المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


أخبار العدو

المقتطف العبري ليوم الأربعاء: تهديد استراتيجي.. صواريخ أرض ـ بحر على متن "فكتوريا"


عناوين الصحف وأخبار وتقارير ومقالات مترجمة من صحافة العدو
"يديعوت احرونوت":
ـ عملية الوحدة البحرية.
ـ الاجتياح لفيكتوريا.
ـ الفرار من طوكيو.
ـ تهديد استراتيجي بين أكياس العدس.
ـ سلاح محطم للتوازن.
ـ كارثة.
ـ خمسون بطلا يحاولون منع كارثة.
ـ نحن، هذا لا يخيفنا.
ـ الدولة توقفت عن السير.

"معاريف":
ـ إحباط في قلب البحر.
ـ تهديد جديد.
ـ الصاروخ الذي يمكنه ان يصل الى ميناء أسدود.
ـ اسرائيل طلبت ولكن تركيا رفضت ايقاف فيكتوريا.
ـ الكرامة المُستعادة.
ـ الساعة 11:00 الدولة توقفت.
ـ شُطبت (مدينة يابانية).
ـ يُحطم التوازن (القذافي).

"هآرتس":
ـ طوكيو تترنح بين الرعب والارتياح المؤقت.
ـ الكوماندو البحري سيطر على سفينة كانت تنقل سلاحا الى غزة.
ـ الجامعات: شيبا يفضل خبراء اجانب على اسرائيليين.
ـ انفجار آخر وحريق في مفاعل.. اشعاع سُجل في طوكيو.
ـ البورصة في اليابان تنهار؛ 100 ألف طفل في ملاجيء الطوارىء.
ـ صواريخ في مدى يصل الى ميناء أسدود على السفينة التي ضبطها سلاح البحرية.
ـ الدول العظمى الثمانية قررت عدم منع الطيران في سماء ليبيا.

"اسرائيل اليوم":
ـ الوحدة البحرية تقبض على الصاروخ "محطم التوازن".
ـ اجتياح في قلب البحر.
ـ "مصدر السلاح – ايران".
ـ درجة واحدة فقط أقل من تشرنوبل.
ـ هل ستعترف فرنسا بدولة فلسطينية؟
ـ خمس دقائق من الأمل.

أخبار وتقارير ومقالات
إحباط في قلب البحر: تهديد جديد..
المصدر: "معاريف – عوفر شيلح"

" كان لـ "كارين A" اساسا معنى سياسي – والقبض عليها أدى الى القطيعة النهائية بين البيت الابيض وياسر عرفات الذي كذب على الرئيس بوش. في "فرانكوف" كانت كمية كبيرة من السلاح "البسيط" لتسليح جيش حماس. اما "فكتوريا" التي قبض عليها أمس في قلب البحر، فهي شيء آخر تماما. كمية السلاح التي كانت عليها لم تكن كبيرة، ولكن تحت قذائف الهاون وباقي الوسائل القتالية الاعتيادية وجد الامر الحقيقي: صواريخ شاطىء – بحر من طراز "C704" من انتاج صيني أو ايراني، والتي هي حقا ما يوصف في اسرائيل كسلاح محطم للتوازن. اضافة الى ذلك انكشف في القضية عمق وعرض الشبكة الايرانية – السورية – اللبنانية – الغزية التي تدير حرب التسلح ضد اسرائيل. الـ "C704" صاروخ موجه بالرادار بمدى نحو 35كم، من شأنه أن يضرب ليس فقط السفن الحربية والتجارية الاسرائيلية – بل وأيضا التنقيبات لشركة "يام تتيس"، الطوافة الاضافية التي يفترض أن تنشأ الى جانبها وتستوعب انتاج الغاز من بئري "لافيتان" و "تمار" وكذا السفن المحملة بالمواد المشتعلة التي تقترب من خط انبوب ايلات – عسقلان. ضربة واحدة كهذه من شأنها أن تحدث اشتعالا كبيرا، بكل معنى الكلمة.
تجربة الماضي
كل حملة توفر معلومات استخبارية اضافية
الانباء عن النية لتهريب مثل هذه الصواريخ الى القطاع تدور في أوساط الجيش الاسرائيلي منذ زمن بعيد، ولكن محافل رفيعة المستوى قدرت أمس، بحذر شديد جدا، بأن الارسالية التي امسك بها كانت الاولى من نوعها، وهي لا تدل على وسائل قتالية مشابهة سبق أن هربت الى القطاع.
وينبع الحذر ايضا من تجرية الماضي: كل حملة كهذه تنتج أيضا وفرة من المعلومات الى الوراء، في ظل تحليل المسار المنكشف. بعد الامساك بـ "فرانكوف" مثلا، استنتجوا في الجيش الاسرائيلي في أن في ذات المسار تم في الماضي قبل ذلك تهريب كمية أكبر بخمسة أضعاف فأكثر مما امسك به في السفينة اياها.
المحور الشمالي، عبر ميناء اللاذقية وميناء تركي (هناك يقولون في الجيش الاسرائيلي، لم يكن هناك متعاونون مع التهريب)، هو جديد نسبيا. هذا لا يعني أننا بالفعل نعرف بيقين ما الذي مر هناك قبل أن تنطلق "فكتوريا" على الدرب.
الدور السوري
من أصدر التعليمات بالتحميل؟
الاخطار بوجود شحنة "فكتوريا" كان قصيرا. ويمكن الاستنتاج من ذلك ومن غيره من المعطيات انه لم تكن هناك متابعة للصواريخ من لحظة خروجها من ايران.
أمس لم يعرف مصدر رفيع المستوى يقول اذا كانت هذه بالفعل على احدى السفن الحربية التي مرت في قناة السويس. هذا معطى هام في المعركة الاستخبارية الهائلة، التي تقف خلف عملية رجال سلاح البحرية. في جانبها، يوجد أيضا الجهد اللوجستي الكبير الذي أدى في نهاية المطاف برجال الوحدة البحرية الى "فكتوريا". السيطرة على السفينة كانت الحلقة الابسط نسبيا في السلسلة.
نقطتان هامتان تتعلقان بالمحطات في مسار الصواريخ. فقد حملت في اللاذقية مما يدل على عمق دور الحكم السوري في تهريب السلاح لغزة.
في الجيش الاسرائيلي قالوا أمس دون شك ان شحنة من هذا النوع لا يمكن أن ترفع الى السفينة دون اقرار من القيادات الاعلى. وتستهدف الارسالية عنوانا معينا في مصر: عبر سيناء الى الانفاق في رفح. ولكن في اسرائيل لا يعرفون بعد اذا كان التعاون المشار اليه، الذي ميز سنوات مبارك، سيستمر الان بذات التصميم.
حرب مستمرة
الجانب الاخر سيغير التكتيك
حملة من هذا النوع تحدث الكثير من الامواج. فهي تكشف مصادر استخبارات وطرق عمل، لنا ولهم. وهي تدفع الطرف الاخر الى تغيير التكتيك – مجرد العبور في المحور الشمالي يدل على نجاح الاستخبارات وسلاح البحرية في المسار الجنوبي، عبر اليمن والسودان ومن هناك الى مصر. قائد سلاح البحرية ايلي "تشيني" مروم وصف هذا الوضع غير مرة بالحرب المستمرة.
في هذه الحرب سجلت أذرع الاستخبارات أمس انجازا هاما مما يدل على قدرة الجيش الاسرائيلي ولكن ايضا يدل على مدى تصميم العدو في الطرف الاخر".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هل ستعترف فرنسا بدولة فلسطينية؟..
المصدر: "اسرائيل اليوم – إيلي ليئون"

