المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


أخبار العدو

المقتطف العبري ليوم الاثنين: فتح معبر رفح.. تطوّر مقلق


عناوين الصحف وأخبار وتقارير ومقالات مترجمة من صحافة العدو
صحيفة "يديعوت احرونوت":
ـ أبدا لن ننسى: يوم الذكرى للكارثة والبطولة.
ـ ليس بعد.
ـ في ذكرى الملايين الستة، أحداث يوم الذكرى للكارثة والبطولة بدأت باحتفال رسمي في مؤسسة "يد واسم".
ـ عن الاخوان وعن الموت.
ـ محكمة حياته.
ـ عشية يوم الذكرى، وفاة قاضي ادولف آيخمن – موشيه لنداو.
ـ  القذافي على بؤرة الاستهداف.
ـ شهادة الجندي السوري، "قالوا لنا أطلقوا النار على النساء والاطفال".
ـ يوم الجمعة في القاهرة – "مظاهرة المليون" ضد اسرائيل.
صحيفة "معاريف":
ـ لا مغفرة على الاهانة.
ـ الصهيوني الحقيقي.
ـ انتصرنا.
ـ اسرائيل تتحد مع ضحايا الكارثة.. صافرة دقيقة الصمت هذا الصباح في 10،00.
ـ الاعتراف جاء متأخرا.
ـ صرخة الناجية.
ـ موت الساعي للعدالة.
ـ الابن دفع الثمن.
ـ الحصار على درعا.
ـ منهلة أم محلبة؟ (سعر البنزين).
ـ مشعل وصل الى مصر للتوقيع على المصالحة.
صحيفة "هآرتس":
ـ القذافي يثأر من موت ابنه، الهجوم على ممثليات في طرابلس.
ـ بيرس في "يد واسم"، اسرائيل ملزمة ان تكون البلاد الأكثر مناهضة للعنصرية في العالم.
ـ نتنياهو، "حماس تعمل على ابادة دولة اليهود".
ـ في بني براك يقيمون "يد واسم" اصولية باستثمار الملايين.
ـ مقتل الابن الأصغر للقذافي في قصف للناتو؛ حاكم ليبيا وزوجته لم يصابا بأذى.
ـ ثورات المنطقة دفعت حماس الى المصالحة، ولكن تطبيقها سيصطدم بالمصاعب.
ـ دبابات سورية تطلق النار على البلدة القديمة من درعا.
صحيفة "اسرائيل اليوم":
ـ "مشكوك ان يكون العالم استوعب الدرس".
ـ "يقوم طغاة جدد".
ـ لاسامية 2010، أحداث أقل ولكنها أكثر عنفا.
ـ وفاة قاضي آيخمن.
ـ "على كل واحد ان يرى نفسه وكأنه نجا من الكارثة".
ـ "على الاتفاق ان يقلق العالم" (نتنياهو).
ـ الاستعدادات في ذروتها، خالد مشعل وصل الى القاهرة.
أخبار وتقارير ومقالات
الأرواح الشريرة التي تهبّ من مصر الجديدة
المصدر: "غرشون أكشتاين – موقع nfc"

" لا شك أن الثورة في مصر أدت الى تحوّل تاريخي في منطقتنا، بعد سكوت دام 32 عاما، واليوم له أهمية بعيدة المدى بالنسبة لإسرائيل خصوصا ـ وليس لصالحها.
بدأت الأمور تأخذ منحى مقلق، بدءا من تقربها لإيران، ومن استطلاعات الرأي العام في مصر الداعمة لإلغاء اتفاقية السلام، مرورا بدعم مصر لاتفاقية المصالحة بين فتح وحماس، وصولا الى تصريح رئيس هيئة الأركان المصري بعدم تدخل إسرائيل بمسألة فتح معابر رفح لأنها شأن مصريـ فلسطيني وتهديد ملوّح إليه في صيغة، "يجدر على إسرائيل أن تكون جارة جيدة"... ولم يضف.  
وبغنى عن التذكير أن في فترة حكم الرئيس مبارك لم يكن هناك إمكانية لفتح المعابر في رفح كأوتوستراد لنقل الأسلحة والصواريخ. فهو أدرك خطورة نتائج هذه الخطوة.
في ظل الوضع الحالي مع فتح المعابر من جانب مصر ودعم إتفاقية المصالحة، إذا حماس، على سبيل المثال، واصلت إطلاق الصورايخ على المستوطنات وعلى المدنيين، وإسرائيل تدافع عن نفسها وتهاجم حماس كما جرت العادة في هذه الأيام  ـ فمن المحتمل جدا أننا سنواجه مشكلة مع مصر والنظام الجديد الذي يصغي الى شعبه. وهذا يغيّر شروط اللعبة تماما.
كمواطن، في الواقع انا قلق ومضطرب، وكنت أتوقع أن يبدل متخذي القرارات في الدولة ومحددي السياسة القرص ويتوجهون الى الجهات الإستخباراتية وأبحاث تشكيل أمان، الى الدفاع والخارجية على ضوء الوضع الجديد، ويبدؤون بالنظر إلى مصر على أنها دولة مواجهة بقوة، وإنشاء أو إرسال فرقة مدرعات نظامية الى الجنوب، والأكثر أهميةـ تذكير مصر الجديدة، ان في حرب الـ6 أيام وصلت الفرق إلى الطريق المؤدية لقناة السويس، وفي حرب يوم الغفران أوقفوهم على خط الكيلومتر الـ 101 من القاهرة خلال محاصرة الجيش الثالث.
