المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


أخبار العدو

المقتطف العبري ليوم الخميس: حماقة قاتلة.. يستخف بالعدو بعد عشر سنوات تحت النار


عناوين الصحف وأخبار وتقارير ومقالات مترجمة من صحافة العدو
صحيفة "يديعوت احرونوت":
ـ الوسيط يئس: المسؤول الاسرائيلي عن المفاوضات على جلعاد يعتزل بشعور من الاحباط.
ـ "الغش نعم، الرشوة لا".
ـ لائحة اتهام ضد ليبرمان، تبعا للاستماع.. ليبرمان: "أنا لست قلقا".
ـ عائلة تحت قيد الاعتقال.
ـ وثائق "ويكيليكس" الاسرائيلية: السوريون وجهوا صواريخ كيماوية نحو اسرائيل.
ـ كبير اسرائيلي: الاردن عديم القدرة.
ـ اوباما لا ينتظر اسرائيل.. الامريكيون يعرضون: الخطة لتسوية سلمية بين اسرائيل والفلسطينيين.
صحيفة "معاريف":
ـ لائحة اتهام ضد ليبرمان، تبعا للاستماع.
ـ غش، خرق ثقة، تبييض أموال، التحرش بشاهد.
ـ انتهى بالاتهام.
ـ ليبرمان لمؤيديه: "أنا لست قلقا".
ـ لا هزة، حاليا.
ـ عقد من الزمان تحت النار.
ـ يعتزل بدون جلعاد.
ـ سلالة بالأصفاد.
ـ سوريا: مظاهرات نسائية ضد الاعتقالات.
ـ الدبلوماسي الامريكي الذي تحدث مع هرتسوغ: أقواله زُيفت.
صحيفة "هآرتس:
ـ فينشتاين يحسم: اتهام ليبرمان بالغش، بخرق الثقة وبتبييض ملايين الدولارات.
ـ مبارك، عقيلته ونجلاه يُعتقلون للاشتباه بسرقة مليارات الدولارات من الشعب المصري.
ـ كلينتون: اوباما سيعرض قريبا سياسة الولايات المتحدة في الشرق الاوسط.
ـ حجاي هداس، المبعوث للمفاوضات لاعادة الجندي جلعاد شليط، يُنهي مهام منصبه.
ـ مظاهرات ضد النظام السوري في مدينة حلب؛ النساء يُغلقن الطريق احتجاجا على الاعتقالات.
صحيفة "إسرائيل اليوم":
ـ ليبرمان: أنا غير قلق، عملت بحسب القانون.
ـ بنود الاتهام: غش، تبييض أموال وخرق ثقة.
ـ المتهم: وزير الخارجية.
ـ خمس سنوات وآلاف الوثائق.
ـ الوسيط حجاي هداس يعتزل من منصبه.
ـ إقرار شراء اربع بطاريات "قبة حديدية".
أخبار وتقارير ومقالات
عشر سنوات تحت النار
المصدر: "معاريف ـ ليئور أبني"

في عطلة عيد الفصح في 16 نيسان/ أبريل 2001 أصاب أول صاروخ قسام مدنية سديروت. لقد مضى عشر سنوات كاملة على هذا اليوم، وفقط في الاسابيع الاخيرة، تلقى سكان المدينة وكل المنطقة تذكير يفيد بأن هذا الوضع لم يتغير. وتحولت مدينة سديروت حاليا الى عاصمة صواريخ القسام لاسرائيل.
إن صاروخ القسام الاول الذي أصاب المدينة أستقبل باستغراب واستهجان. لم يكن يومها يوجد صافرة انذار، ولم يعرف أحد هذا الصاروخ الذي كان يشبه ماسورة غير متفجرة اطلقت من غزة. لكن تحولت بسرعة صواريخ القسام الى أمر روتيني يهدد حتى اليوم كل المنطقة.
رئيس المدينة السابق إيلي موئيل يذكر جيدا سقوط أول صاروخ. كان يجلس في شرفة منزله وفجأة سمع صوت اصطدام لم يولي موئيل له أي اهتمام، الى أن رأى الحفرة في الارض والدخان الاسود يتصاعد منها، ووصول قوات الامن وسيارات الاسعاف الى المكان.
قال له أحد الضباط لا تحدث أحدا بالموضوع ، فبحسب معلوماتنا اطلق من غزة صاروخين سقطا هنا في سديروت. موئيل المستهجن وجد صعوبة في أن يصدق بأن الصاروخ قد وصل الى مدينته. هو أيضا لم يفهم بأنه في ذات اللحظة بأن سكان سديروت قد انتهت حياتهم الطبيعية.
ويستذكر موئيل بالقول "أنا اعتقد أنه جاء في نفس اليوم الى سديروت كل اركان الحكومة والاركان العامة في الجيش الاسرائيلي، بالطبع كان كل الصحفيين موجودون أيضا هناك. أنا أقول بمسؤولية في ذلك الوقت كان الجميع متأكدين بأنها حادثة معزولة ولمرة واحدة، وأن أحدا لا يريد تجاوز الخط الاحمر مرة أخرى. لم يخطر في بال أحد بأنه سيستمر تساقط الصواريخ عشر سنوات".
وقال الموسيقار حايم أولئيل الذي كتب أغاني تتناول الوضع في سديروت أنه لا ينسى هذا اليوم الفظيع، أنا أذكر أنهم قالوا لي أن هذا الصاروخ سقط في منطقة مفتوحة وأنا لم أفهم ما المقصود  من ذلك. لم اعرف ماذا يعني القسام وما الذي يمكن أن يفعله. أنا أعتقد ببساطة أنني لم أستوعب أنه سقط صاروخ في وسط المدينة.
