المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


أخبار العدو

المقتطف العبري ليوم الثلاثاء: مناورة نقطة تحول خمسة و 7000 صاروخ تسقط على إسرائيل


عناوين لصحف وأخبار وتقارير ومقالات مترجمة من صحافة العدو      
                      
صحيفة "يديعوت احرونوت":
ـ فشل معلمي الحساب.
ـ علامة تقدير محرجة للمعلمين في امتحانات التقدير.
ـ "إبني لم يُقتل بغير عمد بل مع سبق الاصرار والترصد".
ـ رئيس الاركان غانتس: "لم أُغير صيغة "يذكر"".
ـ الاطباء لنتنياهو: تدخل.
ـ يذبح ويعد – الخطاب الهاذي للرئيس السوري: الشعب يحبني.
ـ وزير الداخلية – بند القومية سيعاد الى الهوية.
صحيفة "معاريف":
ـ الحريق في الكرمل: "تقرير المراقب سيكون حادا وهازا".
ـ الجيش الإسرائيلي يطلب إزالة القيود عن تجنيد الاحتياط.
ـ رئيس الاركان سينظر في تغيير صيغة "يذكر".
ـ في قلب الصراع: الخبراء (في الجهاز الصحي).
ـ ازمة "الهوية اليهودية".
ـ أسرى في الخيمة.
ـ الاسد للاجئين: عودوا الى الديار.
صحيفة "هآرتس":
ـ الاسد طلب الهجوء مقابل اصلاحات، ولكن الجماهير عادت للتظاهر في الشوارع.
ـ تركيا وإسرائيل تجريان محادثات مصالحة سرية.
ـ يشاي يعمل على اعادة بند القومية للهوية.
ـ المراقب سيفحص ارتفاع أسعار الغذاء؛ نتنياهو: سنسمح باستيراد منتجات الحليب من الخارج.
ـ ثلاثة اشهر انتفاضة: القمع لم ينتصر على الاحتجاج.
ـ وزير الدفاع باراك: حكم الاسد سيسقط في غضون نصف سنة.
صحيفة "إسرائيل اليوم":
ـ تخفيض سعر الوقود بنحو 15 أغورة.
ـ مبادرة في الكونغرس: الإسرائيليون لا يحتاجون الى تأشيرة الدخول.
ـ الوزير يشاي يدعو الى اعادة بند القومية.
ـ "لنستعد للاستيراد من خارج البلاد".
ـ أروقة فارغة (في المستشفيات).
ـ رغم الطلبات: بولارد لم يحرر للمشاركة في جنازة أبيه.
أخبار وتقارير ومقالات
مناورة نقطة تحول خمسة: 7000 صاروخ تسقط على إسرائيل
المصدر: "اذاعة الجيش الإسرائيلي"
" دخلت مناورة نقطة تحول 5 هذا الصباح يومها الثالث صباح اليوم الثلاثاء.من ناحية السيناريو فإن الجيش الإسرائيلي موجود في اليوم العاشر من الحرب وهو يقاتل ضد الجيش السوري وحزب الله وفي غزة ضد حماس.
من جهة السيناريو هناك أكثر من 7000 صاروخ سقطت في إسرائيلـ السيناريو ليس خيالي، وبحسب ما يوضح وزير حماية الجبهة الداخلية، متان فلنائي: "لا يوجد وضع لا أساس له من الصحة.على  دولة إسرائيل القيام بكل شيئ لإيقاف هذا الوضع. أما الجانب الثاني فهو علينا توجيه ضربة قوية  توقف إطلاق الصواريخ علينا.
ويقدرون في الجيش الإسرائيلي أن اكثر من 400 ألف مواطن سيتم إخلاؤهم من مكان سكنهم خلال الحرب على الجبهة الشماليةـ معظمهم من تلقاء أنفسهم. وفقط الذين سيضطروا لذلك سيتم إخلاؤهم بشكل مبادر من قبل الدولة . ومن بين جملة الأمور يخططون في قيادة الجبهة الداخلية الى إقامة أربع مناطق خيم كبيرة في الجنوب، تكون قادرة على احتواء عشرات آلاف المواطنين، وتقدم لهم الخدمات الاساسية. ويستغل عناصر الجبهة الداخلية المناورة لتنسيق إقامة مدن الخيم مع السلطات المختلفة.
وفصّل رئيس هيئة  الجبهة الداخلية العميد "تسفيكي تسلر" قائلا: "في كل سيناريو طوارئ سنضطر للتعامل من بين جملة الأمور مع ظاهرة إخلاء السكان". واضاف: "نحن منشغلون بالإهتمام بذلك لكي  ندرك الى أين يفضِّل الأشخاص الذهاب، وأيضا لتأمين لهم المساعدة و الحلول في الأماكن التي سيصلوا إليها".
وستناور اليوم السلطات المحلية على حالات طوارئ مختلفة، مثل أزمات المياه في مرفق المياه وإخلاء السكان. وستبدأ في المساء المناورات الميدانية,وفي أنحاء الدولة ستجرى مناورات إنقاذ وإغاثة,التي تحاكي سقوط صواريخ كيميائية. وسينضم إلى المناورة غدا كل مواطنو دولة إسرائيل، الذين سيطلب منهم الدخول إلى الأماكن المحصنة عندما سماع صافرات الإنذار تعلو وتنخفض في الصباح والمساء.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
التهديدات الكبرى على إسرائيل.. ايران
المصدر: "موقع إسرائيل ديفينس"
" إعلان إيران يوم الأربعاء عن إرسالها إلى الفضاء "القمر الصناعي المصور رصد"  يفترض أن يكون خطة إضافية للعمل الذي يفضل معظم الإسرائيليون كبحه: في الشرق الأوسط يحصل سباق تسلح، ليس له مثيل منذ عشرات السنين. "إسرائيل هي جزء لا يتجزَّأ من هذا السباق، لكنه  لا يدور من جانب خصمٍ واحد.
لكن ما العمل، الواقع يجب أن يقضَّ المضجع، على الأقل بين الحين والآخر. على ما يبدو، ليس لدى  القمر الصناعي "رصد"  نفسه قدرات استخباراتية يجب أن تقلق إسرائيل، لكن لنفس عملية إطلاقه بالتأكيد بلى. فهو يشير إلى أن مشروع الصواريخ  المتنوع لإيران يواصل التطور  بشكل مضطرد. بهذا الخصوص, فإنَّ التقارير التي كانت في الآونة الأخيرة في الإعلام  العالمي لعمليات إطلاق ناجحة هامة جداً (التي لم يعلن عنها بمبادرة إيران) من الصواريخ  "سجيل"   و"شهاب 3"  التي تغطي بسهولة مناطق إسرائيل. (بغية فهم أكثر في عمق معنى إطلاق القمر الصناعي هذا الأسبوع، يوصى بقراءة صفحة تال عنبر التي تنشر في هذا الموقع).
صناعة السلاح المتطورة في إيران تسجل في الآونة الأخيرة إنجازاتٍ ليس فقط في مجال الفضاء. الإيرانيون قاموا في الآونة الأخيرة بخطوةٍ هامة أيضاً في تطوير وفي تصنيع  طائرات غير مأهولة ,قسم منها ذات قدرةٍ على حمل ذخيرة باتجاه الهدف. نقطة الافتراض تلزم بأن تكون كل هذه الطائرات، قسم منها سريع وقسمُ مخصص للتحليق ببطء كبير بعلوٍ كبير، قد نقلت إلى حزب الله وربما أيضاً إلى سوريا. تشكيل المراقبة في سلاح الجو (الإسرائيلي) استعدَّ أيضًا لهذا التهديد ,لكن التحدي  لاعتراضها، عندما تطلق باتجاه إسرائيل، سيكون غير بسيط.
إلى جانب الصواريخ والطائرات غير المأهولة الإيرانية المحسّنة، التهديد الأكبر من ناحية إسرائيل هو المخزون الضخم من الصواريخ ذات المديات المتوسطة،التي امتلأت بها مخازن لبنان وسوريا. في سوريا، يتحدث عن صواريخ أم 600 ، من إنتاج الصناعة العسكرية المحلية، وفي حال تزود حزب الله بصواريخ "فاتح 110" من صناعة إيران. لهذه الصواريخ رؤوس حربية لمئات الكيلوغرامات، وتوجيه جي بي أس غير سيء، القادرة على توجيهها إلى منطقة الكريا في تل أبيب، أو لأهداف إستراتيجية أخرى في أرجاء إسرائيل.
سلطة الطوارئ القومية (راحل) وقيادة الجبهة الداخلية تقومان بخطواتٍ مدروسة لتنبيه شعب إسرائيل من الوهم الموقوت حيث أن مشكلة المشاكل لديه هي ثمن جبنة"الكوتج" وهذا دون التسبب بفزعٍ كبيرٍ جداً. إحدى الخطوات الـ"محسوسة " ستكون صفارة الإنذار التي ستسمع الأسبوع المقبل في كل أرجاء البلاد، في إطار "أسبوع الجبهة القومية"، ومناورة الجبهة الداخلية  الأكبر في تاريخها،("نقطة تحوُّل خمسة")، حيث أن أحد أهدافها المحددة هو تعزيز الوعي لدى الجمهور للخطر المحدق به. في المؤسسة الأمنية كانوا يريدون أن يستوعب الجمهور الخطر، يجهز الملاجئ ويتزود بالأقنعة ضد السلاح البيولوجي الكيميائي، لكن بدون خوف.
لكن وعلى الرغم من أن سيناريو استخدام سلاحٍ كيميائي ضد الجبهة الداخلية في إسرائيل بشكلٍ مطلق مأخوذُ في الحسبان، لكن بسبب إهمالٍ قومي، في السنوات المقبلة ستكون الأقنعة التي ستؤمن في أفضل الأحوال هي فقط لـستين بالمائة من السكان. السبب هو إهمال وميزانية ناقصةلإنتاج أقنعة (بيولوجي,كيميائي,نووي) خلال السنوات. حتى لو  جاءت الموازنة فجأة، والمصانع في إسرائيل لتصنيع الأقنعة الواقية من الأسلحة غير التقليدية (تحتاج بصعوبة ضعفين) وتعمل على مدار الساعة, فلن تسد الفجوة في السنوات الثلاثة المقبلة. مسألة حساباتٍ رياضية حيث لا مبرر للدخول فيها، لأنه من الأصل الموازنة المطلوبة  لحماية كاملة للجبهة الداخلية  بواسطة الأقنعة الواقية من الأسلحة غير التقليدية  غير متوقعٍ أن تصل.
والآن الجانب الأفضل من العملة: أزمات رئيس سوريا بشار الأسد، تتواصل في النمو.  اللاجئون السوريون الذين بدأوا باجتياز الحدود إلى تركيا يعززون تقدير المؤسسة الأمنية  التي بموجبها يتوقع أن تتقوض سلطة الأسد. هذا التقدير هو الخلفية للكلام الذي قاله هذا الأسبوع إيهود باراك في مقابلةٍ صحفية في شنغهاي، عاصمة الصين، التي تراءى منها أن الأسد على وشك أن يخسر منصبه قريباً. في أعقاب نشر هذا الكلام، سارع مكتب باراك في إسرائيل لاصدار توضيحٍ مفاده " في الرد على السؤال الذي سئل من قبل مراسلةٍ صحفية:  "هل صحيح ما قلته الأسبوع الفائت بأن مصير الأسد محسوم"  قال باراك: أجل، مصيره محسوم.  الأسد فقد شرعيته وحتى لو بقي في الحكم نصف سنة أخرى أو سنة ونصف سيكون ضعيفاً جداً". الفرق قليل لكنه  مؤثرُ".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ماذا عن القافلة التركية وتهديدها
المصدر: "إسرائيل ديفينس"
" من في الحقيقة لم يغادر البلاد في الفترة القريبة، هو قائد سلاح البحر اللواء أليعازر(تشيني) مروم، الذي أدخل السلاح الذي بحوزته في حالة تشوش من التحضير تمهيداً للقافلة البحرية  "أسطول الحرية 2"، المسماة أيضاً "مرمرة 2" . القافلة البحرية أُجِّلت مراتٍ عديدة. وفق جدول المواعيد  الحالي، نحو عشر سفنٍ  ومن  بينها الـ"مرمرة" التركية، ستتوجَّه إلى إسرائيل بعد نحو أسبوعين. وعلى ضوء تردد المنظمات المنظِّمة، ليس مؤكداً أن هذه القافلة حقاً ستوجَد،  لكن سلاح البحر، من جانبه، قد أتم في الحقيقة هذا الأسبوع شهورا طويلة من التحضيرات في مناورة الاستيلاء على سفينة في قلب البحر، التي نظمها جنود الشييطت، بالمشاركة مع  قواتٍ من وحدات "متسادة" التابعة لمصلحة  السجون، سلاح الجو وهيئاتُ أخرى.