" هل "التسونامي السياسي" الذي تحدث عنه وزير (الحرب) ايهود باراك يشق طريقه الى اسرائيل في شكل اعتراف اوروبي بدولة فلسطينية؟ وزير الخارجية الفرنسي الين جوبيه، قال أمس ان هذه "امكانية بالتأكيد يجب أن تؤخذ بالحسبان".
في لقاء مع لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الفرنسي تناول الوزير، ضمن امور اخرى الوضع في الشرق الاوسط والمسيرة السلمية الاسرائيلية – الفلسطينية.
"لا معنى ان تعترف فرنسا وحدها بدولة فلسطينية. هذا يجب أن يتم معا، ولكننا لسنا بعد هناك"، قال وزير الخارجية جوبيه.
مسألة الاعتراف احادي الجانب بالسلطة الفلسطينية كدولة طرحت على جدول الاعمال الدبلوماسي، بعد أن بدأ الفلسطينيون، على خلفية الخلافات والجمود في المسيرة السلمية يدفعون الى الامام هذه الخطوة في الساحة الدولية وفي مؤسسات الامم المتحدة.
أول المعترفين بالدولة الفلسطينية المستقلة في حدود 67 كانت دول أمريكا الجنوبية. بعدهم رفع الامريكيون مستوى البعثة الفلسطينية في واشنطن في خطوة ذات مغزى رمزي اساسا. في أعقاب ذلك كانت مجرد مسألة وقت الى أن ينتقل أثر الدومينو السياسي الى اوروبا.
في الاسبوع الماضي بريطانيا والدانمارك على حد سواء رفعتا مستوى التمثيل الفلسطيني في عاصمتيهما. ولكنهما لا تعترفا بشكل كامل بالسلطة الفلسطينية كدولة او بممثليها كبعثة دبلوماسية كاملة، على مستوى السفراء. كما أن الفرنسيين اتخذوا خطوة مشابهة قبل ذلك مع دول اوروبية اخرى مثل ايرلندا، البرتغال واسبانيا.
مع نهاية الشهر من المتوقع لممثلي الدول التي تتشكل منها الرباعية أن يلتقوا في باريس للبحث في الوضع انطلاقا من النية لمحاولة استئناف المسيرة السلمية بين اسرائيل والفلسطينيين.
والى ذلك، تصاعدت موجة الاعتراف بدولة فلسطينية أمس بعد أن أعلنت اورغواي من خلال وزير خارجيتها لويس المجرو اعترافها الرسمي بدولة فلسطينية. وهكذا انضم الاورغويون الى عشر دول اخرى من امريكا الجنوبية، بمن فيها البرازيل والارجنتين التي اعلنت عن اعترافها بالدولة الفلسطينية".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشيطان النووي خرج من المفاعل
المصدر: "هآرتس"