الوقوف بفخر أمام مصر، ضروري حتى لا يكثروا من التفكير بالحرب".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اتفاقية المُصالحة بين فتح وحماس
المصدر: "إيتسيك وولف ـ موقع nfc"

" قال رئيس الدولة شمعون بيريز، إن الاتفاق بين فتح وحماس سيمنع من إقامة الدولة الفلسطينية وسيضر بفرصة السلام والاستقرار في المنطقة.
وقال متوجها شخصيا إلى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس(أبو مازن) وسماه"زعيم منتج  يريد السلام،" أنا ادعو القيادة الفلسطينية –اتحدوا من اجل السلام ولا تقوموا بمظاهر خداعة للوحدة لأنها لن تسمح لكم بالتحرك إلى أي اتجاه. الخيار أمامنا جميعا وممنوع تضييع الفرصة التي وجدت للسلام من اجل مواجهات دائمة. سيؤدي السير يد بيد مع منظمة إرهابية بالعودة إلى الوراء وسيمنع  من إقامة دولة فلسطينية".
وبحسب كلامه، يدور الحديث عن "خطأ مصيري يضر بالمصلحة الفلسطينية لإقامة دولة فلسطينية مستقلة تعيش في بحبوحة إقتصادية، في ازدهار وفي استقرار إلى جانب إسرائيل".
وقال بيريز، الذي أجرى عدة مقابلات مع وسائل الإعلام الدولية في محاولة لتوضيح الخطورة من الاتفاق الذي بُلور بين فتح وحماس، بأن إسرائيل كانت تريد رؤية الشعب الفلسطيني متحدا، لكن من اجل السلام.
وادعى بيريز قائلا،" ما حدث أمس هو نزهة تؤدي إلى عدم اتفاق واضح، بعبارة أخرى سيكون هناك معسكرين للفسطينيينـواحد يدعو إلى السلام والثاني يدعو إلى تدمير إسرائيل".
وبحسب كلامه، فقد تطرق بصرامة إلى حقيقة ان المسألة تتعلق باتفاق بين فتح وحماس التي تشكل تنظيم إرهابي قاتل بكل معنى الكلمة. وقال، "لم تغير حماس هويتها، لم تتوقف عن كونها منظمة إرهابية، تخدم إيران وتهرّب السلاح. وهذه الخطوة كما هي، هي خطأ مصيري. والتوقيع على اتفاق يؤدي بعد نحو سنة إلى انتخابات من شانه ان يدفع التنظيم الإرهابي إلى السيطرة  في غزة وفي يهودا والسامرة والى فوز سياسة حماس. والمغزى هو استمرار إطلاق الصواريخ، استمرار قتل ابرياء، استمرار تدخل إيراني داعم وممول للإرهاب في منطقتنا"
كما انه إشار إلى أن العالم لا يمكنه دعم إقامة دولة حيث ان قسم من سيادتها خاضع لمنظمة إرهابية بكل معنى الكلمة".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كلنا أسد
المصدر: " نيسان جرفي ـ nfc"

" نعم أنا أعرف, إنه عنوان جديّ، بليغ، وحتى أنه يرهب أي شخص عندما يقال من قبل يهودي إسرائيلي. لكن في الدولة التي فيها كل من لا يدعم "موت العرب" مباشرة يُصنّف على انه راديكالي نازي ومفسد إسرائيلي ـ كل شيء يفقد أهميته وحتى فعاليته بين ليلة.
حتى أنا، مثل الرفيق الأسد، سئمت من الاستيطان الإسرائيلي، حتى أنا، كما الرفيق الأسد ،سئمت من احتلال هضبة الجولان. حتى أنا مثل الرفيق الأسد، سئمت من التمييز العنصري، التحيّز والظلم المتواصل الذي يُستخدم لما يزيد عن ستة عقود ضدّ الشعب الفلسطيني، سئمت من اليمين الإسرائيلي، سئمت الجهل الديني. سئمت من المحاولات المتكررة من جهة رؤساء النظام الصهيوني الذين يغتالون ويقتلون بدم بارد كل من ليس مثلهم، سواء عن طريق الموساد أم عن طريق الجيش الإسرائيلي، في الضفة، في غزّة وخارج البلاد.
في الواقع، عندما استمر في تَتبع أدق التفاصيل، لدهشتي الكبيرة أو حتى لا، أكتشف أنني ورئيس سوريا، الدكتور بشّار الأسد،  نتقاسم الكثير من الأمور المشتركة. ليس فقط في المواضيع السياسيّة، بل حتى عندما يتعلق الأمر بوجهات نظر اقتصاديّة، اجتماعيّة وحتى ماليّة.
وأمس بثت القناة الثانية الإسرائيلية خطاب الأسد. وقد ترجمت كلماته عبر مصدر إسرائيلي متخصص بالشؤون العربيّة. إذن جيد، أنها حقاً لم تكن ترجمة بشكل أفضل، المترجم الإسرائيلي راقب إلى حد كبير النص. وحتى تحريف كلام الأسد لم يكن قليلاً، لكننا اعتدنا على هذا منذ زمن ـ كذب وأقاويل عن طريق داعمي الصهيونيّة. لكن رغم كل هذا نجحت في فهم الكثير من خطابه باللغة العربيّة. حتى عبر المترجم الإسرائيلي المتلعثم، لكن بفضل دراستي للعربيّة فهمتها بشكل فردي.
أصغيت للأسد. كلما نطق بكلماته وعباراته،  بأدق التفاصيل وبطلاقة، كلما أدركت أنه شخص محق. وهذا غريب. حيث أنهم هنا كانوا يحدثوننا دائماً بأن الرئيس السوري ورفاقه، هم جزء من " محور الشر". هو جزء من زمرة شريرة تشمل "أحمدي نجاد النازي".
