المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


أخبار العدو

المقتطف العبري ليوم الأربعاء: مظليون ثملون.. وثغرات أمنية في قاعدة في الشمال


عناوين الصحف وأخبار وتقارير ومقالات مترجمة من صحافة العدو

"هآرتس":
ـ باراك: موجة الثورات تلزم بدعم عسكري نوعي لاسرائيل 
ـ الجيش الاسرائيلي يعد لاندلاع تظاهرات جماعية في انحاء الضفة. 
ـ نتانيهو يحاول حشد دعم دولي لوجود اسرائيلي دائم في غور الاردن
ـ بفعل الضغط الشعبي الجيش المصري اعتقل رئيس جهاز الامن 
ـ دول الغرب تعمل جاهدة على اعلان منطقة حظر جوي في سماء ليبيا 

"يديعوت احرنوت":
ـ بن اليعزر في غيبوبة مع تنفس اصطناعي
ـ حملة شعبية للافراج عن شاليط 
ـ إضراب الأخصائيين الاجتماعيين متوصال لليوم الرابع. 
ـ تظاهرة قبالة مقر وزارة المالية بمشاركة نحو 4000 شخص. 
ـ نتنياهو: اسرائيل لن تتخلى عن غور الاردن 
ـ الادارة الاميركية تسمح لوزير اسرائيلي بمقابلة جوناثان بولارد 

"معاريف":
ـ رئيس الاركان بيني غانتس يدرس تعيين ايلانا باربيباي رئيسة لشعبة القوة البشرية. 
ـ لجنة النهوض بمكانة المرأة في الكنيست، تناقش الاساءات للمرأة في اسرائيل 
ـ استعدادات لمواجهة العاصفة الثلجية التي تجتاح البلاد مساءا

"اسرائيل اليوم":
ـ لاول مرة: وزير اسرائيل يزور بولارد 
ـ يصلون من اجل بن العيزر 
ـ اذا انتخب غينغريتش لمنصب الرئيس، فانه سينقل السفارة الى القدس 
ـ نتياهو: سنحتفظ بغور الاردن خطا امنيا دفاعيا

أخبار وتقارير ومقالات


عدم التزود بطائرات F35 
المصدر: "هآرتس ـ أنشيل بيبر"
" تدرس المؤسسة الامنية في اسرائيل، في الاسابيع القليلة الماضية، تجميد صفقة الطائرة الحربية الجديدة، من طراز F35 الاميركية، على خلفية الموانع العملية في عملية تطوير الطائرة اسرائيليا، والتي تنتجها شركة لوكهيد مارتين الاميركية.
من المفترض، بحسب بنود البرنامج المقرر، ان يتزود سلاح الجو الاسرائيلي بالدفعة الاولى من الطائرات، 
في منتصف العام 2015, ولكن وفق درجة التطور حاليًا, فإن جزء هام من الطائرات ستكون من البلوك 1 ـ نوع متقدم لا يحتوي على القدرات الإلكترونية, والإتصال والرادارات المتطورة.
طائرة البلوك 3 التي كانت مجهزة بأغلب القدرات المتطورة, ستزود فقط بعد منتصف العام 2016.
وعلى ضوء الموانع, ستغادر في الأسابيع الأخيرة طواقم تابعة لسلاح الجو ووزارة الدفاع الى الولايات المتحدة, للمشاركة في النقاشات بين شركة لوكهيد مارتين, مديرة المشروع في البينتاغون, وسلاح الجو الأميركي.
ويقدرون في سلاح الجو أن يجب "دراسة جدول الأعمال مقابل القدرات"حيث أن هناك مصلحة للجيش الإسرائيلي بالتزود بالطائرات الحربية المتطورة بأسرع ما يمكن, لتعزيز الثغرة التكنولوجية النوعية لإسرائيل أمام دول أخرى في المنطقة وللمساهمة في قوة الردع. الى جانب وجود خشية أن مقابل حوالي 100 مليون دولار للطائرة, يحصل سلاح الجو على منصات لا تحتوي على أي من القدرات المتقدمة المطورة لها".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ  
وزارة المالية تجري مناورة تحاكي حرب شاملة
المصدر: "الاذاعة الاسرائيلية"
" أجرت وزارة المالية اليوم الثلاثاء وللمرة الأولى مناورة طوارئ بمخطط حرب شاملة. وفي إطار المناورة إختبرت الجهوزية الإقتصادية للوزارة في ساعة الطوارئ ووظيفتها في حالة تضرر المنظومات الحيوية في المرفق.
بالمقابل اختبر موضوع إدارة المرفق وتقديم الخدمات للاسرائيليين في الظروف الإستثنائية التي من المتوقع أن تحصل أثناء الحرب. وقد هنأ وزير حماية الجبهة الداخلية متان فلينائي في نهاية المناورة من قام بتنفيذها، وقال أنه منذ سنوات طويلة لم تختبر وزارات الحكومة للتعامل مع سيناريو حرب شاملة".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
ثغرة امنية في قاعدة كبيرة للجيش في الشمال
المصدر: "القناة العاشرة الاسرائيلية"
" كشف القناة العاشرة الاسرائيلية تقصير خطير في حماية قاعدة عسكرية كبيرة في الشمال، يخدم فيها مئات الجنود. وقالت القناة ان جزء من القاعدة يسهل الدخول اليه ومن هناك يمكن ببساطة تامة الدخول الى الجزء المأهول دون أن يلاحظ أحد ذلك، وبحسب مراسل القناة "تجولنا لأكثر من أسبوعين دون إزعاج داخل قاعدة عسكرية كبيرة في الشمال، اللافتات تقول أن المنطقة عسكرية وأن التصوير ممنوع، لكن ساعات مرت ولم يقم أحد بمنعنا من التنقل من جهة الى جهة والتجول دون أي عائق".
وقال المراسل أن تجار الأخشاب يسرقون من القاعدة ما يريدون دون اي صعوبة، بل يسرقون أطنان من الأخشاب والحاويات الخشبية بل وايضا يقطعون الاشجار، مضيفا انه في القسم الشمالي من المعسكر يوجد مخابئ تخزن فيها الذخيرة.. وعلى الأرض لا سياج ولا حراسة".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
غلعاد في القاهرة طالبا الموافقة على زيارة باراك لمصر
المصدر: "معاريف"
" انها المرة الأولى منذ قيام الثورة المصرية وتنحية الرئيس المصري السابق، حسني مبارك, يزور رئيس القسم السياسي ـ الأمني في وزارة الدفاع الاسرائيلية، عاموس غلعاد، القاهرة. ومن المتوقع بحسب المصادر أن يلتقي غلعاد وزير الدفاع المصري, حسين طنطاوي, الذي يترأس أيضًا رئيس المجلس العسكري الأعلى في مصر، الحاكم للبلاد.
يتوقع أن يناقش غلعاد مع طنطاوي ومع مسؤولين مصريين اخرين، مواضيع مختلفة تتعلق بالمحافظة على إتفاق السلام القائم بين إسرائيل ومصر, وايضا الحصول على موافقة من القاهرة لزيارة ينوي وزير (الحرب) الاسرائيلي، ايهود باراك، اجرائها قريبا الى مصر".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مظليون ثملون في موقع عسكري
المصدر: "يديعوت أحرونوت"
" حُكِم على خمسة جنود من لواء المظليين على حدود قطاع غزة، بالسجن داخل الموقع العسكري لمدة 20 يوما، بعد ضبطوا وهم يشربون الكحول وثملين، والمقاتلون الذين يخدمون في إحدى أقدم السرايا المتقدمة التابعة لأحدى كتائب لواء المظليين, عثر عليهم قائدهم أول من أمس وبحوزتهم الزجاجات , وهذا ما يخالف التعليمات العسكرية. تم إستجوابهم بالأمس وارسالهم إلى السجن ولم يتضح بعد إذا كان الجنود سيعودون للخدمة العسكرية كمقاتلين في الكتيبة أوفي جبهة القتال بعد إنهاء فترة العقوبة. 
وكان الجيش قد اعلن في الآونة الأخيرة عن حرب ضد تعاطي الكحول, وفي سياقها خرجت الشرطة العسكرية بشكل متخف إلى الأماكن التي يتواجد فيها جنود يقودون وهم سكارى". 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الميزانية الامنية الى ارتفاع كبير
المصدر: "الاذاعة الاسرائيلية"
" أعلن مصدر سياسي اسرائيلي بارز أن الميزانية الأمنية للجيش الاسرائيلي، سترتفع بشكل ملموس في إطار ميزانية الدولة المقبلة، بناء على التطورات الأخيرة في العالم العربي، والتهديدات المتزايدة على إسرائيل, خاصة في حال عدم التوصل إلى إتفاق سلام (مع الفلسطينيين).
وأضاف المصدر نفسه بأن النسبة الكبيرة من النفقات ستكون من أجل تطوير وتحديث الأسلحة,، موضحا أنه يجب على إسرائيل إعطاء الرد الملائم للتهديدات الصاروخية والتكنولوجية الجديدة بالإضافة إلى احتمال انتشار قوات أخرى في المنطقة , وخلص المصدر الى أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، وكل مسؤولي الاجهزة الامنية والجيش الاسرائيلي، في انشغال تام في هذه الايام، للانتهاء من دراسة الموضوع في سرعة تامة".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ  
اسرائيل في طريقها لتصبح قوّة مستقلّة
المصدر: "موقع NFC ـ يوفال برندشتتار"
" يرفع إعلان شركة "نوبل" التي قاعدتها في تكساس، مع شريكتها الإسرائيلية، وظروف اكتشاف حقل للغاز الطبيعي في أعماق البحر على الساحل الشمالي لإسرائيل، يرفع بصورة مفاجئة جداً، الدولة إلى الاتحاد الأكبر لمزودي الطاقة. فبحسب تقديرات تستند إلى المعهد الجيولوجي الأمريكي، يبلغ احتياطي الغاز الطبيعي في خزاني "لفيتان" و"تمار" القريب منه حوالي 800 مليار مترا مكعبا، في حين أن التكهن لكل شرق البحر الأبيض المتوسط هو ما يزيد عن تريليون متر مكعب من الغاز الذي من المفترض أن يتم إنتاجه تجارياً. والتقدير المنطقي، الذي يستند على تجربة متراكمة في خزانات من هذا النوع، هو أن احتياطي الغاز لدى إسرائيل يزيد عن 1.6 تريليون متر مكعب، كاحتياطي الغاز في ليبيا ومصر. وبذلك تكون إسرائيل قد وضعت على لائحة الدول الـ 25 الكبرى في هذا المجال. السؤال_ كيف ستتمكن إسرائيل تحقيق هذا الاحتياطي اقتصادياً.
