المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


أخبار العدو

المقتطف العبري ليوم الاثنين: قد نلجأ الى عملية عسكرية في جنوب لبنان...


عناوين الصحف وأخبار وتقارير ومقالات مترجمة من صحافة العدو

صحيفة "يديعوت احرونوت":
ـ السجناء عرقلوا صفقة شاليط.
ـ حماس في غزة وفي دمشق ايدت، في السجن عارضوا.
ـ يمنعون "الصفقة" من السجن.
ـ اسرائيل نقلت سبعة من قادة السجناء الامنيين الى العزل..
ـ سجناء حماس اعلنوا عن الاضراب عن الطعام.
ـ زمن جلعاد.
ـ الخطوة التالية: ارسال رسالة قصيرة لتأييد الصفقة.
ـ أزمة الجسر.
ـ نهائيا: الفلسطينيون سيتوجهون الى الامم المتحدة في أيلول.
ـ عدل بالبث الحي والمباشر – مشروع قانون جديد: مداولات العليا تصور وتبث في التلفزيون.
ـ الوظيفة الجديدة لرئيس الموساد السابق مئير دغان: البحث عن اليورانيوم.
ـ 7.300 من ابناء منشه في الطريق من الهند "الى اسرائيل".
صحيفة "معاريف":
ـ الولايات المتحدة تبلور رزمة عقوبات حادة ضد ايران.
ـ سجناء حماس يضربون عن الطعام.
ـ اضراب المخربين.
ـ عزل كبار حماس في السجن: حرب الروايات.
ـ اليوم الاول للسنة السادسة.
ـ تلقي شكوى ضد قاضية أمرت بكشف اسماء ضباط.
ـ السفير يغفر لبيوس الـ 12.
صحيفة "هآرتس":
ـ السلطة تقرر رسميا التوجه الى الامم المتحدة للاعتراف بدولة فلسطينية في ايلول.
ـ نتنياهو: لن نسمح للسفن بالوصول الى غزة.
ـ كبار حماس في السجن الاسرائيلي.
ـ سجناء حماس يضربون عن الطعام احتجاجا على شروط العزل.
ـ نحو 200 سجين فلسطيني يتعلمون في الجامعة المفتوحة بتمويل من السلطة.
ـ تحقيق التسلل الى قبر يوسف: الجيش الاسرائيلي ينتقد المحاكم ويطلب المساعدة من المخابرات.
ـ 1 من 37 محاضر في الجامعات عربي.
صحيفة "اسرائيل اليوم":
ـ قواتنا ستوقف الاسطول.
ـ نتنياهو: اسرائيل قبلت اقتراح الوسيط الالماني للصفقة؛ حماس لم ترد.
ـ تحفظ في السجون.
ـ استقبالا للاسطول: اسرائيل مستعدة هذه المرة على نحو أفضل.
ـ يهودي نجا من الفتك في العيسوية.
قنوات العدو التلفزيونية:
القناة الأولى:
ـ معلومات حصرية, هكذا تدار سوق المقامرات غير القانونية في الرياضة
ـ أسرى حماس في إسرائيل يبدأون إضرابا عن الطعام, وعائلة شاليط ترفع من نبرة احتجاجاتها
ـ المجلس الوزاري المصغر يجيز استخدام القوة ضد القافلة التي تعتزم التوجه إلى غزة

القناة الثانية:
ـ رئيس الحكومة يرفض الانتقادات التي وجهتها له عائلة شاليط
ـ مأساة في وادي رامونـ شابة حاولت إنقاذ زوجها فسقطت إلى الوادي ولقيت حتفها
ـ منشورات خاصة: نتنياهو موّل وأتخذ قرارا بشأن شراء طائرة خاصة به
ـ هكذا يتعامل مستوردو الخضار في الأسواق: يشترون بشيكل واحد ويبيعون بأكثر من ثلاثة أضعاف

القناة العاشرة:
ـ كل الوسائل متاحة: عائلة شاليط تبدأ حملة جديدة
ـ محمود الزهار يؤكد عدم وجود مفاوضات ولا وساطات جديدة في موضوع شاليط
ـ مأساة في وادي رامون شابة تبلغ 29 عاما سقطت في الوادي ولقيت حتفها
ـ كيف تنافس إيطاليا وكوريا الجنوبية سلاح الجو الإسرائيلي؟
أخبار وتقارير ومقالات
اسرائيل تهدد: قد نلجأ الى عملية عسكرية في جنوب لبنان
المصدر: "موقع عنيان مركزي العبري"
" قام عناصر(السيد) حسن نصر الله بإعادة تأهيل البنى التحتية القيادية لديهم، وبوضع الوسائل القتالية جنوب الدولة البنان)، وذلك تحسبا لجولة جديدة من المواجهة مع إسرائيل. وأشارت مصادر أمنية إسرائيلية إلى إستمرار خرق قرار الأمم المتحدة 1701 الذي أنهى حرب لبنان الثانية. ووفقا لهذه المصادر، فإن الوضع (الامني) في جنوب لبنان أصبح خطيرا بالنسبة لإسرائيل، بما أن حزب الله قام بتحويل معظم قرى الجنوب لقرى متفجرة.
وبحسب المصادر، أنشأ حزب الله عبر مقاتلين يرتدون اللباس المدني، منظومات سيطرة ومخازن أسلحة في القرى المتاخمة للحدود مع إسرائيل. كما أن الحزب أدخل إلى المنطقة وسائل قتالية جديدة، لم تكن بحوزته في عام 2006.
وبحسب التقارير الصادرة من لبنان، فإن سلاح الجو الإسرائيلي عزز في الأسابيع الأخيرة جهود جمع المعلومات لديه، وذلك من خلال زيادة الطلعات الجوية للطائرات غير المأهولة. وأعلن بيان للجيش اللبناني مساء الأحد  الماضي، (امس) أن طائرات إسرائيلية بدون طيار نفذت طلعات جوية لتصوير منطقة علما الشعب الجنوبية.
ويشار الى أن حزب الله يعيش حالة من الضغط منذ بدء تزعزع النظام السوري, فمن جهة هناك تقارير عن إخراج الوسائل القتالية التي يخزنها الحزب في سوريا خشية وقوعها بيد المتظاهرين. ومن جهة أخرى قدّرت مصادر أمنية مختلفة بأن حزب الله سيحاول القيام بعمليات عدائية ضد إسرائيل بهدف جرها للمواجهة وتخفيف الضغط على حليفه السوري".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
المجلس الوزاري المصغر يوجه أوامر للجيش بمنع وصول القافلة إلى غزة بشدة
المصدر: "هآرتس ـ باراك رابيد"
" اجتمع المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية لإجراء نقاش إضافي حول موضوع القافلة البحرية إلى غزة، وقرر توجيه أوامر إلى الجيش الإسرائيلي لمنع وصول القافلة البحرية من خلال الامتناع إلى الحد الأقصى عن استخدام القوة والمس بالأرواح. المجلس الوزاري المصغر وجه أمرا إلى وزارة الخارجية بمواصلة المساعي الدبلوماسية لمنع خروج السفن من اليونان باتجاه قطاع غزة.
وزراء المجلس المصغر انهوا يومين من المناقشات حول القافلة البحرية، التي يفترض أن تخرج هذا الأسبوع باتجاه شواطئ غزة. حسب كلام مصدر سياسي في القدس، قدم مسؤولون كبار في المؤسسة الأمنية وممثلين عن وزارة الخارجية تقارير تقول انه لا يوجد بيد إسرائيل معلومات عن وجود جهات إرهابية بين النشطاء الذين سيصلون على السفن. رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أشار خلال النقاش انه في هذه المرحلة السياسات ستبقى كما كانت مع القافلة السابقة، أي، الحصار البحري سيفرض بالقوى وإسرائيل لن تسمح للسفن بالوصول إلى غزة.
حسب كلام مصدر سياسي في القدس، تم نقل رسائل إلى منظمي القافلة أنهم إذا وصلوا إلى مرفأ أشدود، إسرائيل ستوافق على نقل التجهيزات الإنسانية المستوردة مباشرة إلى قطاع غزة. بالإضافة إلى ذلك، جرت في الأيام الأخيرة محادثات مع الحكومة المؤقتة المصرية وافق فيها المصريون على السماح للسفن بتفريغ التجهيزات في مرفأ العريش ومن هناك تنقل إلى غزة عبر معبر رفح.
وأُبلِغ الوزراء في الجلسة انه بعد إعلان منظمة IHH أن سفينة مرمرة لن تشارك في القافلة، خفت الخشية من مواجهات عنيفة بشكل كبير. مع ذلك، قد يكون هناك عدد من النشطاء العرب على السفينة الذين سيواجهون جنود الجيش الإسرائيلي.
مسؤول رفيع المستوى في المؤسسة الأمنية قال أن أجهزة الاستخبارات المختلفة لم تحصل حتى الآن على أية معلومات انه يوجد بين النشطاء الذين سيصلون على القافلة عناصر إرهابية أو نشطاء مرتبطون بمنظمات إرهابية.
مندوبو وزارة الخارجية ابلغوا خلال جلسة المجلس المصغر أن أساس النشاطات الدبلوماسية تتركز على اليونان. السلطات اليونانية نشرت تحذير سفر للمواطنين اليونانيين بعدم الوصول إلى غزة عبر البحر وأعربت ايضا عن معارضتها لوجود القافلة. مع ذلك، في هذه المرحلة لم تتخذ الحكومة اليونانية قرارا بمنع خروج السفن من مرافئ اليونان باتجاه غزة. قرار كهذا اتخذ على يد الحكومة القبرصية ويقضي بعدم السماح للسفن المشاركة في غزة الرسو على أراضيها".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بسبب الخشية من مصادمات في أيلول: الجيش يقيم ورشة استعداد
المصدر: "هآرتس ـ عاموس هرئيل وآفي يسخروف"
" سيقيم الجيش الإسرائيلي اليوم وغدا، ورشة عامة عسكرية استعدادا لاحتمال وقوع مصادمات في المناطق وعلى الحدود، على خلفية نية الفلسطينيين الإعلان عن دولة في شهر أيلول. سيشارك في الورشة، التي يرأسها رئيس الأركان بني غانتس، قادة من جميع الوحدات العملياتية ذات الصلة في الجيش الإسرائيلي.