"ما كان يمكن لاي كتاب عن علم الخيال ان ينجح في صياغة حبكة كهذه ويبقى مصداقا: من كل دول المعمورة اليابان بالذات، ضحية القنبلتين الذريتين الوحيدتين اللتين القيتا في الحرب، توجد مرة اخرى في خطر نووي. وحتى بمفهوم آخر، هذه هي الضربة الثالثة لليابان. بعد الهزة الارضية الهائلة يوم الجمعة الماضي، وبعد اضرار التسونامي التي قتلت عشرة الاف مواطن وشوشت بشدة حياة الملايين، جاء الخلل في سلسلة المفاعلات النووية وهددت بان تخرج الى حيز التنفيذ كوابيس كل عالم، مهندس وسياسي.
مع أنه أمس، في اليوم الخامس لتسلسل الاحداث، سعت حكومة اليابان الى تهدئة روع سكانها وبلغت عن انخفاض كبير في مستوى الاشعاع الذي قيس خارج المفاعل المصاب في فوكوشيما، فانه لا غرو في أن صافرات التهدئة استقبلت بشك. سلسلة التشويشات احتدمت مع انضمام منشآت اضافية، بعضها بجوار طوكيو، الى قائمة المفاعلات الاشكالية، وان لم يكن بذات القوة. الاستعداد الياباني الاستثنائي للاستعانة بالمساعدة نمّ عن اعتراف بخطورة اللحظة.
اضافة الى التضامن الانساني مع معاناة اليابانيين، والخوف من تأثير رد الفعل المتسلسل الاقتصادي على العالم وعلى المنطقة، يلوح في الافق درس بشع من قضية التسونامي وفوكوشيما. اليابان التي لا توجد دولة اكثر صناعية وتقدما منها، هي ضحية التقدم. الشيطان النووي خرج من المفاعل. هذه البلاد، الجائعة جدا للطاقة، والتي تطلعت الى تقليص تعلقها باستيراد النفط، اكتشفت بان البديل الذي يعتبر نقيا، آمنا ومحصنا من الحظر الخارجي، يحقق المخاطر التي بعد عشرات السنين دحرت الى هوامش غير عملية مزعومة.
السفير الاسرائيلي في طوكيو، نسيم بن شطريت، أحسن فعلا باخلائه من اليابان عائلات الدبلوماسيين، خشية ان يتعرضوا لخطر الاشعاع فيعانوا من مصاعب العيش في طوكيو العاصمة. في السياق الاقتصادي، ستكون هذه نتيجة بشعة من ناحية اسرائيل، اذا ما ازداد تعلق اليابان وغيرها بنفط الشرق الاوسط. يجدر باسرائيل أن تحث المساعي للاعتماد على مصادر طاقة اخرى كالشمس والريح، وتفحص جيدا ومجددا اقتصادها النووي، الامني والمدني على حد سواء – في ضوء فوكوشيما".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سلاح محطم للتوازن
المصدر: "يديعوت أحرونوت – اليكس فيشمان"

" في قلب الدراما الاستخبارية التي رأينا آخر حلقة لها أمس على دكة السفينة الالمانية "فكتوريا" توجد الصواريخ شاطىء – بحر الايرانية  اياها التي يفترض أن تنصب في مواقع اطلاقها على شواطىء غزة.
الكثير من القلوب دقت امس بقوة – ليس فقط في قيادة سلاح البحرية بل وايضا في عدة غرف عمليات لهيئات استخبارية اسرائيلية. عندما صعد مقاتلو الوحدة البحرية وضباط كبار جدا في سلاح البحرية الى السفينة وبدأوا يزحفون داخل الحاويات، بين اكياس القطن والعدس، ظهر للحظة الشك: قد نكون أضعنا الفرصة. فتمويه شحنات السلاح كان جد مهني. الى جانب رجال الاستخبارات، سواء على الشاطىء ام على السفينة، وقفت التجربة التي تراكمت من سفينة "فرانكوف" التي قبض عليها في تشرين الثاني 2009، وهي تحمل سلاحا من ايران الى حزب الله. وهناك أيضا وقف رجال الوحدة البحرية امام مئات الحاويات المحملة باكياس البولياتلين، فتشوا في عدة حاويات ولم ينجحوا في العثور على شحنات السلاح. وعلى الشاطىء انتظر في حينه رجل استخبارات شاب وجد الحل فحل لغز التمويه الايراني. مع هذه المعلومات صعد أمس مقاتلو الوحدة البحرية على سفينة "فكتوريا" بالفعل. وبالفعل، هذه المرة كان الامر أسرع. عندما افاد قائد سلاح البحرية، اللواء ايلي "تشيني" مروم من البحر بالعثور على الصواريخ كان يمكن تنفس الصعداء. حملة استخبارية طويلة ومعقدة.
التفوق، ولا سيما النفسي، الذي حققه حزب الله في أعقاب ضرب بارجة سلاح البحرية في 2006، اصبح عقيدة مرتبة لما يسمى عندنا بـ "محور الشر". تسلح محافل في قطاع غزة بهذه الصواريخ كان مجرد مسألة وقت. الهدف الواضح هو التشويش بواسطتها على نشاط سلاح البحرية امام شواطىء غزة وفي جنوب البلاد وتهديد أهداف استراتيجية مسؤول سلاح البحرية عن حمايتها: طوافة التنقيب عن الغاز "يام تتيس"، حاويات تنقل الوقود الى محطة توليد الطاقة في زيكيم، منشأة خط الغاز في عسقلان وغيرها. هذه أهداف حماس والجهاد حاولتا غير مرة الوصول اليها عبر الغطاسين، السباحين والقوارب المتفجرة دون نجاح.
لو وصلت هذه الصواريخ الى غزة لكان سلاح البحرية ملزما بان يغير بشكل جوهري نشاطه في القاطع. سفن دبور مثلا سيتعين عليها أن تبتعد عن الشاطىء وان تعمل بشكل مغاير. وبشكل عام، كل النشاط الامني الجاري، بما في ذلك الرقابة على الداخلين والخارجين من القطاع عبر البحر كان سيصبح أكثر تعقيدا. وفضلا عن ذلك: لو كانت هذه الصواريخ نجحت في الدخول الى غزة لكان يستوجب على الجيش الاسرائيلي أن يدخل الى القطاع لضربها، وذلك لان الحديث يدور عن سلاح محطم للتوازن.
لا يمكن الفصل بين الرحلة التي قطعتها هذه الصواريخ من ميناء اللاذقية في سوريا وبين ظهور السفينتين الايرانيتين قبل نحو شهر في البحر الابيض المتوسط. ومن غير المستبعد ان تكون السفينتان الايرانيتان ازلتا هذه الصواريخ في الميناء السوري. النجاحات الاستثنائية لسلاح البحرية في ساحات بحرية اخرى حيث تتم تهريبات السلاح الى غزة وحزب الله، الى جانب انجازات الاستخبارات العسكرية، الموساد والشاباك، استوجبت رجال الحرس الثوري الايراني البحث عن مسارات اخرى. وهنا تدخل الى الصورة سياقات الاخفاء والخداع التي تشارك فيها محافل سورية رسمية، تجار لبنانيون يرتبطون بحزب الله ومحافل معينة في الحكم اللبناني. وكل هذا الجهد يتم كي تصل شحنة السلاح سرا الى سفينة "فكتوريا" التي تعود لشركة المانية.
مع النجاح لا جدال. يجب خلع القبعة امام سلاح البحرية وامام كل رجال الاستخبارات – بالبزات وبالمدني – ممن عملوا على هذه الحملة منذ زمن طويل ووفروا الكثير من الدماء".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ  
اُهرب يا أيهود
المصدر: "هآرتس ـ ألوف بن"

