عناوين الصحف وأخبار وتقارير ومقالات مترجمة من صحافة العدو
صحيفة "يديعوت أحرونوت":
ـ حماس: يوجد وسيط اوروبي جديد.
ـ عشرات آلاف السوريين لا يكتفون بالغاء قوانين الطواريء: "يا أسد، إرحل".
ـ يطالبون برأسه.
ـ ميدان التحرير للسوريين.
ـ "المبعوث الجديد سيجعل الحياة سهلة على نتنياهو".
ـ تحت الضغط – الانذار: التقدم السياسي أو الاعتراف بدولة فلسطينية.
ـ "130 دولة تعترف بالدولة الفلسطينية" (أبو مازن).
ـ صُفي في المحاولة الثانية (هدف الهجوم في السودان عيسى هداب).
ـ "جاسوس حماس أُمسك به في مطار بن غوريون".
صحيفة "معاريف":
ـ حماس: قناة جديدة للمفاوضات.
ـ وسيط جديد، أمل جديد(بخصوص قضية شاليط).
ـ ميدان التحرير لسوريا.
ـ الفيتو في خطر.
ـ الولايات المتحدة تُجمد صفقات سلاح مع لبنان.
صحيفة "هآرتس":
ـ متسناع يبدأ السباق لرئاسة العمل.
ـ 28 قتيلا في مظاهرات في أرجاء سوريا؛ الاسد يلغي حالة الطواريء في محاولة لانقاذ حكمه.
ـ الولايات المتحدة: اسرائيل تخرق حقوق طالبي اللجوء.
ـ اللجنة النضالية لتحرير جلعاد شليط تشدد الكفاح: لن نكتفي بمظاهرات تضامن.
ـ محمود عباس: أكثر من 130 دولة ستعترف بنا في ايلول.
ـ حاصلون على جائزة اسرائيل وأدباء يرحبون باعلان الاستقلال الفلسطيني في حدود 1967.
صحيفة "اسرائيل اليوم":
ـ الاسد في المعركة على حكمه.
ـ على شفا حمام دماء.
ـ قريبا: سفير ايراني في القاهرة؟.
ـ رئيس الوزراء: ربيع الشعوب العربية قد يصبح شتاء ايرانيا.
ـ حماس: قناة جديدة للمفاوضات.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بطلب من اسرائيل: الولايات المتحدة تجمد صفقات سلاح مع لبنان حتى لا تسقط في يد حزب الله
المصدر: "معاريف ـ الي بردنشتاين"
" جمدت الإدارة الأميركية بشكل مؤقت صفقات السلاح مع الجيش اللبناني في أعقاب الخشية من أن يسيطر حزب الله على الدولة وأن يصل السلاح المتطور إليه.
من بين الأسلحة التي تم تجميد تزويدها هناك أيضًا طائرات حربية من نوع تسسنا القادرة على حمل صواريخ جو أرض موجهة, مروحيات تحمل صواريخ موجهة ,سفن استطلاع وبنادق قناصة.العامل الأساسي في إعتبارات الإدارة الأميركية كان طلب إسرائيلي واضح لتجميد الصفقات.
وقالت مصادر في القدس"قمنا بمساعي كبيرة لإقناع واشنطن بالموضوع اللبناني, وأوضحنا لهم أنه في السيناريو الذي يسيطر فيه حزب الله على الدولة, فإن حتى بنادق القناصة تهدد إسرائيل.الولايات المتحدة ليست االدولة الأولى التي تقوم بهذا الإجراء حيال لبنان, فرنسا أيضًا جمدت صفقة سلاح متطور, والتي في إطارها كان من المفترض أن ترسل الى الجيش اللبناني صواريخ "هوت موسكيم"، أجهزة توجيه لايزر وصواريخ ضد الدبابات.
في غضون ذلك يدرس البنتاغون من جديد كل صفقات السلاح المخطط لها مع السعودية, دول الخليج ودول أخرى في الشرق الأوسط على خلفية الأحداث الأخيرة والخشية من عدم إستقرار الأنظمة العربية".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
آن الأوان للتفكير بردّ حقيقي
المصدر: "News1 ـ ايهود توكاتلي"
" وقعت يدي على وثيقة اسمها "خطوط عامة لتسوية سياسية مطروحة مع السلطة الفلسطينية" بقلم يهودي اسمه يستحاق هيلمن. منذ ذلك الحين والأمور لا زالت موجودة في مراحل النقاش والتفكير, أنا أجيز لنفسي بدعوة الشعب المخلص وزعمائه للبدء بالنقاش وعدم الإسراع إلى تبني مواقف سياسية خطيرة ومضرة.
لا شك بأن السيد هيلمن قام بعمل جدّي, فكّر وبذل جهداً, لكن اقتراحاته لم تكن جديدة وبالتأكيد ليست محدّثة أو مبتكرة. طرقات عُلوية, أنفاق, جسور وباقي المؤثرات الهندسية ظهرت في المراحل المتقدّمة من عملية أوسلو وكما يتراءى لي ليس هناك من ضرورة لتفصيل نتائج هذه العملية الحالمة أمام القارئين.
أي مشروع هندسي رائع لن يحلّ مشاكل منطقتنا الأساسية وأي خدعة تقنية لن تستطيع تغيير الواقع في بلادنا. الفكرة المجنونة بتقسيم أرض إسرائيل الغربية هي الجذر العميق لتخليد الصراع وإراقة الدماء. ومحاولات تلوين البنية العقائدية لتقسيم البلاد بألوان التجديد والإبداع تشهد على إفلاس أيدلوجي وعقائدي, وعلى تثبيت خطير من ناحية فكرية.
من جهة أخرى, السيد هيلمن محق في حال أحس أنه "يجب القيام بشيء ما". والسؤال هو هل الانتحار هو الخيار الذكي لشعب عريق ومعتد بنفسه. أنا أعلم أن القرّاء المحترمين هم أشخاص منكبون على العمل, لكن نظرا لخطورة هذه القضية أنا أسمح لنفسي بأن أطلب منكم تكريس القليل من وقتكم الثمين لدارسة اقتراحي المفصّل. في الواقع حاولت توضيح أسلوبي على قدر الإمكان والكلام يمتد بما فيه الكفاية, لكنه يبدو لي أنه من المهم دراسة القضايا بتعمق قبل وضع خطط للتنفيذ. يظهر صلب الموضوع في الفصل الأول "المدينة السابعة", وستمكن قراءته من توضيح كيف يمكن بحسب معرفتي التخلص من فخ أوهام خطط التقسيم.
أنا أقول أنه يمكن بالتأكيد الحفاظ على تعريف إسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية دون أي تنازل عن أي أرض في إسرائيل الغربية. ومفتاح القضية ليس قائما في جدران الفصل, بل بالفصل بين تعريف الدولة القومية لشعب إسرائيل وبين فهم معمّق لقواعد الديمقراطية وحقوق الإنسان. في حديثنا العام تشيع أخطاء كثيرة بفهم المبادئ الأساسية جداً ومن هنا تنبع كلمات مرور سطحية وزائفة يروّجها مهتمين معادين.
التغيير المطلوب موجود في الحيز الدستوري وليس بتقسيم الأرض الجغرافية. أنا أقترح منذ سنوات تبني دستور جديد سيحوّل دولة إسرائيل إلى "ديمقراطية شعبية", نوع من نظام حكم فيدرالي ملائم لإرث إسرائيل ولقواعد الديمقراطية الليبرالية. هذا الدستور سيُبطل كليا النقاش الخاطئ في موضوع الديمغرافيا, سيثبت الطابع القومي ـ اليهودي للدولة وسيتكفل بكافة المواطنين وكافة المجتمعات. مخطط نظام الحكم المقترح يظهر في الصفحات 72ـ80 بالبحث المذكور آنفا, ومسودة الاقتراح مرفقة في نهاية البحث كملحق (من الصفحة 262).
دعاة اليسار يلقون اللوم علينا منذ سنوات: "إذا ماذا تقترحون أنتم؟", على الرغم من أن سؤالهم يُفترض أن يكون منمقا, كما لو أن له رد حاسم واحد, يحتمل أن يأتي الوقت لصياغة رد واضح, واقعي وأخلاقي. الدستور الذي أقترحه, كذلك أيضا اقتراحات من هم أفضل وأذكي مني (مثال معهد الإستراتجية الصهيونية, البروفسور هلال فايس، ر. يونتان هان وغيرهم) يمكنها أن تشكل أساسا لنقاش معمّق في بلورة خطة سياسية حقيقة لشعب إسرائيل في أرض إسرائيل الكاملة".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هل ستغيِّر "القبة الحديدية" قواعد اللعبة
المصدر: "موقع مركز القدس لشؤون الشعب والدولة ـ دوري غولد"
" في رؤية تاريخية، حصلت تغييرات تكنولوجية هامة تركت أثرها على توازن القوى الإستراتيجية بين إسرائيل والعالم العربي، وعلى مسألة الإستقرار المناطقي إلى حد إمكانية التصعيد وحتى الحرب.
في السنوات الواقعة بين 1948 – 1967 اتُّضح من دون ريب أن ائتلاف دول عربية سيستفيد دوماً من التفوق العددي في الحرب ضد إسرائيل. وقد أظهرت النتيجة المطلوبة أنَّ على إسرائيل الحفاظ على تفوقها النوعي، خصوصاً عبر سلاح الجو، من أجل الردع وإن اقتضت الحاجة عندئذ ينبغي التوصل لحسم واضح في الميدان الحربي. الدليل الواضح لذلك كان في حرب الأيام الستة.