ستناقش في الورشة التي يرأسها رئيس الأركان سيناريوهات تصعيد مختلفة، استعدادا لأشهر التصعيد القادمة. سيشارك فيها اليوم قادة برتبة نواب قادة الوحدات العملياتية (بشكل خاص الكتائب). وغدا سيشارك فيها جميع القادة برتبة قادة سرايا وما فوق. خلال الورشة الأمنية الجارية سيحاضر قائد قيادة المنطقة الوسطى، آفي مزراحي، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي العميد يوآف مردخاي وقائد اللواء الإقليمي وممثل حرس الحدود. ستعرض في الورشة مناورات مختلفة لمواجهة أوضاع قد تحدث مع اقتراب أيلول، من المظاهرات وحتى وقوع أحداث تترافق مع استخدام الأسلحة الحية.
إلى جانب المخاوف من وقوع مصادمات في المناطق، يستعد الجيش الإسرائيلي ايضا لتصعيد محتمل على الحدود، بينها يشبه ما حدث خلال أحداث يوم "النكبة" في الخامس عشر من شهر أيار ويوم "النكسة" في الخامس من حزيران، عندما حاول متظاهرون فلسطينيون وسوريون اجتياز السياج الشمالي. على الرغم من أن التقدير الآن يقول أن منظمي هذه المظاهرات فقدوا بعض زخمهم بسبب العدد الكبير من القتلى والادعاءات وسط اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات أنهم استغلوا لحاجات سورية داخلية، هناك إمكانية أن  تتجدد هذه الأحداث على الحدود مع اقتراب شهر أيلول. الصعوبة الأساسية التي تواجه الجيش الإسرائيلي هي كيف "يحتوي" هذه الأحداث ويمنع تصعيدها. ومع كل ذلك، إيقاف المظاهرات التي قد تقترب إلى الحدود أو المستوطنات، من دون التسبب بوقوع إصابات كثيرة بالأرواح".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
لنطلق سراح شاليط من خلال مفاوضات مباشرة
المصدر: "اسرائيل ديفنس – العقيد صموئيل غوردون"
" خمس سنوات مرت وأسر غلعاد شاليط يشكل جرحا مفتوحا لدى المجتمع الإسرائيلي، رغم أنه ليس طفلا ولا مخطوفا وإنما هو جندي أسير لدى عدو لدود. ثمة خلافات رأي بيننا بشأن ثمن اطلاق سراحه؛ من الواضح تقريبا لكل صاحب رأي أن ثمة حداً أقصى للثمن. على سبيل المثال: لم يقترح أحد نقل كيرم شالوم أو كفار غزة الى حماس كمقابل لإطلاقه. بل على العكس، فإن النقاش حول ثمن الإطلاق هو شرعي، هو نقاش حول الفورية وليس حول مبدأ. 
لقد نجحت الحكومة بأن تطبع في أدمغة المواطنين الإسرائيليين أن العائق الوحيد هو عناد قادة حماس غير المستعدين للتسوية، في حين أن اسرائيل تنازلت عن كثير من مواقفها. والثغرات حاليا ليست كبيرة، لكن ثمة خشيةً من ابتكار حالات لا سابقة لها، من تعزيز مكانة حماس وأيضا هناك اعتبارات سياسية وأخلاقية هي أيضا تصعّب عملية التوصل الى اتفاق إيجابي. ليس ثمة قرار عادل بالمطلق. فكل قرار ينطوي على إيجابيات وسلبيات.
هنا أصل المشكلة: اسرائيل تصرّ منذ عدة سنوات على إدارة مفاوضات غير مباشرة ـ إذ كيف سنتمكن من إدارة مفاوضات مباشرة مع أعدائنا الأكثر كرها ووحشيةً؛ مع أولئك الذين يطلقون صواريخ من أجل قتل عجائزنا، نسائنا وأطفالنا الأبرياء. لا وألف لا، فنحن لن نوافق على التحاور مع حماس، لن نجلس معها حول طاولة واحدة، لن نقيم علاقات مباشرة مع أولئك الذين يحددون إن كان سيُطلق سراح شاليط أم لا. يمكن تخمين أن ثمة اتصالات أُديرت مع عناصر في حماس من المستوى المنخفض ممن لا تأثير لهم على صناع القرارات، وبناءً على ذلك فلا يقولنّ للجمهور "فعلنا كل شيء، قلبنا كل حجر".
هل حاول أحد ما إدارة مفاوضات غير مباشرة لبيع سيارة؟ هل حاول أحد إدارة مفاوضات غير مباشرة مع معلمة طردت ابنه من المدرسة؟ هل حاول أحد إدارة مفاوضات غير مباشرة مع لجنة العمال في شركته حول أجرة العمال؟ تقريبا كل من حاولوا ـ قد فشلوا. إن كان الأمر صحيحا فلماذا تُدار مفاوضات غير مباشرة بشأن اطلاق سراح شاليط؟ إذاً، هو أمر رهن الفشل.
هل تذكرون أننا قد أدرنا منذ 62 عاما في رودوس مفاوضات غير مباشرة مع دول عربية حول الهدنة؟ وهل تعلمون أن البعثات قد أقامت في نفس الفندق وفي نفس الطابق؟ وهل تعرفون بأن البعثات قد التقت فيما بينها من أجل مفاوضات مباشرة؟ ربما لا، لكنكم تعرفون أنه بعد صعوبات كثيرة، بفضل المحادثات المباشرة تم التوقيع على اتفاقيات هدنة.
لقد كانت للمفاوضات المباشرة تأثير حاسم على النتيجة. وما يهمنا بشأن غلعاد شاليط هو النتيجة ـ اطلاق السراح. ومن أجل كسر الجليد، من أجل التخلص من الورطة، من أجل اختراق الجدار، المطلوب تغيير جذري، بالتأكيد بالتنازلات. علينا الإنتقال الى مفاوضات مباشرة! فالفوارق الدبلوماسية تتقلص أمام الإنجاز المطلوب. هل حماس غير موجودة لندير معها مفاوضات مباشرة؟ سؤال مسموح به، المنظمة حية، قائمة وتتحرك، الإعتراف بوجودها هو أمر تافه بالنسبة لها.
لكن الإدارة الرسمية لدينا عالقة، ثابتة وغير قادرة على الخروج الى مسار جديد. فهي تكتفي بتواصل عبر مستويات منخفضة، كتلك التي لا صلاحية لديها باتخاذ قرار على الطاولة في القاهرة، في برلين أو في واشنطن.
إذاً، يمكن مطالبة الحكومة بالمزيد من التنازلات، لكن الأكثر أهمية مطالبتها بالإنتقال الى مسار جديد منعش ومضمون ـ وهو، محادثات مباشرة. لسنا أول من يتحاور مع منظمة إرهابية وبالتأكيد لن نكون آخرهم. فثمة فائدة أيضا: إذ ربما تقوم المحادثات المباشرة التي ستؤدي الى اطلاق سراح الجندي الأسير في أيامنا، بتعبيد الطريق لمحادثات مباشرة مع حكومة فلسطينية موحدة، وربما سيكون ذلك أيضا خطوة أولى في الطريق الى تسوية".
ـــــــــــــــــــ 
هكذا كادت ايران ان تبتاع مروحيات اسرائيلية
المصدر: "جيروزاليم بوست ـ يعقوب كاتس"
" أظهر تحقيقٌ قامت به وزارة (الحرب) الإسرائيلية، أنّ السلطات في اسرائيل لم تقع بأخطاء في الشؤون التجارية، حيث وعد البائع الاسباني، وزارة الدفاع، بعدم بيع الطائرات لطهران.
وكانت وزارة الدفاع قد باشرت تحقيقا في الشهر الماضي، حيال الادّعاءات القائلة بأنّ اسبانيا ألقت القبض على مجموعةٍ من رجال الأعمال الذين كانوا يحاولون بيع مروحيات أميركية كانت سابقاً مملوكةً من قبل إسرائيل لايران.
بحسب مصادر في اسبانيا، رجال الأعمال اسبان وثلاثة إيرانيين اعتقلوا وتمّ مصادرة عدد من طائرات النقل العسكرية من طراز "بيل 112". وقد استخدمت إسرائيل طائرات بيل 112 حتى التسعينات، أي عندما قامت بشراء طائرات بلاك هوك  من طراز "سيكورسكي أتش يو 60" لتستخدمها كطائرات نقل مروحية.
بحسب التحقيق، في شهر آذار 2005، وقّعت اسرائيل عقداً لبيع 16 من فائض المروحيات لصالح شركة سويدية تدعى "ESP". وقد طلبت إسرائيل موافقةً من البنتاغون لإتمام الصفقة وحصلت حينها على تلك الموافقة، حيث أنّ الطائرة أميركية المنشأ.
قبل بيع أيّة معدات عسكرية أميركية، يجب على إسرائيل أن تحصل على موافقة من البنتاغون. كما أنّ إسرائيل جعلت المشترين يوقّعون على وثائق تلزمهم ببعض القيود مثل عدم بيع تلك المعدات لإيران.
وكان من المفترض أن يتمّ استخدام المروحيات من قبل الشركة السويدية كطائرات لمكافحة الحرائق في اسكندينافيا وألمانيا. وقد تمّ نقل ثلاثة مروحيات للشركة السويدية في شهر شباط من العام 2006.
وفي آب من العام 2006، وقّعت شركة "ESP" عقداً ونقلت ملكية ستّ من المروحيات لصالح شركة اسبانية والتي كانت قد أعلنت نيتها أيضاً لاستخدام تلك المروحيات في عمليات إخماد الحرائق.
