المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


أخبار العدو

المقتطف العبري ليوم الأحد: أوروبا تقدم رزمة امتيازات "مقابل شاليط".. وباراك يؤكد أن لاعودة إلى حدود 1967


عناوين الصحف وأخبار وتقارير ومقالات مترجمة من صحافة العدو
صحيفة "يديعوت احرونوت":
- قصور الغاز.
- لجنة التحقيق للكوتج.
- في حياتهن ومماتهن.. قتلى مصيبة الانفجار في نتانيا: ثلاثة صديقات طيبات مهاجرات من فرنسا والطباخ الذي عمل في المطعم في المبنى.
- تنبيه للبلدية، تنبيه لشركة الغاز، تنبيه للاطفائية – انفجار.
- يذهبون الى الاسر وراءه .. رجال الامن والاسير السابق: لماذا ندخل الى "الزنزانة".
- محافل في المانيا: اسرائيل مستعدة لتحرير الف سجين مقابل شاليط.
- اسبوع بدون عمليات جراحية.
- أعدوا الغرفة الامنية: مناورة الجبهة الداخلية الوطنية "نقطة انعطافة 5" تنطلق على الدرب.
صحيفة "معاريف":
- انفجار الغاز: قصور مشتعل.
- نتانيا: اربعة قتلى، عشرات العائلات بدون بيت.
- الخطر الهادىء.
- المصيبة والاخفاق.
- الاحلام تحطمت الى شظايا.
- ميدان الدموع.
- بقلب متكسر: والد بولارد يتوفى أمس.
- منظمة IHH تتنراجع والمرمرة لن تنطلق الى غزة.
صحيفة "هآرتس":
- مصر: اصرار اسرائيل سيؤدي الى اختفاء شاليط.
- اشتباه بالاهمال: أربعة قتلى في انفجار غاز في نتانيا.
- مبادرة في الكنيست: خدمة وطنية بالاجر لتشجيع العرب والاصوليين على التطوع.
- وزارة الدفاع: شهداء التلينا قتلوا.
- ثلاث صديقات جئن لتوزيع شموع السبت فقتلن في الانفجار.
- ضربة لمبادرة الاسطول: الاتراك يلغون مشاركتهم.
- مقربو باراك: الغاء الفيتو على المستوطنات.. غير مقبول.
- ليبرمان: اذا ذهب الفلسطينيون الى الامم المتحدة فسنلغي اتفاقات اوسلو.
- تركيا تطلب من الاسد تنحية أخيه من الجيش؛ مقتل 19 متظاهرا.
- النيابة العامة تجد صعوبة في اثبات شروط عبودية في ملف يعد سابقة.
صحيفة "اسرائيل اليوم":
- بدون بيت، بدون مُلك.
- الاولياء الثلاث: الصديقات انهوا درسا في مدرسة جماعة حباد.. وقتلوا بانفجار الغاز.
- الشرطة: للفن دور كبير في النتيجة.
- مواطنون يشتكون: "حذرنا في مركز الاستعلامات قالوا لنا ان الامر سيستغرق وقتا".
- فرنسا والمانيا: رزمة امتيازات "مقابل شاليط".
- مرمرة ستبقى في البيت.
- باراك: لن نعود الى خطوط 67.
أخبار وتقارير ومقالات
باراك: لن نعود الى خطوط 67..
المصدر: "اسرائيل اليوم – شلومو تسزنا"
"لا يمكن البحث فقط في مواضيع الامن والحدود، دون البحث في مواضيع اللاجئين، انهاء النزاع ووضع حد للمطالب"
هكذا قال أمس وزير (الحرب) ايهود باراك، الذي يمكث في باريس بمناسبة الصالون الجوي الذي ينعقد هذا الاسبوع.
في مقابلة مع شبكة تلفزيون "فرانس 24" دعا باراك الرباعية الدولية الى مناشدة الفلسطينيين الجلوس حول طاولة المفاوضات والبحث في كل المواضيع. وقال باراك الذي سيلتقي هذا الاسبوع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ان "هناك حاجة لخطوة شجاعة من الجانب الفلسطيني، لاتخاذ قرارات في مواضيع تلزمه بان يقول الحقيقة لشعبه أيضا".
"لن نعود الى حدود 67"، أوضح باراك في المقابلة، "توجد اماكن ستبقى دوما تحت السيطرة الاسرائيلية. واليوم يسكن هناك أكثر من نصف مليون اسرائيلي. المشكلة هي ليست المستوطنات وليست الحدود. يمكن أن نتوصل الى توافقات ولكننا يجب أن نكون واثقين من أن الطرف الاخر سيعلن بان الاتفاق معناه لاجئين خارج اسرائيل وأن هذه هي نهاية النزاع". وقدر باراك بان "الاحتمال في الشروع في محادثات حتى ايلول، هو 50:50. لو كان الامر منوطا باسرائيل او بالاوروبيين لقلت ان الاحتمالات هي 100 في المائة".
كاترين أشتون، المسؤولة عن العلاقات الخارجية في الاتحاد الاوروبي، تطلب من اسرائيل تبني صيغة الرئيس اوباما والموافقة على أن تكون الدولة الفلسطينية تستند الى حدود 67. ومن المتوقع لاشتون أن تلتقي اليوم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في القدس. وشرحت أشتون في نهاية الاسبوع بانه "مطلوب اطار مرجعية واضح، وذلك للسماح للطرفين بالعودة الى المفاوضات".
وكانت جاءت في نهاية الاسبوع لزيارة اسرائيل، السلطة الفلسطينية والاردن. ويوم الجمعة التقت بوزير الخارجية افيغدور ليبرمان. وقال لها ان "معنى خطوة الفلسطينيين احادية الجانب في الامم المتحدة هو نهاية اتفاقات اوسلو وخرق كل الاتفاقات. اسرائيل لن تكون ملتزمة بعد ذلك بالاتفاقات الموقعة مع الفلسطينيين في أثناء الـ 18 سنة الاخيرة". وقدر ليبرمان بانه "في ضوء موقف ابو مازن فان احتمال استئناف المفاوضات صفر. أبو مازن غير معني بالاتفاق بل بالمواجهة، وذلك لن هذه هي مصلحته الشخصية ورغم أنها تتعارض والمصلحة الفلسطينية".
والى ذلك، طلب باراك من نتنياهو تأجيل البحث الذي خطط لعقده في الحكومة اليوم لنقل صلاحيات دائرة الاستيطان، المرتبطة بميزانيات البناء في يهودا والسامرة، من وزير الدفاع الى رئيس الوزراء. وأعلن نتنياهو بانه سيفحص اذا كان سيجري البحث بغياب باراك أم يؤجله. أما قادة المستوطنين فادعوا بان باراك يستخدم اعتبارات سياسية ويمنع البناء في يهودا والسامرة".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فرنسا والمانيا: رزمة امتيازات "مقابل شاليط"..
المصدر: "اسرائيل اليوم – دانييل سيريوتي"
" قبل اسبوع من مرور خمس سنوات على اختطاف جلعاد شاليط، تعمل اوروبا من اجل تحريره. في أعقاب دعوة المستشارة الالمانية انجيلا ماركيل والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في نهاية الاسبوع لتحرير الجندي المخطوف فورا، أفادت وسائل الاعلام في المانيا بـ "رزمة امتيازات" اقترحتها المانيا وفرنسا لتكون جزءا من مسودة اتفاق لتبادل الاسرى.