2000 صاروخ في السنة
عضو الكنيست عامير بيرتس الذي كان يومها رئيس الهستدروت العمالي كان يومها في عزاء بسبب موت ابيه، وهو يجلس يتلقى التعازي بدأت الاشاعات تتحدث عن اطلاق صاروخ باتجاه المدينة. ويقول بيرتس أنه في نفس اليوم كانت ساحة منزلي تعج بالناس الذين اتوا من كل أرجاء البلاد لتعزيتي، وحينها تم سماع صوت انفجار قوي، لم يفهم الناس ما الذي حدث بالضبط، لكن بسرعة فائقة جاءت البشارة ان الامر يتعلق بصاروخ. ان كل من هو ليس من سديروت هرب من المدينة. لاحقا أوضحت حماس أن هذا الصاروخ هدفه التحرش باسرائيل. ويضيف بيرتس في البداية لم نتعامل مع القسام على أنه شيء يمكن أن يهدد أو يعرض حياتنا للخطر. لقد تعاملنا مع هذا على انه محاولة من الفلسطينيين للتهديد وليس أكثر من ذلك. لم نعتقد أن هذا يمكن أن يحدث أضرارا أو خسائر في الارواح وتعاملنا معه بلا مبالاة".
لقد مضى على هذه الحادثة عشر سنوات، إنها فترة زمنية لا تصدق، عاش فيها سكان سديروت وسقط عليهم الفي صاروخ ، وصواريخ القسام البسيطة التي كانت تطلق يومها هي ليست الصواريخ المتطورة التي تهدد المدينة اليوم. يومها كانت الصواريخ جدا بدائية والهدف الذي حققته حماس هو في نفس اطلاقها وليس في الاضرار التي كبدتها هذه الصواريخ.
لم يكن التصعيد سريعا. في 16 نيسان من العام 2001 أطلق كما أسلفنا الصاروخ الاول الى سديروت. وفي نهاية نفس العام أطلق أيضا اربعة صواريخ فقط. في العام 2002 أطلق 35 صاروخ قسام. وفي العام 2003 أطلق 155 صاروخ قسام. وفي العام 2004 أطلقوا 281 صاروخ، وفي العام 2005 أطلق 179 ، وفي العام 2006 سجل ارتفاع في اطلاق الصواريخ حيث وصل العدد الى 946 صاروخ ، وفي العام 2007 سجل تراجع في عدد الصواريخ حيث اطلق 783 وفي ال2008 عام عملية الرصاص  المسكوب سقط 2048 صاروخ قسام على سديروت. أما منظومة الانذار فقد تم نصبها فقط في العام 2004.  
وبحسب كلام رئيس المدينة الاسبق موئيل فإن كل الحكومات في العقد الأخير مسؤولة عن ذلك، إذ أنه من قصف موضعي نبتت ظاهرة أثرت على الكثير من نواحي حياة السكان. لقد كانت تشهد المدينة ازدهارا في قطاع البناء وأنا أذكر الآلاف من سكان أشكلون الذين انتقلوا للسكن في سديروت، وفجأة بعد صواريخ القسام هرب الجميع من هنا. لقد وصل الامر الى أنه لم تبنى شقة واحدة في سديروت طيلة تسع سنوات. لقد وصلت الاسعار هنا للشقة الى حد 100 ألف شيكل حيث كان بالامكان شراء شقة مؤلفة من ثلاث غرف ومع ذلك الناس لم يشتروا. ببساطة لقد توقفت المدينة في كافة مجالات الحياة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
خطة الجيش الإسرائيلي متعددة السنوات: الحرب محتملة على جبهات عدة
المصدر: "جيروزاليم بوست ـ يعقوب كاتس"

" استناداً لخطة الجيش الإسرائيلي متعددة السنوات الجديدة، وتُدعى حلميش، تزداد فرصة وقوع الحرب على جبهات عدة في العام 2011.
تلخص الخطة موقع إسرائيل الإستراتيجي الحالي في الشرق الأوسط وسط الاضطراب الحاصل في المنطقة وخصوصاً إثر تغير النظام في مصر والتأثير الذي سيُخلفه على الجيش الإسرائيلي وبنيته.
من غير المتوقع أن تتضمن الخطة، التي ستُغطي على خمس سنوات، تغييرات رئيسية جراء التطورات المصرية.
وبناءا للخطة، فستزيد إسرائيل من عدد الصواريخ الاعتراضية من نوع حيتس الموجودة حالياً في ترسانتها وستستلم البطارية الأولى من نوع رمح داوودـ المعدة لاعتراض الصواريخ متوسطة المدىـ بحلول العام 2013.
ويعمل الجيش الإسرائيلي أيضاً مع رفائيل حول إمكانية استلام البطارية الثالثة من نوع القبة الحديدية في نهاية العام 2011. وثلاث بطاريات أخرى ستُسلم مع نهاية العام 2012.
إن التهديدات التي ستواجهها إسرائيل في السنوات القادمة منبعها إيران ويليها حزب الله وسوريا وحماس في قطاع غزة.
في الأنظمة الجديدة، سيواصل الجيش الإسرائيلي جهده للحصول على حاملة الجند المدرعة نمير المبنية على هيئة دبابة المركافا 4 بالإضافة إلى قدرات جديدة لكتائب المشاة ما يجعل الجنود أكثر فتكاً في القتال.
ويبحث سلاح المدفعية عن زيادة عدد بطاريات MLRS التي يُشغلها وقد نشرها في مرتفعات الجولان. تُعد بطاريات MLRS نظاماً متعدداً لإطلاق الصواريخ وله مديات طويلة وقدرة فتاكة عالية ودقة إصابة عالية المستوى.
 في العام القادم، سيصوغ الجيش الإسرائيلي أيضاً خطة جديدة متعددة السنوات تهدف لوضع دفاعات للبنية التحتية العسكرية الهامة التي قد تتعرض لهجمات انترنت مستقبلية من بلدان كإيران التي يُعتقد بأنها تعمل على الحصول على هكذا قدرات.
