المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


أخبار العدو

المقتطف العبري ليوم الأحد: الفارق الوحيد بين نتنياهو وليفني هو التسريحة.. وخطبة اللاءات خطوة تقرّب "أيلول"


عناوين الصحف وأخبار وتقارير ومقالات مترجمة من صحافة العدو
صحيفة "يديعوت احرونوت":
ـ يجففون المدخنين.
ـ اعلان نعم – دولة لا.
ـ لنداو: الفارق الوحيد بين نتنياهو ولفني هو التسريحة.
ـ المعبر المفتوح.
ـ اسبوع واحد – عشرين قتيل (حوادث طرق).
ـ ثانوية جديدة – اتفاق الاصلاحات في التعليم فوق الابتدائي.
ـ رئيس الاركان طلب من قائد المنطقة الوسطى البقاء – استعدادا لايلول.
صحيفة "معاريف":
ـ مكتشفات جديدة: العلاقة بين الرئيس ورئيس السلطة.
ـ اتصالات متطورة بعلم نتنياهو.
ـ اوباما يراقب "بؤرة اوباما" الاستيطانية عن كثب.
ـ الاعلان الذي لم يكن.
ـ في اليمين وفي اليسار: لا ينبغي لبيريز ان يتدخل.
ـ المعبر المفتوح.
ـ القاهرة تراهن على حماس.
ـ عاموس جلعاد قدّر: المعبر سيبقى مغلقا.
ـ خلاف بين وزير الدفاع ورئيس الاركان حول من سيكون النائب العسكري العام القادم.
صحيفة "هآرتس":
ـ مصر رفعت الحصار عن غزة.. معبر رفح يُفتح لمرور السكان.
ـ نتنياهو جند كندا، فأحبط تأييد الثمانية الكبار للمفاوضات على أساس خطوط 1967.
ـ بعد اربع سنوات، رفع الحصار عن قطاع غزة.
ـ الشرطة تستخدم اجهزة الصدمة الكهربائية ضد نشطاء اليسار لاول مرة.
ـ أبو مازن: الاعتراف في الامم المتحدة – هو الامكانية الوحيدة لنا.
ـ وزارة الصحة ستقيد السياحة العلاجية في البلاد.
ـ اريئيل ستحصل على علاوات ميزانية بثلاثة أضعاف عن باقي الكليات.
صحيفة "اسرائيل اليوم":
ـ في اسرائيل راضون عن تصريحات رئيس الجمعية العمومية جوزيف دايس.
ـ "الفيتو سيمنع الفلسطينيين من قبولهم كعضو في الامم المتحدة".
ـ لا تكفي اغلبية في الجمعية العمومية.
ـ كندا أصرت – وزعماء الثمانية الكبار امتنعوا عن التطرق الى حدود 1967.
ـ فتح معبر الحدود في رفح.
ـ انتصار اسرائيلي تكتيكي.
ـ الكاتب أ. ب يهوشع: "المستوطنات هي جذر المشكلة".
أخبار وتقارير ومقالات
مكتشفات جديدة: العلاقة بين الرئيس ورئيس السلطة/ اتصالات متطورة بعلم نتنياهو..والاعلان الذي لم يكن..
المصدر: "معاريف – بن كاسبيت"
" مكتشفات جديدة عن القناة السرية بين بيريز وابو مازن والتي كشف النقاب عنها في "معاريف" يوم الجمعة: فقد جرت بين الرئيس الاسرائيلي والرئيس الفلسطيني اتصالات حقيقية، مستمرة وسرية. ونقلت الرسائل من خلال المبعوثين، الاتصالات الهاتفية ولقاء عقد في لندن. وتبادل الرجلان الافكار بهدف الوصول الى صيغة مشتركة تمنع ايلول وتعيد الطرفين الى المفاوضات.
رئيس الوزراء نتنياهو كان في سر الاتصالات، او على الاقل في بعضها. رجال بيريز يدعون بان رئيس الوزراء كان يفترض في زيارته الاخيرة الى واشنطن، في الخطاب أمام الكونغرس او في اللقاء مع الرئيس "ان يوفر البضاعة".
"النية هي لاعلان بعيد الاثر أكثر بكثير مما صرح. وحسب الاتفاق بين بيريز وابو مازن، فقد كان تصريح نتنياهو سيسمح بطرح الصيغة. واتفق الرجلان على اللقاء مجددا اذا ما وعندما يعمل نتنياهو كما هو مخطط، ولبلورة الخطوط الاخيرة للصيغة الاسرائيلية – الفلسطينية.
يبدو أن الوحدة بين فتح وحماس والتي فاجأت جدا اسرائيل ومرت من تحت رادار أجهزة الاستخبارات، سرقت الاوراق. نتنياهو نفسه امتنع في اللحظة الاخيرة عن الايفاء بدوره في الصفقة.
اللقاء بين بيريز وابو مازن جرى قبل سفر بيريز الى البيت الابيض لعقد لقاء مع الرئيس الامريكي باراك اوباما. وكما يذكر، في أثناء ذاك اللقاء اختلى الرئيس بيريز واوباما في حديث ثنائي، دون مقربين أو مساعدين، على مدى قرابة ساعة. مصادر رفيعة المستوى في واشنطن ومصادر في اسرائيل تعتقد أن اوباما ضمن خطابه ورؤياه السياسية غير قليل من أفكار بيريز.
صحيح حتى الان، يسود توتر شديد بين الاضلاع الثلاثة في هذا المثلث: بيريز ونتنياهو، بيرس وابو مازن، والاتصالات توجد على ما يبدو في طريق مسدود. في احاديث مغلقة بدا الرئيس خائب الامل جدا سواء من ابو مازن، الذي فاجأه بالوحدة مع حماس، أم من نتنياهو الذي لا يشركه في المسعى اليائس لوقف خطوط ايلول وربما أيضا تدهور المنطقة بأسرها نحو العنف.
رسميا، يمتنع الطرفان عن التعقيب. مكتب بيريز يواصل الادعاء بانه "لا يعقب على الشائعات".
مكتب نتنياهو يرفض الرد على السؤال اذا كان نتنياهو عرف باللقاء بين بيريز وابو مازن في لندن ولكنه يدعي بان "الرئيس ورئيس الوزراء ينسقان النشاط السياسي"، دون صلة بنشر الاتصالات في "معاريف".
أمر وجود الاتصالات السرية بين الرئيس وابو مازن انكشف كما أسلفنا يوم الجمعة من على هذه الصفحات. مصدر كبير مقرب من الرئيس قال انه "مصدوم من تسريب اللقاء في لندن وان الرئيس بيريز هو الاسرائيلي الاخير الذي يتمتع بقناة حوار مباشرة مع الفلسطينيين، ولشدة الاسف فان مصير هذه القناة ان تغلق في أعقاب النشر".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كندا أصرت .. وزعماء الثمانية الكبار امتنعوا عن التطرق الى حدود 1967
المصدر: "اسرائيل اليوم – بوعز بسموت"
" في اسرائيل عقبوا أمس برضى عن البيان الختامي لمؤتمر زعماء الثمانية الكبار بعد أن امتنعوا عن ذكر خطوط 67 صراحة وذلك بفضل موقف رئيس وزراء كندا ستيفن هاربر.
هاربر، مؤيد قديم ومعروف لاسرائيل، كان هو الذي أصر في اثناء مداولات المؤتمر النهائية على الا يتضمن البيان المشترك للزعماء ذكرا صريحا لحدود 67 والامل بعودة اسرائيل مستقبلا الى هذه الخطوط. الدبلوماسيين الذين شاركوا في مؤتمر زعماء الدول الصناعية الكبرى الثمانية في العالم في دوبيل في شمالي فرنسا عملوا في نهاية الاسبوع ساعات اضافية في اعقاب اصرار الكنديين ومعارضتهم للصيغة المقترحة التي تضمنت ذكرا صريحا لخطوط 67.