لكن في عام 1973 شغَّلت دول عربية منظومات صواريخ أرض – جو بغية صد هجمات سلاح الجو الإسرائيلي وتعزيز تفوُّق القوات البرية، الأمر الذي أدَّى إلى نجاح القوات المصرية والسورية في سيناء والجولان.
ومجدداً تكون كفة الميزان لصالح إسرائيل في حزيران 1982، وذلك عندما نجحت طائرات حربية إسرائيلية في إبادة 23 بطارية سورية مضادة للطائرات نهار الأحد. وتجسَّد ذلك في تطور تكنولوجي إضافي يمكِّن "إسرائيل" من إحراز تفوُّق جوي في سماء لبنان وسوريا.
ها هو الإرتباط التاريخي الذي يوضح التطلعات الإستراتيجية لدول عربية في العقود الأخيرة للتزوُّد بصواريخ بالستية من شأنها أن تشكل بديلاً للقوة الجوية، المنطقة التي تستفيد فيها "إسرائيل" من التفوق الواضح.
وقد وجَّه المبدأ نفسه التنظيمات الإرهابية مثل حزب الله وحماس للتزوُّد بصواريخ، بدءاً من القسام وحتى الكاتيوشا.
وفي السنوات الأخيرة لم ترد "إسرائيل" بشكل مناسب على الإطلاق المتزايد للصواريخ من لبنان وقطاع غزة. لكن هذا الأسبوع ولأول مرة عرضت "إسرائيل" رداًّ تكنولوجياً على هذا التهديد حيث شغَّلت منظومة القبة الحديدية. لكن هل تشكل القبة الحديدية جواباً يعيد مجدداً حركة كفة الميزان لصالح "إسرائيل"؟
لا يوجد خلاف حول أنَّ منظومة القبة الحديدية تشكل مكسباً هاماً جداً بالنسبة لإسرائيل. صحيح لحتى الآن، لا يوجد أي دولة أخرى في العالم نجحت في تطوير منظومة تنفيذية مضادة للصواريخ.
عام 1996، قررت إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية أن تطوِّرا معاً منظومة الناوتيلوس المرتكزة على ليزر كيميائي. في عامي 2000 – 2001 اختُبرت المنظومة في نيو مكسيكو ونجحت في اعتراض صواريخ الكاتيوشا، قذائف الهاون وسلاح المدفعية.
المادة الكيميائية الضرورية لكل إطلاق هي رخيصة نسبياً حيث تُقدَّر بــ 300 حتى 1000 دولار. ومن أجل المقارنة، تُقدَّر كلفة صاروخ القسام بنحو – 200 دولار. أهمية الأمر هي أن منظومة الناوتيلوس قادرة على منافسة ترسانة صواريخ حماس بنجاح أيضاً من الجانب الاقتصادي.
ثمة مشكلة أساسية وهي الفترة الزمنية المطوَّلة التي تُستغرق لجعل المنظومة تنفيذية. كما أن هناك مشكلة أخرى وهي تقيُّد السلاح المرتكز على أشعة الليزر في العمل بكل ظروف الطقس.
هذه المعضلات منعت "إسرائيل" من إيجاد رد حركي مضاد للصواريخ وقد ولَّد هذا التفكير منظومة القبة الحديدية.
ثمة تقييد كبير لمنظومة القبة الحديدية وهي مسألة الكلفة، التي وفقاً لمختلف التصريحات في وسائل الإعلام تُقدَّر بحواليـ 100 ألف دولار للصاروخ. وبالرغم من أن كلفة الإنتاج الحقيقية أدنى من السعر الرسمي، وبالرغم من أنه يمكن ترخيص تكاليف الإنتاج من خلال إيجاد أسواق جديدة للتصدير، إلا أنه لغاية الآن تتعلَّق المسألة بأسلحة تكون كلفة إطلاق الواحد منها عشرات آلاف الدولارات. كيف يمكن لسلاح كلفته الآن باهظة الثمن أن يواجه صواريخ كلفتها مئات الدولارات فقط؟
هذا ووفقاً لتقارير في وسائل إعلامية، فإن نحو – 75% من القذائف الصاروخية التي تطلقها حماس وحزب الله تسقط في مناطق مفتوحة في حين ينفجر القليل منها في مناطق مأهولة. وبسبب تلك المعطيات قرر مخططو منظومة القبة الحديدية أن تعترض المنظومة فقط الصواريخ التي تحرِّك مسارها باتجاه مدن كبرى كثيفة بالسكان.
كما أن قدرة منظومة القبة الحديدية على التمييز بين الصواريخ التي ينبغي تدميرها وبين تلك التي لا ينبغي تدميرها – جعلت المنظومة جديرة جداً من الناحية الإقتصادية. لكن حتى لو قيَّدت المنظومة أو قلَّصت مدى إصابة الصواريخ، فهي في الواقع لا تزال بعيدة عن تشكيل رد شامل على تهديد صواريخ حماس في الجنوب.
إذا انطلقنا من فرضية أنَّ سديروت ومستوطنات غلاف غزة لا تزال تشكل هدفاً بالنسبة لصواريخ القسام وقذائف الهاون، فإن تهديد السلاح المنحني المسار لا يزال قائماً.
السؤال الأهم هو: كيف سيؤثر تنصيب منظومة القبة الحديدية على اعتبارات قادة حماس وداعميهم الإيرانيين؟
صحيح أن صواريخ حماس تهدف قبل أي شيء إلى إصابة المواطنين ونشر الإرهاب في الجبهة الداخلية الإسرائيلية، لكن الهدف الثاني والأهم بالنسبة لحماس وأصدقائها في الطريق هو إصابة أهداف إستراتيجية في الداخل الإسرائيلي.
في عام 2006 استهدف حزب الله حيفا، التي تقع فيها مراكز تكرير النفط وادَّعى أنه أطلق صواريخ أيضاً باتجاه قاعدة سلاح الجو في رمات ديفيد. كما أن مرفأ أسدود، المرفأ الثاني من حيث الحجم في إسرائيل، شكَّل هدفاً بالنسبة لحماس. هذا وسيشلُّ انتشار بطاريات القبة الحديدية قدرة حماس أو حزب الله على إصابة أهداف إستراتيجية في المستقبل.
وفي حال لم تستطع حماس إصابة أهداف من هذا النوع وتم تقييدها في استهداف منطقة غلاف غزة، فمن الممكن أن يدفعها هذا الأمر إلى التفكير مجدداً بشأن فاعلية التزود بالصواريخ التي تم استخدامها في السابق.
في غضون ذلك، إسرائيل ملزمة بتطوير منظومات تدافع بنجاعة عن سديروت وعن الكيبوتسات والمستوطنات التي بقيت في الواجهة. كل ذلك دون أن ننسى أن الخيار الهجومي موجود هو أيضاً في حوزة إسرائيل، التي لا يمكنها أن تكتفي بالدفاع فقط.
فقط بهذا الشكل يمكن تغيير الواقع في المنطقة. إذ إنَّ منظومة القبة الحديدية الجديدة تحسِّن بشكل واضح قدرة الدفاع الإسرائيلي، لكنها ستغيِّر قواعد اللعبة فقط في حال توصَّل كل من حماس وحزب الله إلى استنتاج أن الصواريخ ليست ناجعة أيضاً لإحراز أهدافهما الإستراتيجية".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نظرية فرص القبة الحديدية
المصدر: "هآرتس – أمير أورن"
" ليس لدى المعارضة ولم يكن أبداً حكومة ظل، بمفهومها البريطاني حيث كل وزير لديه بديل يتوقع بتحفّز أن يقفز من المقعد إلى الملعب. في قبال السلطة يقف أكثر من حزبٍ واحدٍ كبير يسعى إلى الحلول مكانها مع أكثر من مرشح واحد لرئاسة الحكومة ومنافسين كثر على الحقائب المهمة، يوافقون فقط على تنسيق ذو اعتبار. لكن على الرغم من هذا، وسط حكومة الظل غير الموجودة، هناك ما هو بمثابة لجنة وزارية للأمن – وهي الإطار المقلّص للرقابة البرلمانية على الخطوات الاستراتيجية لحكومة بنيامين نتنياهو وإيهود باراك.
أعضاء اللجنة الأمنية في حكومة الظل يطمحون على الأقل إلى العودة لما كانوا عليه: وزيرة الخارجية السابقة تسيبي ليفني، وزير الدفاع السابق شاؤول موفاز، وزير المالية السابق روني بار أون – ثلاثتهم من كاديما – ووزير الدفاع السابق عمير بيرتس، من حزب العمل. على رأسهم رئيس الأركان المتقاعد موفاز، بفعل منصبه كرئيس للجنة الخارجية والأمن في الكنيست. كلهم شركاء سر في القضايا الأكثر سرية. الأربعة خصوم للحكومة، وفيما بينهم أيضاً، وهم محطة مهمة في الحذو نحو القرارات الحاسمة الكبرى. انتهاج مبادرة عسكرية مصيرية من دون تمعّن كافٍ، مسبقاً، في ردة فعل الجمهور عليها، ستكون خطيرة جداً لنتنياهو ووزرائه.
في الشهر الماضي دعت عصابة الأربعة نفسها لمحادثة لاذعة مع نتنياهو وباراك. فقط (هؤلاء) الستة يعلمون ماذا قيل بالضبط في الغرفة المغلقة، لكن بالتأكيد تجاوزوا البروباغاندا وتناولوا مباشرة الجوهر. من المشكوك فيه أن تكون الإجابات أراحت بال الظلال.