القناة الثانية، مقاطعة متعصبة بالنسبة لي، كانت واثقة من أن أحدا لن يقتنع من خطاب الأسد. إذاً كيف، أيضاً الخطاب بأكمله. بالفعل من هو بشكل عام يخاف من بث الخطاب وترجمة كلماته؟ انه الأسد. اعتاد المترجم أن يكرر اسم "أسد" عشرات المرات أثناء ترجمته كلمات الرئيس السوري، بينما اسم " أسد" في الواقع أتى ليذكّرنا بأنه هو من يكتب عنه في صحيفة " جزء من محور الشر"، الأسد.
ليس سرّاً أن يهود سوريّا، عاشوا حياة رائعة ومليئة بالانسجام إلى جانب بقية مواطنيها، وليس فقط هم، بل حتى الغالبية المطلقة لليهود من أصول عربيّة. لم يقتل أي شخص منهم بسبب كونه يهودي، ولا حتى واحدة من نسائهم اغتصبت كونها يهوديّة. غير أن العكس هو الصحيح. هناك يهود كثر في البلاد العربيّة كانوا جزءاً لا يتجزأ من مساحة الأمة العربية، في حين أن هذا الجزء في مكانة كهذه أو غيرها، لكنهم جميعهم كما اغلبهم عاشوا بانسجام وتعاون وصداقة كبيرة. الأمر كما هو معروف لم يكن مشتركاً في البلاد الأوروبية ومواطنوها اليهود عانوا من العنصريّة والكره والذل المُطبق من قبل غير اليهود، وفي  النهاية انهاروا في موقد القتل والإبادة ، نساء أطفالا ورُضّعا.
نعود إلى موضوع خطاب الأسد. إذا كان هناك أمر آخر جهدت في تعلّمه وفهمه، هو أن للعملة وجهين. والحقيقة دائماً تكون أمراً نسبيّاً. سنأخذ على سبيل المثال الحجة الإسرائيلية الكلاسيكيّة بالشأن السوري، "بالنسبة للمواطنين السوريين سئموا من النظام السوري ولهذا هم يطالبون بإسقاطه.." " تلك هي الحجّة الإسرائيليّة حتى فيما يتعلق ببقية الاضطرابات والمظاهرات التي تحدث في البلاد العربيّة.
لكن في المقابل، على سبيل المثال، يدعي الأسد أن الأمر يتعلق بمؤامرة عامّة. مثلاً ادعى من بين سائر أمور أنّ هناك منظمة كبيرة جداً،  تحرّض مجموعات من السكان ضد مجموعات أخرى، وبهذا تحدث اضطرابات مختلفة بين الشعب. وعندما يصل الجيش والشرطة السوريّة لتفريق المتظاهرين،على الفور يقولون هناك مجزرة في سوريا. وهذا الأمر يكون منفصلاً على ما يبدو عن الوقائع على الأرض.
ليس فقط انه في الحقيقة يوجد طرفان، بل حتى وجهان وعشرات آلاف التفسيرات. لكن عندما يسمعون مراراً وتكراراً نفس الادعاءات عن طريق نفس الأشخاص ـ لا عجب من ظهور إجماع كبير، يضع كالعادة المواطنين الإسرائيليين تحت مظلة الصهيونيّة الملتهبة.
رقابة ويد حديديّة ضدّ المختلف، التي تستخدمها بالأخص وسائل الإعلام المجندة الإسرائيلية ـ ابتكار كاذب حيث كل مختلف هو مجنون وراديكالي – تقريباً كانت دائما إرث المجانين أنفسهم.
لكن بالضبط بسبب ذلك، ووفقاً للوضع المزري والمؤسف، يجب تحكيم العقل وكشف أن الحقيقة هي ليست ما تقال على الدوام عبر الجانب النفعي. الانفصال عن الواقع، ونزيد بالقول، إن الهلوسة الإسرائيليّة صهيونيّةـ هي مجرد أمر يثير الجنون والمرض.
وليس فقط أنّ الرئيس السوري، الدكتور بشّار الأسد محقّ في كلامه الصائب والدقيق، لا بل يوجد حق كامل من كل الجهات لمحاربة المثيرين للشغب الصهاينة، ورد الصاع صاعين. جيد ما قام به الأسد الذي يشغّل قوات في جنوب لبنان، التي تحرس بشكل دقيق إزاء أي غزو إسرائيلي شبيه بغزو مناطق يهودا والسامرة. في الحقيقة، إذا كنتم تعارضون اجتياحا إسرائيليا  لجنوب لبنان، فمن الجدير أن تدعموا تسليح قوات لبنانيّة على المساحات التي يدور الحديث عنها، أليس  صحيحا؟ والتي بعضاً منها محسوبة على حكومة لبنان وحزب الله، وعلى ما يبدو في أماكن أخرى مُنع الإعلان عنها لأسباب أمنية.
وفي النتيجة، نحن ملزمون أن نفهم قبل كل شيء أن المقولة التي تدعي أن الأسد يشغّل حزب الله وحماس ضدّ إسرائيل ليست مسيطرة كثيراً. لا من ناحية منطقيّة، ولا من ناحية واقعية. لأنه لا يمكن أبدا تبرير بأية طريقة احتلال الشعب الفلسطيني. لا يمكن تبرير رعاية المستوطنات وإعادة البناء فيها التي تشمل الوحدات السكنيّة وتراخيص البناء عن طريق حكومات إسرائيل على مر أجيالها، وخلافاً للإعلان عن دولتين لكلا الشعبين. وحتى لا يمكن إبعاد النقاش العام باتجاه قضيّة النووي الإيراني.
