظاهرات مع التشديد على أن معالجة تفريق المظاهرات لا يجب أن تتم بالقوة".
اليمن: أربعة متظاهرين قتلوا في اليوم الثامن من "حركة المعارضة لحكم الرئيس". وانضم الى المظاهرات زعيما القبيلتين الكبيرتين في الدولة، مطالبين من الرئيس عبدالله صالح بالاعلان عن نهاية حكمه فورا، وليس بعد سنتين كما تعهد في الشهر الماضي. 
تونس: في الدولة التي بدأ فيها كل شيء قتل أمس ثلاثة شبان في مواجهات مع الجيش".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ  
نتنياهو يتمترس
المصدر: "هآرتس"
" يتمترس رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو عقب على الاضطرابات السياسية في الدول العربية في مواقفه اليمينية. في خطابه في الكنيست الاسبوع الماضي حذر من أن انعدام الاستقرار في المنطقة قد يستمر لسنوات، أثنى على ذاته لمعارضته الانسحاب من غزة في 2005، وروج للتواجد الاسرائيلي في غور الاردن كجزء من تسوية مستقبلية مع الفلسطينيين – كي "لا تدخل ايران" الى الضفة. 
نتنياهو خائب الامل، على حد قوله، من رفض الرئيس الفلسطيني محمود عباس المفاوضات. وهو مستعد كما يزعم للحديث مع الفلسطينيين، ولكنه لا يقترح عليهم شيئا، باستثناء الاعتراف المستقبلي وجملة شروط على الدولة الفلسطينية. رئيس الوزراء غير مستعد لتغيير الوضع الراهن الاقليمي، ويصر على مواصلة توسيع المستوطنات، التي تقوض فرص الحل الوسط. 
في مثل هذا الوضع، لا غرو أن احاديث السلام من نتنياهو تستقبل في الاسرة الدولية كهذر فارغ من المضمون، يرمي الى كسب الوقت من أجل السماح بتخليد حكم حكومة اليمين وتعزيز المشروع الاستيطاني. الفيتو الامريكي منع تنديدا حادا بالمستوطنات في مجلس الامن ولكن نتائج التصويت جسدت العزلة المحتدمة لاسرائيل. 
موقف نتنياهو يدفع حتى زعيمة صديقة لاسرائيل مثل المستشارة الالمانية انجيلا ماركيل الى أن تدير له الظهر. "لم تفعل شيئا لتقدم السلام"، قالت ماركيل لرئيس الوزراء، الذي هاتفها كي يشكو من تأييد المانيا لشجب المستوطنات، حسب تقرير باراك رابيد في "هآرتس" يوم الجمعة. ووعد نتنياهو ماركيل بان يعرض قريبا خطة سياسية جديدة، ولكن المستشارة وجدت صعوبة في تصديقه. 
وبالذات في لحظة انعدام الاستقرار وانعدام اليقين في المحيط تحتاج اسرائيل الى تأييد الاسرة الدولية. ولكن حكومة نتنياهو تفضل ادارة الظهر للعالم والتمترس في الخليل وفي بيت ايل، في عوفرا وفي يتسهار. سياستها تلحق ضررا جسيما بمصالح الدولة، وتثقل فقط على انخراط اسرائيل في النظام الاقليمي المتبلور. على نتنياهو أن ينصت الى تحذيرات الزعماء الاصدقاء، وان يعرض خطة سياسية عملية، وليس محاولة لفظية اخرى "لنفض" العالم عن ظهره". 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
دعوة للردع
المصدر: "يديعوت أحرونوت ـ غيورا ايلند"
" يخلق الواقع في ليبيا للولايات المتحدة فرصة ذهبية للقيام بعمل ليس فيه سوى الربح. غريب ان هذا الامر لا يفهم بعد في واشنطن. 
الواقع في ليبيا هو على النحو التالي: زعيمها يظهر للعالم ولشعبه كمجنون مستعد لان يضحي بكل شيء والا يستسلم بأي شكل من الاشكال. الموالون له يعدمون الجنود الذين يرفضون اطلاق النار على ابناء شعبهم. وبهذا المفهوم فان سلوك القذافي يذكر بليس أقل من سلوك هتلر في 1945، الذي كان مستعدا لان يضحي بحياة المزيد فالمزيد من الالمان في حرب لا أمل فيها.
الشطر الشرقي من ليبيا بات يسيطر عليه المتمردون، بعض من قادة الحكم فروا الى جانب المتمردين وكذا بعض من قوات الجيش. غير أن هذا الوضع الهش من شأنه أن يستمر لاسابيع طويلة، وهذا بالضبط هو الخطر. في اثناء هذه الاسابيع سيقتل المزيد من الابرياء، سينشأ نقص خطير في الادوية وفي الاحتياجات الاستهلاكية الاساسية، وقد يلحق بحقول النفط ضرر شديد، وليس أقل خطورة – الى فراغ سلطوي قد تدخل اليه قوى عديدة. لا غرو أن القاعدة أعلنت بانها تؤيد الثورة.
الولايات المتحدة والدول الاوروبية لا يمكنها أن تخاطر بسقوط ليبيا، في نهاية المطاف، في أياد خطيرة. والسبب في ذلك ثلاثي: موقع ليبيا القريب من اوروبا، نفطها واحتمال وجود سلاح كيماوي فيها. يبدو أنه منذ سقوط الاتحاد السوفييتي لم يكن للناتو هدفا أكثر صحة وأكثر عدلا من ضمان سواء عقل واستقرار ليبيا. لماذا تستثمر دول الناتو هذا القدر الكبير من المقدرات لتواص وجود قوة عسكرية كبيرة وحديثة، ان لم يكن من أجل احداث من هذا القبيل؟ 
للناتو قدرة على تغيير الوضع في ليبيا بجدول زمني قصير للغاية. الامر الاول الذي يمكن عمله فورا هو خلق "تفوق جوي في ليبيا" وبالتالي منع كل قدرة من جانب القذافي على استخدام سلاح الجو لديه لمهاجمة المواطنين او لنقل القوات. مثل هذا العمل ينطوي على مخاطرة طفيفة ويمكن أن يؤشر لكل مراكز القوى في ليبيا الى أي جانب يجدر بهم أن يميلوا. غير معقد أيضا ارسال قوات للمساعدة البرية. خلافا لنماذج عديدة من الماضي (الصومال، افغانستان، العراق)، هذه المرة لا خوف من أن تعتبر قوات المساعدة هذه كقوة احتلال اجنبي، وذلك لان الشعب الليبي يدعو الى مثل هذه المساعدة. 
قرار من الامم المتحدة يدعو الى مثل هذه المساعدة العسكرية قد يفيد، ولكنه لا يجب أن يكون شرطا ضروريا. مثلما في الحرب في البلقان، هنا ايضا يمكن لاعضاء الناتو ان يقرروا العمل بقواهم الذاتية. لا يبدو أنه يمكن لاحد ان يمنعهم من ذلك. 