" أيهود باراك رجل شجاع، لا في عملياته ايام دورية هيئة القيادة العامة أو باقتراحه تقسيم القدس في كامب ديفيد فقط. بل في استعداده للخروج عن الجوقة، وأن يقول كلاما غير شعبي في ايام العمليات والحداد. بعد ساعات معدودات من جنازة أبناء عائلة بوغل من ايتمار، في يوم الاحد هذا الاسبوع، حُدد لباراك محاضرة في معهد ابحاث الامن القومي. اكتفى بتعزية قصيرة وتحول سريعا الى الجوهر وهو التحذير الشديد من "تسونامي سياسي"، يفيض على اسرائيل، اذا لم تبادر فورا لخطة لتقسيم البلاد.
"المسؤولية عن السلوك يُحتاج اليها ايضا في ذروة الألم والغضب"، قال باراك وفصل الأخطار التي تترصد باسرائيل اذا تمسكت بالجمود السياسي – وعلى رأسها تدهور العلاقات الحيوية بالولايات المتحدة. وقد حذر من جهد أعداء اسرائيل لدفعها الى وضع "جنوب افريقيا القديم" معزولة وحيدة. دعا باراك الى مبادرة سياسية اسرائيلية، تُفضي الى تسوية دولتين للشعبين، مع ضم الكتل الاستيطانية واخلاء المستوطنات المفرقة وإلا فان اسرائيل، كما حذر وزير الدفاع، ستضربها موجة سلب شرعية دولية تُسبب لها ضررا اقتصاديا شديدا – وربما تواجه انتفاضة مدنية في المناطق ايضا.
أما الامور الأصعب فقد احتفظ بها باراك لصديقه العزيز الذي كان مرؤوسه في الماضي وشريكه السياسي في الحاضر، بنيامين نتنياهو. وصف باراك من غير ان يذكر اسم رئيس الحكومة أو لقبه ضعفا خطيرا في القيادة. وصف نتنياهو بأنه غير زعيم إذ تحدث عن "عدم الفعل والشلل والبحث عما يريد جمهور اليمين أو اليسار سماعه الآن وترتيل هذا الكلام". وأبطل باراك بحركة من يده دعاوى رئيس الحكومة الاعلامية ان اسرائيل توسلت من اجل التفاوض ورفض الفلسطينيون. قال باراك كل هذا كلام فان اسرائيل لم توافق في السنتين الاخيرتين على بحث القضايا الجوهرية. يصعب تخيل ضوء احمر أشد وهجا أو انتقاد أكثر تعليلا على نتنياهو من أقرب رجل اليه ذاك الذي يعلم.
باراك صادق في تشخيصه ان المبنى السياسي للحكومة الحالية لا يلائم التحديات التي تواجهها اسرائيل. ومع ذلك كله يُصر على التمسك بكرسيه وأن يعمل سندا لنتنياهو برغم أنه لا قيمة لوجوده في الحكومة. بعد مئات الساعات من المحادثات معا والجلسات في حلقات ضيقة، لم يتلق نتنياهو حتى نصيحة واحدة من باراك. لا تجديد التفاوض مع سوريا، ولا مبادرة سياسية مع الفلسطينيين، ولا تجميدا آخر للمستوطنات، ولا خروجا لحرب ردعية على ايران، ولا ضم كديما الى الحكومة. لا شيء.
انقضت فاعلية باراك في تشرين الثاني، عندما رُفض اقتراحه تمديد التجميد في المستوطنات تسعين يوما، مقابل ضمانات سياسية وأمنية من واشنطن. باع باراك نتنياهو الصفقة التي أحرزها مع ادارة اوباما، لكن الريح انقلبت في حلقة السباعية عندما كان بوغي يعلون يقود المعارضة ويحول رئيس الحكومة الى جانبه. قام يعلون منذ ذلك الحين باعتباره أشد خصوم باراك والمرشح لوراثة منصبه اذا خرج من الحكومة.
منذ ذلك الحين وباراك مشغول بالبقاء. ليس هذا سهلا: كلفته مناورته السياسية في الخروج من العمل على رأس كتلة الأشباح "الاستقلال" محوه من الرأي العام. تخلص من يساريي حزب العمل الذين ضايقوه ويدعو المستوطنون الآن الى إبعاده. وباراك سادر في غيّه، "يريد التأثير من الداخل". حتى إن تسيبي لفني بحسب نهجه "والهامس في أذنها" – وهذه إيماءة شفافة الى حاييم رامون – يستطيعان أن يؤثرا أكثر منه. وهذا من المعارضة في حين أن رامون لا يوجد حتى في الكنيست. يطلب باراك منهما الآن الانضمام الى الحكومة كي لا يبقى وحده في مواجهة نتنياهو ويعلون ورفاقهما من اليمين.
بدل إثارة مبادرات باطلة كهذه، يستطيع باراك أن يفعل اجراءا واحدا فقط لانقاذ الدولة من الكارثة التي يتوقعها وهو أن يقوم فيترك الحكومة مع رفاقه الاربعة وينضم الى لفني في المعارضة ليقود من هناك معارضة جمود نتنياهو السياسي. تحذيراته تثير القشعريرة، لكنه اذا بقي في وزارة الدفاع فسيتحمل كامل المسؤولية عن الاخفاق الذي حذر منه. باراك رجل شجاع. حان الوقت ليُظهر شجاعته مرة اخرى".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أصدقاء الأسد
المصدر: "هآرتس ـ تسفي برئيل"