وتعتبر موارد الغاز الطبيعي الموجودة لدى إسرائيل أكثر من الحاجة المحلية، الراهنة والمتوقعة. كذلك إذا كان إنتاجها الكهربائي (حوالي 70 مليار كيلوواط_ساعة بالسنة) سيحول للاستخدام بالغاز الطبيعي، فما زالت إسرائيل تتوقع أنها لن تحتاج إلى أكثر من 17 مليار متر مكعب من الغاز في السنة. حتّى لو كانت ستزود كل أسطول آلياتها، فإن إسرائيل ستتمكن من تصدير 53 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي في السنة خلال سنوات عديدة، عندما يكون الهدف الأكثر منطقية للتصدير هو أوروبا. 
تستورد أوروبا حوالي 350 مليار من الغاز في العام، وتتدفق إليها حوالي 85 % من الكمية في أنابيب، والباقي يأتي كغاز مكثّف سائل. ويتوقع في السنوات العشرين القادمة زيادة في الاستهلاك تصل إلى 50 % تقريباً، إضافة إلى أن الـ 10 % القادمة من إسرائيل سيتم استيعابها بدون صعوبة في السوق الأوروبي، وبالأسعار الحالية ـ سيدخل إلى إسرائيل وإلى شركات شركائها ستة مليار دولار في السنة. وتسمح هذه الأسعار بزيادة الموازنة القومية السنوية بـ 7 %.
يبدو للوهلة الأولى، أن بإمكان إسرائيل تصدير الكنز الطبيعي بواسطة أنبوب يمر عبر لبنان سوريا تركيا، حيث يرتبط بالأنبوب الذي يزود أوروبا عبر بلغاريا واليونان. لكن هناك شك ما إذا كانت إسرائيل مهتمة المجازفة بإنتاج غازها عبر جيرانها في الشرق الأوسط.
وهناك إمكانية أخرى وهي نقل الغاز بأنبوب تحت البحر. فقبل حوالي ستة أشهر زار رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو إلى أثينا، وبحسب التقارير فقد اقترح تركيب أنبوب غاز من عمليات التنقيب عن النفط الإسرائيلية حتى اليونان. ويدور الحديث حول خزان جديد_ أنبوب الغاز الأعمق في العالم الذي يصل إلى عمق 2000 م وتجتاز السلسلة الشرقية للبحر المتوسط. ومع افتراض أن مخرجه سيكون في أثينا، فإن الحديث يدور حول أنبوب بطول 1040 كلم، وإذا كان في شمال اليونان، فسيتم تطويله بزيادة 200 كلم. 
مع بداية إنتاج الغاز الكثيف، من المتوقع لإسرائيل عائد يبلغ مليار دولار في السنة، ومع إتمام منشآت إسالة الغاز- 5 مليار دولار في السنة. يعتبر إنجاز حقول النفط الإسرائيلية ذو أهمية كبرى بالنسبة إلى قبرص واليابان. حيث تتوقف قبرص عن حاجتها إلى الوقود السائل الباهظ الثمن والملوث لتأمين الكهرباء، وهي لا تكون توفر عليها فقط الكلفة الكبيرة لمنشآت تبخير الغاز السائل، إنما تؤمّن ربحا جيدا لهذه الإنتاجية. كذلك اليابان تشعر بالرضا من تأمين الكهرباء من الغاز، بدلا من الوقود السائل في الجزر البعيدة، وحتى أنها تقطع قسيمة بحوالي 100 مليون دولار في السنة من العائدات الجمركية على شحن الغاز عن طريق مؤسسة النقل القومي. إن التعاون القريب بين اليابان وإسرائيل سيحظى بمباركة من الولايات المتحدة، وهو يساعد اليابان على تخطي الأزمة الاقتصادية ـ الاجتماعية المنغمسة فيها".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
باراك: سنطلب من الولايات المتحدة عشرين مليار دولار آخر..
المصدر: "هآرتس ـ عاموس هرئيل"
" قال ايهود باراك أمس ان "اسرائيل" تأمل بان تتلقى من الولايات المتحدة مساعدة أمنية اضافية، بحجم نحو 20 مليار دولار، في ضوء التطورات الاخيرة في العالم العربي. وادعى باراك في مقابلة مع "وول ستريت جورنال" بان "المساعدات العسكرية الامريكية النوعية لاسرائيل تصبح أكثر جوهرية بالنسبة لنا وانا أومن بان بالنسبة اليكم أيضا (الامريكيين. يحتمل أن يكون من الاكثر حكمة استثمار 20 مليار دولار آخر لرفع مستوى أمن اسرائيل في الجيل القادم".
واضاف وزير (الحرب) بان اسرائيل قوية "يمكنها أن تكون عامل استقرار في المنطقة المرشحة للاضطرابات". وربط المساعدات الامريكية، بشكل غير مباشر، بخطوات سياسية من جانب اسرائيل واعترف بان رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، يتعين عليه أن يعرض قريبا "عرضا شجاعا" في قناة المفاوضات مع الفلسطينيين. وفي مقابلة مع صوت اسرائيل قال باراك ان "الكثير من المحافل في العالم تشخص اسرائيل بانها الديمقراطية الوحيدة في المنطقة، وانها جزيرة استقرار، ولكن واضح أنه يجب أيضا رفع مستوى أمننا للجيل القادم". 
وشدد باراك على الحاجة الى خطوات سياسية وحذر من أن الثورات في العالم العربي، الى جانب نية الفلسطينيين الاعلان عن دولة مستقلة في الخريف القادم، من شأنها أن تؤدي الى "استمرار الانزلاق السلس الذي يؤدي بشكل شبه حتمي الى عزلة اسرائيل".
ولم يفصل وزير الدفاع في المقابلات أي منظومات سلاح تسعى الان اسرائيل للحصول عليها من الامريكيين. وبدت أقواله كصيغة جديدة وموسعة لاقتراح بحث بين ادارة باراك اوباما وحكومة بنيامين نتنياهو في تشرين الثاني من العام الماضي عندما اقترح الرئيس الامريكي رزمة بادرات طيبة لاسرائيل مقابل تمديد فترة تجميد البناء في المستوطنات. ولم يتوصل الطرفان الى اتفاق على العرض الذي تضمن ضمن امور اخرى نية امريكية بتزويد سرب طائرات قتالية ثان من طرام اف 35 بقيمة مقدرة تبلغ نحو 3 مليار دولار. 
يبدو أن النية هذه المرة، الى جانب المزيد من الطائرات القتالية، هي نحو توريد متنوع لمنظومات سلاح من أنواع مختلفة، التزود ببعضها يفحص الان على أي حال في اطار بلورة الخطة متعددة السنين للجيش الاسرائيلي. 
وتتلقى اسرائيل اليوم من الولايات المتحدة مساعدات أمنية سنوية بمبلغ نحو 3 مليار دولار. 
ليست هذه هي المرة الاولى التي يطرح فيها باراك اقتراحات كهذه على الامريكيين. ففي كانون الاول 1999، قبيل محادثات شبردستاون على اتفاق السلام مع سوريا (والتي فشلت في النهاية)، طلب رئيس الوزراء في حينه باراك من الامريكيين رزمة مساعدات أمنية بقيمة مقدرة بمبلغ 17 مليار دولار. وقد توقف البحث في ذلك بعد وقف المفاوضات الاسرائيلية – السورية.
ولكن اذا كانت اسرائيل توقعت في الماضي مساعدات أمنية موسعة كتعويض عن انسحاب بالاتفاق، يزيد المخاطرة الامنية المحتملة، فهذه المرة تتحدث اسرائيل عن خطوات سياسية غير متبلورة ـ لا تصل الى اتفاق سلام شامل، وتبرز اساسا المخاطرة التي في الوضع الاقليمي الجديد. الاحتمالات لتجسد الرزمة التي ألمح باراك بها لا تبدو عالية في هذه المرحلة سواء على خلفية انعدام الثقة الاساسية لدى ادارة اوباما بنتنياهو أم بسبب الوضع الاقتصادي في الولايات المتحدة. وقال باراك ذلك على خلفية المرحلة الاخيرة من بلورة الخطة متعددة السنين للاعوام 2012 – 2016. بعد بضعة اسابيع سيعقد رئيس الاركان الجديد، الفريق بني غانتس ورشة عمل لهيئة الاركان لاستكمال الخطة. وبالتوازي، تجرى مناقشات في محافل سياسية، بينها المجلس الوزاري واللجنة الوزارية لشؤون التسلح، في شراء منظومات متطورة. هذه هي المسائل الاساسية التي على جدول الاعمال: 
ـ سلاح الجو: اسرائيل والولايات المتحدة اتفقتا العام الماضي على توريد سرب واحد من طائرات اف 35، من اموال المساعدات الامريكية. وتأخيرات مختلفة في خطة الانتاج ستؤدي الى ان تصل الطائرات الاولى الى اسرائيل في نهاية 2015 او بداية 2016، بعد أكثر من السنة من الموعد الذي جرى الحديث فيه بداية. لا يزال القرار اذا كان ينبغي التزود بسرب او سربين آخرين، منوط اساسا باستعداد الولايات المتحدة للتمويل. 
كما من المتوقع هذه السنة قرار بشأن شراء طائرات تدريب حديثة للطيارين القتاليين. وتتنافس على الصفقة منتجتا طائرات من كوريا الجنوبية ومن ايطاليا. وبالتوازي تتسع بالتدريج منظومة الطائرات غير المأهولة. 
ـ سلاح البحرية: يتعين على اسرائيل ان تقرر قريبا اذا كانت ستشتري غواصة دولفين اضافية من المانيا، هي السادسة. في السنوات القريبة القادمة ستتلقى اسرائيل غواصتين يجري انتاجهما الان في المانيا. والتردد هو مالي اساسا. الى جانب ذلك، من المتوقع قرار اذا كانت اسرائيل ستشتري بارجتي صواريخ جديدتين. تجري دراسة امكانية شراء بارجتين من طراز ساعر 5 ب تنتج في حوض السفن الاسرائيلي. يدور الحديث عن اجراء باهض الثمن ومركب، ولا سيما لانه سيكون مطلوبا بناء خط انتاج جديد في حوض السفن. 