الصيغة التي أقرت في النهاية امتنعت عن ذكر هذه النقطة، وهاربر لم يخفِ رضاه عن ذلك. وقال: "اذا كنا نريد الدخول الى التفاصيل، عندها ينبغي أيضا التطرق الى نقاط اخرى طرحت في خطاب اوباما مثل كون اسرائيل دولة يهودية، او حقيقة أن الدولة الفلسطينية يجب أن تكون مجردة. أعتقد أن من الحيوي ان يكون الاعلان النهائي متوازنا بالضبط مثلما كان خطاب اوباما".
في الاعلان النهائي ورد أن "المفاوضات هي السبيل الوحيد للوصول الى حل شامل ودائم للنزاع. الاساس للمداولات واضح ونحن ندعو الطرفين الى العودة الى المحادثات. ويعرب الزعماء عن تأييد قاطع للرؤيا التي بسطها الرئيس الامريكي براك اوباما في خطابه".
في القدس شكروا أمس كندا على جهودها في هذا الموضوع. وقال وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان في حديث له مع نظيره جون بيرد ان "كندا هي صديق حقيقي لاسرائيل. في نظرة واعية هي تفهم بان خطوط 67 لا تستوي مع الاحتياجات الامنية لدولة اسرائيل ومع الواقع الديمغرافي الحالي".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يهوشع: "المستوطنات هي جذر المشكلة"..
المصدر: "اسرائيل اليوم – شلومو تسزنا"
" تناول الكاتب أ. ب يهوشع أمس النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني وقال ان "المستوطنات هي جذر المشكلة، لا يمكننا أن نبقي لعشرات السنين الاخرى الناس بلا حق مواطنة في وطنهم".
في ندوة عقدتها مبادرة جنيف في متحف بلاد اسرائيل في تل ابيب امام جمهور من 250 مهاجر من الاتحاد السوفييتي سابقا أضاف يهوشع بان "حدود 67 هي الحل الوحيد، ورويدا رويدا نتقدم نحو ذلك".
ونشر ظهر أمس بان يهوشع قال في الندوة انه "خسارة ان الرئيس الامريكي لم يشترط استمرار المساعدات الامريكية بوقف الاستيطان". غير أنه في وقت لاحق شرح الكاتب في حديث مع "اسرائيل اليوم" بانه لم يقل ذلك: "لم أقل انه على الولايات المتحدة أن توقف المساعدات الى أن تخلى كل المستوطنات. يمكن ابقاء المستوطنات في الارض الفلسطينية ولكن السماح ايضا بالاخلاء مقابل التعويض. لا اؤمن بان بوسع الحكومة ان تخلي اليوم كمية هائلة من الناس، وخسارة أن اوباما لم يدعو لوقف البناء في المستوطنات كي تتوقف عملية البناء والتوسع".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لنداو: الفارق الوحيد بين نتنياهو وليفني هو التسريحة..
المصدر: "يديعوت أحرونوت – ايتمار آيخنر"
"عندما أستمع الى نتنياهو وتسيبي لفني أعتقد أن الفارق الوحيد بينهما هو في تسريحة الشعر فقط"، قال لنداو لـ "يديعوت احرونوت".
"هذا وكأن لفني كتبت له السيناريو وقام هو بأداء الدور. مع كل الاحترام نحن لسنا في مسرح هبيما. الرسالة التي طرحت هي كلها رسالة خضوع وضعف".
لنداو غاضب من نتنياهو منذ خطابه في الكنيست، وغضبه ازداد بعد الخطاب في الكونغرس. "كان هذا الخطاب الاكثر حمائميا لنتنياهو في أي وقت مضى، مع تنازلات لم يطرحها أي زعيم يميني في الماضي. من ناحية سياسية كان هذا تفويتا هائلا للفرصة". وحسب لنداو كان ينبغي لنتنياهو أن يعرض على الكونغرس مبادرة اساسها التراجع عن فكرة الدولة الفلسطينية. وقال لنداو ان "موقف الحكومة ليس مع اقامة دولة فلسطينية".
وفي موضوع المستوطنات أيضا نجح نتنياهو في اثارة غضب لنداو عليه. وتساءل: "لماذا كان ملزما بان يشدد على المستوطنات التي سنتخلى عنها؟" مشددا على أن العالم لن يتذكر الا التنازلات التي وافقت عليها اسرائيل وليس الشروط التي طرحتها. "كل مفاوضاته مستقبلية ستبدأ بالتنازل الاخير الذي قدمناه. على كل الخطاب يمكن أن نرى بصمات ايهود باراك ودان مريدور. ليس لهذا تعهد اليمين في الانتخابات – هذه سياسة "كديما".
ولم يكتفِ لنداو بمهاجمة نتنياهو وانتقد أيضا الرئيس الامريكي. "برأي اوباما الحق في الجانب الفلسطيني. وجاء الينا رافعا المطالب ولكن بشكل مقلق لا يطلب شيئا من الفلسطينيين. لم أرَ انه طالبهم بشيء في مجال اللاجئين أو القدس. الطريقة التي عرض فيها المفاوضات تبقي عمليا النزاع مفتوحا".
وضد حقيقة ان اوباما ذكر صراحة خطوط 67 يقول لنداو: "اعتقد أن الولايات المتحدة لا تفهم معنى خطوط 67. فلا يمكن مطالبة اسرائيل ادارة المفاوضات على اساس هذه الخطوط وفي نفس الوقت الادعاء بانك ملتزم بامنها. من واجبنا أن نغير الصورة الكاذبة الناشئة".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رهبة رفح
المصدر: "هآرتس"
" يبعث قرار مصر فتح معبر رفح أمام حركة الاشخاص كما هو متوقع قلقا عميقا في اسرائيل. التخوف الفوري هو أن يسمح فتح المعبر لحماس وغيرها من المنظمات في القطاع بان تستورد وسائل قتالية بلا حدود. هذه حجة مقنعة، ظاهرا، ولكن أربع سنوات من الاغلاق لم تمنع حتى الان نقل الاسلحة الى غزة أو انتاج الصواريخ في القطاع، فما بالك أيضا هجمات منظمات الارهاب على اسرائيل. تقارير اجهزة الامن عن أن حماس تتزود بصواريخ حديثة بكميات كبيرة تدل على ذلك. وفي نفس الوقت، سارعت مصر الى الايضاح بان هذا ليس إذنا لنقل البضائع ويمكن التقدير بان مصر لا تشجع جمع السلاح في غزة.
الى جانب التخوف الامني، يبدو أن الغضب الاسرائيلي ينبع من أن فتح المعبر يلغي قيمة سياسة الاغلاق الثأرية والوحشية لاسرائيل. هذه السياسة، التي لم تجدي نفعا في اعادة جلعاد شليت ولم تحدث عصيانا مدنيا فلسطينيا ضد حماس مثلما أملت اسرائيل، جعلت غزة السجن الاكبر في العالم، أوقعت مآسي انسانية شديدة وزرعت اليأس العميق في اوساط السكان. هذه سياسة خلقت الشرخ العميق مع تركيا وحطمت صورة اسرائيل في العالم.
تعاون مصر في فرض الاغلاق خلق عرضا عابثا، وكأن السياسة الاسرائيلية تحظى بدعم عربي. مواطنون مصريون تظاهروا مرات عديدة ضد الاغلاق وفتحه يعبر الان عن تطلع النظام الجديد، وان كان مؤقتا، للانقطاع عن سياسة الحاكم السابق، حسني مبارك، والاستجابة للروح الجديدة التي تسود في أوساط الجمهور المصري.