وفي العام 2008، أعطت السلطات الأميركية موافقتها ثانيةً لإتمام الصفقة. وحينها تمّ نقل ستّ مروحيات لاسبانيا وذلك في الفترة ما بين تموز وأيلول من العام 2009.
وفي وقتٍ لاحق، فشلت الصفقة الإسرائيلية مع شركة "ESP" لعدم قدرتها على تسديد الدفعات التي تعهّدت بدفعها كما هو واردٌ في العقد. وقد تمّ عرض المروحيات السبع الباقية في مزادٍ دوليٍ وتمّ بيعها لزبونٍ أجنبيٍ آخر. وقد قامت الولايات المتّحدة بالمصادقة على الصفقة وكان ينتظر إيصال الطائرات.
وقالت وزارة الدفاع الإسرائيلية يوم الأحد بأنّها لا تزال مستمرةً في التعاون مع التحقيق الاسباني، ولكنّها شدّدت على أنّ إسرائيل أوفت بكلّ تعهداتها وتلقّت الموافقة من الولايات المتّحدة لكلّ خطوةٍ من الصفقة".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مناورة الجبهة الداخلية.. تخويف للاسرائيليين ليس الا..
المصدر: "هآرتس – يؤاف زاكس"
" كان تدريب الجبهة الداخلية على مواجهة سيناريو حرب واطلاق الصواريخ والسلاح الكيماوي على اسرائيل تخويفا للجمهور لا حاجة اليه بل كانت السلطات تستطيع فعل ما تحتاج اليه الجبهة الداخلية دون اثارة للخوف والرعب.
لا ينبع الاشمئزاز الذي أثاره تدريب حماية الجبهة الداخلية "الكبير" بين فريق من الجمهور وسائر التصريحات التي صحبته في وسائل الاعلام من مجرد الحاجة الى التدرب على اجراءات طواريء أو اقامة "لعبة حرب" ـ مهما يبلغ هذا التعبير من السوء. بل ينبع من الحاجة الغريبة الى أن يوصف للجمهور بالتفصيل رعب السيناريو (آلاف الصواريخ والقتلى ومصابون كثيرون وما أشبه) ـ فكل اولئك كأنما يرمي الى أن يوحي للجمهور بمبلغ خشية السلطة الحالية على سلامته في حين تبث فيه الذعر في واقع الامر.
الجمهور المذعور هو جمهور مستسلم يفضل أن يحصر همه في الاهتمام بوجوده المادي عن الاهتمام بالنضال عن نوعية حياته. هل تحتاج عائلات شابة أو شيوخ أو مستثمرون من الخارج الى هذه المعلومات، وهل لديهم ما يفعلون معها؟ إن أكثر دول اوروبا تحت تهديد أثقل كثيرا. وعدد الرؤوس الذرية الموجهة الى منهاتن أكبر من عدد تلك الموجهة الى تل ابيب. فهل سمعتم في آخر زيارة لكم في منهاتن بتدريب على النزول الى الملاجيء؟.
لكن الاشمئزاز الرئيس من تدريب حماية الجبهة الداخلية ينبع من حقيقة أن الامور المهمة حقا تهملها السلطة المركزية والسلطات المحلية. هل توجد حلول ملاجيء معقولة للمواطنين في أنحاء البلاد؟ ألن يُهمل شمالي البلاد كما حدث في الماضي اسابيع طويلة؟ هل حلوا مشكلة خليج حيفا على اختلاف تهديداته؟ هل البنية التحتية لانتاج الكهرباء محمية؟ هل سيُشل مطار بن غوريون واذا كان كذلك فهل ثمة حل بديل معقول (يتضمن ترتيب النقل اليه ومنه)؟
هل سنرى مرة اخرى ساعة الازمة أثرياء ينفقون على مدن خيام لمواطنين يهربون من مناطق الخطر؟ وهل يوجد جسم حكومي ناجع قادر على تلبية حاجات المدنيين الذين سيختارون نقل مكان سكنهم؟ وهل يعرف الجمهور لمن يتوجه في زمن طواريء كهذا؟ وهل ستُضمن نوعية حياة في الحد الأدنى لهؤلاء المواطنين؟ وماذا عن العلاج الطبي؟ والطعام؟ وجهاز التعليم؟ فضلا عن أن يتم علاوة على ذلك تجنيد واسع لقوات الاحتياط. وماذا عن الاحتياطي من منتوجات حيوية كالوقود وماء الشرب والغذاء؟.
بدل تخويف الجمهور بحادثة مغطاة اعلاميا ألم يكن أفضل العمل على نحو منهجي دون عدسات تصوير على حل هذه المشكلات؟ ألم يكن من الممكن زيادة الوعي بين الجمهور بمساعدة جهاز التربية مثلا؟.
إن جهد تخويف الجمهور يبلغ ذروته عندما نزيد على هذه التدريبات التهديد الكيماوي وهو من البقايا القديمة منذ ايام الحرب العالمية الاولى تجاوز جميع حواجز الزمن ويرفض أن يدعنا وشأننا. يجب أن يُقال للجمهور بصدق أن ثمة احتمالا ضعيفا لأن يستعمل زعيم بلا مسؤولية سلاحا كيماويا على أهداف مدنية، لكن هذا العمل ـ وهكذا يجب على اسرائيل ان تعلن من فوق كل منصة ـ سيسقط جميع الحواجز ويُمكّنها من أن ترد بكامل القوة. إن الردع هو اسم اللعبة هنا.
السلاح الكيماوي محدود جدا في المساحة التي يستطيع تغطيتها. يجب أن يعلم زعيم عدو يتشوش عليه عقله الى درجة استعمال سلاح كهذا أن الثمن سيكون باهظا جدا وهذا يكفي. ويجب أن يتم تمكين المواطنون الذين سيظلون قلقين من سيناريو كهذا من شراء أقنعة واقية بسعر معقول. إن اقامة هذا التهديد في مركز كل تدريب للجبهة الداخلية، وتصوير فرق التطهير التي تغسل "المصابين" والذين يُبينون أنهم بذلك يُمكّنون من أداء معقول في المشافي، وسائل ترمي الى تخويف الجمهور أكثر من أن تزرع فيه الثقة. لكن ألم يكن هذا هو هدف التدريب. سجل نجاح حقا، بهذا المعنى".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
الهجمة العسكرية على ايران لن تنهي برنامجها النووي
المصدر: "جيروزاليم بوست – يعقوب كاتس"
" يقول محلّل أمني أميركي أنّ إسرائيل لا يمكنها استئصال الأسلحة النووية الإيرانية، وخمسة علماء ممن ساعدوا في تصميم بوشهر لقوا حتفهم في تحطّم طائرة.
يمكن لإسرائيل أن تسبّب ضرراً كبيراً جداً للبرنامج النووي الإيراني ولكن لا يمكنها النجاح في استئصاله في أيّ هجمةٍ جويةٍ عسكرية في المستقبل، هذا ما قاله الباحث الأمني الأميركي الكبير، أنطوني كوردسمان يوم الخميس الماضي.
وفي معرض حديثه مع صحيفة جيروزاليم بوست على هامش المؤتمر اليهودي العالمي في القدس، قال كوردسمان أيضاً أنّ وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، كان يبعد إسرائيل عن باقي العالم وكان عائقاً أمام إسرائيل والولايات المتّحدة.
وكوردسمان هو باحثٌ كبيرٌ في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن وقد عمل سابقاً كمديرٍ لمركز التقدير الاستخباري في مكتب وزارة الدفاع الأميركية.
وحول احتمال تنفيذ هجمة إسرائيلية على المنشآت النووية الإيرانية، قال كوردسمان "يمكن تحقيق أهداف قصيرة المدى ولكن البنية الأساسية للجهود الإيرانية ستبقى، وبالتالي فإنّ هكذا هجمة يمكنها تحفيز الدعم الإيراني للبرنامج بدلاً من تقويضه".
"هذه الهجمة لن تهدّد النظام وفي حين أنّ إسرائيل قد تحقّق بعض المكاسب، إلا أنّها لن تكون قادرةً على معاودة الهجوم عليها (في حال تمّ إعادة بناءها)".
وقال كوردسمان "هناك خليطٌ صعبٌ جداً للهدف، والمشكلة هي أنّ هناك الكثير مما لا نعرفه حول البرنامج وليس هناك الكثير من المعلومات غير المصنّفة حول البرنامج الإيراني".
"وإذا كان لدى الإيرانيين أيّ رغبةٍ بأخذ هذا الأمر بعين الاعتبار، فإنّهم سيملكون ما يكفي من القدرات الكافية لإعادة البناء، وبالتالي فإنّ هجمةً واحدةً لن يكون لها تأثيرٌ بعيد المدى".
وخلال العام الماضي، كتب كوردسمان ورقةً حذّر فيها من أنّ العلاقات الأميركية مع إسرائيل لم تكن قائمةً بالأساس على المصالح الاستراتيجية وإنّما على أسباب أخلاقية. وقد كتب حينها أنّ إسرائيل، في أفضل الأحوال، تعطي بعض المعلومات الاستخبارية وبعض التحسينات الثانوية في التقنيات العسكرية.
وقال أيضاً بأنّ إسرائيل كانت بحاجةٍ لاستخدام الثورات القائمة في منطقة الشرق الأوسط للعمل باتجاه السلام مع الفلسطينيين بما يتعارض والاستراتيجية الإسرائيلية الحالية، والتي قال كوردسمان أنّها كانت محاولةً لكسب الوقت.