في الأشهر المقبلة، سيتوجب على رئيس هيئة الأركان الفريق بني غنتس أخذ القرار حول ما إذا كانت البحرية الإسرائيلية ستتلقى الميزانية من أجل شراء سفينتي صواريخ جديدتين. لقد صُدق على امتلاك السفينتين في العام 2007 قبل الخطة الحالية لكن جراء الثمن الباهظ للسفينة في الولايات المتحدة علّق الجيش الإسرائيلي عملية الشراء.
الآن، تبحث البحرية الإسرائيلية عن إمكانية تصنيع سفينتين جديدتين بناء على تصميم ألماني في حوض بناء السفن في إسرائيل، حيفا".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جائزة هرتسوغ للمساهمة الفريدة مُنحت لمئير دغان
المصدر: "القناة السابعة"

" مُنحت جائزة باسم رئيس الدولة "حاييم هرتسوغ" المتوفي للمساهمة الفريدة لدولة إسرائيل في مجال سياسات الخارجية والأمن لسنة 2011 هذا المساء لرئيس الموساد السابق "مئير دغان".
تُمنح هذه الجائزة له من قبل رئيس الجامعة العبرية البروفيسور "مناحيم بن سسون" والسيدة "أورا هرتسوغ".
كُتب في مسوغات لجنة الجائزة أن "نشاطه الواسع من أجل تطوير أمن الدولة إمتد طوال خدمته في مؤسسات الأمن المختلفة. ما هو مخفي أكثر مما هو معروف عن عمل "مئير دغان"، وإسهامه لأمن الدولة لا يُقدّر بثمن".
شارك دغان في حرب الستة أيام في العام 1967، شارك خلالها في القتال في هضبة الجولان. في حرب يوم الغفران في العام 1973 قاتل في الجبهة الجنوبية وفي حرب سلامة الجليل في العام 1982 قاد لواء المدرعات "باراك". بعد ذلك عُيّن لقيادة وحدة الإرتباط في لبنان، ولاحقاً خدم كمستشار خاص لرئيس هيئة الأركان العامة، كرئيس لواء العمليات وكمساعد رئيس شعبة العمليات. في العام 1995 غادر دغان الجيش برتبة لواء بعد 32 سنة خدمة حصل خلالها على وسام الشجاعة. بعد مغادرته خدم دغان كمستشار مكافحة الإرهاب لرؤساء الحكومة "إسحاق رابين" و"بنيامين نتنياهو" وفي العام 2002 عُيّن لمنصب رئيس الموساد للاستخبارات والمهمات الخاصة، وبقي في هذا المنصب حتى العام 2010.     
وكُتب حول مساهمة دغان لأمن دولة إسرائيل في مسوّغات اللجنة: قيل الكثير عن إسهام دغان في أمن إسرائيل ومن الأفضل الصمت أمامها. طريق مئير دغان المهني يتضمن قتال في حروب إسرائيل الثلاثة وسيرته الذاتية مرتبطة بتاريخ دولة إسرائيل".
وكُتب حول نشاطه في الموساد للاستخبارات والمهمات الخاصة: "طيلة كل سنوات خدمته حظي بمديح كثير حول عمله، قدراته وإبداعاته. من الصعب التفصيل الى أي حدّ ساهم نشاطه لدولة إسرائيل، لكن تبقى الإشارة الى أن الموساد برئاسته قدّم نشاطات تهتم بالقضاء على الإرهاب، بالإضافة الى عرقلة البرنامج النووي الإيراني".
الجائزة باسم حاييم هرتسوغ المتوفي تُمنح منذ سنتين في الذكرى السنوية لوفاة رئيس الدولة السابق حاييم هرتسوغ، لشخصية ساهمت مساهمة فريدة لدولة إسرائيل في المجالات التي تُلامس سيرة هرتسوغ الذاتية. وتُمنح هذه الجائزة من قبل الجامعة العبرية في القدس بالتعاون مع (جمعية) ياد حاييم هرتسوغ".  
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المسؤول الاسرائيلي عن المفاوضات على جلعاد يعتزل بعد شعوره بالاحباط
المصدر: "يديعوت احرونوت – اليكس فيشمان"

" حجاي هداس هو ضباط بولندي وسيؤدي باخلاص كامل كل مهمة يكلف بها. وهو ليس الرجل الذي يلقي بالمفاتيح، يتذمر ويعتزل باطلاق التصريحات ومظاهر الغضب. مع ذلك، فان الصورة النقية التي تفهم من بيان ديوان رئيس الوزراء عن المبررات وعن التوقيت لاعتزاله، بعد أن قضى أقل من سنتين في منصب الوسيط الاسرائيلي في صفقة شليت، لا يروي كل الحقيقة. صحيح، عقيلة هداس تخرج لسنة اجازة الى خارج البلاد، وهذا بالفعل "السبب الشخصي" لطلبه انهاء مهام منصبه. ولكن مشكوك فيه جدا أن يكون هذا هو السبب الاساس. السبب الاساس هو انه في واقع الامر لم يحصل أي شيء جوهري في المفاوضات لاعادة جلعاد شليت. ومنذ فترة يسمع محيط هداس المهني تلميحات بعدم الرضى والاحباط من أن جلعاد ليس في الطريق الى الديار.