" عرضت لبشار الاسد في الاسبوع الماضي فرصة تثبيت مكانة سوريا في الشرق الاوسط. فبعد ست سنين من القطيعة المصرية مع سوريا دُعي سفير سوريا في القاهرة، يوسف الأحمد، الى لقاء مع حسين طنطاوي، وزير الدفاع ورئيس المجلس العسكري الذي يُدبر الآن شؤون مصر، والذي نقل اليه رسالة الى الرئيس الاسد. يُعبر طنطاوي في رسالته عن طموحه "الى فتح صفحة جديدة في علاقات سوريا مع مصر على أساس العلاقات المعروفة في الماضي وتلك التي نأمل وجودها".
سارع الاسد الذي ارتقب سنين طويلة رسالة مصالحة لم تأت من الرئيس حسني مبارك، الى الرد. فكتب بحرارة انه يتمنى لطنطاوي وللمصريين "نجاحا كبيرا واستقرارا وعودة الى دورها الطبيعي في العالم العربي". واتفق الاسد والطنطاوي ايضا على التعاون والتشاور "في جميع المجالات". والمتوقع الآن أن يُدعى الطنطاوي الى زيارة رسمية لسوريا في نهاية نيسان أو بداية أيار.
قد تكون المصالحة مع سوريا هي الخطوة ذات الشأن الاولى في مجال علاقات مصر الخارجية تحت قيادة الطنطاوي المؤقتة. وقد تشهد هذه المبادرة ايضا باختلاف الآراء الذي ساد بين الطنطاوي ومبارك زمن ولايته في شأن القطيعة التي بدأت في العلاقات بين سوريا ومصر.
هذه القطيعة – التي بدأت في 2006، في حرب لبنان الثانية، بعد ان لقّب الاسد قادة الدول العربية "أنصاف رجال"، لانهم امتنعوا عن تأييد حزب الله بل نددوا به ـ دفعت سوريا الى زاوية سياسية معزولة؛ فقد استقر رأي السعودية ومصر والاردن على قطيعة غير رسمية معها.
لكنه بعد ثلاث سنين من ذلك حدث تغيير. فقد قررت السعودية مخالفة عن موقف مصر، ترك القطيعة، وجاء عبد الله ملك السعودية في زيارة رسمية اولى الى دمشق في تشرين الاول 2009. إن السعودية، التي أرادت حل الازمة في لبنان في أعقاب قضية المحكمة الدولية التي تحقق في قتل رفيق الحريري، أدركت انه ليست لها دون سوريا أي وسيلة للتأثير في المسارات السياسية في الدولة. وقدّرت ايضا ان علاقات مجددة بالاسد قد تساعدها على صد التأثير الايراني في الشرق الاوسط.
أحدثت زيارة ملك السعودية تحولا مهما في مكانة الاسد في الشرق الاوسط. فقد تحولت عن وضع عُرفت فيه دولته بأنها أحد رؤوس المحور الجديد غير العربي الذي تشارك فيه تركيا وايران، الى محور ذي أهمية ايضا لدى الدول العربية في حين دُفعت مصر الى مكانة ثانوية.
غير أن تغيير السياسة السعودية لم يُجد كثيرا على تقديم مصالح الملك عبد الله. فاستمرت الازمة في لبنان ولم ينجح سعد الحريري الذي يرعاه الملك السعودي في تشكيل حكومة ولهذا لم يصبح رئيس الحكومة، أما العلاقات بين ايران وسوريا فأخذت تزداد قوة: ففي الاسبوع الماضي زار طهران رئيس حكومة سوريا ناجي العطري، ووقع هناك على عدة اتفاقات على التعاون التجاري. إن الاتفاقات نفسها التي تنضم الى اتفاقات سابقة لم يُحقق بعضها بعد، أقل أهمية من الزيارة نفسها التي تريد نقل رسالة الى المحيط بأن سوريا لا تنوي جعل الضغط الدولي يؤثر في علاقتها مع ايران. لا يعني هذا أن دمشق غير معنية بتقديم مسيرة السلام مع اسرائيل لكنها غير مستعدة لاحداث صلة بين هذه المسيرة وبين علاقتها بطهران.
يستطيع الاسد في خلال هذا ايضا أن يعرض دولته باعتبارها "جزيرة استقرار" في الشرق الاوسط العاصف. سوريا هي احدى الدول الفقيرة القليلة في المنطقة التي لم تجرِ فيها مظاهرات حقيقية على النظام، برغم وجود اسباب جيدة جدا للعصيان المدني في الدولة، وهي اسباب أفضل من تلك التي لدى جماهير الشعب في مصر أو في تونس. فالبطالة تبلغ نحوا من 20 – 25 في المائة (10 في المائة بحسب المعطيات السورية الرسمية)، ويعتمد الجهاز الاقتصادي على امتيازات المقربين من السلطة؛ وتحتل سوريا أسفل سلم الفساد الدولي، وعلى حسب معطيات البنك الدولي – تقع في المكان الـ 143 من بين 183 دولة في سلم تشجيع الاستثمارات.
ليست الثروة التي تجمعها العائلة الحاكمة بمنزلة سر. يمكن ان نجد في مواقع سورية على الانترنت تفصيلات مثيرة عن ممتلكات الاسد وأبناء عائلته الخاصة العظيمة. وقد كُتبت تقارير كثيرة لا تُعد عن اضطهاد حرية التعبير في سوريا من اجل وزارة الخارجية الامريكية، لكننا لم نسمع في الاسابيع الاخيرة وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون تندد بدمشق بسبب ذلك، ولا يشوش ذلك على سوريا في منافستها في المقعد الذي أخلته ليبيا في مجلس الامم المتحدة لحقوق الانسان.
متوسط الأجور في سوريا يبلغ نحوا من 300 دولار في الشهر، وهو أجر مرتفع قياسا بدول فقيرة اخرى في الشرق الاوسط، لكن نحوا من 14 في المائة من الـ 20 مليونا من المواطنين يعيشون تحت خط الفقر. سارعت سوريا في نهاية شباط الى توزيع مال على نحو من 420 ألفا من أفقر العائلات، نحوا من 70 دولارا في الشهر على الشخص، لكن يُشك في ان تستطيع هذه المساعدة أن تكون "أفقا اقتصاديا" يستطيع ان يُهديء سكانا غاضبين.
وهنا، وبرغم ان الظروف الاقتصادية تشبه أو قد تكون أصعب مما في مصر أو اليمن، لا تثور سوريا وليست فيها علامات على انتفاضة شعبية. يمكن أن ننسب هذا الى قوة سيطرة قوات الامن السورية ورقابتها، والى الصدمة الوطنية السورية: ففي 1982 قصف الجيش السوري بالمدافع والطائرات مدينة حماة ليقمع تمردا للاخوان المسلمين. قُتل عشرات آلاف المدنيين.
والنتيجة على كل حال هي أن الاسد الذي قال في مقابلة صحفية مع صحيفة "وول ستريت جورنال" ان "الاصلاح (السياسي) سينتظر الى الجيل القادم"، يستطيع ان يكون راضيا أو مطمئنا على الأقل".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الفلسطينيون أمس واليوم وغدا
المصدر: "معاريف ـ أودي منور"