سئم العالم حقاً، ونتيجة الضرر النفسي الذي سببته القوميّة الإسرائيلية الصهيونيّة، نأمل بأن تتكشف أيضا مع حلول الزمن القادم كعظمة أكبر مما يتخيلها كثيرون من سكان هذه الدولة".       
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عندما تتقوّض سوريا
المصدر: "معاريف – عوفر شلّح"

" الجميع يُدرك لمَنْ تُعطى النبوءة، وفي الوضع الراهن في الشرق الأوسط يأخذ عدد مَنْ يتطوع ليصبح أحمقاً بالتقلص. في المؤسسة الأمنية، التي تكهّن رؤساؤها في نهاية العام السابق، استمرار استقرار الأنظمة العربية، أحداً ليس مستعداً ليضع مكانته على كفة الميزان، والتنبؤ فيما إذا كان "بشار الأسد" سينجو من العاصفة الحالية. عندما تبدأ هذه الموجة، ثمة أشخاص أذكياء يراقبونها بدهشة وينتظرون رؤية نتائجها.
إنها ساعة حاسمة بالنسبة لعناصر الاستخبارات ولزبائن المعلومات وتحليلاتهم. إنها تُذكّر بما مرَّ على الأجهزة الاستخباراتية الغربية قبل 20 عاماً، عالم سالم، منظّم ومعروف، حيث أن كل تنظيمهم ووعيهم أُعدَّ لفهمه، تقوّض مرة واحدة واستُبدِلَ بالخراب، ذلك ليس فقط لأنه يصعب معرفة ما سيجري، بالمفهوم البسيط لمَنْ سيحكم دمشق وإلى أي حدٍّ سيكون النظام مستقراً، ينبغي، في سياق التحرّك استبدال الأقراص الممغنطة الصغيرة التي احترقت على امتداد عشرات السنوات سريعاً.
ذلك صحيح خاصة فيما يتعلق بسوريا، التي كانت طوال جيلين هدفاً رئيسياً للأجهزة الاستخباراتية الإسرائيلية. عندما أنهى رئيس آمان السابق، "عاموس يدلين"، فترة ولايته، قال في منتديات مُغلقة أنه اكتشف منظومة استخباراتية كانت تقريباً كفائض معلومات بشأن سوريا قياساً بالنقص الاستخباراتي حيال أهداف حيوية أخرى. صحيح أن نفس هذه المنظومة قد أرجأت على امتداد سنوات عملية بناء المفاعل في دير الزور، لكنها بعد مضي أيام حدّدت مكانه وأحضرت استخبارات تسمح بإدانتها والاستعداد لشن هجوم سيُدمر خلاله، وعلاوة على ذلك ساعدت في الإجراءات التي حالت دون الاحتدام بعد القصف [المفاعل]. في كل أحداث الذروة الأمنية للعقد الأخير وعلى رأسها حرب لبنان الثانية، تجسدت فرضية أننا نعرف سوريا – جيشها؛ قادتها؛ ومنظومة اتخاذ قراراتها ـ  جيداً.
وحالياً قد يجعل ذلك سوريا مختلفة تماماً، ربما بمقدار متطرف، ينصُ سيناريو مُحتمل على أن الأسد لن يُستبدل بنظام أساسي آخر، إنما ستدخل سوريا بفترة مديدة من عدم الاستقرار؛ نزاعات طائفية وانحلال لمؤسسات الحكم. سيواجه ما تبقى من النظام العلوي الأغلبية السنية، وستنجر قوات انعزالية ومحلية أخرى وراء اتجاهاتها. إضافة إلى ذلك، ليس بمقدور إيران، التي تحولت في عهد الأسد الابن إلى الدعامة الرئيسية لسوريا، التنازل عن التأثير والعلاقة المباشرة مع لبنان، اللذين منحها إياهما النظام الحالي. بموازاة ذلك، ستضطر المؤسسة الإسرائيلية للتأقلم والتكلم عن سوريا بتعابير مغايرة تماماً. يُظهر التاريخ بأن ذلك هو بمثابة أحد أصعب الأمور على منظومة الاستخبارات واتخاذ القرارات.
إلى ذلك فإن الجيش الإسرائيلي، والأمور معروفة، دعم المفاوضات مع سوريا بشكل شبه متواصل في غضون الـ 20 عاماً الأخيرة، حينها وصف رئيس آمان "أوري ساغي الأسد الأب كمَنْ "اختار استراتيجياً" طريق المفاوضات. وكان لهذا الدعم نقاطاً رئيسية، من بينها تفعيل المستوى العسكري لأكثر الوسائل الشرعية بالنسبة إليه بغية دفع مستوى سياسي انجرَّ باتجاه المفاوضات. وفي الإطار عينه، وُبِخَ رئيس آمان "أهرون زئيفي– فركش" من قِبَل رئيس الحكومة "شارون" عندما تجرأ في عرض تحليل من هذه الزاوية على الحكومة. وبدوره قام نائب رئيس هيئة الأركان العامة السابق، "غابي أشكينازي"، بدفع كل من أولمرت؛ باراك؛ و نتنياهو إلى استغلال ما يبدو بنظرهم كفرصة لكسر مربط التأثير الإيراني، وتغيير الوضع في المنطقة من أساسه.