وبحسب ما نشر مراتٍ عدة في الفترة الأخيرة، فقد غيَّر سلاح البحر أساليبه في القتال والوسائل التي ستكون بأيدي القوات(على سبيل المثال، جنود لا يتدلون من المروحيات، الواحد بعد الآخر غلى ظهر السفينة، وهم مسلحون بطلقات ملونة (تسيبع)، كما في العام الفائت) لكن لو حصلت مقاومة( النشطاء مستعدون بشكلٍ أساس لمقاومةٍ سلبيةـمئات الأشخاص الذين شبكوا أيديهم الواحدة بالأخرى ويرفضون بكل شدة التعاون مع الأوامر التي ستعطى لهم) ، ستكون المهمة بصد كل السفن وـ معالجة بكل عناصرها مهما كانوا في حالات سيئة.
الأمر المهم بشكلٍ خاص في الفترة الأخيرة هو حماسة سلاح البحر لعرض  تحضيراته تمهيداً  لـ"مرمرة 2"  أمام الإعلام. سلاح البحر يعتبر في الأيام العادية كمقفلٍ بشكلٍ كبيرٍ من بين أسلحة الجيش الإسرائيلي (قائده،"تشيني"، في الواقع ينفر من الصحفيين). الصراحة الرقيقة المفاجئة (مراسلون عسكريون قد دُعوا هذا الأسبوع لمراقبة حالة "الاستيلاء على السفينة خلال المناورة في قلب البحر، من داخل الـ"بور" التابع لسلاح البحر في الكريا) يمكن أن تشهد على أن السلاح  يريد "حماية" نفسه، من ناحية إعلامية على الأقل، من احتمال الإخفاق. وهذا  عن طريق عرضه في مواعيد كثيرة تحضيراته الكبيرة. احتمالُ آخر، هو أن المساعي الهامة للقضاء على القافلة، سيتم بشكلٍ عام في اتجاهاتٍ أخرى نهائياً. سوابق الماضي تعلم، على سبيل المثال، أن إسرائيل لم تتردّد في تخريب السفن في مرافئ بعيدة عن شواطئ البلاد.  نفس هذا الاحتمال لو أنه حصل، سيجعل من الصعوبة بمكان على أصحاب السفن، المفترض بها أن تشارك في القافلة، لحمايتها". 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اتصالات سرية إسرائيلية تركية
المصدر: "هآرتس – باراك رابيد"
" تجري إسرائيل وتركيا في الأسابيع الأخيرة اتصالات سرية، في محاولة للتوصل إلى إنهاء الأزمة بينهما. حسب كلام مسؤول كبير في القدس ، فان المحادثات تجرى عبر قناة مباشرة بين جهات إسرائيلية وتركية، وبمشاركة الولايات المتحدة. خلفية القيام بمحاولة مصالحة أخرى هو اقتراب نشر تقرير لجنة الفحص التابعة لامين عام الأمم المتحدة، بداية شهر تموز، حول احداث القافلة البحرية إلى غزة، وكذلك بسبب الوضع في سوريا.
مصدر في وزارة الخارجية التركية أكد وجود هذه الاتصالات، وكذلك أكد ذلك ايضا مصدر في الإدارة الأمريكية. ويوم أمس رفض مكتب رئيس الحكومة التطرق إلى هذا الأمر، لكنه لم ينفه. حتى مكتب وزير الخارجية رفض التطرق إلى الأسئلة التي وجهت إليه في هذا الموضوع.
تجرى المحادثات على قانتين، القناة المباشرة بين مندوب من قبل رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وبين مدير عام وزارة الخارجية التركية فريدون سينيرلولو. وهذا الأخير يؤيد كثيرا العلاقات مع إسرائيل ويدفع إلى إعادة التطبيع في العلاقات بين الدولتين. يتعلق الأمر بقناة محادثات تكونت بعد المساعدات التي قدمتها تركيا إلى إسرائيل في إطفاء الحرائق في الكرمل. في البداية عين المستشار السياسي لنتنياهو، رون درمر، لإدارة الاتصالات مع الأتراك، لكن قبل عدة أسابيع عين نتنياهو في هذا المنصب شخصيات كبيرة لا تخدم في مكتبه.
القناة الثانية فتحت بين المندوب الإسرائيلي في لجنة الفحص التابعة لامين عام الأمم المتحدة في أحداث القافلة البحرية إلى غزة، يوسف تشحنوبار، وبين المندوب التركي في اللجنة. الاثنين يعملان سوية منذ عدة أشهر في لجنة الفحص التابعة للأمم المتحدة، لكن يستخدمان ايضا قناة لنقل الرسائل بين إسرائيل وتركيا. وكان الاثنين قد شاركا في عدة محاولات لصياغة تفاهمات مكتوبة لإنهاء الأزمة.
سوية مع هاتين القناتين المباشرتين، الإدارة الأمريكية تجري في الأشهر الأخيرة اتصالات على مستوى عال جدا مع الحكومة التركية، بشكل خاص في محاولة لوقف القافلة الجديدة إلى غزة، لكن ايضا من اجل الدفع نحو تحسين العلاقات مع إسرائيل. يوم السبت تحدثت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون، مع نظيرها التركي وأعربا عن رضاهما من إعلان منظمة  IHH، أن سفينة مرمرة لن تشارك في القافلة إلى غزة.
يوم الخميس الماضي جمع رئيس الحكومة نتنياهو مجموعة مقلصة من الوزراء لإجراء نقاش عن القافلة إلى غزة وعلى العلاقات مع تركيا.
حسب كلام مصدر اطلع على فحوى النقاش، فان أساس الخلاف هو مسألة إذا كانت إسرائيل ستعتذر أمام الأتراك أم فقط تعرب عن أسفها، وإذا ما كانت عائلات الأتراك الذين سيحصلون على تعويضات ستكون مخولة بتقديم دعاوى إضافية ضد إسرائيل.
هذه هي المحاولة الثالثة للدولتين للتوصل إلى تفاهمات تنهي الأزمة. المحاولة الأولى جرت بعد حريق الكرمل، في كانون الأول 2010. الاتصالات التي جرت حينها بلورت تفاهمات جزئية، لكن الخلافات السياسية في إسرائيل أفشلت المحادثات. وقبل شهرين جرت محاولة إضافية، لم تعلن، للتوصل إلى تفاهمات لإنهاء النزاع، لم يكتب لها النجاح. وخلفية المحاولة الحالية كما ذكرنا هو نشر تقرير لجنة الفحص التابعة لامين عام الأمم المتحدة حول القافلة البحرية  الأولى إلى غزة العام الماضي في شهر تموز.
خلفية المحاولة الحالية تتعلق بثلاثة احداث، احدهم الوضع في سوريا، العنف الذي يتخذه الرئيس السوري بشار الاسد ضد الشعب واللاجئين الى تركيا اديا الى الذهول في انقرا. تفاجئ الاتراك بشكل خاص بعدم استجابة الاسد الى مطالبهم، ويفضل الحصانة التي يمنحها اياه النظام الايراني. وصرح مصدر كبير في وزارة الخارجية التركية "الوضع في سوريا خلق مشاكل كثيرة، سواء لتركيا او لإسرائيل، ولذلك هناك مصلحة مشتركة لحل المشاكل بيننا".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لا مؤشرات على امكان سقوط الاسد، رغم التظاهرات منذ اربعة اشهر
المصدر: "موقع NFC  الاخباري على الانترنت – دوري غولديش"
" ليس هناك ساحة التحرير في دمشق. علاقات تركياـسوريا التي ازدهرت في السنوات الأربع الأخيرة تعاني من أزمة منذ اندلاع أعمال الشغب.
مرت حوالي أربعة أشهر على اندلاع الثورات في أرجاء سوريا, لكن ليس ثمة في الأفق مؤشرات التغيير التي يطمح لها المتظاهرون. ما حصل في تونس, مصر ونوعا ما اليمن, لم يحصل في سوريا. موجة التمرد الرائدة في القرى وكذلك في المدن الميدانية لم تتجسد نوعا ما في المدينتين الكبيرتين ـ دمشق وحلب ـ التي يقطن فيهما حوالي نصف السكان السوريين.
ويدرك رؤساء النظام أهمية المدينتين في الحفاظ على حياتهم, لذلك, تسيطر نخبة القوات الأمنية, وعلى رأسها الحرس الجمهوري, على تلك المدينتين الكبيرتين. كما يروي السياح الذين زاروا مؤخرا دمشق بأن الوحدات النخبوية للحرس الجمهوري تحيط مؤسسات الدولة والمربع السكني للضباط العسكريين. وتعج شوارع دمشق برجال شرطة يرتدون سترة ويحملون بنادق كلاشينكوف أما رجال الأمن فهم مرتدين لباسا مدنيا.
بالإضافة, ثمة سبب آخر للهدوء النسبي في المدينتين الكبيرتين مقارنة مع تعدد المظاهرات في القرى والمدن الميدانية, وهو الإصلاحات التي أعلن عنها بشار الأسد عند تسلمه الحكم عام 2000. تلك الإصلاحات نُفذت في المدن الكبرى لكنها قفزت عن القرى والمدن الميدانية, التي يُعتبر مستوى الخدمات الاجتماعية فيها ـ مواصلات, تعليم وطبابة ـ أكثر انخفاضا.
أغلبية سكان المدينتين الكبيرتين لا يعيشون تحت خط الفقر, والطبقة البرجوازية فيهما تتخوف من حرب أهلية, كما في العراق, لبنان واليمن ـ نتيجة متوقعة لتغير الحكم, آخذة بعين الاعتبار فسيفساء المجتمع السوري المتنوع والمؤلف من 17 تيارا من مختلف الطوائف.
الوعود المؤخرة للأسد في مجال الإصلاحات لم تقنع المتظاهرين. ببساطة, ليس لديه ما يقترحه عليهم. لذلك, يشدد المتظاهرين على أنهم لا يطالبون بالإصلاحات إنما بسقوط النظام.
كان طموح النظام هو النجاح في تجنيد مستثمرين أجانب. لكن ذلك تلاشى, بسبب فقدان الاستقرار الذي هزمهم. كما أن خزانات النفط في سوريا تنفد, وقد بدأت سوريا عام 2008 باستيراد النفط. إحدى الدعامات الأساسية للاقتصاد السوري هي صناعة الأنسجة. هذا المجال يعاني في السنوات الأخيرة من أزمة كبيرة بسبب الأنسجة الصينية والتركية التي تجتاح السوق العالمي. كما أن السياحة من الدول الغربية تراجعت منذ تفجر الثورات, والسياح الوحيدين الذين يترددون على سوريا هم الإيرانيون غير المعروفين بكرمهم.
30% من الشعب السوري يعمل في الزراعة, مقارنة مع 3% في الدول المتطورة. مئات الآلاف من الزراعيين هم من شمال شرق الدولة, خاصة من مناطق دير الزور, الحسكة والرقة, وقد تخلوا عنها بسبب القحط وبسبب الانخفاض في أسعار المحصول الزراعي, وانتقلوا للسكن في أطراف دمشق, حمص ودرعا.
هذا وتخفِّف العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا وتيرة النمو الاقتصادي, في حين أن الدول العربية الغنية تتحاشى الاستثمار في سوريا لكونها حليفة النظام الإيراني.
ألكسندرتا مجددا في الصورة
تعاني علاقات تركيا ـ سوريا التي ازدهرت في السنوات الأربع الأخيرة من أزمة إثر تفجر المظاهرات. لم يتمكن رئيس الحكومة التركية طيب أردوغان من تقبل ما يحصل في الدولة المجاورة. وبسبب التخوف من انتقاد "يحرك المعارضة في بلاده" لدعمه نظاما استبداديا يقمع شعبه كما بسبب التزام تركيا بالناتو, بالولايات المتحدة وبالاتحاد الأوروبي المهتمة بالانضمام إليه, يدين أردوغان نظام بشار ويفتح حدوده لآلاف اللاجئين السوريين. بدأ ناطقون رسميون في دمشق بمهاجمة النظام التركي واتهامه بالتعاون مع الناتو ضد سوريا. تثير دمشق مؤخرا في العناوين الأزمة بين الدولتين حول مقاطعة ألكسندرتا, التي همدت لعدة سنوات. وقد قام متظاهرون من قبل النظام بالتظاهر في شوارع دمشق قائلين: "الشعب يريد ألكسندرتا". إضافة إلى ذلك, تستنكر دمشق استضافة تركيا لمؤتمر رؤساء المعارضة السورية في أنطاليا, ويعلن المتحدثون باسم سوريا أن السلاح بأيدي المتظاهرين قادم من تركيا.  