في أثناء مؤتمر صحفي أجراه الزعيمان في برلين قالت ماركيل: "نحن ندعو الجميع ونعلن بان الحديث يدور عن نقطة زمنية هامة". وحسب الاعلام الالماني، جاءت هذه الاقوال على خلفية وجود مسودة اتفاق لتبادل الاسرى، في اطارها تفرج اسرائيل عن نحو الف سجين مقابل الجندي المخطوف. اضافة الى ذلك، علم أن المانيا وفرنسا تقترحان امتيازات اضافية لحماس، بما فيها تسهيلات ذات مغزى في الاغلاق المفروض على قطاع غزة، مرونة في فتح المعابر وزيادة الاستثمارات في القطاع – الخطوة التي ستقرب حماس من الاسرة الدولية.
في مكتب رئيس الوزراء رحبوا بالدور المتعاظم لالمانيا وفرنسا في هذه الموضوع، واثنوا على التصريحات التي اطلقتها ماركيل وساركوزي. محافل رسمية في اسرائيل رفضت التطرق الى ما نشر، الا أن محافل سياسية في القدس أوضحت امس بان اسرائيل لا تتنازل عن مطلبها طرد المخربين الذين يحررون الى الخارج او الى غزة. في القيادة السياسية اضافوا بانه لا  يوجد أي اقتراح جديد يخرج عن اساس الاقتراح الذي رفضت حماس قبوله حتى الان.
ولم تنفي ذات المحافل السياسية المنشورات التي جاء فيها انه عرض على حماس "رزمة داعمة" اذا قررت قبول المبادىء التي حددتها الحكومة بالنسبة للسجناء الفلسطينيين ولتحرير شاليط.
في وسائل الاعلام العربية اشاروا امس الى انه ليست صدمة أن شددت ماركيل على أهمية تحرير الجندي المخطوف، وذلك لانه فضلا عن نشاط الوسيط الالماني، يعمل الرئيس الفرنسي أيضا في هذا الشأن بسبب الجنسية الفرنسية لشاليط.
واقتبست وسائل الاعلام العربية في نهاية الاسبوع عن محافل رفيعة المستوى في مكتب المستشارة الالمانية، ادعت بان بيانها في شأن أهمية تحرير شاليط جاء على خلفية الفيتو الذي فرضه الذراع العسكري لحماس على موافقة الذراع السياسي للمنظمة قبول الاقتراح الاخير لرئيس الوزراء نتنياهو. ويدور الحديث عن ذات الاقتراح مثلما سلم للوسيط الالماني، والذي تضمن تحرير شاليط مقابل الف سجين فلسطيني".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جبنة أم خطر
المصدر: "هآرتس"
" أبرزت موجة الثورات التي مرت في الاشهر الاخيرة على الدول العربية عدم الاكتراث السياسي للجمهور الاسرائيلي. في الوقت الذي خرج فيه الجيران الى الميادين بل وعرضوا حياتهم للخطر للاحتجاج على حكم كريه والدعوة الى اسقاطه، واصل الاسرائيليون انشغالاتهم العادية. القلائل فقط تظاهروا ضد السياسة الفاشلة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ضد الجمود السياسي، العزلة الدولية وتوسيع المستوطنات.
وها هو يتبين ان في اسرائيل أيضا يمكن ايقاظ الجمهور الى الكفاح، اذا كان المبرر يوجد في الثلاجة. عشرات الالاف انضموا الى عريضة الفيس بوك ضد رفع اسعار جبنة الكوتج. وحظي الاحتجاج بتغطية اعلامية واسعة، وسارع السياسيون للانضمام الى الحملة، كل حسب ذوقه: هذا الذي يريد أن يعاقب منتجي الغذاء، تلك التي تعنى بالعمالة، وثالث يؤيد السوق الحرة. ووجدت المعارضة أخيرا علة لمناكفة رئيس الوزراء والنائبة رونيت تيروش في حبكة خاصة "منحت" نتنياهو كأس كوتج في الكنيست بكامل هيئتها.
وسبق احتجاج الكوتج حملة ضد غلاء الوقود. ولكن أوجه كفاح المستهلكين، مع كل أهميتها، تجسد فقط عدم اكتراث الجمهور في المسائل المصيرية التي ستؤثر على مستقبله أكثر بكثير من ثمن الجبنة. تصريحات رئيس الدولة شمعون بيرس التي نشرها يوسي فيرتر في "هآرتس" في نهاية الاسبوع، يجب ان تقلق كل اسرائيلي: "نحن نوشك على الاصطدام بالحائط، نحن نندفع بكل القوة الى وضع سنخسر فيه، لا سمح الله، وجود اسرائيل كدولة يهودية". الرئيس منشغل البال برفض نتنياهو قبول صيغة الرئيس الامريكي براك اوباما لاستئناف المفاوضات مع الفلسطينيين ويحذر من أن اسرائيل "ستخسر العالم" اذا ما تمسكت بموقفها، وستصبح دولة ثنائية القومية اذا ما استمر الجمود.
تحذير الرئيس، الذي اعطى في السنتين الاخيرتين اسنادا وتأييدا لنتنياهو يجب أن يعطي صداه في رأس كل اسرائيلي. وبدلا من التحرش بنتنياهو بالحبكات، فان على المعارضة ان تقود كفاحا لانقاذ الدولة من المصيبة التي يلقيها عليها الرفض السياسي لرئيس الوزراء وذلك لانه عندما سنصطدم بالحائط، فان أحدا لا يعود يعنى بثمن الكوتج".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المعارضة الاردنية: عندما ستنتصر الديمقراطية
المصدر: "يديعوت أحرونوت ـ سيفر بلوتسكر"
تروي الاسطورة ما يلي: شمعون بيريز، بصفته وزير الخارجية في حكومة الوحدة برئاسة اسحق شامير، التقى سرا في لندن في صيف 1987 بالحسين ملك الاردن، وتوصل معه الى صيغة متفق عليها لاتفاق سلام شامل، عاد الى البلاد، اغري للتلميح بالانجاز لوسائل الاعلام، أثار غضب شامير، واضطر الى التراجع. هكذا فقدت اسرائيل الفرصة الكبرى الاخيرة للتسوية مع المملكة الاردنية على مستقبل المناطق.
الواقع، كما يتبين، كان مختلفا، ومخيبا للامال أكثر بكثير. في كتابه "الملك حسين، سيرة سياسية" (اصدار دبير، ترجمة دفنا برعم) يروي المؤرخ البريطاني – الاسرائيلي آفي شلايم تفاصيل قصة الغرام الثلاثية بين الحسين، بيريز وعرفات.
الملك الاردني ورئيس وزراء اسرائيل بيريز التقيا، بعد قطيعة عقد من الزمان، في لندن في تموز 1985. الموضوع الذي بحثا فيه لم يكن السلام بل مؤتمر السلام. الحسين حث على عقد محفل دولي، يحرك مفاوضات بين اسرائيل وجيرانها، بمشاركة وفد يضم "فلسطينيين مؤيدين لـ م.ت.ف ". بيريز، بصفته رئيس حكومة الوحدة، لم يكن يميل للموافقة. الامريكيون ترددوا، لم يروا معنى خاصا في أي مؤتمر، احتقروا الحسين وعرفات وكانوا مشغولين بحث سقوط الامبراطورية السوفياتية. الفلسطينيون رقصوا في كل الاعراس. عرفات، الضعيف بعد الهزيمة في لبنان، بحث عن صيغ نجاة وصيغ سحرية. تعرجاته جننت الحسين، الذي أكثر من الخروج بخطابات متزمتة مع وضد "م.ت.ف".