القيادة السياسية لحماس كانت مستعدة لعقد الصفقة حسب العرض الاسرائيلي الاخير. من عارض الحل الوسط الاسرائيلي كانت القيادة العسكري في حماس، ولكن رئيس الوزراء يتردد ولا يقرر. من جهة يرفض اتخاذ القرار لتحقيق الصفقة، ومن جهة اخرى يرفض اتخاذ القرار بمسارات عمل اخرى. بحيث أن الوضع من شأنه أن يبقى عالقا لاجيال وهذا أغلب الظن هو السبب المركزي لقرار هداس الخروج في سنة اجازة عقيلته والا يبقى عالقا في منصب الوسيط دون جدوى. وأمس في الخامسة بعد الظهر أبلغ السكرتير العسكري لرئيس الوزراء، اللواء يوحنان لوكر بانهاء مهام منصبه. وفي المساء وصل هذا الى مسمع نتنياهو واتفق على صياغة محترمة لا تخلف أي ضرر.
بقدر ما هو معروف، ليس لرئيس الوزراء مرشح للحلول محل هداس. في الماضي، قبل تعيينه، عرض المنصب على الوزير دان مريدور والعقيد احتياط ليئور لوتن، الذي نسق موضوع الاسرى والمفقودين في الجيش الاسرائيلي. كما أن لوتن كان المرشح مؤخرا لمنصب الناطق العسكري تحت رئيس الاركان المرشح يوآف غالنت. ومن المعقول الافتراض بان حجاي هداس سيبقى في منصبه الى أن يوجد له بديل. وقد أعلن عن نيته الاعتزال للوسيط الالماني ايضا، والذي يوجد في المنطقة كما أبلغ بذلك عائلة شليت. والان ينبغي أن نرى اذا كان رئيس الوزراء سيتخذ القرار على الاقل في موضوع الشخص الذي سيحل محل هداس".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في ظل الاحتفال
المصدر: "هآرتس ـ  رؤوفين فدهتسور"

" لا شك في أن الإحتفال الإعلامي، الذي يترافق مع التشغيل التنفيذي لمنظومة القبة الحديدية، يرفع المعنويات ويجعلنا فخورين. للأسف الشديد، الفرح سابق لأوانه قليلاً وبنسبة كبيرة ليس في محله. لا جدل في الإنجاز التكنولوجي المدهش لرفائل. والأمر لا يتعلق بتطوير منظومة دفاعية، قادرة على ضرب قذائف صاروخية أثناء طيرانها. لكن المشكلة الوحيدة هي أن القبة الحديدية ليست الحل الصحيح والمطلوب لمشكلة القسام وقذائف الهاون التي تطلق من قطاع غزة.
سنبدأ بذلك، بما أن كلفة الإعتراض لكل صاروخ عالية جداً، فعلى الفلسطينيين فقط إطلاق صواريخ أكثر فأكثر، رخيصة جداً، لتفريغ مخازن الصواريخ للقبة الحديدية خلال وقت قصير نسبياً. ثمن صاروخ القبة الحديدية هو حوالي 100 ألف دولار. وعليه، فإن كمية الصواريخ التي يمكن أن تشتريها المؤسسة الأمنية محدّدة مسبقاً، رغم ذلك يريدون تسخير الموازنة الأمنية لشراء صواريخ دفاعية.
في حرب طويلة ضد حماس، التي تمتلك آلاف الصواريخ، قد يُفرغ مخزن الصواريخ للقبة الحديدية، وحينها سنصبح مكشوفين كالسابق. حالياً بحوزة الجيش الإسرائيلي منظومتين من القبة الحديدية. عدد الصواريخ التي وضعت في هاتين المنظومتين سرّي، لكن هناك قلق من أنه في حال زاد الفلسطينيون من وتيرة إطلاق الصواريخ، سنبقى خلال وقت قصير بلا صواريخ دفاعية. وهاتان المنظومتان تدافعان عن منطقتين محدودتين في محيطهما. وكل باقي مناطق الجنوب، أشدود ومحيطها، على سبيل المثال، غير محمية.
على كل حال، منظومة القبة الحديدية لا توفر حماية سحرية. يوم الأحد من هذا الأسبوع فشلت المنظومة بمحاولة اعتراض غراد. ولحسن الحظ، الصاروخ لم يوقع ضحايا. لكن ماذا سيحصل لو أن الغراد تجاوز المنظومة الدفاعية وأصاب مدرسة في أشكلون في منتصف اليوم الدراسي؟ البهجة المرافقة لتشغيل القبة الحديدية ستتلاشى كلياً.
ومع ذلك نُشر  بأنه بعد نجاح الاعتراض_ يتوقع من الحكومة أن تقرر المصادقة على شراء أربع منظومات قبة حديدية إضافية. بالإضافة إلى الكلفة العالية جداً للمنظومات هذه، ستمر سنوات حتى تركّب. إلى ذلك الحين سنبقى بلا حماية.
وهذه ليست المشاكل الوحيدة. المشكلة المركزية هي أن القبة الحديدية لا يمكنها توفير حماية لمستوطنات غلاف غزةـ لا لـ سديروت ولا للمدارس وللروضات في مستوطنات المجلس الإقليمي شاعر هنيغف (بوابة النقب). ففي بداية مرحلة تطوير القبة الحديدية كان واضحاً بأنها لا تستطيع الدفاع عن المستوطنات التي تقع على بعد أقل من أربعة كيلومترات من حدود قطاع غزة.
كما أن القبة الحديدية ليست قادرة على مواجهة قذائف الهاون، التي هي جزء مهم جداً من التهديد على مستوطنات غلاف غزة. بمعنى، أن منظومة الدفاع لا تعطي حلاً للحاجة الأساسية التي طُورت من أجلها، وهي الدفاع عن سديروت وجوارها.
في ظل الاحتفال يتجاهلون في المؤسسة الأمنية أن هناك منظومة دفاعية ناجعة، تؤدي دورها وهي رخيصة، تدافع عن القوات الأميركية في العراق وفي أفغانستان ضد الصواريخ وقذائف الهاون. وهذه المنظومة قادرة على مواجهة التهديدات على مستوطنات غلاف غزة. المقصود هو مدفع سريع الإطلاق فولكان بلانكس، الذي يمكن أن يُجلب إلى إسرائيل فوراً وبثمن تافه. حان الوقت لتوضيح الإصرار في المؤسسة الأمنية على عدم استقدامه إلى إسرائيل وتركيبه بالقرب من سديروت. هل سيضرنا، لا يمكن".  