فتح معبر رفح هو قبل كل شيء بادرة انسانية هامة. وبصفتها هذه يجدر باسرائيل ان تحاكي القرار المصري وتعلن عن فتح المعابر الى الضفة عبر الاراضي الاسرائيلية. يحتمل أن تكون بالذات اعادة الحياة في غزة الى وضعها الطبيعي ستسمح بخلق كوابح مدنية تمنع أعمال الارهاب. والاهم من ذلك، فان فتح المعبر سيشير بوضوح الى أن اسرائيل قررت فك ارتباطها عن غزة وهجر استمرار الاحتلال المباشر فيها. ولكن حتى بدون هذه الحسابات الاستراتيجية، فان الجانب الانساني هو الذي يجب أن يوجه خطى حكومة اسرائيل".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الربح كله لنا
المصدر: "يديعوت احرونوت – اليكس فيشمان"
" في جهاز الامن في اسرائيل يعربون، على نحو مفعم بالمفارقة، عن الرضى من فتح معبر رفح. لن يقول أحد هذا بصوت عال، ولكن في المداولات الداخلية على أعلى المستويات في الجهاز العسكري والسياسي في وزارة الدفاع في تل أبيب يوجد بالذات احساس بالخفة في ضوء الخطوة المصرية احادية الجانب. يحتمل جدا، كما يقولون هنا، اننا نسير أخيرا نحو فك ارتباط كامل عن قطاع غزة. الحلم الرطب لاسرائيل آخذ في التجسد: اسرائيل تأخذ المسؤولية عن سكان القطاع.
في وسائل الاعلام العربية، وفي "الجزيرة" على نحو خاص، يعودون الى الاشارة الى فتح المعبر كفعل اهانة لاسرائيل. فالمصريون لم يستخفوا فقط باسرائيل بل وأيضا بالشركاء الاخرين في اتفاق رفح: الولايات المتحدة، دول الرباعية والسلطة الفلسطينية. ولكن يتبين أن أيا من الشركاء لا يسارع الى الثوران، وليس صدفة.
الاتفاق، الذي لم يعد قائما على أي حال في السنوات الاربعة الاخيرة، أصبح غير ذي صلة في أعقاب التطورات الاخيرة في الشرق الاوسط. في 2010 مر في المعبر اكثر من 130 الف غزي، ومنذ بدأت الاضطرابات في مصر مر فيه نحو 30 ألف آخرون. فتح المعبر أمام السكان لن يغير جوهريا الواقع القائم على الارض: عبور السكان دون أي رقابة من اسرائيل، من السلطة او من الرباعية. المصريون ببساطة رتبوا الوضع القائم: لو ارادوا في الماضي السماح لرجال الجهاد الاسلامي الدخول الى القطاع – لفعلوا ذلك ببساطة. وحتى لو ارادوا عمل ذلك في المستقبل، فانهم لن يسألوا أحدا.
وهكذا ليس لخرق الاتفاق أي معنى أمني من ناحية اسرائيل. من يخشى تهريب جلعاد شليت الى سيناء عبر المعبر يجب أن يأخذ بالحسبان بان منذ اليوم يمكن تهريبه – عبر الانفاق.
حظر ادخال البضائع عبر معبر رفح، والذي بقي على حاله الان ايضا، يتجاوزه سكان غزة من خلال ناقلات صغيرة او حقائب كبيرة تسمى "امتعة شخصية". اذا كان احد ما يحرص على تهريب السلاح عبر معبر رفح فان هذا أيضا لا يغير في الامر شيئا حقا: اليوم تعمل على نحو ثابت 70 نفق ذخيرة من مصر الى القطاع. معبر رفح يمكن أن يساهم، ربما، بعلاوة مناظير للرؤيا الليلية او تلسكوبات للقناصة. معدات مساعدة ليس فيها ما يحدث تغييرا دراماتيكيا في ميزان الرعب الاقليمي.
في حقيقة أن مصر تفتح المعبر بشكل مرتب، بالمقابل، يوجد اعلان بحكم الامر الواقع عن أخذ المسؤولية عن السكان في غزة. اسرائيل، التي تتعرض اليوم لهجمة نزع شرعية عالمية بسبب الاغلاق، يمكنها أن تعرض ابتداء من يوم غد على أمم العالم حقيقة أنه لم يعد هناك اغلاق. الاحساس بالاختناق لدى المواطن الغزي لم يعد قائما – يمكنه أن يخرج ويعود كما يحلو له من والى مصر. العنوان للشكاوى نقل الشقة: من اسرائيل الى مصر. عندما يكون معبر رفح مفتوحا ستصبح المستشفيات في العريش عنوانا للمساعدة الانسانية لسكان غزة.
القرار المصري يفترض أيضا أن يثبط حجج الاسطول التالي.
بشكل عام، على اسرائيل أن تخرج من العلبة وان تبدأ في التعاطي مع القطاع بشكل مختلف. سفن تريد أن تصل الى قطاع غزة في الاسطول الكبير في نهاية تموز؟ فلتتفضل. ولتجتز رقابة في قلب البحر، واذا لم يكن فيها سلاح، فلتبحر الى غزة. اما السفينة التي تقاوم التفتيش بالقوة، فستوجه الى العريش.
المصريون، بضعفهم أدخلوا هدفا ذاتيا في مرماهم. نظام مبارك لم يرغب في أن يقع في هذا الفخ فيأخذ المسؤولية عن سكان القطاع. النظام الجديد للجنرالات اتخذ هذه الخطوة كي يرضي الاخوان المسلمين.
يوجد هنا انجاز دبلوماسي – نفسي – سياسي لحماس في المدى القصير. توجد هنا اشارة سيئة جدا من ناحية علاقات اسرائيل – مصر لان المصريين خرقوا بشكل فظ اتفاقا موقعا مع اسرائيل. ولكن في المدى البعيد فان الربح سيكون كله لنا فقط".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
القاهرة تراهن على حماس
المصدر: "معاريف ـ عميت كوهين"
" مر أكثر من ثلاثة اسابيع منذ توقيع اتفاق المصالحة بين حماس وفتح، دون أي انجاز على الارض. أجهزة أمن حماس تواصل السيطرة في غزة، وأجهزة السلطة الفلسطينية تسيطر على يهودا والسامرة. حكومة الوحدة، التي يفترض أن تثبت المصالحة، لا تلوح في الافق بعد. واذا كنا سنصدق المسؤولين الفلسطينيين، فبعد اسبوعين فقط قد تتشكل مثل هذه الحكومة. في هذه الاثناء يتنازع الطرفان، دون مؤشرات اتفاق، على هوية رئيس الوزراء التالي. رغم الجمود الفلسطيني الداخلي، يفضل النظام المصري الايفاء بتعهداته في منح حماس احد أكبر انجازاتها: الفتح التام لمعبر رفح.
على المستوى الفوري، اليومي، لن تغير الخطوة المصرية الجديدة دراماتيكيا جودة حياة الغزيين. صناعة الانفاق حرصت جيدا على احتياجات سكان القطاع – بدءا بمنظمات الارهاب التي تزودت بلا انقطاع بكل انواع الوسائل القتالية، وانتهاءا بالسكان البسطاء الذين حصلوا على الغذاء، الملابس، الوقود والسيارات من تحت الارض. كما أن التخوف من أن يسهل معبر رفح خروج مخربين مدحوض تماما. عبر الانفاق خرجت خلايا أطلقت صواريخ على ايلات، حاولت اختطاف سياح في سيناء بل ونفذت عمليات ضد أهداف مصرية في القاهرة.