ـ الذراع البري. مؤخرا أقر التزود بمئات انصاف المجنزرات المحصنة لسلاح المشاة من طراز "نمر". كما تقرر استمرار انتاج سنوي، بحجم محدود، لدبابات ميركافا علامة 4. وقريبا، سيتخذ قرار في مسألة منظومات التحصين ضد الصواريخ لدبابات ميركافا ونمر: "سترة ريح" من انتاج رفائيل أم خليط من "سترة ريح" و "سهم تشجيع" من انتاج الصناعات العسكرية.
ويتعين على الجيش الاسرائيلي ان يقرر ايضا اذا كان سيطبق معيار بموجبه كل آلية محصنة جديدة تزود بمنظومة تحصين كهذه. حتى اليوم، لم يقرر الجيش اذا كان سيشتري منظومة صواريخ متطورة للبر، وهي مسألة موضع خلاف حاد في صفوفه.
ـ منظومات اعتراض الصواريخ: ستتم دراسة استمرار التزود بثلاث منظومات، تكمل منظومة اعتراض متعددة الطبقات: "قبة حديدية" و "عصا سحرية" من انتاج رفائيل (لاعتراض الصواريخ على المدى القصير والمتوسط على التوالي) و"حيتس 3" للصناعات الجوية بالتعاون مع امريكا. القرارات الاساسية سبق أن اتخذت، ولكن هذا البند ايضا منوط بقدر الاستعداد الامريكي لتوفير الميزانية المالية حيث أن حجم التزود الحالي بعيد برأي الخبراء عن الاستجابة للاحتياجات. 
ـ الاستخبارات والتكنولوجيا: اسرائيل تستثمر في العقد الاخير مبالغ طائلة في منظومات استخبارية وتكنولوجية متطورة، معظمها سرية. في الخطط السنوية توجد ايضا نية لتوسيع التسلح في هذا المجال ايضا".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد الثورات: الجيش الاسرائيلي يستعد للمظاهرات الجماهيرية في الضفة..
المصدر: "هآرتس – آنشل بابر"
" يتابعون في قيادة المنطقة الوسطى وفرقة يهودا والسامرة في الاسابيع الاخيرة عن كثب ما يجري في الدول العربية والشرق الاوسط ويحدثون الخطط للتصدي لانتفاضة شعبية غير عنيفة في المناطق الفلسطينية. ويقول أحد الضباط في الفرقة ان "الاحداث الاخيرة في الشرق الاوسط أحدثت عندنا تغييرا هاما. هذا ليس في الخلفية. واضح أنه يوجد سلوك أثر دومينو وواقع كهذا يمكن ان يلتقينا". 
في فرقة يهودا والسامرة واعون منذ زمن بعيد للعامل المدني في كل سيناريو مستقبلي في الضفة. قبل نحو سنة فقط اعدوا خطة شاملة للتصدي لوضع من المظاهرات المدنية الواسعة النطاق وغير العنيفة. وهذه الايام، تجتاز الخطة تغييرات في ضوء الثورات الشعبية في مصر وفي تونس. 
بين الدروس التي تستخلص الان في الجيش الاسرائيلي توجد الحاجة الى تنفيذ تقويمات ليس فقط على اساس المعلومات الاستخبارية العادية، التي تعتمد على نوايا وخطط المنظمات الفلسطينية، بل وأيضا على اساس ما يجري في الطبقات الاجتماعية الاخرى، ولا سيما الرسائل التي تنقل عبر الانترنت في المواقع الاجتماعية مثل الفيس بوك. في الجيش يشددون على أنه اذا ما جرت مظاهرات كبرى لالاف المواطنين، فلن يحاولوا منعها طالما لا تحاول هذه الدخول الى المستوطنات. ويقول ضابط في الفرقة ان "حدثا كهذا سيكون عنيفا. في مثل هذا الوضع نحن سنتصرف كجيش مع درجات ضبط نفس جد متشددة – بما في ذلك أخذ مخاطر ذات معنى. كي نجعل الوضع زائدا لا داعي له". 
في أوساط كبار الضباط، ممن خدموا ويخدمون في يهودا والسامرة، يسود منذ زمن ما الاحساس بانه لا يوجد رد ناجع على وضع من الانتفاضة الشعبية في السلطة الفلسطينية. ضابط كبير يخدم اليوم في قاطع يهودا والسامرة قال قبل بضعة اسابيع انه "ليس لنا ما نفعله اذا ما حصل هنا ما حصل في تونس". 
ومع ذلك، فان التقدير هو ان احتمالات ان تكون مثل هذه الانتفاضة غير عنيفة – طفيفة. ويقول ضابط كبير ان "من الصعب التصديق بانه في وضع انتفاضة، لا تكون هناك منظمات تركب على الموجة وتحاول المس بالجيش الاسرائيلي وعليه فان هذا لن يكون وضعا مشابها لمصر". ويقول ضابط كبير آخر يخدم في القاطع منذ زمن بعيد في الاونة الاخيرة انه "في هذه اللحظة نحن لا نلاحظ مستوى احتكاك كهذا. فالسكان هنا لا يزالون تعبين من سنوات الانتفاضة الثانية". 
في السنتين الاخيرتين أصبح التنسيق الامني بين الجيش الاسرائيلي وأجهزة امن السلطة الفلسطينية مدماكا هاما في مفهوم الدفاع في ارجاء الضفة. في الجيش الاسرائيلي يفهمون، مع ذلك، بانه في وضع الانتفاضة الشعبية لن يكون ممكنا الاعتماد على أجهزة السلطة ويحاولون ايضا ايجاد سبل حوار اخرى مع القيادة المدنية المحلية. 
امكانية الانتفاضة الشعبية غير العنيفة تحتل مكانا اكثر بروزا في "الانباء الحيوية" – المواضيع المركزية التي ينبغي جمع المعلومات الاستخبارية عنها. "في السنة الاخيرة، قبل الاحداث في مصر وتونس جعلنا الربط بين الامور وقررنا ما ينبغي أن يكون في الفرقة حتى مستوى مخزون الوسائل لتفريق المظاهرات واعداد البنية التحتية التي تمنع احداث من هذا النوع"، يقول ضابط في الفرقة.
اضافة الى تحديث الخطط، يستعدون في فرقة يهودا والسامرة الى التأثير على وعي الضباط والقادة في الميدان كي يعملوا بشكل عاقل اذا ما اضطروا الى التصدي فجأة لالاف المتظاهرين غير العنيفين. ومن أجل نقل التعليمات الى الميدان تجرى مناقشات واقرارات للخطط مع قادة الالوية، وكذا استعراضات وورشات العمل لقادة الكتائب والسرايا التي تنفذ العمل الميداني في الضفة". 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نتنياهو: لن نترك غور الاردن..
المصدر: "يديعوت أحرونوت – ايتمار آيخنر"
" أجرى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو جولة في غور الاردن وسرب جزءا من خطته السياسية المتبلورة: تواجد اسرائيلي في الغور حتى بعد اتفاق سلام مستقبلي. وقال نتنياهو ان "حدودنا الامنية هي هنا، في الاردن. وخط دفاعنا هنا. اذا كان هذا الخط فالتا، فمعنى الامر انه سيكون ممكنا جلب مخربين وصواريخ ومقذوفات صاروخية وادخالهم الى كل الدولة". 
وزار رئيس الوزراء الغور، سمع استعراضات امنية وأكل العديد من تمور مجهول التي هي فخر زراعة الغور و60 في المائة من تصدير التمور الاسرائيلية الى العالم. في ذكرى يوم المرأة العالمي التقى نتنياهو بالمراقبات، بمقاتلات حرس الحدود وبمجندات سلاح المشاة اللواتي يخدمن في القاطع. وصرح قائلا انه "لا بديل عن خط الدفاع الذي يقدمه الجيش الاسرائيلي. وعليه، ففي كل تسوية مستقبلية يجب أن يبقى الجيش الاسرائيلي هنا، منتشرا على طول نهر الاردن. هذه بوليصة تأمين دولة اسرائيل.  اذا كان هذا الشيء صحيحا قبل الهزة الكبرى التي تلم بالشرق الاوسط والمنطقة بأسرها – فهو صحيح باضعاف اليوم". 
ويشدد نتنياهو في الاونة الاخيرة جهوده لاقناع قادة الغرب بالحاجة للحفاظ على تواجد اسرائيلي في الغور – حتى بعد التوقيع على اتفاق سلام مستقبلي. ويبقي نتنياهو كما يلوح، مسألة السيادة على غور الاردن مفتوحة للمفاوضات مع الفلسطينيين. في محادثات مع زعماء أجانب أيضا قال رئيس الوزراء انه "اذا لم تحافظ اسرائيل على تواجد عسكري في الغور وعلى طول نهر الاردن، فان الحدود الشرقية لاسرائيل ستكون سائبة، و "شاحنة صواريخ يمكنها ان تسافر بحرية من طهران الى بيتح تكفا". 
وتعقيبا على تصريحات نتنياهو في الغور صرح امس سلام فياض رئيس الوزراء الفلسطيني انه لا حل غير اقامة دولة فلسطينية في حدود 67 و "لا دولة فلسطينية بدون غور الاردن". 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ  
نتنياهو يركض نحو الشقة
المصدر: "هآرتس"
" يوجد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في ضائقة سياسية. في أعقاب التأييد سجلت قفزة لحظية واحدة، في ظهوره الاعلامي في اثناء الحريق في الكرمل. نتنياهو يبحث عن استعادة هذه اللحظة ويطور اسطورة "السوبرتانكر"، الطائرة الكبرى التي شاركت في اطفاء الحريق، رغم ان طيارين اسرائيليين في طائرات خفيفة وتغيير اتجاه الريح ساهموا في الاطفاء اكثر. الـ "السوبرتانكر" يفترض أن تكون شقيقة طائرة النقل العسكري هيركوليس، رمز عملية عنتيبة. 
أول أمس نقل نتنياهو "السوبرتانكر" الى النقص في الشقق في متناول يد الازواج الشابة. وبينما يحث الاقتراحات لمعالجة ذلك في الكنيست، قرر نتنياهو تجاوز مبادرته هو كي يتخذ صورة المخلص الاعلى للمواطنين. بيبي – رجل الاطفاء أصبح بيبي ـ البناء. 
