المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


أخبار العدو

معادلات جديدة في قطاع غزة وأماني ومخاوف إسرائيلية.. في سوريا


كتب محرر الشؤون العبرية

تمكنت المقاومة الفلسطينية خلال التصعيد الذي شهدته الساحة الإسرائيلية الفلسطينية، من تحقيق الانجاز الأول من نوعه وحجمه منذ عملية "الرصاص المصبوب"، من المس بقدرة الردع الإسرائيلية عندما طالت مدنا إسرائيلية مثل بئر السبع وعسقلان واشدود، شكلت الحد الأقصى الذي بلغته الصواريخ خلال العدوان السابق على القطاع. في حين بدا العدو حذرا من الذهاب بعيدا في خياراته العسكرية.
وانعكست هذه النتيجة في تقديرات ومواقف الجيش الإسرائيلي الذي نقلت وسائل الإعلام العبرية عنه اعتراضه على التهدئة القائمة بين "إسرائيل" وقطاع غزة. ونقلت إذاعة الجيش عن مصادر عسكرية اعترافها بأن حركة حماس أدارت معركة التصعيد بامتياز.
لكن السؤال الأساسي، يتمحور حول سبب عدم لجوء قيادة العدو إلى تكرار أسلوب استهداف القيادة السياسية أو الذهاب نحو عملية عسكرية برية واسعة، خاصة وأنها أدت في مراحل سابقة إلى فرض معادلة ردع مغايرة لتلك القائمة الآن.
كما تنبغي الإشارة إلى أن من العوامل الأساسية التي ساهمت في تمكين "إسرائيل" وتشجيعها على تلك الخيارات، كان وجود نظام حسني مبارك الذي شكَّل عامل ضغط إضافي على فصائل المقاومة، فضلا عن تسهيله وتمهيده للطرف الإسرائيلي للذهاب بعيدا في خيارته العسكرية. أضف إلى أن فصائل المقاومة لم تكن تملك، في حينه، القدرات الصاروخية التي تملكها الآن.
أما الآن وقد تبدلت تلك المعطيات بعد سقوط مبارك، وباتت المقاومة في غزة تملك قدرات صاروخية تشكل تحديا حقيقيا للكيان الإسرائيلي، في ضوء امتلاكها لصواريخ تُمكِّنها من استهداف تل أبيب نفسها فضلا عن صواريخ أكثر تطورا مضادة للدبابات.
فضلا عن أن الظروف الدولية الحالية تختلف كثيرا عما كان سائدا في حينه، وفي هذا السياق كشف رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو عن أن الرئيس الأميركي باراك اوباما، أغدق عليه الثناء كونه يتصرف بضبط نسبي للنفس في إدارة التصعيد، مشيرا إلى أن الرد الإسرائيلي، في حال اختارت حماس تصعيد الوضع، سيكون متوازنا.
وعليه يمكن القول أن "جولة القتال" التي شهدها قطاع غزة ومحيطه، شكلت عاملاً كاشفاً عما كان يُقدَّر سابقاً بأن الإسرائيلي محكوم بقيود وضوابط يجد صانع القرار في تل أبيب نفسه ملزماً بمراعاتها على خلفية التطورات التي تشهدها المنطقة العربية.
الوضع في سوريا: خير أم شر
أما على الجبهة السورية فإن التطورات التي شهدتها الساحة السورية، خلال الأيام الأخيرة، حظيت بحضور واهتمام قويين لدى الطرف الإسرائيلي، نظرا للآثار الإستراتيجية التي يمكن أن تترتب على كل مسار يمكن أن تسلكه التطورات في سوريا...
بغض النظر عن الأبعاد الداخلية التي تنطوي عليها الأحداث والتي قد يعود في بعض منها إلى ضرورة إحداث نوع من الإصلاحات في سوريا وهو أمر يؤكد عليه الرئيس السوري بشار الأسد نفسه.
يبقى للأحداث في سوريا أبعاداً إستراتيجية وإقليمية تتصل بالكيان الإسرائيلي خاصة والمشهد الإقليمي عامة. إذ بعدما بدا أن سقوط نظام حسني مبارك، سوف يؤدي إلى بلورة معادلات إقليمية مغايرة لتلك القائمة الآن، اصبح من الواضح ان المدخل الأساسي للالتفاف على هذا التحول الذي تشهده المنطقة العربية، يكمن في إسقاط النظام السوري. وبتعبير آخر كما تمكنت إسرائيل والولايات المتحدة من إحداث تغيير في المشهد الإقليمي خلال النصف الثاني من سبعينات القرن الماضي عبر اتفاقية كامب ديفيد. فإن بدء مسار استعادة مصر يستوجب في المقابل، أميركياً وإسرائيلياً، إسقاط سوريا لقطع الطريق على إعادة بناء شرق أوسط جديد لا تملك فيها الإدارة الأميركية الكلمة الفصل.
لكن المشكلة الإسرائيلية تكمن في أن الساحة السورية قد تشهد، في الطريق إلى الأهداف المؤمَّلة (بالنسبة لتل أبيب) الكثير من التطورات (بحسب التقديرات الإسرائيلية) التي قد تكون سلبية جدا على الكيان الإسرائيلي. ويحضر فيما يتعلق بهذه المخاوف، ضمن الحسابات الإسرائيلية، تجربة العراق.. كما يحضر في تقديرات المؤسسة الاستخبارية إمكانية أن يلجأ النظام السوري، ردا على محاولة إسقاط سوريا، باستهداف "إسرائيل" بطريقة أو بأخرى، وحول ذلك صدرت العديد من المواقف المتباينة على ألسنة قادة إسرائيليين وأجهزة إسرائيلية.
وكتعبير عما تواجهه "إسرائيل" من تخبط بين مصلحتها الإستراتيجية المُلِّحة (إسقاط النظام السوري) وبين المخاوف من تطورات تمس أمنها القومي لسبب أو لآخر، لخَّص المعلق في صحيفة "معاريف"، "بن كسبيت"، الوضع في تل أبيب بالقول "يوجد في إسرائيل من يُقدِّر بأن الأسد منته، فيما آخرون يعتقدون بأنه من السابق لأوانه تأبينه، ولكن ليس لدى أحد أي فكرة حول إن كان هذا خيراً أم شراً".
03-نيسان-2011

تعليقات الزوار

استبيان