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هذا ضعف وهذا مردوده
المصدر: "هآرتس ـ يسرئيل هرئيل"

" في ذروة الهجوم المضاد الذي أصاب ناس حماس وبناها التحتية، أضاعت اسرائيل الفرصة ووافقت على هدنة. تجاهلت الحكومة المشحونة بأناس الأمن أحد القواعد الأكثر أساسية في ادارة معركة ألا وهي استغلال النجاح (وإلا فان حماس ما كانت لتكون متحمسة للهدنة) حتى احراز حسم.
يصعب حتى على السكان في الجنوب برغم انهم كانوا سيظلون يعانون من الصواريخ زمانا آخر، يصعب عليهم فهم هذا المنطق الغريب. الآن سينتعش العدو بالضبط كما حدث بعد عملية "الرصاص المصبوب"، التي وقفت هي ايضا وهي في ذروتها، ويتسلح استعدادا لجولة اخرى أشد فتكا من سابقتها. من ذا يعلم كم من الحافلات الصفراء ستصاب نتيجة ضعف رأي المستوى صاحب القرار ووهن ارادة الحسم عند قيادة مستوى العمليات.
إن التعليل الذي يقول إن الموافقة ترمي الى تمكين السكان والمتنزهين من أن يُعيدوا عيد الفصح في هدوء، يميز سطحية الحكومة وقصر نظرها لا في مجال الأمن وحده. ففي حين يُظهر أكثر المواطنين قدرة على الثبات تُمكّن من اتخاذ خطوات تمس بالعدو وتُجبره على وقف اطلاق النار مدة طويلة، توحي الحكومة الى حماس مرة اخرى والى كل قوة اخرى تُدبر لنا الشر بأنه لا استعداد عندها أو قدرة على المخاطرة التي تفضي الى الحسم.
يشارك الجيش الاسرائيلي ايضا في هذا الواقع الجوهري – لا الآن فقط ولا في مجابهة حماس فقط. إن مهمة الجيش أن يثبط سلفا مسا بمواطني الدولة وألا يكتفي (كالشرطة وجهاز القضاء) باعتقال منفذي العمليات. منذ بداية سنوات الألفين بدأ الفلسطينيون عمليات انتحار. إن جيش الشعب بعد أن حصن نفسه (على اختلاف المعاني الاخلاقية في ذلك لانه يفترض ان يدافع أولا عن المواطنين وعن نفسه بعد ذلك فقط)، اكتفى بعمليات دفاع صغيرة حتى عندما قُتل مئات من الاسرائيليين.
بعد العملية التفجيرية في نتانيا فقط في ليل عيد الفصح في 2002 عندما شعرت الحكومة بأن الجمهور يوشك أن يثور، خرج الجيش الاسرائيلي في عملية "السور الواقي". وقد ضاءلت العملية بطبيعة الامر عدد العمليات بقدر كبير. فاذا كان الامر كذلك فلماذا لم تُستعمل هذه الوسيلة قبل الآن بسنة أو أكثر؟.
خرج الجيش الى عملية "الرصاص المصبوب" ايضا بعد شهور كثيرة فقط تلقى الجنوب فيها آلاف القذائف الصاروخية، لا مع بدء اطلاق الصواريخ، عندما كان يمكن منع أكثر المعاناة والضرر. وآنذاك ايضا كما في حرب لبنان الثانية، جرى وقف العملية وهي في ذروتها وبسبب طلب الجيش الاسرائيلي بقدر غير ضئيل.
ولما كانت البنى التحتية لم يتم القضاء عليها ولم يجر اخراج قيادة الارهاب من القدرة على العمل، استمر الجحيم في الجنوب وزاد تهريب الصواريخ (من المسؤول عن هذا؟) القادر بعضها اليوم على اصابة تل ابيب ايضا.
إن نظام "القبة الحديدية" يثبط هذه الصواريخ (في حين ستظل قذائف الرجم وصواريخ القسام تسقط). لكن هذا ايضا بدء مسيرة تمنح فيها اسرائيل – التي تهرب كما تُثبت الهدنة من الحسم – المنظمة الارهابية الحرية في أن تمص نخاع ميزانية الدفاع بواسطة اطلاق صواريخ رخيصة موجودة عندها بوفرة من اجل أن يجري تثبيطها بصواريخ باهظة الثمن.
احتفاء بعيد الفصح تلقت حماس، علاوة على وقف اطلاق النار، حقنة تشجيع غير متوقعة: فقد انضم عدد من "السابقين" في جهاز الأمن وطلبوا الى الحكومة أن تستسلم لمطالبها وأن تفرج عن نحو من ألف مخرب مقابل جلعاد شليط. نتعلم من حكمة المطلب وتوقيته الكامل من جملة ما نتعلم كيف وصلنا الى هذه الهاوية وهي عدم القدرة على وقف نشاط منظمات الارهاب التي تقتل مواطني اسرائيل وتطلق عليهم آلاف الصواريخ وتختطف مدنيين وجنودا وتُملي شروط استسلام للافراج عنهم. فان "السابقين" واشباههم ترأسوا المعركة في مجابهة حماس وحزب الله وأشباههما. هل عجزهم يمنحهم الحق الاخلاقي أو المهني على نحو خاص لطلب هذا الاستسلام؟".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ألعوبة التسونامي السياسي
المصدر: "معاريف ـ  نداف هعتسني"

" تعالوا نفترض أن مندوبي "الرباعية" سيطلبون من دولة اسرائيل ان تعود الى حدود خطة التقسيم: بأن تُسلم يافا الى الفلسطينيين، وتُدول غربي القدس وتتخلى عن جزء من الجليل والنقب. وتعالوا نفترض ايضا أن يحدث حقا "تسونامي سياسي" اذا لم نستجب للطلب. ستنعقد في ايلول القريب الامم المتحدة وتعترف بدولة فلسطينية في حدود التقسيم وتفرض علينا عقوبات اذا لم نُطع.