هذا الاسبوع سارع نتنياهو وباراك إلى أخذ صورة إلى جانب دمية موضة ربيع 2011، "القبة الحديدية". ظاهرياً، فرصة أخرى لأخذ الصور؛ عملياً، كان في ذلك ليس فقط سعي للترسيخ في الوعي مُلكية نجاح مدوّ، بل وأيضاً التطبيل من القريب للبعيد، من الغراد الفلسطيني إلى الشهاب الإيراني.
في 16 نيسان 2001، قبل 10 سنوات، أُطلق أول صاروخ قسام من غزة على سديروت. 10 سنوات من تلقّي قصف سلاحٍ منحنٍ، من ضمنها اسبوع واحد من الارتياح لما قامت به "القبة الحديدية". بعد سنوات من التقصير، إنجاز تطوير تكنولوجي وقدرة تنفيذية. طبيعي أن هذا ليس نهاية للخلاف، بل ولا حتى حل لكل الوسائل المستخدمة من الجهة المقابلة. في الصيف الماضي، مع نهاية تجربة ناجحة لـ"القبة الحديدية" ضد (صاروخ) غراد، احتفل مندوبو الأركان بوجهٍ كئيب، واستُغل الوقت المتبقي والموارد لاعتراض ارتجالي لقذائف هاون 120مم. أيضاً هذه التجربة انتهت بنجاح، لكن ثمن تطبيقها كان عالياً جداً. أضف إلى هذا أنه في المستقبل ستتسلح حماس بقذائف مدفعية موجّهة؛ وهكذا دواليك.
يمكن العيش
لكن المعاني الحقيقية تخرج من غزة وتصل إلى لبنان، وإلى سورية وحتى إيران. إلى حين "القبة الحديدية" كان الجمهور يشعر بالعجز المطلق حيال الخبر بأن عشرات الآلاف من الصواريخ من الشمال، وآلاف من الجنوب، ستسقط عليه. اعتراض 8 من بين 9 (أو 9 من بين 10) صواريخ، دعم التقدير بأن نسبة سقوط الصواريخ – أيضاً في مواجهة صواريخ حيتس لصواريخ سكاد وشهاب – ستكون بين 90 إلى 100 في المائة. مع نسبة غير يقينية كهذه يمكن العيش.
إذا كان كذلك، انخفض وزن أحد العوامل العاملة ضد عملية – ليس مهماً لأي دولة – إحباط تحوّل إيران إلى نووية. ولا يغيّر شيئاً ما إذا كانت إيران ستتلقى ضربة أميركية أو سعودية أو إسرائيلية.. في كل الأحوال ستُتهم إسرائيل. عندما توضع على كفة الميزان في إسرائيل الفائدة من توجيه طرفٍ ما لضربة عسكرية لإيران، مقابل كفة رد الفعل الإيراني الذي سيُوجّه ضد إسرائيل، فإن توقّع اعتراض صواريخ شهاب (التي تحمل رأساً حربياً غير نووي) يعزز قليلاً مزاعم مؤيدي شن الهجوم.
إن السجال حول النووي الإيراني يتجاوز الأحزاب السياسية والأذرع الأمنية. ليس هناك موقف في وزارة الدفاع، موقف في الجيش، وموقف في الموساد. أشخاص مختلفون لديهم مواقف مختلفة. وبخلاف نتنياهو وباراك، ليست بالضرورة ثابتة. توزيع الأدوار في كلا الجانبين يتبدل وفق السياق. من أيّد الإحباط الراعد للنووي العراقي قد يعارض خطط مشابهة في دول مجاورة.
في العام الماضي وُصف محور حربجي لنتنياهو وباراك مقابل محور معتدل لبيرس ورئيس الأركان السابق غابي أشكينازي. رئيس الموساد السابق، مئير داغان، وُسِمَ على انه أقرب إلى محور بيرس أشكينازي. خلفه، تامير باردو، تولى المنصب وموقفه في مرحلة بلورة من دون انحيازٍ واضح إلى إحدى المدرستين. وهو سوف يفاجئ إذا ما انحرف بحدّة عن خط سلفه، الذي ينتجه شبيهاً به بعضٌ من رفاقه في الأركان العامة. إنه ليس خط تسليم خانع بالنووي الإيراني والمعارضة التامة لإحباطه، بل (خط) "كيف" و"متى"، أيضاً من زاوية إمكانية إرساء نظام أمني إقليمي في الشرق الأوسط.
إيران أولاً
نتنياهو تخيّل مشهد الهجوم قبل 20 سنة، عندما كان نائب وزير صغير جهد للتأثير على رئيس الحكومة اسحاق شامير لإرسال الجيش الإسرائيلي لضرب (صواريخ) السكاد في العراق. باراك يسير في نفس الاتجاه، لكن على أطراف الطريق. في كانون الثاني 2008 جاء الرئيس جورج بوش إلى القدس لإجراء محادثات مع أولمرت وباراك، حول ما وصفته حينها "نيويورك تايمز" وآخرون بأنه جهد إسرائيلي للحصول على إذنٍ أميركي لمهاجمة إيران. في الخارج، لوسائل الإعلام، اختار بوش الظهور بمظهر الصارم حيال إيران، وفي الداخل وضع الفيتو. "هذا الشاب"، قال عن باراك، "يخيفني بشدة". هذا التعبير الشعبي غير الخاضع للرقابة، الذي استخدمه الرئيس، يناسب أكثر المزرعة في تكساس.
باراك لم ييأس. في حزيران، في نفس تلك السنة الانتخابية، التقى باراك المرشح للرئاسة أوباما وعلّمه درساً في قوانين القيادة العسكرية. وأُغرق أوباما بتقديرات متناقضة عن خطورة النووي الإيراني وصعوبة معالجته. واقترح عليه باراك تجاهل الضغوط وإيجاد خبير محنّك لكن ليس رفيع المستوى أكثر من اللازم، برتبة عقيد، والحصول منه على معطيات دقيقة عن البرنامج النووي الإيراني؛ وبعدها – أضاف – الطلب من نفس الخبير، أو ممن على شاكلته، رأياً مهنياً حول القدرة العسكرية على العمل ضده.
منذ ذلك الحين انقضت قرابة الثلاث سنوات. وأوباما لا زال محتاراً. 2011 هي السنة السابقة للسنة الانتخابية. وكذلك كان عام 2007، التي هوجم فيها المفاعل السوري، لكن في 2007 كان بوش على مشارف نهاية ولايته في البيت الأبيض، بينما يريد اوباما تجديد العقد هناك. أوباما أيضاً هاجم في ليبيا، حيث القضية لم تنتهِ بعد. في الصيف قد تقوم في مصر، بعد الانتخابات، حكومة أكثر برودة تجاه إسرائيل من السلطة العسكرية الحالية، وقد ترسل القاهرة إشارات لواشنطن بأنها تعارض أي خطوة قوة، أميركية أو إسرائيلية، ضد إيران. وهي أيضاً (القاهرة) يمكنها أن تطمح علانيةً للنووي.
أحد الغائبين في هذه المعادلة سيكون رئيس الأركان بني غانتس. في العام الماضي كان يُعتَبَر غانتس متطابقاً مع أشكينازي، الشخص والخط، لكن الآن هو القائد. في لائحة تهديداته تظهر إيران أولاً، قبل سورية / لبنان، قبل غزة وقبل النهوض المتدرج للجبهة المصرية. هذا لا يعني أن غانتس يفضّل الهجوم على الدفاع. في الشهر الماضي أمضى باراك شهري عسل مع غانتس، وكأنه هو وليس يوآف غالانت كان فارس أحلامه، سيما ان باراك أثنى على غانتس لدعمه نصب "القبة الحديدية" في الجنوب قبل انتهاء التجارب.
باراك هو مهتدٍّ جديد متحمس لدين اعتراض الصواريخ. كنائبٍ لرئيس الأركان وكرئيسٍ للأركان، بعد حرب 1991، تحفّظ على الاستثمارات في منظومة حيتس وقال أنه يجب عدم طرق المستقبل (انطلاقاً) من خوف الجمهور في ليالي السكاد – لا زال من المحبّذ شراء قدرة هجومية، تؤدي إلى إنهاءٍ سريعٍ للحرب. كرئيسٍ للحكومة وكوزيرٍ للدفاع، أيضاً بعد "تصفية الحساب" و"عناقيد الغضب"، لم يُعطِ أولوية لاعتراض الكاتيوشا. لكن باراك هو تلميذ نشط وواقعي للحقائق. في لبنان في 2006، سجّل دمغة رد فعل الجمهور على آلاف الصواريخ التي سقطت في إسرائيل؛ وهذا هو رد الفعل الذي ساعد على إعادته إلى قيادة (حزب) العمل.
ومع عودته إلى حقيبة الدفاع أجرى باراك لنفسه ورشة بمشاركة مفاتيح، ضباط وخبراء بينهم دافيد عبري وهرتسل بودينغر وعوزي روبين وآريه هرتسوغ. مع انتهاء الورشة أمر (باراك) بحث ما اقترحه طاقم برئاسة رفائيل في 2004. الفكرة فازت على 13 مقترحاً منافساً، وقُبلَت مبدئياًـتكنولوجياً في 2005 وأخرجت من الجمود بقرارٍ اتخذّه بيرتس في 2006، رغم عدم الارتياح الذي عُبّر عنه في الأركان وسلاح الجو ووزارة الدفاع.