وبحسب قول كوردسمان، فإنّه "لا يمكننا تحمّل الصراعات بين إسرائيل والعالم العربي، ودفع عملية السلام بعيداً ووجود وزير خارجية يتواجه بشكلٍ دائمٍ مع العالم العربي ويبعدكم عن العالم كلّها تعتبر عوائق أمامنا".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
مع السلامة اتتاتورك.. اهلا اردوغان
المصدر: "موقع NFC العبري على الانترنت – اوري اليتسور"
" نجحت المعركة الانتخابية التي جرت في تركيا في ظل نية رئيس الحكومة رجب طيب أردوغان الفوز بأغلبية ثلثي مقاعد البرلمان ـ أغلبية لو أنها تحققت لكانت جعلته يركض سريعا في مسار اعتناق تركيا للإسلام عن طريق تغيير القانون بالشكل الذي ينصّبه رئيسا قديرا مع صلاحيات موسّعةـ. ويبدو أن نيته هذه أخافت قسم من الناخبين، وهو نال "فقط" 326 مقعدا من أصل 550 (انخفاض لـ 5 مقاعد عن البرلمان السابق). والاهمية تكمن في أن أكثرية هذا البرلمان (تقريباً 60%) تحققت على الرغم من أن نسبة الانتخاب في حزبه، حزب العدالة والتنمية، كانت اقل من 50% من الأصوات المسموح بها، نسبة تشكل ارتفاع عن 47% في انتخابات 2007. الأكثرية في البرلمان تجعل أردوغان يتحكّم بالدولة من دون ائتلاف، وتغييرات بقانونها هي قد تحصل بواسطة استفتاء شعبي. ليست سهلة لكنها ممكنة.
كل ممثلي المعارضة حصلوا معا على حوالي 40 % من مقاعد البرلمان: حزب الشعب الجمهوري زاد في قوته من 21 % تقريبا إلى 26، وممثليه فازوا بـ 135 مقعدا، في حين أن الحزب المعارض وهو الثاني من حيث الحجم، الحزب القومي، تقلص من 14% تقريبا إلى 13 % وسيحصل على 53 مقعداً. من المهم الإشارة إلى أن هذا الحزب نجح بتخطي نسبة الحسم العليا، التي تقدر بـ 10%. بالإضافة إلى ذلك تم انتخاب 36 ممثلا مستقلا، معظمهم أكراد لان عدد منهم يقبع في السجن على خلفية مشاركتهم بكفاح ضد السلطة.
ويظهر من هذه المعطيات أن أردوغان سيستمر بفترة ولاية ثالثة، وعلى ما يبدو أخيرة، كرئيس حكومة، ووزير خارجيته احمد داود أوغلو ـ سيواصل إدارة السياسة الخارجية التي رأيناها في الثماني سنوات الأخيرة: طموح بتعزيز الموقع الدولي المستقل لتركيا من خلال اعتمادها على الاقتصاد الذي ينمو بسرعة وبكل تأكيد (حوالي 8% سنوياً)، على الجيش الكبير والمخلص، على الاستقرار الداخلي (على الرغم من المقاومة الكردية) وعلى العلاقات الجيدة مع معظم دول المنطقة. بدون شك، تركيا جديرة بلقب "قوة إقليمية"، حيث تشارك إيران فيها وربما حتى إسرائيل. هذا الموقع لهذه الدول الثلاثة يظهر على خلفية عدم الوجود المستمر للمؤسسة السياسية المشتركة العربية، المقسومة، المفتتة والمتنازعة. أردوغان يُعتبر اليوم في العالم العربي بمثابة القائد الأكثر شعبية، على الرغم من انه بشكل عام ليس عربيا. في هذا الوضع من المنطق الافتراض أن التوتر مع إسرائيل سيستمر، وعلاقات تركيا مع المنطقة العربية والإسلامية سيستمر بالتعزّز.
الحجاب بقي في القرى
السؤال الذي يطرح نفسه هو كيف تحولت تركيا من دولة ذات قانون علماني إلى دولة ذات أجندة إسلامية، مع ميول "عثمانية" تعبر عن النية للعودة إلى الحكم الإسلامي.
في السنوات العشرة الأخيرة اعتدنا على رؤية تركيا صديقة مقربة لإسرائيل، حليفة إستراتيجية مع قواعد تدريب للجيش الإسرائيلي وسلاح الجو، شريكة مهمة للناتو، دولة حديثة ذات قانون علماني، إعلام متطور ومجتمع مدني ليبرالي، مركز سياحي من كل العالم وبلد يُظهر مودة خصوصاً لمئات الآلاف من الإسرائيليين الذين يستمتعون فيها بحرية "الجميع مشمول". على خلفية الصداقة مع إسرائيل توقفت الكراهية التقليدية بين الأتراك والعرب، التي نشأت من السيطرة التركية العنيفة في الشرق العربي لمدة 400 سنة، وتعاون العرب مع البريطانيين في الحرب العالمية الأولى، الذي أدّى إلى هزيمة الإمبراطورية العثمانية في حربها مع الكفار المسيحيين الأوروبيين. هذه الصورة لتركيا كانت صحيحة وحقيقية، لكن ليست كاملة. رأينا الدور التركي الذي نرغب رؤيته، وتجاهلنا الجانب الآخر، الأقل ودوداً حيالنا.
بدأت تركيا طريقها العصري في السنوات العشرين للقرن الماضي، عندما كان حكم المتمكن آنذاك مصطفى كمال، المعروف بلقب "أتاتورك" ( "أبي الأتراك")، فرض على الدولة بقوة الذراع أجندة عصرية، علمانية، غير إسلامية وغير تقليدية، لأنه رأى بالعصرية العلمانية بالنمط الأوروبي نموذجاً تقليدياً ووسيلة لجلب تركيا إلى العصر الحديث. هو غيّر الكتابة من العربية إلى اللاتينية، أغلق المدارس الإسلامية ("دعسات أحذية")، حل المحاكم الشرعية وسيطر على كل الجهاز القضائي ـ يشمل محاكم الأحوال الشخصية (زواج وطلاق) ـ للقانون المدني. هو فرض على الرجال إنزال الطرابيش التقليدية عن رأسهم، وحاول ان يفرض على السيدات نزع غطاء الرأس، الحجاب.
هذا وقد رأى أتاتورك بتعدد الزوجات بليةٍ، ومن اجل مكافحتها حدد قانون يلزم كل رجل وامرأة بالزواج حتى عمر 28 من خلال دراسة انه إذا كانت كل السيدات متزوجات، لن تبقين فتيات عازبات لتكون الزوجة الثانية، الثالثة أو الرابعة، المسموح به وفقا للإسلام. القانون الذي حُدد في حينه حدد عمر 18 سنة للزواج كحد أدنى، للنساء كما للرجال، حتى تتمكن الفتيات من انجاز مرحلة التعليم الثانوية التي ستفتح أمامهن آفاق تعاليم عالية وعمل خارج المنزل.
نجاحه في توريث حضارة الغرب إلى السكان في تركيا كانت شديدة المفعول، لكنها تركزت بشكل خاص في المدن، في الأماكن التي كانت فيها يد السلطة قوية وفعالة. في المناطق القروية الواسعة كانت الصورة مختلفة تقريبا تماماً: نساء بقيت ترتدي اللباس التقليدي، استمر الجمهور لعدة سنوات باستخدام الكتابة العربية والمحاكم المحلية، التي تستند إلى الشريعة الإسلامية، استمرت بمعالجة مواضيع الأحوال الشخصية. الأهواء الحديثة التي سيطرت في القرية كانت أضعف بشكل ملحوظ من تلك التي سيطرت في المدينة، والتغيير الثقافي الذي طمح إليه أتاتورك للسيطرة على الدولة قفز بشكل كبير على القطاعات غير المدنية.
في مساجد المدن كان الخطباء ملزمون بابلاغ أيام الجمعة العظة الحكومية، المتطابقة، حيث تنسخ وتبعث لهم من قبل الأذرع الأمنية، بينما في مساجد القرى استفاد الخطباء من حرية تعبير كبيرة والتي تعبر عن الرأي الإسلامي التقليدي، حتى لو كان الكلام لا ينسجم مع الميول العصرية الجديدة للسلطة. نساء في المدن حظين بالتعليم في المؤسسات الأكاديمية وطوروا مهنة متخصصة تقريباً مثل الرجال. القانون حظر السيدات من ارتداء غطاء الرأس في إطار الجامعة والمؤسسات السلطة، وهذا المحظور ابعد عن الدراسة وعن العمل الحكومي السيدات التقليديات اللواتي لم يوافقن على الظهور مكشوفات الرأس على الجمهور.
عملت السلطة بكل قدرتها من اجل تشجيع السياح الغرب إلى المدن والمنتجعات، التي توفر للسائح الأوروبي كل متطلباته: المطاعم التي تقدم طعاما ليس بالضرورة حلالا وفقا للإسلام، مشروبات كحولية، مقاهي للقمار ونوادي للرقص، على الرغم ـ وربما بسبب ـ ان كل ذلك يعارض الإسلام، لروحيته ولإرثه.   
من القرى إلى الأحياء الفقيرة
هناك فارق آخر ومهم تطور على مرّ السنين بين الجماعات المتحضّرة وبين التقليديين، وهو حجم العائلة: فالمتحضرون يبحثون طوال الوقت عن طرق لتحديد النسل، بشكل خاص عبر رفع سن الزواج وفق الهدف الذي تتميز به أوروبا، والروح التي سيطرت عليهم أن تعدد  الأولاد يعمل ضد التطور الإجتماعي والإقتصادي. واستمر التقليديون برؤية مصدر الإفتخار بنسلهم، مستقبلهم الإقتصادي ومستقبل الشعب، ولذلك لم يهتموا بتحديد النسل الذي ساد في الشارع المدني المتحضر.
هكذا، وعلى مرّ السنين، تطور في تركيا قطاعين: قطاع علماني، ليبرالي، عصري، غربي في أهدافه، أمسك بزمام السلطة، السياسة والإقتصاد وكان محمياً بواسطة القانون والجيش، لكنه تناقص باستمرار من ناحية ديموغرافية؛ ومن جهة أخرى تطور قاع ديني، تقليدي إسلامي، كان يرزح تحت ضغوطات الهوامش الإقتصادية والسياسية، وحاول الحكم  إحياء هوامشه على الرغم من أن حصته في الشريحة السكانية زادت بسرعة وباستمرار.