هل يوجد يهودي – صهيوني يقترح الاستسلام؟ واذا حدث من الغد "اعصار دبلوماسي"، طُلب إلينا في اطاره الغاء قانون العودة وأن نصبح دولة ليست دولة الشعب اليهودي، فهل نتكمش آنذاك ايضا؟ الجواب عن هذه الاسئلة واضح وهو يشابه الجواب الذي يجب أن يوجه لحملة الضغوط التلاعبية التي تُصاغ الآن علينا.
الحديث عن حملة تشارك فيها عناصر خارجية، لكن أساسها وجوهرها يُدبر من بيننا. ومن نتيجتها أننا نُكشف لعناوين صحفية يومية تحاول أن تهددنا بأمر "تسونامي سياسي" قريب. وفي نفس الوقت نُنذر من كل صوب بمبادرات "جديدة" مشحونة كلها بوجوه قديمة تطلب الاستسلام بلا شرط وأن يُسلم العدو القدس وغور الاردن ويهودا والسامرة.
غير أن تهديدات التسونامي يجب ألا تؤثر في الحفاظ على حقوقنا ومصالحنا الوجودية. فكما لن نوافق على العودة الى حدود 1947، لن نتخلى عن يافا وأكثر النقب والجليل وايلات، وكما لن نلغي قانون العودة الذي لا تسويغ لوجودنا باعتبارنا شعبا من غيره، فلن نتخلى ايضا عن السيادة على جبل الهيكل وبيت إيل والخليل. فمن غيرها كلها لا تسويغ للعودة الى صهيون ولن نستطيع أن نحافظ بعد على أنفسنا بصفتنا أمة.
على العموم إن استعارة التسونامي التي اختارها مُدبرو حملة التلاعب هذه تُثبت فقط لماذا لا يجوز الاستسلام. هل تخلى سكان اليابان عن مناطقهم الساحلية بسبب الضحايا وخطر تسونامي في المستقبل؟ هل سيتركون الأقاليم التي يسكنونها بسبب الزلازل القريبة؟ لا بطبيعة الامر، بل سيُحسنون ويحاربون ويبقون في ارضهم.
بيد أن تسونامينا بخلاف ذاك الياباني ليس من أحداث الطبيعة. إن جزءا منه وهمي وجزءا من عمل يد الانسان. قام ببناء هذا التسونامي منذ سنين عناصر من اليسار المتطرف ثابتة بيننا يُنفق عليها في الأساس مال اجنبي. لكن التسونامي الخارجي تُدبره لنا ايضا عناصر من اليسار الاسرائيلي أقل ضعفا، وكأنما أدركوا انه لا أمل في اخضاع الجمهور الاسرائيلي على نحو ديمقراطي واقناعه برأيهم، ولهذا اتخذوا لهم عادة ثابتة وهي أن يهددونا بضغط دولي ويبنوه بأيديهم.
وهكذا ينتقلون من عاصمة الى عاصمة ويحاولون أن يجلبوا علينا كارثة طبيعية دولية تكسر على نحو غير ديمقراطي الحكومة والجمهور الاسرائيلي. ومع كل ذلك فان قدرتهم محدودة. نُشر هذا الاسبوع فقط استطلاع للرأي يبرهن على مبلغ كون الجمهور الامريكي يؤيد الموقف الاسرائيلي في عدم الانطواء أمام الفلسطينيين، ومبلغ كون هذا التأييد قد ازداد إزاء عداوة ادارة اوباما.
في مقابلة ذلك نُبلغ عن التأييد الكاسح لنا في مقر وزارة الدفاع الامريكية في واشنطن، الى درجة أن تأييدا صارما الى هذا الحد للمواقف الاسرائيلية كما سُمع أخيرا في لجنة العلاقات الخارجية التابعة لمجلس الشيوخ الامريكي لم يُسمع حتى في لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست. وتعلمون أنه لا يمكن أن يحدث تسونامي سياسي حقيقي دون الولايات المتحدة".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حماقة قاتلة
المصدر: "هآرتس ـ أوري أفنيري"

" قال شكسبير إن الانسان يعاود في شيخوخته طفولة ثانية. إن شيئا ما مشابها يحدث اليوم لدولة اسرائيل.
كانت جولة العنف الجديدة على طول قطاع غزة فظيعة رهيبة. أُطلق صاروخ على حافلة اولاد. وقُتل ما لا يقل عن 15 فلسطينيا في اعمال الرد فيهم مدنيون ونساء واولاد. واضطر مئات الآلاف من الاسرائيليين الى العيش في "مجالات محصنة" في خوف دائم. وكل هذا نتاج سياسة صبيانية.
من الذي بدأ؟ الامر واضح للاسرائيليين: فقد بدأ هذا باطلاق النار البغيض على حافلة الاولاد وكان يجب علينا ان نرد على ذلك. ومن الواضح للفلسطينيين أن ذلك بدأ بقتل مسؤول حماس الكبير، وكان يجب عليهم ان يردوا. وقد سبق هذا… وسبق ذاك… وسبق ذاك…
كيف سينتهي هذا؟ يبدو اليوم انه لا نهاية له. فكل طرف يُصر على ألا يدع الطرف الثاني يطلق الطلقة الأخيرة.