عشية الفصح، قبل 15 سنة، قرر رئيس الحكومة ووزير الدفاع الرد على هجوم كاتيوشا من قبل حزب الله على كريات شمونة بعملية "عناقيد الغضب"؛ باراك كان وزير خارجيته ونتنياهو أدّى دور الخصم الذي تعزز بعد التعادل في العملية. هذا الاسبوع، في غزة، وافق نتنياهو عملياً على صيغة حالية من تفاهمات "عناقيد الغضب"، التي منعت الاستهداف المتبادل لأهدافٍ مدنية، وكذلك وفّرت الإذن لاستمرار استهداف الأهداف العسكرية. التفسير المستخلص من استعداد نتنياهو للتسليم بوضعٍ كان يشجبه دائماً، هو أن رئيس الحكومة تشجّع من القدرة الجديدة لاعتراض الصواريخ – وأن غزة هي أيضاً في نظره قطاع ثانوي لا ينبغي التورط فيه في حين أن القضية الأولى هي إيران.
باراك ونتنياهو بعيدان عن تحقيق هدفهما، لأنه ليس فقط أوباما بقي متشككاً. صحيح أن مناحِم بيغن هاجم المفاعل العراقي رغم معارضة رئيس المعارضة بيرس، لكن فقط ولا غير بعد أن أزال نائب رئيس الحكومة يغئال يادين تحفظاته؛ والرصيد الجماهيري الذي كان لبيغن أكبر من رصيد نتنياهو وباراك. عليهما اجتياز الحاجز المرتفع لإقناع موفاز، ليفني، بار أون، وبيرتس للانضمام إلى حكومتهما – وهي خطوة بعيدة الاحتمال في الواقع السياسي الحالي – أو على الأقل دعم خطتهما الاستراتيجية. حالياً، طالما أن أفيغدور ليبرمان يقف على عتبة لائحة اتهام، فإن فرصتهما ضعيفة في أن يكون لهما حكومة وأن تُخرج خطتهما إلى حيز التنفيذ".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
الأمن والدفاع: الاستعداد لحرب على جميع الجبهات
المصدر: "جيروزاليم بوست ـ يعقوب كاتس"
" كانت خطة الجيش الإسرائيلي متعددة السنوات، التي كُشف عنها للصحافة هذا الأسبوع، تقريباً مكملة للخطة السابقة، تفن، التي بدأت في العام 2007 تحت أمرة رئيس هيئة الأركان السابق الفريق غابي أشكنازي.
بعدها، استقى الجيش الإسرائيلي الدروس من إخفاقاته وأخطائه بعد حرب لبنان الثانية وقرر أشكنازي الاستثمار في القوات البرية عبر تصنيع المزيد من دبابات المركافا وتطوير حاملات جند مدرعة جديدة تدعى النمير وعزز التدريب على نحو لافت.
وتم التأكيد على ضرورة الدفاع الصاروخي وشهدنا منافع هذا الأمر في الأسبوع الماضي عندما اعترض نظام القبة الحديدية ثمانية صواريخ أُطلقت من قطاع غزة.
أصبح الاستثمار ساري المفعول، ويُعد الجيش الإسرائيلي اليوم لا أدنى شك أفضل استعداداً لخوض حرب برية أخرى في سوريا أو لبنان أو قطاع غزة.
خلال توليه منصب رئاسة الأركان، أشرف أشكنازي تقريباً على 100 مناورة بمستوى لواء. وللمقارنة، أجرى الجيش الإسرائيلي في العام 2006 مناورتين بمستوى لواء. وقد استلم الجيش الإسرائيلي الدفعة الأولى من ناقلات نمير وجهز بعض دباباته بنظام الدفاع الإيجابي تروفي، حيث أصبحت القوات البرية جاهزة.
الخطة الجديدة، التي تُدعى حلميش ووُضعت تحت أمرة رئيس الأركان الجديد الفريق بني غنتس والتي يستهزأ بها بعض ضباط الجيش الإسرائيلي لكونها تمثل الأحرف العبرية الأولى من تعبير "أفتقد 1 مليار شيكل"، تُكمل خط تفكير تفن، لكن قد تحتوي على نقطة أساسية أخرى.
ففيما كلتا الخطتان تعتبران إيران التهديد الأعظم وأكبر تحد لإسرائيل ـ تليها الجبهة الشمالية التي تتضمن سوريا ولبنان وبعدها الفلسطينيون ـ قد تكون حلميش فريدة إذا ما وضعت مصر على القائمة أيضاً.
في هذه الأثناء، قرر غنتس اتخاذ مقاربة حذرة وليست هستيرية بخصوص مصر. وهذه المقاربة مبنية على الإدراك بأنه حتى إن سيطر الإخوان المسلمون في الانتخابات القادمة ـ وهو أمر غير محتمل ـ سيستغرق الأمر بعض الوقت قبل أن تهدد مصر إسرائيل كما فعلت في الأيام التي أوصلت إلى حرب يوم الغفران في العام 1973.
لذاك السبب، سوف يُقضى العام القادم في فهم المنحى الذي تتخذه مصر وتنفيض الغبار عن الخطط السابقة وتذكر ما كان عليه الوضع في سيناء والاستعداد تصوراً للمستقبل.
عندما يتعلق الأمر بمصر، إذا ما تحقق السيناريو الأسوأ، فسوف يكون لدى الجيش الإسرائيلي خطط جاهزة لشن حملة اقتناء غير مسبوقة، أي باختصار سيؤسس فرقاً وأسراب طائرات حربية جديدة وغيرها من القدرات العسكرية. إذا لم ينجح هذا الأمر واستطاعت الدبابات المصرية دخول سيناء، فباستطاعة إسرائيل دائماً مناداة الولايات المتحدة للتدخل.
لكن ما يُميز حلميش عن تفن هو التقدير التالي، حيث يُعد مقدمة للخطة الجديدة متعددة السنوات: "يوجد احتمال متزايد بوقوع الحرب على جبهات عدة". ففيما هذا المفهومـ الحرب على جبهات عدة في آن واحد ـ لا يُعد أمراً جديداً بالنسبة لإسرائيل، يبقى مهماً عندما يظهر في خطة عسكرية متعددة السنوات لأول مرة في 15 عاماً.
ما هي فرص الحرب؟ أهي 50ـ50؟ أو 70ـ30؟ لا أحد في الجيش الإسرائيلي سيحدد ذلك. فإن استطاعوا، لن يكون هناك هدف من الحفاظ على الذراع الهائل في الجيش الإسرائيلي المُسمى الاستخبارات العسكرية.
رغم ذلك، الخطة الجديدة معقدة وتعترف بأن الجيش الإسرائيلي مستعد للحرب على بعض من جبهاته. فهو يشن حرباً على برنامج إيران النووي ـ تقريباً في السر وفي الخفاء ـ وهو أيضاً في نفس الوقت يشن معركة في أعلي البحار ضد تهريب الأسلحة إلى حماس في قطاع غزة وحزب الله في لبنان ـ وظهر هذا الأمر في الاستيلاء على سفينة الشحن فكتوريا في الشهر الماضي.
لكن إن اندلعت حرب واسعة النطاق في السنوات القادمة، فلدى الجيش الإسرائيلي فكرة واضحة جداً حول كيفية الأسلوب الذي سيتبعه. والمبدأ الأول سيكون ضمان أن تكون حرباً قصيرة – مع انتصار واضح وحاسم لإسرائيل في نهايته.
رغم ذلك، ما يعنيه هذا الأمر يبقى غامضاً وبشكل رئيسي لأن الجيش الإسرائيلي لا يتحدث حقاً لأمد طويل بتعبيرات الانتصار والهزيمة في الحس التقليدي والتاريخي للتعبيرات. فقبل سنوات، بعد أن يستسلم جيش أحد الطرفين ويخسر الطرف أرضاً هامة لمصلحة خصمه، كان واضحاً من انتصر. أما في هذه الأيام، فعندما لا يمتلك العدو حقاً الأرض ـ كما هي حالة حماس وحزب الله ـ وعندما لا يستطيع احتلال أرض إسرائيلية فكيف من الممكن تحديد نتيجة الحرب؟
لذلك، عندما يستخدم الجيش الإسرائيلي مصطلحات كالانتصار والهزيمة، ما يعنيه أن الطرف الثاني تلقى ضربة قاسية ستكون رادعاً لفترة طويلة قبل أن يشتبك مع إسرائيل مرة أخرى. فرغم أن الجيش الإسرائيلي ارتكب أخطاء رئيسية خلال حرب لبنان الثانية في العام 2006، ففترة الهدوء التي سادت في السنوات الخمسة بعد الحرب تبرهن أن الحرب كانت نوعاً من الانتصار. إن صعوبة البلاد في إدراك هذا المفهوم الجديد من المحتمل إضافته إلى شعور العامة بالإخفاق فنفس الوقت.
هذا الإدراك لطبيعة الصراعات تجلى خلال عملية الرصاص المسكوب في العام 2009، التي وإن لم تدمر حماس، بيد أنها أوجدت حالة من الردع وفترة هدوء لسكان الجنوب. لسوء الحظ هذا الردع تآكل في غضون الشهر الماضي وبلغ أوجه في دائرة عنف عطلة الأسبوع التي انتهت بـ120 هجوم للصواريخ وقذائف الهاون على إسرائيل في يومين فقط.
بعدها، كانت كامل عملية الجيش الإسرائيلي تهدف إلى استعادة حالة الردع وتأجيل ما اعتبره الكثيرون في المؤسسة الأمنية أمراً محتوماًـ عملية واسعة النطاق شبيهة بالرصاص المسكوب في قطاع غزة".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عِبَر "الرصاص المسكوب": ضباط انسانيون يعتنون بمواطني العدو في الحرب والنموذج قرية في جنوب لبنان
المصدر: "هآرتس ـ انشيل بيبر"
" في نهاية عقدهم الرابع، بعد مرور قرابة العقدين كقادة وضباط في النظامي والاحتياط، تعلّمت مجموعة من 30 ضابط مهنة عسكرية جديدة، مهنة عسكرية – مدنية. مدرسة التنسيق والتواصل لمنسق أنشطة الحكومة في المناطق (متفاش) أنهت هذا الأسبوع تدريب دورة ثانية لضباط شؤون السكان – ضباط أطلقت عليهم تسمية "ضباط إنسانيون".
