المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


أخبار العدو

المقتطف العبري ليوم الجمعة: ملجأ نووي لـ"دولة" في حالة استنفار.. مع "تحول 5"

عناوين الصحف وأخبار وتقارير ومقالات مترجمة من صحافة العدو صحيفة "يديعوت احرونوت": ـ اسرائيل أغلى من الولايات المتحدة بـ 30 في المائة. ـ أن نكون جلعاد لساعة واحدة. ـ احتجاج ابيض. ـ كوتج؟ لا يوجد مال حتى للطعام الأساسي. ـ يوم الاثنين: الاضراب الأكبر للاطباء. ـ في الزنزانة، مثل جلعاد. ـ أصحاب اعمال تجارية اشتروا برنامجا سريا لاخفاء الضرائب وجنوا لجيوبهم مئات ملايين الشواقل. ـ معلم تحت التحذير. ـ بيرس دعا، شاكيرا ستأتي. ـ محامون اسرائيليون توجهوا الى محكمة فيدرالية في الولايات المتحدة بطلب للحجز على سفن الاسطول. صحيفة "معاريف": ـ حرب الكوتج. ـ والآن: المقاطعة للبنة. ـ سبع ساعات نوم للجنود. ـ عاملو سلطة الطوارىء ضد فلنائي: "سنشوش مناورة الجبهة الداخلية". ـ 8 حالات قتل في اسبوع.. والشرطة عديمة الوسيلة. ـ وباء قتل. ـ المعركة علبة الألبان.. لا يتوقفون عند الكوتج (الجبنة المخثرة). ـ المستشار ضد ليبرمان. ـ عيدان افرجيل لن تُقدم الى التحقيق على الصور التي نشرتها على الفيس بوك. ـ الجبهة الداخلية المكشوفة لفلنائي. ـ أكانت مغلفات أم خيال (مغلفات المال من الثري الامريكي تلنسكي لاولمرت. صحيفة "هآرتس": ـ بيرس: نحن نندفع بكل القوة الى وضع سنخسر فيه وجود اسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية. ـ الحل لاحتكار الحليب: اقامة محالب جديدة والغاء الجمارك على استيراد منتجاته. ـ فينشتاين لنتنياهو: أوقف القانون لتفضيل خريجي الجيش. ـ نتنياهو يعمل على الغاء حق الفيتو لباراك بالنسبة للبناء في المستوطنات. ـ الدولة تهييء حيا على ارض خاصة للفلسطينيين. ـ سيناريو قيادة الجبهة الداخلية: قدرة انتاج الكهرباء تنخفض في الحرب 40 في المائة. صحيفة "اسرائيل اليوم": ـ مستوى المعيشة يرتفع بشدة؛ الاقتصاد يواصل النمو. ـ يقاتلون في سبيل الكأس. ـ في سلاح البحرية يُعدون "مفاجآت" للاسطول. ـ بيرس: يمكن الوصول الى اتفاق حتى ايلول. أخبار وتقارير ومقالات واشنطن تعمل على البدء بالمفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين المصدر: "اذاعة الجيش الإسرائيلي" " مبعوث الإدارة الأميركية يعمل على جسر الخلافات بين إسرائيل والفلسطينيين للعودة واستئناف المفاوضات بينهما، ومن المتوقع ان يطلب دنيس روس، مبعوث الادارة، من الفلسطينيين التصريح أنهم موافقين على صيغة دولتين لشعبين. الوزير بني بغين، وفي في مقابلة مع اذاعة الجيش، يقول أن المسألة تتعلق بنوع من الشطارة فقط، ويضيف " منظمة التحرير الفلسطينية ترى في اليهودية دينا فقط". ويقول بني بغين أن "نبيل شعت قال أنهم موافقون على دولتين واحدة للشعب الفلسطيني واخرى للشعب الإسرائيلي، بما في ذلك اليهود, النصارى والمسلمين "، وأوضح "في هذه الحالة، فان منظمة التحرير الفلسطينية ترتكب أخطاء حماس، لانها ترى في اليهودية الدين فقط". يجتمع رئيس الحكومة, بنيامين نتنياهو, مع روس والمبعوث الآخر ديفيد هيل. وبحسب مراسلنا السياسي, سوف يلتقي الاثنين زعماء السلطة الفلسطينية في رام الله. وأشارت جهات في واشنطن هذا الأسبوع إلى أن الشعور في الإدارة الأميركية هو أن الفلسطينيين يوافقون على بدء المفاوضات وفق مخطط أوباما, وحاليا يبقى انتظار الجانب الإسرائيلي". ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ وزير الخارجية الالماني: احداث العالم العربي خطرة على إسرائيل المصدر: "اذاعة الجيش " " قال وزير الخارجية الألمانية غيدو ويسترفلا, أن ألمانيا تحاول دفع الجهات المعنية إلى طاولة المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين. ودافع ويسترفلا عن الموقف الإسرائيلي إزاء التغييرات في المناطق، وقال: "الربيع العربي يمكن أن يشكل خطرا على الدولة الإسرائيلية. وعلى عاتق المجتمع الدولي الكثير من المهمات في هذه الفترة لمواجهة الأحداث في ليبيا, سوريا واليمن". أما فيما يتعلق بالإجراء الفلسطيني للإعلان عن دولة من جانب واحد في الأمم المتحدة قال ويسترفلا : "باعتقادنا أن خطوات أحادية الجانب لن تمنح الأمن للمنطقة ويمكن أن تؤدي إلى نتيجة معاكسة. لن ندعم خطوات كهذه إنما التوصل إلى دولتين عن طريق الاتفاق ـ وأي أمر آخر يشكل خطرا على السلام". في حين قال وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان إن إسرائيل مستعدة للبدء بالمفاوضات مباشرة مع الفلسطينيين في أي لحظة. وبحسب كلامه قيام مفاوضات كهذه ضرورية نظرا للوضع الراهن". ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ إسرائيل دولة في وضع استنفار المصدر: "إسرائيل اليوم – شلومو دياز" " ستبدأ يوم الأحد مناورة الجبهة الداخلية الكبيرة "نقطة تحول 5". من بين التجديدات: مواقف كبيرة ستتحول الى ملاجئ، سيتلقى المواطنون رسائل أس أم أس عن المكان الذي من المتوقع أن يُستهدف بصاروخ وبيانات موجزة من استديو الأخبار الخاص بقيادة الجبهة الداخلية. إضافة الى ذلك، المواقف في مباني عامة مثل موقف مسرح هبيما الجديد في تل-أبيب ستُحوّل الى ملاجئ للحشود، مزودة بتجهيز طبي بغرف المعالجة والتطهير وبأجهزة لتنقية الجو وغيرها. كذلك محطات القطار الجديدة الثابتة في هذه الأيام وقسم من الأنفاق تحت الأوتوسترادات ستتحول الى ملاجئ أو الى نقاط لجمع المصابين. وستُشغل صفارات الإنذار فقط عندما عند الضرورة. ستستمر المناورة لخمسة أيام وستختبر فيها جهوزية إسرائيل في حال حصول حرب شاملة أو هجوم صاروخي واسع. في اليوم الرابع، ستُسمع في أرجاء إسرائيل صفارتا إنذار. الأولى ستُسمع عند الساعة 11-ومن خلالها سيتم اختبار جهوزية المواطنين في أماكن العمل أما الثانية ستُسمع عند الساعة 19:00- ومن خلالها أيضا سيتم اختبار جهوزية الشعب في البيوت. يوضح رئيس قسم السكان في قيادة الجبهة الداخلية العقيد "أفي ميشوف" مؤكدا: "حالة الطوارئ هي جزء من حياتنا ولذلك فان تجاوب الشعب لإجراء المناورة ومشاركته على المستوى العائلي وفي اماكن العمل يُعتبر مهما وايجابيا. رسالتنا الى الشعب بسيطة جدا: يجب أن تكونوا مستعدين لكل سيناريو وهذه المناورة معدة بشكل واضح لإنقاذ حياة الشعب". ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ رغم الحديث عن تأجيلها، الجيش يتدرب على مواجهة قافلة السفن المصدر: "هآرتس ـ انشيل بيبر" نفذ جيش الدفاع الإسرائيلي مناورة واسعة النطاق تدربت خلالها مختلف القوات على مواجهة سيناريوهات مختلفة قد تحصل في البحر مع وصول سفن القافلة إلى غزة. وعلى الرغم من التقارير المتزايدة حول نوايا منظمة الـ IHH التركيّة، الهيئة الأساسية التي تقف خلف المبادرة، تأجيل انطلاق القافلة والإشارات من قبل الحكومة التركيّة التي ستحاول منعها، قرروا في سلاح البحريّة تنفيذ مناورة هذا الأسبوع بالارتكاز على التقدير الأساسي بان القافلة ستظهر في نهاية الشهر الحالي. كان هدف المناورة اختبار الكيفية التي سيطبق فيها مقاتلو شييطت 13 وبقية وحدات سلاح البحرية وأقسام أخرى من الجيش والهيئات الأمنية الأخرى عِبر قافلة العام الماضي. التدريب الذي جرى أمس في قلب البحر، مارس كيفية تصرف القوات مقابل السفن بأحجام مختلفة ومقابل ناشطين يتصرفون بأشكال مختلفة، بدءاً من المقاومة السلبيّة وحتى مواجهات من النوع الذي حصل في سفينة المافي مرمرة في العام السابق وحتى استخدام جزء من المسافرين للسلاح الناري. وعل ما يبدو أن في سلاح البحر أيضا لا يعرفون أيضاً متى سيضطرون إلى مواجهة القافلة، بشكل عام وكم سفينة ستتضمن. من جهة ثانية تحدّث مختلف منظمي القافلة عن عشرين سفينة ستشارك في القافلة، الأمر الذي سيلزم سلاح البحر بمعالجتها على مراحل، لكن حتى هذا الحين ، نجح المنظمون بالامتلاك والتزود فقط بأربع أو خمس سفن، الأمر الذي سيؤدي حتى على ما يبدو إلى تأجيل انطلاقها". ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ سلاح الجو الإسرائيلي سيعود لإجراء تدريبات في رومانيا المصدر: "جيروزاليم بوست ت يعقوب كاتس" " سيعود سلاح الجو الإسرائيلي إلى رومانيا لإجراء مناورات مشتركة في وقتٍ لاحقٍ من هذا الصيف، وذلك بعد عام من مقتل ستّة إسرائيليين في تحطّم مروحية في جبال الكارباثيان. وقد قتل ستّة طيّارين في الخدمة والطاقم التقني عندما تحطّمت طائرة مروحية من طراز سيكورسكي سي أتش- 53 سي ستاليون، والتي تسمّى اليسعور في سلاح الجو الإسرائيلي، وقد تحطّمت الطائرة بعد اصطدامها بجبلٍ أثناء تدريبٍ عسكريٍ والذي كانت تتدرّب فيه الطواقم على التحليق على ارتفاعات منخفضة. وقد قتل حينها ضابطٌ رومانيٌ أيضاً كان يراقب طاقم سلاح الجو الإسرائيلي على متن المروحية. وقد أفضى تحقيقٌ أجراه سلاح الجو الإسرائيلي إلى الاستنتاج أنّ الحادث كانت على الأغلب نتيجةً لخطأ بشري. ولم ينشر سلاح الجو الإسرائيلي أياً من جنوده في رومانيا منذ الحادثة، وقالت المصادر يوم الثلاثاء الماضي أنّ طائرة النقل من طراز هيركوليس سي ـ 130 التابعة لسلاح الجو الإسرائيلي ستقلع إلى هناك لإجراء مناورات مشتركة في آب المقبل. ومن المقرر أيضاً أن يتوجّه قائد سلاح الجو الإسرائيلي، اللواء عيدو نحوشتان، إلى رومانيا في وقتٍ لاحقٍ من هذا العام للمشاركة في إحياء ذكرى الجنود الذين قتلوا. وتجدر الإشارة إلى أنّ سلاح الجو الإسرائيلي معنيٌ باستمرار التدريبات في رومانيا، وبشكلٍ خاص في جبال الكارباثيان، والمعروفة بطقسها المتقلّب بالإضافة إلى غاباتها الكثيفة وجبالها العالية، وهي مناطق لا يستطيع طيّارو سلاح الجو الإسرائيلي على التدرّب فيها بشكلٍ حرّ وكلّما أرادوا. وهذه المناطق شبيهة لما قد يواجهه سلاح الجو في عمليات مستقبلية. وفي العام 2006، وقّع وزير الدفاع في حينها، شاؤول موفاز، على اتفاقيةً لمدّة خمس سنوات مع نظيره الروماني تجعل الروابط رسمية وتسمح لسلاح الجو الإسرائيلي بنقل جنود وطائرات لإجراء تدريبات في رومانيا". ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ملجأ نووي في تل ابيب، خشية من الصواريخ المصدر: اسرائيل اليوم" " كشفت مصادر إسرائيلية مسؤولة ان ملجأ نوويا بني بالفعل في تل ابيب، تحت قصر الثقافة، ومن المقرر ان يكون جزء من استعدادات مواجهة صليات صاروخية تقليدية وغير تقليدية، وحتى نووية. وبحسب المصادر، يستخدم الملجأ في الايام العادية كموقف للسيارات تحت الارض، وهو مؤلف من اربع طبقات. والملجأ معرف حاليا كأحد الملاجئ الشعبية الكبيرة في إسرائيل. وتبلغ مساحة الملجأ حوالي 7403 متر مربع. كل طابق يحوي حمامات، وأدراج طوارئ، وغرف تعقيم في حال كان هناك إخلاء مصابين من جراء حرب كيميائية، كما يحوري على أجهزة ترشيح مواد نووية وكيميائية وبيولوجية وغرف طبابة وغيرها. والتقدير انه يمكن ان يسع للالاف من الاشخاص في نفس الوقت. الملجأ هو جزء من خطط استعدادات لهجمات صاروخية تقليدية وغير تقليدية وحتى نووية. كما يؤهلون في القيادة مواقف تحت الأرض جديدة لتستخدم ملاجئ شعبية. بالإضافة إلى ذلك تقرر استخدام عند الضرورة أنفاق ومحطات قطارات". ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عشرات القتلى والجرحى في انفجار أنبوب غاز في نتانيا المصدر: "هآرتس – إيلان ليؤر" " قُتل أربعة أشخاص، وجرح ما يزيد عن 50 شخصاً ليلة امس، جراء انفجار أنبوب غاز في مبنى سكني في ميدان الاستقلال في نتانيا. ومن بين القتلى امرأتان بعمر الـ 20؛ امرأة بعمر الـ 40 ؛ ورجل بعمر الـ 50. و كافة الجرحى أُصيبوا بجروح طفيفة، وأُعيد معظمهم خلال هذه الليلة إلى منازلهم. في حين بقي تسعة أشخاص في المستشفيات. هذا ووقع الانفجار في مبنى مؤلف من خمسة طوابق؛ قرابة الساعة الثانية عشرة والعشرين دقيقة بعد منتصف الليل. كما هو معروف، كان سبب الانفجار هو اشتعال غاز تسرّب من أحد الأنابيب في الطابق الأرضي للمبنى. وقد تسبّب الانفجار بدمار هائل في مختلف طوابق المبنى؛ في الميدان وفي المباني المجاورة. تحطمت النوافذ؛ لم تعد الدرف في مكانها وتصدّعت الجدران. تناثر الزجاج؛ المعادن؛ أغصان الشجر؛ وأشياء أخرى في كل الأنحاء. كما وألحق دوي الانفجار ضرراً كبيراً بالمقاهي التي تبعد مئات الأمتار عن المبنى الذي حدث فيه الانفجار". ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ بيريز: نحن نندفع بكل القوة الى وضع سنخسر فيه وجود اسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية.. المصدر: "هآرتس – يوسي فيرتر" احتفل شمعون بيريز هذا الاسبوع باربع سنوات كاملة في مقر الرئيس. تبقى له ثلاث سنوات اخرى حتى خطوة حياته السياسية التالية. ولكن، مثلما اكتشف من يؤم مقر الرئيس مؤخرا، فان الاجواء في مكتبه كانت بعيدة عن ان تكون احتفالية. في بعض الاحاديث التي اجراها مع ضيوفه، اطلق شمعون بيريز توقعا شديدا وقاتما بالنسبة لمصير دولة اسرائيل، اذا لم تبدأ قريبا مفاوضات سياسية بين اسرائيل والفلسطينيين تؤدي الى تسوية. "أنا منشغل البال من الجمود السياسي، منشغل البال من امكانية أن تنشأ هنا دولة ثنائية القومية"، قال بيريز ضمن امور اخرى لمحادثيه، "ما يحصل اليوم – هو جر أرجل تام. نحن نوشك على أن نصطدم بالحائط، نندفع بكل القوة الى وضع نخسر فيه لا سمح الله وجود اسرائيل كدولة يهودية. "من يقبل مبدأ خطوط 67 كأساس للمفاوضات سيحظى بتأييد العالم. ومن يعارض – سيخسر العالم"، اعتقد بيريز. وقصد في اقواله هذه، على أي حال، موقف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي يعرب عن معارضة شديدة لبدء المفاوضات على اساس خطوط 67، والتي وصفها، في الكنيست وفي الكونغرس بانها "غير قابلة للدفاع". واليوم ايضا، يرفض بيريز "مشورات" يتلقاها من أصدقاء ومحافل سياسية مختلفة، للخروج علنا ضد مواقف نتنياهو. "أنا لست رئيس المعارضة، أنا رئيس الدولة"، يقول لمن يحثه. كما يعرب بيريز عن تخوفه من أن تقع على "اسرائيل" قريبا مقاطعات وعقوبات في المجال الاقتصادي وقال: "لا حاجة الى المقاطعة. يكفي أن في موانىء اوروبا أو كندا يتوقفوا عن انزال البضائع الاسرائيلية. لقد سبق لهذا أن حصل". والى ذلك، تشدد رئيسة كديما، النائب تسيبي لفني، تصريحاتها تجاه رئيس الوزراء نتنياهو. ففي حديث لـ "هآرتس" بعد بضع ساعات من المواجهة اللفظية بينها وبينه في الكنيست بكاملها هيئتها يوم الاربعاء من هذا الاسبوع، قالت لفني: "نتنياهو يجرنا جميعا الى متسادا، وليس من أجل مشاهدة الاوبرا". ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ بيريز: يمكن الوصول الى اتفاق حتى ايلول.. الملك عبدالله ملك الاردن: "العام 2011 سيكون عاما سيئا جدا للسلام" المصدر: "اسرائيل اليوم – يوني هيرش" "بعد أسابيع طويلة من محاولات فاشلة لاستئناف المفاوضات السياسية يجد الملك عبدالله ملك الاردن صعوبة في ايجاد أمل. وقال في مقابلة مع صحيفة "واشنطن بوست" ان "العام 2011، كما أعتقد، هو عام سيء جدا للسلام. ومع أننا سنواصل محاولة جلب الطرفين الى طاولة المباحثات، فاني اكثر تشاؤما مما كنت في الـ 11 سنة الاخيرة". وحسب فهمه، فان الاحداث الاخيرة في العالم العربي فتحت كوة غير عادية لاتفاق سلام وفوت الطرفان الفرصة. تلك النافذة، بتقديره، ستغلق قريبا. لعبدالله توجد رسالة جلية للاسرائيليين: "اذا استمر الوضع الحالي، ستجدون أنفسكم محوطين بمزيد فالمزيد من الاعداء. عندما يكون وضع راهن، فان ما يحرك الناس في نهاية المطاف هو مواجهة عسكرية كهذه أو تلك، وفقط في هذه النقطة يصل الجميع راكضين وداعين الى جمع الحطام". عبدالله، الذي زار في الشهر الماضي واشنطن والتقى بالرئيس اوباما، يقف في مركز المساعي لاستئناف المسيرة السلمية. منذ تلك الزيارة، كما يشدد، فان الوضع اصبح أصعب بكثير. ويصر فيقول انه "ان لم يكن حل الدولتين، فسيكون هذا حل الدولة الواحدة. وعندها هل ستكون هذه ديمقراطية أم دولة أبرتهايد؟". اذا منحت اسرائيل حقوق كاملة للفلسطينيين، فانهم سيصبحون أغلبية في غضون عقد من الزمان. وان لم تفعل ذلك، فانه يقدر باننا سنرى المزيد فالمزيد من المواجهات على طول الحدود. "أعتقد أن هذا سيأتي مرة اخرى"، يقرر الملك، "الكثير من العرب يقولون لانفسهم اذا كنتم تتحدثون عن الديمقراطية عندنا، فماذا عن الديمقراطية في اسرائيل؟". ويخشى عبدالله ايضا من التضاؤل في مكانة الولايات المتحدة في العالم العربي. وعلى حد قوله، فان أمريكا آخذة في فقدان مصداقيتها ليس فقط بسبب الفشل في المفاوضات بل بسبب تأييدها غير القابل للجدال لاسرائيل، والذي هو حسب فهمه تأييد لا يتعلق بالسياسة الاسرائيلية. "عندما تحصل على المليارات من أموال المساعدة، أسلحتك تتجدد ومخازن ذخيرتك تمتلىء، فانت لا تتعلم حقا بان الحرب هي أمر شر وليس فيها منتصرون"، قال الملك، "اعتقد أن اليوم يوجد في اسرائيل يمين ويمين متطرف. وبشكل عام، الجميع تحرك كثيرا نحو اليمين". بالمقابل، من يبدي التفاؤل، كالمعتاد، هو رئيس الدولة شمعون بيرس. "رغم الوقت القصير الذي تحت تصرفنا، فانا لا استبعد امكانية أن ننجح في تحقيق اتفاق مع الفلسطينيين قبل ايلول"، قال لوكالة أنباء "ايي.بي". "المبادرة الفلسطينية للحصول على اعتراف للدولة من الامم المتحدة هو وهم"، شدد قائلا، "القرار سيبقى على الورق وسيبعث أملا عابثا". وسُئل بيرس اذا كان يؤمن بان الفلسطينيين سيوافقون على التخلي عن ادعائهم بحق العودة للاجئين الى اراضي اسرائيل، وأجاب: "أنا أومن بانه يمكن الوصول الى حل ابداعي في هذا الموضوع". ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الدولة تهييء حيا على ارض خاصة للفلسطينيين.. المصدر: "هآرتس – حاييم لفنسون" " تدفع الدولة الى الامام مخطط هيكلي يؤهل باثر رجعي بناء غير قانوني على اراض خاصة للفلسطينيين. ويدور الحديث عن ارض توجد عند مدخل مستوطنة عوفرة بعضها صادرته قبل حرب الايام الستة السلطات الاردنية. وسيتضمن النطاق عشرات وحدات السكن للمستوطنين. دفع الخطة الى الامام هو ام في غاية الشذوذ وذلك بعد أن قضت محكمة العدل العليا منذ العام 1979 بانه لا يجب اقامة مستوطنات على أراض فلسطينية خاصة صادرتها الدولة. ومع ذلك فالحديث يدور عن حالة خاصة كون المصادرة تمت من قبل السلطة الاردنية، ودولة اسرائيل استأنفت فقط مفعول المصادرة. الاراضي موضع الحديث صودرت في العام 1966 من سكان عين يبرود وسلواد، لغرض اقامة معسكر. في بداية مشروع الاستيطان استخدمت المباني العسكرية من اوائل المستوطنين لغرض المبيت، بعد أن سعوا الى التمسك بالمكان بدعوى أنه يشكل "معسكر عمل". في 1975 تحول معسكر العمل الى مستوطنة عوفرة، المستوطنة الاسرائيلية الاولى في السامرة، والتي تضم اليوم اكثر من 700 عائلة. في الاراضي التي تبادر فيها الدولة الى مخطط هيكلي تبقى على مدى السنين عدة مبان تميل الى السقوط. في السنتين الاخيرتين، بسبب ازمة السكن في عوفرة، بدأوا في المستوطنة بتمهيد التربة في صالح اقامة حي جديد. وتجدر الاشارة الى أن الاراضي التي صادرها الاردنيون توجد اليوم داخل المنطقة المحددة لعوفرة، وعمليا يدور الحديث عن توسيع للمستوطنات. التوسيع كله يتم حثه دون تراخيص، وفي الاشهر الاخيرة أصدرت الادارة المدنية أوامر هدم للمباني في النطاق وأمرت بوقف الاشغال، التي تتواصل في هذه الاثناء. الاشغال تقوم بها "امانه"، الجمعية التعاونية التي اقامت معظم المستوطنات في يهودا والسامرة (المناطق). وحسب المعطيات التي أفادت بها وحدة الرقابة في الادارة المدنية، ففي الحي الجديد بدأ بناء ستة مبان دائمة، وفيها 12 وحدة سكن. وحسب وحدة الرقابة، نصب في المكان 20 كرفان للسكن وتأهيل المنطقة لبناء المزيد من المنازل انطلق على الدرب منذ الان. كما أنه بدأت الاشغال لاقامة مبنى جماهيري مركزي. قبل شهرين رفع أصحاب الاراضي الفلسطينيون التماسا الى محكمة العدل العليا من خلال المحامي توفيق جبارين، مطالبين باستعادة اراضيهم. وتجدر الاشارة الى أنه حتى 1979 درجت اسرائيل على بناء مستوطنات على اراض فلسطينية "استولي عليها لاغراض عسكرية". ولكن كما أسلفنا في 1979 رفضت محكمة العدل العليا هذا النهج. ومنذ ذلك الحين والدولة لا تصادر اراض فلسطينية خاصة لغرض اقامة مستوطنات. في رد الدولة على الالتماس والذي رفعته المحامية هيلا غوراني من النيابة العامة، صرح مستشار وزير الدفاع لشؤون الاستيطان ايتان بروشي بان ليس في نية الدولة تطبيق اوامر الهدم للمنازل. وحسب التصريح، ففي جلستين للفريق الوزاري لشؤون البؤر الاستيطانية تقرر انه "كون المصادرة تمت على يد الاردنيين قبل دخول الجيش الاسرائيلي الى المكان، فان القيادة السياسية تسعى الى ترتيب البناء في التسوية". الفريق الوزاري الذي اتخذ القرار تشكل في أعقاب قرار لرئيس الوزراء في شهر شباط بهدم البناء على اراض خاصة وتأهيل البناء على اراضي الدولة قانونيا. الفريق يضم موشيه يعلون، بيني بيغن وايهود باراك. بمقابل قرار الفريق الوزاري بشأن ترتيب البناء في التسوية، تتعهد "أمانه" بوقف البناء في المكان. هذا الاسبوع أصدرت محكمة العدل العليا امرا احترازيا بوقف البناء. في رد عوفرة على الالتماس زعم أن "السلطات لم تمنع على مدى فترة وجود المستوطنة تنفيذ عملية البناء". بالمناسبة، فان مستوطني عوفرة حظوا بمساعدة من ضابط الدفاع اللوائي للواء بنيامين، الرائد ايلان مردتش. في خطوة غير مسبوقة ارفق بالالتماس رسالة من مردتش، يقول فيها ان لرجال المستوطنة علاقات طيبة مع سكان المحيط. وتجدر الاشارة الى أن ترتيب البناء في التسوية على الارض التي صودرت هو أمر معقد قانونيا. فالاردنيون صادروا الارض لغرض اقامة معسكر للجيش، وبعد الحرب استأنفت دولة اسرائيل أمر المصادرة وأوضحت بانها ترمي الى اغراض عامة؛ وهكذا نشأ تضارب بين هدف المصادرة لاغراض عامة، أي بنى تحتية، وبين ما يحصل عمليا – اقامة منازل خاصة لمن ليسوا المالكين الاصليين للارض. تصريح الدولة هذا هو استمرار للسياسة المتبعة في المناطق. هذه السياسة مركبة من ثلاثة مبادىء: الحكومة لا تبني بمبادرتها في المستوطنات المنعزلة؛ في حالات بناء ذاتي، مرفوع فيها التماس الى محكمة العدل العليا، الدولة تجمد البناء بشكل مؤقت، ولكنها تحث الى الامام اجراءات التخطيط؛ في حالات بناء في المستوطنات المنعزلة ولا يرفع بحقها التماس الى محكمة العدل العليا، فان الدولة ببساطة تمتنع عن التدخل. مثال على الفوضى السائدة اليوم في البناء في المناطق يمكن أن نراه في مصير العطاءات لبناء 500 وحدة سكن أعلنت عنها الحكومة في أعقاب العملية في ايتمار. في غداة القتل عقد نتنياهو فريق وزاري وصرح: "هم يطلقون النار ونحن نبني". ولكن تبين من فحص أجرته "هآرتس" بانه رغم مرور ثلاثة اشهر، فان العطاءات لم تخرج الى حيز التنفيذ والقرار لم يطبق. وجاء من ديوان رئيس الوزراء انه بالنسبة لايتمار، فان "تطبيق القرار يتقدم بموجب المراحل اللازمة في كل مستوطنة ومستوطنة". ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ حقيقة نتنياهو المصدر: "هآرتس" "رافق الكاتب اتغار كرات هذا الاسبوع بتكليف من "هآرتس" رحلة رئيس الوزراء الى ايطاليا، وسجل على لسان بنيامين نتنياهو مفاهيمه عن النزاع بين اسرائيل والفلسطينيين: "هذا نزاع غير قابل للحل لانه ليس حول الارض، فانت لا يمكنك أن تتخلى عن كيلو متر أكثر فتحله. جذر النزاع يوجد على الاطلاق في مكان آخر. الى أن يعترف ابو مازن باسرائيل كدولة يهودية، لن يكون أي سبيل للوصول الى اتفاق. وأول أمس كرر نتنياهو في الكنيست موقفه: "السبب في أنه يوجد هنا نزاع وانه متواصل هو الرفض للاعتراف بالدولة القومية للشعب اليهودي في أي حدود كانت". بقوله ان النزاع غير قابل للحل، فان نتنياهو يحكم على اسرائيل بالعيش على حرابها الى الابد، ولا يترك فتحة للمصالحة مع الفلسطينيين ومع العالم العربي. محقة رئيسة المعارضة، تسيبي لفني، التي هاجمت نتنياهو في النقاش في الكنيست على "دفن الامل في التسوية والحياة الطبيعية" ووقفت عند رأيها في أنه يمكن حل النزاع اذا ما اتخذت اسرائيل "قرارات صعبة". الاستنتاج العملي الذي يستخلصه نتنياهو في تقويم الوضع المتشائم لديه يشغل البال أكثر. فنتنياهو يطلب من الفلسطينيين التخلي عن فكرتهم القومية والاعتراف باسرائيل "كالدولة القومية للشعب اليهودي". وهو يطلب من الرئيس الفلسطيني محمود عباس ان يتعهد بان يكون لليهودي في بروكلين او لندن الحق في البلاد اكثر من المواطن العربي في تل أبيب، القدس او حيفا ـ وفي واقع الامر يعترف بذلك بان الفلسطينيين هم غزاة أجانب الى بلاد الشعب اليهودي. لا عباس ولا أي زعيم فلسطيني آخر يمكنه أن يوافق على مثل هذا الاملاء. الاحتمال لحل النزاع يكمن في تسويات عملية لتقسيم البلاد، تؤدي الى منظومة علاقات جديدة بين الدولتين، اسرائيل وفلسطين. ولكن نتنياهو يتملص من بناء المستقبل، الذي ينطوي بالضرورة على انسحاب اسرائيلي من المناطق، اخلاء مستوطنات وتقسيم القدس، ويفضل التمترس في نقاش عديم المنفعة عن الماضي وعن تغيير الرواية الفلسطينية. نتنياهو يريد أن يتناكف مع الفلسطينيين لا ان يتساوم معهم. لا توجد صيغة أكثر ضمانة من ذلك لتحقق توقعه في أن النزاع غير قابل للحل وتدفع الفلسطينيين نحو انتفاضة ثالثة". ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ حزب الكتلة الكبرى المصدر: "هآرتس ـ ألوف بن" " زار رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو هذا الاسبوع روما لدى صديقه ونظيره سلفيو برلسكوني لتجنيد اصبعه ضد الاعلان المرتقب في الامم المتحدة على اقامة الدولة الفلسطينية. ولم يكن نتنياهو بحاجة الى جهد كبير كي يقنع برلسكوني الذي تأييده لموقف اسرائيل كان مضمونا مسبقا، وهكذا مرت الزيارة بسلاسة. ولكن رئيس وزراء ايطاليا، المتورط على عادته في قضايا جنس، شبهات بالفساد وعواصف سياسية، لا يمكنه أن ينقذ اسرائيل من "التسونامي السياسي" الذي يكمن لها في ايلول. وحتى لو ضم نتنياهو الى عربته زعيم اوروبي او اثنين آخرين، فان هذا لن يجديه نفعا حقا. لنتنياهو يوجد سبيل أكثر نجاعة لاحباط الخطوة الفلسطينية في الامم المتحدة، لجر رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس للعودة الى المفاوضات ولاخراج اسرائيل من العزلة الدولية – وهو التغيير السياسي من الداخل. صرف وزير الخارجية افيغدور ليبرمان من الحكومة واستبداله بتسيبي لفني. ضم كديما الى الائتلاف بدلا من الحزبين اليمينيين المتطرفين اسرائيل بيتنا والبيت اليهودي، سيعطي اشارة للعالم بان نتنياهو يقصد بجدية تصريحاته المتكررة عن "الدولتين للشعبين". وستبدو اسرائيل محبة للتسوية، وليست رافضة للسلام وطامعة للمستوطنات، وسيتعين على عباس أن يثبت جديته. لفني شريكة في هذا التقدير وتريد الانضمام الى نتنياهو في "حكومة انقاذ وطني". في مقابلة منحتها في نهاية الاسبوع الماضي كررت اقتراحها "لخلق دراما سياسية لاقامة ائتلاف بديل ينقذ دولة اسرائيل". وحسب اقوالها، فانها مستعدة لان تأخذ جانب المخاطرة "في أن يكون هذا الامر الاخير الذي افعله في السياسة". والان تتوقع مكالمة هاتفية من رئيس الوزراء. وزير الدفاع ايهود باراك هو الاخر يؤيد ضم كديما الى الحكومة. الدراما السياسية التي تصفها لفني ستمنح شركائها ربحا سياسيا فوريا. نتنياهو سينقذ من رعب التسونامي السياسي ولفني من المنافسة مع شاؤول موفاز في الانتخابات التمهيدية. فاذا ما عينت وزيرة للخارجية ونفي موفاز الى وزارة البنى التحتية، او الى وزارة الامن الداخلي، فانه سيجد صعوبة في التغلب عليها. وفي كل الاحوال، فان المنافسة بينهما ستؤجل وذلك لان الائتلاف الجديد سيبقى في الحكم حتى نهاية الولاية في تشرين الثاني 2013. لفني تريد وباراك يؤيد من الجانب، ولكن نتنياهو يتنكر لهما ولا يتصل. منذ خطابه في الكونغرس الامريكي في الشهر الماضي كسر رئيس الوزراء نحو اليمين، حل ضيفا لدى قادة المستوطنين المتطرفين في مدرسة "مركاز هراف" ودعا اعضاء الائتلاف الى عطلة نهاية اسبوع مشتركة في صفد غنوا فيها "لا تخافوا ابدا". وسلوكه يدل على أنه يحاول التمترس خلف ائتلافه اليميني والدفاع عن نفسه بواسطته ضد ضغوط الرئيس الامريكي براك اوباما لقبول صيغة "خطوط 1967 مع تبادل للاراضي" كاساس لاستئناف المفاوضات مع الفلسطينيين. ولكن في هذه الاثناء كله حكي. نتنياهو لم يتخذ أي خطوة لا مرد لها، تمنعه من أن يلقي بشركائه في التراص الاجتماعي في صفد الى المعارضة. حرية العمل لديه محفوظة، مثلما يحب. لترددات نتنياهو يوجد سبب مفهوم: فهو يخاف من ان يحتفل ليبرمان على حسابه في الخارج، ويبني نفسه من المعارضة كالزعيم التالي لليمين. كل خطوة تقوم بها حكومة نتنياهو – باراك – لفني للتوافق مع الفلسطينيين، ستشعل فقط الحملة المضادة لليبرمان، والذي سيعرض رئيس الوزراء كيساري وكخرقة بالية في يد رئيسة كديما. من مثل نتنياهو يعرف بان مثل هذه الرسائل تشعل حماسة ناخبي اليمين. كما أنه يذكر كيف أنه في الانتخابات قبل الاخيرة، في 2006، الليكود برئاسته سبق اسرائيل بيتنا بـ 116 صوتا فقط. وعليه، لا تكفي نتنياهو الخطوة الجريئة بحد ذاتها لتغيير الائتلاف مما يمنحه هدوءا على المدى القصير ومن شأنه أن يسقطه في الانتخابات القريبة القادمة. ضد الضغط السياسي المتعاظم من الخارج، ومنافسة ليبرمان من الداخل، عليه ان يفكر بتحول أكثر اهمية بكثير في الخريطة السياسية لاسرائيل: توحيد الليكود، كديما والاستقلال في كتلة مشتركة، تتمتع بتأييد 60 نائبا في الكنيست الحالية، وتتنافس ككتلة واحدة في الانتخابات للكنيست القادمة. زمن الوحدة الكتلة السياسية الموحدة سترص صفوف احزاب الوسط الصهيونية حول برنامج سياسي مشترك وصفه نتنياهو بانه "مواقف الاجماع الواسع" في خطابه في الكنيست في 16 ايار، عشية سفره الى تلة الكابيتول ومرة اخرى في خطابه في الكنيست اول أمس، والذي دعا فيه كديما الى تأييد سياسته. نتنياهو تحدث هناك عن تقسيم البلاد الى دولتين، فيما تحتفظ اسرائيل في ايديها بالكتل الاستيطانية وبالقدس موحدة، وتطالب بترتيبات امنية متشددة في فلسطين، والفلسطينيون يوافقون على انهاء النزاع، ويعترفون