تجدر الإشارة إلى أن الأتراك يلتزمون بضبط النفس ولا يطالبون بسقوط النظام, إنما بتنفيذ إصلاحات ووقف أعمال القمع.
أكثر رداءة لن يحصل
حجة النظام في سوريا التي هي تبني الصراع, الـ"مقاومة" ضد إسرائيل ـ تفقد قوتها, على ضوء فشل الهدف السوري يوم "النكسة" في إدخال مئات الفلسطينيين إلى هضبة الجولان. احتج فلسطينيون من مخيم اليرموك الموجود عند أطراف دمشق ضد النظام السوري خلال جنازات حوالي 20 قتيلا, وقالوا إن النظام يستغلهم بغية تحويل الرأي العام العالمي عما يجري في سوريا ـ باتجاه إسرائيل.
ثمة أيضا من يسأل, ماذا حصل الآن فجأة؟ لماذا حافظت سوريا على هدنتها مع إسرائيل طوال 37 عاما؟ خلال صدامات داخل مخيم اليرموك, قَتل رجال "أحمد جبريل" من النظام السوري 10 فلسطينيين. وقد تعرض قائد حماس, "خالد مشعل", للنظام السوري, عندما توجه إلى مصر بحثا عن ملجأ بديل تحسبا من إضعاف النظام السوري وإسقاطه, كما اتهم ناطقون سوريون الفلسطينيين بالمشاركة في الثورة. 
رغم التخوفات من استقواء "الإخوان المسلمين" في سوريا بعد سقوط النظام, فإن التحالف بين سوريا وإيران في خطر. خلافا لحركة حماس السنية التي أُلزمت بالدعم الإيراني بسبب فقدان الدعم من الدول العربية, فإن حركة "الإخوان المسلمين" في سوريا ملزمة بدعم الدول السنية وعلى رأسها, السعودية, وهي تظهر ولائها لكبير المفتين السنة الدكتور "يوسف قرضاوي" الذي يبغض النظام الإيراني الشيعي. لذلك فإن إيران وأتباعها, خاصة حزب الله, سيكونون المتضررين الأساسيين من تغير النظام, كون سوريا الحليفة العربية الوحيدة لإيران. كما أن سقوط النظام سيزيد من عزلة إيران في الساحة العربية وفي الساحة الدولية.
بخصوص الطبيعة المستقبلية للنظام في سوريا, تجدر الإشارة إلى أن حركة "الإخوان المسلمين" في سوريا ليست الوريث المحتمل الوحيد للسلطة. هم فقط تيار واحد من بين 17 تيارا طائفيا, دينيا, وعرقيا.
رغم اللغز الذي يحيط مستقبل سوريا, فإن التغيير من وجهة نظر إسرائيل سيكون لصالحها فقط, وما هو أسوأ من النظام السوري وحلفه الوثيق مع إيران ـ لا يمكن أن يكون. طبيعة النظام البديل الذي سيكون, وحتى إن كان, كسالفه, ستواصل استغلال المشكلة الفلسطينية, وكما أن أساس انشغالها سيكون في الشؤون الداخلية, وتحدياتها الأساسية ستكون التغلب على الفقر, القمع والفساد".  
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الثورات العربية وإسرائيل
المصدر: "موقع NFC  الاخباري على الانترنت"
" لقد مرّ نصف سنة على بدء اهتزاز الأرض تحت أقدام الحكّام العرب في كل المنطقة من حولنا. العالم الذي تفاجأ حقاً ينبغي أن يدرك ماذا يحصل ولماذا. ثمة شك إن كان ذلك يحصل بالفعل.
هل تعرفون مَن هو محمد بو عزيزي؟ من الممكن حتماً أن أحفادكم لم يعرفوا مَن كان باراك أوباما, لكنهم سيعرفون اسم بو عزيزي. في 17 كانون الأول (العاشر من شهر طبيث العبري), في بلدة صغيرة وغير معروفة جنوبي تونس, أضرم محمد بو عزيزي النار في نفسه ومات بعد أن دمّرت الشرطة بسطة الخضار غير الشرعية التي يعتاش منها. كان بو عزيزي شاباً أكاديمياً يبلغ من العمر 26 عاماً, عاطل عن العمل جائع وبائس, كالملايين مثله في المحيط العربي الضخم. نشر أصدقاؤه صوره وقصته على الفايسبوك, وهكذا بدأت الثورة.
الأحداث الكبيرة في الحقيقة تكون غير متوقعة دائماً. لذلك لا ينبغي بالمحللين المتفاجئين, وكذلك عناصر الاستخبارات المحترفين, أن يخجلوا أو أن يستقيلوا بسبب حقيقة أنه لم يكن لديهم فكرة قبل الثورة بيوم ماذا يمكن أن يحصل. كذلك الطلاب الشباب الذين خرجوا للتظاهر في شوارع العاصمة تونس, والذين بدأت الثورة بهم, لم يخطر ببالهم أنهم يدحرجون كرة ثلج ستغير وجه الشرق الأوسط. هم بالطبع لم يفكروا بسقوط مبارك أو بشار الأسد, وحتى بسقوط رئيسهم, زين العابدين بن علي, الذي انتُخب قبل سنة تقريباً للمرة الرابعة أو الخامسة بأغلبية بلغت 95%. لقد فكروا ببو عزيزي المسكين وأرادوا فقط عملاً وخبزاً, وبقية الأمور حصلت من تلقاء نفسها. 
لكن بعد نصف سنة انتهى زمن المفاجآت وينبغي إدراك ما الذي حصل تلقائياً, ماذا يكمن وراء ما سُمي بثورة الفايسبوك, ما هي القوى السرية التي تقودها وإلى أين تسير الأمور. في سياق هذا النص يحلل ويصنّف الدكتور "موتي كودر" هذه الأحداث, وخصوصاً الادعاء بأن هذه الثورة ليست ثورة فايسبوك إنما ثورة الجزيرة. يجب القراءة.
الانطباع الأساسي  لدي بعد مرور نصف سنة هو أن الغرب وإسرائيل ضمنه, وباراك أوباما على رأسه, لا يقرؤون الخريطة, لا يعرفون ماذا تغيّر, ويستمرون بالتفكير في الغد وفق مفاهيم الأمس. ليس إن كنت أعرف ماذا يمكن أن يحصل غداً في اليمن وإن كان النظام السوري سيصمد بعد يومين أو عدة سنوات, لكن النقطة الهامة هي ليست معرفة كيفية التكهن بالمدى المباشر إنما فهم الاتجاه العام على المدى البعيد.
أكثر دراماتيكية من غوربتشوف
تبدو هذه الثورة أقل دراماتيكية من انهيار الإمبراطورية السوفياتية في أواخر الثمانينات, لأنه هناك انهارت دولة عظمى وهنا ينهار نظام قديم ضعيف وليس معروف كفاية. بيد أن هذه المقارنة تذّكر بالطفل الذي يسأل والده لماذا يحدثون ضجة كبيرة عندما يموت شخص مهم وليس عندما يولد شخص مهم. من الممكن أن يصبح ما نتج من ثورة الفايسبوك أكثر دراماتيكية مما نتج عن ثورة غوربتشوف. وما سيتأتى هو ليس الديمقراطية ولا الحرية ولا الربيع, إنما تعاظم القومية العربية وفي أساسها نمو الأمة العربية الكبيرة.
الثورتان متشابهتان في أمر واحد: في كلاهما انهار نظام عالمي حُدد في نهاية الحرب العالمية الأولى وصمد طوال القرن العشرين, حتى أنه ليس هناك أي شخص حي في العالم يذكر وضعاً مغايراً,ً وساد شعور بأن هذا الوضع هو من طبيعة العالم. بعد الحرب العالمية الأولى سيطر الشيوعيون على الحكم في روسيا وقادوا بالدم والنار عالم الغد الشيوعي, الذي صمد 70 عاماً. وفي تلك الفترة تجوّل نبلاء بريطانيون رومانسيون وضباط فرنسيّون جذابون في الشرق الأوسط, وقسموا الوطن العربي الكبير إلى دول, وفق مصالح إمبراطورياتهم ومصالح القبائل والعشائر التابعة لأصدقائهم وحلفائهم. واستمر هذا الوضع 90 عاماً. الوطن العربي الكبير, الذي كان في الماضي البعيد إمبراطورية ضخمة بوجه القوة, وفي الماضي القريب تحت سيطرة الإمبراطورية العثمانية لأكثر من  500 سنة, تقسم دفعة واحدة على خرائط البريطانيين والفرنسيين إلى 20 دولة مستقلة ومعاصرة في الظاهر, لكنها في الواقع ضعيفة ومحكومة من الخارج. هكذا كان الوضع في الشرق الأوسط خلال الـ 90 سنة الأخيرة, وبرأيي هذا ما ينهار الآن أمام ناظرنا.
كيف انتقل تأثير الدومينو من تونس إلى ليبيا ومصر, لمَ يزعزع كرسي الأسد في سوريا, ولمَ يثير الخوف لدى عبد الله ملك الأردن, لماذا لا يخيف النظام الألباني, تركيا وزئير, لماذا؟ لأن الجميع يدرك أن الأمر يتعلق بزعزعة الداخلـالعربي والوجه العربي, وهي عملية تتعلق بكافة النظام العربي والنظام العربي فقط. هناك شيء ما يقوّض الهيكل الزائف الذي قسم العالم العربي قبل 90 عاماً إلى دول. ينسق الشباب في كافة هذه الدول نشاطاتهم عبر الانترنت, يتبادلون التجارب, يجدون لغة مشتركة وعدواً مشتركاً, ويستمدون الشجاعة من بعضهم البعض. هل ترى صور التظاهرات من القاهرة, دمشق, بنغازي, صنعاء ويتبين منها أمر واحد: كم هي قريبة من بعضها البعض.
من حقهم الاختيار, من واجبنا الحذر 
في الغرب مندهشون ويسمون ذلك الربيع العربي, على وزن ربيع الشعوب الأوروبية أو ربيع براغ, ويشيرون بالأصابع إلى عملية الاقتراب من الغرب ومن الأفكار الديمقراطية, كما حصل في الدول التي تحررت من ظلم الاتحاد السوفياتي. ويقول أوباما إنه سيمر بعض الوقت قبل أن نشاهد الديمقراطية  تنمو هنا وإنه ينبغي الصبر. هذا ويعبرون في نيوـيورك تايمز بحذر كبير ويقولون أنه ليس مؤكد إن كان هذا الربيع سينتج ديمقراطية, لكن ذلك يبدو كما لو أنه على الأغلب ومن المحتمل فقط أن لا ينجح ذلك.
بيد أن ذلك رؤية ساذجة للمنادين بالشعارات ولمشاهدي التلفاز وكذلك نظرة الجنرالات الذين يستعدون للحرب القادمة. عندما انهار الاتحاد السوفياتي, كان ذلك تفكك لاتحاد زائف, لعناصره الطبيعية, شعوب كثيرة أسس كل واحد منها دولة خاصة به. وهذا يحصل بقسم كبير منه في أوروبا النصرانية. لكن انهيار الأنظمة العربية عملية معاكسة: تفكك انقسام زائف بقوة قاسم مشترك طبيعي. وهذا ما يحصل في صميم العالم العربي. الشباب في الميادين يطلقون شعارات الحرية والتحرر, لكن هذه كانت أيضاً الشعارات التي أُطلقت في شوارع طهران وأدّت في نهاية المطاف إلى نظام آية الله الخميني. الديمقراطية الغربية لن تنمو هناك, لأن القوة التي تظهر اليوم في العالم العربي هي الإسلام, وتعتبر الأنظمة البغيضة التي تتظاهر ضدها الشعوب جالسة على رماح الغرب وتخون الهوية العربية. أنا لا أدري كيف سينظمون انتخابات بعد هذه الثورة, لكن في المنطقة العربية حدثت عدة حالات (معدودة) من الانتخابات الديمقراطية الحرة والعادلة تقريباً, وفي كل تجربة من ذلك نجح حزب إسلامي راديكالي. هذا حصل في الجزائر, لبنان, وكذلك في السلطة الفلسطينية. هذا ما يختاره الشعب العربي عندما تتاح له الفرصة, وينبغي احترام رغبته ولكن يجدر التصرف بحذر ومن دون أوهام عندما يمر أمامنا في الطريق".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أزمة الهوية اليهودية
المصدر: "يديعوت أحرونوت – يوفال غورين"
" بعد عشر سنوات من الغاء بند القومية في بطاقة الهوية، أقر وزير الداخلية ايلي يشاي في الاونة الاخيرة نظاما جديدا، يحتاج الى اقرار من وزارة العدل ولجنة الدستور في الكنيست، يعاد بموجبه بند القومية الى بطاقة الهوية – وان كان فقط لاصحاب الهويات التي صدرت حتى العام 2002.