ولكن  على مستوى الوعي فان قرار الحكم العسكري في مصر يدل على أن القاهرة قررت الرهان على حماس بهدف الحفاظ على الهدوء الداخلي. خلافا لحكم مبارك، الذي أيد دون شك ابو مازن وقيادته، فان النظام المصري الجديد يرى في حماس لاعبا أهم يجدر الاجتهاد لارضائه. في السنوات الاربعة الاخيرة عارضت اسرائيل فتح معبر رفح، ولكن السلطة الفلسطينية عارضت بقدر لا يقل. في رام الله عرفوا بان هذه الخطوة ستثبت نهائيا حكم حماس على قطاع غزة. اما الان، في ظل المصالحة والتغييرات الدراماتيكية في مصر، يضطر ابو مازن ورجاله الى ابتلاع الضفدع. فليس معبر رفح فقط يفتح، بل وليس لفتح واجهزتها أي تواج فيه، خلافا لاتفاق المعابر من العام 2005.
اسرائيل من جهتها، يمكنها أن تكسب ظاهرا من الوضع الجديد. من الان فصاعدا الباب الى قطاع غزة هو أيضا من مصر، وليس فقط من اسرائيل. اذا ما انهارت المصالحة – وهو سيناريو جد غير خيالي – ستضطر القاهرة الى التصدي لادارة علاقات ثنائية، حماس من جهة وفتح من جهة اخرى. ولكن تسخين العلاقات بين حكم حماس وبين مصر الجديدة يجب أن يشعل ضوء تحذير. في المرة التالية التي يطرأ فيها تصعيد بين اسرائيل وحماس، يمكن الافتراض بان مصر ستؤدي دورا آخر، اكثر عداء، بالقياس الى سلوك مبارك في حينه".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هكذا نحفظ أمننا
المصدر: "اسرائيل اليوم ـ زئيف ألكين(*)"
" نجح بنيامين نتنياهو بخطبته في مجلس النواب الامريكي في أن يُخيب آمال الساسة والاعلاميين من اليسار، لانه عرف كيف يحمي عددا من المباديء الأساسية: فلا لحدود 1967، ولا لتقاسم القدس، ولا لدخول اللاجئين الى دولة اسرائيل، ولا لمفاوضة حكومة تكون حماس جزءا منها. نجح رئيس الحكومة في ضمان تأييد كامل في الكونغرس لجميع هذه النقاط الحيوية لاسرائيل، ولهذا كانت خطبته سببا لاستشاطة القيادة الفلسطينية غضبا. لم يكد يزيد شيئا على التنازلات التي قام بها لأسفي الشديد قبل ذلك في خطبة بار ايلان وفي خطبته في الكنيست كما وافق على انشاء دولة فلسطينية. أقترح في هذه الساعة السياسية خاصة والجميع يقلقهم الامكانات السياسية بحسب الخطبتين اللتين خطبهما الاسبوع الماضي رئيس الحكومة نتنياهو ورئيس الولايات المتحدة براك اوباما، واستعدادا للاقتراع على الدولة الفلسطينية في الامم المتحدة في شهر ايلول، أقترح أن نتذكر خاصة خطبة اخرى لرئيس الحكومة الحالي، خطبة تاريخية ذات صلة اليوم كما كانت آنذاك، خطب بها اعضاء مركز الليكود في الثاني عشر من أيار في سنة 2002. في هذه الخطبة أكد رئيس الحكومة الأخطار التي تنبع من دولة فلسطينية.
الكلام الذي قاله نتنياهو آنذاك لم يفقد شيئا من قوة اقناعه ومن الوصف الصحيح للواقع. وهو يصح على وضعنا اليوم في سنة 2011 بنفس القدر الذي لاءم فيه سنة 2002 التي قيل فيها.
يضغطون اليوم ايضا علينا للتنازل عن مصالح دولة اسرائيل الحيوية، وفينا من يقولون لنا شيئا مثل: "كي لا يضربونا هلّم نضرب نحن أنفسنا فقد يكون هذا أقل ألما". لكننا في كل مرة حاولنا فيها هذه البدعة، باتفاقات اوسلو لاسحق رابين وشمعون بيرس وبانفصال اريئيل شارون وبمسيرة كامب ديفيد وطابا اهود باراك وفي أنابوليس اهود اولمرت وتسيبي لفني – في كل ذلك دفعنا ثمنا باهظا جدا من حياة الناس ومن إضاعة شعور مواطني اسرائيل بالأمن.
برغم التنازلات لم يتم احراز السلام وزاد الارهاب حدة. وحان وقت ان نتعلم من أخطاء الماضي. كان عندنا فيما مضى ما يكفي من الخطب التاريخية التي "تحبس الأنفاس"، دفعنا عنها جميعا بعد ذلك أثمانا باهظة. من الخطر جدا حبس الأنفاس لانه يمكن الاختناق من ذلك. يحتاج مواطنو اسرائيل الى خطبة بدل ان تجعلهم يحبسون أنفاسهم للحظة واحدة تُمكّنهم من الاستمرار في التنفس بارتياح وأمن سنين كثيرة.
تحدث نتنياهو في الحقيقة في خطبته الاخيرة عن دولة فلسطينية لكن أكانت خطبته من نوع الخطب التي تُحظي بتصفيق وتأييد دولي في حين نخشى مع انقضاء الهتاف ان ندفع من أمننا عنها؟.
واضح أن لا. ولهذا فانهم في كديما غير راضين كثيرا. أكانت خطبة تضمن لنا الأمن وامكانية التنفس بارتياح سنين كثيرة؟ كان نتنياهو ايام 2002 يقول لا لان الخطبة اشتملت على استعداد مبدئي لانشاء دولة فلسطينية. لكنه بسبب الرفض الفلسطيني ورفضهم الدعوة الى مائدة التفاوض فسيبقى الاختلاف بين نتنياهو سنة 2002 ونتنياهو سنة 2011 قائما كما يبدو. وهو اختلاف نظري فقط".
(*) رئيس الائتلاف وكتلة الليكود البرلمانية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مجموع مقترحات لن تثبت لامتحان
المصدر: "اسرائيل اليوم ـ يوسي بيلين"
" بعد مرور ايام من خطبة نتنياهو في مجلس النواب الامريكي وتجاه الردود في العالم والسلطة الفلسطينية أصبح يمكننا أن نسأل الاسئلة الرئيسة وهي: لماذا أراد أصلا الحديث أمام مجلسي النواب؟ أكي لا يقول شيئا، أي شيء، جديدا؟ أليقول لنفسه انه في فترة ولايته الثانية يحضر هذه الحلقة ايضا؟ أليعُد المرات التي صفقوا له فيها وقوفا؟.
والى من تحدث في الحقيقة؟ هل للمتطرفين في الليكود الذين وعدهم بأن يبقى مخيما اللاجئين شعفاط وقلندية في القدس تحت سيادة اسرائيلية، وبأن يبقى أكثر من ربع مليون فلسطيني في القدس ضمن سيادتنا الى الأبد؟ هل إلى الرئيس اوباما لاقناعه مرة اخرى بأن كل ذِكر لخطوط 1967 مخطوء وانه يجب على اسرائيل ان تضم كتل الاستيطان والمناطق الاستراتيجية خارجها وان تُبقي الجيش الاسرائيلي على حدود الاردن؟ هل تحدث الى القيادة الفلسطينية الأكثر براغماتية مما تستطيع اسرائيل ان تحلم به وهل أوضح لها انها اذا اعترفت بمبدأ الدولة اليهودية وانها اذا ألغت الاتفاق مع حماس سيكون مستعدا لاقتراح مقترحات رفضت أسخى منها؟.
لماذا اعتقد ان الوصول الى مجلس النواب الامريكي مهم؟ هل ليتحدث عن الخطر الايراني بعد حديث دغان المتعلق بالسنين الخمس التي يحتاج اليها الايرانيون لتركيب قنبلة وبعد حديث باراك الذي قال انهم لن يُلقوها علينا؟ هل ليقنعهم بأن العرب في اسرائيل سُعداء ويشعرون بأنهم مواطنون من الطراز الاول في حين تؤيد حكومته قوانين كقانون النكبة وقانون الولاء وقانون غربلة طلبات العضوية في بلدات؟ هل أراد أن يبرهن للعالم على أنه يوجد مكان واحد مستعد للتصفيق له؟ هل أراد أن يبرهن للرئيس اوباما على انه قادر على الالتفاف عليه؟.