مثل هذا الفعل أهم اكثر من المساعدة المباشرة في اسقاط نظام القذافي. فهو حيوي في كل ما يتعلق ببناء قوة الردع الامريكية في المنطقة. اذا واصل القذافي السيطرة على ليبيا حتى ولو لبضعة اسابيع فقط، ولكن في هذه الفترة تواصل قتل الكثير من المواطنين الليبيين، ستجد الولايات المتحدة صعوبة في بث رسائل الردع الهامة جدا لوضع تتضعضع أنظمة أخرى (الاردن، البحرين وربما السعودية). مراكز قوى اخرى، لا تتردد في الفعل، مثل ايران من جهة والقاعدة من جهة اخرى، سيسرها التأثير على الحكم في كل تلك الدول. 
من الصعب بالتالي الفهم لماذا الازمة في ليبيا، التي تخلق فرصة مريحة لاعادة تصميم السياسة الامريكية، لا تستغل كما ينبغي". 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
اليوم التالي
المصدر: "يديعوت أحرونوت ـ ميخائيل م. لسكر"
" في الاسبوع الاخير تجتاز ليبيا هزة لم تشهدها أبدا، وان كانت هناك عدة محاولات لوضع تحديات امام حكم معمر القذافي ولكنها كلها باءت بالفشل. هذه المرة، بالمقابل، يدور الحديث عن مواطنين كثيرين، عن قوى متبلورة وعن عناصر قبلية مركزية هدفها اسقاط النظام – بكل ثمن. اضافة الى سكان المدن الكبرى والبلدات المحيطة، فان الساحة القبلية الكبرى في ليبيا تشارك بشكل كبير في الصراع ضد القذافي ونظامه. في الماضي البعيد تمكن القذافي من اضعاف قوة القبائل في مقاطعات طرابلس، قورنيقة وبزان. وسمح اساسا لقبيلة القذافة التي جاء منها، بالتمتع بمناعم السلطة والحفاظ على قوة اجتماعية، اقتصادية وسياسية. في السنوات الاخيرة، عندما برزت شقوق اولى في حكمه، قرر القذافي وابنه سيف الاسلام الاعتماد على القبائل الكبرى لنيل تأييدها. هذه القبائل ولا سيما تلك التي تتواجد في شرقي الدولة وأكثر شكا بالنظام، حظيت بامتيازات اقتصادية وبرفع لمستواها الاجتماعي. ولكن منذ 23 شباط وقفت معظم القبائل في الدولة ولا سيما قبيلة هورفاله، الى جانب المتظاهرين. 
صحيح حتى اليوم فان معظم القبائل في الشرق وقسم هام من القبائل في باقي المناطق الليبية فرت الى جانب المتمردين. ومع أنه ليس للقبائل تنظيم سياسي واداري مناسب – ولهذا قد تجد صعوبة في السيطرة اذا ما نحي القذافي او قتل – فانها تتخذ صورة البديل المقبول والمصداق كقيادة مستقبلية. الجيش، بالمقابل، رغم أن الكثير من رجاله تعود اصولهم الى القبائل المختلفة، يظهر بوادر تفك: بعض من الجنود والضباط لا يزالون يؤيدون القذافي، الا ان وحدات كاملة فرت وانضمت الى الثورة القائمة.
اذا لم تنجح القبائل، او ائتلاف القبائل، في ان تشكل بديلا سلطويا، يحتمل أن يدخل الضباط الى الصورة. واذا فشلت هاتان الجهتان في اقامة نظام سياسي جديد، على الاقل في الفترة الانتقالية، فستكون حاجة لزعيم ينشأ من داخل المتظاهرين او من اوساط الدبلوماسيين الليبيين في ارجاء العالم ممن فروا او من اوساط الوزراء الذين تركوا مناصبهم احتجاجا على العنف السلطوي. والا فان الدولة ستنزلق الى حرب اهلية او أن ينجو القذافي وتصعد اعمال القمع والعنف الى السماء". 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اربع ملاحظات: الشرق الاوسط مثل قِدر تغلي
المصدر: "اسرائيل اليوم ـ درور ايدار"
" 1ـ لم يُذكر صاروخ غراد الذي سقط في بئر السبع في الاسبوع الماضي بأمور منسية فقط – أي انه توجد على حدودنا الجنوبية دولة ارهاب حماسية، بل إن الصاروخ لخص ايضا الكلام الفارغ على "نافذة الفرص" التي تنتظرنا قريبا وتتوسل تفضلا سياسيا آخر يأتي بعدها حتى يحدث بعدها شيء ما غير واضح. اسألوا المحللين. على كل حال، في اليوم الذي تُزيل اسرائيل فيه رعايتها للسلطة الفلسطينية، ستُجري حماس انقلابا عسكريا في يهودا والسامرة كما في غزة. آنذاك لن يحتاجوا الى صواريخ غراد للوصول الى مدننا بل ستكفي رصاصات البنادق. حُذرنا مرة بعد اخرى من الصواريخ على مركز البلاد وضللتنا وعود هاذية لـ "نافذة فرص" اخرى لعينة. الفرصة التي تُرى اليوم في الأفق السياسي هي الحفاظ على الموجود، والتمسك بقيمة التواضع في مواجهة المسارات التاريخية العظيمة التي تجري إزاء أعيننا. انتظروا حتى يمر الغضب.
2ـ بمناسبة ذكر المحللين الذين ذكروا براك اوباما باجلال عظيم، تحدثوا إلينا عن ان الاخوان المسلمين في مصر أقلية ضئيلة ولم يشاركوا قط في الانتفاضة في مصر. اليكم ما قال توماس فريدمان: "في حين كنا نجلس هنا (في القاهرة) اليوم، لم نرَ أن الميل الشعبي هو في اتجاه الاخوان المسلمين. إن الشيء المدهش في الانتفاضة هنا – وهو شيء خطر جدا بمعنى ما على نظم فردية اخرى في المنطقة – هو حقيقة انها (الانتفاضة) غير منتمية ولم تحدث بالهام من الاخوان المسلمين".
بعد هذه السخافة باسبوع عاد الشيخ يوسف القرضاوي من مكان جلائه وهو "مصدر الالهام الفكري للاخوان المسلمين"، وخطب في مسيرة يوم الجمعة في الميدان قبالة مليونين من الأنصار. لم يتحدث مثل خطيب ديني بل مثل زعيم ثورة. طورد الاخوان المسلمون مدة سني نظام مبارك ولهذا تعلموا كيف يتسترون. بل انهم حصلوا على إذن بحلق لحاهم، بحيث لا يستطيع السُذج مثل فريدمان التعرف عليهم. ولما كان الامر كذلك، فان الوضع سيّال غير مستقر، ويُحتاج مرة اخرى الى التواضع لا الى الصلف الليبرالي الذي يعتقد انه يمكن بجرة قلم (أو فيس بوك) تغيير تراثات سياسية ودينية قديمة. صبراً.