الاتصالات السرية مع اسرائيل استمرت حتى نيسان 1987، حتى بعد التداول. أو أنه عندها عقد في لندن اللقاء التاريخي بين بيريز والحسين، والذي انتهى بصياغة وثيقة مشتركة. ماذا كان في الوثيقة؟ لا شيء.
"اتفاق لندن"، كتب البروفيسور شلايم يقول، "عني فقط بالمسيرة". كانت فيه تفاصيل لخطوات رسمية تؤدي الى انعقاد مؤتمر شرق اوسطي متعدد الاطراف، بمشاركة فلسطينية غير مباشرة، تؤدي الى اقامة طواقم بحث ثنائية الاطراف، تؤدي ... وهنا ينتهي الخيط. بيريز والحسين لم يتعهدا بأي تسوية دائمة أو اتفاق نهائي. في وثيقة لندن لم يجرِ الحديث عن الحدود، المناطق، العاصمة، اللاجئين، المستوطنين ولا حتى عن كيان فلسطيني ناهيك عن دولة. كانت هذه ورقة عمل لموظفين يعدون لمؤتمر وهمي. ليس أكثر من ذلك. قرار الامم المتحدة 242، الذي تعلق به منظمو المؤتمر الذي لم ينعقد، لم ينطوي على مضمون حقيقي. في صيف 1987 لم تفوت أي فرصة للسلام.
بيريز، مرة اخرى خلافا للاسطورة، روى عن نتائج اللقاء لرئيس الوزراء شامير فور عودته و "تلا الوثيقة على مسمعه". شامير هز كتفيه بلا مبالاة؛ لم يرغب في مؤتمر، في يرغب في شيء. بيريز، إذ يرى الى أين تهب الربح، لم يرفع اتفاق لندن لاقرار المجلس الوزاري ولم يحل بسببه حكومة الوحدة. وعن حق: الاتفاق الاجرائي حقا لم يكن يستحق أزمة ائتلافية. الحسين شعر بالاهانة، فقد الثقة ببيرس، وبدلا من مؤتمر سلام عقد في عمان قمة ثرثرة عربية اخرى.
بعد نحو سنة من اللقاء عديم النتائج في لندن، اندلعت الانتفاضة الاولى، وفي تموز 1988 فك الاردن كل ارتباط له عن المناطق. حسم الامر، الخيار الاردني مات.
فهل مات حقا؟
البروفيسور شلايم يعتقد أن نعم: "اتفاقات اوسلو والسلام الاسرائيلي – الاردني"، كتب يقول، "قضت على الرؤيا العابثة (لليمين الاسرائيلي) باسقاط المملكة الهاشمية واقامة جمهورية فلسطينية".
غير أن التاريخ من شأنه أن يخدع المؤرخ. عندما سيتعين على عبدالله ملك الاردن، بضغط الثورة الديمقراطية، حل النظام الملكي واجراء انتخابات حرة ومتعددة الاحزاب في بلاده، فلمن ستكون عندها الاغلبية في البرلمان في عمان؟ على حد رأي كل الخبراء – للفلسطينيين. الاردن الديمقراطي سيصبح جمهورية مع حكومة، معظم وزرائها يمثلون أحزابا فلسطينية.
الديمقراطية، وليس هذيان اليمين الاسرائيلي، كفيلة بان تشق الطريق لما حتى لم يبدأ بيريز والحسين عمله في لقاءات لندن المريحة والعقيمة التي عقداها: تحقيق الحل الاردني – الفلسطيني السخيف والمنسي".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اوباما لن يفعل شيئا
المصدر: "هآرتس ـ تسفي برئيل"
" ماذا يفعل رئيس امريكي عندما تقول له اسرائيل لا؟
- لا شيء".
هكذا سأل وأجاب دان كيرتسر، سفير الولايات المتحدة في اسرائيل في الماضي، في مؤتمر رابطة "دراسات اسرائيل" في الاسبوع الماضي في جامعة براندايس. يجب ألا يدهش كلامه أحدا. فاوباما لم يفعل شيئا عندما أهانه نتنياهو في اللقاء المعلن في البيت الابيض، وحين خطبته في مجلس النواب الامريكي؛ ولا عندما رفض نتنياهو طلب تجميد المستوطنات، ولا حينما رفض أفكاره ايضا في شأن تفاوض مع الفلسطينيين في حدود 1967.
"ومتى في المدة الاخيرة قال سفير امريكي شيئا ما أغضب اسرائيل؟"، كان جواب كيرتسر عن هذا ايضا مشابها. "لم يحدث هذا". إن استنتاج كيرتسر قاطع لا لبس فيه، فلا يوجد تصميم امريكي "على اللعب في الوحل الاسرائيلي الفلسطيني"، ولهذا لا داعي ايضا لوقف النفس توقعا لمبادرة امريكية جديدة. يقول كيرتسر في واقع الامر انه لا تعوزنا مبادرة بل ارادة وقدرة امريكيتان على تحقيقها.
ليس كيرتسر وحده في هذا التصور. "ليست واشنطن متفرغة الآن لاجراء سياسي ذي شأن في الشرق الاوسط"، يقول مسؤول كبير في وزارة الخارجية الامريكية، "هي في الأكثر ستُحدث ضجيجا ما قُبيل ايلول. بل انها ستنضم لكل مبادرة اوروبية مهما كانت بلا أساس". يعلم دنيس روس وديفيد هيل اللذان جاءا الى القدس في الاسبوع الماضي وكأنهما عداءان اولمبيان أنهما يحملان شعلة مطفأة. وهما لا يستطيعان جلب بشارة من غير مادة وقود جديدة. من المؤكد ان بعثتهما لا تلبي معيار "دبلوماسية مصممة جريئة".
لكن رمي نوافذ وزارة الخارجية أو البيت الابيض بالحجارة حكمة ضئيلة تشبه رمي من يغرق في مستنقع الشاطيء بالوحل، لاجتذاب الانتباه. ليس اوباما وفريقه لاعبين ينتظرون في نفاد صبر منح نقاط يبذله لهم حكامهم في اسرائيل أو في رام الله. لم تأت واشنطن لتتفضل على اسرائيل أو على الفلسطينيين بل أتت في الأساس لترفع منزلتها في المنطقة. لان الولايات المتحدة برغم زعمها أنها لا تستطيع أن تريد السلام أكثر من الطرفين، هي قوة ذات مصلحة، وخدمة الوساطة التي تعرضها على اسرائيل هي من اجل الربح. لانه عندما يزعزع الشرق الاوسط بين حروب أهلية وبين استنبات ديمقراطية، وعندما ينشأ عن الماضي من جديد تنافس في التأثير بين الولايات المتحدة وروسيا والصين، وعندما تشحذ اوروبا بالحاح دقيق أظافرها اللطيفة استعدادا للمرحلة التالية في الشرق الاوسط – ولتكن ما كانت – فان الولايات المتحدة تريد ان تعلم ويجب ان تعلم من يقف الى جانبها. ومن هم الأخيار ومن هم الأشرار.
لم تكن للرئيس بوش أية مشكلة: فقد كانت اسرائيل بحسب تعريفها مع الولايات المتحدة أما أكثر الدول العربية والاسلامية فكانت "ضدها". لم ينفذ الجمهور العربي آنذاك الانقلابات. نفذتها الولايات المتحدة سواء أراد الجمهور ذلك أم لا. واوباما، الذي يحاول الخلاص من مستنقعات الاحتلال الامريكي وأن يحافظ في نفس الوقت على مكانة بلده في المنطقة، يحتاج الآن الى شريك اسرائيلي يوافق على تبني التوجه الذي مؤداه أن التأييد والتعاون الامريكيين ضروريان لوجود اسرائيل أكثر من عدد من المستوطنات على المنحدرات الصخرية. انه لا يطلب مقابلا عن الماضي بل يعرض اقتراح ربح للمستقبل. فليس الحديث عن علاقات عاطفية، وعن دين اخلاقي اسرائيلي للولايات المتحدة بل عن مصالح.