خطته لقصف البيروقراطية بـ "السوبرتانكر" هي خطة تذر الرماد في العيون. في لجان التخطيط والبناء استكمل منذ الان اقرار اقامة عشرات الاف وحدات السكن. التأخيرات تسببها مشاكل في الترخيص، يمكن حلها بسرعة وبموافقة محافل التخطيط والبيئة، أو اعتبارات المقاولين بشأن توقيت البناء. 
اقرار عاجل للخطط معناه اقامة مناطق بناء على نحو منقطع عن البنى التحتية الحيوية للمواصلات ومعالجة النفايا، في ظل خطر الاضرار بالمناطق المفتوحة القليلة المتبقية في منطقة الوسط. تعويل نتنياهو على البناء للهجرة من روسيا في التسعينيات غريب. في حينه لحقت اضرار جسيمة بالبيئة وبالتخطيط المديني. يمكن التخمين كيف سيرد الزوجان نتنياهو لو أنه امام شقتهما في القدس او فيلتهما في قيساريا كان سينشأ فجأة مبنى منفلت العقال، دون مراعاة الموظفين والجيران. 
الـ 18 شهرا التي وضعها نتنياهو لاجل تحقيق خطته يفترض أن تمنحه ثقة سياسية. اذا كانت في غضون سنة ونصف انتخابات، فسيكون بوسعه أن يدعي بان الميل ايجابي وانه لا يزال مبكرا اجمال النتائج. الجانب الايجابي في خطة نتنياهو يكمن في كشفه عن انه يمكن العمل بسرعة وبحزم لتحقيق هدف هام. ولكن لسبب ما لا يزال نتنياهو لم يطبق هذا التطلع على المجال السياسي، ولا على واجبه القانوني في اخلاء البؤر الاستيطانية. لعله يعتقد ببراءة بان الهدم اصعب من البناء". 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المستوطنات شرعية أكثر وأقل
المصدر: "يديعوت أحرونوت – يوعز هندل"
" في الايام التي يعاد فيه تصميم العالم العربي، في اسرائيل يبدأ مرة اخرى نقاش نظري عن مستقبل التسوية مع الفلسطينيين. مبادرة النقاش، هذه المرة ايضا، مصدرها الاسرة الدولية، ولا سيما الادارة الامريكية. 
عمليا، عند الحديث عن الشرق الاوسط لا يكون لدى اوباما الكثير من الخيارات. فالتغييرات المتواترة في المنطقة، عصر الثورات التي بدأ لتوه، تترك اسرائيل في المكان المتوقع الوحيد. دولة يمكن التعامل معها والمعرفة بيقين من يتلقى الرسالة في الطرف الاخر وكم من الوقت سيبقى في الحكم. 
النقاش نظري فقط، كون الفلسطينيين – ولا يهم كم متقدمة قيادتهم – غير قادرين اليوم ايضا على التوقيع على أي شيء، دون صلة بالورقة التي تعرض عليهم. هكذا هو الحال، فتقاليدهم لا يمكن لاي منظمة يسارية مع دعاية مكثفة ان تغيرها. 
رغم هذه المقدمة، ففي نهاية اليوم معنى النقاش الجاري الان هو ان نتنياهو سيضطر للخروج في خطة جديدة. الخطة رقم الف وواحد. في اللعبة المعروفة: بعد الضغط يأتي الخطاب، وبعد هذا الصور والمبعوثين، حتى النهاية الفارغة. 
ظاهرا يدور الحديث عن وضع كلاسيكي لمؤيدي الاستيطان: ثرثرة دون جدوى، لا تغير الواقع حقا. غير أنها عمليا جمدت على حالها الافكار والتمترسات في مواقع الدفاع التي لا تسمح بتحسين ما هو لازم وحيوي. 
ومثل هذه توجد في كل مكان آخر. هكذا، مثلا، السكوت في موضوع الاستيطان على الاراضي الخاصة. قبل نحو عقد ارتكبت اخطاء جسيمة في بعض الاماكن في يهودا والسامرة. فقد اتسعت المستوطوات نحو الاراضي الخاصة، وبني عليها بيوت اصبحت حقائق ناجزة. في وقت لاحق البسوا هذا ايديولوجيا – أرض بلاد اسرائيل لليهود وباقي الشعارات المعروفة. غير أن عمليا بناء بيت على ارض خاصة هو سرقة. 
بالضبط مثلما لا يمكن الاستيطان على ارض بلاد اسرائيل خاصة في منطقة فارغة في قرية شمرياهو، هكذا من غير المنطقي السيطرة على ارض خاصة قرب نابلس. في هذه القصة وان كانت ايضا حالات شخصية ينبغي معالجته بحساسية – مثلما في جفعات هيوفيل، ولكن هذه قابلة للحل من خلال تعويض مالي. كقاعدة، يجب اصلاح واخلاء هذه الاراضي ليس من قبل الدولة، بل من قبل السلطات المحلية. هذا واجبها، وليس لهذا أي صلة بالجدال السياسي. 
في ذات النفس، فان التمترس الفكري يؤدي ايضا الى المس بالكتل الاستيطانية. فكرة ان كل المنطقة لنا وان كل المستوطنات متساوية هي فكرة جميلة وجيدة ولكنها غير ذات صلة. على الكتل الاستيطانية يوجد اجماع واسع – هناك ينبغي البناء بشكل مكثف وخلق شرعية. اما على الباقي فيمكن الجدال ومن يريد فليخض معركة حفريات ضد اليسار. 
وملاحظة نهاية اخرى: توجد في اسرائيل مجموعة من رجال الاعلان، المخرجين والمحامين، كلهم سلسو اللسان، يحاولون هذه الايام اقامة حزب لليسار الوطني. برنامجهم السياسي يقوم على تعابير مهنية. 
حاليا، يبدو ان الاستيطان في يهودا والسامرة هو حجر الرحى لديهم. الناطقون بلسانهم يعربون عن النفور من "المستوطنين" ولكنهم يذكرون كتعويض بانهم مع الكتل الاستيطانية. 
مثلما يدعون تمثيل روح جديدة وحقيقة كان يمكن أن نتوقع منهم قبل الانتخابات على الاقل ان يشجعوا الحكومة على البناء في ارئيل وغوش عصيون. والخروج في عطاءات، والتنمية على نحو كبير وذلك للايضاح اين ينبغي برأيهم وأين يحظر.
 ولكنهم منشغلون اكثر مما ينبغي بالتشهير. افعال وقرارات – بقدر أقل. من يعول عليهم كبديل للانتخابات القادمة – كعامل معتدل وموفق – لا ينبغي أن يطور لديه توقعات اكبر مما ينبغي. اما من مجلس "يشع" للمستوطنين، بالمقابل، فمتوقع أكثر".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
على ماذا يُحاربون؟
المصدر: "هآرتس ـ أمير أورن"
العقيد أورن أفمان هو قائد أكبر لواء في الجيش الاسرائيلي وهو لواء "كفير" التابع لمنطقة المركز – فيه آلاف كثيرة من الجنود، أكثر من سلاح البحرية كله، في ست كتائب. احداها "حرّوف" أو "دوخيبات"، ستصبح في السنة القريبة كتيبة دورية، مع تطوير مكانة "كفير" الى لواء مشاة ممتاز.
قبل ان يحدث هذا قد تجد كتائب "كفير" وقوات اخرى نفسها في مواجهة صعبة مع الفلسطينيين في الضفة، في كل لحظة ولا سيما في نهاية آب أو بداية ايلول. وخلفية ذلك انه يسبق المباحثات في الامم المتحدة في انشاء دولة فلسطينية بتأييد دولي واسع. ستُدفع اسرائيل الى الدفاع في جبهتين – الجبهة السياسية في نيويورك، والأمنية من شمالي السامرة مرورا بالقدس الى جنوب يهودا.
لا يوجد على السطح علامة واضحة على التصادم الذي أخذ يقترب. يسود هدوء مضلل ينبع من نجاح الجيش الاسرائيلي و"الشباك" في احباط العمليات ومن نشاط جاد لاجهزة أمن السلطة. بيد أن عدم وجود العلامات الشاهدة لا يمكن أن يدل على ما لن يحدث. إن التطورات ليست متتابعة في خط؛ فهي أشبه بشد نابض ينتهي الى أن يتحرر بمرة واحدة.
في الاسبوع الماضي خرج أفمان وقائد كتيبة "دوخيبات" من اللواء من قاعدة الكتيبة في بيت ايل لعمل مراقبة على مفترق يهودا والسامرة في الجوار. كان قائد الكتيبة راز شريغ في "دوخيبات" قبل عقد ايضا، إذ كان قائدا شابا ويتذكر جيدا التحول السريع في يوم نشوب أحداث الشغب في المناطق. ففي وقت ما في الصباح، سافر في هدوء مع سيارات فلسطينية في المفترق؛ وفي لحظة اخرى في الظهر توقى هناك مع جنوده رصاص القناصة الذين اختبأوا بين مئات المتظاهرين؛ وفي لحظة ثالثة استُصرخ الى المكان تعزيز مدرعات سُمي التل الصخري بسببه "تل الدبابة".
يعلم شريغ كم يمكن ان يكون الانتقال من جو النمو الاقتصادي ووقف اطلاق النار الى التصادم العنيف حادا وفوريا؛ وسبق أفمان وتعلم هذه العبرة في لبنان، حيث كان آخر قائد للبوفور. برغم الاعداد لاجلاء الجيش الاسرائيلي عن المنطقة الأمنية بل ومن اجل تحديد أجل معلن لاتمامه، كان الانهيار مفاجئا، في سلسلة الأحداث التي بدأت بمسيرة شعبية أفضت الى انهيار جيش لبنان الجنوبي واستغلال حزب الله للانجاز.
إن محمود عباس وسلام فياض، واذا لم يكونا هما فالشبان المجهولين (الى هذا الوقت) في الميدان الذين سيدفعون التمرد الى الأمام ويقودون التحدي القادم لاسرائيل، سيُغريهم أكثر أن يسلكوا هذا السلوك بعد نصف سنة. فهذه روح العصر وروح المنطقة، وفي عملية تؤلف بين النار والمناورة سيكون هذا هو الاجراء المستعمِل للقوة الذي سيساعد على العصف السياسي في الامم المتحدة حتى بغير اطلاق رصاصة واحدة من قبلهم: تكفي مظاهرات شعبية ومسيرات جماعية وتحرشات آلاف وعشرات الآلاف إزاء عدسات تصوير العالم. ولن يخافوا وهم متشجعون بنموذج الدول العربية في الاشهر الاخيرة من المساس بالعطف العالمي عليهم. فهذا على أجنحة غولدستون و"مرمرة" سيكبر  ويمنع الجيش الاسرائيلي من استعمال سلاحه في نجوع. وبهذا سيتحقق الحلم العربي القديم وهو الاستعانة بالتدخل الاجنبي للمضاءلة من تفوق اسرائيل العسكري.