3ـ وعندنا، نشرت رسالة حاخامين تؤيد الرئيس المُجرم موشيه قصاب. إن ظهور الرسالة أمر خطير مليء بالأخطار على كل الأطراف المتصلة به. في يوم السبت حاول دان مرغليت ان يحل لغز الباعث على الرسالة. في رأيي، وعن استيضاح أجريته مع ذوي الشأن، تختلف قاعدة الرسالة تماما وهي تتصل بالتصور الديني العميق لاولئك الحاخامين عن مفهوم "الرسمية". أشك في ان تكون الصحيفة هي المنبر الملائم لهذا التحليل العميق، والى ذلك لم يُسمع بعد رأي اولئك الحاخامين المُعلل ولا سيما المتقدم فيهم، الحاخام تسفي يسرائيل تاو. الحديث عن مثقف لامع، وحاخام ذي تصور عميق فلسفي وتاريخي فلسفي وديني خاص. وهو معروف عند الجمهور بأنه زعيم التصور الرسمي الذي يقدس الدولة والولاء لمؤسساتها. فعلى سبيل المثال عارض الحاخام تاو كل مقاومة عنيفة زمن الانفصال وغير ذلك.
الامر العجيب ان الحاخام تاو حذِر من التوقيع على كشوف الرأي والوثائق العامة كحذره من النار. فعلى سبيل المثال عارض رسالة الحاخامين المعارضة ايجار العرب الشقق؛ واستشاط غضبا بسبب الانتقاد الذي وجه على الحاخامين الذين لم يوقعوا على الرسالة ولا سيما على المقارنة الغبية المخيفة التي تمت في احدى صحف السبت حيث كُتب: "من المثير ان نعلم هل تجميع العماليق في معسكرات إبادة سيُترك لآخرين أو ربما يبتون أمر ان عيش العملاق لم يعد ذا صلة". كذلك لم يوقع الحاخام تاو على رسالة تأييد الحاخام دوف ليئور إثر رفضه الوصول لتحقق الشرطة معه. تذكرون ان الحاخام ليئور كتب "موافقة" على كتاب "نظرية الملك". 
لا أساس للزعم ان الحاخامين لم يعلموا ان الرسالة ستصل الى وسائل الاعلام، فقد علموا وعلموا. وأدركوا الضرر العظيم الذي قد يقع. ومع ذلك كله وقع الحاخام تاو. لماذا؟ حاولت أن أتبين الامر عند المقربين منه ومن يسمعون مواعظه، لكن قيل لي انه لم يصرح حتى الآن بهذا الامر تصريحا معلنا، فلننتظر.
4ـ وفي النهاية، أعلنت وزارة الخارجية الامريكية بأنه "ينبغي اخراج ليبيا من مجلس حقوق الانسان في الامم المتحدة". واسأل: لماذا؟ فليبيا مناسبة للامم المتحدة والامم المتحدة مناسبة لها".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
المشروع الذري السوري: من يوقفه؟
المصدر: "اسرائيل اليوم ـ اميلي لنداو(*) "
" أبلغ معهد بحث مشهور في الولايات المتحدة، يتابع من قريب التطورات في المجال الذري – معهد العلوم والأمن الدولي (آي.اس.آي.اس) – في الاسبوع الماضي عن وجود ثلاث منشآت اخرى في سوريا تتصل بحسب الشك اتصالا وظيفيا بالمنشأة الذرية في القِبار، التي قُصفت في 2007. ليست أهمية التقارير في مجرد الكشف الصحفي. كانت المنشآت معروفة للوكالة الدولية للطاقة الذرية منذ 2008. فقد أعلنت الوكالة آنذاك بأن عندها معلومات عن وجود المنشآت الاخرى، بل قدمت الى سوريا طلبات لزيارة المنشآت. لم ترفض سوريا جميع الطلبات فقط بل نفذت اعمالا ميدانية لاخفاء شهادات مُجرِّمة.
لهذا فان أهمية الابلاغ بوجود المنشآت هي في الأساس في الشعور بعجز الجماعة الدولية عن علاج نشاط ذري مريب. يؤكد التقرير انه بعد سنتين ونصف من تسليم المعلومات للوكالة الدولية للطاقة الذرية، لم تنجح المنظمة حتى في زيارة المنشآت. لا يلاحظ ضعف الجهة المسؤولة عن الرقابة على النشاط الذري للدول الاعضاء في ميثاق منع انتشار السلاح الذري بالفشل في مجال الكشف عن المعلومات فقط بل وفي الأساس في العلاج الاشكالي للشبهات نفسها. لا تنجح الوكالة الدولية للطاقة الذرية في قيادة علاج ناجع لدول يُرتاب بأنها تجري خططا ذرية سرية لأهداف عسكرية.
بعد قصف المفاعل الذري في القِبار، الذي كان في مراحل بناء، وبّخ رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية آنذاك، محمد البرادعي، اسرائيل والولايات المتحدة اللتين لم تنقلا اليه معلومات عندهما عن المشروع الذري في سوريا. وبيّن أنه أراد معلومات لعلاج القضية بوسائل المنظمة المقبولة. وفضلت اسرائيل، التي ادركت انه إزاء العلاج البطيء غير الفعال لايران لا ينبغي توقع علاج أكثر نجاعة لحالة سوريا – فضلت كما يبدو ان تتولى زمام الامور بيديها. سأل كثيرون آنذاك: لماذا عملت اسرائيل في المرحلة المبكرة لبناء المفاعل الذري؟ لماذا لم تنتظر شهادات أوثق؟ وكان التقدير في اسرائيل كما يبدو ان ما لا يُعالج في مرحلة مبكرة فلن يُعالج. واليوم حتى مع وجود رئيس جديد أكثر تصميما هو يوكيا أمانو، فان الوكالة الدولية للطاقة الذرية تتقدم ببطء.
ليس الكشف عن نشاط سوريا مهما فقط للسياق المحدد، بل ايضا لتقدير خصائص نشاط ايران الذري. وتبقى الاسئلة المقلقة في هذه الاثناء بلا جواب. مثل: من دفع الى كوريا الشمالية عن المساعدة على بناء المفاعل الذري في القبار؟ وما هو نوع العلاقة الذرية بين ايران وسوريا وما العلاقة بينهما وبين كوريا الشمالية؟ في شأن الدفع الى كوريا الشمالية، لم توجد أدلة قاطعة تربط ايران بالأمر، لكن التحليل الاستراتيجي يُظهر ايران باعتبارها مشتبها فيها معقولة. كل واحدة من الدول مشكلة في حد ذاتها، لكن العلاقات بين هذه الدول الثلاث يمكن ان تعمل مثل مضاعِفات قوة خطرة.
اذا كان الوضع مقلقا حتى الآن، فانه في شرق اوسط متغير غير مستقر تكثر الأخطار الذرية. فقد قررت مصر مثلا مثل دول كثيرة اخرى في الشرق الاوسط (منها اتحاد الامارات والكويت والاردن) أن توسع برنامجها الذري المدني. لم يُثر البرنامج تحت سلطة مبارك قلقا خاصا. لكن حكومة جديدة في مصر، ربما تكون أكثر ارتيابا بجاراتها، قد تفضي الى تغيير في هذا السياق الى اسوأ. لهذا وفي كل ما يتعلق بالتطورات الذرية فان الوضع مقلق ولا سيما وقيود رقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية معلومة جيدا".