وقد أدخلوا إلى القرى في تركيا منذ الخمسينيات معدات آلية زراعية، وجرارات مربوطة بمحاريث حلت مكان الحمار والمحراث الذي يجره. وحلت المعدات الآلية مكان أيدي عاملة كثيرة، وبدأ الكثير من المزارعين بالهجرة من القرية إلى المدينة بحثاً عن لقمة العيش. وسكنوا في أحياء فقيرة في ضواحي المدينة، ونقلوا إليها ثقافتهم التقليدية. بنيت المساجد، وأسست كليات، وعكست المنطقة الشعبية في هذه الأحياء أكثر فأكثر التقليد الإسلامي في ملابس النساء وفي الأطعمة والأشربة التي كانت تباع للجمهور.
طوال العقود الثلاثة الأخيرة طرأ تغيّر مهمّ على المستوى المدني: نتيجة تزايد أهداف الحقوق الإنسانية والحريات المدنية (بسبب ضغط أوروبي نابع من توقع تركي للقبول بأوروبا كدولة صديقة) بدأ الكثير من الأشخاص في القسم التقليدي للشعب في تركيا بالمطالبة بحقوقهم، الانتظام في أحزاب، الخروج عن الهوامش السياسية والاقتصادية والتأثير على ما يحصل في الدولة. وقوبل طلبهم هذا بهجوم كبير بسبب الفساد المتفشي في دوائر الحكم التي تمسكت بملذاتها خلال سنوات طويلة. النزاع الذي عاش بشكلٍ أساسي على حساب طبقات الشعب  الواسعة، الفقيرة والضعيفة. النزاعات وسط النخبة السياسية المنغمسة بالملذات أدخلت  الأحزاب العلمانية في قبضة تشعباتٍ أدت إلى تفكيكها وإلى انحلالها. بالنسبة التي تحول فيها الحزب الإسلامي بجميع  أشكاله إلى الحزب الأكبر. الصيغة الأخيرة للحزب الإسلامي"ـ حزب العدالة والتنميةـبرئاسة رجب طيب أردوغان وصل إلى السلطة في تشرين الثاني 2002، ومنذ ذلك الحين يعزز تمسكه بالدوائر الاقتصادية والاجتماعية ويسيطر على الكثير الكثير من مواقع قوة سياسية في البرلمان، في الحكومة وفي الرئاسة.
"مناطق الانتخابات" لأردوغان هي القرى والأحياء الفقيرة، التي يشعر سكانها جيداً في السنوات الأخيرة بالنمو الاقتصادي  النابع بشكلٍ أساسي من نقل مصانع من أوروبا إلى تركيا،  ومن طلب متزايدٍ لأيدٍ عاملة  في صناعة الغذاء، النسيج، المعادن، السيارات والكهرباء،  بحيث يصدر معظم إنتاجها إلى أوروبا. كثير من هذه المنتجات التي تباع في إسرائيل  مصنعة في تركيا.
مؤسستانـ الجيش ومحكمة العلياـ بقيتا حتى  السنوات الأخيرة خارج سلطة  الحزب الإسلامي، لكن هاتين الهيئتين خضعتا كذلك لتغييراتٍ مبالغٍ فيها: طبقة الضباط  العلمانية التي سيطرت على الجيش تبُدَّل تدريجياً بطبقة ضباط متدينة، وفي السنة الفائتة ألغى أردوغان  تغييراً في القانون الذي يسمح  للمستوى السياسيـ وبالتعبير الإسلاميـ المشاركة في تعيين  قضاة. هكذا، هاتان الهيئتان، اللتان كانتا في الماضي كلاب الحراسة للعلمانية، لا تشكلان تهديداً على سيطرة المجموعات الإسلامية على دوائر الدولة. روؤساء الحزب الإسلامي  يشعرون اليوم أنهم أحرار في العمل في الدولة  تقريباً كما  يحلو لهم.
التوجّه الى العالم العربي
الصفة الأبرز للسياسة الخارجية لـ"أردوغان" و"داوود أوغلو" هي إضعاف العلاقة بالغرب بشكل عام وإسرائيل بشكل خاص، وجانباً تعزيز العلاقات مع العالم العربي والإسلامي، بما فيها إيران. فقط هكذا يمكن شرح الرفض التركي للسماح لجيش الولايات الأميركية بالمرور فوق تركيا في طريقها للحرب في العراق آذار 2003. تركيا ـ بنظر الصفوة السياسية الإسلامية الخاصة بها ـ توقفت عن كونها تخدم دول غربية تعمل ضد دول إسلامية. هذه النظرة ليست سياسية فقط، إنما ثقافية، وهي تشمل جماعات إسلامية تقليدية كبيرة في تركيا تحتل مواقع سيطرة، كانت سابقا بعيدة عنها دائما.
تجسدت العلاقة التركية السلبية مع إسرائيل عبر إلغاء مناورات مشتركة في السنوات 2009 و2010، والتظاهرات الغاضبة ضد إسرائيل على خلفية حرب لبنان الثانية (2006) وعملية "الرصاص المسكوب" (2009)، وكان ذلك عبر تقريع علني ووجهه "أردوغان" الى الرئيس "بيريز" في مؤتمر "دافوس" (2009) والقافلة التركية (2010).
التقارب الذي رأيناه مؤخرا بين تركيا ونظام الأسد في سوريا كان مهما جدا للطرفين: لان سوريا كانت في هذا التقارب نوع من بوليصة تامين لاستمرار جريان نهر الفرات من تركيا الى سوريا (وصولا الى العراق) من دون أن تضخ منه تركيا كميات مياه كبيرة جدا، وهذه الحقيقة مهمة لسوريا بشكل خاص على ضوء الجفاف طوال السنوات التي ستجفف مناطق زراعية واسعة في سوريا وتؤدي الى هجرة مئات آلاف المزارعين الى المدن بعد أن خسروا مصدر عشيهم. تركيا تبدو مستفيدة من تعزيز العلاقات مع سوريا لذلك دمشق أسقطت من جدول الأعمال  طلبها منذ سنوات لاسترجاع من تركيا لواء "الكسندرتا (الاسكندرون)،  التي حصلت عليه تركيا من فرنسا قبل حوالي 60 عاما.
لكن الأحداث الدامية في سوريا في الأشهر الأخيرة أدت الى تدهور شديد في علاقات "أردوغان" و"الأسد"، وخلال الشهر الأخير أعرب رئيس حكومة تركيا عدة مرات بشكل لا يترك مجالا للشك عن مسألة موقفه حيال حاكم سوريا قائلا: عليه أن يترك السلطة لأنه خسر شرعيته. وبذلك أعرب "أردوغان" عن الإسلام الذي ينطق به ـ  من خلال مشاهدته مسلمين قتلى بكميات كبيرة من قبل الجيش المدافع عن الطائفة العلوية، والتي تعتبر في الإسلام ككافرة.
تركيا مهتمة جدا بتعزيز علاقتها مع السلطة المركزية للعراق الجديد، سواء للضغط على الأكراد في العراق، كي لا يعلنوا عن استقلالهم أو كي لا يساعدوا بالسلاح والذخيرة إخوانهم الأكراد الذين يعيشون في ظل القمع والذل في جنوب شرق تركيا. وفي المقابل، صناعة النفط التي تنعش العراق تهم تركيا، التي من المفترض أن تستخدم بلاد ممر للنفط الى أوروبا، مع أرباح كبيرة نتيجة ذلك.
أيضا علاقة تركيا ـ إيران توطّد في السنوات الأخيرة، على الرغم من المنافسة المخفية بين القوتين على الزعامة في المنطقة. أي بيع لسلاح وتكنولوجيا عسكرية إسرائيلية الى تركيا، يجب على إسرائيل أن تأخذ بعين الاعتبار أن أسلحة من صنع إسرائيل ستصل الى أيدي الإيرانيين، كي تتعرف على التكنولوجيا التي فيها.
يتخذ  "أردوغان" دائما موقفا لاذعا ضد إسرائيل ـ وحاليا أيضا ضد سوريا ـ بسبب طبيعة تفكيره الإسلامي، الذي سبب له شعور تعاطف مع كل مسلم يعاني من دون أن يلتفت للفروق العرقية بين العرب والأتراك، ومن دون الأخذ بعين الاعتبار العداء المتبادل السائد بشكل عادي بين هذين الشعبين. وبنظره، الإسلام يربط ما بين كل المسلمين في العالم بعلاقة تكافل، وهو لا يستطيع تمالك نفسه عندما يرى المعاناة في غزة، وفي درعا، حمص وجسر الشغور، وبشكل خاص عندما يضطر الى إعالة آلاف اللاجئين السوريين الفارين إليه في هذه الأيام خوفا من السلطة العلوية.
في كلامه القارص ضد "بيريز" والأسد هو أعرب عن موجات التعاطف للمسلمين، لأنهم كسحوا الجمهور التقليدي في تركيا ـ هذا الذي أدى الى انتخاب "أردوغان" وحزبه لقيادة الشعب. والحقيقة أن في غزة تسيطر حركة حماس الإسلامية وهي أيضا أضافت غضبا تركيا إزاء المشاهد الفظيعة التي كانت تبث في الإعلام باستمرار أثناء عملية "الرصاص المسكوب". ليس عبثا ضم تركيا صوتها الى الدول التي تدعو بمحاكمة قادة إسرائيل على أساس تقرير "غولدستون"، كما تطالب باعتذار إسرائيلي وتعويضات حول أحداث القافلة في حزيران 2010.