في العام 2001 قبلت محكمة العدل العليا التماسا رفعته الحركة الاصلاحية مطالبة بتسجيل "يهودي" في بند القومية حتى في بطاقات هوية مواطني الدولة ممن اجتازوا تهويدا اصلاحيا أو محافظا. وردا على ذلك أعلن وزير الداخلية في حينه يشاي بانه قرر الغاء بند القومية في الهوية، وفي بطاقات الهوية التي اصدرت منذئذ سجلت نجوم الى جانب كلمة "القومية".
في مكتب وزير الداخلية قالوا أمس ان الخلفية للنظام الجديد هو توجه العديد من الناجين من الكارثة  ممن يطلب اليهم تجديد هوياتهم بين الحين والاخر، فيشعرون بالاهانة من أنه منذ 2002 لا يشار في بطاقات هويتهم الى كلمة "يهودي".
حجة اخرى طرحت في محيط الوزير يشاي هي أن النظام الجديد جاء تمهيدا للانتقال المخطط له لاصدار بطاقات هوية ذكية في الاشهر القريبة القادمة.
في الحركة الاصلاحية ردوا أمس بغضب على نية الوزير يشاي، والتي وصفوها بانها "مناورة اخرى من مدرسة الاحزاب الاصولية".
"ينزل الى مستوى دون"
وحسب الحاخام جلعاد كريف، مدير عام الحركة الاصلاحية فان "هذا النظام لا يرمي الا الى منع الاعتراف بالتهويد الاصلاحي والمحافظ خلافا لقرار صريح من محكمة العدل العليا. الاستخدام المكشوف وغير الذكي للناجين من الكارثة كذريعة لنظام يكشف فقط الى أي مستوى متدن مستعد الوزير يشاي ان ينزل في صراعه ضد الطوائف الاصلاحية".
في رسالة بعث بها أمس رؤساء الحركة لليهودية التقدمية لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو طالبوه بان يأمر الوزير يشاي بالكف عن كل عمل في هذا الموضوع. "مرة اخرى، يذهلنا أن نكتشف كيف أن الوزير يشاي مستعد لان يدوس على مبادىء اساسية تتعلق بالمساواة والسلوك السلطوي المحترم للتهويد الاصلاحي والمحافظ والحركات غير الارثوذكسية"، كتب رؤساء الحركة، الحاخام كريف، المحامي يرون شفيت، رئيس ادارة الحركة اليهودية التقدمية في إسرائيل والحاخامة غاليا سدان، مديرة مجلس الحاخامين التقدميين، "لفرحتنا الشديدة تبنت الحكومة موقفا بموجبه لا مجال لحث اجراءات من جهة واحدة في مجال التهويد يمكنها أن تمس بوحدة الشعب اليهودي.
"نحن واثقون من أن هذا الموقف الهام والضروري لحكومة إسرائيل سيطغى على الموضوع المطروح وان الحكومة ستواصل سياستها منع الخلاف والشقاق الزائد حول مسألة التهويد".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ثلاثة اشهر انتفاضة: القمع لم ينتصر على الاحتجاج..
المصدر: "هآرتس  ـ آفي يسسخروف"
" خطاب الرئيس السوري بشار الاسد بعد مرور نحو ثمانية اسابيع من الصمت، هو بمفاهيم عديدة أقل مما ينبغي ومتأخر أكثر مما ينبغي. وعلى الرغم من جملة وعود الاسد بالانتخابات منذ شهر آب القادم (بعد نحو شهرين فقط ودون أي اعداد) يبدو ان الجمهور السوري مل الرئيس، وهو لا ينجح في اعادة الهدوء الى دولته.
المظاهرة الاولى كانت في 16 اذار، قبل أكثر من ثلاثة اشهر عندما تظاهر نحو 150 شخصا في دمشق مطالبين بالافراج عن اقربائهم من السجن. واحدثت هذه الحادثة حرجا ما للنظام، ولكنها كانت أبعد من أن تنذر بما سيأتي.
بعد بضعة ايام من ذلك بدأ الاحتجاج في درعا يراكم الزخم. في البداية بدا هذا كحادثة غبية. بضعة اطفال سوريين، خطوا شعارات ضد النظام، اعتقلتهم قوات الامن وضربوا ضربا مبرحا. هذا الحدث أخرج مئات الناس الى شوارع المدينة الجنوبية، وفي 23 اذار قتل افراد الشرطة ستة متظاهرين في المدينة. في أعقاب هذا الفعل، أقال الاسد المحافظ.
حاول الاسد تهدئة الاحتجاج: عين لجنة تفحص امكانية الغاء قانون الطوارىء المتبع في سوريا في الـ 48 سنة الاخيرة، ومع نهاية اذار اقال حكومته. ولكن هذا لم يوقف المظاهرات. في 8 نيسان قتل 22 متظاهرا في درعا عندما هاجمت قوات الامن بالنار الحية مسجدا في وسط المدينة. وأدت هذه الحادثة الى موجة واسعة من المظاهرات في مراكز عديدة في الدولة وانضمام الاكراد الى الاحتجاج.
في 19 نيسان رفع قانون الطوارىء في الدولة رسميا، ولكن قمع المظاهرات بات أكثر فأكثر وحشية. بعد ثلاثة ايام من ذلك سجل نحو 100 قتيل في مظاهرات ضد النظام. في الغداة قتل 12 آخرون، وبعد اقل من 24 ساعة من ذلك بدأت حملة واسعة للجيش السوري في درعا، في ظل استخدام الدبابات. الولايات المتحدة من جهتها أعلنت في نهاية الشهر عن فرض عقوبات على بضعة مسؤولين كبار في نظام الاسد.
في الايام التالية استمرت المظاهرات في اماكن اخرى ايضا في سوريا. الاسد واخوه ماهر، قائد اللواء الرابع، استخدما القبضة الحديدية ضد المتظاهرين. فقد ارسلت قوات الجيش لقمع المظاهرات في بانياس وفي حمص، المدينة الثالثة في حجمها في سوريا. واستمرت المظاهرات. في 20 ايار قتل نحو 44 شخصا آخرين في قمع المظاهرات.
في نهاية ايار فرض الاتحاد الاوروبي عقوبات على الاسد ومقربيه، وفي بداية شهر حزيران اجتمع لاول مرة بشكل علني في العاصمة التركية أنقرة نحو 300 من ممثلي المعارضة في سوريا، بمن فيهم ممثلين عن الاخوان المسلمين. ودعوا الاسد الى نقل صلاحياته الى نائبة ومغادرة الدولة. وفي الغداة استمرت المذبحة. 63 شخصا قتلوا بنار قوات الامن، 53 منهم من سكان حماة، التي في 1982 ذبح فيها جنود حافظ الاسد رجال الاخوان المسلمين.
في 4 حزيران بلغت السلطات السورية عن ان 120 جنديا ومن رجال الامن قتلوا على ايدي مسلحين في بلدة جسر الشاغور، القريبة من الحدود مع تركيا. وخوفا من الحملة العسكرية المرتقبة، فر الالاف من البلدة ومحيطها الى تركيا، التي من جانبها شددت لهجتها ضد دمشق. في الايام الاخيرة استمرت اعمال القتل التي يقوم بها الجنود السوريون للمتظاهرين. بزعم المعارضة، حتى الان سجل اكثر من 1.300 مواطن قتيل".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تحرش زائد في مطار بن غوريون
المصدر: "هآرتس"
" ممثلو طائفة المثليين في برشلونه، ضيوف رسميون لوزارة الخارجية، يدعون بانه عند خروجهم من مطار بن غوريون الاسبوع الماضي اجري لهم فحص امني دقيق، ترافق وتحقيق غريب وبمعاملة مهينة. في سلطة المطارات عقبوا على ذلك بان الفحص كان عاديا ومؤدبا، ولكن الضرر لصورة إسرائيل قد لحق منذ الان: اعضاء الوفد، الذين شاركوا في مسيرة الفخار (المثليين) رغم ضغط المنظمات المناهضة لإسرائيل، صرحوا بانهم لن يعودوا الى إسرائيل أبدا.
يبدو أن سلطة المطارات والمخابرات المسؤولة عن التفتيشات تفسر مهمتها بشكل مغلوط. عليهم بالفعل أن يجروا فحوصات امنية شاملة، في صالح المسافرين بأسرهم، ولكن هذه يفترض أن تتم بادب وكياسة، كخدمة مدنية، وليس كتنغيص عيش عسكري.
هناك حالات يسمح فيها المفتشون لانفسهم بالخروج عن النظام الامني العادي فيجرون للمسافرين تحقيقا دقيقا ومهينا، يتخذ صورة جمع للمعلومات الاستخبارية، وليس كحماية. والامر خطير على نحو خاص عندما يتم التفتيش على طريقة "المزايا الشخصية" موضع الخلاف، والتي تمس بالعرب مواطني إسرائيل اساسا.
في هذا الموضوع قبلت محكمة العدل العليا في اذار التماس جمعية حقوق المواطن وفرضت على الدولة أن تعلل لماذا لا تتم التفتيشات الامنية في مطار بن غوريون حسب معايير "متساوية، موضوعية وموحدة". قضاة محكمة العدل العليا، الذين فحصوا مسألة التفتيشات الامنية، بجوانبها المعقدة، بالقياس الى ما هو دارج في دول اخرى، ابدوا ملاحظة بانه لا يمكن تصنيف فئة سكانية كاملة. بهذه الروح لا يمكن ايضا تصنيف مجموعات كاملة، أو أفراد، بتعليلات غامضة، واخجالهم على الملأ.
أنظمة الامان في الطائرات وفي المطارات في كل العالم تتصدى لمخاطر وتهديدات ارهابية، وواضح انه يجب فحص كل المسافرين. ولكن يجدر بالامر ان "يتم بشكل متساو، حتى وان كان في ذلك اثقال على عموم المسافرين. بتكنولوجيات حديثة وبقدر أقل بالنبش اليدوي في الحقائب، ومن قبل فريق مؤدب، يعترف بانه يقدم خدمة للمواطنين ولا يصدر الاوامر. إسرائيل لا يمكنها أن تسمح لنفسها بان تسير بعيدا في الفظاظة مع من يدق أبوابها".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يوم اللاجيء استوعبوا، اطردوا
المصدر: "يديعوت احرونوت ـ علما زوهر"
" أحيا العالم هذا الاسبوع يوم اللاجيء الدولي. هذا العام، ويا له من أمر محرج، حل هذا اليوم مع مرور ستين سنة على التوقيع على ميثاق اللاجئين في الامم المتحدة. ذاك الميثاق، الذي كان أحد الحوافز البارزة لصياغته هو مشكلة اللاجئين اليهود الذين نزحوا في أعقاب الحرب العالمية الثانية.
دولة إسرائيل الشابة شاركت في 1951 مشاركة فاعلة في تحقيق هذا الميثاق. محزن، بل ومثير للحفيظة، النظر بعد ستين سنة الى وضع اللاجئين وطالبي اللجوء في الدولة اليهودية.
دولة إسرائيل لا تستوعب لاجئين وليس لها أي سياسة في هذا الموضوع. السياسة الرسمية هي تنغيص عيشهم الى أن يغادروا طواعية. خطأ شائع هو التفكير بان الافارقة الذين يوجدون في الاراضي الإسرائيلية قد استوعبوا فيها كلاجئين، واننا كلنا طيبو النفس. دولة إسرائيل لا تعترف بأي لاجيء افريقي، من ناحيتها كلهم، دون أي استثناء، "متسللون"، أي مجرمون ومهاجرو عمل غير قانونيين.