هل خلص الى استنتاج ان جيلا جديدا نشأ في مجلس النواب الامريكي ويجب ان يُكرر أمامه الحديث عن خصر اسرائيل الضيق وعن المحرقة وعن أن ارض اسرائيل هي مهد ثقافتنا وأننا لسنا محتلين في أرضنا؟ وعن الحلف المعقود بين الولايات المتحدة واسرائيل الديمقراطية؟ هل من اجل ذلك كان الجهد الذي جهده والتوقعات التي أحدثها والبث المباشر كلها؟.
وربما يكون نتنياهو سافر الى واشنطن ليسمع نفسه يُبين الشيء الحقيقي وهو انه لا يؤمن بأنه يمكن الاتكال على سلام مع الفلسطينيين، ولهذا يطلب اليهم مطالب – هي في رأيه ايضا – تتجاوز المطالب التي يجب طلبها زمن السلام. فهو يطلب الأمن حتى في وقت فض الصفقة ونقض الاتفاق. يمكن بيقين فهم المنطق في هذا الطلب لكنه من الواضح تماما انه لا توجد أي قيادة فلسطينية  تكون مستعدة لقبوله. إن مقترحات نتنياهو السخية لن تثبت أبدا لامتحان الواقع. فقد وعد نفسه بخطبته أمام مجلسي النواب، وليس هناك فقط، بأن يظل سخاؤه صدى في صحراء لانه لا احتمال لأن يُقبل برغم التصفيق كله الذي سُمع في القاعة المهمة في واشنطن".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الاستعداد السياسي لايلول
المصدر: "اسرائيل اليوم ـ مئير كراوس(*)"
"يبرهن كلام مائير دغان، رئيس الموساد السابق، ومؤداه انه لا يجوز لاسرائيل ان تعرقل على المسار الفلسطيني في الامم المتحدة، على الحاجة الى فحص جدي عن الخيارات المتعلقة بهذا المسار الفلسطيني. إن الخطاب السياسي، الاسرائيلي والدولي، المتعلق باستراتيجيات ممكنة لاسرائيل استعدادا لاعتراف من الامم المتحدة في شهر ايلول، انحصر حتى الآن في خيارين ممكنين. المعارضة والمبادرة. تعمل استراتيجية المعارضة على اقناع الدول الصديقة لاسرائيل بألا تؤيد الاجراء وأن تضائل بذلك الانجاز الفلسطيني. من اجل هذا تزعم اسرائيل أن هذا اجراء من طرف واحد لا يتسق مع الاتفاقات التي تم التوقيع عليها والحاجة الى احراز تسوية حول مائدة التفاوض. حظيت هذه الاستراتيجية بتأييد رئيس الولايات المتحدة في خطبته في الاسبوع الماضي.
تدعو استراتيجية المبادرة اسرائيل في مقابل ذلك الى العمل على عرض مبادرة سياسية تعادل الاجراء في الامم المتحدة، مبادرة تُغري الفلسطينيين بالعودة الى التفاوض والتخلي عن الامم المتحدة. وقد زُعم ان مبادرة كهذه ستنشيء ضغطا من الجماعة الدولية على الفلسطينيين ليحرزوا انجازاتهم باتفاق من الطرفين لا باجراء من طرف واحد.
اذا أتينا لنختار من بين الخيارات ينبغي ان نسأل أي خيار سيضائل الاضرار باسرائيل ويمنع عرضها باعتبارها رافضة سلام؛ وأي خيار يستطيع ان يؤثر في الاجراء أو يمنعه؛ وأي خيار يُمكّن من العودة الى مائدة التفاوض في اليوم التالي.
لن تنجح استراتيجية المعارضة وإن أيدتها الولايات المتحدة ودول اخرى في وقف الاجراء أو التأثير في مضمونه. هذه الاستراتيجية تزيد الإضرار السياسي باسرائيل وتدفعها الى موقف صعب، فاسرائيل سيتم تصويرها بصفة رافضة سلام. والقرار سيحدد حدود الدولة باعتبارها حدود 1967، وقد يفضي استمرار سيطرة اسرائيل الى الأخذ بخطوات مضادة لها. فيما يتعلق باليوم التالي: الانجاز الفلسطيني المحرز بخلاف ارادة اسرائيل سيكون نصرا سياسيا وقد يؤثر في استعداد الفلسطينيين للعودة الى مائدة التفاوض ويشدد مواقفهم.
بخلافه يستطيع مبدأ المبادرة ان يقلل الضغط السياسي على اسرائيل وان يعرض استعدادها للتقدم. مع هذا يبدو أن هذه الاستراتيجية لن تمنع الفلسطينيين من الاستمرار في مبادرتهم. فهم محتاجون الى "نصر" والى شعور بانجاز وعليهم ان يحرزوه بأنفسهم. لا توجد مبادرة اسرائيلية تستطيع ان تكون مغرية الى درجة ان تجعلهم يتخلون عن الاجراء في ضوء التوقعات التي نشأت ولا سيما في المدة التي بقيت ومع وجود عدم الثقة بين الطرفين.
وعلى ذلك فان الاستراتيجيتين اللتين بحثناهما ليستا ردا. لكنه يوجد خيار آخر. تفترض استراتيجية الاحتواء انه لا سبيل لمنع مسار الاعتراف بدولتهم وأن ليس من الصواب العمل على ذلك، لكن هناك سبيل لمضاءلة وخز الاجراء. تقترح هذه الاستراتيجية ان تعترف اسرائيل بالدولة الفلسطينية وتدعو الى السلام والى علاقات جوار طيبة بينها وبين اسرائيل. موقف اسرائيل ان بينها وبين الدولة الفلسطينية صراعا على الحدود وأن حله لن يوجد سوى بالتفاوض. ستعمل اسرائيل عند صديقاتها في العالم على تليين الصيغة التي ستُعرض في الامم المتحدة بحيث لا تُحدد حدود الدولة بأنها خطوط 1967 بل تكون صيغة أكثر ليونة من وجهة نظر اسرائيل؛ مع بيان ان الحدود النهائية سيحددها التفاوض. ستكون المكاسب من هذا الاجراء نزع سم الاجراء من طرف واحد وجعله اجراءا متفقا عليه، وتصوير اسرائيل بصورة السخية الباحثة عن السلام، والتخفيف الكبير عن صديقات اسرائيل في الظروف المعقدة، وتعزيز اختيار الفلسطينيين للمسار السياسي وانشاء جو ايجابي يُمكّن من العودة الى مائدة التفاوض بعد ذلك.
لا تتجاوز استراتيجية الاحتواء موقف رئيس الحكومة كما عبّرت عنه خطبه الاخيرة في الولايات المتحدة المتعلقة برؤيا دولتين للشعبين. تبدو هذه الاستراتيجية الخيار الأفضل الذي يُمكّن اسرائيل من التأثير في المسار ويُحسن موقفها ويُمكّن من التقدم في المسيرة السياسية في اليوم التالي".