هزم الجيش الاسرائيلي الارهاب الفلسطيني لكنه مرت منذ ذلك الحين خمس سنين أو ست وترعرع شبان لم يُجربوا على جلودهم عملية "السور الواقي" ومشتقاتها. وقد ضعف أثر القوة. في فترة مشابهة انتقلت مصر من هزيمة الايام الستة الى مبادرة يوم الغفران.
مع خروج الفلسطينيين ليفرضوا على اسرائيل اعترافا بدولة اتفق العالم بل أكثر الاسرائيليين على حدودها، فلأي هدف ستُرسل الحكومة الجيش لمحاربتهم؟ من اجل ماذا ولماذا سيُلقى على الجيش الاسرائيلي أمر الصد بثمن دامٍ من بنيامين نتنياهو واهود باراك ونظرائهما، وبينهم من يدعون بأنفسهم الى انشاء دولة كهذه إن لم يكن بهذه الوسائل ايضا؟ كيف سيتم تعليل الأوامر العسكرية بالقتل ومهام تقول انه يحسن الموت من اجل ارضنا لكن لا من اجل دولتنا؟ هل بالخوف من المستوطنين والجناح اليميني من الليكود؟.
إن ما جربه في سنة 2000 العقيد أفمان في لبنان والمقدم شريغ في الضفة استوعبه هناك وهناك ايضا قائدهما بيني غانتس الذي اختبر أمس بزيارة مفاجئة قاعدة تدريب "كفير". فوق رئيس الاركان غانتس حكومة ضلّت الطريق. ومن تحته – جيش يُعرض لخطر ازمة ثقة شديدة. من واجبه أن ينذر الآن وبشدة من معركة لا حاجة اليها فاشلة، من الضروري منعها بمبادرة سياسية".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
الثورة تتحرك قُدماً
المصدر: "هآرتس ـ ايلي فوده"
" تحدث الأحداث في الشرق الاوسط العربي في وقت واحد في عدد من المراكز ليست بينها صلة في ظاهر الأمر: تونس ومصر وليبيا والبحرين وعُمان والاردن والعراق والجزائر. ويُسأل سؤال ما هو القاسم المشترك بين الأحداث في هذه الدول ولماذا لا تقع في دول عربية اخرى.
التفسير الاول جغرافي. يبدو انه ليس من الصدفة ان نصيب الأسد من الثورات قد تم في تلك المنطقة الجغرافية – شمال افريقيا. إن ثورة تطرق حدود دولة مجاورة "أخطر" من ثورة بعيدة. وفي هذا السياق يُثار تساؤل كيف نجحت المغرب في الهرب حتى الآن. الجواب الجزئي عن ذلك يمكن ان يكون حقيقة انه يحكم هذه الدولة الأسرة المالكة التي تتمتع بشرعية نسبية بسبب صلتها بعائلة النبي، وأن الملك خطا خطوات ليبرالية ما في السنين الاخيرة.
يتعلق التفسير الثاني بتكوين السكان. إن المجتمع في الحقيقة في شمال افريقيا (وفي ضمن ذلك مصر) متجانس جدا (عرب من أهل السنّة) لكنه في البحرين وفي الاردن والعراق وعُمان توجد توترات على خلفية دينية وقومية. يعيش في دول الخليج سكان شيعة تحت حكم أقلية سنيّة (البحرين)، أو تحت حكم طائفة الإباضية الخارجية في الاسلام (عُمان)، وأكثر السكان في الاردن فلسطينيون؛ وتوجد في العراق أقلية سنية محبطة (زيادة على الاكراد في الشمال).
يُثار في هذا السياق بطبيعة الامر سؤال كيف يتم الحفاظ على الاستقرار في سوريا، التي تحكمها أقلية علوية، ثمة من لا يرونها جزءا من الأمة المسلمة ألبتة. والجواب عن ذلك كامن في التفسير الثالث وهو رد نظام الحكم. فقد رد النظام في سوريا في الماضي بشدة على الاحتجاج والمعارضة: والمثال الذي يتم تذكره أكثر من غيره هو ذبح ثلاثين ألفا من مؤيدي الاخوان المسلمين في مدينة حماة في 1982. فالسوريون يخافون تحدي النظام.
اجل، إن رد نظم الحكم العنيف في الجزائر والبحرين وعُمان – ولن نتحدث عن ايران – مكّنها حتى الآن من تجاوز العاصفة بسلام. وليبيا هي المثال الوحيد حيث لم ينجح رد النظام الشديد في قمع المتظاهرين. ويكمن سبب ذلك في حقيقة أن جيشها غير ناجع ووقع انقسام في صفوفه مكّن منطقة بنغازي من الانفصال عن العاصمة طرابلس. لم تضطر نظم حكم اخرى – وبخاصة في دول النفط الثرية – في هذه الاثناء الى استعمال القوة لأن مالها يُمكّنها من شراء صمت الجماهير.
إن المجتمعات في الدول العربية التي لم تجر عليها حتى الآن ثورة تنتظر الآن أن ترى كيف ستنتهي الثورات في مصر وليبيا وتونس. إن الاستقرار في واحدة من هذه الدول والتحول الى نظام ديمقراطي سيؤثران قبل كل شيء، بحسب "القانون" المناطقي، في الدول المجاورة لكنهما سينتقلان من هناك قُدما. ثمة أهمية كبيرة على نحو خاص للتطورات في مصر. إن القاهرة، بسبب مركزيتها في العالم العربي – لا طرابلس أو تونس – هي ورقة الاختبار التي سيُفحص بحسبها عن مبلغ نجاح الثورات العربية.
تعود مصر اذا لتصبح "مكة" العالم العربي كما كانت في سنوات الناصرية. إن استمرار الأثر هناك – إقالة حكومة احمد شفيق وتعيين حكومة جديدة لا تؤيد النظام القديم – شهادة على أن الثورة تواصل التحرك الى الأمام.
يتابع مواطنو الدول العربية في ترقب ما يجري في مصر آملين أن تفضي التغييرات هناك الى تغييرات ايضا في بلادهم إما باجراء ثوري من أسفل وإما باصلاحات ذات شأن تأتي من أعلى".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
الفرق بين الفلسطينيين والباسكيين
المصدر: "هآرتس ـ يوني إشفار"
" يسهل الغاء مقالة يسرائيل هرئيل ("من يخاف قانون الشفافية"، 24/2)، حيث يتهم منظمات حقوق الانسان بأنها "باعت أرواحها من اجل تقديم مصالح حكومات اجنبية"، لانها انقضاض متناقض. يزعم هرئيل ان المنظمات الأكثر شفافية في المجتمع المدني الاسرائيلي تخاف من الشفافية، لأن هذه الشفافية قد تكشف عما لم تحاول قط إخفاءه – وهو أن جزءا كبيرا من تمويلها يأتي من صناديق عامة اوروبية.
لكنه من وراء اللغة التي تشعر بالمطاردة والمتحمسة، التي تُعبر عن المزاج العام الذي يسيطر على الكنيست والحكومة، يكمن سؤال يقلق أناسا نزيهين ايضا ويستحق النقاش الجدي وهو: هل النشاط العام الذي تنفق عليه جزئيا حكومات اجنبية يضعضع سيادة الدولة ويمس بالديمقراطية؟.
في كل دولة حساسية من تدخل دول اخرى في شؤونها الداخلية. وقد جرى التعبير عن هذه الحساسية تعبيرا معياريا في العلاقات الدولية بمبدأ عدم التدخل ومؤداه أن تدخل دولة بسياسة دولة اخرى مس بسيادة هذه الأخيرة. وقد جرى تحديث قواعد التدخل باعتبار ذلك درسا من صعود الفاشية في اوروبا وأحداث الحرب العالمية الثانية بحيث لم يعد المس بطوائف السكان الضعيفة كالأقليات ومعارضي نظام الحكم والمدنيين تحت احتلال عسكري، يحظى بحصانة باعتباره "شأنا داخليا" بل انه يُسوغ بل يضطر الى تدخل دولي.
إن التدخل على هيئة ضغط عسكري واقتصادي يُحسن في احيان نادرة الوضع، ولهذا تبحث الدول عن وسائل تدخل "أكثر ليونة" تشتمل ايضا على تأييد عناصر محلية تعمل في حماية طوائف السكان القابلة للمس بها. إن التفاهم الدولي الذي وقعت عليه اسرائيل ايضا هو أن الحفاظ على حقوق الانسان مصلحة مشتركة بين الانسانية عامة. ثم مكان لانتقاد شكل تطبيق هذا التفاهم احيانا، لكنه يصعب، ولا سيما عندما يكون الحديث عن يهودي، الاعتماد على قدسية عدم التدخل.
إن زعم ان الصراع الاسرائيلي الفلسطيني مسألة داخلية اسرائيلية هو جذر الخطأ أو تضليل هرئيل. بل انه يبالغ ويقارن الوضع هنا بنضال الاسكتلنديين والباسكيين من اجل الاستقلال في اوروبا، ويزعم وبحق ان بريطانيا واسبانيا كانتا تغضبان لو أن دولة اجنبية عملت داخلهما من اجل الدفع قُدما بهذا النضال. بيد أنه يوجد بين الحالة الاسرائيلية الفلسطينية وبين تلك الحالتين عدد من الفروق الجوهرية.
أولا، الاسكتلنديون والباسكيون هم مواطنون في بريطانيا وفرنسا واسبانيا، وباعتبارهم كذلك تُفتح أمامهم امكانات ديمقراطية لتحقيق أهدافهم (وهذا الذي يجعل أكثرهم يبغضون النضال العنيف). وثانيا، لا يُعلم باخلال شديد ساحق بحقوق الانسان لهذه الأقليات الانفصالية. وثالثا، وفي حالات نضال أعنف كما في ايرلندة الشمالية، فان الدولة الحاكمة لا تمنع اعادة بناء الأنقاض، وإطعام السكان، والخدمات الصحية والتربوية وانشاء جهاز صحة في الحد الأدنى، وتُلقي عبء ذلك على "كيانات سياسية اجنبية"، كما تفعل اسرائيل في المناطق ولا سيما منذ اتفاقات اوسلو.