إذن لماذا لا تطردهم؟ لان القانون الدولي يمنع ذلك. معظم اللاجئين في إسرائيل يأتون من أرتيريا، من دارفور ومن جنوب السودان – الدول التي قررت الامم المتحدة منذ زمن بعيد بانه محظور أن يعاد اليها طالبو اللجوء خوفا على حياتهم. لاجئون من هذه المناطق يستوعبون في السنوات الاخيرة في كل العالم، الا في إسرائيل. عندنا، مثلما قال بن غوريون، الامم المتحدة هي القفر، ولن يجدي هنا شيء نفعا. في هذه الاثناء تتمتع الدولة بقوة عمل قابلة للاستغلال لعمال عديمي الحقوق. فيمكن تشغيلهم لعدد لا حصر له من الساعات، باقل من الحد الادنى للاجور، دون منحهم تأمينا صحيا او حقوقا اجتماعية. كم هو مريح ذلك.
في اطار سياسة "لا سياسة" ترفض إسرائيل البحث في طلبات اللجوء من الافارقة، بدعوى أنهم يأتون من دول معادية، ولما كانت لا تدرس الطلبات، فانها لا تجري أيضا أي خطوة يمكنها أن تقرر من يستحق مكانة لاجيء ومن لا. والنتيجة – حصانة جارفة. أي، يبقون هنا حتى اولئك الذين لا يستحقون الحماية على الاطلاق.
والمشكلة تتضخم بسرعة. في الاسبوع الماضي ضرب رقم قياسي، عندما اجتاز 623 شخصا الحدود الإسرائيلية – المصرية في غضون اسبوعين فقط. كل ما تبقى لحكومة نتنياهو هو مواصلة عدم الاعتناء بهم، والانتظار بصبر أن تقع مصيبة.
وعندما تقع مصيبة، او أن تكون في حينه شرعية للحكومة لحل كل لجام، واتخاذ وسائل أكثر عنفا ومعالجة المشكلة بالطريقة العسكرية الإسرائيلية المعروفة – الخازوق.
والمصيبة ستقع. خذ عشرات الاف الاشخاص المعوزين من كل شيء، امنع عنهم كل امكانية للعمل ونيل الرزق، لا تمنحهم مساعدة طبية ونفسية، احبسهم بشكل تعسفي وعندها اطلقهم بشكل مفاجىء، ابقيهم لفترة طويلة في وضع من انعدام الوسيلة وانعدام اليقين، هزهم ونغص عيشهم – فاذا هي المصيبة. قبل بضعة ايام قتل في حولون لاجيء ارتيري عائلته وانتحر. في حولون الياس لم يصبح اكثر راحة.
إذن ما الذي ينبغي عمله؟ مثل كل شيء في الحياة ـ حل وسط. من جهة لا يمكننا أن نستوعبهم جميعهم. من جهة اخرى نحن ملزمون بمساعدة بعضهم على الاقل. وبالاساس – حان الوقت لان نبلور سياسة، ان نقرر من وباي شكل يمكننا أن نساعد ومن لا. وكل من ينقذ نفسا واحدة، وكأن به أنقذ العالم بأسره".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
البدو في النقب – حقيقة وخيال
المصدر: "هآرتس ـ جدعون بايغر"
" يُخيل إلي أن بحث مسألة البدو في النقب تجاوز بحث الحقائق وأصبح بحثا يمكن أن نلخصه بعبارة: "عندي رأي فلا تبلبلني بالحقائق". هذا هو شأن مقالة كارني الداد ("الخطر البدوي"، "هآرتس"، 7/6) وشأن مقالة أورين يفتحئيل ("نماء بدل صراع"، "هآرتس"، 14/6). برغم أنني أوافق على آراء يفتحئيل في شأن الحاجة الى حل المشكلة وطريقة الحل فانه لا ينبغي لأسفي تجاهل الحقائق غير الصحيحة في مقالته.
أولا، في شأن "غزو" اراضي الدولة. فبخلاف كلام يفتحئيل، لم ينشأ في النقب أي نظام ملك للمولدين البدو منذ القرن التاسع عشر. فلا الحكم العثماني ولا الجهاز الاداري البريطاني منحا قط القبائل والعائلات حقوق ملكية على الارض. بالعكس، الغى الحكم البريطاني العادة العثمانية التي مكّنت شخصا أحيا ارضا مواتا ودفع ضرائب عنها من الحصول على حق الاستئجار. إن الحكم البريطاني الذي طمح الى ترتيبات اراض لم يعترف بهذا الحق ومضى بذلك خطوة الى الوراء من جهة الاعتراف بالحقوق في الارض.
تم شراء اراضي اليهود في النقب وتسجيلها من اجل ضمان نقل الاراضي الى ملك المؤسسات الصهيونية. لم تُسجل هذه الاراضي في أكثر الحالات في السجلات الرسمية لانه لم يجر أي تسجيل ملكية منظم يتعلق باراضي النقب باستثناء السهل الساحلي الجنوبي قرب البحر – منطقة النقب الشمالي الغربي. وفي أكثر اراضي النقب لم تُرتب أية ملكية أو حق آخر في الارض.
كذلك زعم أن "أكثر البدو اكتفوا بحقيقة أن السلطات تعترف بالملكية التقليدية" ليس صحيحا لأنه لم يكن أي اعتراف كهذا لا خطي ولا شفهي.
ويزعم يفتحئيل ايضا أن باحثين يُقدرون أن البدو فلحوا اراضي مساحتها 2 – 3 مليون دونم في فترة الانتداب البريطاني. وليس لهذا الزعم أي أساس سوى ربما حكايات البدو. اجل كان هنا وهناك اراض قليلة زُرعت بالشعير خاصة واذا هطل قدر كاف من المطر وُجد قليل من المحصول ايضا. لكنه لا يوجد أي تسجيل منظم لاعمال الفلاحة هذه ولم تُجب قط ضرائب على هذه الاراضي وكان الذي جُبي ضريبة على الغلال القليلة لا بحسب مساحة الارض المفلوحة. إن الحكم البريطاني الذي استبدل بالضريبة على الارض ضريبة على الغلال لم يجب أي ضريبة ارض من البدو ولم يكن هناك أي اعتراف بحقوقهم في الارض – وهو أمر لم يُثر قط للنقاش حتى انشاء دولة إسرائيل.
لم يسكن البدو مناطق استيطان ثابتة، كما قال يفتحئيل، ولم يعتمدوا قط على اقتصاد الزراعة. فهم في الواقع احتقروا عمال الارض ورأوهم عبيدا للناس الأحرار من لزوم الارض.
إن الاراضي التي يسكنها البدو لم تنتقل اليهم وراثة عن أحد. مع نشوء الدولة ترك أكثر البدو دولة إسرائيل والذين بقوا جُمعوا في منطقة خاصة حيث استمروا في حياة الرعي والتنقل وقليل من الزراعة غير المنظمة والعرضية. ومع مرور الايام نُقلت عائلات وقبائل من مكان الى آخر حسب احتياج الدولة، ولم يُعترف قط بالاراضي التي أُسكن البدو فيها بأنها ملك لهم. تمت مسيرة تمدنهم بمبادرة وتمويل من حكومات إسرائيل على اختلافها والتي استطاعت أن تفضي الى استيطان دائم للبدو كما تصرفت جميع الدول في المنطقة.
في دولة إسرائيل فقط نشأ بناء موزع على التلال المجاورة لمحاور نقل مركزية دونما صلة بالموقع التاريخي للعائلات التي سكنت وبنت بيوتا عرضية وبيوتا ثابتة بعد ذلك في كل مكان اشتهته. بنت دولة إسرائيل التي تنفذ قانون التعليم الالزامي، مدارس في تجمعات بدوية دونما صلة بمقدار قانونية هذه البلدات. لم تحصل كل مجموعة بيوت صفيحية على مدرسة لكن النظام يُمكّن عشرات آلاف الاولاد من الدراسة بنفقة من الدولة.
هناك حاجة بطبيعة الامر الى تنظيم الظاهرة وتفضي اقتراحات لجنة غولدبرغ الى حل ممكن في الحقيقة سينفذ بتجميع البيوت الصفيحية الموزعة فوق كل تل عالٍ في عدد من البلدات المنظمة. فليس منح كل بيت صفيحي اعترافا يفضي بالضرورة الى تزويد الدولة كل تل بالخدمات – ليس حلا مناسبا ممكنا".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لا يمضون للجيش
المصدر: "هآرتس ـ سافي رخلفسكي"
" تخيلوا أن يُبلغ مئات الشباب من أبناء الثامنة عشرة الحكومة ورئيس هيئة الاركان هذا الصيف أنهم لن يمضوا الى الجيش. وعندهم ثلاثة مطالب لتجنيدهم يفترض أن تكون مفهومة تلقائيا: وقف العادة التمييزية التي أخذت تتسع ومؤداها أن فتاة علمانية تُجند سنتين في حين تُعفى فتاة متدينة من كل عبء؛ والغاء القاعدة الشديدة السوء والتي زادت تطرفا ومؤداها أن العلماني الذي يريد أن يدرس اربع سنين يحصل احيانا على إذن من الجيش ويجب أن يعوض ذلك بسنوات تجنيد طويلة أما زميله المسجل لدراسات دينية متطرفة لاربع سنين فانه يحظى بسببها باعفاء طوال الحياة؛ واعلان الحكومة أن الجيش سيحمي إسرائيل في حدودها وأنها غير معنية بمتر آخر. إن حدود اليوم اذا كان نتنياهو قد نسي تقوم في قوانيننا على حدود 1967 مع زيادة الأحياء اليهودية في شرقي القدس فقط (غير اليهود في شرقي القدس ليسوا مواطنين ولهذا ليست أحياؤهم جزءا من الدولة).
لا يوجد نفاذ اخلاقي وقانوني لضريبة الدخل المفروضة على اليهود الاشكناز فقط. ولا نفاذ لاشارة ضوئية حمراء لاصحاب الشعر الاسود فقط، ولا يوجد تجنيد لغير المتدينين ولا تدين فقط. إن القانون الذي يقوم على تمييز شديد ليس قانونا ولا تمكن طاعته. إن قوانين الدولة وجيشها يحميان حدودها. ونسافر الى الخارج مع جواز سفر لا مع دبابة.
إن الواقع المعوج الذي يحتل إسرائيل ليس جديدا. لكن ثلاث قشات يكسرن الآن ظهر الحمار وهي: التطرف الداحض للاعفاء الديني؛ ووعد نتنياهو بصراع أبدي لرفضه الاكتفاء بإسرائيل القانونية التي تقوم على خطوط 1967؛ وقرار حامل معدات نتنياهو – بني غانتس الذي شك مئير دغان في قدرته على كفه عن الخروج لحرب خراب – على أن المجندين يجب أن يبذلوا مُهجهم من اجل الله أبيهم.
"يتذكر الله أبناءه وبناته"، هذه صيغة خلاصية تثير القشعريرة. وإن جعلها صيغة ملزمة هي أمر واقعي. إن معنى الجيش الإسرائيلي ينقلب ليصبح جيش الهجوم من اجل الله. كتب حاييم غوري عن الآباء الذين يضطرون الى التضحية بأبنائهم الذين يولدون والتي تفترس قلوبهم، وزاد الامر شدة الآن. فالاعفاء من الخدمة يجعل غير المتدينين ضحايا المستقبل باسم "الله" ومن اجل مستوطنات خلاصية.
يجب على نتنياهو وغانتس أن يجندا لجيش الله مجندا واحدا هو الله. وهو يفترض ان يكون قادر على كل شيء. واذا كان اولئك الذين يرون أنفسهم أبناء الله يخشون أن يصعب عليه ترتيب أموره مرة اخرى فانهم مدعوون الى الانضمام اليه. ينبغي أن يُجند لجيش الهجوم من اجل الله المؤمنون والمؤمنات به وأبناؤه وبناته، وأن يمضوا ليحاربوا حروبه خارج حدود إسرائيل لا من اجلها.
تدرب إسرائيل هذا الاسبوع على اصابة أكثر من ألف صاروخ كل يوم. أُعدت في المركز مواقع سيُدفن فيها آلاف فورا لمنع انتشار الامراض. إن مرض الزمان والمكان هو الخلاصية. ففي العالم الخلاصي تشيع جملة "هذا هو وقت الفعل لانهم نقضوا توراتك". ومعناها انه في وقت الصراع يصبح غير الحِل فريضة. إن هذا المنطق بصيغته العلمانية أفضى بيميني مثل دغان الى أن يهدر كي يوقف الخراب وآلاف الضحايا؛ وأفضى برجل مركز مثل شمعون بيرس الى أن يهمس بالتحذير من الخطر الوجودي المقترب.