(*) مدير معهد القدس لبحوث اسرائيل
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حسن وجود حماس
المصدر: "هآرتس ـ تسفي برئيل"
" أظهر الرئيس باراك اوباما تفهما عميقا لمعارضة اسرائيل اجراء تفاوض مع حماس. انه عميق جدا بحيث انه في الكلام المتلهب الذي أمطر به بنيامين نتنياهو و"ايباك" والجمهور في اسرائيل، قد منح حماس المكانة التي طمحت اليها دائما وهي أن تكون العقبة التي توقف كل تفاوض مع اسرائيل، وهذه المرة برعاية الولايات المتحدة وموافقتها. لانه لا يهم منذ الآن ماذا ستعلن اسرائيل وماذا سيقول محمود عباس. حتى لو رسم نتنياهو خطوط تقاسم القدس، وتخلى عنها باعتبارها عاصمة اسرائيل ووافق على اعادة ملايين اللاجئين الفلسطينيين الى اسرائيل، فان مسألة الشريك تبقى هي نفسها. فما ظلت حماس شريكة حكومة فلسطينية، يقول نتنياهو واوباما، فانه لا يوجد من يُسلَّم "التنازلات المؤلمة".
من ذُرى عقيدة ارض اسرائيل الكاملة وأعماق استراتيجية "حدود قابلة للدفاع عنها"، التي يفترض ان تخدمها، تقلصت المعضلة الى سؤال عملي واحد: هل توجد حماس أم لا توجد. وكأن اسرائيل قبل المصالحة بين فتح وحماس كانت مستعدة لاجراء تفاوض حقيقي مع محمود عباس واقتراح تنازلات وتجميد البناء في المستوطنات بل تحديد أي المستوطنات تُضم الى اسرائيل. لكن الآن لم يعد التاريخ مهما. فالتعليل القديم – وهو انه لا شريك – يتزين بعلة جديدة هي وجود حماس.
لم يكن لحماس قوة سياسية كهذه منذ نشأت باعتبارها حركة، حتى نصرها الكاسح في سنة 2006 أو احتلال غزة في 2007 لم يمنحاها حق النقض على المسيرة السياسية. علم محمود عباس في الحقيقة انه سيضطر الى احراز موافقة حماس على كل اتفاق يوقع عليه مع اسرائيل، لكنه أمل أن يلتف على هذه الموافقة باستفتاء جميع المواطنين الفلسطينيين. لم يشترط عباس قط استمرار التفاوض بموافقة حماس وهو يقول الآن ايضا إن المصالحة مع حماس لا تلغي الاتفاقات التي أُحرزت بين حكومات اسرائيل والسلطة الفلسطينية. "ليست هذه سياسة حماس أو فتح"، أوضح عباس في الاسبوع الماضي، "انها سياستي". أي انه لا مانع عنده من الاستمرار في التفاوض. لكن ماذا بقي يفعله اوباما ونتنياهو في واحد من الاتفاقات السخية المدمرة بينهما، يسلبان عباس الحق في اجراء التفاوض ويمنحان حماس قوة المعارضة؟.
"ألغِ الحلف مع حماس وسنقترع مؤيدين دولة فلسطينية"، سخا نتنياهو بصيغة عجيبة. كم يمكن الخداع بعد؟ فقد عارض تدويل المسألة الفلسطينية قبل أن تنشأ المصالحة بين حماس وفتح بكثير. وبأي دولة فلسطينية سيعترف نتنياهو؟ وماذا ستكون حدودها؟ والى أين ستُنقل مستوطناتها؟ على ذلك وبفضل من اوباما، أُعفي نتنياهو الآن من الجواب. فعندما لا يوجد شريك يكون كل اقتراح سياسي مفترضا فقط.
يُذكر هذا الاشتراط بالشروط الحديدية التي اشترطتها اسرائيل على بشار الاسد. "إقطع أولا علاقتك بايران وسنتحدث". لا يهم اسرائيل هل الاسد مستبد يقتل أبناء شعبه بل يهمها فقط أن يقطع القاتل الصغير نفسه عن التهديد الكبير. وهنا ايضا منحت اسرائيل ايران حق النقض. ولماذا تقطع سوريا العلاقة مع ايران اذا لم تطلب اسرائيل قط ذلك من تركيا التي أقامت في الوقت نفسه علاقات ممتازة مع اسرائيل وعلاقات جيدة مع ايران؟ اليوم وخاصة بسبب العلاقات الفاترة بينهما، لم تتجرأ اسرائيل على ان تطلب من تركيا قطع علاقتها مع ايران، فتركيا ببساطة ستستخف استخفافا طويلا بذلك.
ولا يهم واشنطن ايضا من هم حلفاء تركيا. وهي لا تتأثر بأنه يوجد في حكومة لبنان ممثلون لحزب الله عندما نقلت معدات عسكرية الى لبنان، وهي تعقد أحلافا مع قادة عصابات محلية في باكستان وافغانستان. إن منظمات الارهاب وفيها القاعدة ايضا، لم تشوش عليها ما بقيت تخدم السياسة الامريكية.
اذا وُجد نجاح ما لنتنياهو في زيارته لواشنطن فانه يكمن في تأبيد استراتيجية لا شريك التي خدمت جيدا إيهامه وستخدم اوباما الآن ايضا. والمشكلة موجودة في الفرق العميق بين نجاح نتنياهو ومصلحة اسرائيل. إن استطلاع الرأي العام الذي أجرته صحيفة "هآرتس" منح نتنياهو رضى كبيرا حقا، لكن لا يمكن الذهاب الى حانوت مع استطلاع رأي. ولا يُصنع السلام مع استطلاع رأي. ولا يُحتاج اليه الآن ايضا، أليست توجد حماس".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هل يتحول "الربيع العربي" خريفا قاتما؟
المصدر: "اسرائيل اليوم ـ دوري غولد"
" صور الاحتجاج الجماهيرية في تونس والقاهرة وصلت الى اوروبا والى الولايات المتحدة، وأفعمت في قلوب الكثيرين الامل في أن ها هو، أخيرا، التطلع الى الديمقراطية وصل الى العالم العربي. في العقود السابقة نشأت أنظمة ديمقراطية في جنوب امريكا، وبالاساس في الدول التي كانت جزءا من الكتلة السوفييتية. الاحساس في حينه كان أنه حل زخما في صالح شكل الحكم الديمقراطي حتى في أرجاء الشرق الاوسط.
كانت أجواء بداية عصر جديد، يحل فيه الحكم المدني محل الشرطة السرية والجيش، ونظام القمع يستبدل بمفاهيم احترام حقوق الانسان. العناوين الرئيسة في الصحف تحدثت عن "ربيع عربي" يرمز الى ولادة عهد جديد وأمل في المستقبل.
بالنسبة لاسرائيل، مسألة الاتجاه الذي يوجد فيه الشرق الاوسط هي مسألة مصيرية. فلو أن العالم العربي كان عن حق وحقيق يسير نحو حكم ديمقراطي، لكان الامر خفف التهديدات التقليدية على اسرائيل.
أحد التحديات الاستراتيجية المركزية التي وقفت في وجهها اسرائيل منذ 1948 نبع من حجم الجيوش النظامية التي احتفظت بها الدول العربية مقابل الجيش الاسرائيلي الذي يعتمد بقدر كبير على فرق الاحتياط.
سبب مركزي لحجم الجيوش النظامية في الدول العربية كان حاجة الانظمة للحفاظ على حكمها وعلى قدرة القمع لابناء شعبها عند الحاجة. هذا الامر خلق عدم تماثل كمي هائل في صالح الجيوش العربية على مدى سنوات عديدة. بلا ريب، فان شرق اوسط ديمقراطي لا يستند الى الحراب وفيه نفقات اقل على بناء القوة العسكرية هو أمر ينسجم والمصالح الاسرائيلية.
اصوات شكاكة
عندما تناول الرئيس اوباما الاسبوع الماضي في خطابه في وزارة الخارجية خطوط 67، كان الهدف المركزي من حديثه التركيز على الثورة الجارية في ارجاء الشرق الاوسط. اوباما تحدث عن التطلع الى المساعدة لهذه الخطوات التاريخية.