وماذا يكون اذا رفضت اسرائيل مرة اخرى خطة الاعمال الامريكية ولم تتبنَ تحديد اوباما للربح؟ "لا شيء" ذاك الذي تحدث عنه كيرتسر. فالولايات المتحدة لن تفرض عقوبات على اسرائيل ولن تجمد المساعدة بل ستوافق على الاستمرار في استضافة رؤساء حكومة اسرائيليين. لكن اسرائيل ستصبح آنذاك زبونا بدل أن تكون شريكة. زبونا ذات دين لا تجهد نفسها حتى في عرض استعداد لقضائه. عند الولايات المتحدة زبائن كُثر مثلها في الشرق الاوسط وفي العالم كله. وكلهم على ثقة بأنها صديقات امريكا. هذا هو جوهر "اللاشيء" الذي أخذ ينشأ في العلاقات بين اسرائيل وجبهتها الخلفية الاستراتيجية. وهذا على التحقيق ليس "لا شيء" العجز بل هو "لا شيء" يشهد على خواء العلاقات بين اسرائيل والولايات المتحدة".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لحياة السفن التي في الطريق
المصدر: "هآرتس ـ جدعون ليفي"
"الوقت هو ساعة متأخرة من الليل في "سودر"، وهي ضاحية جنوبية نموذجية من "ستوكهولم"، والاكوافيت، وهو المشروب الوطني يُسكب كالماء. هناك راحة حلقوم من اليونان، وأجبان من ايطاليا و" لُقص (نوع من السمك) " سويدي على المائدة، وحوله جماعة متيقظة ومتنوعة جدا. فهناك محاضر سويدي معروف في تاريخ الأديان، ومحاضر في التاريخ الاقتصادي، وشاب عراقي كان مسجونا في عهد صدام حسين في سجن أبو غريب وهو الآن يعمل في المحكمة العليا في السويد والى جانبه مواطنه من البصرة.
والبيت هو بيت الاسرائيلي سابقا، درور بايلر، والمكان – جلسة لجنة التفكير السويدية للقافلة البحرية الى غزة. هذا البيت مشحون بالتاريخ: فقد استُعمل في القرن الثامن عشر مكانا لاعداد الجعة واستُعمل بعد ذلك مشفى للمرضى النفسيين. فهنا عولج هيرمان غرينغ، الذي أدمن المورفين بعد جرحه في الحرب العالمية الاولى بأمر من زوجته السويدية، كارين فون – روزن؛ وهنا مكث ايضا فلاديمير ايليتش لينين في طريقه الى الثورة في روسيا. ويقولون إن قبعته الشهيرة اشتراها من زاوية في الشارع. ويسكن الآن هنا الفنان بايلر الذي لم يعد يُسمح له بزيارة أمه الطاعنة في السن في كيبوتس يد حنا بعد أن طُرد من اسرائيل في القافلة البحرية السابقة الى غزة.
يحب بايلر ان يسترجع التجارب العاطفية من خدمته في الكتيبة 50 في أواخر الستينيات وهو يجلس الى رفاقه في القافلة البحرية. يزعم البروفيسور ماتياس غاردل الذي شارك هو ايضا في القافلة البحرية السابقة أن القتيلين الأولين أُطلقت النار عليهما قبل أن يهبط الجنود الى "مافي مرمرة" وأن جميع من ركبوها فُحص عنهم بأجهزة الكشف عن المعادن. وهم الآن يسألون في مزيج من الخوف والسذاجة: كيف ستتصرف اسرائيل معهم هذه المرة؟ مع طبيبة سويدية – يهودية ابنة لناجيين من المحرقة منهم غاريا متزوجة من اسرائيلي، والمصدر السويدي للكتاب الناجح هاننغ مانكل، الذي سيعود هو ايضا في القافلة البحرية القادمة، وهم يخططون الآن تحت جنح الظلام لمغامرتهم التالية – القافلة البحرية التي يحبون في اسرائيل عرضها على أنها تركية وفظيعة، ويريدون هم وصفها بأنها دولية وباحثة عن السلام.
لا يمكن ألا تتأثر بهذه الجماعة ذات التصميم. سيحملون 500 طن من الاسمنت، ومشفى متنقلا وسيارة اسعاف في سفينتهم، وهي واحدة من عشر بحسب الخطط. وهم يعلمون أن هناك سبلا اخرى لنقل هذه الحمولة لكنهم يريدون تذكير العالم بمصير غزة. هذا حقهم أو ربما واجبهم. لولا أن اسرائيل تصرفت بحماقة كبيرة جدا وهاجمت القافلة البحرية السابقة ولم تدعها تصل الى سواحل غزة فلربما لم تكن هذه القافلة لتوجد أصلا؛ وعلى كل حال ما كانت عيون العالم لتنظر اليها كما تنظر اليها الآن.
قلت لهم إن اسرائيل عازمة على المهاجمة. اشترى واحد منهم درعا واقية، يعلمون في اسرائيل جيدا أن هؤلاء الناس لا يُعرضون اسرائيل للخطر وأنه لن تُهرب أية وسيلة قتال في سفنهم ومع كل ذلك تهدد اسرائيل وتتدرب الوحدة البحرية. والنتيجة أن طلب ركوب السفن أكبر كثيرا من المكان الضيق على متونها.
ظل الاكوافيت يُسكب في الكؤوس. عندما تلتقي هذه الجماعة تدرك أي ضرر دولي فظيع تسبب اسرائيل لنفسها بسلوكها العنيف. وكم كان من السهل (والعادل) تمكين طالبي الخير هؤلاء من بلوغ بغيتهم وكم كان يكون حكيما. وفي مقابل ذلك كم هو أحمق وعنيف ولا داعي له أن يُغرى المحاربون بالانقضاض عليهم.
"لحياة هذه الليلة الباردة المتينة، وحياة المخاطرة والتعب، وحياة السفن الصغيرة أيها الكابتن، وحياة السفن التي في الطريق"، تُنغَّم كأنما من تلقاء ذاتها "خطبة رد لربان ايطالي" بقلم نتان ألترمان. لكن هنا خطبة رد لربان سويدي (أو تركي): لحياة السفن التي في الطريق التي لا تقل عدلا، ومع أمل أن تسلك اسرائيل سلوكا حكيما، وأن تفاجيء بخطوة حكيمة من اجل التغيير، وأن تدعها تبلغ غايتها. لن يستنقذوا غزة ولن تتضرر اسرائيل بخطرهم المتوهم. من جزيرة سويدية لا تغرب الشمس فيها الآن تُكتب لذلك الدعوة الاخيرة الى من سيصدون القافلة البحرية: تصرفوا ولو هذه المرة بحكمة بحسب القانون الدولي والعدل البسيط. يجوز لهؤلاء الناس أن يبلغوا غزة ولا يجوز لاسرائيل أن تمنع ذلك".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لا حدود
المصدر: "هآرتس ـ شاؤول اريئيلي"
" ليس للبلد أو للشعب "حدود تاريخية" كما يدل التاريخ. لانهما "تغيرا مرارا كثيرة بحسب الصدفة"، كما كتب اسحق بن تسفي ودافيد بن غوريون في 1918. وكذلك يدل التاريخ على أنه لا توجد "حدود طبيعية". لان "الحدود الطبيعية هي دائما الخطوط التي تريد الدولة التوسع اليها. لانه لم تُعبر دولة قط عن رغبتها في الانسحاب الى حدود طبيعية" (بريسكوت). ويدل ذلك في نهاية الامر على انه لا توجد حدود "قابلة للدفاع عنها" لان "تاريخ الشعوب مملوء بتدمير الحدود أكثر من الحدود المستقرة" (لوبين). الحدود وتعريفها نتاج مصالح بشرية. في رد على اقتراح لجنة بيل (1937) طلبت الوكالة اليهودية برئاسة بن غوريون، عن تأمل بعيد المدى، أن تحدد للدولة اليهودية حدودا قابلة للدفاع عنها لا في وجه البنادق وآلات اطلاق النار فحسب بل في وجه "معدات متطورة – مدافع ثقيلة وطائرات". وبرغم انها أرادت أن تضيف للدولة "عمقا استراتيجيا" وقف اقتراحها عند نحو عشرة آلاف كيلومتر مربع فقط – أي 40 في المائة من مساحة اسرائيل في حدود 1967.