ويدور الحديث حول ضباط خدموا كقادة أقسام، نوّاب قادة سرايا وفي وظائف أركانية مختلفة في الكتائب وفي ألوية الاحتياط، وحاليا يجتازون دورة إعادة تدريب مهنية. في التدريب المقرر لن يخرجوا "إلى الميدان" على أنهم مشاة، إنما سيبقون في غرفة الصف التي يتواجد فيها خرائط ولوحات بيانات، في محاولة لإعادة غرفة عمليات حربية (حمال) كتائبية في عملية عسكرية. إنهم مطالبون بتجهيز الكتيبة لمواجهة حالات إنسانية لـ 2000 مدني لبناني في قرية شيعية في جنوب لبنان تُحتل من قبل الجيش الإسرائيلي.
وللتدريب مرحلتين. في المرحلة الأولى يحضرّون "الملحق الإنساني" – مجموعة أوامر للكتيبة، التي تُرفق بأمر العملية العام، وفيها سلسلة توجيهات، ملاحظات وإحداثيات لمواقع مدنية أساسية، التي يجب أن تحدّ من مستوى إمكانية إطلاق النار نحوهم. بعد احتلال القرية، يتحضرون للمرحلة الثانية، تطهّر الكتيبة القرية من عناصر حزب الله، وفي المقابل سيتدبّرون على رعاية المدنيين والجنود المصابين.
يبقى الضباط مع مرشد في مجموعات من أربع، وكل بضع دقائق يقترب نحوهم مرشد مع تحديثات حامية من الميدان. مرة يدور الأمر حول مدنيين أصيبوا، ومرة حول صحافيين وطاقم الصليب الأحمر الذي يصل إلى القرية، ومرة يدور الأمر حول إنذار استخباراتي عن نية استهداف جنود في الجيش الإسرائيلي بواسطة سيارة إسعاف مدنية. "هذا عنصر جديد في الحرب، على ضوء التوسّع بالمهمة في منطقة مدنية، وإنقاذ سكان كحماية من قبل أعدائنا"، يقول المقدم غيا ستولتس، رئيس مجال العنصر المدني في الحرب في متفاش.
هذا وخدم المقدم ستولتس طيلة سنوات في سلسلة مناصب حربية. ففي السنة الأخيرة يقوم بتطوير قضية العناية بالسكان المدنيين في الحرب، منصب وُلد في جهاز تنسيق الأنشطة في المناطق كجزء من عبر عملية "الرصاص المسكوب". "تحددت الحاجة لمنصب إضافي في قيادة الكتيبة واللواء، يركّز المعلومة حيال العناية بالسكان وسيدرّب قائد الكتيبة في الموضوع"، قال ستولتس. القرار لاختيار ضباط حربيين مع خلفية غنية بقيادة ليست طارئة – الهدف هو أن الضباط الإنسانيين لن يكونوا بأعين قادة الكتائب وقادة الألوية كمزعجين لا يفهمون الحالات الاضطرارية العسكرية والحاجات الحربية.
الضباط في الدورة لن يأتوا ليغيّروا ضباط التنسيق والتواصل العاملين في أنحاء الضفة. هؤلاء ضباط سيستمرون بمساعدة الوحدات التي ستُرسل إلى المناطق للعمليات العسكرية. خريجو الدورات الجديدة يفترض بهم أن يكونوا جزءا جوهريا، وفقا لهذه القاعدات في الجيش، من الكتيبة أو اللواء، نظامي أو احتياط، خلال الحرب – في كل مكان يُرسلوا إليه. "هذا من جهة أخرى ليس بسيطا"، يقول النقيب رافي مارون، المحامي مابن يهودا. "هذا منصب الذي في الحقيقة ينسق للضباط الاحتياط وليس للصغار المتقلبي المزاج".
"لا يوجد شك انه في المقابلة الأولى، أنت تتحول لتكون الرجل المزعج الذي يندمج في الكتيبة في المهمة"، يقول النقيب شيلا كاتس، المربي منفيه دانييل، "لكن هذا فقط بادئ الأمر. المقابلة المناسبة التي يفترض أن تقدمها هي التي ستفهم أن هذا لصالح المهمة".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تحت الضغط – الانذار: التقدم السياسي أو الاعتراف بدولة فلسطينية.
المصدر: "يديعوت احرونوت – أورلي أزولاي"
" ينضم الى الضغط الشديد الذي يتعرض له بنيامين نتنياهو لعرض خطة سياسية ايضا دول الرباعية: فقد نشرت صحيفة "لوس انجلوس تايمز" أمس بأن دبلوماسيين امريكيين واوروبيين أوضحوا لرئيس الوزراء بأنه اذا لم يعرض خطة جديدة لحل النزاع، فان الرباعية الدولية ستتبنى لاول مرة خطة تتضمن اعترافا بدولة فلسطينية في حدود 1967.
وحسب المنشورات، فان اقتراح الحل من الرباعية – الولايات المتحدة، روسيا، الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي – يتضمن اعترافا باقامة دولة فلسطينية على اساس حدود 76، مع شرقي القدس عاصمة لها. وتقتبس الصحيفة عن دبلوماسي غربي في اسرائيل قوله ان "اسرائيل تقف أمام ضغط يتعاظم. ونتوقع من الولايات المتحدة أن تعمل".
وبالفعل، بتدخل امريكي تأجل اجتماع الرباعية الذي كان مقررا يوم الجمعة الماضي في برلين، وفي مركزه كان عرض اقتراح الحل الذي يتضمن اعترافا بدولة فلسطينية. ومع ذلك، فهذا تأجيل وليس الغاء: فقد شرحت مصادر في الادارة الامريكية بانه جاء ضمن امور اخرى لاتاحة المجال لتلقي موافقة فلسطينية على الدخول في محادثات مع اسرائيل بعد عرض الخطة، وقبل انعقاد الجمعية العمومية للامم المتحدة في ايلول.
وحسب التقديرات في الامم المتحدة سيكون في الانعقاد أغلبية لقرار الاعتراف بدولة فلسطينية. ليس لمثل هذا القرار معنى عملي، ولكن في الادارة الامريكية يقدرون بانه سيخلق زخما دوليا للاعتراف بالدولة الفلسطينية، وهناك تخوف بانه بعد التصويت ستبدأ انتفاضة في المناطق والفلسطينيون سيطالبون بتطبيق قرار الامم المتحدة.
"الوضع الراهن لا يطاق"
تعترض الادارة الامريكية بان اقامة الدولة الفلسطينية يجب أن تكون نتيجة للمحادثات بين الطرفين وهذه الايام يشتد الضغط الامريكي على اسرائيل وعلى الفلسطينيين للشروع في المفاوضات. وقالت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون في الاونة الاخيرة ان الوضع الراهن بين الطرفين لا يطاق، والان بالذات على خلفية الانتفاضات في العالم العربي، ثمة حاجة لعرض حل للنزاع الاسرائيلي – الفلسطيني.
الرئيس اوباما يحاول الان الوصول الى اتفاقات مع الطرفين على الشروع في محادثات قبل ايلول على أمل ان في هذه الحالة يسحب الفلسطينيون مشروع القرار بالاعتراف بالدولة ويحاولون الوصول الى تسوية تسمح بذلك. ومع ذلك، حتى الان رفض الفلسطينيون التعهد بان يكونوا مستعدين للشروع في المحادثات اذا ما عرضت الرباعية اقتراحا خاصا بها وفي الادارة الامريكية يخشون بان اسرائيل أيضا ستقاطع المحادثات اذا ما تبنت الرباعية الاقتراح واعترفت بالدولة الفلسطينية.
والمح رئيس الوزراء بانه سيعرض خطة خاصة به في الشهر القادم، في اثناء خطاب في الكونغرس الامريكي في واشنطن، ولكن ليس واضحا أي خطة يوشك على عرضها. الادارة الامريكية تؤيد اقامة دولة فلسطينية وتتوقع من نتنياهو أن يوضح بانه مستعد لاقامة دولة فلسطينية على اساس حدود 67، ولكن حتى الان لم يحصل على مؤشرات بان نتنياهو سيكون مستعدا لان يقول ذلك في خطابه. الرئيس اوباما سيلقي هو ايضا خطابا عن مبادىء خطته لحل النزاع، ولكن حتى الان لم يتقرر موعد دقيق للخطاب.
التقديرات في واشنطن هي أنه سيعرض اقتراحاته قبل خطاب نتنياهو في واشنطن.
"المستوطنات: موضوع فرعي"
قبل العيد قال نتنياهو في مقابلة مع مراسلي وكالة الانباء الفرنسية بان مسألة المستوطنات ثانوية بالقياس الى مسألة اعتراف الفلسطينيين بالدولة اليهودية. وقال ان "موضوع المستوطنات هو موضوع هام يجب أن يحل بالمفاوضات. ولكن هذا موضوع هامشي وليس لب النزاع". وفي وقت سابق قال نتنياهو ان "لب النزاع كان دوما الرفض العنيد للقيادة الفلسطينية الاعتراف بدولة يهودية في أي حدود. هذا هو السبب الذي جعل النزاع قائما قبل 67، قبل أن تكون هناك مستوطنة واحدة في الضفة".