إن اسرائيل باعتبارها لا ترى نفسها مسؤولة عن مصير السكان الذين ما تزال تسيطر عليهم عسكريا – تُخل بسيادتها هي نفسها، لأن السيادة الكاملة تقتضي تحمل مسؤولية كاملة.
يشعر اسرائيليون كثيرون أن خطاب حقوق الانسان أصبح أداة لوصم غير متناسب لاسرائيل في العالم وقاعدة للتعبير عن كراهيتها. فالتحدي الذي يواجه منظمات حقوق الانسان الاسرائيلية اذا هو التذكير بأن احترام حقوق الانسان، والدفاع عن الأبرياء والمحافظة على طهارة السلاح ليست مصلحة معادية لاسرائيل اجنبية، بل هي قيم راسخة في قوانين دولة اسرائيل، وفي الشيفرة الاخلاقية لجيشها، وفي التراث اليهودي والتراث الصهيوني، وليس فيها ما يناقض الحق في الدفاع عن النفس.
إن تقليص الجدل السياسي، من اليمين ومن اليسار في مسألة مصادر تمويل المنظمات والجمعيات هو الآن تهديد أكبر للخطاب الديمقراطي في اسرائيل من تبرعات حكومات اوروبية، وأرباب ثروة امريكيين وكنائس انجليكانية معا. يجب علينا جميعا ان نعود ونصرف عنايتنا الى انتقاد موضوعي وتنافس صحي بين الأفكار".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
يُفخّمون شأن السعودية
المصدر: "معاريف ـ أيلي أفيدار"
" هل توشك أحجار الدومينو العربية التي تسقط واحدا بعد آخر أن تمس بأكبر ذخر استراتيجي للغرب؟ سيحبس قادة واقتصاديون في أنحاء العالم أنفاسهم في يوم الجمعة القريب – وهو الأجل المسمى لحملة الفيس بوك التي تدعو سكان السعودية الى الخروج لـ "يوم غضبهم".
ظهرت بشائر انتفاضة في السعودية قُبيل نهاية شباط، لكنها لم تنجح في حشد زخم. ومن جهة اخرى ترفض موجة الاضطرابات في العالم العربي أن تخفت، وقد تابعوا في الاسابيع الأخيرة في قصر الملك السعودي عبد الله في قلق المظاهرات الشيعية في البحرين التي تهدد نظام الحكم السني في الدولة. اذا وقعت أحداث مشابهة في السعودية – وهي أكبر مصدرة للنفط في العالم – فان تأثيراتها قد تتجاوز كل ما رأينا في الاشهر الاخيرة. سيصعب على الأقلية الشيعية في السعودية جدا أن تسقط نظام الملك عبد الله، لكنها قادرة على انشاء عدم استقرار، وجعل المملكة تحصر عنايتها في نفسها وفي مصالحها، وأن تكون عنايتها بالدور الحيوي الذي تلعبه في الاقتصاد العالمي أقل.
منذ عقد كانت واحدة من أبرز الجبهات في الصراع بين الاسلام المتطرف وحلفاء الغرب تتصل بسوق النفط. منذ القفزة الكبيرة لاسعار النفط في مطلع القرن الواحد والعشرين تحاول فنزويلا وايران استعمال أسعار النفط للمس بالاقتصاد الغربي. بل إن رئيس ايران نبّه مازحا الى أن سعر 100 دولار للبرميل يعني بيع سائل ثمين بثمن رخيص.
في ايلول 2000 وصل أمير قطر مبعوثا من الامريكيين الى فنزويلا بقصد كف جماح تصريحات تشافيز المتعلقة بأسعار النفط ليؤثر هو بدوره في ايران ايضا. وكانت الشائعة التي انتشرت في قطر في تلك الايام أن الزيارة التي خُطط لأن تستمر ثلاثة ايام، انتهت في ساعات معدودة، بعد أن أهان تشافيز الحاكم القطري بل أسماه عميلا امريكيا.
السعودية هي الثقل المعادل لتشافيز واحمدي نجاد. والسعودية، بخلاف دول اخرى، قادرة على زيادة انتاج النفط العالمي والحفاظ بذلك على ثمن منخفض. هذا ما فعله السعوديون في فترة حرب الخليج الثانية وهذا ما يفعلونه الآن: فمع نشوب الازمة في ليبيا أعلنت السعودية بأنها ستزيد الانتاج ليصبح تسعة ملايين برميل كل يوم.
إن تهديدا شيعيا في الداخل، بالهام من ايران، قد يُغير قوانين اللعبة. قد أعلن الملك عبد الله بأنه سينفق 37 مليار دولار على شعبه لتهدئة النفوس في الدولة، وتصاعد الاضطرابات سيجعل هذا المبلغ يكبر أكثر.
إن حقيقة ان الولايات المتحدة لم تدعم سائر نظم الحكم المعتدلة في الشرق الاوسط في الشهرين الأخيرين ستعزز فقط شعور ملك السعودية بأنه متعلق بنفسه فقط، وقد تجعله يتخلى عن اهتمامه باستقرار أسعار النفط. فهذه ستتأثر الآن بالمصالح السعودية الداخلية، لا بحلف الملك مع الغرب. وقد تكون النتيجة المباشرة ارتفاعا حادا آخر لسعر البرميل يُسبب جعل الانهيار المصرفي في نهاية 2008 يبدو مثل نزهة في متنزه.
على هذه الخلفية يحسن أن نفهم تصريحات الامريكيين الاخيرة وفحواها انهم سيكتفون باصلاحات في الدول العربية، حتى وإن لم تستجب لمطالب المتظاهرين بالديمقراطية كاملة. اذا كان يوجد شيء لا يستطيع رئيس امريكي أن يسمح به لنفسه فهو إضاعة السعودية".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
كارثة لم يُخطط لها
المصدر: "معاريف ـ ألون مروم"
" ارتفعت أسعار الاغذية في العالم ارتفاعا حادا في الاشهر الاخيرة وجلبت الخراب والدمار على فقراء العالم ومُنتفضي الشرق الاوسط. ما الذي أدى الى الكارثة العالمية؟ ومن الذي جعل الأسعار تقفز؟ يزعم خبراء مناخ ان السنة هي سنة "النينيو" وأن السخونة العالمية المعروفة هي التي أضرت بالمحاصيل. ويوجه خبراء اقتصاد خاصة أصابعهم الى محافظ البنك الامريكي، والى المال الرخيص الذي يوزعه على المصرفيين، والى استعمالهم لهذا المال في المضاربات. ويشير آخرون الى انتعاش مفاجيء للطلبات بعد الركود الشديد الذي بدأ في 2008. سيحكم التاريخ، لكن يبدو أن سببا أعلى واحدا يربط بين جميع الامكانات ألا وهو الطريقة الاقتصادية.
على حسب معطيات البنك الدولي، قفزت أسعار الغذاء بـ 15 في المائة في الاشهر الثلاثة التي سبقت نشوب الاضطرابات في تونس، وبـ 30 في المائة على الأقل طوال السنة السابقة. إن ارتفاع الأسعار أدخل 44 مليونا من البائسين الجدد في دائرة الفقر المفرط. في هذه الايام حقا يموتون جوعا بالآلاف، ومن يبقى يتوقع أن يمرض لانه لا يتغذى كما ينبغي. انضم 24 مليونا ايضا الى سكان العالم الذين يؤجرون أقل من دولار وربع دولار في اليوم، لكن القائمة لا تشتمل عليهم لانهم يُنتجون غذاءهم بأنفسهم. ولا يُبلغون عن ذلك في "رويترز" كل صباح وظهر ومساء. هل يوجد ثمة نفط؟ من ذا يهمه؟.
في كل سنة تُحرق عدة مليارات من براميل النفط وتُثخن غطاء دفيئة العالم. يسخن البحر، ويتبخر الماء ويُغرق حقول القمح في استراليا. كذلك أُبيد القمح الروسي بدرجات الحرارة القصوى التي قيست في الصيف الماضي في دول كثيرة. وهكذا نشأ جزء من النقص الذي أفضى الى ارتفاع الأسعار. ونشأ نقص آخر من استعمال مدعوم لحقول زرع نباتات تحل محل النفط. لكن أليست سخونة العالم مؤامرة من طيبي النفوس اليساريين؟ لماذا تتدخل الحكومة أصلا في حق امتلاك حارقي النفط، أو باليد الخفية التي تهتم بالمساواة بين عرض القمح وطلب الخبز؟.
يؤمن بن برنانكي بنثر الأوراق النقدية من المروحيات بل انه حصل من اجل ذلك على لقب دكتور. يُسمون هذا بلغة مغسولة "توسيعا كميّا"، ويبدو هذا أقل تهديدا وأقل فهما بالنسبة لجمهور المصوتين. وهذا في واقع الأمر خفض صناعي للفائدة أي تخفيف كلفة القروض لجهات مالية. وثمة للاجراء العبقري الذي يُحدث النمو من العدم ثلاث نتائج اخرى: 1ـ زيادة الفوائض المالية لشراء القوارب. 2ـ سحق قيمة الدولار وبعقب ذلك سحق أجور الأجراء ورفع أسعار السلع في العالم كله. 3ـ استعمال القروض لاستثمار المضاربة وارتفاع آخر لأسعار السلع بعقب ذلك. من الذي أوجد الطريقة التي يطبقها برنانكي؟ من إن لم يكن نبيّ الليبرالية الجديدة، ملتون فريدمان.
مع عدم وجود أي تدخل حكومي ضابط تصبح الاسواق مهتزة من سنة الى اخرى. ويزداد الركود عمقا، ويقفز فجأة ليصبح فقاعة تنفجر بمرة واحدة. كذلك أُلغي تنظيم الاتجار بين الدول الذي تم حول معيار الذهب منذ زمن. ومن الذي أوصى أول رئيس ليبرالي جديد بالغائه؟ نعم كان تخمينكم صحيحا – انه ملتون فريدمان. وهكذا انخفضت أسعار الغذاء والنفط في 2008 وهكذا ارتفعت في 2010.