" نُشر قبل ثلاثين سنة تقريبا في صحيفة "عل همشمار" مقالة عنوانها "الفلسطينيون أمس واليوم وغدا". الورقة صفراء، والصحيفة كانت ولم تعد موجودة، وتوفي الكاتب ايضا. لكن المضمون يبدو كأنما كُتب أمس. هاجم الكاتب من مبام اليعيزر باري آنذاك "يساريين" مثل الصحفي ومؤسس "بتسيلم"، امنون كابليوك، لتأييدهم الأعمى كل من وما يتصل بـ م.ت.ف بشرط أن يكون ذا صلة بـ م.ت.ف.
"في هذه الساعة نقف كما يبدو على عتبة فترة ستصبح فيها المناطق وناسها مركز الصراعات السياسية"، تنبأ باري وأنهى قائلا: "استمرار الوضع القائم غير ممكن". مرت ثلاثون سنة. ليس من اللذيذ أن نقول لكن الحقيقة المصوغة هي أن "استمرار الوضع القائم" خاصة، أي ذاك الذي نشأ في العاشر من حزيران 1967، هو كما يبدو الوضع الوحيد الممكن.
الكلام الثوري موجود في وفرة. من "سلام الآن" (منذ 35 سنة)، مرورا بـ "الخلافة الاسلامية" لحماس حتى "تخليص الله بطرفة عين" عند اليمين اليهودي الهاذي (الذي ما زال لا ينتبه الى أن الله ايضا لا يعمل في السبت). تبدل في البيت الابيض منذ ذلك الحين سبعة رؤساء. وفي جفعات رام تسع عشرة حكومة. القيادة الفلسطينية هي كائن ذو رأسين – مع فرض أننا لا نعد جميع أصناف المستنسخات على اختلافها. وفي كل يوم تقريبا يعلن متحدث الجيش الاسرائيلي باعتقال ثمانية مطلوبين فلسطينيين آخرين في المناطق.
البحر هو نفس البحر، وبينه وبين الصحراء شعبان متمايزان، ولكلاهما قدرة على الحياة قوية.
العالم الحر مشغول بشؤونه، ويبدو أنه لا سبب للتأثر بتصريحاته الفارغة ويشهد بذلك سكان الضاحية العولمية. فما ظل النفط يتدفق من الآبار على الحاويات سيظل العالم يجري كعادته. إن اعلانا فلسطينيا بدولة بتأييد من الامم المتحدة لن يُغير المعطيات الأساسية وهي انه ليس للفلسطينيين قيادة وأن اسرائيل مُحتاجة الى أجوبة واضحة عن عدة اسئلة أمنية.
الاراضي يمكن تبادلها والمستوطنات يمكن حلها ايضا. أُذيع هذا السر الخبيء في التلفاز في 1982 وفي 2005 بيد أن الكلب ليس مقبورا هناك. يبدو انهم في العالم يفضلون اليهود أذلاء موتى. ومن المريح للفلسطينيين كما يبدو أن يكونوا مساكين على حق. ومن المريح لهم أن يضمن الجيش الاسرائيلي الأمن في الضفة ويعطي قادة القطاع تسويغا لـ "مقاومتهم" البطولية. كل هذا يشهد على عدم اهتمام الفلسطينيين بالخروج الى مجال الاستقلال السياسي المثقل.
قبل 35 سنة أحسن والد الأمة الفلسطينية ياسر عرفات تعريف هذا الامر. ففي طريقه الى الجمعية العامة للامم المتحدة حيث خطب خطبته الشهيرة والمسدس عند خصره، ألح عليه الحبيب بورقيبة، الذي كان رئيس تونس آنذاك، أن يتحول من "زعيم ثوري" الى سياسي. ومن هو السياسي؟ ذاك الذي له دولة. أجابه الرئيس انه "لا يستطيع ترك الميثاق الفلسطيني". قال له بورقيبة ردا عليه: "هنا تكمن مأساتكم". يتبين انه توجد شعوب تستمتع بالاتكاء على مأساتها.
فماذا عن اليهود؟ يبدو أن أكثرهم ضاقوا ذرعا بهذا الجدل التاريخي الذي يجري في أكثره في الصحافة الاسرائيلية. إن قائمة المهام الوطنية أخذت تتسع: فثم الطاقة والماء والارض والزلزال المقترب، وعدالة التوزيع وعلاقات العمل. هذا ايضا لا يعجب بعض الصحفيين في الغرب الذين اشتكوا منذ زمن قريب من أن اليهود يريدون ان يعيشوا جيدا. ليس من اللذيذ الاعتراف لكن "استمرار الوضع القائم" ليس "ممكنا" فحسب بل يبدو انه الخطوة الأقل سوءا بين جميع الخيارات".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نوبة قلق خطيرة
المصدر: " هآرتس ـ موشيه آرنز"