(*) رئيسة مشروع الرقابة على السلاح في معهد ابحاث الامن القومي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
كيف لم نتوقع الثورة
المصدر: "هآرتس ـ ايلي فوده"
" الصحفي البريطاني، جون برادلي نشر في 2008 كتابا بعنوان "في غياهب مصر: بلاد الفراعنة على شفا الثورة". بعد مكوث طويل في الدولة ولقاءات مع مصريين كثيرين فهم بان مواد الاشتعال الداخلي – الفساد، البطالة، كراهية مبارك وابنه جمال، الخصخصة، الاجر المتدني، الفقر، كفيلة بان تنفجر في غضون وقت قصير. وكتب يقول ان مصر شهدت مثابة ثورة في كل ثلاثة عقود (ثورة 1919، انقلاب الضباط في 1952 واضطرابات الخبز في 1977)، وهي ناضجة الان لثورة اخرى. بقدر ما يبدو تبرير الحجة مدحوضا، فقد كان برادلي محقا. الكتاب، بالمناسبة، منع في مصر ولكن بعد انتقاد جماهيري سمح بنشره، حظي بالنشر في صحف المعارضة بل ويحتمل أن يكون أشعل الحريق الشعبي الذي اندلع هناك مؤخرا.
كتاب برادلي يطرح تساؤلا هاما حول القدرة على التنبؤ بالثورات. زعمي هو أن خبراء الاكاديميا، الذين يسمون عندنا "مستشرقين" لا يمكنهم أن تنبأوا بالثورات مسبقا؛ ولكنهم يمكنهم أن يشددوا، اكثر مما درجوا على عمله بشكل عام، على الظروف التي تشكل البنية التحتية للثورة.
عمليا، الثورة تقع عندما تجتمع ثلاثة عناصرها معا: الشرط الاساس، العناصر المشجعة والشرارة. وجود واحدا من هذه العناصر لا يكفي. وعليه، فانه حتى عندما يشير المؤرخ الى الشرط الاساس والعناصر المشجعة التي يمكنها نظريا ان تؤدي الى الثورة، الا انه لا يمكنه ان يخمن ما الذي سيشعلها. 
هذه الشرارة قد لا تشتعل على الاطلاق، او أن تشتعل فقط بعد زمن طويل. وهكذا، مثلا، الاضطرابات في مصر بدأت في 2004، في سلسلة مظاهرات واضرابات. بين 2004 و 2008 وقع في الدولة ما لا يقل عن 1.900 مظاهرة بمشاركة 1.7 مليون عامل. القبضة الحديدية التي استخدمها النظام في قمع هذه الاحداث اثارت غضبا شديدا وتشكلت منظمات احتجاج. الانتقاد للنظام ازداد مع محاولات "تتويج" الابن جمال رئيسا؛ وكثرت التذمرات من اعمال الفساد في النخبة السائدة؛ تعديلات على الدستور قيدت المنافسة على الرئاسة؛ اسعار الغذاء ارتفعت؛ وبالطبع الانتخابات الاخيرة للبرلمان زورت وكادت المعارضة تشطب فيها. 
ولكن الربط بين كل هذه لا يكفي لاشعال الثورة. الهياج يمكنه أن يستمر لسنوات، حسب طبيعة النظام وطرق تصديه للانتقاد. المطلوب هو شرارة قوية بما فيها الكفاية لرص صفوف الجماهير. في حالة مصر، الاحداث في تونس كانت مثل هذا المحفز. 
تفسير آخر للمصاعب في توقع الثورات هو دهاء التاريخ: فهي ليست رؤيا سائدة في مصر بشكل خاص وفي العالم العربي بشكل عام. لا يستجيب أي من النماذج التي طرحها برادلي في كتابه لوصف "ثورة". عمليا، المثقفون العرب يرون في احداث تونس "الثورة العربية الاولى" خلافا، مثلا، للثورات التي وقعت في القرن العشرين في ايران غير العربية، آخرها بالطبع هي ثورة الخميني في 1979. 
مصر اعتبرت دوما كدولة ذات حكم مركزي ومجتمع مطيع، بسبب تعلقها بمياه النيل. المؤرخ والباحث الاسلامي الراحل البروفيسور جبريئيل بار، وصف ذلك بانه "خنوع الفلاح المصري". لا يمكن اعتبار هذا القول نهجا استشراقيا متعاليا، وذلك لان حتى الكاتب المصري الشهير علاء الاسواني نشر مؤخرا مجموعة مقالات تحت عنوان "لماذا لا يثور المصريون؟" يبدو إذن ان لهذا الاعتقاد شركاء حتى بين المصريين.
على نحو مفعم بالمفارقة، فان الاسواني هو الذي نشر في 2002 الرواية واسعة الانتشار "عمارة يعقوبيان"، التي ترسم بشكل رائع مضامين المجتمع المصري التي أدت في نهاية المطاف الى الثورة. وهكذا، فان الالتصاق بدروس التاريخ، المجدي للمؤرخين مرات عديدة، من شأنه ايضا أن يزيغ ابصارهم. 
سبب آخر لفشل التوقع هو التقدير المغلوط لوتيرة الاحداث في التاريخ الراهن. فالمؤرخون يميلون الى تحليل الاحداث حسب وتيرة التطورات التي شهدوها في الماضي. هكذا مثلا، تأثير الثورة الفرنسية، الروسية او الايرانية، كانت متعلقة بمدى تغلغل الافكار والتغييرات في المجتمع المحلي. هذه السياقات كانت بطيئة في الماضي، بسبب قلة وسائل الاتصال والقدرة المتدنية لحراك أدوات التغيير. ولكن ثورة الاتصالات في السنوات الاخيرة، وعلى رأسها الانترنت والشبكات الاجتماعية، سرعت الحراك الفكري وحثت التغييرات التاريخية. في الماضي كان ممكنا توقع التغيير في مدى سنين، اما اليوم فمدة التغيير تقصر جدا: الاحداث في تونس حركة ثورات في دول اخرى في غضون بضعة ايام. واخيرا، يبدو أنه اذا اراد الباحثون ان يفهموا جيدا احاسيس الجمهور، يجدر بهم أن يتبنوا نهج "علم الانسان"، في الخروج الى الميدان ومقابلة الناس في الشارع. احد الاسباب لنجاح برادلي في قراءة الخريطة المصرية هو تعرفه العميق على المزاج العام الذي لم يجد تعبيره في وسائل الاتصال التي تسيطر عليها الدولة. تعويض معين لغياب هذا التعرف يمكن أن نجده في التعرف على الابداعات الثقافية الراهنة – في الادب، في السينما وفي المسرح – والتي يمكنها أن تشير الى وجود انتقاد للنظام ومدى حدته. 