باسرائيل. عباس لا يقبل هذه المطالب، ولكن يمكن ان يتم بلورة الليكود، كديما والاستقلال حولها. الوحدة الداخلية ستكون الرد الاسرائيلي على التحولات وانعدام اليقين في الدول العربية وفي السلطة الفلسطينية، وستعزز الموقف الاسرائيلي في المفاوضات مع الفلسطينيين. تجاه الداخل، حزب الكتلة سيعبر عن العودة الى الرسمية البنغوريونية التي استندت الى قوة حزب مباي بصفته الحزب السائد. الكتلة الموحدة ستتمتع باغلبية كبيرة بين الجمهور وستكون غير قابلة للهزيمة في الانتخابات التالية. حتى لو انتقل بعض من مصوتي اليمين الى ليبرمان، الى الاتحاد الوطني او البيت اليهودي، وجزء من مصوتي اليسار ممن ايدوا لفني تركوها عائدين الى العمل والى ميرتس، فستبقى نواة كبيرة من ناخبي التيار الرئيس ممن سيصوتون في صالح قائمة نتنياهو – لفني – باراك. لا ليبرمان، لا يئير لبيد ولا حزب العمل المتجدد، يمكنهم ان يتحدوا قائمة الكتلة في الصراع على قيادة الدولة. بدلا من المنافسة ضد ليبرمان على الاصوات الهامشية في اليمين والانجرار الى مواقف متطرفة، يمكن لنتنياهو ان يقف على رأس مباي الجديد ويدخل التاريخ بصفته ثوريا سياسيا وموحدا للامة، وليس فقط كسياسٍ يسعى الى البقاء، جمع ساعات أكثر من الاخرين في رئاسة الوزراء. في فكرة الوحدة لا يوجد تجديد كبير. تاريخ أحزاب اسرائيل شهدت موجات من الاتحاد والانشقاق حتى قبل اقامة الدولة. في الجولة الاخيرة انشق الليكود قبل خمس سنوات ونصف السنة، وتفكك حزب العمل قبل بضعة اشهر. غير قليل من رؤساء الوزراء تنقلوا بين الاحزاب. دافيد بن غوريون كان نائبا عن مباي، رافي، والقائمة الرسمية. شمعون بيرس كان في مباي، رافي، العمل وكديما. ايهود باراك كان في العمل وفي الاستقلال. ارئيل شارون في الليبراليين، شلومتسيون، حيروت وكديما. ايهود اولمرت في حيروت، المركز الحر وكديما. والان هو الزمن للموجة المضادة، موجة الوحدة. اسحق بن اهرون، دعا في 1963 الى توحيد "احزاب العمال" الثلاثة – مباي، احدوت هعفودا ومبام – لمنع صعود اليمين الى الحكم. في مقاله "جرأة التغيير قبل المصائب"، الذي ظهر في ذات اليوم في صحف الاحزاب الثلاثة، شرح بان الحركات المنفصلة "ليست ملكا لبن غوريون، تافينكن ويعاري"، والمصلحة المشتركة يجب أن تتغلب على الخلافات الفكرية والشخصية. يمكن ان نوجه اليوم دعوة مماثلة لنتنياهو، لفني وباراك، تحت عنوان "الجرأة للتغيير قبل تسونامي". العبرية تتغير، ولكن ليس السياسة. في اللحظة التي تبنى فيها نتنياه مبدأ "دولتين للشعبين" شطب الفارق الايديولوجي بينه وبين لفني وباراك. الاتفاق بينهم أكبر بكثير من الاتفاق بين نتنياهو والجناح اليميني في حزبه، الذي يرفض اقامة دولة فلسطينية. لفني ومعظم رفاقها في قيادة كديما جاءوا من الليكود ويمكنهم ان يعودوا اليه، بالضبط مثلما عاد احدوت هعفودا ورافي الى مباي في الستينيات واقاموا معا حزب العمل. الاسباب التي ادت الى انشقاق الليكود واقامة كديما لم تعد ذات صلة: احد لا يتحدث اليوم عن انسحاب احادي الجانب من الضفة. ضد البيت ليس فقط الليكوديون السابقون من كديما يمكنهم ان يشعروا بارتياح في رحلة مشتركة مع نتنياهو، سلفان شالوم، بوغي يعلون وجدعون ساعر. فالممثلة الاخيرة لحزب العمل التاريخي في قيادة كديما، داليا ايتسيك، هي الاخرى ستقبل الوحدة. ايتسيك هي المؤيدة الاكثر ثباتا لحكومة الوحدة الوطنية، منذ كان كديما في الحكم، ومؤخرا التقت مع باراك ومع شالوم سمحون كي تحث الخطى لاقامتها. اقامة كتلة موحدة ستلزم لفني بالتنازل عن التنافس مع نتنياهو في الانتخابات القادمة وقبول زعامته، على فرض أن عودتها الى وزارة الخارجية وقيادة المفاوضات مع الفلسطينيين تدفع بها الى الامام في صراعها على الخلافة. نتنياهو سيتمتع بانتخاب شبه مؤكد لولاية ثالثة، ان لم يسقط في تورط غير مرتقب. وهو سيحرر من رعب المستوطنين واليمين المتطرف، وسيتمتع بحرية عمل هائلة من خلال الاغلبية المطلقة في الكنيست. هل نتنياهو قادر على مثل هذه الخطوة؟ حتى اليوم، كان في ذروته حين اصر على موقفه في وجه حازمين واقوياء، وتصرف خلافا لميله العادي لارضاء محيطه. هكذا كان حين صوت في صالح الانتخاب المباشر لرئاسة الوزراء وخرق الانضباط الكتلي الذي فرضه سيده السياسي اسحق شمير في 1992. هكذا كان عندما صارع اتفاقات اوسلو ووقف على رأس معارضة شابة وعديمة التجربة امام جبابرة الفترة، اسحق رابين وبيرس. هكذا كان عندما تنافس ضد الهستدروت، اللجان الكبرى والبنوك كوزير للمالية. وهكذا كان في زيارته الاخيرة الى واشنطن، والتي صارع فيها اوباما ونال الشعبية الذروة في اسرائيل. فهل سيتجرأ ايضا على الوقوف ضد "البيت" السياسي خاصته وابناء عائلته، من اليمين المتطرف، ويقيم حركة الوسط الجديدة؟ شارون زار برلسكوني في تشرين الثاني 2003. وكرست الزيارة اساسا لمحادثات عابثة وعناقات صداقة، مثلما في زيارة نتنياهو هذا الاسبوع. ومثل نتنياهو الان، شارون ايضا كان في حينه تحت ضغط كبير للمبادرة الى خطوة سياسية والكف عن الجلوس على الجدار. في ظلمة الليل، عندما خرج اعضاء الحاشية والصحفيون لتناول الطعام وقضاء الوقت في روما، التقى في جناحه مع الموفد الامريكي اليوت ابرامز، وروى له بالسر عن نيته لاخلاء كل المستوطنات من قطاع غزة. هكذا ولدت خطة فك الارتباط، التي غيرت المصير السياسي لشارون وتاريخ اسرائيل. مشوق أن نكتشف في المستقبل، هل ولد في روما التحول الاكبر لنتنياهو – أم أنه تمترس اكثر فأكثر فقط خلف المتراس اليميني". ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ "اسرائيل تتجاهل معاداة السامية التركية على عمد" المصدر: "يديعوت أحرونوت ـ الداد باك/ اسطنبول" " يعلم رفعت بالي أنه يخاطر مخاطرة كبيرة ببذله المقابلة الصحفية لـ "ملحق السبت" ولا سيما في الاسبوع الذي سجل فيه رئيس حكومته، طيب اردوغان، لنفسه فوزا تاريخيا لم يسبق له مثيل في انتخابات مجلس النواب. لا يُحب اردوغان أن ينتقدوه. فهو يبادر الى تقديم دعوى تشهير. لا يميز هذا التوجه زعيم الحزب الحاكم التركي، حزب "العدالة والتنمية" الذي فاز للمرة الثالثة على التوالي بالانتخابات العامة وعزز سلطته في الدولة تعزيزا كبيرا، فقط. فالاتراك لا يحتملون النقد. ففي فترة التحول الديمقراطي والاصلاحات ايضا، من يتجرأ على مهاجمة تركيا يجد نفسه في السجن أو غارقا في بقعة دم كبيرة في وسط الشارع. "إن الكثير من الناس في تركيا غير قادرين على أن يهضموا بسهولة كلامي وعلى قبوله"، يقول المؤرخ التركي اليهودي. "الناس لا تعنيهم الآراء خارج التيار المركزي والتي تُرى أنها متطرفة. لكن آرائي موضوعية ومنطقية جدا. هناك يساريون وليبراليون ونشطاء حقوق انسان ينصتون ويوافقون على جزء من كلامي لكنهم ليسوا صوتا قويا في الحياة العامة التركية يُمكّن من اجراء نقاش عام مفتوح للقضية". الموضوع الذي يقلق بالي، الذي ولد في اسطنبول، وهو عضو في مركز ابحاث ثقافة اسبانيا في جامعة السوربون في باريس، هو معاداة السامية التركية. نشر بالي ابن الثالثة والستين كتبا كثيرة تتناول هذه القضية ونظريات المؤامرة المنتشرة في المجتمع التركي عن محاولات اليهود واليهود الذين أسلموا السيطرة على تركيا والعالم. وهو يرى أن الصمت عن هذه الظاهرة الشديدة ما يزال موجودا بفعل غض اسرائيل والجماعات اليهودية في الولايات المتحدة عيونها عن ذلك. يحرص بالي على أن يُبين أن ليس الحديث عن ظاهرة نشأت في فترة حكم اردوغان وحزبه. فجذور معاداة السامية التركية التي تُملي اليوم