كان القرار الصبياني الاول لنا وهو انه لا يجوز لاسرائيل على أي حال من الاحوال ان تعترف بسلطة حماس لان حماس منظمة ارهابية لا تعترف بدولة يهودية وديمقراطية. ولان حماس هي كذا وكذا.
هذه حماقة خالصة قاتلة. إن حماس في الحقيقة هي كذا وكذا. لكنها السلطة الفعلية في غزة. حاولنا اسقاطها وقويت نتاج ذلك. والى ذلك فانه في الوثائق السرية التي نُشرت مؤخرا تبين أن رجل أمن اسرائيليا مركزيا قال لدبلوماسي امريكي إن اسرائيل معنية خصوصا بوجود سلطة حماس في غزة في الأمد القصير لأن كل سلطة اخرى ستكون اسوأ.
اذا كان الامر كذلك فلماذا هذه اللعبة الدامية؟ لماذا الاستمرار في خداع الجمهور في اسرائيل في حين ان الحل سهل؟ يجب على اسرائيل ان تعترف بسلطة حماس في غزة "بالفعل"، باعتبارها واقعا قائما. ويجب أن يُجرى مع السلطة القائمة تفاوض في شؤون عملية تحتاج الى تسوية.
لا قيمة لـ "تهدئة" اخرى غامضة يتم احرازها مرة اخرى بواسطة طرف ثالث غامض من غير تفاصيل ومن غير اتفاق رسمي. يُحتاج الى وقف اطلاق نار رسمي يُثبّت بوثيقة مكتوبة، تحدد نظاما لاستيضاح الشكاوى. يُحتاج الى طرف ثالث متفق عليه، مكشوف وثقة يشرف على هذه المسيرة.
العلاقة بقطاع غزة كلها فوضوية. فالحصار الذي كان يرمي الى اقناع السكان لاسقاط سلطة حماس فشل وأصبح عقبة. علينا أن ننفصل نهائيا عن غزة؛ ومعنى ذلك أن ندع لغزة أن تنفتح على سائر الاتجاهات: بأن تفتتح ميناء غزة ومطار غزة والحدود مع مصر. برهنت اسرائيل على أنها قادرة على منع إدخال وسائل قتالية بطرق اخرى أشد نجوعا. ويتعلق هذا ايضا بالقافلة البحرية القادمة التي ترعبنا. فلتُبحر بسلام كما تهوى.
هذا ما يقول المنطق. أومأ الى هذا ايضا رئيس الموساد السابق افرايم هليفي. وكل شيء آخر هو ألعاب تفخيم للشأن غبية – هو بدأ فليكف أولا وما أشبه ذلك. هذه ببساطة غباوة قاتلة.
أصابت صبيانية ثانية ايضا بنيامين نتنياهو إذ جاء ليمنع "التسونامي" الذي أخذ يثور ألا وهو الاعتراف الدولي بدولة فلسطين في حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. إن نتنياهو الذي يؤمن بأن كلمة واحدة تساوي ألف فعل يخطط لأن ينقل الى سلطة مستقلة فلسطينية عدة قرى اخرى وأن يدعو الى مؤتمر دولي يشبه مدريد وأن يقنع دولة اخرى في أن تصوت معارضة الاعتراف بدولة فلسطين.
كم مرة يمكن معاودة هذه الألاعيب الصبيانية ولا سيما حينما يتوقع أن يكون رد العالم عليها صيحة بسيطة: "أيها الاسرائيليون ضقنا بكم ذرعا!".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يستخف بالعدو
المصدر: "هآرتس ـ  يوسي ملمان"

" بعد تعيين يورام كوهين رئيسا لجهاز الامن العام توجته وسائل الاعلام بالمديح لشخصيته وتجربته وقدراته. لم يكن بعض النعوت دقيقا كثيرا، أو كانت مبالغا فيها مثل زعم انه خبير بايران مثلا. إن كوهين عمل مدة ما رئيسا لوحدة صغيرة عالجت تثبيط التجسس العربي والايراني لكن هذا لا يؤهله ليكون صاحب خبرة بهذه الدولة. لكن أهم من ذلك أن نفحص عن آرائه إزاء التحدي المركزي الذي سيجابهه "الشباك" في السنين القادمة: حماس.
يُظهر كوهين استخفافا بحماس ويعتقد انها منظمة ضعيفة من جهة عسكرية، فشلت فشلا ذريعا في عملية "الرصاص المصبوب". كتب هذه الامور قبل نحو من سنة ونصف في مقالة نشرها مع جيفري وايت، وهو رجل استخبارات امريكي من قبل معهد واشنطن لبحوث الشرق الاوسط. يزعم الاثنان في المقالة أن "حماس فشلت" ويعدّان سلسلة طويلة من الاخفاقات: فهي لم تنجح في ردع اسرائيل عن الهجوم؛ ولم تنجح في إحداث خسائر في الجيش الاسرائيلي أو السكان المدنيين في اسرائيل في حين أن "حماس نفسها تحملت خسائر"؛ وكان قادتها السياسيون والعسكريون من غير "شجاعة شخصية" و"عمليات المنظمة العسكرية كانت ضئيلة الشأن دون توقعاتها".
إن تجدد اطلاق النار في الاسبوعين الأخيرين بين اسرائيل وحماس والمنظمات الاخرى التي تعمل في غزة يبرهن على انه يمكن ألا يثبت تقدير كوهين لامتحان الواقع. على كل حال يمكن بسهولة تطبيق نقاط الضعف والاخفاقات التي يعزوها الى حماس على اسرائيل ايضا.
المؤامرة
في الاسبوع الماضي بثت القناة الاولى فيلما عن العميد جو ألون، وهو ملحق سلاح الجو في الولايات المتحدة، الذي قُتل في تموز 1973 قبل ثلاثة اشهر من حرب يوم الغفران، عند مدخل بيته في ضاحية في واشنطن. لم يُحل الى اليوم لغز القتل الذي نفذه مختص.