واشار مراسلو الوكالة الى أن نتنياهو أكد على أنه يعمل على مبادرة جديدة سيفصلها في خطابه امام الكونغرس الامريكي ولكنه رفض ذكر التفاصيل. وشدد على أنه في كل اتفاق مستقبلي ستحتفظ اسرائيل بالسيطرة على غور الاردن، وهاجم المبادرة السياسية الفلسطينية للاعتراف بدولة فلسطينية في الجمعية العمومية للامم المتحدة. وقال نتنياهو ان الفلسطينيين يفكرون بينهم وبين أنفسهم: لماذا نحتاج الى الدخول في مفاوضات. لدينا إذن حر من الاسرة الدولية. يمكننا أن نتملص من المفاوضات وببساطة نتهم اسرائيل".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الفيتو في خطر..
المصدر: " معاريف – تساحي يوكيد"
" الضغط الدولي على حكومة نتنياهو لاستئناف محادثات السلام وانهاء الاحتلال آخذ في التعاظم. صحيفة "ال ايي تايمز" افادت أمس بان دبلوماسيين من دول مختلفة يحذرون من أنه دون استئناف المفاوضات ستؤيد الرباعية، بما في ذلك الولايات المتحدة، النية الفلسطينية للاعلان عن الدولة من طرف واحد.
مقلق على نحو خاص، من ناحية القدس، التهديد بانه دون مبادرة اسرائيلية ستعترف الرباعية، بما في ذلك دول الاتحاد الاوروبي، الولايات المتحدة، روسيا والامم المتحدة بالمبادرة الفلسطينية للاعلان من طرف واحد عن دولة في حدود 67 عاصمتها شرقي القدس. واذا كان التقرير الاخير صحيحا، فان هذا يعد ضربة شديدة لاسرائيل التي اعتمدت كل الوقت على الفيتو الامريكي الذي ستستخدمه ضد كل مبادرة فلسطينية من طرف واحد".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
زمن الإنكسار
المصدر: "موقع NFC الاخباري ـ أريال كهونا"
سيدي رئيس الحكومة، عشية عيد الفصح اليوم، وجاء زمن الإنكسار.
" نبوءات متشائمة تطوّقك من كل جانب. وزراء ومحللين يهوّلون على الجمهور. من مثلك يعرف أنهم يتحدثون إنطلاقاً من هواجسهم. ولكن قوة الثبات فاشلة، ولذلك ما من خيار سوى الإنكسار. بالطبع اليوم مساء سنلاحظ خروجنا من المنفى الى الخلاص لكن وفق نفس الأصوات، ميركل وساركوزي هما بالمجمل وحشان عصريان وكخلاصة للعرف اليهودي لا خيار سوى إحناء الرأس أمامهما.
بينك وبين نفسك أنت تعرف أن المسألة تتعلق بجولة أخرى بين إسرائيل والشعوب. منذ تأسيس دولة إسرائيل، وبالطبع قبل ذلك، كان هنالك الكثير من ليّ أذرع كهذا. معظم رؤساء الحكومات السابقين، كما هو معروف لديك، نجحوا بمواجهة الضغوطات. أنت، ربما، تُفكّر بالإنكسار. هذا ما هم يتمنونه على الأقل.
المفارقة هي أنك في الواقع أنت تدرك جيداً عدم توقع سياسة الإنكسار التي يقدمها لك مستشارو الأخيتوفل. التصفيق العالمي سينتهي مفعوله كالعادة، وسريعاً سيعود الإتهام ويلقى على إسرائيل. تنازلاتك، معتدلة أو معارضة، ستتحول لتصبح نقطة الإنطلاق في جولة الإبتزاز القادمة. هذه الديناميكا منذ عقدين.
سياسة الإنكسار، أنت تعرف، لن تقلّص شيء من حملة اللا شرعية ضد إسرائيل. على العكس. كما حلّل عوزي آراد جيداً في أذنيك، هناك علاقة مباشرة وليس العكس بين تنازلات إسرائيل وبين العداء لها وإلقاء الشك في الحق بوجودها. أي، كلما تنازلت أكثر، فإنك بذلك تقوي اللا شرعية. أيضاً في هذه المسألة التجربة المتراكمة واضحة. بالمناسبة، سبب ذلك واضح. إستعداد للإنسحاب من يهودا والسامرة دلالته إعتراف بحق الفلسطينيين على أرض إسرائيل. وإذا كان الأمر كذلك، لا فرق لدي بين نابلس، نتانيا. من الناحية الأخلاقية التاريخية ما من فرق بينها.
والآن سيدي الرئيس، رغم هذه الملاحظات، ما من خيار سوى الإنكسار. يخيفونك. يرعبونك. يقدمون لك تنبؤات مخيفة، وكل ذلك بتأمّل أو على أمل أن تنكسر. معظم هؤلاء الذين يقومون بذلك يأملون في قرارة أنفسهم أن تتحقق نبوءتهم التاريخية بفصل شعب إسرائيل عن جذوره. ليس أقل من ذلك، هم يرغبون بأن تنهار حكومتك ويقدّرون بصدق أن هذا سيحصل. بناء على ذلك، هم يثيرون حملات إعلانية عالمية النطاق، أو على الأقل يشاركون بها, من أجل تحقيق أمنيتيهم تلك. كليهما بسعر واحد. شرط أن تُكسر بالطبع.
لذلك، سيدي، لا مفر من الإنكسار. تشخيصك لتنبؤات الرعب السياسي التي لا تعتمد على حقائق أو تحليلات منطقية هو تشخيص صحيح بالطبع. يقول لك قسم من المستشارين، أيلول سيمرّ ولن يحصل شيء. ويضيفون، إعتراف الأمم المتحدة بفلسطين، هو قرار بياني وصحيح تماماً كتبني تقرير غولدستون أو المقارنة بين الصهيونية والعنصرية. ويضيف المستشارون، ما هو مطلوب منك، هو قدرة الثبات أمام رحلة الكذب، واقعاً كما فعل أسلافك وكما فعلت أنت سنوات عديدة. ولكن باراك ومريدور وجماعتهم يجيبون مطأطئين الرؤوس. هذه المرة هم يقولون، ملزمون بالإنكسار.
كما أنك تعرف أن في هذا الوقت آخر ما تسمح إسرائيل لنفسها به هو تحمل مخاطر واهمة بالإنسحاب إلى العمق. قلت منذ فترة قريبة "الدولة ستبقى هنا". مرات عديدة سمعنا منك كم هو خطير الإنسحاب من جانب واحد لأنه سيُدخل إيران إلى يهودا والسامرة. أنت، الذي كافحت طوال حياتك في ميادين سياسية، تدرك جيداً أن مركل، كمرون أو ساركوزي يخطئون بشكل كبير، وببساطة لا يدركون طبيعة النزاع المحتدم هنا. أنت، الذي إلتقيت معهم أكثر من مرة تعرف أن إسرائيل وليس زعماء أجانب، يجب أن تقرر ما هو جيد لها. هكذا هم يعملون بأنفسهم في سياساتهم.
لكن على الرغم من أنك اختبرت ما هو صحيح وما هو غير صحيح، أين الحقيقة وأين الكذب، من هو صادق ومن هو منتحل شخصية، من هو نزيه ومن هو مخادع، من معنا ومن ضدنا، من سيببقى ومن سيسقطـ على الرغم من كل ذلك، ما من خيار سيدي رئيس الحكومة سوى الإنكسار. أنت تعتزم إلقاء خطاب تاريخي أمام منتدى دولي، لا يوجد (فرصة) أفضل منه. صحيح أن في الواقع في هذه الفرصة إمكانية إنقاذ إسرائيل بشكل نهائي من المخطط الكارثي لأوسلو والتحول إلى قائد تشرتشيلياني (نسبة لتشرشل) الذي تطمح طوال الوقت للتعلم منه والتشبّه به هو إحتمال مفتوح أمامك. لكن لماذا عليك فعل ذلك.
وإذا لم تقم بذلك، سيدي رئيس الحكومة. ربما من الأفضل لك هذه الليلة الإكتفاء بكسر الكعكة وليس بكسر إسرائيل. حيث ستجد الفرق بين النفي وبين الحرية. عيد سعيد".
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
ربيع الأوهام
المصدر: "يديعوت أحرونوت ـ تسابي مزال"
" نحن نشهد أحداثاً ذات أبعاد تاريخية لها قاسمُ مشترك: الشعوب التي تعاني من غياب حرية التعبير وحقوق إنسان تغلّبت على الخوف من الأنظمة الديكتاتورية وتدعو إلى الحرية وإسقاط النظام. تأثير الدومينو بدأ عند الضربة على الوجه التي قامت بها شرطية تونسية لبائعٍ متجولٍ شاب في مدينة سديه قطنا الذي أحرق نفسه أمام مبنى البلديةـ والباقي تاريخ.
هذا وقد سُمع النداء نفسه في عواصم عربية: "الشعب يريد إسقاط النظام"، لكن هل إسقاط النظا في الحقيقة سيؤدي إلى السماح بالحرية والديمقراطية؟ هل الإسلام والتقاليد العربية يحضران الشعب للمساواة بين الأجناس وعلاقة ملائمة مع الأقلية القومية والدينية؟ هل المتظاهرين في ساحات عواصم عربية سيغيّرون علاقتهم بزوجاتهم في نهاية يوم التظاهر؟ هل ستلغى البنود في قوانين دول عربية التي تثبت أنها دولاً عربية تطمح لتوحيد الشعب العربي وأن الإسلام هو دين الدولة والشريعة مصدر الدستور الأساسي ـ البنود التي تثبت تحيّزاً ضمنياً حيال المسيحيين، الشيعة، الأكراد، البربر؟ هل الانقلاب هو فقط لتحسين ظروف الحياة للعرب المسلمين السنّة؟
في غضون ذلك، أطلقت الثورات قوات راديكالية، سواء من اليمين (الإسلاميين) أو من اليسار(الناصريين، الشيوعيين ويسار راديكالي) الذين كانوا ممنوعين من العمل في الأنظمة السابقة. في هذه المرحلة يلحظ نشاط آخذ في التزايد للإخوان المسلمين، القوة السياسية الأكثر تنظيماً في دولٍ عربية كثيرة.