السياسة نحو اسرائيل، مغروسة عميقا في اوساط كثيرة من المجتمع التركي منذ عشرات السنين. "الخط التركي الرسمي الذي يقبله الجميع هو أنه لا توجد معاداة سامية في تركيا"، يقول بالي. "وفيما يتعلق باسرائيل، لليساريين والليبراليين معاداة على نحو ما لها بحيث يوافقون على بعض آراء الاسلاميين في شأن اسرائيل والقضية الفلسطينية. والى ذلك، اشترك هذان المعسكران المتخاصمان في هدف سياسي مشترك هو تحويل تركيا الى الديمقراطية وتقليل تأثير الجيش في السياسة. ومع وجود هذا الحلف التكتيكي لا يستطيع اليسار والليبراليون مهاجمة الاسلاميين بسبب معاداتهم للسامية". تحالف على اسرائيل نلتقي في مكاتب بالي التي تشبه مكتبة ومعهد بحث مستقلا، في أحد الشوارع الجانبية في المركز التجاري لعاصمة الثقافة التركية. إن اسطنبول، ذات المناخ الاوروبي لم تحتفل في شوارعها بفوز اردوغان الكبير برغم أن أكثر سكانها، ولا سيما من الأحياء الشعبية، منحوه أصواتهم. برغم أن اردوغان في خطبة فوزه امتنع عن مهاجمة اسرائيل، لا يعتقد بالي أن العلاقات بين اسرائيل وتركيا ستسير قريبا في مسار تحسن ما لم تبادر اسرائيل الى ذلك. "توجه تركيا الأساسي هو أن على اسرائيل أن تعتذر رسميا عن المس بالمشاركين في القافلة البحرية الى غزة وأن تدفع تعويضات"، يؤكد بالي. "لن يوافق الاتراك على أقل من اعتذار كامل. فالامر أمر كرامة وعزة. وهكذا بغير لفتة من اسرائيل لن تتحسن العلاقات. وهناك ازمة اخرى هي القافلة البحرية المخطط لها التالية التي هي في انتظار". جُرت اسرائيل مرغمة الى المعركة الانتخابية التركية. فقد اتهمت الحكومة والمعارضة بعضهما بعضا بالتعاون مع اسرائيل. وعبّر عدد من معارضي اردوغان عن انتقاد لأن الحكومة ما تزال تحافظ على علاقات اقتصاد واعمال جيدة مع اسرائيل. بل اتُهم أحد الوزراء بتنظيم صفقات لأبناء عائلته مع جهات اسرائيلية. أما اردوغان من جهته فاتهم المعارضة العلمانية بأنها تتعاون مع اسرائيل على التحقيق في مساهمة حكومته في تنظيم الرحلة البحرية السابقة الى غزة. في الواقع السياسي المشبع بمعاداة السامية في تركيا يوجد من يزعمون ايضا أن اردوغان ووزير خارجيته "يهوديان بالسر" وهما من أبناء "الدونمة" الذين أسلموا. يقول بالي: "هذه تهمة شائعة جدا في تركيا. فالاسلاميون والقوميون والعلمانيون – الكماليون يستعملونها ويشتمون خصومهم بها. عندما يريدون قذف شخص ما يقولون إن له جذورا يهودية أو أرمنية أو يونانية. فالأصل غير المسلم يُعد شيئا سلبيا جدا في تركيا. يستعملون هذا على أنه شتيمة. وهكذا يقول منتقدو اردوغان إن له دما يهوديا. والمشكلة أنه لا يرد بقول إن هذه تهم عنصرية وانه لا مشكلة في الأصل اليهودي. بل يتبنى فقط توجها دفاعيا وينكر التهم". لا يعتقد بالي مع ذلك أن قضية العلاقات مع اسرائيل يستغلها اردوغان لحاجات داخلية. "يزعم كثيرون أن الخطابة المعادية لاسرائيل كلها عنده ترمي الى حاجات سياسية داخلية. صحيح أن من الشعبي جدا في تركيا مهاجمة اسرائيل وانتقادها – التوجه العام عند الجمهور التركي معادٍ لاسرائيل ومعادٍ للصهيونية – لكن اردوغان ذو شعبية كبيرة بحيث لا يحتاج الى مواقف معادية لاسرائيل كي يحصل على أصوات أكثر من المقترعين. موقفه في هذا الشأن يأتي من القلب. انه يُعبر عن مشاعر أصيلة وهذا الامر أشد خطرا. "جاء من خلفية اسلامية، ومن صفوف الحزب الديني – القومي "ملي غوروش" الذي ربّى نشطاءه وأنصاره على أفكار الاخوان المسلمين وعلى مواقف معادية لاسرائيل، وهكذا فان اردوغان يرى الفلسطينيين على الدوام ضحايا ويرى الاسرائيليين مضطهِدين. وكل اشتعال صغير في المنطقة يعزز عنده هذه المشاعر ويجعله يستشيط غضبا على اسرائيل". انتقام هرتسل أوضحت ابحاث بالي أن معاداة السامية عند الحركة الاسلامية في تركيا تقوم على نظرية مؤامرة قديمة تتصل بزيارة ثيودور هرتسل للاستانة في نهاية القرن التاسع عشر. طلب هرتسل آنذاك من السلطان عبد الحميد أن يمنح المهاجرين اليهود إذنا باستيطان ارض اسرائيل التي كانت جزءا من الدولة العثمانية، ورفض السلطان. بعد ذلك بعدة سنين في 1908، عزلت حركة "تركيا الفتاة" السلطان. "يرى الاسلاميون هذا العزل انتقاما من هرتسل والصهاينة"، يزعم باحث معاداة السامية التركي. "يرون أن اسقاط السلطان أفضى الى انحلال الدولة العثمانية وقد ارتبط هذا ايضا بمؤامرة صهيونية. يرى الاسلاميون فلسطين ارضا مسلمة احتلها اليهود. هذا شعور أساسي موجود عندهم ونشر بقدر أكبر منذ 1969 مع ولادة الاسلام السياسي لـ أربكان – وتلك حركة كان اردوغان عضوا فيها باعتباره سياسيا شابا. "تلقت جميع الطبقات السياسية المتصلة بهذه الحركة الالهام من هذه الأفكار التي يتم التعبير عنها في الصحف اليومية للتيارات السياسية الاسلامية وفي الأدبيات الشعبية التي تصدرها. هناك ثلاثة أجيال من الاتراك يقرأون هذه الاشياء – بروتوكولات حكماء صهيون، وكتابات معادية للسامية اخرى وافتراءات الدم. وكثير من الاتراك يصدقون حقا ما يقرأون". ألا يعتقد اردوغان أن لاسرائيل حقا في الوجود؟ "ما كنت لأقول هذا. أعتقد انه أكثر براغماتية وحكمة من الطراز المعادي للسامية الاسلامي المتوسط. في لحظات انفعالية تخرج مشاعره الحقيقية الى الخارج. مع ذلك يؤمن بأن اسرائيل دولة ذات شرعية يجب أن تبقى. والى ذلك يريد أن يكون وسيطا ايضا". هل يمكن الاعتماد على وسيط كهذا؟ "أعتقد أن لا من جهة شخصية. ففي رأيي أنه ليس محايدا بسبب جانبه العاطفي وبسبب عقليته الاسلامية". كان خطأ اذا أن يُطلب اليه في حينه الوساطة بين اسرائيل وسوريا؟ "يجب تجريب أمور ومنح فرص. كل شيء ممكن في السياسة. لكنني أعتقد أن الاسرائيليين أدركوا أنه وقع هنا خطأ". يقول المقربون من اردوغان أن اهود اولمرت رئيس الحكومة السابق هو المسؤول عن التغيير الحاد لعلاقته مع اسرائيل. فقد زار اولمرت أنقرة عشية نشوب عملية "الرصاص المصبوب" كي يحث قُدما مبادرة الوساطة التركية بين اسرائيل وسوريا، بين جملة امور اخرى. طلب اردوغان الى اولمرت ألا يبادر الى أي اجراء عسكري يُفشل احتمالات التفاوض مع دمشق. وعاد اولمرت الى اسرائيل ولم يُبلغ اردوغان عن العملية المخطط لها في قطاع غزة. "لقد آذى اردوغان جدا أن اولمرت كان هنا ولم يقل له كلمة عن الهجوم المخطط له في غزة الذي بدأ بعد أن غادر تركيا بيوم"، يقول بالي. "لم يكن يجب على اولمرت بطبيعة الامر أن يُبلغه لكن هذا أثر في قلب اردوغان. فهو ووزير خارجيته احمد داود اوغلو متركزان حول ذاتيهما جدا. وهما شديدا الفخر بأنفسهما وبتركيا. وفي سياستهما الخارجية كلها تدخل مشاعر كثيرة". قبل ثلاث سنين عندما أصدرت المحكمة الدولية في لاهاي أمر اعتقال دوليا لرئيس السودان بتهمة المسؤولية عن جرائم في الانسانية، خرج اردوغان للدفاع عنه وقضى بأن "المسلم لا يمكن أن ينفذ مذبحة شعب". هذا الاسبوع هاجم اردوغان بكلام أشد النظام السوري بسبب العملية العسكرية "البربرية"، كما قال على التمرد المدني على حدود تركيا والتي جعلت آلاف اللاجئين يهربون الى بلاده. واستصوب اردوغان أن يقول إن النظام السوري لم يُفض الى أنقرة بالحقيقة عما يجري على الارض. يبدو هذا مثل شعور بالخيانة الشخصية كتلك التي جربها اردوغان مع اولمرت، لكن قد يكون القرار على إسماع الكلام الشديد الموجه على دمشق متعلقا ايضا بأن الموالين لنظام الاسد يقمعون بقبضة شديدة جدا نشطاء الاخوان المسلمين السوريين. "يرد اردوغان على ما يجري في سوريا على نحو أكثر هدوءا"، يُقدر بالي. "لم نر إزاء سوريا درجة الغضب التي أظهرها على اسرائيل. صحيح أنه ينتقد سوريا للاخلال بحقوق الانسان لكن هذا يتم بلا استشاطة كما كان على اسرائيل. سوريا دولة مسلمة ولهذا ليس في رده البُعد العاطفي". يزعم اردوغان انه لا توجد معاداة سامية في تركيا. "ليس الوحيد الذي يقول هذا. فالكماليون واليساريون ايضا يزعمون هذا. هذه احدى الأساطير عن تركيا أنها دولة متسامحة تفتح ذراعيها لكل التيارات من جميع الشعوب. لكن ليس صحيحا أن تركيا دولة متعددة الثقافات ومتسامحة. فهنا توجد معاداة سامية كما توجد في دول اخرى – في الماضي والحاضر". وهل ازدادت حدة على أثر الازمة مع اسرائيل؟ "أعتقد انها أصبحت اليوم ظاهرة أكثر ظهورا. كان مستوى معاداة السامية متماثلا في عشرات السنين الاخيرة كلها تقريبا اذا استثنينا ارتفاعات واضحة في فترات التوتر العسكري: حرب الايام الستة، ويوم الغفران والانتفاضة، لكنه لم يكن في الماضي تويتر وفيس بوك ولم يروا ذلك حقا. وهو اليوم موجود مرئي في الانترنت. زادت وسائل الاتصال الحديثة معاداة السامية وتساعد في إشاعة التحريض". ..واليهود صامتون يرى بالي أن أفلام مسلسل "وادي الذئاب"، وهي أفلام عنف معادية للسامية تُبث في التلفاز التركي وفي دور السينما، دليل واضح على معاداة السامية الشعبية. "ما كانوا ليصنعوها لو لم يكن لها سوق. توجد معاداة سامية في دول اخرى ايضا لكن فيها على نحو عام رغبة من قبل المؤسسة السياسية والقضائية أو من قبل مفكرين في محاربة الظاهرة. وفي تركيا لا توجد أي رغبة كهذه ولا حتى من قبل المفكرين. فاليهود في تركيا وحدهم. لا يقف أحد الى جانبهم ويستطيع الناس مع روح الحرية الجديدة ان يقولوا ما يخطر لهم". هل يجعل هذا الحياة أصعب على اليهود في تركيا؟ "عاش اليهود هنا دائما من غير أن يرفعوا رؤوسهم عالية جدا. فقد حافظوا على التواضع وحرصوا على عدم إثارة أمواج كثيرة. فهم جماعة صغيرة تشعر بأنها مهددة من الحركة الاسلامية. في 2003 رأينا أن هذه الحركة تستطيع أن تكون عنيفة ايضا مع العمليات التفجيرية في الكنس وقتل الطبيب اليهودي. الجماعة اليهودية لا تضج، وهي تحتج على التعبيرات عن معاداة السامية بدبلوماسية هادئة فقط لا على نحو معلن. لانهم اذا فعلوا ذلك سيجدون أنفسهم في زاوية لا مخرج منها وسيتهمونهم بأنهم صهاينة. ومن الجرائم الكبرى في تركيا أن تكون صهيونيا أو ذا صلة باسرائيل". يغادر اليهود تركيا في هدوء. يقول بالي: "كانت هجرة الى اسرائيل دائما، وزادت عندما حدثت هنا مشكلات اقتصادية وسياسية أو عندما لم ير اليهود الشباب مستقبلهم أو مستقبل أبنائهم في هذه الدولة. أنا شخصيا غير متفائل بالمستقبل. المشكلة الكبيرة هي أنه ليس في تركيا رغبة سياسية في محاربة معاداة السامية". وهل فضلت اسرائيل التغاضي عن معاداة السامية هذه؟ "اجل، حتى المدة الاخيرة. وكذلك ايضا المنظمات اليهودية الامريكية التي حافظت تركيا على صلة وثيقة بها من اجل موضوع الاعتراف بمذبحة الشعب الأرمني. فقد ساعدت منظمات يهودية تركيا في الماضي على منع الاعتراف بذلك في مجلس النواب الامريكي. واعتقدت أن الحفاظ على علاقات دبلوماسية واقتصادية وعسكرية جيدة بين اسرائيل وتركيا أهم من محاربة معاداة السامية التركية. "حتى اليوم، برغم التوتر السياسي، توجد علاقات اقتصادية جيدة بين الدولتين. اعتقد الاسرائيليون انهم اذا قالوا للاتراك الفخورين إن عندهم مشكلة معاداة السامية فلن يكون هذا هو التوجه الصحيح لصنع اعمال بمليارات الدولارات. لهذا لم يتحدثوا عن المشكلة علنا بل في الغرف المغلقة. وأجابت الحكومة التركية بأن اليهود مواطنوها ويحظون بحماية كاملة. "غير أننا اذا أردنا أن نحل المشكلة فلا يمكن أن نسلك هذا السلوك. يجب أن تثار على المائدة وأن يُطلب علاج وحلول لكنني لا أعتقد أن يحدث هذا أبدا. فالاسرائيليون مشغولون الآن بسؤال كيف يعودون الى "العصر الذهبي" للعلاقات بين الدولتين وبزيادة التعاون الاقتصادي. أما معاداة السامية فتظهر في أدنى برنامج عملهم. وهم يرون أنه اذا كانت لليهود الاتراك مشكلة فليهاجروا الى اسرائيل. "يجب على الحكومة التركية أن تفهم أن محاربة معاداة السامية مهمة لتركيا وإن لم يعش فيها يهودي واحد"، يلخص بالي. "لا تستطيع أن تكون فخورا بدولة تكون معاداة السامية فيها أمرا معتادا، ويمكن أن نجد في حوانيت الكتب الكبرى فيها نسخ من بروتوكولات حكماء صهيون. تُمكن مجابهة هذه المشكلة فقط بتغيير العقلية وبالتربية، لكن توجد حاجة في البدء الى رغبة سياسية والى جهاز قضائي يعمل على الناس الذين ينشرون الدعاية العنصرية. تستطيع الآن أن تجد نفسك في السجن اذا شتمت الاتراك لكن لن يحدث لك شيء اذا شتمت اليهود". ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ هل توجد لـ"اسرائيل" مصلحة في ان يسقط الاسد؟ المصدر: "اسرائيل اليوم – دوري غولد" " قبل نحو شهر انتشرت شائعة جديدة في واشنطن بان اسرائيل لا تريد أن ترى الاسد يسقط. منتقدو اسرائيل ادعوا حتى بان السبب الذي لا يجعل ادارة اوباما تضغط على سوريا بذات الشكل الذي تضغط فيه على ليبيا هو اسرائيل. عمليا، اسرائيل كانت حذرة على نحو خاص في الا تعرب عن الراي بالنسبة للثورة في سوريا كون هذه هي موضوع داخلي. من الجهة الاخرى فان اكاديميين وموظفين اسرائيليين سابقين تحدثوا في مقابلات صحفية عديدة كمواطنين خاصين في وسائل الاعلام العالمية، وكان نهجهم المركزي هو أن من الافضل لاسرائيل ان تعمل مع "الشيطان المعروف" من أن تعمل مع شيطان مستقبلي غير معروف. تفسير آخر اعطي للسياسة الاسرائيلية هو انها تحاكي سياسة الغرب. مقال في صحيفة "هآرتس" في 10 حزيران عدد الاسباب المركزية في أن الغرب لا يزال يفضل بشار الاسد، رغم المذبحة بحق المواطنين: "سوريا تعتبر دولة قادرة على كبح حزب الله، تحديد قدر التدخل الايراني في لبنان ومساعدة الولايات المتحدة في حربها ضد الارهاب في العراق. هذه اعتبارات ثقيلة الوزن تدفع الغرب الى الامل في أن يوافق الاسد على تطبيق اصلاحات ذات مغزى، دون أن يضطر الى الرحيل عن منصبه"، حسب ذاك المقال: "اسرائيل غير مخولة لان تتخذ سياسة مغايرة للسياسة التي تتخذها الان الدول الغربية". ما هي المصلحة الاسرائيلية بالنسبة لما يجري في سوريا؟ محظور أن نخطىء بالنسبة لنظام الاسد. فقد كان بشكل ثابت عدوا لاسرائيل. الاسد امسك به متلبسا بتطوير سلاح نووي هدفه الوحيد تهديد اسرائيل. ترسانة السلاح السورية تضم مئات صواريخ سكاد، التي الكثير منها مزود برؤوس متفجرة كيماوية. الاسد هو حليف استراتيجي لايران دعم ووفر ملجأ لحزب الله وحماس. معظم صواريخ حماس انتجت في سوريا. اولئك الذين يفضلون أن يروا الاسد باقيا يشيرون الى أنه لم يفتح جبهة في الجولان لانه فهم قدرة الردع الاسرائيلية. وهم يخشون من أن يكون خلفاؤه، ولا سيما اذا كانوا جاءوا من الجماعات الاسلامية المتطرفة، لم يفهموا قوانين الردع بذات الشكل. ولكن رغم هذه الادعاءات، من المهم أن نرى كيف أن سقوط نظام الاسد سيغير المشهد الاستراتيجي في الشرق الاوسط. ايران ستفقد الحليف الاقليمي المركزي لها في العالم العربي. معظم تزويد السلاح لحزب الله يأتي بطائرات نقل ايرانية تهبط في مطار دمشق. ومن هناك ينقل السلاح في شاحنات الى لبنان. خط التوريد هذا سيقطع وحزب الله سيضعف وسيعزل على نحو كبير. بينما بعد حرب لبنان الثانية اعجب معظم السوريين بحزب الله على موقفه حيال اسرائيل، فانه اذا ما سقط الاسد فمن المتوقع بالذات موجة قوية من الغضب ضد ايران وحزب الله في اوساط السوريين. السبب في ذلك هو مشاركة هؤلاء في قمع الاسد ضد شعبه. عمليا، الامر سيضعف كل جريرات ايران. في المدى القصير يوجد خطر في أن يحشر الاسد في الزاوية ويحاول تصعيد النزاع كسبيل أخير للفرار. على اسرائيل أن ترقب بسبعة عيون وأن تقدر اذا كان السوريون يخططون لتسخين الحدود الشمالية. لا خلاف في أنه حذار على اسرائيل أن تتدخل في الشؤون الداخلية لسوريا، ولكنها لا يمكنها أيضا ان تتجاهل سفك الدماء. لا ينبغي لاسرائيل أن تعلن أنها تتوقع انهيار نظام الاسد ولكن من المهم ان يعرفوا في الغرب بان ليس لاسرائيل مصلحة بوجود النظام الحالي. اذا رغبت اسرائيل ذات يوم ان تدير علاقات مع الشعب السوري، فانه سيتعين عليها أن توضح لهم ايضا بانها لم تكن السبب في أن الاسد بقي في الحكم لزمن كثير جدا في النظام الحالي". ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ حقيقة لا رواية المصدر: "هآرتس ـ شلومو افنيري" في الاول من ايلول 1939 غزت المانيا النازية بولندة: هذه حقيقة لا رواية. وفي السابع من كانون الاول 1941 هاجمت طائرات اليابان ودمرت الاسطول الامريكي في بيرل هاربر: وهذه حقيقة لا رواية. ومن المفهوم انه توجد روايات ايضا: فعلى سبيل المثال كان عند الالمان دعاوى كثيرة على بولندة. أولا، أن القوى الغربية في معاهدة فرساي في 1918 اقتطعت من المانيا وضمت الى بولندة مناطق وفيها سكان ذوو أصول المانية كثيرون ("الممر البولندي") وأقرت مكانة دولية لمدينة دانتسيغ، وهي مدينة المانية منذ أقدم العصور. والى ذلك زعمت المانيا النازية أن السلطات البولندية تميز ذوي الأصول الالمانية داخلها. لم تكن جميع دعاوى الرواية الالمانية داحضة لكن الحقيقة واضحة: ففي الاول من ايلول 1939 هاجمت المانيا بولندة لا بولندة المانيا. وعلى الصورة نفسها ايضا توجد رواية يابانية: فالولايات المتحدة مع بريطانيا وهولندة فرضت على اليابان حظر تصدير الحديد والفولاذ والنفط كي تُصعب حربها للصين. عرضت اليابان تفاوضا في هذه الشؤون، لكن الولايات المتحدة رفضت، ورأت اليابان الحظر عملا عدوانيا عليها هدد باصابة اقتصادها بالشلل. كانت تلك دعاوى ثقيلة الوزن ولا يمكن تجاهل أن موقف الولايات المتحدة وبريطانيا كان مصحوبا بغبار عنصرية بيضاء موجهة على القوة "الصفراء" الصاعدة في شرقي آسيا. لكن الحقيقة هي أنه في السابع من كانون الاول 1941 كانت اليابان هي التي هاجمت الولايات المتحدة لا الولايات المتحدة اليابان. ما سبب أهمية هذا؟ في جدالات أُثيرت في المدة الاخيرة في شأن النكبة قيل احيانا انه توجد "روايتان"، اسرائيلية وفلسطينية وينبغي الاصغاء اليهما معا. هذا صحيح بطبيعة الامر: فالى جانب الدعوى الاسرائيلية الصهيونية عن الصلة بالوطن التاريخي للشعب اليهودي ومشكلة اليهود توجد دعوى فلسطينية ترى اليهود طائفة دينية فقط وترى الصهيونية ظاهرة استعمارية. لكننا اذا تجاوزنا هذه الدعاوى وجدنا الحقيقة البسيطة – وهي حقيقة لا "رواية" – وهي أن الحركة الصهيونية في 1947 قبلت قرار تقسيم الامم المتحدة، أما الطرف العربي فرفضها وخرج لمحاربتها: وكان للقرار على الخروج للحرب نتائج كما حدث حقا في 1939 أو في 1941. تثور أهمية هذا التشخيص من النظر في المقالة التي نشرها مؤخرا محمود عباس (أبو مازن) في صحيفة "نيويورك تايمز". يذكر عباس في مقالته قرار التقسيم لكنه لا يقول كلمة واحدة تتعلق بالحقائق – من قبله ومن رفضه – ويذكر فقط أنه على أثره "بدأت اسرائيل طردا جماعيا للفلسطينيين". هذا يشبه اولئك الالمانيين الذين يتحدثون عن فظائع طرد 12 مليون من ذوي الأصول الالمانية من شرق اوروبا بعد 1945 دون ذكر للهجوم النازي على بولندة، أو اليابانيين الذين يذكرون هيروشيما لكنهم لا يذكرون هجومهم على بيرل هاربر. ليست هذه "رواية"، هذا عدم قول للحقيقة لانه ينبغي عدم فصل النتائج عن الاسباب. ينبغي تفهم ألم الغير واحترامه، ومحاولة منع الفلسطينيين تذكر النكبة غير اخلاقي وحقير كما لا يمنع أحد أبناء اللاجئين الالمان من شرق اوروبا التوحد مع معاناتهم. لكن كما لا يخطر ببال أحد حتى في مدارس المانية أن يُدرس "الرواية" الالمانية المتعلقة بالحرب العالمية الثانية، ينبغي ألا تُدرس حرب 1948 باعتبارها صراعا بين روايتين لانه توجد في النهاية حقيقة تاريخية وهكذا يجب دون أن نتجاهل معاناة الغير أن نُدرس هذه الموضوعات الحساسة". ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تنبغي محادثة حماس المصدر: "هآرتس ـ شموئيل غوردون(*)" " أسر جلعاد شليط جرح فاغر فاه في المجتمع الاسرائيلي، برغم أنه ليس ولدا وليس مختطفا بل جنديا أسيرا في يد عدو لدود. بيننا اختلافات في الرأي في شأن ثمن الافراج عنه؛ ومن الواضح لكل ذي لب تقريبا أن هناك حدا أقصى للثمن، فعلى سبيل المثال يُخيل إلي أنه لا يوجد أحد مستعد لنقل كيرم شالوم أو كفار عزة لحماس مقابل الافراج عنه. إن نقاش ثمن الافراج عنه شرعي وهو نقاش في التناسب لا في المبدأ. نجحت السلطة في اقناع الجمهور بأن العقبة الوحيدة هي عناد قادة حماس غير المستعدين للمصالحة في حين تنازلت اسرائيل عن كثير من مواقفها. ليست الفروق اليوم كبيرة لكن مخاوف من سوابق ومن تقوية حماس واعتبارات سياسية ومعنوية تُصعب الاتفاق الايجابي. لا توجد قرارات عادلة تماما. فكل قرار يتضمن مزايا ومساويء. هنا تبدأ المشكلة. اسرائيل تصر منذ سنين على أن تجري مع حماس تفاوضا غير مباشر: لانه كيف يمكن أن نجري تفاوضا مباشرا مع أعدائنا اللدودين الأقسى؛ ومع اولئك الذين يطلقون قذائف صاروخية لقتل شيوخنا ونسائنا واطفالنا الأبرياء. كلا لن نوافق على محادثة حماس، ولن نجلس الى المائدة نفسها ولن ننشيء صلات مباشرة باولئك الذين يقررون هل سيُفرج عن شليط. هل حاولت امرأة ما أن تجري تفاوضا غير مباشر مع معلمة طردت ابنها من المدرسة؟ وهل حاول أحد ما أن يجري تفاوضا غير مباشر مع لجنة العمال في شركته في أجور العمال؟ يفشل كل من يحاول ذلك تقريبا، فاذا كان الامر كذلك فلماذا يُجرى تفاوض غير مباشر في الافراج عن شليط؟ وكيف يستطيع وسيط لا يعرف اللغة والعادات والحساسيات والثقافات للجانبين أن يحرز الافراج عن الجندي الأسير؟. قبل 62 سنة أجرينا في رودوس مفاوضات مع الدول العربية في وقف اطلاق النار. نزلت الوفود في الفندق نفسه وفي الطابق نفسه والتقت على تفاوض مباشر؛ وبعد صعاب كثيرة وقع على اتفاقات وقف اطلاق النار. وكان للتفاوض المباشر تأثير حاسم في النتيجة. الافراج عن شليط هدف مهم. لكن الافراج عنه بمحادثات مباشرة قد يؤثر ايضا في احتمال محادثات مباشرة بين اسرائيل وسلطة فلسطينية موحدة من فتح وحماس، وفيما يتعلق بهذا الهدف فان الفروق في قضية شليط لا أهمية لها. من اجل أن نكسر الجليد في المحادثات مع الفلسطينيين وأن نحث قُدما الافراج عن شليط، ولتمهيد طريق يُحتاج الى تغيير ثوري. يجب علينا الانتقال الى تفاوض مباشر في الحالتين. الاختلافات الدبلوماسية تبدو قزما قياسا بالانجاز المطلوب. هل حماس غير موجودة لأننا لا نجري معها تفاوضا مباشرا؟ إن المنظمة حية وقائمة موجودة. من أراد اتفاقا مع الفلسطينيين، ومن أراد الافراج عن شليط، يجب عليه أن ينتقل الى محادثات مباشرة. لكن السلطة عندنا عالقة في جمودها وغير قادرة على الخروج الى طريق جديد. بدل أن يُطلب الى الحكومة أن تتخلى أكثر فأكثر ينبغي أن يُطلب اليها الانتقال الى مسار جديد واعد وهو المحادثات المباشرة. لسنا أوائل من نحادث منظمة ارهابية ولسنا الآخِرين بيقين". (*) عقيد متقاعد
18-حزيران-2011
استبيان