وكان محقا في أنه على مدى أجيال درج زعماء الشرق الاوسط الى صرف الشكاوى والغضب تجاه النظام وتوجيهها بعيدا عن مطالب الاصلاحات السياسية نحو الغضب تجاه الغرب او تجاه اسرائيل كمصدر لكل ازماتهم. لهذا السبب فان للولايات المتحدة ولاسرائيل على حد سواء مصلحة في نجاح الثورات العربية. اوباما شرح بان التغيير الذي يراه في عيون روحه من شأنه أن يستغرق سنوات عديدة. ولا يزال، فانه يرى الميل الديمقراطي الذي بدأ في تونس وفي مصر كمسيرة غير قابلة للتوقف.
مع ذلك، فانه في الولايات المتحدة تتصاعد الاصوات التي اصبحت اكثر شكا بالنسبة للربيع العربي. في 22 اذار 2001 اعترف وزير الدفاع روبرت غيتس في مقابلة مع "واشنطن بوست": "أعتقد أن علينا أن نكون واعين لحقيقة أن النتائج لا تتقرر مسبقا وانه ليس بالضرورة أن ينتهي كل شيء بنهاية طيبة... نحن نتحسس طريقنا في الظلام ولا أحد يعرف ماذا ستكون عليه النتيجة.
وبدأت الصحف الرائدة في الولايات المتحدة هي الاخرى تطرح الاسئلة بالنسبة لميول الثورات العربية. في 13 ايار نشرت "واشنطن بوست" تحليلا مطولا بعنوان "تدهور مهدد للامل في الربيع العربي". في قلب التحليل كتب: "في الوقت الذي يتحول فيه الربيع الى صيف، تلقى احداث  في ارجاء المنطقة انعطافة أكثر ظلامية وشرا، والفرص لمستقبل افضل لم تعد مؤكدة".
ويشير المقال الى أن "الاسقاط السريع للرئيسين التونسي والمصري والانتقال السلطوي الحاد الذي جاء في اعقابهما أدى الى اشهر من سفك الدماء واعمال العنف الاوسع في ارجاء العالم العربي شددت فقط على أن القوة لا تزال قائمة في يد حكام فرديين بعد أجيال من الدكتاتورية".
في الصفحة الرئيسة لـ "نيويورك تايمز" في 22 ايار نشر مقال تحليلي آخر مع استنتاجات مشابهة عنوانه: "أمل اليقظة العربية مهدد". ويصف المقال كيف أن الاسلاميين، الذين يوجد اساس قوتهم في وسط تونس، يهددون مواقع القوى التي حققتها الاحزاب السياسية العلمانية التي قاعدتها في مدن الساحل. التقدير هو انه اذا ما انتخب الاسلاميون للقيادة، فسيعود الجيش ليستولي على الحكم.
في مصر لا يزال الجيش في الحكم. اضافة الى ذلك، يتصاعد التوتر بين السياسيين المسلمين وبين الاقلية القبطية، بعد أن اصبحت كنائس الاخيرين هدفا للاعتداء. في الماضي، استغلت الانظمة القديمة في العالم العربي الفوارق بين الجماعات العرقية والدينية كي تبقى في الحكم.
الامل في أن انتشار قيم الديمقراطية سيساعد المجتمعات العربية في الاتحاد حل محله التخوف من الشروخ التي تتعمق على خلفية دينية، عرقية أو قبلية. الربيع العربي أدى الى أن يكون الشرق الاوسط المكان الاقل استقرارا.
يرفعون مستوى الاهتمام
الخطر الاكثر ملموسا على الربيع العربي يأتي من جانب الاخوان المسلمين. في بداية الثورة في مصر حافظ الاخوان المسلمون على مستوى اهتمام متدنٍ. وقدر المحللون قدرتهم الانتخابية بنحو 20 في المائة من المقاعد في البرلمان وأعلنت المنظمة بانها لن تعرض مرشحا للانتخابات الرئاسية.
 والان يدعي الاخوان المسلمون بان  بوسعهم أن يحققوا 50 في المائة من المقاعد في البرلمان المصري وبات لديهم منذ الان مرشحا لمنصب الرئيس. رئيس الوزراء الاردني، معروف البخيت اشتكى من أن الفروع المصرية والسورية لمنظمة الاخوان المسلمين نسقت موجات الاحتجاج الاخيرة في عمان بالتعاون مع فروع الاخوان المسلمين في الاردن.
وعلى الرغم من ذلك هناك من يتعاطون مع الربيع العربي كعملية انتهت منذ الان بنجاح ويطلبون من اسرائيل أن تأخذ مخاطر في صالح المسيرة السياسية. ولكن في مثل هذا الواقع من عدم اليقين الاستراتيجي المطلق بالنسبة للمنطقة الشرق اوسطية، واقع لا يمكن لاسرائيل أن تعرف بيقين من بين جيرانها سيكون موجودا بعد عشر سنوات، واضح بان مدى المخاطر التي يمكن لاسرائيل أن تأخذها على عاتقها محدود أكثر وعليها ان تعمل بحكمة اكبر.
لا يدور الحديث عن نهج "إما كل شيء أو لا شيء". على اسرائيل أن تؤيد التغييرات الديمقراطية في العالم العربي، ولكن علينا ايضا ان نعترف بالمؤشرات التي تدل على ان السماء أخذت في التكدر، والربيع العربي سرعان ما قد يتحول الى خريف".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شعب واحد وحزب واحد
المصدر: "هآرتس ـ جدعون ليفي"
"الليكود هو الحزب الأكبر في اسرائيل، وهو الأكبر في تاريخ اسرائيل، وهو الأكبر في العالم الديمقراطي. يبلغ عدد ممثليه في الكنيست اذا ضممنا بناته وأخواته والتوائم 86. لم تنشأ عندنا قط أميبا سياسية كهذه مدت أذرعها الى جميع الاحزاب الكبيرة وألقت عليها ظلا ثقيلا. كما تبين في المدة الاخيرة بالضبط أن "بيتوح يشير" (التأمين المباشر) و"تسعة ملايين" وهما في ظاهر الامر شركتا تأمين تنافس احداهما الاخرى، هما شركة واحدة في الواقع، تظهر أكثر الاحزاب في اسرائيل ايضا تحت تصنيفات مختلفة لكنها حزب واحد.
الليكود هو الحزب الأم؛ فقد نشأت كل قيادة كديما تقريبا فيه؛ وانشأ افيغدور ليبرمان حزب "اسرائيل بيتنا" وهو ايضا من خريجي الليكود؛ وجاء جزء كبير من مصوتي شاس من الليكود؛ وكتلة "الاستقلال" تابعة لليكود. وهي معا 86 نائبا. شعب واحد وحزب واحد وصوت واحد، ولا يوجد شيء كهذا في العالم الغربي، ولم يكن قط مثل هذا الشيء في أية ديمقراطية.
الحديث عن تصور عام موحد أصله المستنبت نفسه. خُذوا على سبيل المثال الردود على خطبة نتنياهو. إن من يدرك ان الحديث في واقع الامر عن احزاب أخوات يستطيع ان يُفسر المعنى الغريب للجوقة الموحدة التي أنشدت هنا. شعب واحد ونشيد واحد. تلعثمت تسيبي لفني، وثرثر شاؤول موفاز، ودعا تساحي هنغبي الى انشاء حكومة وحدة. هؤلاء قادة المعارضة الرئيسة وهذا كلامهم في قضية مبدئية جدا وكلهم من خريجي الليكود. إن حاييم رامون وحده ومصدره مختلف انتقد رئيس الحكومة. لكنه قال ايضا إن بنيامين نتنياهو شوش على شرعية اسرائيل وعلى احتمال الكشف عن كون الفلسطينيين ليسوا شريكا – ولم يتحدث عن التشويش على السلام.