إن توسيع المناطق التي تسيطر عليها اسرائيل بثلاثة أضعاف في حرب الايام الستة لم يصد مصر عن الهجوم على اسرائيل وجباية ثمن دامٍ مقابل تصور أن "شرم الشيخ بلا سلام أفضل من سلام بلا شرم الشيخ". وأدخلنا صدام حسين جميعا الغرف المغلقة في 1991 من غير أن يحرك دبابة واحدة الى الغرب. وفي العقد الأخير تجعلنا حماس وحزب الله نهرول مرة كل سنتين الى الغرف الآمنة، ومن الواضح للجميع أن المواطنين في الحرب التالية سيصابون أكثر من الجنود برغم نظم الحماية مثل القبة الحديدية وصواريخ "حيتس".
يختلف القرن الواحد والعشرون عن القرن العشرين في كل ما يتعلق بالتهديدات والتقنية والشرعية التي تحظى بها النضالات من اجل الحرية والقيود على استعمال القوة. ويقتضي الامر مضاءلة وزن السيطرة على الارض والقدرة التقنية في عناصر مصطلح "الحدود القابلة للدفاع عنها". أو بعبارة الرئيس اوباما: "التقنية وحدها ستُصعب على اسرائيل حماية نفسها مع عدم وجود سلام حقيقي". وعلى ذلك ينبغي توسيع معنى مصطلح "حدود قابلة للدفاع عنها" داخل المجال العسكري وخارجه.
اعتمادا على القرار 242، استطاعت اسرائيل أن ترسم قبل اربعة عقود حدودا قابلة للدفاع عنها مع مصر بواسطة اتفاق سلام اشتمل على نزع السلاح من سيناء واقامة قوات امريكية فيها. وعرض نتنياهو مثل اولمرت وباراك ورابين قبله الانسحاب من هضبة الجولان كلها مقابل اتفاق سلام مع سوريا يشتمل على نزع السلاح. إن سياسة "الجسور المفتوحة" بين اسرائيل والاردن منحت علاقتهما استقرارا قبل اتفاق السلام بكثير. وهكذا فان اتفاق سلام اقليميا يشمل تطبيعا كما تعد مبادرة الجامعة العربية، يمنح الأمن أكثر كثيرا من بضعة آلاف الدونمات في غور الاردن.
برغم حقيقة ان التهديدات تغيرت ـ من هجوم بري في السبعينيات والثمانينيات الى الارهاب والصواريخ والسلاح غير التقليدي في القرن الواحد والعشرين – وبرغم اتفاقات السلام التي وقعت مع مصر والاردن، تختفي كل هذه التفاهمات والحلول السياسية من جعبة نتنياهو حينما نُداني الفلسطينيين. فبرغم أنهم وافقوا على تجريد دولتهم من الجيش والسلاح الثقيل، واقامة قوات من حلف شمال الاطلسي في ارضهم، وعلى استعمال اسرائيل للمجال الجوي ـ ما زال نتنياهو، محاولا ان يخفي رفضه الأساسي لدولة فلسطينية، يعلن بأن استمرار السيطرة الاسرائيلية على المناطق بقدر عشرات بالمئة من الضفة سيمنح اسرائيل الأمن فقط".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يوم القيامة: هل تُفلس الولايات المتحدة؟
المصدر: "اسرائيل اليوم ـ زلمان شوفال"
" الدول لا تُفلس – كانت هذه هي النظرية المقبولة على الأقل لكنها لم تعد كذلك. فاليونان على خطوة من عجز عن قضاء الدين، والبرتغال كذلك ليست بعيدة عن ذلك وربما اسبانيا ايضا. لكن هل يمكن أن يخطر بالبال أن تمضي الولايات المتحدة وهي أكبر اقتصاد في العالم على أثرها؟ يوجد اليوم خبراء اقتصاد وإن كانوا ما يزالون قلة، يتحدثون بصراحة عن هذه الامكانية الكابوسية. والمعطيات تتحدث من تلقاء ذاتها: فالدين الداخلي والخارجي في الولايات المتحدة بلغا مقادير لم يسبق لها مثيل وما يزالان يكبران – ولا تبدو في الأفق خطوات صارمة تستطيع أن تُغير هذا الاتجاه. للولايات المتحدة في الحقيقة ميزة على دول اخرى – فهي تطبع الدولارات وما يزال الدولار هو العملة الدولية الرئيسة – لكن ماذا سيحدث للدولار اذا بلغ مدينو الولايات المتحدة الى استنتاج أنها غير قادرة على الوفاء بالتزاماتها؟ قد يقف ايضا عمل آلات الطبع إما نتاج قيود قانونية وإما لان هذه الدولارات التي يوجد من يسميها اليوم "مال احتكار" لن تعود لتمثل قيمة اقتصادية حقيقية.
تعلمون انه يوجد في الاتحاد الاوروبي سقف للديون والعجوزات الميزانية التي يجوز للاعضاء فيه تحملها؛ ويحدد مجلس النواب في الولايات المتحدة المستوى المسموح به لسقف الدين الوطني – وهذا السقف يقف الآن على مبلغ يقل عن الدين الفعلي بـ 14.3 مليار دولار. اذا لم يُرفع هذا السقف حتى مطلع شهر آب فستعجز امريكا عن قضاء الدين – والقرار على رفع السقف كما قلنا آنفا في يد مجلس النواب. وتعلمون ان الجمهوريين يسيطرون على مجلس النواب. ونظريتهم الاقتصادية ذات اتجاه واحد تقول انه ينبغي تقليص العجوزات وعدم فتح الكيس المثقوب بعد.
