المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


أخبار العدو

رغم الضجة الدولية نتنياهو على مواقفه



كتب محرر الشؤون العبرية

تحوَّلت مناقشة الأمم المتحدة المفترضة للإعلان عن دولة فلسطينية في حدود العام 1967، إلى استحقاق سياسي إسرائيلي دفع القيادات في تل أبيب إلى تكثيف حركتها الدبلوماسية والسياسية باتجاه العاصمة الأميركية والعواصم الأوروبية. فضلا عن سجال داخلي حول ما يجب على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو القيام به.
بموازاة ذلك، هناك مجموعة من العوامل المستجدة التي لها أثرها الكبير على الموقف الإسرائيلي الرسمي:
لا شك أن خيار التمسك بالمواقف السابقة الرافضة لأي "تنازلات" (بحسب التعبير الإسرائيلي)، للطرف الفلسطيني، وعدم الاضطرار إلى الخروج عن ثوابت سياسية سبق أن تم إعلانها مراراً بخصوص المسار الفلسطيني، هو ما يجسد مصلحة حزب الليكود ورئيسه بنيامين نتنياهو وكافة معسكر اليمين الإسرائيلي.
ما قد يُعزِّز من رهانات نتنياهو وتصلبه، إدراكه لحاجة الرئيس الأميركي باراك اوباما في هذه المرحلة بالذات إلى دعم اللوبي الإسرائيلي، كونه يواجه استحقاقا انتخابيا حاسما في العام المقبل، حيث سيخوض صراعا مريرا لتوفير شروط إعادة انتخابه لولاية ثانية. وخاصة بعد الهزيمة التي تلقاها في الانتخابات النصفية للكونغرس.
إلى ذلك، يواجه نتنياهو استحقاقاً داخلياً، بفعل تعرضه لمنافسة حادة على قيادة المعسكر اليميني، من قبل حزب "إسرائيل بيتنا" الذي يتربص به للانقضاض عليه عند اول انعطافة "يسارية" في مواقفه السياسية. يتعزز حضور هذا الاعتبار مع بدء دخول الحكومة عامها الثالث، اي بمعنى آخر اقتراب موعد الانتخابات العامة المقبلة.
وعليه، فإن الاستحقاق الداخلي الإسرائيلي لا يشكل فقط عاملا كابحا لنتنياهو عن التراجع امام الضغوط الدولية، بل قد يكون من مصلحته إظهار المزيد من التشدد من اجل المحافظة على موقعه كرئيس للمعسكر اليميني وضمان إعادة ترؤسه للحكومة في الانتخابات المقبلة.
أيضاً، لجهة الطرف الفلسطيني يمكن القول إن الثورات العربية والتغيير الذي حصل في مصر، عزَّز من موقع حماس وفصائل المقاومة، وأضعف موقع السلطة الفلسطينية. وبالحد الأدنى حدَّتْ هذه التطورات من قدرة الأخيرة على تقديم اي تنازلات جديدة تتعلق بالتسوية النهائية. وخاصة ان الأطراف لم تتمكن من إمرار التسوية النهائية بصيغتها الإسرائيلية الأميركية، عندما كان نظام مبارك موجودا، فكيف الآن وقد أصبحت السلطة الفلسطينية أكثر حرجا في مواقفها.
وعليه من المستبعد، في المرحلة الحالية، أن يبادر نتنياهو إلى إحداث تغيير جذري في مواقفه السياسية او القبول بتقديم تنازلات جادة وهامة، ولا يمنع ان يعيد إنتاج مواقفه السابقة بنفس الصيغة او بصيغة أخرى.
29-نيسان-2011

تعليقات الزوار

استبيان