يستند هذا الدعم إلى مفهوم نظام أبناء الأسد كنظام مستقر، كلمته كلمة، والإتفاق معه صامد. وينبغي ذكر أنه من خرق الوضع اللاعدواني بيننا وبين السوريين كانت إسرائيل، في اجتياح لبنان عام 1982، ومن خلال التوصل إلى مواجهة مباشرة ومحتومة مع القوات السورية، وتشغيل كامل للخطة القتالية الجوية التي أُعدَّت منذ يوم الغفران. (أثناء إصابة أهداف سورية كردٍّ على إطلاق صواريخ حزب الله على الجليل لا سيَّما في عملية "الطب البديل" عام 1999، بعد أن ردَّ حزب الله على فوز "باراك" في الإنتخابات بإطلاق صلية صواريخ كاتيوشا ثقيلة). وفي استهداف مواطنين سوريين في حرب لبنان الثانية عن غير عمد، حيث قُتل نحو 30 شخصاً منهم أثناء قصف جوي في البقاع، وبحسب المصادر الأجنبية المعروفة أيضاً أثناء قصف المفاعل النووي في دير الزور. في كل الأحوال سوريا لم تبادر، حتى أنها في حرب لبنان الأولى لم ترد.
من المهم تذكُّر ذلك أيضاً عندما يتدهور حالنا، كما أنه يوجد من يقوم بذلك حالياً، السيناريو الذي وفقه سيحاول الأسد الخروج من مأزقه بتسخين الحدود مع إسرائيل، بغية إزالة الغضب عنه وتحويله إلى العدو الصهيوني. إنه السيناريو الذي يظهر في كل مرة يكون فيها زعيم عربي في مأزق، لكن ذلك ليس لديه أي أساس من الصحة.   
يعلم الأسد جيداً ما ينتظر سوريا في هذه المواجهة. فمن امتنع عن الرد حيال تدمير المفاعل، ثمة شك إنْ كان سيقرر بأن يكون الحل للتظاهرات في درعا هو شنُّ حرب ضارية مع إسرائيل. هذا لا يعني أن هذا السيناريو غير محتمل، لكنه لا يتضمَّن لا منطقاً سليماً ولا أولوية تاريخية. وفي كل تحليل إستخباراتي لسوريا يظهر بقاء النظام كسبب رئيسي في ارتقاء الأسد. ثمة شك إن كان يعتقد أن الهجوم على إسرائيل سيساعد في هذا البقاء. ما يُعدُّ أكثر منطقية هو، أنه إنْ بقي أو سقط، ستسقط سوريا سواءً من خارطة المفاوضات المحتملة أو من خارطة التهديد الفوري، إلى أجل غير معلوم. كما أن دعم إسرائيل في مفاوضات كهذه قد يتلاشى، عندما يوجد في المقابل نظام جديد أو متزعزع. الثمن المعروف – التنازل عن هضبة الجولان بأكملها، وفق "وديعة رابين" – غير محبَّذ بالنسبة لمعظم الإسرائيليين، والعديد من هؤلاء الذين كانوا مستعدين له مقابل أجر استراتيجي موازٍ، لا سيما خرق التحالف مع إيران، لن يدعموه في وضع كهذا.
إيران، هي الكلمة الأساس والوحيدة تقريباً بالنسبة للمؤسسة الأمنية الإسرائيلية في هذه الأيام، والكتيِّب الذي من خلاله ستُدرس كل التطورات، حتى في سوريا. إيران كقوة مناهضة إقليمية، لديها إستراتيجية عالمية ومعادية لإسرائيل بشكل قاطع – وهي كالموزِّع الأكبر للأسلحة منذ أمد بعيد، تُحدث تغييراً إستراتيجياً في المنطقة لم تتضح معالمه بعد تماماً حتى لدى قادة الأمن الإسرائيليين.
إيران استخدمت سوريا بشار الأسد كقناة تزويد لحزب الله، كصمام يتدفَّق عبره جزء من تأثيرها على ما يحدث في العراق، كطعم تلوِّح به أمام ناظري إسرائيل والولايات المتحدة ما دام مرتبطاً جيداً، وقد اتضح ذلك في كل لحظة حاسمة، بوسط طهران. هل سيكون لدى إيران تأثير مماثل على النظام السني، الذي قد ينمو جرّاء تقويض نظام الأسد؟ والمسألة لا تقل أهمية، كيف ستتمكَّن طهران من التأثير إنْ أُقحمت سوريا حقاً في وضع غير مستقر، حيث تواجه فيه مختلف مجموعات القوة لوقت طويل دون أن تتمكن من التوصل إلى حسم؟
ثمة من يرى في المؤسسة الإسرائيلية أفضلية لهذا الوضع بالذات. سيكون الإنتباه السوري منصبّاً نحو الداخل، وسيتعاظم فقط التخوف من حصول مواجهة مع إسرائيل. الأرض السورية الهشة بما فيه الكفاية – في السنوات الأخيرة لم يحدث فقط هجمات عسكرية، إنما أيضاً تصفيات لأهداف مثل "عماد مغنية" والجنرال "سليمان"، من دون رد سوري – ستشبه لبنان أكثر من الدولة الحاكمة في عهد "حافظ الأسد". ربما لن يكون ممكناً التوصل إلى اتفاق، لكن إرساء سلام مع سوريا لم يكن أبداً أمنية إسرائيلية. حتى أنَّ من دعمه، يرى فيه وسيلة لتحقيق أهداف أمنية على وجه الخصوص. قد تتقوَّض سوريا، ومن المنطقي أنها على أي حال ستعاني من عدم الإستقرار لوقت طويل. ومن غير المؤكد إن كان في إسرائيل الكثير ممَّن يذرفون الدمع".    
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الوزير شالوم: فتح معبر رفح.. تطوّر مقلق
المصدر: "إيتسيك وولف – موقع nfc"

" أعرب نائب رئيس الحكومة, الوزير سيلفان شالوم, عن القلق من التقارب بين حماس ومصر. وبحسب أقواله, الإعلان المصري عن فتح معبر رفح هو "تطوّر مقلق".