الاستنتاج الواضح الظالم الأنف الذكر هو أن أزمة العلاقات بين إسرائيل ـ وتركيا التي بدأت قبل حوالي عامين ليست غمامة صيف عابرة، إنما تلبد غيوم كثيفة وحزينة ومظلمة ملونة بلون أخضر إسلامي، سائرة وتغطي سماء الشرق الأوسط كله، بما فيها تركيا. وضع العلاقات بين إسرائيل وتركيا هو نتيجة ملزمة، وربما أيضا متوقعة، جراء تبدل اجتماعي وثقافي تمر به تركيا في العقود الثلاثة الأخيرة، التي كانت فيهم بعيدة عن التراث الاجتماعي لـ"أتاتورك" والرجوع الى التقليد الإسلامي لـ"محمد بن عبد الله"، مؤسس الإسلام.
هذا، ومن الجيد أن مئات آلاف الإسرائيليين كفّوا عن الركض كل سنة الى أماكن الاستجمام في تركيا، ومن الجيد جدا أيضا أنه سيستجمع قسم في غرف وفنادق في إسرائيل من أجل دعم الاقتصاد الإسرائيلي، وهذا مما يقدم عملا للعاطلين عن العمل ويُمكن إسرائيل من الصمود أكثر في معركة واسعة الجبهة ضدنا. في معركة تركيا هي جزء منها، وليست الى جانبنا".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
ماذا عن قضية شاليط
المصدر: "يديعوت احرونوت –  روني شكيد"
ـ السجناء عرقلوا صفقة شليت..
ـ حماس في غزة وفي دمشق ايدت، في السجن عارضوا..
ـ يمنعون "الصفقة" من السجن..
ـ اسرائيل نقلت سبعة من قادة السجناء الامنيين الى العزل..
ـ سجناء حماس اعلنوا عن الاضراب عن الطعام..
ليس حماس غزة هي التي أفشلت صفقة شليت. ولا حماس دمشق هي التي خربت على المفاوضات المتقدمة. يتبين، هكذا حسب مصادر في حماس، بان من عرقل الخطوة ورد اقتراح الوسيط الالماني هي قيادة حماس في السجون الاسرائيلية.
أحدث عرض نقله الوسيط الالماني قبل نحو شهرين تضمن تحرير نحو 970 سجن الى المناطق تحرير نحو دزينة سجناء آخرين الى الدول العربية، بل وابقاء السجناء الكبار في اسرائيل (مثلا عباس السيد مخطط العملية في فندق بارك او ابراهيم حامد الذي خطط لسلسلة عمليات تفجيرية في كافتيريا جبل المشارف، في مقهى هيلل وفي نادي في ريشون لتسيون. بعد سلسلة من المباحثات وافقت اسرائيل على قبول العرض الجديد للوسيط الالماني. ونقل العرض الى حماس مع بيان يفيد بان اسرائيل مستعدة لان تجري الصفقة حسب الصيغة المعروضة. وجرت في حماس مباحثات على مستوى عال في دمشق وفي القاهرة وفي ختامها وافقت القيادة على الصفقة. ونقل العرض الى قيادة سجناء حماس في السجون في اسرائيل لاقراره. غير أنهم رفضوه تماما وبلغوا القيادة في دمشق بانهم ليسوا مستعدين من التحرر من السجن حسب هذه الصيغة.
"نحن مستعدون للبقاء خمس سنوات اخرى في السجون على أن يتحرر السجناء في القائمة الاصلية بمن فيهم السجناء الذين تعارض اسرائيل تحريرهم"، أبلغ القيادة يحيى سنوار، قائد سجناء حماس في السجون. ونقل البلاغ الى خالد مشعل، والذي تضمن أيضا طلبا لقيادة سجناء حماس في السجون أن تكون المفاوضات في الصفقة بمسؤولية الذراع العسكري برئاسة احمد الجعبري، "رئيس اركان" حماس وليس بيد الذراع السياسي.
وفي اسرائيل ايضا اكد مسؤولون امس بان بالفعل حماس دمشق وحماس غزة يريدون الصفقة. وحسب اقوالهم، فان من أمر يحيى سنوار عرقلة الصفقة هو أحمد الجعبري بحيث أن الذراع العسكري لحماس هو الذي يمنع الصفقة، كل ذلك في ظل اعتبار جلعاد ذخرا لهم وتخوف من أنه اذا تحرر فستكون اسرائيل حرة في العمل ضدهم.
وحسب مصادر في حماس، قبل بضعة ايام، فور علم السجون بعقد اتصال بين يحيى سنوار وقيادة حماس في دمشق نقل هو ورفاقه في قيادة حماس في السجون الى الزنزانة. وأمس اعلن سجناء حماس الاضراب عن الطعام اليوم ليوم واحد احتجاجا على عزل اعضاء حماس. في مصلحة السجون يستعدون للاضراب الاحتجاجي للسجناء الامنيين. وأمس اخرج سبعة سجناء يعتبرون زعماء في السجون من الاقسام المختلفة في أرجاء البلاد ونقلوا الى العزل في ظل ابعادهم عن باقي السجناء الامنيين.
في مصلحة السجون رفضوا أمس التطرق الى نقل السجناء وقالوا فقط انه بين الحين والاخر تتم عملية تحريك للسجناء بين السجون المختلفة. في قيادة المخابرات جرى أمس تقويم للوضع حول بيان السجناء خوض اجراءات احتجاجية ليوم واحد. وحسب مصادر في مصلحة السجون، يعتزم السجناء استعادة وجباتهم، ولكنهم في السجون لا يتعاملون مع اعلان السجناء كاضراب عن الطعام. ومهما يكن من أمر فمن ساعات الصباح اليوم ستتعزز الحراسة في السجون التي يتواجد فيها السجناء الامنيين.
وبالنسبة لقرار نتنياهو تشديد الشروط الاعتقالية لسجناء حماس قال أمس وزراء كبار في المجلس الوزاري بانه "يأتي لتصوير صفقة مستقبلية لتحرير شليت كانتصار اسرائيلي نتيجة الضغط على حماس". وقال مسؤولون كبار في حكومة نتنياهو ان تشديد كفاح عائلة شليت من شأنه أن يضر بالمفاوضات التي دخلت مرحلة حرجة.
في بداية جلسة الحكومة أمس تطرق رئيس الوزراء الى مرور خمس سنوات على اختطاف شليت وقال ان "اسرائيل تلقت عرضا من الوسيط الالماني. هذا العرض صعب، وليس بسيطا لدولة اسرائيل. ومع ذلك وافقنا عليه علما بانه يوازن بين رغبتنا في تحرير جلعاد وبين منع المس المحتمل لحياة وأمن مواطني اسرائيل. ولكن حتى هذه اللحظة لم يأتٍِ جواب رسمي من حماس".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أزمة الجسر
المصدر: "يديعوت احرونوت – ايتمار آيخنر"
" أزمة دبلوماسية حادة بين اسرائيل والاردن حول النية لهدم جسر عقبة المغاربة. وكان كشف ناحوم برنيع النقاب عن القضية في زاويته يوم الجمعة.
وبزعم مصادر اسرائيلية، فقد أدارت الدولتان على مدى اسابيع اتصالات سرية في موضوع هدم الجسر المؤقت المتهالك وبناء جسر جديد ودائم بدلا منه – في النهاية توصلتا الى اتفاق على هدم الجسر المؤقت الاسبوع القادم. وفي اطار هذا الاتفاق تعهد الاردنيون بعدم العمل ضد اسرائيل في منظمة اليونسكو.
غير أنه بالضبط في اليوم الذي وقع فيه الاتفاق فوجيء الاسرائيليون بالاكتشاف ان الاردن – الى جانب مصر، العراق والبحرين – رفع الى لجنة التراث العالمي التابعة لليونسكو مشروع شجب حاد للغاية ضد اسرائيل يدعوها الى الغاء خطة بناء الجسر. اضافة الى ذلك يسعى الاردنيون الى شجب اسرائيل على الحفريات الاثرية التي تنفذها في البلدة القديمة وارسال بعثة من اليونسكو للتأكد من وقف الاعمال. في مشروع الشجب الذي رفع الى اليونسكو جاء ان الاردن "يعرب عن قلقه من قرار لجنة التخطيط والبناء اللوائية في القدس بشأن الخطة البلدية المتعلقة بعقبة المغاربة".
في اسرائيل غضبوا من الخطوة الاردنية وشرعوا فورا في حملة دبلوماسية في محاولة لاحباطها. اما الاردنيون من جهتهم فنفوا في البداية ان يكونوا وقعوا على اتفاق مع اسرائيل لبناء جسر المغاربة، ولكن في أعقاب ضغط أميركي اعترفوا بانهم فعلوا ذلك. مفهوم أنه في ضوء ذلك وجدوا صعوبة في التفسير لماذا توجهوا الى اليونسكو.
"الاردنيون تورطوا في الكذب امام الأميركيين ودول اخرى"، قال امس مصدر سياسي كبير. "هذه ليست فقط أزمة ثقة، بل انها اطلاق للنار من جانبهم على أرجلهم". في ضوء ذلك يأملون في اسرائيل بسقوط مشروع الشجب اليوم في مقر اليونسكو في باريس. ومع ذلك، يبدو أن العقدة الدبلوماسية ستؤدي الى تأجيل الخطة التي اتفق عليها. يشار الى أنهم في الشرطة يعارضون هدم الجسر تخوفا من اندلاع اضطرابات شديدة. وحسب مصادر ذات صلة بالامر، يتخوف رئيس الوزراء نتنياهو هو أيضا من بدء البناء، ولكن بلدية القدس تمارس ضغوطا كبيرة في محاولة لاقناعه".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السلطة تقرر رسميا التوجه الى الامم المتحدة للاعتراف بدولة فلسطينية في ايلول
المصدر: "هآرتس –  آفي يسسخروف"
" اتخذت القيادة الفلسطينية برئاسة رئيس السلطة محمود عباس (ابو مازن) قرارا بالطلب من مؤسسات الامم المتحدة الاعتراف بدولة فلسطينية في شهر ايلول. وكان اتخذ القرار اعضاء اللجنة التنفيذية لـ م.ت.ف واعضاء اللجنة المركزية لفتح، والذين يشكلون معا اطار القيادة الاعلى في السلطة.