" من الصعب التصديق، ولكن زعماءنا، الذين يفترض بهم ان يحافظوا على رباطة جأش وأعصاب قوية في حالات الطواريء، يعانون من نوبة قلق. المظاهرات الجماهيرية في العالم العربي، اعتراف بعض الدول بالدولة الفلسطينية غير الموجودة والتصريحات التي تنطلق مؤخرا والتي تقول ان الاحداث الاخيرة في تونس، مصر وليبيا، تستوجب التسوية الفورية للنزاع الاسرائيلي – الفلسطيني، تهز على ما يبدو أعصاب رئيس الوزراء ووزير الدفاع.
رئيس الوزراء يسارع الى نشر خطة سياسية لحل النزاع، في نيته ان يرفعها الى الكونغرس الامريكي – الذي لا يضغط لرفع خطة كهذه. بالتوازي يقول بنيامين نتنياهو للـ 300 ألف اسرائيلي الذين يسكنون خلف خطوط الهدنة في نيسان 1949، ويطلبون استئناف البناء المجمد لاشهر عديدة، انه "حذار علينا ان نضرب الرأس في الحائط". اهود باراك يعلن بأن علينا ان نتلقى من الولايات المتحدة مساعدة امنية بمبلغ 20 مليار دولار، للتصدي للمخاطر الجديدة التي يراها في الأفق.
هل يعرف أحد ما عما يتحدثان؟.
تخوف رئيس الوزراء من نزع الشرعية عن اسرائيل يهز على ما يبدو أعصابه. عمليا، في السنوات الاخيرة بدا تحسن كبير في العلاقات بين اسرائيل وبعض دول العالم، ورغم اعتراف بعض الدول بالدولة الفلسطينية غير القائمة، لا يوجد أي مؤشر على تدهور في موقفنا السياسي.
الحكومات الحالية لفرنسا، ايطاليا وهولندا، تتعامل مع اسرائيل بشكل أكثر ايجابية من سابقاتها. في الاتحاد الاوروبي تواصل دول وسط اوروبا وشرقها الاعلان عن صداقتها لاسرائيل. وهي تشدد على العلاقات الخاصة التي بينها وبيننا. كندا، التي على مدى سنوات طويلة تعاملت ببرود مع اسرائيل، تتصرف الآن، تحت رئيس الوزراء ستيفان هاربر، بود ظاهر تجاه اسرائيل. والأهم من كل شيء، الكونغرس الامريكي الجديد ودي على نحو خاص تجاه اسرائيل ويمكن الثقة به في أن يؤدي الى توثيق العلاقات بين الولايات المتحدة واسرائيل ويصد الضغوط من جانب الادارة على اسرائيل.
اذا كان كذلك، فلماذا كل الجلبة؟ ومما يخاف وزير الدفاع لدرجة انه يريد طلب مساعدة اخرى بمبلغ فضائي، عشرين مليار دولار، لتعزيز أمن اسرائيل؟ لا ريب ان هذا الطلب لن يُستقبل بحماسة حتى في الكونغرس الودي، الذي يجتهد الآن للتصدي للعجز الفيدرالي الذي يقترب على ما يبدو من ترليون دولار.
يمكن طرح تخمينات عن سيناريو ينجح فيه – في اسوأ الاحوال – الاخوان المسلمون في السيطرة على مصر، الغاء اتفاق السلام الاسرائيلي – المصري والتهديد بحرب على اسرائيل. ولكن هذا السيناريو ليس معقولا في هذه اللحظة، بل العكس، العطش للتحول الديمقراطي الذي يجرف العالم العربي كفيل بأن يُحسن المناخ السياسي في المنطقة. هذه الموجة كفيلة حتى بأن تصل الى ايران وتؤدي في نهاية المطاف الى سقوط نظام خامنئي وإزالة ما يبدو في هذه اللحظة بأنه الخطر الأكبر على اسرائيل.
اذا كان كذلك، فلماذا ينفعل وزير الدفاع؟ لماذا يضغط على زر الانذار؟ هل يرى هو امورا لا أحد منا يمكنه أن يراها؟.
هل يُحتمل ان رئيس الوزراء ووزير الدفاع يحاولان بشكل منسق "خداع" الجمهور الاسرائيلي؟ باراك يُلمح بمخاطر هائلة نقف أمامها ويشدد على تعلقنا بالسخاء الامريكي؛ أما نتنياهو فيقول انه من الافضل لنا ان نوافق على مطالب البيت الابيض ونقدم تنازلات للفلسطينيين، اذا كنا نرغب في أن نتلقى مساعدة اضافية من الامريكيين – كي نتمكن من الدفاع عن أنفسنا في وجه المخاطر الهائلة التي تهددنا، على حد قول وزير الدفاع.
يبدو هذا أكثر سخافة من ان يكون حقيقيا.
وهكذا، في تحليل سلوك زعمائنا في الفترة الاخيرة يمكن ان نصل الى الاستنتاج بأنهم يعانون من نوبة قلق. التغييرات الاخيرة التي وقعت في الساحة الدولية وفي الدول المجاورة ببساطة هزت ثقتهم بأنفسهم. فهل يوجد طبيب نفساني جيد في الوطن؟.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ  
السعودية في البحرين: الولايات المتحدة ضعفت
المصدر: "اسرائيل اليوم ـ الكسندر بليه(*)"