وقال شالوم  في مقابلة مع صوت إسرائيل انه على إسرائيل الاستعداد لتغيير سياسي في مصر والشرق الأوسط كله. كما أشار إلى أن فتح معبر رفح بصورة دائمة سوف يسمح بدخول مدربين إرهابيين ووسائل قتالية مختلفة إلى قطاع غزة.
وبالنسبة لاتفاقية المصالحة بين فتح وحماس قال انه حاليا كُشفت دول عديدة أعربت عن موافقتها للاعتراف بدولة فلسطينية لحقيقة انه يوجد هنا "كيان حماسيـ إيراني في وسط الصراع على السيطرة في الشرق الأوسط".
وقال, "نستطيع أن نستخدم تأسيس حكومة الوحدة الفلسطينية كعامل لعدم السماح بإقامة كيان كهذا".  
هذا ويصل اليوم رئيس المكتب السياسي لحماس, خالد مشعل, إلى القاهرة قبيل التوقيع على اتفاقية المصالحة بين منظمته وبين فتح. ومن المتوقع أن تقام مراسم التوقيع في يوم الأربعاء.
في غضون ذلك قال وزير الاقتصاد المصري أن اتفاقية السلام لدولته مع إسرائيل لا تلزمها ببيع الغاز لإسرائيل. وقال الوزير سمير عدوان أن سعر الغاز غير قابل للمساومة إذا ما تعلق الأمر بالأردن, إسرائيل, سوريا أو اسبانيا. كما أشار إلى أن مصر سوف تبيع الغاز الطبيعي الذي بحوزتها بالأسعار المعتمدة حاليا".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جاعِلو النهار ليلا
المصدر: "هآرتس ـ  عكيفا الدار"

" ما هو الشيء المشترك بين صقور عز الدين القسام، الذراع العسكرية لحماس، ورئيس حكومة اسرائيل بنيامين نتنياهو وحارسه الشخصي اهود باراك، والفائز بجائزة نوبل للسلام شمعون بيرس؟ صحيح، لقد ثاروا جميعا بغضب شديد على اتفاق المصالحة الذي تم بين فتح وحماس.
إن احتجاج جبهة الرفض الفلسطينية مفهوم من تلقاء ذاته؛ فالوثيقة المصرية هي كتاب خضوع لحماس، فهي توجب على المنظمة المسلحة ان تقبل الطاعة لاجهزة الامن التي تخضع للرئيس محمود عباس. في مقابل هذا لا يمنح الاتفاق حماس موطيء قدم في الساحة السياسية. وهذه الوثيقة بالنسبة لاسرائيل تبدو أفضل كثيرا من ان يوقع عليها رئيس المكتب السياسي خالد مشعل.
يصعب ان نفهم لماذا سارع ساسة اسرائيليون يدّعون انهم ساسة يبحثون عن السلام، للانقضاض على عباس. انهم في اسوأ الحالات يدركون ان الاتفاق يسحب من تحت قدمي حكومة اسرائيل زعم ان عباس "لا يمثل سوى نصف الشعب الفلسطيني". إن تحقيق شروط مصالحة عباس وهي – سلطة واحدة وقانون واحد وسلاح واحد – قد يُفسد شعار اليمين المركزي ألا وهو، "خرجنا من غزة وتلقينا صواريخ القسام". وهم يعلمون ان المصالحة الفلسطينية الداخلية يمكن أن تدفع قُدما بالاعتراف بدولة فلسطينية في حدود 1967، ولذلك يصورونها على عمد على أنها اجراء معادٍ لاسرائيل. برغم انهم يعلمون ان المصالحة بين حماس وفتح قد تفضي الى هدوء على الحدود مع القطاع فانهم يبثون على علم ذعرا باطلا من "صواريخ قسام في يهودا والسامرة".
في وضع أقل سوءا (وربما أكثر)، لم يُجهد الثلاثة أنفسهم لقراءة النص المصري ولم يريدوا استماع كلام شرح عباس الواضح. فالاتفاق يحدد صلاحية حكومة الوحدة المؤقتة لتعالج فقط توحيد اجهزة الامن واستعمالها، واعادة بناء المباني والبنى التحتية التي تضررت في القصف في عملية "الرصاص المصبوب" والاعداد للانتخابات التي ستُجرى في أيار 2012. عاد الرئيس الفلسطيني وبيّن ان منظمة التحرير الفلسطينية هي التي وقّعت الاتفاقات السياسية مع اسرائيل منذ كان اتفاق اوسلو وأن حكومة التكنوقراط التي سيحدد هو تركيبتها لا تستطيع ان تعوقه عن اجراء تفاوض مع حكومة نتنياهو على أساس حدود 1967 وتبادل الاراضي وحل متفق عليه لمشكلة اللاجئين وتجميد البناء في المستوطنات وفي شرقي القدس مدة ثلاثة اشهر. وعلى ذلك فلا يكاد يوجد أي أهمية لاعتراف حماس بشروط الرباعية التي تشتمل على احترام اتفاقات سابقة مع اسرائيل.
اذا كان رؤوس المستوى السياسي ومنفذ أمرهم في مسكن الرئيس قد فحصوا عن نص اتفاق المصالحة فانهم لم يقفوا على الظروف التي أفضت الى نضجه. كان المستشرق الدكتور متاي شتاينبرغ الذي يحاضر الآن في جامعة برينستون يكون سعيدا بأن يُبين لهم ان النص هو نفس النص الذي كان موضوعا أمام حماس مدة شهور طويلة والسياق هو الذي تغير. وكان شتاينبرغ الذي كان المستشار لقادة "الشباك" في شؤون الفلسطينيين سيوجههم الى الانتقاد اللاذع الصارخ الذي قذف به الشيخ يوسف القرضاوي السلطة العلوية التي تذبح السنيين.