عودة اللحية والحجاب
في تونس تواجه الحكومة المؤقتة صيغة قانونٍ جديد وتحضير لانتخابات في مقابل محاولاتٍ يائسةٍ لتأهيل الاقتصاد، لكنها قد خضعت لضغوطاتٍ إسلامية وأجازت صوراً لبطاقات هوية لنساءٍ بالوشاح ولرجالٍ ذوي لحية إسلامية التي كانت ممنوعة في زمن بن علي.
في ليبيا بدأت حرب مدنية على قاعدة قبلية، حيث أن قسماً من المعارضة كان من الإسلاميين المرتبطين بالقاعدة. في الأردن، تدار المعارضة من قبل الأخوان المسلمين. في اليمن يقف علي عبد الله صالح منذ ثلاثة شهور أمام تظاهراتٍ نابعة من عدة مصادر: شبانُ عاطلون عن العمل ومحبطون، الأخوان المسلمون، حركة تحرير جنوب الدولة. في سوريا تدار التظاهرات بشكلٍ أساسي من قبل السنة، والإخوان المسلمين يشكلون عنصراً محفّزاً. كل دولة وظروفها، لكن الأخوان المسلمين موجودين في كل مكان.
العيون مشدوهة نحو مصر التي تُستخدم نموذجاً لسائر الدول. اللاعبون الأوائل في الساحة المصرية الذين ينتظمون تمهيداً للانتخابات البرلمانية، للرئاسة، لصياغة قانونٍ جديد ولاستفتاءٍ عام لتصديقه هم مجدداً(اللاعبون الأوائل) الأخوان المسلمون ومجموعاتٍ من المسلمين المتطرفين العاملين على تشكيل أحزابٍ سياسية جديدة. الأحزاب العلمانية ومنظمات المتظاهرين الشباب متشعبة وليس فيها شعارات لتنظيماتٍ سياسية جدية. هم بالتأكيد يركزون على انتقام أعمى أكثر من بناء المستقبل.
الأسد تعلم من مبارك ويمارس القوة
ضغط المتظاهرين يفتح قنواتٍ لمعاقبة مبارك وعائلته، روؤساء حزبه ورجال الأعمال الذين أحاطوا بعائلته. كثيرون منهم أصبحوا في السجن. اقتصاد الدولة يتدهور. في الشارع تلاحظ عناصر جنائيين، ثوار أو إسلاميين، الذين يثورون ويستهدفون المدنيين وممتلكات الجمهور. نساءٍ منزعجات في الشوارع أكثر من السابق. دكاكين تسلب وتحرق. ثمة اقتحامُ لمتاحف, ومعارض ذات قيمة تاريخية هامة تسرق. متطرفون إسلاميون يقتحمون المساجد ويدمرون قبوراً لشخصياتٍ معروفةٍ ومقدسة، على شاكلة تدمير تمثال بوذا من قبل طالبان في أفغانستان.
تجدر الإشارة إلى أن المجلس العسكري عاجز أمام هذه الظواهر. الجيش ليس جاهزاً لمهامٍ مدنية. لم تعد الشرطة حتى الآن إلى لعب دورها بالكامل ورجال الشرطة يترددون في استعمالٍ يدٍ من حديد حيال المجرمين خوفاً من أن يستهدفهم المتظاهرون. المجلس العسكري يحاول معالجة الوضع عبر تشديد قوانين العقوبة ضد أعمال نهبٍ همجية, لكن أيضاً دخلت إلى مواجهة مع المتظاهرين يوم الجمعة الفائت ـ الأمر الذي أدّى إلى سقوط قتيل وحوالي سبعين جريح. البلوغر الذي تجرأ على توجيه انتقادٍ للجيش حُكم عليه بثلاث سنوات سجنـ الأمر الذي يذكّر بطريقة عمل السلطة السابقة. مقابل هذا، سمح الجيش بإعادة مذيعات التلفزيون اللواتي تضعن أوشحة إلى العمل، المشهد الذي لم يُر منذ سنواتٍ طويلة. يبدو أن الجيش يتمزّق بين الرغبة بالحفاظ على النظام والاهتمام بالاقتصاد المتقوِّض وبين الحاجة للانسجام مع المتظاهرين ومن بينهم الإخوان المسلمين للحؤول دون مواجهاتٍ عنيفة.
بالتأكيد مبارك، المعتدل من بين زعماء العرب محقّر من قبل أبناء شعبه الذين يفضلون النسيان أنه منحهم استقراراً وسلاماً وكذلك نفَّذ إصلاحاتٍ اقتصادية حيث لم تصل للجمهور بسبب نِسَب ولادات عالية كثيرا. بالتأكيد كان على مبارك الرحيل قبل عدة سنوات. كانت الرشاوى موجودة في الواقع، لكن هكذا أديرت مصر مئات السنوات وهكذا أيضاً على ما يبدو ستدار في المستقبل.
ويبدو أن المجلس العسكري أهمل مبارك الذي كان البشرى السارة لتهدئة المتظاهرين. هل يستطيع المجلس العسكري البقاء، ولنقل, عندما يحين الوقت، السلطة للمؤسسات المدنية وكذلك لإنعاش الاقتصاد الفاشل من جديد؟ الأمر الذي سيحصل في مصر سيؤثر دون أدنى شك على الدول الأخرى.
في غضون ذلك، بالتأكيد دكتاتوريون وحشيون كالأسد، قذافي، وربما علي عبد الله صالح يبقون، الذين هم في الحقيقة مستعدون لممارسة العنف دون قيود. كذلك مصير بن علي ومبارك لا يغويهم للتنازل عن السلطة بسهولة. موجة الثورات مستمرة والجماهير ما زالت تنزل إلى الشوارع، رغم أنهم يعرفون بأنهم قد يُقتلون. من المهم أيضاً أن الأنظمة السوداء جداً في منطقة إيران والسعودية لم تتضرر في هذه الأثناء. ربيع الشعوب قد يكون ربيع الأوهام الذي سيؤدي إلى فترةٍ طويلةٍ من عدم الاستقرار مما سيعرض كل المنطقة, ومن بينها إسرائيل, للخطر".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ما الذي تغيّر؟
المصدر: "موقع NFC الاخباري ـ شاؤول مناشه"
"أثار تصريح وزير الخارجية المصري تجاه إيران قلقاً في إسرائيل, في العالم العربي والعالم الحر ككل, ويستلزم دراسة معمّقة.
حالياً, في الوقت الذي تعرب فيه معظم الدول العربية عن قلق عميق من تدّخل إيران في شؤونها الداخلية, خرج وزير الخارجية المصري الجديد نبيل العربي مصرّحاً, أنّ سياسة مصر تفتح صفحة جديدة مع كلّ الدول, بما فيها إيران أيضاً.
العلاقات المصرية – الإيرانية مقطوعة منذ 32 عاماً. السؤال هو ما هو التغيير المفاجئ الذي حصل في السياسة الإيرانية تجاه مصر بشكل خاص وتجاه معظم الدول العربية بشكل عام, تغيير يستلزم لفتة كهذا.
يزيد نظام آيات الله في طهران من حدّة عداوته تجاه كلّ الدول العربية باستثناء سوريا, ويدلّ على ذلك الحقائق التالية:
ـ الخلية الإرهابية التابعة لحزب الله التي كانت معتقلة في مصر إثر محاولتها إغراق سفينة في قناة السويس والإضرار بمنشآت سياحية في سيناء, هربت من السجون المصرية ووصلت إلى معقل حزب الله في لبنان.
ـ واصلت إيران ترسيخ قواعد حزب الله وتقويض استقرار لبنان. كذلك هناك أدلة, كون المحكمة الدولية على وشك أن تتّهم [السيد] الخامنئي, بأنّه من أعطى الأمر باغتيال رئيس الحكومة اللبنانية رفيق الحريري.
ـ ترفض إيران إلغاء قرارها بتسمية أحد الشوارع الرئيسية في طهران على اسم خالد إسلمبولي, قاتل السادات.
ـ كيد إيران ضدّ البحرين هو أساسي ومعمّق, الأمر الذي دفع الدول الخليجية لإدخال قوات إلى البحرين من أجل الدفاع عن وجودها.
ـ الكويت على وشك إصدار حكم في هذه الأيام ذاتها على خلية إيرانية, متّهمة بالتجسّس ضدّ الكويت وزعزعت استقلالها. كذلك طردت الكويت ثلاثة دبلوماسيين إيرانيين, خطوة قابلتها إيران بالمثل.
ـ إيران, التي احتلت ثلاثة جزر في الخليج الفارسي, رفضت طلب دول الخليج بقبول قرار المحكمة الدولية بخصوص الاحتلال.
ـ مجلس الحكماء (الشورى) في السعودية ندّد مؤخراً بإيران واتهمها بإشعال حرب مذهبية.
ـ قطعت المغرب علاقاتها بإيران في حزيران من العام 2009 وذلك على خلفية تدخل إيران في شؤونها الداخلية.
ـ تركيا اتخذت مؤخرا خطوة مفاجئة، عندما اعترضت طائرتان كانتا تنقلان سلاحاً موجهاً لحزب الله. أُعيدت الطائرات وأعلنت تركيا أنّ تهريب السلاح يتعارض وقرار مجلس الأمن المتعلّق مدار النقاش.