يدور الحديث عن قرار يمنع عمليا امكانية استئناف المحادثات المباشرة بين الطرفين رغم أنه في الاسابيع الاخيرة حاول عباس الادعاء بانه اذا استؤنفت المحادثات فسيعيد الفلسطينيون النظر في قرارهم التوجه الى الامم المتحدة لنيل الاعتراف. الرسالة التي ترغب السلطة في نقلها الى الولايات المتحدة واسرائيل هي انها لا تخشى المواجهة المباشرة مع الادارة الأميركية وان الفلسطينيين لم يعودوا ينوون طلب سلم للنزول عن شجرة الاعتراف الدولي.
في بيان صدر في ختام الجلسة طلبت القيادة الفلسطينية من دول العالم تأييد دولة في حدود 67 بدعوى ان الامر سيشدد الجهود لاستئناف المفاوضات على أساس المبادرة العربية، قرار الرباعية وكذا صيغة الرئيس باراك اوباما. وفي ختام المداولات قيل أيضا ان السلطة تعتزم استكمال اتفاق المصالحة بين الفصيلين واقامة حكومة خبراء.
والى ذلك، يعقد الجيش الاسرائيلي اليوم وغدا ورشة عمل لعموم الجيش كاستعداد لاحتمال اشتعال في المناطق وعلى الحدود، على خلفية النية الفلسطينية التي تلوح في الافق للاعلان عن دولة في ايلول. وسيشارك في ورشة العمل برئاسة رئيس الاركان الفريق بيني غانتس، قادة من كل الوحدات الميدانية ذات الصلة في الجيش الاسرائيلي.
وستبحث في ورشة العمل برئاسة غانتس سيناريوهات تصعيد مختلفة، قبيل اشهر التوتر القريبة. واليوم سيشارك فيها قادة على مستوى نواب قادة الوحدات الميدانية (الكتائب اساسا). وغدا سيشارك كل القادة من رتبة قائد سرية فما فوق. وفي الورشة الامنية الجارية سيحاضر قائد المنطقة الوسطى آفي مزراحي، الناطق بلسان الجيش الاسرائيلي العميد يوآف (فولي) مردخاي، وكذا قائد اللواء وممثل حرس الحدود. وستعرض في ورشة العمل ايضا مناورات مختلفة للتصدي لاوضاع من شأنها أن تنشأ حول ايلول من مظاهرات ومسيرات جماهيرية وحتى حوادث تترافق واستخدام السلاح الناري.
الى جانب التخوف من الاشتعال في المناطق، يستعد الجيش الاسرائيلي الى تصعيد محتمل على الحدود، ضمن امور اخرى في الشكل الذي سجل في احداث يوم النكبة في 15 ايار ويوم النكسة في ذكرى حرب الايام الستة في 5 حزيران، حين حاول متظاهرون سوريون وفلسطينيون اجتياز الحدود في الشمال. ومع ان التقدير في هذه اللحظة يعتقد بان منظمي هذه المظاهرات فقدوا جزءا من زخمهم بسبب القتلى الكثيرين والادعاءات في اوساط اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات بانهم استغلوا لاغراض سورية داخلية، توجد امكانية أن تستأنف الاحداث على الاسيجة قبيل ايلول. الصعوبة الاساسية التي يقف امامها الجيش هي كيفية "احتواء" هذه الاحداث ومنع تصعيدها ومع ذلك وقف المسيرات التي من شأنها ان تقترب من السياج الحدودي او المستوطنات دون احداث اصابات كثيرة في الارواح".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
دعوا الاسطول
المصدر: "هآرتس"
" تعبير "اسطول" يترجم في اسرائيل كاعلان حرب، هكذا كان في اثناء الاسطول السابق، "التركي" والذي لا تزال اسرائيل تدفع ثمن اضراره الهائلة في العلاقات المهتزة مع تركيا، وهكذا تتعاطى ايضا مع الاسطول القريب. هذا الاسطول، الذي بدأ دربه نحو غزة ومن المتوقع ان يصل الى شواطئها يوم الخميس، سيكون اغلب الظن اكبر بكثير من الاسطول السابق. وسيتضمن نحو دزينة من السفن التي ستحمل نحو 500 نشيط، وكذا منتجات غذائية وأدوية كمساعدة انسانية لمواطني غزة.
ظاهرا، لا يوجد مبرر عملي لارسال المساعدات وذلك لانه في اعقاب الاسطول السابق اضطرت اسرائيل الى رفع العديد من القيود التي فرضت كجزء من سياسة الاغلاق الوحشية بينما مصر من جهتها قررت فتح معبر رفح امام الحركة الحرة للمواطنين. وفضلا عن ذلك، اقترحت اسرائيل حتى أن تنقل بنفسها ارساليات المساعدات التي تصل في السفن على الا ترسو في غزة. مساهمة الاسطول هي في اقصى الاحوال رمزية، بحيث أنه يذكر العالم بان سياسة الاغلاق الاسرائيلية لم ترفع بشكل كامل وان سكان غزة لا يزالون يعيشون تحت الاحتلال.
ولكن الرموز تعد في نظر حكومة اسرائيل اكثر اهمية من السياسة الفهيمة. وهي مفزوعة من الاسطول وكأن الحديث يدور عن هجوم لاسطول مسلح، وتعتزم منع وصوله الى شواطىء غزة كمن يخطط لحرب ضد عدو يسعى الى المس بسيادة الدولة. يبدو أنه لم تمر سوى سنة واحدة منذ الاسطول التركي الاول، الا ان اسرائيل توضح بانها لم تتعلم الا درسا واحدا فقط، الا الدرس العسكري.  وكأن الاستعداد الافضل والتدرب على سيناريوهات عسكرية اكثر دقة هي التي ستنقذ مكانتها هذه المرة. وهي غير مستعدة لان تتنازل عن استعراض القوة وهي بذلك ستساهم بلا شك في تعظيم اهمية الاسطول.
اسرائيل التي تحاول ايجاد قنوات للمصالحة مع تركيا، تحسن صنعا اذا لم تفتح بالتوازي قنوات مواجهة جديدة مع الدول التي سيكون نشطاؤها على الاسطول. دولة تكون خائفة أقل قلقا كانت لا بد ستقترح حتى مرافقة الاسطول الى شواطىء غزة. ومسموح من اسرائيل على الاقل الطلب ان تدع الاسطول يمر دون أن تعرض مكانتها مرة اخرى الى الخطر". 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الجسر كمثال
المصدر: "يديعوت احرونوت ـ ناحوم برنياع"
" الحقيقة صعبة: اسرائيل تدفع في الساحة الدولية ثمنا أليما، وأحيانا غير نزيه بسبب انعدام ثقة حكومات العالم بنوايا حكومتها. معارضة بناء الجسر الى باب المغاربة هي مجرد مثال فقط. فالاضرار التي ستلحق باسرائيل ستتعاظم في الاشهر القريبة القادمة في سلسلة منظمات دولية، والادارة الأميركية لن تهرع دوما الى نجدتها.
قصة الصراع على الجسر تناولتها بتوسع في عدد "يديعوت احرونوت" يوم الجمعة. رويت هناك عن المداولات السرية في قيادة الحكم في اسرائيل. رئيس بلدية القدس نير بركات ضغط بهدم الجسر المؤقت فورا والاستعداد لبناء الجسر الدائم. المخابرات قدرت بان البناء لن يثير اضطرابات. الشرطة اشارت، الى أنه في 1 آب سيبدأ شهر رمضان وبعده ستكون احداث ايلول. وعليه فقد اوصت بالانتظار الى أن تستقر الاجواء في الشارع الفلسطيني. نتنياهو تردد. القرار في يده. وهو يعرف بانه اذا وقعت اضطرابات دموية فانه سيعرض كمسؤول. من جهة اخرى، لا يريد أن يظهر كمن خضع للضغط العربي. وأمس جرى نقاش اضافي في هذه المسألة بمشاركة كبار رجالات اذرع الامن.
في هذه الاثناء تبين أن لهذا الصراع يوجد وجه اضافي، لا يقل اشغالا للبال. فقد بادر الاردن الى طلب من أربع دول عربية رفع الى اليونسكو لشجب اسرائيل على الاعمال التي تنفذها داخل اسوار البلدة القديمة وعلى مقربة منها. والمقصود هو ايضا الحفريات الاثرية وكذا بناء الجسر الى باب المغاربة – الباب الوحيد الذي تدخل عبره قوات الشرطة والسياح الاسرائيليون الى الحرم.
مصادر في وزارة الخارجية تتهم الاردن بخرق اتفاق وبنشر اكاذيب. السؤال فيما اذا كان اتفاق او أنه مجرد وهم اتفاق بقي مفتوحا. الحقيقة هي ان العلاقات بين المملكة الهاشمية والحكومة الاسرائيلية هي في اسفل الدرك. لا ثقة. لا تنسيق. على خلفية التخوف من أن تصل موجة الاستياء في العالم العربي الى الاردن، يسعى الملك الى اثبات ولائه للاسلام وللقضية الفلسطينية. ويستخدم في الحملة المكان الاكثر حساسية من كل مكان آخر – الحرم.
في الاتصالات مع محافل اسرائيلية هدد موظفون اردنيون بانه اذا تجاهلت اسرائيل مطالبهم في الحرم فسيستخدمون المادة 9 في اتفاق السلام مع اسرائيل، والتي تمنح الاردن صلاحيات في اماكن مقدسة، وتسمح له بالشكوى ضد خرق مزعوم للاتفاق الى المحكمة الدولية في لاهاي.