ترتجف الارض في سوريا تحت أقدام مشعل ورفاقه الذين أصبح وكيلهم بشار الاسد في نظر العالم الاسلامي توأما للقذافي. إن التوقيع على اتفاق المصالحة هو ثمن تذكرة سفر لاجئي حماس من دمشق الى القاهرة. إن القرار على فتح أبواب رفح، مثل الضغط على حماس لتوقيع اتفاق المصالحة، يُعبران عن طموح مصر الى إحداث سياق يُمكّن من اعادة الفلسطينيين الى التفاوض مع اسرائيل؛ وذلك سيجعل القافلة البحرية الكبيرة الى غزة لا حاجة اليها ويضر بصناعة الأنفاق التي تعتاش منها قوات حماس. إن إفشال اسرائيل للمصالحة سيؤبد العنف على حدود القطاع. والمس بالاتفاق سيزعزع العلاقات اللطيفة التي تنسج مع السلطة الجديدة في مصر ويعزز مكانة ايران.
إن اتفاق المصالحة وتوحيد الصفوف في المناطق المحتلة بشرى مهمة لا مثيل لها للباحثين عن السلام عن جانبي الخط الاخضر. ليت حماس لا تحجم في اللحظة الاخيرة وتحترم روح الاتفاق ولغته".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تبادلنا الأدوار
المصدر: "هآرتس ـ نيفا لنير"

" إليكم بشرى خير وتسلية ضئيلة، الجمهور الاسرائيلي أذكى وأشجع من قادته. فقد أجاب أكثر الجمهور، 53 في المائة مقابل 42 في المائة (في استطلاع مينا تسيمح في "يديعوت احرونوت"، 29/4) بأن "نتنياهو يجب ان يعرض في واشنطن خطة سياسية مع تنازلات كبيرة للفلسطينيين". ويعتقد 48 في المائة (مقابل 41 في المائة) ان على اسرائيل ان تعترف في ايلول بدولة فلسطينية كما تنوي أكثر الدول في العالم (مع الحفاظ على الكتل الاستيطانية).
لا يوجد ما يفرح. يبدو ان أكثر الاسرائيليين قد توصلوا الى ادراك ان وضعنا السياسي في اسوأ حالاته. وهم يسألون أنفسهم ماذا نخسر؟ ويتوقعون ان يفيق قادتهم ويفعلوا فعلا قبل ان ينشأ اتفاق دولي جارف على ان اسرائيل تحولت من "جزيرة استقرار" الى جزيرة عدم يقين (بما تريد احرازه) وجزيرة عدم فهم لحدود القوة.
إن القيادة الاسرائيلية معدومة الشجاعة ومعدومة الفهم ومعدومة الاحكام. اليكم تذكيرا من الايام الاخيرة، بعد وقت قصير من نشر النبأ عن اتفاق المصالحة بين حماس والسلطة الفلسطينية، هب رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ليدلي باعلان لشعبه ولأبو مازن وللعالم، الاتفاق – إما معنا وإما معهم. وسارع بعده ايضا وزير الدفاع اهود باراك (الذي هاتف الامين العام للامم المتحدة!)، ووزير الخارجية افيغدور ليبرمان الذي اقترح فرض عقوبات على السلطة، ووزير الاتصالات موشيه كحلون الذي اقترح ضم اراضي الضفة الى اسرائيل.
وقف في مقدمتهم جميعا هذه المرة الرئيس شمعون بيرس. فقد توجه الزعيم الذي خط رؤيا "الشرق الاوسط الجديد" (وفحواها ان المصالح الاقتصادية فوق القومية ستسبب الحفاظ على السلام في المنطقة)، الى أبو مازن بدعوة شخصية تقول، "توحدوا من اجل السلام ولا تصنعوا وهْم وحدة لن تُمكّنكم من التحرك الى أي مكان". قال، ولم ينظر نحو نتنياهو – باراك – ليبرمان، وهم الثلاثة الذين لا يتحركون الى أي مكان منذ سنتين كاملتين.
لم يفكر الرئيس ولا أحد من متحدثي الحكومة في الانتظار قليلا والفحص عما سيحدث اذا تم التوقيع على الاتفاق. ربما يكون شيئا حسنا وربما يكون شيئا سيئا وربما لا يحدث شيء ذو شأن. أغلقوا النوافذ قبل كل شيء، وأنزلوا الستائر واطفأوا الاضواء وأصبحوا مثل عميان يتحسسون الطريق في الظلام.
وفي الحقيقة هذا ما يعرفون صنعه، أعني الانغلاق والتحصن، والتهديد والتخويف. الشرق الاوسط يتغير إزاء أعينهم ويهنئون أنفسهم لحسن حظهم لاننا ما زلنا ليست لنا اتفاقات سلام مع الفلسطينيين ومع سوريا.
لن تسمعوا وزيرا كبيرا يقول انه برغم ان اتفاقات السلام مع مصر والاردن لم تنتج شرقا اوسط جديدا، فان نزع السلاح في سيناء وقوة اردنية وراء النهر أفضل لاسرائيل من وضع عدم السلام بكثير. ففضلا عن ان القيادة الاسرائيلية غير قادرة على التفكير خارج الصندوق في كيفية تقديم السلام فانه في الصندوق الاسود للطائرة التي لا تنقلها الى أي مكان قد أُعلم الهدف وهو "عدم اضاعة أي فرصة لاضاعة الفرص".