خبراء الاكاديميا مقيدون جدا في قدرتهم على التنبؤ بالثورات. يمكنهم أن يشيروا الى الشروط والى السياقات المشجعة على الثورات، ولكن ليس اكثر من ذلك. نحن سنواصل كوننا متفاجئين".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ  
انطباعات استقرار
المصدر: "هآرتس ـ تسفي برئيل"
" أنقرة – في وصف الخواء السياسي، في حين يُدفن مئات الليبيين، لا تعرف الثورة المصرية أين التوجه القادم، وتونس تُنسى، واليمن شأن للصفحات الداخلية، وتبرز جزيرة استقرار واحدة هي تركيا. صحيح أن الحديث من وجهة نظر اسرائيل عن شاطيء في بحر عاصف لكن عندما يعقد معهد ابحاث تركي مديروه مقربون جدا من رئيس الحكومة التركي، مؤتمرا مع اسرائيليين للفحص عن مستقبل العلاقات بين الدولتين، فمن الحيوي مع كل ذلك أن نفحص هل تُنبت الصخور الجرداء أعشابا.
كان يبدو للحظات في الحقيقة ان الحديث عن مأتم بسبب علاقة غرامية رائعة كانت ولم تعد موجودة، ووجد ايضا من أبعد وتذكر الدولة العثمانية وعلاقتها الممتازة باليهود. لكن تبين رويدا رويدا ان الغضب والقطيعة يتم تقبلهما باعتبارهما وضعا طبيعيا غير مؤثر على نحو خاص. لانه في حين ما تزال اسرائيل معلقة بتصور ان تركيا محتاجة لاسرائيل أكثر من احتياج اسرائيل لتركيا، وفي حين انه يحل محل ألعاب المجد سياسة وفحص عن الأضرار، أصبحت تركيا موجودة في مكان آخر أفضل كثيرا.
بدّلت تركيا تنظيم أعدائها. فاذا كانت هذه الأعداء في التسعينيات هي سوريا وايران والعراق، فان تركيا اليوم تكاد تكون ربة البيت في المنطقة الشرقية من الشرق الاوسط، وحلقة مركزية في محور ايران – العراق – سوريا، ودولة حيوية لتحقيق استراتيجية الولايات المتحدة التي تتمتع بوصول غير محدود الى دول عربية كانت تراها قبل ثلاث سنين دولة مُريبة بسبب علاقتها مع اسرائيل.
"لم يعد لاسرائيل وتركيا أعداء مشتركون، ولهذا أخذت تختفي المصلحة الاستراتيجية المشتركة"، تقول بصدق لا يعرف الرحمة البروفيسورة مليحة التونايشيك من الجامعة التكنولوجية في أنقرة. وبغير أعداء مشتركين وبغير خريطة مصالح مُحدثّة، فان السؤال الذي يطرحه الأتراك أكثر فأكثر على أنفسهم هو ما الذي تُجدي الصداقة مع اسرائيل في الحقيقة.
"لم تعد تركيا مدينة بأي شيء لاسرائيل"، يقول الدكتور سادة لتشينار، مدير معهد الابحاث الاستراتيجية المقرب جدا من رجب طيب اردوغان؛ "اسرائيل دولة معزولة في المنطقة، وكلما كانت أكثر عزلة أصبحت أشد خطرا. انها قد تجر المنطقة كلها الى حرب اذا هاجمت ايران بنفسها على سبيل المثال"، يُقدر قادري بورسال، محلل صحيفة "ميلييت" الذي يعارض سياسة اردوغان.
إن الدبلوماسي أوزدام سانبارك ممثل تركيا في لجنة الامم المتحدة للفحص عن أحداث القافلة البحرية وفي اللجنة الاسرائيلية – التركية التي حاولت التوصل الى حل متفق عليه في مسألة التعويضات والاعتذار الذي تطلبه تركيا من اسرائيل، هو أقل فظاظة لكنه ليس أقل منهم قوة. فهو يشهد بأن "اللجنة قد توصلت الى اتفاق بل إن رئيس حكومة اسرائيل تبنى الحل"، لكن افيغدور ليبرمان رفض ألبتة امكانية ان تعتذر اسرائيل. والخوف الحقيقي لسانبارك، وهو أحد المؤيدين بقوة لاعادة بناء العلاقات بين الدولتين، هو أن يجمد الوضع الحالي باعتباره وضعا طبيعيا بحيث يصبح من غير الممكن تغييره.
ليس السؤال المُلح الآن كيف سيصوغ الامين العام للامم المتحدة تقرير تحقيق قضية القافلة البحرية، أو هل تخرج اسرائيل من ذلك على نحو أفضل أو اسوأ. فان اسرائيل أصلا خرجت محطمة من هذا الشأن. إن الضحايا الأتراك سببوا إزالة الحصار عن غزة في أكثره، وأصبحت اسرائيل دولة شفافة في العالم في أفضل الحالات ودولة غير متوقعة في اسوأها. وقد لا تحتاج غزة قريبا ايضا الى إفضال من اسرائيل اذا قرر المجلس العسكري الذي يُدير مصر فتح معبر رفح.
السؤال الذي هو أهم هو أي شرق اوسط ستضطر اسرائيل الى مجابهته عندما يظل الصديق الوحيد لها هو محمود عباس. انه في الحقيقة رجل لطيف كلامه ليّن، لكن جعبته أصبحت مملوءة بالتأييد الدولي وأخذ تعلقه باسرائيل يتضاءل. ما تزال تركيا لم تذُب فما زلنا نستطيع التمسك بذيل ثوبها واقتراح صداقة مجددة. سيقتضي هذا في الحقيقة اعتذارا ودفع تعويضات، وسيقتضي الاعتراف بالخطأ وبالحماقة، لكننا سنبقى على الأقل مع شريكة استراتيجية. أما الامكانية الاخرى فهي أن نبقى مع الفخامة التي لا تساوي الكثير".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
زعماء الصمت
المصدر: "معاريف ـ يرون ديكل"
" تحدث وزير (الحرب) إيهود باراك هذا الاسبوع لاول مرة عن الهزة التي تعصف بالشرق الاوسط. فقد أغدق الثناء على الزعيم المصري المطاح به مبارك وأعرب تجاهه عن عطفه وأمل الا تنتهي الثورات في الدول العربية بانظمة متطرفة. 
لسبب ما اختار باراك الحديث في ذلك مع مشاهدي CNN يطرح السؤال لماذا في وضع على هذا القدر من التعقيد والتفجر يقدم وزير الدفاع في تقديراته وتحليلاته بالانجليزية وليس بالعبرية؟ فهل يفكر باعطاء الحساب لشعبه حول الوضع؟ لشدة الاسف، يتبين حاليا أن لا. وماذا عن التقرير لناخبيه؟ الاستطلاعات تفيد بانه لم يتبقَ له الكثير من الناخبين. يبدو أن باراك يعتقد انه معفي. 
الان بات واضحا بان على الشرق الاوسط تمر ثورة تاريخية. وهي لا تقل في اهميتها عن سقوط الشيوعية في شرقي اوروبا قبل عشرين سنة. ما يجري حولنا لم يعد منذ زمن بعيد يشبه الهزة الارضية. هذا حراك هائل للصفائح الجوفية. عيون العالم كلها تتطلع الى المنطقة. لشدة الاسف، فان القيادة السياسية والامنية في اسرائيل اكتفت في الاسابيع الاخيرة بردود فعل هزيلة على هذا التسونامي. قد يكونوا يتحدثون ولكن ليس في العمق ولا في المواضيع الهامة حقا. احد منهم لم يسمع هنا بالطبع عن حق الجمهور في المعرفة وفي طرح الاسئلة. 