والى هذا ينبغي خفض الضرائب لتشجيع الاستثمارات والنمو. ما تزال المعركة على هذا الشأن غير خاسرة من قبل الادارة لان الجمهوريين قد يرضون في اللحظة الاخيرة مقابل تنازل حكومي في شؤون اخرى. لكن ذلك على كل حال سيظل مشيا على شفا الهاوية. إن الاختلافات في الشأن الاقتصادي هي لب الصراع السياسي في الولايات المتحدة: فالذين يؤيدون التوسع الميزاني ومشاركة أكبر للحكومة في الاقتصاد، لا سيما الديمقراطيون لكن ليسوا هم وحدهم – يزعمون أن صب مبالغ مالية كبيرة في الاقتصاد ثالامريكي سيمنع أزمة اقتصادية اخرى قد تكون أكثر حدة من التي سبقتها. وهم يزعمون أنه بهذا فقط ستنشأ اماكن عمل جديدة، وأن السوق الداخلية والتصدير الامريكي سيرتفعان درجة، وسيكبر نتاج كل ذلك جباية الضرائب (التي ينبغي رفع نسبها أصلا). آنذاك سينتعش الاقتصاد بحسب وجهة نظرهم. ويعتقد معارضو هذا التوجه، ولا سيما الجمهوريون لكنهم ليسوا وحدهم، أن هذه السياسة خاصة هي والدة كل خطيئة. أي أن الميزانيات العامة الضخمة هي التي أفضت الى الازمات الحالية. وهم يثورون على مبادرات التوسيع الميزاني وفيها أفكار مثل الاصلاح الصحي غير الشعبي لاوباما الذي سيكلف دافع الضرائب الامريكي في السنين القريبة تريليونات اخرى من الدولارات. وهم يدعون الى التقليص ويبدو أن هذا الشعار يقبله جزء كبير من مواطني الولايات المتحدة ايضا.
البطالة هي مركز الجدل. وفي هذا الشأن "لا يأخذون أسرى"، لان الطرفين، الديمقراطيين والجمهوريين، يعلمون أن هذا هو الذي سيحسم انتخابات الرئاسة كما يبدو. سُجل في الشهر الماضي 14 مليون عاطل عن العمل، أي 9.1 في المائة من قوة العمل. ولم تكد تنشأ اماكن عمل جديدة في أي قطاع في الجهاز الاقتصادي، وتجدد التدهور في مجال الاسكان والبناء، وتشير المعطيات الى امكانية أن يقف نمو الاشهر الاخيرة مرة اخرى. يُبين التاريخ الامريكي أنه لم ينجح أي رئيس منذ منتصف ثلاثينيات القرن الماضي في أن يُنتخب من جديد اذا زادت نسبة البطالة على 7.1 في المائة. مشكلة اوباما انه لا يكاد يملك في الأمد القريب على الأقل وسائل لتغيير اتجاهات الاقتصاد السلبية لا من جهة سياسية ولا من جهة اقتصادية. ولا يستطيع المصرف الفيدرالي ايضا أن يخفض الفائدة التي تُماس الصفر أصلا. وهناك من يتهمونه ايضا ولا سيما في اليسار بأنه لا يظهر زعامة مناسبة ولا يتخذ خطوات يملكها. ولا يوجد عند الجمهوريين بطبيعة الامر علاجات سحرية لكن واجب البرهان الآن مُلقى على الادارة وعلى رئيسها. وكما كتب المحلل الليبرالي ريتشارد كوهين في صحيفة "واشنطن بوست": "يُشك كثيرا في أن تكلف سياسة اوباما في الشرق الاوسط الخسارة في الانتخابات لكن الاقتصاد مسألة مختلفة".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لنساعد الاتراك كي يساعدوا السوريين
المصدر: "معاريف ـ ليندا منوحم"
" في ضوء استمرار العنف الذي يمارسه نظام الاسد على مواطني سوريا، تتساءل وسائل الاعلام العربية في الاونة الاخيرة كيف حصل أن الحكام العرب يغضون النظر ويسكتون عما يرتكب بحق الابرياء من ظلم في الوقت الذي تحاول فيه الدول الاوروبية والولايات المتحدة حث عقوبات ضد النظام العلوي لبشار. ضعف الجامعة العربية ومنظمة الدول الاسلامية انكشف بعد ان كان كل ما فعلوه ردا على القمع العنيف هو الاعراب عن "القلق". في حالة ليبيا، هذه المنظمات انضمت الى قرار مجلس الامن لاستخدام القوة العسكرية الاجنبية، ولكن الخوف من أن يصمد حكم الاسد في نهاية المطاف يدفعهم الى الحذر في حالة سوريا.
بالمقابل، فان رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان، الذي تقرب جدا من الاسد في السنوات الاخيرة، حظي بثناء شديد بعد أن اجتاز الخط الذي توقفت عنده باقي الدول العربية، واتخذ موقفا فاعلا حيال ما يجري لدى جارته من الجنوب. واقترح على الاسد سبلا مختلفة لاحداث اصلاحات في سوريا لغرض مراعاة ارادة الشعب سواء على مستوى حزب السلطة أو على مستوى مؤسسات الدولة. بعد أن انتصرت الانتخابات في تركيا شدد اردوغان الضغط كي يضع حدا لافعال الاسد.
اردوغان لم يتردد في مهاجمة شقيق بشار، ماهر، على العنف الذي انتهجه ضد المواطنين، كما أن تركيا هرعت لمساعدة الاف اللاجئين ونشرت لهم الخيام على حدودها مع شمالي سوريا. الاردن، بالمقابل، أغلق حدوده مع درعا السورية حتى اعادة الهدوء الى حالته لدى جارته، هذا ما جاء في بيان رسمي نشرته المملكة الهاشمية.
لا يوجد أي دين في العالم يمكنه أن يسكت على الفظائع التي ترتكبها الانظمة المكروهة من شعوبها، مثل استخدام الاغتصاب بحق مئات النساء كأداة ردع ضد المعارضة في ليبيا، التعذيبات حتى الموت لحمزة، الطفل السوري ابن 12 سنة، او القاء جثث المواطنين في البحر كما يروون في مدينة الشاطىء اللاذقية. كما أن صوت المفتين، الواعظين على أنواعهم، صمت متجاهلين واجبهم الديني وواجبهم تجاه الناس.
تركيا أعلنت انها تستطيع استيعاب بضعة الاف من اللاجئين السوريين دون مساعدة دولية. هذه هي ذات تركيا التي تحاول الان البقاء في الظل في موضوع الاسطول التالي الى غزة.
هذه لحظة جميلة لاسرائيل لان تري وجهها الانساني، وان تعرض مساعدة لاستيعاب لاجئين سوريين في تركيا خلال تقديم المساعدات اللوجستية، الطبية وكل ما يحتاجه اردوغان كي ينجح في المهمة. واضح أن اسرائيل تريد أن ترى حكما مستقرا، حتى وان كان غير ديمقراطي، على حدود مشتركة هادئة مع سوريا. ولكن كيف يمكننا أن نغفر لانفسنا اذا ما سكتنا، حيث أنه قبل بضع عشرات السنين كنا أنفسنا شعبا مضطهدا عانى ابناؤه وبناته الابرياء من عن اجرامي. في الحالة الحالية لا يمكن لاحد أن يتهمنا بالتدخل سياسيا في شؤون ليست شؤوننا. كما أن هذه ستكون بادرة طيبة تجاه الاتراك، يمكنها أن تساعد وان قليلا في تحسين العلاقات بين الدولتين".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تهوين قدر "المحرقة" في اسرائيل
المصدر: "اسرائيل اليوم ـ حاييم شاين"
" شبّه الشاعر نتان زاخ في الاسبوع الماضي انتخاب رئيس حكومة اسرائيل بانتخابات ديمقراطية، بانتخاب هتلر في المانيا. لا شك في أن صفة الفائز بجائزة اسرائيل لا تضمن الحكمة والأدب والتصرف السليم. فالطموح احيانا الى اثارة العناوين الصحفية والى تهييج أمواج أقوى من كل كابح اخلاقي وقيمي.