إن كل من كان يجب عليهم التحقيق في القضية أهملوها: الشرطة المحلية والـ "اف.بي.آي" و"الشباك" والموساد. إن التأليف بين اهمال الاجهزة الأمنية، والسلوك البيروقراطي المتبلد الحس نحو العائلة واللغز الذي لم يُحل انشأ ارضا خصبة لاشاعات وسمادا لنظريات المؤامرة. وقد جرى تعزيزها من قبل الأرملة دبوره ألون التي أورثتها لبناتها. توجهن إلي قبل بضع سنين وطلبن مشورتي ومساعدتي. أوضحت لهن أنني لا أومن بنظريات المؤامرة لكنني نشرت في صحيفة "هآرتس" عددا من التقارير الصحفية عن قتل أبيهن أعادت الموضوع الى برنامج العمل العام.
على أثر ذلك بدأت ليئورا عمير – بارماتس تحقيقا عميقا نضج حتى أصبح فيلما، أثار مثل تقاريري الصحفية عددا من التخمينات عن خلفية القتل ودوافعه. وتشتمل على القتل على خلفية عاطفية أو جنائية أو سياسية. كان التقدير الجارف جدا لحينه أن القتل تم على خلفية عاطفية. وفي تقديري انه لو كان الدافع سياسيا لكان يمكن أن يتم القتل على يد منظمة ارهابية فلسطينية.
لكن بخلاف تقاريري الصحفية منح الفيلم الذي ظهرت فيه لعدة ثوان، زمن شاشة لنظريات التآمر ايضا التي تعزو القتل الى سر كشف ألون عنه. كان هذا السر يمكن ان يكون كما تعتقد البنات وأنصار نظرية المؤامرة شيئا يتعلق بالاتحاد السوفييتي أو الولايات المتحدة أو اسرائيل. وفي هذا السياق أثارت البنات نظرية أن أباهن علم أن وزير الخارجية الامريكي هنري كيسنجر تعاون مع وزير الدفاع موشيه ديان ورئيس مصر أنور السادات على تمكين جيش مصر من الخروج الى حرب يوم الغفران ليُحرك بعد ذلك مسيرة السلام ويعزز تأثير الولايات المتحدة في المنطقة.
أُجري لقاء في البرنامج مع عدد من المتحدثين أيدوا نظرية المؤامرة وفيهم المؤرخ المختلف فيه الدكتور أوري ملشتاين وهو جندي أُصيب بصدمة حرب من سلاح الهندسة، وطيار سابق في سلاح الجو، والعميد يعقوب أغاسي والأديبة نعومي فرانكل (التي توفيت بعد اذاعة المقابلة). وكان هناك برهان آخر على النظرية هو الكلام الذي قاله في ظاهر الامر اللواء شموئيل غوروديش في مقابلة صحفية. في تحقيق جرى بعد بث الفيلم تبين أنه لا يوجد أي مصدر يثبت أن غوروديش قال الكلام المنسوب اليه. وقد اعتمد المتحدثون للبرهان على نظرية المؤامرة لديهم على أدلة ظروف وأقوال سمعوها من أناس توفوا ولا يستطيعون الرد. لكن لم يعرض المتحدثون ولا البرنامج دليلا صغيرا على تصديق الفرضية.
المشكلة في نظريات المؤامرة هي انه لا يمكن البرهان عليها. من هذه الجهة فان دعوى أن ديان اشترك قبل الحرب في مؤامرة سرية مع كيسنجر والسادات تشبه دعوى انه توجد مخلوقات غريبة تهبط على سطح الكرة الارضية، أو أن الفيس بريسلي ما يزال حيا حتى الآن. لا مخالِف عن أن ديان وغولدا مئير قررا بخلاف موقف رئيس هيئة الاركان وقادة الجيش الاسرائيلي عدم الخروج في هجوم استباقي، وأنهما عرفا في يوم السبت صباحا، السادس من تشرين الاول 1973، أن جيشي مصر وسوريا سيبدآن في غضون ساعات حربا. وهذه امور قد ظهرت في أبحاث جدية كثيرة تعتمد على وثائق أصلية من أرشيف الجيش الاسرائيلي. وقد برهنت هذه الأبحاث على أن قرارهما المخطوء نبع من خشية أن يتم اتهام اسرائيل بالمسؤولية عن نشوب الحرب واخطآ بذلك خطأ فظيعا. وبالمناسبة يُشك في أن يكون هجوم استباقي كان قادرا على منع انجازات جيشي مصر وسوريا في ايام الحرب الاولى. وعلى كل حال، ما العلاقة بين تقدير ديان المخطوء ومقتل ألون؟.
من المؤسف أن قناة التلفاز الرسمية ولا سيما قسم التوثيق وبرنامج "مباط شني"، يُقدمان نظرية مؤامرة هاذية تتعلق بأحد الأحداث الأكثر صدما في تاريخ دولة اسرائيل. لا تستطيع شبكة الاذاعة ان تسلك سلوك المجلات الصفراء الطائشة الباحثة عن الفضائح والتي لا مسؤولية عندها.
في رد على ذلك قال إيتي لندسبيرغ، مدير قسم التوثيق و"مباط شني" في القناة الاولى، انه يعتقد ان جميع الامكانات وفيها امكانية مؤامرة في ظاهر الامر بين ديان وكيسنجر تستحق نقاشا عاما.
"أعتقد أن هذه امكانية واقعية"، قال لندسبيرغ وطلب أن يؤكد أن "المؤامرة التي أتينا بها في البث تختلف تماما عن نظرية المؤامرة في قتل اسحق رابين التي لا تستحق نقاشا جديا في الحقيقة".
14-نيسان-2011
استبيان