نظامان عربيان سقطا حتى الان. الثالث، وعلى ما يبدو الرابع، على الطريق. ولكن يتبين أنه في مثل هذه الفترة المحملة بالمصائر ليس هناك من يفكر بان يشرك في رأيه الجمهور ويمنح المقابلات الصحفية. وسائل الاعلام، لشدة الاسف، تسمح لهذا بان يحصل. احد لا يتوقع من الزعماء أن يشركوا زعماء شعبهم في المخططات العملياتية والمعلومات الاستخبارية التي على طاولاتهم، ولكن من واجب القيادة ان تشرك مواطنيها في قرائتها للواقع، في تشخيصها للوضع وفي الجواب الذي تنتجه. جدير في هذه المناسبة الاشارة الى المبادرات التي من السليم اتخاذها او من الجدير منعها. 
مرة اخرى يبدو أننا نعيش في مجتمع ديمقراطي مع وقف التنفيذ. يتبين انه رغم أن وسائل الاعلام لا تمنح الحق في طرح الاسئلة، الا أنها تسمح لذلك بالاستمرار. قادة الدولة يمكنهم من ناحيتها ان يواصلوا صمتهم. 
وها هي بضعة اسئلة ممكنة: كيف تستعد اسرائيل، هذا اذا كانت تستعد على الاطلاق، للشرق الاوسط الجديد؟ هل هناك أحد من بين اصحاب القرار يفعل شيئا غير مشاهدة التلفزيون والدراما التي تطل منها؟ هل هناك خوف على استمرار وجود اتفاقات السلام مع مصر والاردن، وكيف الاستعداد لذلك؟ هل يوجد سبب يدعو الى تجربة مع ذلك المسار الفلسطيني او السوري؟ ولعل هذا بالذات سبب وجيه لانتظار اسابيع او أشهر اخرى وذلك لان "الفهيم في هذا الاوان هو الذي يصمت"؟.
سكوت زعماء الصمت ليس فقط مناهضا للديمقراطية بل انه يطرح تقديرا حزينا في أن ليس لدى اصحاب القرار أي فكرة كيف تستعد اسرائيل. وقد بات هذا مقلقا حقا. رفع التقرير ليس فقط هو في مجال عمل الوزير ميخائيل ايتان. هذا حق اساس للمواطنين في المجتمع الديمقراطي. والاسئلة يجب طرحها حتى عندما لا تكون مريحة. وكذا عندما لا يكون أي شيء واضح واي شيء مستقر. واذا لم تكن هناك اجابات شافية، فسيفهم الشعب بان هناك مشكلة مع القيادة المنتخبة. لا يجب التسليم بوضع يكون فيه في الوقت الذي تتحرك فيه عجلات التاريخ امام ناظرينا، لا يشعر وزير الدفاع ورئيس الوزراء بواجب منح مقابلة صحيفة عميقة، حتى ولا واحدة، لوسائل الاعلام في اسرائيل.
ماذا سيحصل في النهاية؟ الزعماء سيواصلون الصمت اذ ليس لديهم ما يقولوه. وسائل الاعلام، كالمعتاد، ستندم على خطيئتها بحق دورها وعلى عدم ضغطها ومطالبتها بأجوبة واضحة. القيادة تخون قواعد الحكم الديمقراطي. ووسائل الاعلام تسمح لذلك بان يحصل". 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
القذافي والملك ليئور
المصدر: "هآرتس ـ سافي رخلفسكي"
" إن مهانة القانون في مواجهة الحاخام دوف ليئور ذات معان واسعة. فرفض ليئور أن يتم التحقيق معه لتأييده كتاب "نظرية الملك – شرائع قتل الأغيار"، يوجد في هامش القضية فقط.
قبل ثلاثين سنة نشأت المنظمة الارهابية: "المنظمة السرية اليهودية". كان هدف المنظمة قتل العرب. وقد شهد الرئيس المنفذ للمنظمة، مناحيم لفني – الذي أُدين بأعمال قتل قبل ان تعفو عنه السلطة – بأن الروح الحي والمبادر والمصدر للفتاوى والمخطط لاعمال القتل وموجهها كان الحاخام ليئور. الامر صحيح بالنسبة لاعمال القتل التي نفذوها وبالنسبة للضغط على القتلة كي لا يترددوا وليفجروا الحافلات مع ركابها.
بحسب القانون يفترض ان يُسجن من يُرسل قتلة عدة مؤبدات بسبب اعمال القتل مع التنظيم. وبحسب أمر من أعلى لم يُسجن الحاخام ليئور ولم يحاكم ولم يُحقق معه بجدية.
تابع ليئور طريقه. وقد رآه باروخ غولدشتاين حاخامه ومستشاره. بعد المذبحة في الحرم الابراهيمي أفتى ليئور بأن "باروخ غولدشتاين أقدس من جميع قدّيسي المحرقة". وقد كان الروح الحي بحسب الشهادات وراء فتاوى المطارِد والمُسلِّم – التي أفضت الى مقتل اسحق رابين – هو الحاخام ليئور. إن قاتل رئيس الحكومة تردد كثيرا على الخليل ورآه.
ليس ليئور في السجن. فهو يعمل حاخام مدينة، ورئيس محكمة دينية، ورئيس معهد ديني كبير. وليئور هو رئيس لجنة حاخامي يهودا والسامرة. يخضع لسلطته آلاف ويتربى عشرات الآلاف على نظريته، وتدفع اليه اسرائيل كل شهر عشرات الآلاف من الشواقل.
ليس الجنون عرضيا. اختارت السلطة ليئور. تل ابيب حلم. الواقع الذي فُرض على اسرائيل هو ليئور. إن قوة اسرائيل مُستعبدة منذ عشرات السنين للبناء خارج حدودها. وقد أقامت اسرائيل تحت سلطة الملك ليئور عالما اليهود مواطنون فيه والعرب ليسوا كذلك. وهكذا الحال في المناطق وفي القدس ايضا. فاليهودي مواطن وليس جاره العربي كذلك. وإن أكثر طلاب الصفوف الاولى في اسرائيل المُعرفين بأنهم يهود يمضون الى مدارس حريدية ودينية. ويتربى أكثرهم بحسب "نظرية الملك". اليهودي انسان وغير اليهودي ليس انسانا. ووصية "لا تقتل" لا تنطبق على هذا الأخير. وليس هذا تحريضا بل حقيقة. كما أن الكرسي كرسي.
لا توجد ثلاثة امكانات. فإما ان تكون ليئور وإلا فأنت ضده. الحاخامون الذين اختاروه هم ليئور. والحاخامون "المعتدلون" الذين يؤيدون عدم التحقيق معه هم ليئور. ووزير التربية الذي زار مغارة الماكفيلا (الحرم الابراهيمي) مع الارهابي المُجرم لفني هو ليئور. ورئيس الحكومة الذي يستعبد اسرائيل لعالم المستوطنات العنصري هو ليئور. انه رئيس حكومة الملك.