اجل، يا ويلنا، تبادلنا الأدوار. أين نحن وأين الفلسطينيون. لم تنقض سنين كثيرة كي ننسى، أن الحرية والاستقلال محفوظان لجميع الشعوب التي تريدهما وتحارب من اجلهما. هذه الحقيقة الساذجة قررت ماضينا وستظل تقرر مستقبلنا في الشرق الاوسط.
ما يوجد لنا سيكون للآخرين. حدث هذا ويحدث وسيحدث في كل مكان في العالم. هذه اهانة للاسرائيليين الذين انصرفت عيون قادتهم عن رؤية حقيقة بسيطة. وهم يوهمون انهم يستطيعون تغييرها. قد يسجننا ذلك في أكبر غيتو كان قط بدل "فيلا في غابة".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تقلص مجال المناورة
المصدر: "هآرتس ـ  عوديد عيران(*)"

" سهّل زعيما الفلسطينيين محمود عباس (أبو مازن) وخالد مشعل شيئا ما على باراك اوباما وبنيامين نتنياهو. فيستطيع الرئيس الامريكي ورئيس الحكومة ان يخصصا جزءا من خطبتي القاهرة وبار ايلان الثانية، المرتقبتين في الاسابيع القريبة للتنديد بـ "الربيع الفلسطيني". لكنهما من جهة اخرى سيخطئان اذا ظنا ان المصالحة بين حماس وفتح ستحررهما من التسونامي السياسي الذي يتوقعه وزير الدفاع اهود باراك في الجمعية العامة للامم المتحدة.
سيكون في اوروبا، التي ضاقت ذرعا بتسويف نتنياهو، من يفسرون المصالحة تفسيرا ايجابيا باعتبارها تنبع من ارادة حماس الانفصال عن محور طهران – دمشق. سينضم هؤلاء الى زعماء عرب فقدوا ثقتهم باوباما، الذي تخلى عن مبارك ويترك العراق ويستسلم لاملاءات القدس. كان اوباما يستطيع ارضاء هؤلاء لو خط حلا امريكيا لا لبس فيه يقترب من موقفهم في شأن الصراع الاسرائيلي الفلسطيني. اوباما في منافسة في ولاية ثانية لكنه يستطيع برغم ذلك ان يخاطر مخاطرات محسوبة لا تضر باحتمالات ان يُنتخب وأن يزيد عناصر على تلك التي أعلنها سلفاه كلينتون وبوش.
يستطيع اوباما على سبيل المثال ان يقول ان الولايات المتحدة تعترف بدولة فلسطينية تكون مساحتها كمساحة يهودا والسامرة قبل حرب الايام الستة. وبهذا يظل مخلصا للموقف الامريكي الذي لا يعترف بخطوط 1967 باعتبارها الحدود النهائية، لكن يُحدّثها. ويستطيع اوباما ان يضيف مع المخاطرة المحسوبة ان الولايات المتحدة بحسب نتائج التفاوض ستعترف بجزء من شرقي القدس بأنه عاصمة الدولة الفلسطينية. واذا أراد اوباما ان يخاطر مخاطرة أكبر فانه يستطيع ان يعلن بأن بلاده وشريكاته في الرباعية ستمنح الطرفين مهلة محدودة لاحراز تسوية دائمة، وانها ستعلن مع عدم وجود حل متفق عليه بمخطط لتسوية دائمة.
هذه المقالات لا تبالغ كما يريد قادة اوروبا، لكن اوباما يستطيع ان يرتب اموره مع نيكولا ساركوزي وانجيلا ميركل المنشغلين بمشاكل داخلية وبأزمة اليورو، ومع الملكين الغاضبين للعربية السعودية والاردن.
استنفد نتنياهو في خطبة بار ايلان الاولى أكثر مجال المناورة الذي منحه لنفسه. والهوامش التي بقيت لا تتصل بالحدود الدائمة أو المستوطنات أو تغييرات جوهرية في القدس. إن مجال المناورة المادي هو في المنطقة (ج)، وبقي مجال مناورة كلامية ذو أهمية سياسية كبيرة.
سيخاطر نتنياهو مخاطرة محسوبة اذا شمل في خطبة بار ايلان الثانية مقالة ان اسرائيل ستطلب ان تُحدد الحدود بين الدولتين حسب اعتبارات الأمن والسكانية، أي بحسب المستوطنات وخطوط 1967 في اماكن مثل طولكرم أو قلقيلية حيث لا يوجد خيار آخر.
إن اعتراف اسرائيل بأن القدس مهمة للاسلام وللعالم العربي والفلسطينيين لا يفترض ان يسقط الائتلاف. سيبقى نتنياهو سياسيا اذا قال ان اعتبارات انسانية ستوجه حكومة اسرائيل في تفاوض في مسألة اللاجئين الفلسطينيين.
إن هذه المقالات مع اقتراح خطوات محسوسة في المنطقة (ج)، ستساعد اوباما ونتنياهو على تجنيد كتلة اوروبية تشمل نحوا من خمسين دولة. إن كتلة كهذه ستضائل الفعل الاخلاقي – السياسي لقرار في الجمعية العامة للامم المتحدة وتسد الطريق الى مجلس الامن. إن المزاوجة بين أبو مازن ومشعل تمنح اسرائيل فرصة تحسين وضعها السياسي ولا سيما اذا لم تتناول وثيقة المصالحة شروط الرباعية (التخلي عن الارهاب وقبول اتفاقات الماضي والاعتراف باسرائيل). يجب على نتنياهو من اجل احراز التحسين ان يستنفد كامل مجال المناورة وألا يكتفي بالتنديد بالمصالحة الفلسطينية".
(*) مدير معهد ابحاث الامن القومي
02-أيار-2011

تعليقات الزوار

استبيان