هذا هو الوقت لتجنيد النفس من اجل إسرائيل. انشأ آلاف الشباب الهاغاناة والبلماح والجيش الإسرائيلي ويستطيع آلاف الشباب مرة اخرى انقاذ الجيش الإسرائيلي وإسرائيل من كارثة. سينشأ جيش الدفاع عندما يُنقض الجيش الذي حل محله وهو جيش الهجوم من اجل الله. الجيش الذي يسير بنا نحو الخراب. إن نتنياهو وغانتس و"قتلى ألتلينا"، ولواء الاستيطان والله يبدون كأنهم يتعجلون سيرهم على نحو يفضي بآلاف الشباب الى أن يقرروا أن من واجبهم عدم تجنيد أنفسهم لهذا الجيش، من اجل إسرائيل".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نشيد الثرثرة للاسد
المصدر: "معاريف ت ايلي افيدار"
" في خطاب القاه أمس، الاول منذ شهرين، حاول الرئيس السوري بشار الاسد استعراض التحكم والسيطرة على ما يجري في بلاده. غير أن لغة جسده بثت بالذات التشوش والخوف، وشهدت على نحو افضل من أي جملة قالها على فقدان التوازن الذي ألم بالحكم في دمشق.
الناطقون بلسان النظام السوري وصفوا خطاب الاسد في جامعة دمشق بـ "التاريخي". فقد سعى الاسد الى تحقيق هدوء ومصالحة، ولكن مشكوك أن يكون طلبه سيلبى. فالمواطن السوري، رأى زعيما خائفا، مشوشا، عديم الحضور، وبالاساس – من لا يؤمن بالنص الذي يخرج عن فمه، والذي كتبه على ما يبدو أحد مستشاريه.
بعد أسابيع من المظاهرات ومئات القتلى يعرف مواطنو سوريا بان الوعود الاكثر قطعا للرئيس مكتوبة على الجليد، ولا ينبغي تعليق آمال كبار عليها. هم أيضا، كما من المعقول الافتراض انتبهوا اكثر من كل شيء آخر الى لغة الجسد لرئيسهم في اثناء الخطاب، والى الاقوال التي قالها دون أن يقولها – الاقوال التي بين السطور.
عرض الاسد مظهرا خارجيا من اشراك الجمهور في الترددات السلطوية، ولكنه لم يعرض سوى معاضل زائفة وجملا فارغة من المضمون بل واحيانا سخيفة: "علينا أن نقرر ما الذي نختاره"، قال الاسد، "القائد أم خطة العمل. علينا ان نفحص ما هي المعاني الناشئة عن قانون الانتخابات القائم. هل ينبغي الانتظار ثلاثة اشهر قبل التغيير أم نجري قبل ذلك الانتخابات للبرلمان والبرلمان الجديد هو الذي يقود خطوة الاصلاحات؟ (...) هل علينا أن نلغي المادة الثامنة من الدستور أم نلغي الدستور بأكمله؟". بتعبير آخر، أوضح الرئيس بان ليس في نيته تنفيذ تغييرات سريعة كما يطالب المتظاهرون. وهكذا فقد جسد كم هي زعامته منقطعة عن الواقع: وكأن مئات الاف السوريين اصطدموا بالجيش وعرضوا حياتهم للخطر كي يتساوموا على بنود فرعية في الدستور.
كان مشوقا سماع الاجزاء التي ركز فيها الرئيس على الاقتصاد السوري، والاضرار التي قد تلحق به. كان في ذلك اعترافا في أن الاضطرابات نجحت في شل الدولة. فقد اعترف بالرئيس بالضرر الجسيم الذي الحقه به تيار اللاجئين الذين فروا الى تركيا وكشفوا للعالم اعماله الفظيعة. وكما كتب من على هذه الصفحات في الماضي كانت هذه هي الضربة الاشد لصورة الاسد، الذي حاول أن يعرض نفسه منذ زمن غير بعيد كحاكم حديث، بل وغربي. ليس مفاجئا ان المقطع الذي دعا فيه الرئيس المواطنين للعودة الى بلادهم حظي بالتصفيق الاكثر عصفا.
هذا الخطاب لم يشبه خطاباته العلنية السابقة للرئيس في الـ 11 سنة من حكمه. فقد أبقى في البيت الغرور وخفة الرأي؛ وحتى هو، المنقطع عن الواقع والمغترب عنهن فهم حجم التهديد عليه. غير أن الحضور والثقة بالنفس لا يمكن اكتسابهما بين ليلة وضحايا، وهما غابا تماما عن الخطاب. واكثر من كل شيء، بدا الرئيس السوري فارغا: فارغا من الحضور، من فهم الواقع، من قدرة التسامي، وعمليا، فارغا من كل ميزة تجعل الانسان زعيما في لحظة الازمة. باختياره القاء الخطاب أراد الاسد أن يثبت بانه يقود خطى الاحداث في بلاده. وفي هذا فقد فشل.
فور الخطاب اجريت مقابلة مع "الجزيرة" لممثل لجان تنسيق الاضطرابات في سوريا وقال ان رد الشعب السوري سيكون الخروج الى الشوارع. ورد الممثل ردا باتا المحاولة غير الناجحة لبشار لانهاء الازمة. هذا ليس مفاجئا. كل مواطن سني رأى الخطاب فهم بان ايام حكم الرئيس محدودة.
ولا يمكن بدوننا. إسرائيل غابت عن الخطاب، اصبحنا غير ذي صلة في الاضطرابات في سوريا، والكراهية لإسرائيل لم تعد تشكل نسغا. الجماهير الذين خرجوا الى الشوارع للتظاهر، ارادوا ان يفككوا النخبة العلوية، ان ينزعوا السيطرة الايرانية وان يحسنوا وضعهم الاقتصادية. اما نحن فلم نعد شخصية في هذه القصة، وهذا ما ينبغي ان نرحب به".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مَنْ يذْكُرُ اللهُ
المصدر: "هآرتس ـ أودي لابِل"
" يعمل الجيش الإسرائيلي منذ سنين كي يلائم قيمه وأهدافه للجماعات التي تخدم فيه، ويحاول أن يُحسن نفسه على نحو قد يعجب أصحاب الرأي من محاربيه. في حرب لبنان الاولى كانت هناك تنظيمات على صورة "يوجد حد" اضطرت الجيش الى تغيير خططه العملياتية ولن نقول الى وقف القتال والانسحاب الى الشريط الأمني.
وفي الانتفاضتين، وإزاء "خطاب حقوق الانسان" جرى تبني "اللغة القضائية" بل أعلن رئيس هيئة الاركان دان شومرون أنه ليس "للانتفاضة حل عسكري". وكانت مقولة غير ساذجة من قبل قائد الجيش كانت تتوخى آذان من استمعوا ليشعياهو ليفوفيتش الذي قال إن الحل للاحتلال هو "بضع مئات من رافضي الخدمة العسكرية في المناطق". وذلك عن أمل أن تمنح النخب اليسارية النشاط العملياتي مباركتها.
في نهاية التسعينيات، وعندما كان رفض الخدمة قد أصبح ظاهرة دائمة وانضم اليها الذعر الذي أثاره السقوط الممكن للجنود في ميدان القتال – استقر الرأي على أن يُرسل الى لبنان جنود الخدمة النظامية فقط وتم انشاء لواء كفير كي يعمل في المناطق. ووقع بطبيعة الامر الانسحاب من جنوب لبنان الذي شهد على مبلغ القوة و"الابتزاز العسكري" في أيدي جماعات من المواطنين تُرى أنها ذات تأثير اخلاقي في الجنود وأنها تملك "طوابير" من المحاربين؛ حتى وإن أطاع مطالبها قليلون فقط في واقع الامر.
كان الامر كذلك ايضا في أيام مبام و"حلقة الضباط". زعم دوف فايسغلاس أن اريئيل شارون بادر الى الانفصال لأنه لاحظ وجود "ضعف داخلي... وظهور مبادرة جنيف... وأنه تقفز عليك رسائل ضباط ورسائل طيارين ورسائل من هيئة القيادة العامة. وليس هؤلاء شبابا عجيبي الأطوار ذوي ضفيرة خضراء وقرط في الأنف تُغلفهم رائحة غراس قوية. هؤلاء ناس مثل مجموعة سبكتور. وهم في الحقيقة من أفضل الشباب".
في الجيش لبنات لا يجوز أن تؤثر السياسة فيها. ينبغي ألا تؤثر في صورة مهامه وفي قيمه وفي صلوات تأبين ضحاياه. لكن التغيير الذي لا داعي له الذي جرى على صلاة "يتذكر" لا يختلف عن حراكات قديمة كانوا "يغمزون" بها الجماعة القوية. وليست هذه أول مرة يتلاعبون فيها بـ "رمز يهودي". إن اهود باراك اشتهى عندما كان رئيس هيئة اركان ثقة النخبة التي تؤثر في سلوك المجندين في المستقبل – اولئك الذين جربوا آنذاك "ازمة الباعث" – وبدأ "يسِم" الجيش على نحو يلائم "القيم الجديدة". ومن اجل ذلك، ضم الى سلاح التربية البروفيسور آسا كشير – الذي كان في الماضي من قادة المحتجين على حرب لبنان – كي يصوغ للجيش شيفرة اخلاقية تلائم روح ذلك العصر. وهكذا يُمنح الجيش صورة تلائم قيم جيل "حقوق المواطن".
ينبغي ألا ننسى ما أثار غضب كثيرين: فقد أُزيل من شيفرة كشير الاخلاقية قيمة "حب البلاد"، وعُرِّفت إسرائيل فيها بأنها دولة ديمقراطية فقط، وطُلب الى الجنود أن يحاربوا عن صبغتها الديمقراطية لا اليهودية. نشأت جلبة لكن كشير أصر ودعمه باراك. عندما عُين رئيس شعبة القوة البشرية من الصهيونية الدينية تحولت الشيفرة لتصبح "روح الجيش الإسرائيلي"، وعاد اليه حب الوطن والوعي اليهودي. لم تخصص الشيفرة الاخلاقية آنذاك لمحاربين محافظين. حاول الجيش آنذاك أن "يحافظ بأسنانه" على مجنديه من القرى الزراعية والكيبوتسات.
مما يؤسف له أنه في فترة يأتي فيها أكثر المقاتلين من مكان آخر في المجتمع – من القرب من التراث اليهودي والمستوطنات والمعاهد الدينية – جرت ملاءمة صيغة صلاة "يتذكر" على نفس النحو، لمن هناك احتمال أن تُتلى عليه".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
النزاع الخالد
المصدر: "معاريف ـ شالوم يروشالمي"
" ماذا ينبغي للمواطن الإسرائيلي أن يفكر به حين يتعرض لموقفين متعاكسين من زعماء الدولة في غضون اسبوعين؟ الاول كان المواطن رقم 1، الرئيس شمعون بيرس، الذي أعلن بانه يمكن الوصول الى اتفاق مع الفلسطينيين في غضون ستين يوما، أي حتى ايلول القريب القادم. والثاني كان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي أعلن بان النزاع غير قابل للحل الى أبد الابدين. "هذا ليس نزاعا على الارض، جذر النزاع يوجد بشكل عام في مكان آخر"، قال نتنياهو لصحيفة "هآرتس".
في صالح المواطن الذي يشوش زعماؤه له العقل على هذا النحو، نقول بشكل لا يقبل التأويل: نتنياهو محق. النزاع الإسرائيلي – الفلسطيني غير قابل للحل. لا على المستوى الايديولوجي، لا على المستوى السياسي ولا على المستوى العملي. النزاع هو غير قابل للحل بسبب الموقف الفلسطيني ولكن ايضا بسبب أن بيرس ونتنياهو بنفسيهما جعلاه، كل واحد بدوره معقدا حتى الرعب وعديم كل احتمال للحل الوسط. كلاهما خلطا الاوراق على الارض بتزمت، بحيث لم يعد ممكنا اليوم امتشاق الجوكر السياسي المنتصر.
النزاع غير قابل للحل على المستوى الديني والايديولوجي لانه لا يوجد أي طرف يتنازل عن حق وحقيق عن مواقفه الاساسية في مواضيع الملكية على البلاد، من نهر الاردن وحتى البحر. في المواضيع الجوهرية ليس هناك من يمكنه أن يقترح حلا وسطا مقبولا حول حق العودة، اللاجئين، الحدود والقدس. رئيس الوزراء نتنياهو بشكل عام يفترض بان الدولة الفلسطينية يجب أن تقوم في الاردن، والا فانها مصيبة وجودية لإسرائيل وان الزمن يعمل في صالحنا.