إن تيارات الماء الساخن في المحيط الهاديء، مرورا بشارع وول ستريت الذي تغرقه الشهوة، الى ما حول قصور ليبيا النازفة حتى مسجدي مكة والمدينة، لا سمح الله، يمر فيها خيط ثان هو الليبرالية الجديدة. إن الطريقة التي تدعو الى اضعاف الحكومة الضابطة أفضت الى كارثة لم يُخطط لها قط. لا حاجة الى تحريك الرقاص الى الطرف الثاني، الى كارثة شيوعية مُخطط لها. من الآمن والأعدل والأجدى والأسكن اللقاء في المركز السليم، أي في الاشتراكية الديمقراطية".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
الخليج و"الغضب العربي" 
المصدر: "نظرة عليا ـ يوئيل جوجنسكي"
" رغم الظروف المختلفة في دول الخليج العربية – السعودية، الكويت، البحرين، قطر، اتحاد الامارات وعُمان – كان التقدير حتى الان بانها "محصنة" بقدر كبير من احتجاج بحجم واسع. وذلك في ضوء المداخيل العالية من النفط والغاز في الدول موضع الحديث وتوزيع قسم من هذا الثراء على المواطنين في شكل دعم حكومي واسع للمنتجات والخدمات. ومع ذلك، فالخوف من ان تعصف بها الهزات ايضا، كلما تعاظم "الغضب العربي"، ليس عديم الاساس وان كان بسبب حقيقة أن بعض من "مواد الاشتعال"، ضمن امور اخرى كون الانظمة هي انظمة حكم مطلق وتقمع حقوق الانسان، توجد ايضا في الخليج وبسبب الدينامية الخاصة وقدرة "العدوى" العالية للاحتجاج الذي يبدو بعيدا عن الخبو. 
الحكام في الخليج استعدوا لاستقبال احتجاج محتمل بعدة اشكال: بينما بعض منهم "استجاب" لمطالب الجماهير واتخذ سلسلة من التغييرات السياسية، "تكتيكية" في اساسها، فان آخرين شددوا على الاصلاحات الاقتصادية، على أمل ان يكون فيها ما يقطع كل تنظيم في مهده. في نظر الحكام فان اتخاذ "خطوات وقائية" كهذه كفيل بان ينزع فتيل كل احتجاج محتمل ولكنه يدل اكثر من أي شيء آخر على ضائقتهم وخوفهم على استقرار انظمتهم ومن شأنها ان تزيد "شهية" الجماهير. خطوة اخرى، دارجة هي ايضا في مثل هذه الاحداث: توجيه اصبع الاتهام للتدخل الاجنبي (الاسم المستعار لايران) في تشجيع الاضطرابات. 
خطوات تفصيلية للانظمة المختلفة تضمنت: التضامن مع كفاح الجماهير العربية؛ اجراء تغييرات في تشكيلة الحكومات (البحرين وعُمان)، رفع الاجور في القطاع الخاص (عُمان) والحكومي (السعودية)؛ تحرير سجناء شيعة (العربية السعودية والبحرين)؛ زيادة وسائل الحراسة حول التجمعات الشيعية ومنشآت النفط (السعودية)؛ زيادة الرقابة على الانترنت؛ اعتقال متظاهرين وتشديد الرقابة على رجال الدين الشيعة (السعودية والكويت)؛ اجراء اعتقالات وقائية (السعودية واتحاد الامارات) وتشديد الرقابة على دخول المواطنين الاجانب، ولا سيما العرب، الى نطاق الدولة (الكويت).
حتى الان كانت الاحداث في البحرين هي الابرز. فقد أدت المظاهرات في الجيب البحري الصغير للبحرين الى الخوف من عدم صمود نظام الاقلية السنية بل واحتمال انتقال (Spillover) الاحتجاج، ذي الطابع الطائفي الواضح، الى دول اخرى في الخليج. رغم ان الاحتجاج الشيعي ضد اسرة آل خليفة يتواصل بشدة متغيرة على نحو متواتر منذ الثورة الاسلامية في ايران، فانه في الاسابيع الاخيرة، اذا كان ممكنا محاكمة الامور حسب حجم الاحتجاج، فان الحديث يدور عن احدى ذرى هذا الاحتجاج. 
مخزونات النفط في البحرين هزلت وليس لها عمق استراتيجي وقوة عسكرية ذات مغزى. اهميتها الاستراتيجية تنبع بالتالي من موقعها في وسط الخليج والذي يسمح لها بان تكون مدماكا مركزيا في السياسة الامريكية تجاه ايران، في نشاطها في افغانستان وفي العراق والحاجة الى حماية نقليات النفط من الخارج. محاولة ملك البحرين احتواء الاحتجاج من خلال الشروع في مسيرة سياسية، ليس فقط لم تلقى الاستجابة من الشيعة لوقف احتجاجهم العنيف بل جعلته اكثر تواترا وحدة مع الزمن. وحتى لو كانت الاصلاحات التي انتهجها الملك بعيدة الاثر بشكل نسبي مقارنة مع العالم العربي، فان صلاحياته بالنسبة لعموم منظومة السلطة، بما في ذلك البرلمان، بقيت غير محدودة. 
الاحداث في البحرين ذات مغزى ايضا بسبب ما لها من آثار على استقرار الدولة المصدرة الاكبر في العالم للنفط، السعودية، "الاخت الكبرى" في الغرب. تلك التي بعثت في التسعينيات بقوات عسكرية للحفاظ على حكم اسرة آل خليفة ولمنع انتشار الاحتجاج اليها، حسب عدة تقارير ليس معروفا مدى دقتها فانها تفعل ذلك مرة اخرى وان كان "في ظل خفيض". الشيعة الذين تبلغ نسبتهم حسب التقديرات 10 – 15 في المائة من السكان في السعودية، يتجمعون في المنطقة الغنية بالنفط ولبعضهم علاقات مع السكان الشيعة في البحرين رغم أنهم ليسوا من طينة واحدة بل وبعضهم لا يرى في ايران نموذجا يحتذى، الا انهم كفيلون في ضوء الاحداث في البحرين ان يشعروا بثقة اكبر في كفاحهم طويل السنين ضد المؤسسة الوهابية.
وقد هرع الملك عبدالله من سرير مرضه في المغرب وعاد ليدير شؤون المملكة. ولعل هذا دليل على خطورة الاحداث، ولكنه لعله ايضا دليل على صراعات الخلافة خلف الكواليس وعدم ثقته بقدرة سلطان، ولي العهد، على ادارة الشؤون في غيابه. حتى الان، ساعدت المداخيل من النفط عبدالله على استثمار المليارات في التعليم وفي البنى التحتية ومكافحة المعارضة للنظام حتى الابادة، ولا سيما من جهة القاعدة. ومع ذلك فان الملك الذي يتمتع بدعم المؤسسة الدينية والذي يسيطر جيدا على قوات الامن – دليل استقرار نظامه – لم يؤطر الاصلاحات، التي تبناها بعد عمليات 11 ايلول وفي اعقاب ضغط ادارة بوش. وهكذا مثلا، فان كل انتقاد يوجه للمذهب الديني الوهابي والاسرة المالكة بقي مثابة المحظور. 
في اندلاع لـ "السخاء" نشر عبدالله سلسلة مراسيم بكلفة اجمالية تبلغ 36 مليار دولار ترمي ضمن امور اخرى الى المساعدة في ايجاد حلول للسكن، تشجيع العمل للشباب (30 في المائة من الشباب تحت سن الثلاثين عاطلون عن العمل) وتوسيع شبكة الضمان الاجتماعي. حتى الان لم تترافق هذه الخطوات وخطوات سياسية الزامية، وذلك رغم الدعوة المتصاعدة لمكافحة الفساد، فصل السلطات، انتخاب "مجلس الشورى" منح مزيد من الحقوق للنساء وانتقال تدريجي للملكية الدستورية. تحد اضافي سيكون مشاركة المواطنين، ولا سيما الشباب من تحت سن الثلاثين ممن يشكلون 60 في المائة من السكان، في سوق العمل على حساب 9 مليون عامل اجنبي في محاولة لتقليص حجوم البطالة. 
رؤساء الدول في الخليج حذروا من سقوط البحرين ومن تدخل "دول في المنطقة" في شؤونها. وبالفعل تحاول ايران منذ بدء الاحتجاج عرضه كانجاز لها. حتى وان كانت هي نفسها كفيلة بان تكون هدفا فان الاحداث هي لحظة مناسبة بالنسبة لها: فرصة لاضعاف الجبهة السنية "المعتدلة" ونسب اليها انجازات الجماهير (بدعوى انهم كفيلون بان يحاكوا انجازات الثورة الاسلامية. وبالفعل، فان دول الخليج تخشى من ميل ميزان القوى الاقليمي الى صالح ايران، حين يهتز اصدقاؤها في "المعسكر المعتدل" والتهديدات على أمنها تتعاظم مع انهيار النظام القديم حوها. 
على المستوى الدولي، فان الغرب، الذي اثبت مرة اخرى كم هو موقفه يستند الى استمرار الوصول الحر الى المقدرات الطبيعية في المنطقة، يأمل ويقدر بان يبقى الحكام وينجون من العاصفة التي تعصف بهم. ومع ذلك، فان ثقة هؤلاء الحكام بالولايات المتحدة اهتزم في اعقاب الاحداث – في نظرهم، الامريكيون من شأنهم في المستقبل ان يهجروهم مثلما هجروا حليفا واضحا مثل مبارك.
النخب في الخليج مزودة بادوات جيدة، نسبيا، للتصدي لموجة الاحتجاج، ولكنها ستجد صعوبة في عمل ذلك على مدى الزمن: مع استمرار الهزات في العالم العربي، لن يكون مفر من زيادة وتيرة الاصلاحات، الى اكثر من مجرد التغييرات التجميلية. والامر صحيح على نحو خاص بالنسبة لتلك الدول، مثل البحرين، التي لا تتمتع بمداخيل عالية من النفط وذات نسيج طائفي حساس.
رغم وجه الشبه السياسي، الثقافي واللغوي – فان الظروف الديمغرافية، الطائفية، الاقتصادية والجغرافية السياسية تختلف من دولة الى اخرى الامر الذي يؤثر على قدرة كل واحدة منها على التصدي للاحتجاج المحتمل في نطاقها. مشوق ان نشير الى أنه حتى الان الجماهير في الخليج خلافا لباقي الاماكن، سعوا في معظمهم الى تغيير سلوك الانظمة وليس الى تغييرها هي. ليس لهم سبب يدعوهم الى عمل ذلك طالما أنهم يتمتعون بالمكاسب. ومهما كان مفعم بالمفارقة، بشكل غير مباشر، فان هذه الانظمة كفيلة ان تحظى بالمكاسب طالما ترتفع اسعار النفط، انطلاقا من الخوف في الغرب من أن يصل عدم الاستقرار اليها. وهكذا التخفيف عنها في مجال التصدي لعدم الاستقرار وعلى فرض انه بذلك يمكن "كسب" الاستقرار. 