" دخول قوات سعودية الى نطاق البحرين، حتى وان كان تحت علم مجلس التعاون الخليجي، هو حدث غير مسبوق. فقد اقيم المجلس اصلا في 1981 من قبل الامارات العربية وعلى رأسها المملكة السعودية، على خلفية الخوف من ايران في اثناء حربها ضد حليف العربية السعودية، رئيس العراق صدام حسين. عمليا كان المجلس اطارا لاخضاع سياسة الخارجية والامن في كل الامارات لسياسة البلاط السعودي. فقد وفر للمملكة مثابة حزام الامان بينها وبين ايران التي تهدد من خلف الخليج. وجود المجلس لم يؤدِ الى أي تدخل بري من أي من الامارات في قتال ضد اعداء خارجيين. في حرب الخليج 1991 شكلت العربية السعودية قاعدة انطلاق هائلة الحجوم لقوات التحالف برئاسة الولايات المتحدة، ولكن القوات السعودية لم تجتز الحدود في أي مهامة كانت.
سياسة عدم التواجد العسكري للسعودية، في غير سياق القتال ضد اسرائيل (المملكة شاركت في القتال ضد اسرائيل في كل الحروب التي شاركت فيها مصر وسوريا) نبعت من عاملين مركزيين: تفضيل السبيل السياسي من جانب حكام المملكة المحافظين وضعف جيشهم. هذان العاملان يقفان الان عند الاختبار الكفيل بان يتطور ليصبح علامة طريق هامة في سياسة الشرق الاوسط. الملك السعودي الحالي، ابن 88، ومثله ولي العهد، ابن 87، اللذان يعانيان من صحة متدهورة، لا يعودا يتخذا اغلب الظن القرارات الهامة في السعودية. يمكن التقدير بان جهة مقربة جدا من البلاط، اغلب الظن الامير بندر بن سلطان الذي يشغل منصب مستشار الامن القومي، هو الذي يقف خلف القرار الدراماتيكي.
ليست هذه خطوة دراماتيكية في كل ما ورد بالنسبة لحجم القوة، وذلك لان الحديث يدور عن بضع عشرات من المجنزرات والمؤن اللازمة. هذه خطوة سياسية ترمي الى الاشارة للعالم باسره بان المملكة لن تسمح للاغلبية الشيعية في البحرين المدعومة من ايران وحزب الله، بطرد الملك البحريني، المؤيد للسعودية، وكشف آبار النفط السعودية أمام جهات معادية.
فضلا عن ذلك، فان معظم السكان في مناطق النفط السعودية المجاورة هم شيعة، وانتقال الاضطرابات الى العربية السعودية قد يعرض للخطر النظام الحالي في الرياض وكذا توريد النفط للغرب بأسره.
وكمن يعرف جيدا الولايات المتحدة، فلا يخفى عن ناظر الامير بندر الضربة الاليمة التي وجهتها الولايات المتحدة لنظام الرئيس مبارك، الحليف القريب من الدولتين، وذلك مقابل عدم الاكتراث من المذبحة التي يرتكبها معمر القذافي بحق ابناء شعبه. التفسير: ليبيا تنتج نحو 2 في المائة من انتاج الطاقة العالمي، ولدى مصر لا يوجد نفط. واذا كانت تعربد في ليبيا حرب أهلية فان التدخل السعودي (مصدر الطاقة الثالث في اهميته للولايات المتحدة بعد كندا والمكسيك) في البحرين، في ظل المساعدة للقمع الوحشي للمنتفضين، لن يثير رد فعل امريكي غير مرغوب فيه.
كما ان وسائل الاعلام الغربية ساعدت، دون وعي، في اسناد دخول القوات السعودية الى البحرين: فالتقارير في الاونة الاخيرة تعنى كلها بالوضع في اليابان. والاحداث في الشرق الاوسط نزلت عن العناوين الرئيسة واخلت المكان لدراما انسانية جديدة. ومع ذلك، فان توقيت العملية السعودية تأثر باحداث اليابان بشكل آخر أيضا: ففي المدى الفوري استهلاك الطاقة لليابان هبط على نحو كبير، وفور بدء عملية اعادة البناء سيزداد الطلب على النفط جيدا. عندها ايضا ستكون آبار النفط السعودية هدفا منشودا أكثر من أي وقت مضى للايرانيين. والاستيلاء على رأس جسر في البحرين ليس هاما جدا بالنسبة للعربية السعودية، الا انه يمنع أغلب الظن عن الايرانيين محاولة من جانبهم لاستغلال عدم الاستقرار البحريني من أجل "مساعدة" المنتفضين ومرابطة قوات خاصة بهم في الجزيرة، قوات تكون قريبة جدا من آبار النفط السعودية.
العالم يتابع الان بقلق ما يجري في اليابان. ولكن في الخليج الفارسي لم تصدر بعد الكلمة الاخيرة. استمرار الاضطرابات في البحرين الى جانب امكانية انتقالها الى كنوز خليجية اخرى ستشغل بال العالم بأسره على الاقل في الاسابيع القريبة القادمة. كما لا يمكن استبعاد امكانية ان يؤدي تورط عسكري سعودي مع قوات خارجية الى خلق بؤرة اشتعال عالمية جديدة".
(*) بروفيسور محاضر في دائرة الشرق الاوسط في المركز الجامعي ارئيل
16-آذار-2011

تعليقات الزوار

استبيان