على المستوى السياسي لا يوجد أي احتمال لزعيم فلسطيني أو لرئيس وزراء إسرائيلي لتنفيذ حل وسط بعيد الاثر، لن يتحقق على أي حال أبدا. الإسرائيلي لن يقبل حق العودة، والفلسطيني لن يتنازل عن حق العودة. وهكذا ايضا بالنسبة للحرم. المستوطنات؟ رئيس وزراء في إسرائيل لا يمكنه اليوم أن يخلي 125 الف مستوطن يعيشون خلف خريطة الكتل الشهيرة. ليس هناك من يفكك من سكانها كريات أربع (7 الاف نسمة)، بيت أيل (6 الاف نسمة)، عوفرا (3 الاف نسمة) او شيلو (2.500). خسارة على الوقت.
على المستوى العملي لا توجد أي امكانية للوصول الى حل على الارض في المواضيع الجوهرية، وليس فقط في موضوع حق العودة او المستوطنات. القدس في وضعها الحالي لا تتحد ولا تنقسم بين الشعبين. في الاحياء اليهودية خلف الخط الاخضر يوجد اليوم 300 الف يهودي، اكثر مما في القدس الغربية. الاحياء العربية في شرقي المدينة مختلطة دون صلاح الى جانب الاف السكان اليهود. ولتقسيمها يجب شد حدود سياسية بين ساحات المنازل والطوابق داخل البلدة القديمة، في راس العمود، في سلوان او في الثوري.
للمشاكل الجوهرية الاساسية التي غير قابلة للحل اخترعت على مدى السنين كل أنواع الاختراعات التي تجعل كل القصة سخيفة. مثلا، ان تبقى المستوطنات تحت سيادة فلسطينية. ان يكون تبادل للسكان او أن تستوعب إسرائيل بضعة الاف من الفلسطينيين من سوريا ولبنان في كل سنة. الاعلان التبسيطي لكلينتون: "الاحياء العربية في القدس للعرب واليهودية لليهود" لا تثبت فيه الماء، كما يقال. وكذا فكرته لتنفيذ "تقسيم طولي" للحرم يبدو كنوع من المزحة الرئاسية رفيعة المستوى.
مركز بيرس للسلام بالذات، الى جانب المركز الفلسطيني للقضايا الاستراتيجية، ينشر هذه الايام وثيقة خاصة تتضمن 17 مبادرة سياسية طرحت في الفضاء في العشر سنوات الاخيرة، بدءا بصيغة كلينتون وحتى خطة شاؤول موفاز. الوثيقة تفصل جيدا لماذا كانت كل واحدة من هذه الخطط، التي بذل فيها جهد كبير، بحث، محادثات أولية ومقابلات، محكومة بالفشل. السبب الاساس: الطرفان لم يتوصلا الى حسم تاريخي واستراتيجي يفترض الحل. اما أنا فكنت سأضيف بان الحسم التاريخي هو ايضا لم يعد ممكنا تنفيذه على الارض.
وفقط من أجل زيادة الارتباك، أعلن الرئيس بيرس في نهاية الاسبوع الماضي باننا "نندفع بكل القوة الى وضع سنخسر فيه دولة إسرائيل كدولة ديمقراطية ويهودية". هذا استنتاج من تحليل لوضع بيرس مسؤول عنه بقدر لا يقل عن أي زعيم آخر في المنطقة".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الاسد بقي بدون أوراق في اليد
المصدر: "إسرائيل اليوم ـ ايال زيسر"
" الشعب السوري انتظر بترقب متحفز خطاب رئيسه بشار الاسد. ولكن كحجم التوقع هكذا هو حجم خيبة الامل. في خطاب طويل، مستطرد بل وهاذٍ على فصول، روى لهم رئيسهم بان سوريا وقعت ضحية مؤامرة امبريالية تقف خلفها إسرائيل والولايات المتحدة.
في الخطاب عاد ووعد الرئيس السوري بشار الاسد بذات الاصلاحات التي وعد بها المواطنين السوريين منذ أن صعد الى الحكم في العام 2000. بالنسبة للمتظاهرين في سوريا، الذين دفعوا  حتى الان ثمنا باهظا باكثر من 1.300 قتيل، كان هذا الخطاب مثابة "متأخر جدا وبالاساس قليل جدا". لم يكن فيه أي بشرى، باستثناء رسالة واضحة واحدة وبموجبها ما كان هو ما سيكون، وان النظام السوري مصمم على القتال ضد المتظاهرين في حرب ابادة.
الخطاب يثبت مرة اخرى بان بشار ليس جزءا من الحل للازمة التي علقت فيها سوريا، بل هو هو المشكلة، هو والنظام الذي يقف على رأسه. وبالفعل، فان رد مواطني سوريا لم يتأخر في المجيء. فهم لم ينتظروا حتى يوم الجمعة بل خرجوا للتظاهر ضد الاسد ما أن انتهى الخطاب. مشكوك جدا أن يكون في خطاب بشار ما يهدىء الاحتجاج ضد نظامه، وينبغي الافتراض بان هذا سيستمر بكل شدته في الاسابيع القريبة القادمة.
في الخطاب أثبت بشار على أنه أغلب الظن لا يقرأ الصورة ولا يفهم على وجه سليم ما هو جوهر التحدي الذي يقف امامه. الاوراق القليلة التي كانت لديه سبق أن استخدمها، ولكن تبقى وظهره الى الحائط وبلا أوراق حقيقية في يديه. مع ذلك، فكفاح سوريا بعيد عن الانتهاء. الاحتجاج ضد النظام السوري ينال الزخم، والزخم هو الى جانب المتظاهرين، ولكن سوريا لا تزال بعيدة عن لحظة الحسم. المظاهرات لا تزال محصورة في مناطق المحيط، المدن الكبرى لا تزال هادئة وسكانها ينظرون على ما يجري وهم واقفون جانبا، والجيش واجهزة الحكم لا تزال متراصة خلف بشار ونظامه.
 الاسابيع القريبة القادمة فقط ستثبت اذا كانت المؤشرات الاولية على التفكك في اوساط صفوف الجيش والحكم واذا كانت المظاهرات في مدينتي حلب ودمشق هي طير السنونو الذي يبشر بالربيع – نقطة اللاعودة في تطور الاحتجاج في سوريا أم ربما سيتمكن النظام من التغلب على هذه الظواهر ومواصلة المكافحة ضد معارضيه بكل القوة. الواضح هو أن بشار لا يعتزم رفع اليدين في المعركة على سوريا والتي هي ايضا المعركة على حياته، وان هذه المعركة ستكون طويلة ومضرجة بالدماء".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مسيرة السلام ومسؤوليتنا
المصدر: "إسرائيل اليوم ـ يوسي بيلين"
" في لقاء تم بين دبلوماسينا الاول افيغدور ليبرمان، والبارونة آشتون، المسؤولة عن الملف الخارجي في الاتحاد الاوروبي، أبلغها ليبرمان أن الاعلان عن دولة فلسطينية سيكون بمثابة نهاية لمسيرة اوسلو. لست أعلم ماذا كان رد النبيلة البريطانية، لكنني آمل أن تكون ابتسمت.
يمكن التفكير في أنه قد وُجدت مرحلة وزن فيها ليبرمان أن يتبنى اتفاق اوسلو، وتبين له الآن أن محمود عباس يهيج الحرب، وأنه ليس لاتفاق اوسلو نفاذ ما لم يُنتخب لرئاسة السلطة شخص يوافق هواه (لقد أعلن بأن مرشحه هو محمد دحلان)، أو يُتخذ في الامم المتحدة قرار يؤيد انشاء دولة فلسطينية.
جُمدت مسيرة اوسلو في واقع الامر مع تولي بنيامين نتنياهو السلطة في 1996. ولم يحدث شيء سوى الحديث المعسول عن اتفاق وقع وحصل على التزام إسرائيل. لم يتحقق أي تاريخ يرمي الى استمرار إسرائيل في الانتشار من جديد وأصبح التزام التوصل الى اتفاق دائم حتى الرابع من أيار 1999، نكتة. وفي الفترة القصيرة التي تولى فيها اهود باراك رئاسة الحكومة ايضا أراد الالتفاف على الاتفاق، والفشل مكتوب في كتب التاريخ. في أيام اريئيل شارون استُبدلت خريطة الطريق التي كان يفترض أن تفضي الى اتفاق دائم في 2005، باتفاق اوسلو. لم يحدث هذا بطبيعة الامر، فإسرائيل لم تُجهد نفسها بالوفاء بأي التزام قبلته على نفسها في نطاق المرحلة الاولى من خريطة الطريق (مثل اخلاء البؤر الاستيطانية غير القانونية)، واضطرت الى الاعتراف بأن الفلسطينيين هم الذين أوفوا بالتزاماتهم (تعيين رئيس حكومة، واعداد دستور وضمان قانون ونظام وغير ذلك).
تواصل إسرائيل، ولا سيما تحت حكم الحكومة الحالية، توسيع المستوطنات برغم الالتزام الذي التزمته في أنابوليس. اذا كان يوجد مسار ذو اتجاه واحد يؤثر في التسوية الدائمة فهو المستوطنات. نحن نُخل باتفاق اوسلو وبخريطة الطريق التي تتحدث عن تجميد مطلق للمستوطنات وفي ضمن ذلك الزيادة الطبيعية، كل يوم. إزاء هذا الاخلال فان قرار الامم المتحدة على دولة فلسطينية برغم أنني لا أنجح في التحمس له، لا يُغير الواقع بل انه يساوق خطبة نتنياهو في بار ايلان. لن يكون لإسرائيل حتى بعد زمن طويل زعيم مجاور كمحمود عباس. قد يكون ليبرمان يراه ارهابيا، وربما يعتقد ليبرمان أن إسرائيل تستطيع جر الفلسطينيين الى الأبد بمساعدة اتفاق اوسلو بحيث يظلون مطيعين ما لم تُحل مشكلتهم، ويمتنعون عن اجراءات دبلوماسية مائة سنة اخرى.
ليس هذا عمليا، ولا احتمال أن يتم اقناع حتى برلسكوني بذلك، ويحسن التفكير سريعا في مبادرة إسرائيلية قبل أن نُدفع الى تدهور لا نستطيع وقفه".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ميدان الجبهة المدنية
المصدر: "إسرائيل اليوم – العميد زئيف تسوك "
" إن صورة مدينة الخيم في نتسانيم التي بناها غايدميك في حرب لبنان الثانية لاولاد الشمال منقوشة في الوعي الإسرائيلي. هناك من يزعمون أن اهتمام غايدميك بمنعة الجماعة الشمالية نبع من بواعث مصلحية، وهناك من يزعمون أنه كان الرجل الصحيح في الزمن الصحيح من اجل ملء الفراغ الذي نشأ عن عجز الدولة.
على كل حال، مدينة الخيم التي انشأها تبعث على السؤال عن المنعة الجماعية في إسرائيل. وهذا سؤال جديد نسبيا ينبع من تصور الامن القومي الإسرائيلي ومن تغير علاقات القوى بين الجبهة الأمامية والجبهة الخلفية، أو بين ميدان القتال وميدان الجبهة المدنية كما يُعرّفونها اليوم. إن تعريف المنعة اذا حاجة أساسية وهو شرط مركزي لفهم مشترك ومواجهة متزامنة متآلفة بين الدولة ومواطنيها في الطواريء.
ستُجرى هذا الاسبوع عشرات التدريبات في أنحاء البلاد في اطار اسبوع الطواريء الوطني بقيادة مكتب حماية الجبهة الداخلية وسلطة الطواريء الوطنية. سنعمل في هذا التدريب كما في التدريبات السابقة على تطبيق دروس تعلمناها من حرب لبنان الثانية وعملية "الرصاص المصبوب". وكما كانت الحال في السنة الماضية، ستشارك منظمات القطاع الثالث في التدريب وتوجه على يد سلطة الطواريء الوطنية باعتبار هذا درسا جرى تعلمه من عملية "الرصاص المصبوب".
قررنا نحن في سلطة الطواريء الوطنية أن نعمل على نحو مشترك مع جهات المجتمع المدني، ولهذا نجري لقاءات تنسيق على نحو دائم تُنقل فيها معلومات وتوصيات الروابط. لا شك في أن هذا الترابط هو مضاعف قوة ذو شأن في بناء المنعة في الأحداث الطارئة. استجابت عشرات المنظمات وبرغبة كبيرة للمشاركة في التدريب – فهذا اسبوع طواريء وطني يُطلب الى الجميع فيه أن يشاركوا ويُسهموا.