تُرسل اعمال الفظاعة في ليبيا رسالة حادة الى العالم. وهي أن الشعور الوطني موجه للديمقراطية لا لنظام الحكم. فيحل للمواطنين ان يناضلوا سلطة تعسفية وعنصرية. وبعد سبعين سنة من اعمال الفظاعة في اوروبا تُرسل من الشرق الاوسط الرسالة الواضحة عن الضرورة الاخلاقية للتدخل العالمي – من اجل الديمقراطية وحقوق المواطن وفي مواجهة العنصرية والقمع. واسرائيل، بسبب تاريخ المس باليهود، كان يفترض ان تكون رائدة في هذا الطريق. لكن اسرائيل الرسمية اختارت الطريق العكسية والـ"ليئورية".
إزاء ضلال السلطة ينبغي ان يؤيد كل مواطن اسرائيلي وكل مُحب لاسرائيل في العالم من اليهود أو غيرهم، اسرائيل ديمقراطية بحسب اعلان الاستقلال وحدود الاستقلال المسماة حدود 1967. وينبغي ان يُناضَل الكيان العنصري المفروض على اسرائيل. يجب اسقاط هذه الملكية ايضا".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
أمننا الحقيقي
المصدر: "معاريف ـ روتي سيناي"
" في الوقت الذي أعلنت فيه لجنة برئاسة وزير العدل يعقوب نئمان بانها توصي بالامتناع عن التدخل المباشر لتقييد رواتب كبار المسؤولين في الشركات العامة، أعلن العاملون الاجتماعيون عن بدئهم الاضراب لان المالية ترفض رفع اجورهم بمبلغ مناسب. 
جدول الاجور للعاملين الاجتماعيين لم يعدل منذ 16 سنة. بالمقابل فان اجر المدراء في الشركات العامة ارتفع في السنوات الاخيرة بعشرات في المائة، وهو اعلى بـ 30 ضعف عن متوسط اجر العاملين الاجتماعيين. 
تدعي وزارة المالية بان مطالب العاملين الاجتماعيين بخصوص الاجور وقحة. وهي لا تنفي انهم يستحقون علاوة، ولكنها تدعي بان وضعهم ليس فظيعا بهذا القدر. ربعهم بالفعل لا يصلون الى الحد الادنى للاجور، الا ان متوسط الاجر في الفرع هو 10 الاف شيكل. وبالتالي يسعى المسؤول عن الاجور الى التمييز بين العاملين الاجتماعيين الذين يتلقون أجرا متدنيا وبين اولئك الذين بفضل الاقدمية، الوظائف الادارية والعلاوات الخاصة يكسبون جيدا بشكل نسبي. 
لعل موظفو المالية ايضا لا حاجة بهم الى تلقي علاوة ستة في المائة جرى الاتفاق حولها مؤخرا مع الهستدروت؟ لماذا لا يتلقاها فقط اولئك ذوو الاجور المنخفضة جدا، في المالية وفي وزارات اخرى؟ يحتمل ان يكون هذا ما يريده مسؤولو المالية، ولكنهم لا يتجرأون على قوله علنا. اذن لماذا يسمحون لانفسهم بان يطلبوه من العاملين الاجتماعيين؟
لان العاملين الاجتماعيين في أسفل الدرك في سوق العمل. لانهم في غالبيتهم العظمى نساء؟ لانهم يمثلون جمهورا بلا صوت؟ لانه يبدو ان رئيس الهستدروت يفضل استغلال نفوذه لتحصيل علاوة لعاملي الموانىء والمطارات؟
ينبغي الافتراض بان ايا من موظفي المالية لم يتعرض للمنغصات الاجتماعية والفظائع التي يعالجها العاملون الاجتماعيون كل يوم، وحسن ان هكذا. فانهم ما كانوا ليصمدون وعلى أي حال ليس من مهمتهم معالجة شبان معربدين، عجائز عاجزين، نساء مضروبات، مدمنين ورجال يغتصبون طفلات صغيرات من بنات عائلاتهم.
حتى لو استجيبت كل مطالبهم المتعلقة بالاجور، وهو الامر المشكوك فيه، وتنطبق ايضا على الاف العاملين الاجتماعيين الذين يعملون في الجمعيات والشركات الخارجية، لن تصل النفقات على العاملين الاجتماعيين اكثر من 500 مليون شيكل في السنة. وما هي هذه مقابل زيادة 4 مليار شيكل، من فائض الميزانية التي لم تستغل في السنة الماضي، والتي تسعى المالية الى اقرارها للوزارات الحكومية؟
في هذا المبلغ تندرج علاوة 700 مليون شيكل لميزانية الدفاع. واضح جدا بان كلمة "امن" تفتح صندوق الدولة، وذلك عندما لا تكبد وزارة المالية نفسها حتى للاشارة الى وجهة صرف المال، والتي لا تظهر ايضا في ميزانية 2011. لماذا، مثلا، لا يمكن استخدام جزء من المال في صالح العاملين الاجتماعيين؟ ولماذا لا يمكن لهذا الغرض أخذ نسبة طفيفة من فائض جباية 13 مليار شيكل بقي من العام 2010؟
وبشكل عام، ما الذي يحصل هنا؟ المالية وبنك اسرائيل يصران على أن فائض الجباية ليس مخصصا للاستخدام الجاري بل لتقليص الدين الوطني (رغم ان الدين أدنى من المتوسط في منظمة الدول الصناعية (OECD). ولهذا فلم يستخدموا المال ايضا لتمويل تخفيض اسعار المواصلات العامة وتخفيض الضريبة على الوقود وتقرر بدلا من ذلك تقليص 2 في المائة من ميزانيات معظم الوزارات الحكومية. ولكن بينما يرفع وزراء الحكومة اياديهم في صالح التقليص، صادقت لجنة المالية على تحويل 4 مليار شيكل من فائض 2010.
يوجد ما يكفي من المال لعلاوة الاجر للعاملين الاجتماعيين، الكثير من المال. ما ينقص هو الارادة، الاحساس بالعدل والفهم بان كلمة "أمن" لها جوانب عديدة. معالجة مئات الاف المواطنين المصابين بالصدمات بسقوط الصواريخ ليس أقل أهمية من "المعالجة" العسكرية لوسائل اطلاقها". 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ  
القذافي يذبح: أنهاية طاغية؟
المصدر: "اسرائيل اليوم ـ آفي بكار"
" ليس القذافي وحيدا في التاريخ في قسوته. فقسوة القادة وعنفهم على شعوبهم صحبا تاريخ البشرية منذ الأزل. هكذا كان القيصر كليغولا، الذي ذبح الرومانيين بلا حد، وقام بحروب وعاش في بذخ لا حدود له بل انه أوصى مجلس الشيوخ بتعيين حصانه قنصلا، الى ان قُتل في سن الثامنة والعشرين على أيدي حرسه الشخصيين. وفي العصر الحديث، في قلب التنور الاوروبي، انشأ القرن العشرون أدولف هتلر الذي جعل جنون معاداته للسامية نظرية العِرق الأسمى النازية وعبّر عن تساؤله بصوت عال: "لست أرى لماذا لا يستطيع البشر أن يكونوا قُساة كالطبيعة".