ليس كلام زاخ مساً برئيس الحكومة وحده بل إهانة لسائر مواطني دولة اسرائيل الذين انتخبوا قيادة الدولة في انتخابات ديمقراطية. لكن المواطنين الذين لا يفكرون مثل زاخ ولا يصوتون مثله ومثل رفاقه لا يستحقون من وجهة نظره اعتبارا جديا فهم لا يفهمون ما هي الديمقراطية.
لست مهتما بأن أشغل نفسي بنتان زاخ وخواطره. القضية المقلقة هي الاستعمال التهكمي لعناصر متطرفة في المجتمع الاسرائيلي لذكرى محرقة يهود اوروبا لخدمة أهداف عقائدية. هذا الاستعمال يُهوّن من قدر ذكرى المحرقة. المحرقة التي كانت لحظة قاتمة مظلمة في تاريخ الانسانية. وهي لحظة ثارت فيها أمة مستنيرة في ظاهر الامر يُعد من أبنائها: كانط وهيغل ونيتشه، لتُبيد الشعب اليهودي وتقتله وتفنيه.
كان أول من رفع راية المقارنة بين النازية ووقائع في دولة اسرائيل هو كاهن اليسار المتطرف وموجهه البروفيسور يشعياهو ليفوفيتش. فهو الأب الروحي لمن يعتنقون ما بعد الصهيونية الذين يرون العودة الى صهيون وانشاء دولة اسرائيل عمل احتلال وسلب وطرد وإجلاء – فقد وصف اعمال الدولة بعبارات مأخوذة من وصف اعمال النازيين التي وجهت على اليهود.
سمّى ليفوفيتش جنود الجيش الاسرائيلي الذين يخدمون في مناطق يهودا والسامرة "يودو نازيين" (يهودا نازيين). وكانت هذه مقولة تحرشية أباحت دم المحرقة لتُستعمل استعمالا سياسيا. وهذه المقولة كانت اشارة لنزع اللجام وإزالة القيود التي قبلها مواطنو اسرائيل بشأن ذكرى المحرقة. وكانت المقارنة بين جنود الجيش الاسرائيلي والنازيين تعبيرا عن حضيض وهاوية فغرت فاها بين الكثرة الغالبة من الجمهور في اسرائيل وبين مجموعة المثقفين ووسائل الاعلام المقطوعين عن واقع الحياة في اسرائيل.
من المهم أن نؤكد أنه برغم الاسهام الأساسي لليسار في إنكار المحرقة والتهوين من شأنها، فان جماعات من اليمين جذبتها الدوامة، عن تقدير أن ذكرى المحرقة في اللاوعي الجمعي للمجتمع الاسرائيلي يمكن ان تحث الجمهور على التعاطف والتآلف. هذا ما كان على سبيل المثال في ايام مناضلة الانفصال عندما حملت جماعات من المُجلين عن غوش قطيف رقعا برتقالية على ملابسهم واستعملوا تعبيرات مأخوذة عن ذكرى المحرقة. وقد برزت في الأحداث لافتات عليها تعبيرات مثل "يودنريت" و"الطرد يعادل المحرقة".
توجد ظاهرة مشابهة عند الحريديين ايضا. كان ملايين من اخوتنا الذين قتلوا في المحرقة يُزَعزعون لو علموا أن أحفادهم يُسمون رجال الشرطة في دولة اسرائيل تسميات شتم منها النازيون. هذا استعمال يُرخص ذكرى المحرقة ولا سيما عندما يُسمع عندما يأتي رجال الشرطة خاصة لحماية سكان الأحياء الحريدية من الزعران. إن سهولة الوصم بالنازيين تثير القشعريرة.
اسرائيل برغم جميع الصعاب هي ديمقراطية قدوة، وحرية التعبير فيها قيمة عليا، ومن اجل هذا خاصة من المهم أن نمنع عن أنفسنا استعمالا تهكميا لا داعي له لذكرى المحرقة. يحاول كثيرون من أعدائنا يثورون بنا للقضاء علينا فعل هذا ايضا بواسطة إنكار المحرقة وينبغي لنا ألا نساعدهم".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عين على الكوتج
المصدر: "معاريف ـ ياعيل باز ميلميد"
" دانا وزوجها اللذان يتشاركان شقة مأجورة في الشمال القديم لتل أبيب، لا يحبان جبنة الكوتج. ولهذا فانهما لم يشترياها. كما لم تكن لديهما فكرة عن سعرها. رغم ذلك، روت لي بعينين مشعتين بان كليهما انضما الى احتجاج الكوتج على الفيس بوك.
"لماذا؟"، سألتها، "لاننا أردنا أن نكون جزءا من الاحتجاج على الارتفاع المجنون للاسعار، المصاعب التي نواجهها نحن كشباب في انهاء الشهر، رغم ان كلينا نعمل وليس لدينا أطفال بعد، فاننا نستعين باهالينا على نحو دائم كي ننجح في البقاء كيفما اتفق".
لا ريب أن اولئك الذين بدأوا احتجاج الكوتج أرادوا فقط تخفيض سعر كأس الجبنة هذا، الذي تسلق لدرجة ثمانية شواكل. في هذا الشأن نجحوا. فقد انخفض السعر جدا. ومعامل الحليب الكبرى لن تصمد امام الضغط. غير أننا ملزمون بان نؤمن بانه حتى بعد أن ينخفض السعر، فان الاحتجاج لن يتوقف. العكس هو الصحيح. فالنجاح سيثير الشهية لمزيد من الاحتجاجات.
دانا وزوجها ليسا الوحيدين اللذين يتوقان للتغيير، للحراك، لشيء ما يحصل. الكثير من المواطنين، ولا سيما من الطبقة الوسطى، بان هكذا لا يمكن الاستمرار. كل شيء عالق. الدولة في حالة جمود، ولا يرى الناس النور. الشباب يعودون ليسألوا أهاليهم، وأصدقاء اهاليهم كيف نجحوا في الوصول الى شقة والى مستوى معيشة معقول بل واكثر من ذلك. ما الذي فعلوه غير ما يفعله الشباب الان؟ كيف يمكنهم هم، الشباب، الوصول في أي وقت من الاوقات الى شيء يقترب من مستوى معيشة اهاليهم. أين اخطأوا؟ ونحن، الاهالي، نشرح لهم بان الحال كان ذات مرة اسهل بكثير. كل شيء كان سوي العقل بقدر اكبر، منطقي أكثر. والشقة كانت في متناول اليد حتى لمن لم يتلقى معونة بالحد الادنى من أهله.
ذات مرة كنا نأخذ القروض، أخذنا قروض السكن، جمعنا من هنا ومن هناك، واشترينا بيتا بثمن يمكن ان نعيد الديون عليه، بل وان نواصل العيش ونربي العائلة في ظروف مناسبة. جبنة الكوتج الاسطورية  وصفت كعلامة على العودة الى البيت، وعلى مغلفاتها رسم بيت مع سطح بكرميد أحمر. وصحيح حتى اليوم، يمكن للكثير من الشباب ان يشتروا هذه الجبنة ولكن لا يوجد أي احتمال لان ينجحوا في الوصول الى ذاك البيت. وزير المالية يمكنه ان يعلن حتى الغد بان الحل هو في استيراد منتجات الحليب، والذي سيؤدي الى زيادة المنافسة. منذ متى كان الحل هو تفضيل الاستيراد على الانتاج المحلي الذي يعطي عملا للعديد من العاملين؟ لعله من اللحظة التي يراد فيها فقط اطفاء الحرائق. لا يفكرون، لا يخططون، لا يرون الصورة العامة.