نُشرك زيادة على منظمات القطاع الثالث، السلطات المحلية في التدرب على سيناريوهات الطواريء. يفترض أن يكون رؤساء البلديات رأس حربة منعة الجماهير. يدركون في سلطة الطواريء الوطنية أن المنعة تُبنى كأمر روتيني وعلى مدى سنين. للسلطات المحلية، في مستوى الجماعة دور مركزي بواسطة مشاركة اجهزة التربية والصحة والرفاهة والامن.
مع ذلك، وبرغم التعاون الممتاز مع روابط وجهات متطوعة، لا يمكن بناء المنعة بواسطتها فقط. فالمنعة تُبنى بواسطة قيادة محلية وجهاز حكم مستقر مشارك في حياة الجماعة وفيه تكتل وثقة. لهذا نتوجه الى جهات الحكم لا الى الجهات المتطوعة فقط كي تقود هذه المسارات بعد ذلك.
من اجل انشاء منعة وطنية مركبة متأثرة بمنعة الفرد والجماعة، يجب علينا أن نُعد ونُدرب ونُمرن السلطات المحلية على اوضاع الطواريء المختلفة بمشاركة كاملة من مكاتب الحكومة وعناصر البنى التحتية في إسرائيل. إن مكتب حماية الجبهة الداخلية، بواسطة سلطة الطواريء الوطنية، يقود مسيرة منح بنية تحتية ملائمة لبناء وانشاء نظام منعة في مستوى السلطات المحلية. ومن المهم أن نفهم أنه بغير مشاركة مباشرة من رئيس البلدية وأناس من قبله لن تُجرى مسيرة بناء نظام منعة في السلطة.
زيادة على منظمات القطاع الثالث والسلطات المحلية ومكاتب الحكومة وعناصر البنية التحتية، سيشارك الجمهور الواسع ايضا في التدريب لأنه برغم أهمية الروابط والمنظمات المتطوعة والسلطات المحلية، فان المنعة الوطنية يُعبر عنها المواطنون قبل كل شيء. لهذا من المهم أن يُظهر المواطنون مسؤولية وأن يشاركوا مشاركة فعالة في التدريب الحالي".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قمقم مع رتب
المصدر: "معاريف ـ عوفر شيلح"
" واحدة أعرفها، منتسبة قديمة لحزب العمل، قالت لي ان ترشيح عمير بيرتس لرئاسة الحزب ليس مناسبا في نظرها "بسبب دوره في حرب لبنان". هذا موقف مشروع، بالطبع: فقد شهدنا في حياتنا قدرا كبيرا من الزعماء الذين فشلوا في ادارة احداث محملة بالمصائر كالحروب، ولم يتحملوا المسؤولية ويذهبون الى بيوتهم. بيرتس هو الاخر لم يستقيل بارادته بعد الحرب، وغادر منصبه فقط بعد أن خسر في الانتخابات التمهيدية رئاسة العمل في 2007. قوله الدائم بان لبنان كان "حرب الصحوة" مثير للحفيظة على نحو خاص، اذا تذكرنا بان ثمن ساعة الايقاظ هذه كان 163 قتيلا.
ولكن بعد أن قلنا هذا، من المجدي ان نبحث مرة اخرى في موضوع وزير الدفاع عمير بيرتس في حرب لبنان، بالقياس لمن خدم في المنصب قبله وبعده، ويعتبرون مرشحين طبيعيين لنيله. في اليوم الذي اختطف فيه ريغف وغولدفاسر كان بيرتس في منصبه منذ شهرين. لم يكن لديه أي سبيل لمعرفة وضع الجيش عميقا: مستوى ومزاج قادته، النقص في التدريب والتأهيل الذي قام به قسم هام من وحداته الميدانية دون أهلية.
والاهم من هذا فقد ورث بيرتس الوضع الذي كان قائما منذ سنوات عديدة: وزير الدفاع، الذي حسب القانون هو منفذ دور الحكومة بصفته القائد الاعلى للجيش، هو عامل ثانوي تماما في ادارة الحرب. كان هذا صحيحا بالنسبة لموشيه ديان الذي لم يرغب في الوصول الى قناة السويس في حرب الايام الستة؛ كان هذا صحيحا بعد بيرتس ايضا بالنسبة لايهود باراك، الذي فضل ان تنتهي حملة رصاص مصبوب بعد بضعة ايام والا تصل الى المرحلة البرية.
معارك إسرائيل تدار في الخط المباشر بين رئيس الاركان ورئيس الوزراء، فيما ان كل الادوات في جانب الجيش: الدراسات التفصيلية، اعداد البدائل وعرضها، تصميم الواقع الذي يراه القادة أمام ناظريهم. وزير الدفاع هو نوع من المرشد السياسي – وفي هذا الدور كان بيرتس بالذات ليس سيئا. فهو، مثلا كان الذي ضغط لقصف صواريخ متوسطة المدى وبعيدة المدى لحزب الله.
وحتى لجنة فينوغراد، التي اقوالها بشأن بيرتس مصابة بذات التفكير البيروقراطي والشكلي الذي يميز تقريرها بشكل عام، اشارت الى أن بيرتس "اظهر احيانا فهما لم يظهره اناس اكثر تجربة منه، وكانت له مساهمة هامة في المداولات وفي القرارات في موضوع اهداف الهجوم". واتهمته اساسا في أنه لم يستشر اناسا اكثر تجربة، وكأن ما كان ينقص في لبنان هو نقاش آخر أو حديث آخر مع عاموس جلعاد. لنعترف بالحقيقة: الذنب الاساس لبيرتس كان هو أنه ظهر سخيفا. فهو لم يتناسب مع النموذج الثابت لدينا، بموجبه وزير الدفاع هو جنرال سابق يعرف كيف يرفع الناظور، وعلى هذا يصعب علينا أن نغفر.
ليس المقصود مما نقول ان نبرئه بأثر رجعي. فقد أبدى عمى وسطحية تماما كمن وقف فوقه وظاهرا تحته أيضا. ولكن اذا كان وجود المرء كدمية للجيش في أثناء الحرب هو جريمة، فان دافيد بن غوريون هو وزير الدفاع الاخير الذي سيخرج بريئا. بالمقابل، فانه في ما يتعلق بالتشديدات في الميزانية وبناء القوة، فان بيرتس جدير بالثناء على دفعه الى الامام مشروعه قبة حديدية وعلى مسؤوليته عن التغييرات في الميزانية. هذا ايضا لا يجعله وزير دفاع ممتاز، ولكن شخصا كهذا لم يكن لدينا منذ زمن بعيد.
السؤال الحقيقي ليس اذا كان بيرتس مرفوضا لرئاسة العمل بل الى متى سيعتبر فقط الجنرالات المتقاعدين هم المرشحين للمنصب المدني الصرف لمن يجسد الغلاف المدني الذي يعمل الجيش في داخله. السؤال هو الى متى سينظر الجمهور ليس في المضمون الحقيقي والفارغ جدا للمنصب الاعتباري، بل فقط الى القمقم المزين برتب حامله".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بين غريبل وشليط: مؤامرات في الشرق الاوسط
المصدر: "إسرائيل اليوم ـ رؤوبين باركو"
" إنضم الى مهرجان الجواسيس العالمي عميل أسطوري جديد وهو شخص اسمه ايلان غريبل. منذ كشف الاستخبارات المصرية عن "العميل الصهيوني" أُدرج هذا الشخص في وعي الجمهور العربي باعتباره أيقونة تجسس يوجد عن يمينها وشمالها لورنس رجل العرب وجيمس بوند على الأقل. على حسب قصر أحلام العرب، والذي كله مؤامرات دولية، نجحت سلطات مصر في أن تنسب الى يهودي غامض مسلح بحاسوب ضئيل القدر، يدمغه من أخمص قدمه الى كوفيته، القدرة على تغيير المصائر والمسارات التاريخية في مصر مع الاستخفاف بذكاء الشعب المصري والعالم كله.
بلغت الامور الى حد أنه بحسب رواية الاستخبارات المصرية التي رُوجت بنجاح للغوغاء المصريين على أيدي جماعة الضباط، أفضى "العميل الإسرائيلي" الى انقلاب سياسي والى تنازع بين الجماهير والسلطات في ميدان التحرير، بل انه نجح في تحريض الجماهير المصريين على الانقضاض على الأقباط وإحراق كنائسهم، لا أقل ولا أكثر.
بالغت الاستخبارات المصرية ووضعت في يد غريبل لافتة صنعت في واقع الامر بالفوتو مونتاج، واشتملت على صيغ شتم لاوباما في طموح الى البرهان على ان غريبل عمل في خدمة إسرائيل في مؤامرة لبث الاختلاف بين الولايات المتحدة ومصر. ويُذكر هذا بقول تشرتشل: لم يكن مصريون كثيرون قط مدينين لقليلين بهذا القدر، وفي حالتنا – لغريبل. إن "العميل الصهيوني" زود طائفة الضباط المتعثرة والشعب المصري المُحرض بالقدرة على اتهام اليهود بجميع اخفاقات مصر وتوحيد صفوفها المتفرقة. لا شك في أن غريبل ضروري الآن للنظام ولا سيما في هذه الايام التي يهرب فيها المستثمرون من مصر ويبتعد السياح عن البلد الذي يُجر الى إفلاس وجوع.
إن الفوضى هي بالضبط الزمن الذي يستعمل فيه معادو السامية منذ فجر التاريخ وسائل التحريض ويوجهون الاتهامات والجمهور الغاضب على اليهود. إن الوضع الذي يسود مصر هو ارض خصبة لاستعمال شيفرة الاخوان المسلمين التوجيهية. فهؤلاء يحركون الطائفة العسكرية كأنها دُمية، ويستعدون للسيطرة على مصر، ويجعلون هدفهم نقض اتفاقات السلام مع إسرائيل. هذه الحركة التي تطمح على نحو معلن الى السيطرة على العالم تستعمل اليهود باعتبارهم وقود الثورة كما هي عادة التراث الاسلامي منذ أقدم العصور.
بحسب ما يرى المفكرون البارزون من حركة الاخوان المسلمين مثل سيد قطب، اليهود هم أعداء الله وأعداء المؤمنين وتجب محاربتهم والقضاء عليهم. تقول نظرية المؤامرة الاسلامية التي تغذي هذا المبدأ أنه حتى الله يُدبر المؤامرات: "ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين".
إن تصور المؤامرة الاسلامي يرفض عيبه بأن يتهم اليهود بمؤامرة للسيطرة على العالم. وبهذا تُعظم الحركة قوة حفنة من اليهود في العالم معتمدة كثيرا على اقتباس من بروتوكولات حكماء صهيون. خُذوا على سبيل المثال "العميل" غريبل: اذا كان قادرا على كل هذا فانه يمكن أن نفهم جزءا من الهذيانات في الأدمغة المحمومة لقادة الحركة الذين يحرضون الغوغاء المصريين على اليهود. نذكر فقط أنه من اجل تلك الأهداف نفسها تم اتهام يهود المدينة في أيام محمد بالخيانة، وكانت نتيجة ذلك أن تم القضاء عليهم وغُنمت أملاكهم. إن اتهام اليهود بالتجسس اذا اختراع مُثبت وقدوة يُحتذى عليها. وعلى نحو يشبه مصر تُعظم حماس في غزة استراتيجية متناقضة مؤداها أن جنديا إسرائيليا فردا هو نقطة اعتماد وجودية للشعب الفلسطيني ولمستقبله. يشير طلب حماس الافراج عن مئات المخربين مقابل شليط الى تصور المنظمة المنخفض لنفسها. فمعنى الأمر أن قيمة جندي إسرائيلي فرد هي قيمة مئات المخربين. فأين الكرامة العربية؟.
تكمن المؤامرة الحقيقية في حقيقة ان الاخوان المسلمين يعارضون في الحقيقة التحالف العلماني والديمقراطي، ومن الواضح أنهم اذا تولوا الحكم فسيُحرقون السلم الديمقراطي الذي تسلقوه. يتبين أن "ربيع الشعوب العربي" يُصور مسارات سريعة تُعرض للخطر رؤيا الأمة المسلمة وتثير على السطح الطائفية والدينية والقبلية خاصة. وجدوا في غريبل حلا لتوحيد الصفوف".
21-حزيران-2011
استبيان