في السنوات الاخيرة تصدت الدول للمطالبات بالاصلاحات السياسية – في الداخل – اساسا من خلال "ادخال اليد عميقا الى الجيب". تجاه الخارج، فان النخب، التي لم تقرر بعد في أي اتجاه ستقود المجتمعات التي تقف على رأسها، عنيت اساسا بـ "اطلاق بالونات الاختبار" في افضل الاحوال أو بدفع ضريبة كلامية على الانتقاد في الغرب في اسوأ الاحوال. كل هذا كفيل بان يتغير.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ماذا يحرك نتنياهو: لديه رأي.. ولكنه يرفضه
المصدر: "يديعوت أحرونوت ـ سيفر بلوتسكر"
رفعت لجنة من الموظفين الكبار برئاسة الاقتصادي البروفيسور ايتان ششنسكي توصيات متوازنة ومهنية في مسألة الضرائب التي يجدر بالحكومة ان تجبيها من أرباح شركات الغاز والنفط. لم تكن اللجنة مطالبة بان تعنى بالمسائل المرفقة بالضرائب على الغاز والنفط، مثل أمن الطاقة الاسرائيلية والتعلق باستيراد الغاز من مصر (واستيراد النفط من مناطق غير هادئة اخرى). وكان يمكن إذن التوقع بانه عندما ترفع التوصيات الى رئيس الوزراء، فانه سيكرس اهتماما خاصا للجوانب الاستراتيجية في اقتصاد الطاقة ويقدم مساهمته المميزة. لا يوجد مثل نتنياهو في التفكير الاستراتيجي. 
ولكن التوصيات خرجت من منزل رئيس الوزراء كما دخلت اليه، دون تغيير أي حرف. نتنياهو لم يضف شيئا ولم يشطب شيئا: فقد سار أعمى خلف استطلاعات الرأي العام. لم يتجرأ على القول لمواطني اسرائيل: توصيات ششنسكي جيدة جدا، أنا أويدها ولكني كرئيس وزراء ملزم بان ارى الصورة الجغرافية – السياسية الواسعة. قبل اقرار التوصيات بودي أن افحص كيف سيكون اقتصاد الطاقة عندنا في سيناريوهات مليئة بالمخاطر.
الكلمات لم تخرج من فمه، وهكذا فانه امتنع عن تنفيذ واجبه كقائد. 
امتناعه لا ينبع من انعدام التفكر. بل نبع من اختيار واع لبقائه السياسي كهدف أساس لنشاطه كرئيس وزراء. للحفاظ على وظيفته، ينجرف بيبي خلف ما يفسره كمزاج عام سائد.
لذات الاسباب تصرف نتنياهو بالضبط بالعكس مع تقرير لجنة اخرى، لجنة البروفيسور نئمان لفحص التعويض لكبار المسؤولين في القطاع الخاص. فقد أوصت اللجنة ابقاء القرار في مستوى التعويض في يد مجالس ادارة الشركات، شريطة ان تكون سياسة التعويض علنية، موحدة، معقولة وتقوم على اساس اداء طويل المدى للمدراء. 
توصيات نئمان هي الاخرى مثل توصيات ششنسكي متوازنة ومهنية. أيدت هذه وأيدت تلك ايضا. ولكن انظروا العجب: عندما كان يفترض بتوصيات نئمان ان تصل الى النقاش في الحكومة، اوقفه رئيس الوزراء لانه في الاستطلاعات تبين أن الجمهور يريد أن يخوزق – وعفوا على التعبير – كبار المدراء، ويرفض توصيات نئمان على اعتبار انها رقيقة جدا. وبيبي دوما مع الجمهور، أليس كذلك؟
هكذا حصل أنه في موضوع هامشي يدعى أمن الطاقة لاسرائيل لم يكن لدى رئيس الوزراء ما يقوله او يبدي ملاحظة عليه. بالمقابل، في المسألة الوطنية الحرجة: هل التعويض لمدير عام شركة في البورصة سيقره مجلس الادارة أم الجمعية العمومية لاصحاب الاسهم، فلديه رغبة في التعمق والتردد. ليس لان نتنياهو لا يعرف ما هو هام وما هو تافه. هو يعرف، ولكن من ناحيته الاستطلاع هو المقرر. 
ولكنه مخطىء. الحياة السياسية حسب الاستطلاعات تنتهي بسرعة. الزعيم الذي يتزلف للرأي العام، فان الرأي العام يحتقره. فقط أقل من 30 في المائة من مواطني الدولة يمنحون نتنياهو اليوم علامة تقدير جيد على ادائه كرئيس وزراء. شعبيته متدنية. مصداقيته تقترب من الصفر. وحتى مؤيديه السابقين باتوا يتحدثون عن نفاد الثقة القيادية منه. 
نتنياهو لا يمكنه أن يلوم بذلك غير نفسه. فمن يوم الى يوم يعزز، بكلتي يديه، صورته كرئيس وزراء مقود، خانع، مترنح كورقة تتطاير في ريح الرأي العام المتعسف. لا قائد بل مقود. 
من المعقول جدا الافتراض ان في مسائل اخرى تبحث الان في لجان الخبراء والموظفين – بعضها لا داعي له منذ تشكيله، مثل لجنة "المركزية الاقتصادية" – سيحسم موقف رئيس الوزراء من نتائج الاستطلاعات وليس من ارائه ومواقفه نفسه. 
في ايام الشيوعية الاخيرة، انتشر في شرقي اوروبا القول: عندي رأي ولكني أرفضه. لا يوجد ما هو اكثر ملاءمة من هذا القول لافعال نتنياهو موديل 2011.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
ليس الصراع على الأرض
المصدر: "اسرائيل اليوم ـ درور إيدار"
" إن شيئا سيئا يجري علينا. فالمنطقة حولنا ثائرة ضاجة تتأرجح بين أخطار عظيمة؛ وقد أخذت تنحل بنى سلطوية اعتقدنا انها مستقرة إزاء نواظرنا؛ والى جانب الأمل في التغيير، تحرر موارد حُبسوا عشرات السنين ومئات السنين من القماقم ويهددون بارجاع الشرق الاوسط الى العصور الوسطى. لكنه تجري عندنا معركة عظيمة ترمي الى جرنا الى هذا الثقب الاسود من عدم الاستقرار والخطر الوجودي. ينقضون على رئيس الحكومة من كل صوب يريدون إخضاعه – وإخضاعنا معه – لقبول الرواية الفلسطينية الكاذبة وفحواها ان الصراع الذي يجري هنا هو على المناطق فقط.
تجري إزاء أعيننا معركة عظيمة يشارك فيها الاعلام الاسرائيلي بأكثريته باعتباره جهة فاعلة – لجر اسرائيل الى محاولة سياسية اخرى نتائجها الكارثية معروفة. يُهاجَم نتنياهو لكل شيء وانجازات حكومته الممتازة في الاقتصاد والتربية والصحة والنقل العام يتم تقزيمها وإسكاتها؛ بل يُستغل اضراب العاملين الاجتماعيين لجعله يستسلم لاستماع إملاءات الانتحار السياسي من اليسار.
نحن دولة تخويفات وتهديدات – فمن الصبح الى المساء يُخوفنا كل رجل يسار يحترم نفسه: فاذا لم ننسحب ولم نُقسم ولم نُخلِ – فقد "ضعنا" كما قال محلل فاشل. تتغير تواريخ الكارثة التي ستنوبنا لكن الفكرة متشابهة. التاريخ الحالي هو ايلول القريب الذي يهددوننا بأن الامم المتحدة ستعترف فيه بدولة فلسطينية في حدود 1967 كلها.
يتحدثون عن خطبة "بار ايلان الثانية" التي قد يخطبها نتنياهو. وقد اقترح دان مريدور هذا الاسبوع نقل اراض من مناطق نسيطر عليها الى السلطة الفلسطينية. أهذا ما سيحل المشكلة؟ إن اعلانا من جهة واحدة لنقل اراض اخرى الى السلطة الفلسطينية سيبرهن للعالم على أنه حتى اسرائيل تقبل الرواية الفلسطينية الكاذبة التي تقول ان الصراع هنا على المناطق فقط.
إليكم نبوءة رأيناها تتحقق في غزة: في اليوم الذي تنسحب فيه اسرائيل من مناطق السلطة الفلسطينية، سيثور رجال حماس من مكامنهم وينفذون انقلابا عسكريا، مع اطلاق نار كثيف على ركب رجال فتح وإعدامهم باعتبارهم خونة. سنحصل هنا على "كيان فاشل معادٍ". فاشل من جهة اقتصادية ومعادٍ لاسرائيل في حدودها الأضيق ايضا. وماذا سنفعل آنذاك؟ هل نختبيء ونصنع معطف رياح يحمينا من موقع ايراني يقع على جبال السامرة ويصوب السلاح الى مقاهي تل ابيب؟.
يوجد هنا تصور يوتوبي في غطاء البراغماتية. إن البراغماتية الوحيدة في هذه الاقتراحات هي قانون القطيع الذي يُقصر ذاكرتنا. فأنا أتحدث عما وقع قبل خمس سنين فقط على حدودنا الجنوبية: ثمة نفس الأفكار المشوهة السياسية ونفس التجنيد السوفييتي لوسائل الاعلام من اجل تحقيق الأهواء السياسية غير المسؤولة.
قد تصبح خطبة بار ايلان الثانية نجاحا اذا وقف نتنياهو أمام العالم وتحدث قبل كل شيء عن حقنا في البلاد – لا بفعل المصير التاريخي الصعب الذي مر علينا ولا سيما في المحرقة؛ بل بفعل صلة الشعب اليهودي القديمة بوطنه التاريخي الواحد. الحديث الى العالم عن التاريخ والحقوق. وأن يتحدث بعد ذلك فقط عن الترتيبات الأمنية. إن فلسطين هو الاسم الذي منحه الرومان لهذه البلاد ليُنسوا بذلك اسم "يهودا". الآن اذا أراد الفلسطينيون انشاء سلام معنا فعليهم قبل كل شيء الاعتراف باسرائيل باعتبارها الوطن القومي للشعب اليهودي".

09-آذار-2011
استبيان