يمكن ان نشير في التاريخ اليهودي ايضا الى قادة كانوا مصابين بجنون العظمة ولم ينفروا من القتل بدم بارد. وقد عبّر جنون عظمة هورودوس عن نفسه ايضا بعقدة وسواس المطاردة والقتل الجماعي. إن هورودوس الذي كان ملكا برعاية من الرومانيين، خشي تمردا يهوديا وقضى على جميع أولاد الحشمونائيين وعلى زوجته بل على أبنائه.
في ايامنا ايضا ما زال جهاز بقاء الدولة لم ينضج ليصبح نظاما عالميا من المعايير، وما يزال يسيطر عليه وضع الطبيعة لقانون الغاب. صمت العالم عندما تم تلقي تقارير في نفس وقت ارتكاب فظائع واعمال قتل لملايين في كمبوديا أو رواندا أو السودان. وقد غفر العالم لمعمر القذافي الذي أصبح الجزار من طرابلس، غفر له اعمال ارهاب جماعية واغتيالات، وسكت لاحمدي نجاد عن القمع الدامي لأبناء شعبه وتهديده بالقضاء على دولة اسرائيل. إن العالم المنظم قد حفر لنفسه بيديه قعر بئر حضيضه الاخلاقي: فقد أصبح القانون الدولي بنفاق ورياء وهو الذي يرمي لحماية حقوق الفرد، أصبح جهازا سياسيا لسلب الشرعية (موجها على اسرائيل خاصة)، عندما تم انتخاب ليبيا وايران بأكثرية كبيرة لقيادة مجلس حقوق الانسان ولجنة تقديم مكانة المرأة في الامم المتحدة. والآن ايضا بقي العالم سلبيا إزاء ما يجري في ليبيا وذلك في الأساس لاسباب مصلحية.
في خلال ذلك تبين الجماهير في العالم العربي ان الملك الذي نصبوه عليهم – وهو سلطة فاسدة تستعمل تهديدات متوهمة بعدو خارجي – هو في الحقيقة أكبر تهديد لوجودهم باعتبارهم مجتمعا وأفرادا. والعالم الغربي الذي يغرق هو نفسه في ازمة اقتصادية ويضيع حيويته، نجح في أن يهب للمجتمع العربي تقنية الانترنت لكن يصعب عليه أن يوجه معجزة تمرد الجماهير في الدول العربية.
إزاء عاصفة الباحثين عن الحرية من العرب ما تزال الولايات المتحدة والغرب يتلعثمان بصيغ السلامة السياسية من غير ان يُحذرا من خطر الأسلمة والجهاد. وفي شبكات اجتماعية على الانترنت يتم تنظيم عاصفة هوركان الاخوان المسلمين والجهاد العالمي الذين يدعون الى انشاء الخلافة الاسلامية من جديد فوق ثلاث قارات.
لبعث الحياة من جديد في الرؤيا الكونية لـ "عائلة الشعوب" سيحتاج العالم المنظم برئاسة الولايات المتحدة الى أن يحدد بصراحة هوية عناصر الطغيان والقمع والقتل في الشرق الاوسط من غير أن يتلعثم بالحديث عن عنف وجريمة عابرين مثل "القتل داخل العائلة".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
في اليمن: انهيار مرتقب خطر
المصدر: "اسرائيل اليوم ـ يوئيل جوجانسكي (*)"
" تجابه صنعاء منذ زمن مطامح انفصالية في جنوب الدولة، وتمردا شيعيا بتأييد ايراني شمالها وتجابه القاعدة التي استغل نشطاؤها التضاريس ومشايعة القبائل لزيادة قوة قبضتها في الدولة. إن الدولة العربية الأفقر والأكثر سكانا في شبه الجزيرة العربية هي قنبلة موقوتة متكتكة. وليس السؤال هل سيسقط النظام بل متى. الى جانب زيادة ممكنة لنشاط القاعدة، ستكون الامور تهديدا لا لنظم الحكم في الجزيرة العربية فحسب بل للجماعة الدولية وللولايات المتحدة ايضا.
إن العنف بين القبائل، والجريمة، والقرصنة في البحار، ونسبة شبان غير تناسبية، والجوع والامراض جزء فقط من التحديات التي تواجهها اليمن في الحياة اليومية. انها دولة فاشلة واحدى أخطر الدول الفاشلة. وإن سوءً آخر للوضع قد يفضي الى انحلال الدولة اليمنية والعودة الى العقلية القبلية – بوجود أقاليم منفصلة ذات حكم ذاتي مستقل كالصومال. إن انحلال اليمن قد يهدد ايضا حرية الملاحة في مضيق باب المندب (الذي يمر منه أكثر من ثلاثة ملايين برميل نفط كل يوم)، وأمن أكبر منتجة للنفط في العالم، أي السعودية، التي تقاسمها حدودا طويلة مخترقة في أكثرها.
إن إضعافا آخر لسلطة اجهزة الدولة على ما يجري داخلها يجب ان يقلق من يريدون ايقاف تأثير ايران المتنامي في المنطقة. إن ايران التي جعلت اليمن وساحات فاشلة اخرى هدفا لزيادة تأثيرها، قد تم اتهامها أكثر من مرة بتسليح المتمردين الشيعة التي تحاول صنعاء القضاء عليهم لترسل رسالة الى الانفصاليين في الجنوب بأنها مصممة على النضال من اجل سلامتها، تسلحهم بالوسائل القتالية والمساعدة المادية وتدريب الذراع العسكرية.
إن ايران – كما يمكن ان نرى بمرور سفينتيها الحربيتين من قناة السويس – تريد ان تزيد حضورها البحري في البحر الاحمر (وفي الرد ايضا على النشاط الاسرائيلي لمقاومة تهريب السلاح في المنطقة). لهذا تُقدم تأثيرها السياسي وتؤسس علاقات اقتصادية وعسكرية على نحو يُمكّنها من استغلالها بنشاط معادٍ لاسرائيل. ومن المؤكد ان ضعف السلطة في صنعاء لن يضر بها.
يقتضي الوضع اجراء اصلاح للحكم يتناول القضاء على الفساد، وتعزيز سلطة القانون، وفصل السلطات والرقابة المدنية على اجهزة الأمن وتقديما بطيئا ومن الداخل لمسارات الدمقرطة، وهي اجراءات لا تستطيع اليمن تحملها بغير مساعدة وضغط خارجيين. واذا لم يحدث هذا فقد تنفد بعد خمس سنين احتياطيات النفط. ولن يكون في امكان الحكومة آنذاك أن تزود سكانها الذين قد يضاعفون عددهم في العقد القادم، بالماء.
إن اسقاط النظام الحالي وهو الرباط السياسي الوحيد في الوقت الحالي قد يفضي – حتى بناء مؤسسات دولة تؤدي عملها – الى نضال عنيف بين القبائل، يضاف على مس آخر بالقاعدة الاقليمية ("المعتدلة") التي تؤسسها الولايات المتحدة في السنين الاخيرة وإضرار بمكافحة الارهاب العالمي وهي مكافحة كانت حكومة اليمن مشاركة فيها".
(*) باحث في معهد الامن القومي.
28-شباط-2011

تعليقات الزوار

استبيان