ـ كشفت وثائق ويكيليكس كلام مبارك حول انتشار إيران بما يشبه نمو سرطان خبيث.
ـ كذلك كشفت وثائق ويكيليكس أنّ ملك السعودية عبد الله طلب من الأميركيين سحق رأس الحيّة الفارسية.
ـ على الرغم من أنّ الشيعة يشكلون حوالي 10% من مجمل المسلمين في العالم, والذين يُحصون بمليار و200 مليون شخص, ادعى أحمدي نجاد "أنّ العالم الإسلامي يشبه عصفوراً بجناحين متساويين, الأول شيعي والآخر سني" – كلام يؤجّج غضب السنة.
من المنطقي افتراض أنّ معظم الشعب الإيراني لم يكن راضياً عن تصريح وزير الخارجية المصري, لأنّه شعب قُهر بتزييف نتائج انتخابات حزيران 2009, شعب مسحوق من قبل نظام قاتم يشنق يومياً بمعدّل ثلاثة من أبنائه. بالتأكيد هذا الشعب هو من يستحق تعاطف ودعم وزير الخارجية المصري وأيّ جهة أخرى, وليس حكامه الدكتاتوريين.
بالتأكيد في الوقت الذي يثور فيه الشعب السوري ضدّ النظام الحليف لأحمدي نجاد, تضعُف إيران بشكل خاص ومحور الشر بشكل عام, حينها يمدّ وزير الخارجية المصري حبل النجاة لحكام طهران ويمنحهم شعوراًَ بأنّهم ليسوا لوحدهم. التقرّب منهم من جانب الدولة العربية الأكبر, مصر, يثير النفور والدهشة لدى دول المحور المعتدل في العالم العربي. ومن المبرّر أيضاً أنّ هذا التصريح لوزير الخارجية المصري تجاه إيران يثير قلقاً في إسرائيل, في العالم العربي وفي العالم الحر ككل, وهو يستلزم دراسة معمّقة.
(*) الكاتب هو محلّل في شؤون الشرق الأوسط – صوت إسرائيل".
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
تصدّر السعودية للجبهة ضد إيران.. دلالة على تراجعٌ القوة الاستراتيجية للولايات المتحدة وإسرائيل
المصدر: "موقع "تيك دبكا" "
" بما يخالف رأي إدارة الرئيس أوباما، وبطريقة تضر بالمكانة الاستراتيجية للولايات المتحدة في الخليج الفارسي وفي الشرق الأوسط، نصّبت العائلة المالكة السعودية نفسها رأس حربة في الجبهة ضد إيران وبرنامجها النووي، بعدما يئست بالكامل من أن تعمل واشنطن، وكذلك إسرائيل، ضد البرنامج النووي الإيراني وضد محاولات الامبراطورية الإيرانية السيطرة على الشرق الأوسط. فقد صد الملك السعودي عبد الله في الاسبوعين الأخيرين محاولتين من قبل الرئيس أوباما للضغط عليه للعودة إلى تنسيق سياسته مع واشنطن، خلال زيارة عاجلة لوزير الدفاع الأميركي روبرت غايتس إلى الرياض في 6/4/2011، وبعدها بستة أيام زيارة مستشار الأمن القومي طوم دونيلون.
وأوضح الملك السعودي للمبعوثَيْن أنه على ضوء تورط الولايات المتحدة المباشر في إسقاط الرئيس المصري السابق حسني مبارك وفي الثورات العربية، وفي ما تعتبره السعودية تخلٍّ أميركي عن المعركة ضد البرنامج النووي الإيراني، قررت السعودية ومعها دول الخليج الفارسي – وعلى رأسها الكويت والبحرين وعُمان – إدارة سياسة استراتيجية وعسكرية مغايرة ومستقلة ضد إيران، في صلبها مواجهة مباشرة مع طهران، يمكن أن تصل – إذا كان هناك حاجة – إلى حد المواجهة العسكرية.
في يوم الاثنين 18/4/2011 أصدر وزراء خارجية مجلس تعاون دول الخليج الفارسي بياناً طالبوا فيه الأمم المتحدة بـ"وقف التدخلات الاستفزازية والفظة من قبل إيران في الشؤون الداخلية، التي تشكّل خطراً أمنياً محدقاً وتهدد بإشعال صراعات طائفية (بين السنة والشيعة) في دول مجلس التعاون". وأضافوا أن "دول مجلس التعاون لن تتردد في استخدام كافة الوسائل أو السبل السياسية التي تجدها مناسبة بوجه التدخلات الخارجية (الإيرانية) في الشؤون الداخلية".
ان استخدام كلمتي "كافة الوسائل" يشير إلى أن الرياض ودول الخليج الفارسي مستعدة لأن تستخدم أيضاً القوة العسكرية ضد إيران. وتشير مصادرنا العسكرية إلى ان السعوديون يقدّرون أن القوة العسكرية المشتركة لدول الخليج الفارسي، خصوصاً الأنظمة الصاروخية وأسلحة الجو والبحر، قادرة على إنزال ضربة عسكرية في عمق الأراضي الإيرانية.
وردت إيران على هذا التطوّر بطريقتين. الأولى قيام آلاف الطلبة الإيرانيين، غالبيتهم من حرس الثورة ووحدات الباسيج، بفرض حصار منذ أسبوع على السفارة السعودية في طهران ورشقها بالحجارة والقنابل الحارقة بين الفينة والأخرى لكن لم يقتحموها إلى الآن. (والثانية) في يوم السبت 16/4/2011، بدأت إيران ببث معلومات عن استعدادات عسكرية سعودية ضدها، محذّرة من تبعات خطيرة إذا لم تتوقف التعبئة التي تقوم بها السعودية في باكستان لعسكريين سابقين للخدمة في البحرين. وتزعم إيران أن حوالي 1000 عسكري باكستاني سابق جنّدتهم السعودية بعدما وعدتهم بأجور طائلة، وصلوا إلى البحرين وتمركزوا فيها.
وتفيد مصادرنا العسكرية أنه بموازاة ذلك بدأت إيران تعزيز قواتها العسكرية على امتداد الحدود مع باكستان، ملمّحةً بصورة شبه علنية إلى أنه إذا أرسلت باكستان قوات عسكرية لمساعدة السعودية في حال وقوع مواجهة عسكرية في الخليج بين الرياض وطهران، فإن إيران سترد بمهاجمة أهدافٍ عسكرية داخل باكستان.
التعبير العلني الأول عن السياسة السعودية الجديدة تجلى في 14 آذار الماضي من خلال إدخال السعودية وعدة دول خليجية قواتٍ عسكرية إلى البحرين لقمع الانتفاضة الشيعية هناك، والتي نُظّمت وقيدت من قبل حزب الله. ومنذ ذلك الوقت تقوم السعودية بضخ قوات عسكرية إلى البحرين، حيث يعالج جزء منها بؤر المعارضة الشيعية التي لا زالت قائمة بينما تستعد غالبية القوات بوجه إيران التي تبعد عن البحرين 320 كم فقط. ونصب السعوديون في البحرين وحدات صاروخية أرض – أرض وضد الدروع ووحدات بحرية مختلفة بينها سفن صواريخ في مرفأ المنامة.
في يوم الاثنين 18/4/2011 أعلن وزير خارجية البحرين خالد آل خليفة أن القوات السعودية والخليجية ستبقى في البحرين إلى أن يزول الخطر الإيراني. وأضاف أن القوات الخليجية ضرورية من أجل العمل ضد المعركة الإيرانية المستمرة في البحرين.
سبق ذلك، في يومي الجمعة والسبت، تزايد التوتر بين الرياض وطهران بسبب اندلاع احتجاجات ضد النظام الإيراني في منطقة الأهواز، التي كانت عاصمة إقليم خوزستان في غرب إيران وتقطنه غالبية عربية إيرانية (حوالي 1ـ2 مليون عربي). وقُتل ما لا يقل عن 15 شخصاً وقامت إيران بعزل الأهواز عن العالم الخارجي وإلغاء كافة الرحلات الجوية وإغلاق كافة الطرقات وقطع الاتصالات الهاتفية والانترنت ولا توجد أي معلومات عما يجري هناك.
كما في سورية، حيث يتهم نظام الأسد السعوديين بتنظيم وإلهاب الاحتجاجات ضده، كذلك يتهم الإيرانيون أجهزة المخابرات السعودية والإماراتية بالوقوف خلف الاضطرابات في الأهواز.
ومن أجل إدارة المعركة السياسية العسكرية ضد إيران في الخليج، أنشأ السعوديون هيئة رؤساء مؤلفة من 6 من كبار المسؤولين في المملكة، هم الملك عبد الله ووزير الداخلية وولي العهد نايف، ورئيس جهاز المخابرات السعودي الأمير مقرن بن عبد العزيز، ومستشار الأمن القومي الأمير بندر بن سلطان، ونائب وزير الدفاع خالد بن سلطان، وابن الملك وقائد الحرس الوطني الأمير متعب. وتفيد مصادرنا في الخليج الفارسي أن القيادة السعودية يئست ليس فقط من غياب الفعل الأميركي ضد إيران، بل وأيضاً من غياب الفعل والسكوت الإسرائيلي عن إيران وبرنامجها النووي وتعمّق سيطرتها العسكرية حول إسرائيل، خصوصاً من خلال حزب الله وحماس. ويعتقد السعوديون أن هناك مبالغة كبيرة في الأحاديث الإسرائيلية عن تصفية علماء ذرة إيرانيين وعن هجمات الفايروس على المنشآت النووية الإيرانية، ويرون أنه كان لهذه الهجمات أثر نفسي لكن على أرض الواقع ليس فقط أنها لم توقف البرنامج النووي العسكري الإيراني بل حفّزته".