ليس صدفة أن السياسيين الصغار وعديمي الطريق ممن يديرون حياتنا في السنوات الاخيرة يعتقدون بان الجمهور غبي بما فيه الكفاية. يمكن ان يباع له كل شيء. ينبغي تمشيط الشعر جيدا، ورفع علم اسرائيل في وسط الصورة، والحديث بنبرة ذات صلاحية، دون قول شيء، واذا بالجمهور يشتري. يكفي التفكير بكل تلك المؤتمرات الصحفية الدراماتيكية الرامية الى حل أزمة السكن بواسطة كل أنواع السوبر تانكر (طائرات رش الماء لاطفاء النار) كي نفهم كم هم يتلاعبون لنا بالعيون. خدعة اسرائيل هذه باتت ثناءا بالقياس الى ما يحصل اليوم. اسعار الشقق ترتفع فقط، والمزيد فالمزيد من الازواج الشابة يسيرون بيننا يائسين وعديمي الامل.
الامل. هذه هي الكلمة الأساس. جبنة الكوتج هي التي يمكنها أن تعيد الامل للكثير من المواطنين. ولهذا فان أهميتها عظيمة جدا. اذا ما نجحت، وكما أسلفنا فانها ستنجح، فسنتعلم كلنا قيود قوة اولئك، هناك، فوق. اولئك الذين يدعون بانهم يديرون حياتنا، ولكنهم عمليا لا يديرون شيئا. اولئك الذين يعتقدون بانه يمكن أن يأخذوا منا كل ثمن يريدون، ونحن سندفع ونسكت. اولئك الذين هم متأكدون بان الافضل هو عدم عمل شيء. عدم تغيير شيء. عدم التحرك الى أي مكان. فقط على أن يكون هدوء لسنتين اخريين. حتى الانتخابات القادمة.
اذا ما جلبتنا الكوتج الى الاماكن اياها، فثمة أمل. اذا ما توقف الاحتجاج بعد أن تهبط الاسعار، فان النجاح سيكون صغيرا جدا، وبعد وقت قصير فان احدا لن يتذكر بانه تحقق".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اولمرت: المراقب أدى عمله
المصدر: "اسرائيل اليوم ـ يعقوب بوروفسكي"
" هاجم رئيس الحكومة السابق ايهود اولمرت في شهادته في المحكمة من بين من هاجم مراقب الدولة، القاضي المتقاعد ميخا لندنشتراوس، لكثرة الانتقادات والفحوص عن القضايا الكثيرة. وقد وجه اسئلة خطابية الى القضاة: أكانت سابقة كهذه بحيث تم الفحص في وقت قصير جدا عن قضايا كثيرة جدا، واومأ الى يد توجه موقفا وتبحث تحت كل ركن عن مواد متفجرة اخرى عن فرض ان الكمية ستصنع النوعية. واومأ اولمرت الى أن هذه الأفاعيل تمت عن بواعث اجنبية.
يحق لكل انسان بطبيعة الامر أن يدافع عن نفسه بالطريقة التي يراها الأنسب. ومع ذلك من المناسب والصحيح أن يرى الجمهور أمامه المعلومات الحقائقية عن أنه كيف ولماذا بدأت الفحوص التي أصبحت تقارير مراقبة محصورة في عدد من الموضوعات.
على العموم تُقسم تقارير الرقابة في فئتين. الاولى رقابة موضوعية تتناول احيانا موضوعا يتجاوز الوزارات أو الجهات المراقَبة، مثل تهم تتعلق بتشغيل أقرباء أو ادارة فاسدة للقطاع المالي. والامكان الآخر هو مراقبة عمق على عدد من الموضوعات المختلفة موجهة على جسم مراقَب واحد. يعلم كل من يشتغل بعمل الرقابة والتحقيق كيف يبدأ التحقيق، ولا يعلم أحد كيف يتطور وماذا ستكون صورته. يبدو التحقيق احيانا "حادثة تتدحرج". إن ما يثير الاهتمام في عمل التحقيق هذا كامن في الدينامية والمفاجآت ومواجهة غير المتوقع. والواقع البسيط يفوق في احيان كثيرة كل خيال. ويعتمد المشاركون في احيان كثيرة على أن الذاكرة قصيرة جدا الى درجة ثقتهم بأنها ستطمس على الحقائق البسيطة. تناولت الرقابة على رئيس الحكومة السابق في بدايتها التحقيق في شكويين كادتا تكونان عاديتين للصحفي يوآف اسحق في شأن الشقق في شارع التاسع والعشرين من تشرين الثاني، والبيت في شارع كرمياه. جلب مجرد التحقيق ونشره الى مكتب مراقب الدولة معلومات من مصادر كثيرة. لم يكن ذلك نميمة بل خوفا كبيرا من عشرات الموضوعات الاخرى القاسم المشترك بينها مشاركة ناس من المحيط المقرب من رئيس الحكومة، واشتمل هذا المحيط على مساعديه الشخصيين وعلى ذوي وظائف من محيطه القريب.
كشفت عن جزء كبير من الموضوعات وثائق محايدة خارجية أو مُدلون بمعلومات. وكادت الموضوعات تمس جميع قطاعات النشاط التي تولاها اولمرت – من الشقق الخاصة الى الهولي لاند الى حالات مختلفة تتعلق بمناقصة الاستثمارات في وزارة الصناعة والتجارة والسياحة وموضوعات تتصل بأيامه عندما كان وزير المالية وامور اخرى.
ليس الحراك الذي يتقدم التحقيق بحسبه تحت سيطرة أحد. فمنذ اللحظة التي يصبح فيها العلاج جديا ومصمما قد يتشعب. تعتمد التحقيقات على أن الجهاز يفترض أن يسلك سلوكا مسؤولا ومهنيا مع كل واحد وفيهم رئيس الحكومة. وفي الطريق تصل المحققين توجهات اخرى وتتدفق معلومات كثيرة من مصادر غير متوقعة. ومن اجل اثبات هذا أنظروا كم من النساء منعن شهادتهن في قضية الرئيس قصاب مدة سنين ومنذ أن بدأ التحقيق وجدن طريقهن للادلاء بقصصهن وأفضين في نهاية الامر الى تأثيمه.
من المناسب أن نؤكد أن الحالات التي تقرر فيها بدء تحقيق في شأن اولمرت هي طرف الجبل الجليدي فقط من المواد التي بلغت مكتب مراقب الدولة، ومن المناسب أن نذكر أن امورا كثيرة حققت فيها الشرطة – مثل قضية هولي لاند واموال تمويل الانتخابات، وصفقات لتخفيض الديون عن المؤسسات ومنح مالية كبيرة للمقربين – نُقلت الى النيابة العامة من غير ان تحظى بعلاج مكتب مراقب الدولة.
اولمرت بريء بطبيعة الامر ما لم تثبت تهمته، وينبغي استيضاح الامور في المحكمة كما يحدث. لكن لم يكن أساس لادعائه مطاردة أو نية مبيتة، ولم يكن في تقارير المراقب نماذج متسلسلة متكررة مع تغيير المكان والمضمون. من المهم الادلاء بالكلام عن احترام لناس مكتب مراقب الدولة وهم قلة قليلة (لا كتيبة من ناس الرقابة كما زُعم) من عاملي فرع محاربة الفساد في الحكم. لم يسيروا في الطريق السهل وسلكوا سلوكا مهنيا مع النزاهة الشديدة والحذر المفرط كما تقتضي الموضوعات التي تم الفحص عنها".
19-حزيران-2011

تعليقات الزوار

استبيان