ليس الحديث اذا عن فرق عقائدي بل عن فرق تكتيكي فقط. صدرت عن لفني التي اتجهت في الاسبوع الماضي الى مدح دانا انترناشيونال التي هُزمت في الايريفزيون لانها "فعلت اشياء رائعة من اجل اسرائيل"، صدر عنها كلام أقل صرامة عن مخطط اوباما. سُئلت هل تؤيد أم تعارض المخطط ولم يكن ممكنا استخراج جواب واضح من فم زعيمة المعارضة. نعم ولا، أو لا شيء في الحقيقة. وأثنى ليبرمان على نتنياهو، وسارع ايلي يشاي الى افتتاح مستوطنة معاليه زيتيم في رأس العامود. الفروق ضئيلة لن يعرفها أحد.
عندما نشأت كتلة "الاستقلال" البرلمانية قال أحد قادتها وهو شالوم سمحون انها ستتموضع "عن يمين كديما ويسار الليكود". لكن من ذا يستطيع إدخال دبوس بينهما؟ فكديما في احيان متقاربة يكون عن يمين الليكود ولا سيما في كل ما يتعلق بالحفاظ على الديمقراطية، وهو شيء يشارك فيه فكريا الاتحاد الوطني و"اسرائيل بيتنا". لا تُبنى المعارضة هكذا ولا توجد ديمقراطية كهذه. اذا كان يوجد اجماع مدهش كهذا على أشد الامور مصيرية بالنسبة لمستقبل الدولة فانه يوجد هنا شيء مختل. لو كان الحديث عن الجهاز الاقتصادي لا عن الدولة لتدخلت سلطة التنظيم منذ زمن لانه لا يجوز وجود احتكار كهذا لشركة واحدة وبناتها.
صحيح، لفني تخِز نتنياهو احيانا لكن الجدل بينهما عاطفي لا عقائدي. فكلاهما من القرية نفسها. ونتيجة ذلك أن الكنيست فيها حزب ضخم لا يقل خطرا عن مجالس الشعب ذات الحزب الواحد التي كانت في القاهرة وموسكو. كانت هنا ذات مرة معارضة لم تعد موجودة. تذكروا ايام مناحيم بيغن في مواجهة حكم مباي: كانت خطابات مشتعلة ومواقف صارمة ومختلفة. وفكروا ايضا في شمعون بيرس في مواجهة رئيس الحكومة بيغن: كانت حرب. وكانت طريقان في مستوى التصريح على الأقل. أين هم وأين نحن اليوم. اذا وُجد هنا اجماع شامل جدا من الحائط الى الحائط تقريبا بعد خطبة مضللة وخطرة ومقوضة الى هذا الحد لنتنياهو، فان حجرا من الجدار سيصرخ: بأن شيئا ما مختل في أسس البناية.
وعلى ذلك يمكن التخلي عن الانتخابات. فاللعبة السياسية مباعة مسبقا، ولا يوجد شيء نحتار فيه ولا معنى للانتخابات. فمهما صوت الاسرائيليون سيصوتون لليكود. مثل الاختيار الكاذب ما بين "التأمين المباشر" و"تسعة ملايين".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
خطبة اللاءات
المصدر: "هآرتس ـ شلومو شامير"
" لو كانت المبادرة الفلسطينية الى اعلان الاستقلال في الجمعية العامة للامم المتحدة في ايلول مُحتاجة الى حقنة تشجيع اخرى فقد حصلت عليها من رئيس حكومة اسرائيل. فقد أثبتت قائمة اللاءات التي أعلنها بنيامين نتنياهو بفخر وتصميم فوق تل الكابيتول للامم المتحدة وللجماعة الدولية الباعث على اعلان دولة فلسطينية من طرف واحد وهو الجمود المتواصل لمسيرة السلام وعدم وجود أي تحادث بين الطرفين. لم يترك مضمون الخطبة – كما فُهمت في نيويورك – أي احتمال لتجديد التفاوض في المستقبل القريب، وقد تكون قضت على مسيرة السلام.
العلاقات بين المقر الرئيس للامم المتحدة في نيويورك وبين الأكثرية الجمهورية في واشنطن هي في أحسن الحالات مشكلة، وفي حالة أقل حسنا هي عداوة ظاهرة كما ثبت في مدة رئاسة جورج بوش. في محيط الامين العام للامم المتحدة، بان كي مون، وبين دبلوماسيين ومحللين في نيويورك، لم يتأثروا ألبتة بالهتاف الشامل الذي حصده نتنياهو في مجلس النواب الامريكي. "ليس من الافراط ان نقول ان كل نهوض تكريما لنتنياهو في مجلس النواب الامريكي كان يشبه طعنة لعصب حساس عند كثيرين في مركز الامم المتحدة"، قال محلل قديم.
لم يتناول الامين العام الذي اعتاد نشر تصريحات وردود، خطبة نتنياهو ألبتة. وذلك بخلاف واضح للرد الحماسي الذي أذاعه بعد خطبة الرئيس براك اوباما قبل ذلك.
حتى لو أراد اوباما ان يبرهن لمناصري اسرائيل في واشنطن على انه مخلص لتصوره الذي يقول ان اعلانا عن دولة فلسطينية من طرف واحد في ايلول خطأ – فان قدرة الولايات المتحدة على التأثير في شكل التصويت في الجلسة العامة للامم المتحدة محدودة. ومعروفة الحالات التي أثمرت فيها جهود امريكية في هذا الاتجاه نتائج عكسية. فقد أُذلت الادارة بتصويت مجلس الامن على اقتراح قرار يعارض الاستيطان. وتجاهلت اربع عشرة عضوا في المجلس إلحاح الامم المتحدة وأيدت التنديد بالمستوطنات ودفعت الادارة وقرار نقضها الى عزلة محرجة.
صدر عن دبلوماسيين غربيين في أحاديث مستقلة نفس التقدير المتعلق باحتمال ان يؤثر اوباما في التصويت في الجلسة العامة للامم المتحدة في اعلان الاستقلال الفلسطيني. وبيّنا أن رئيس حكومة اسرائيل في خطبته في مجلس النواب الامريكي لم يهب لاوباما "أوراق لعب جيدة" – أي تعليلات يستطيع بها ان يقنع قادة دول بأن يوجهوا سفراءهم في الامم المتحدة الى المعارضة في التصويت.
إن الصيغة السائدة في نيويورك تقول إن المواقف الصارمة القاطعة التي عبّر عنها نتنياهو في مجلس النواب الامريكي والمتعلقة بالشؤون المختلف فيها بين الطرفين، ستمنح الاعضاء اللاتي ما يزلن حائرات في مسألة كيف يصوتن، وكُن قد يمتنعن، سببا ليزنّ الانضمام الى الأكثرية المتوقعة التي ستؤيد اعلان دولة فلسطينية. وبحسب تقدير حديث سائد في نيويورك يعتمد على معطيات تُقدمها عناصر فلسطينية وغربية، ضمن الفلسطينيون أكثرية 135 صوتا من بين الدول الاعضاء الـ 192. على أثر خطبة رئيس الحكومة قد ترتفع هذه الأكثرية الجليلة حتى تبلغ 160 من المؤيدات أو أكثر.
اذا لم يزُل أثر مشاعر خيبة الأمل والاحباط التي أثارتها خطبة نتنياهو في ساحة الامم المتحدة حتى شهر ايلول – وفي الامم المتحدة "نفوس خيّرة" ستهتم بذلك – فسيسهل على الفلسطينيين أكثر ان تُغريهم مراودات الجامعة العربية واستماع نصائح دول مناصرة في كتلة عدم الانحياز، ليصبوا في اعلان الاستقلال مضمونا ذا معنى أكبر وذا آثار عملية على مكانتهم الرسمية في المنظمة العالمية".
31-أيار-2011
استبيان