الخطة الاصلية للجسر، ثمرة تخطيط للمعمارية عيدا كرمي كانت طموحة واثارت الغضب في العالم العربي وفي اسرائيل على حد سواء. المعماري ايلي جلين قلصها الى جسر أكثر تواضعا بكثير، جسر لا يمس بالبقايا من العهد الاسلامي. لو كان هناك علاقات ثقة بين الملك عبدالله ونتنياهو، لكان الاردنيون رحبوا بالخطة الاسرائيلية المحدثة. ولكن الاردنيين لا يؤمنون بطهارة نوايا اسرائيل. وقد خططوا لجسر من جهتهم، وهم يطلبون ان تتبنى اليونسكو خطتهم وتشجب اسرائيل. البلدة القديمة باسرها أعلنتها اليونسكو كموقع عالمي للحفظ يوجد في خطر. ولمركز الحفظ العالمي في اليونسكو يوجد اهتمام في كل تغيير يجرى داخل الاسوار وفي محيطها.
نتنياهو يشك برئيس بلدية القدس نير بركات في أنه يحاول عرضه كمن يترك لمصيرها القدس، المبكى والحرم. قبل أقل من شهر بعث شلومو اشكول، مهندس بلدية القدس برسالة الى الصندوق الحكومي المسؤول عن ساحة المبكى. وطلب المهندس هدم الجسر مؤقت والتوجه الى البناء في غضون 14 يوما. وهدد المهندس بانه اذا لم تهدم الحكومة فستحرص البلدية على هدم الجسر.
وهكذا حصل أن اغرق نتنياهو بالتهديدات. يهدده الاردن ومعها مصر، العراق والبحرين؛ تهدده اليونسكو؛ يهدده الشيخ رائد صلاح من الحركة الاسلامية التي اشعلت الاضطرابات حول الحرم في الماضي؛ تهدده دوائر يمينية، دينية واصولية، ترغب في تغيير وجه ساحة المبكى واستعراض السيادة الاسرائيلية على الحرم. بعض من هذه التهديدات ينبع من نوايا مبيتة. بعضها ينبع من المشكلة الكبرى لنتنياهو في الساحة الدولية: لا يصدقونه".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الكل من اجل واحد
المصدر: "يديعوت احرونوت ـ ايتان هابر"
" في حملة سيناء 1956، وقع نحو 5 الاف جندي مصري في أسر جنود الجيش الاسرائيلي. في تلك الحملة وقع في الاسر جندي اسرائيلي واحد فقط، يونتان اتكس، طيار سلاح الجو (وكان هناك بضعة مجتازين للحدود واسرى بيد المصريين من الايام التي سبقت الحرب). وعندما جرى الحديث عن امكانية تبادل الاسرى، كان في الجيش الاسرائيلي من استنفر: 5 الاف اسير مقابل اسير واحد؟ أجننتم؟
"بدلوا"، أمر في حينه رئيس الوزراء دافيد بن غوريون. 5 الاف مصري عادوا الى القاهرة. يونتان اتكس (وبضعة مجتازين للحدود) عاد الى الديار.
بن غوريون، الى جانب شركائه في الحكومة وفي الجيش، استوعب على الفور القيمة التربوية والاخلاقية خلف الارقام: جندي اسرائيلي واحد يساوي 5 الاف جندي مصري. وبالهامهم تعاظمت هذه القيمة على مدى السنين، واجيال من المقاتلين الذين انطلقوا الى القتال استوعبوها: جندي اسرائيلي واحد يساوي أكثر من الاف الجنود من الجيوش العربية. هكذا اعتقدوا، هكذا شعروا، وهكذا تصرفوا.
إذ للحقيقة، فان الجندي القتالي الذي يصفر الرصاص فوق رأسه وتتفجر القذائف حوله يرتعد خوفا بشكل عام. وهو يبحث عن كل سبيل لانقاذ حياته. الابطال العظام لا يوجدون الا في القصص. وعليه، فما الذي يدفع الجندي القتالي في الجيش الاسرائيلي الى أن ينهض من مربضه في عصف النار، للركض، للهجوم، للاحتلال بل واحيانا لان يدفع حياته ثمنا لذلك؟ في الاساطير درج على الكتابة عن حب الوطن، عن تربية البيت وعن القيم.
هراء. لا حب الوطن، لا مشاهد بحيرة طبريا، لا اغاني نوعامي شيمر هي التي تدفع الجنود القتاليين الى الركض امام صليات الرصاص. مع كل الاحترام بنيامين زئيف هرتسل وزئيف جابوتنسكي لم يولد بعد من هو مستعد للموت على مذبح افكارهم، مهما كانت منشودة.
هؤلاء هم الرفاق من اليمين ومن اليسار ممن يدفعونه الى القيام بعمل غير طبيعي ظاهرا والركض الى داخل النار بل وربما الى الموت. هؤلاء هم الرفاق الذين يخجل منهم وهم يخجلون منه اذا لم يبدِ الجسارة اللازمة. وهذا هو القائد الذي يثقون به ويؤمنون به.
وشيء آخر: انها المعرفة التي تربت عليها اجيال من المقاتلين في الجيش الاسرائيلي، في أنه اذا ما حصل لا سمح الله شيء للجندي الاسرائيلي، فان كل دولة اسرائيل، وبالتأكيد جيشها، سيقفون الى جانبه، معه؟ رفاقه سيستلقون على الجدار، سيقلبون كل حجر من أجله. الجيش الاسرائيلي سيسير، يسافر، يطير حتى نهاية العالم كي ينقذ نفسا واحدة من اسرائيل.
حالة جلعاد شليت التي تستمر منذ خمس سنوات تضعضع القاعدة، عواميد الاسناد للمعرفة المطلقة بان كل الجيش الاسرائيلي يركض وراء الجندي المهاجم الى ونحو الهدف. هذه المعرفة، هي وليست اخرى، تحرك اقدام وعقل كل جندي يركض في وجه صليات الرصاص. السلوك السلطوي في قضية جلعاد شليت يسحب بقدر كبير من تحت اقدام القادة قدرتهم على أن يهتفوا "ورائي!" وان يتوقع من الجنود ان يركضوا وراءه.
وفي النهاية، قصة: في حرب يوم الغفران في سيناء زحف – اللواء! – عاموس حورب في ساعات الليل المظلمة مع كابل فولاذي ثقيل في يده نحو دبابة كانت عالقة داخل الميدان الذي يسيطر عليه الجيش المصري. في تلك الدبابة اياها كان، هكذا قدر، جثمان زوج ابنته الذي قتل في المعارك. ربط الكابل بالدبابة وجرها رويدا رويدا كي لا يلاحظ المصريون حركة غريبة. في النهاية، بعد ان عرض حياته للخطر، نفذ المهمة: عاموس حورب عثر على جثمان زوج ابنته.
"لماذا عرضت حياتك للخطر؟" سُئل اللواء حورب.
"هكذا تعلمنا وهكذا علمنا"، اجاب وفوجيء بمجرد طرح السؤال".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السعودية تستعرض العضلات
المصدرك "معاريف ـ متان دروري"
" باستثناء حراكات قليلة هنا وهناك، فعلى مدى سبعة عقود حرصت الاسرة المالكة السعودية على أن تزود الأميركيين بالنفط زهيد الثمن، وتطور معهم الحلف الذي منحها الحماية من اعدائها. في الاشهر الاخيرة، في ضوء السياسة المترددة والمتشوشة للأميركيين في الشرق الاوسط تعاظم احساس الامن لدى الاسرة المالكة – وبدأت تفحص الحدود وتعيد تعريف طبيعة الحلف.
السعودية كانت ولا تزال المعارضة الاكبر للاصلاحات في العالم العربي، ولم تترد في أن تصطدم بالأميركيين في هذا الموضوع: ليس عندما بعثت قبل ثلاثة اشهر بقوات لقمع الاحتجاج في البحرين، ولا عندما عملت على رشوة الزعماء العرب كي يردوا الضغوط الأميركية لاجراء اصلاحات.
الأميركيون كما يمكن الافتراض أعربوا عن استيائهم ولكنهم لم ينجحوا في ردع حلفائهم. فحص الحدود حيال الولايات المتحدة بلغ في الاسابيع الاخيرة ذرى جديدة، عندما قرر السعوديون الدخول في مواجهة علنية مع البيت الابيض. فقد حرصت الاسرة المالكة السعودية على أن تنشر في "واشنطن بوست" مقالين فظين استهدفا ليس فقط الضغط على الأميركيين لابداء تصميم أكبر في الشرق الاوسط، بل وايضا اعادة صياغة منظومة العلاقات معهم.
المقال الاول نشره نواف عبيد، مستشار استراتيجي للحكم السعودي. "في الوقت الذي تدير فيه الرياض حربا باردة مع طهران، أثبتت واشنطن في الاشهر الاخيرة بأنها شريك متردد وغير ماهر في الصراع ضد هذا التهديد"، هاجم عبيد في مقاله الذي وجه لأن يوضع على طاولة اوباما في الغرفة البيضوية. ومع انه أعلن بأن السعودية ستواصل كونها حليفا هاما للولايات المتحدة، أضاف المسؤول السعودي الكبير بأن التعاون سيتركز على مجالات مثل مكافحة الارهاب وتبييض الاموال.
في كل ما يتعلق بالامن القومي والمصالح الواسعة للسعودية في المنطقة، أوضح بأن ليس للاسرة المالكة نية للانثناء أمام الأميركيين وبالتأكيد ليس العمل وفقا لمصالحهم.
المقال الثاني كان أقل فظاظة. كتبه الامير تركي الفيصل، نجل الملك الراحل فيصل والسفير السابق في واشنطن، الامير، الذي سيُعين في المستقبل وزيرا للخارجية، كتب بأنه حان الوقت لأن يتجاوز الفلسطينيون اسرائيل والولايات المتحدة وأن يتوجهوا لنيل الاعتراف الدولي. وأوضح بأن السعودية لن تقف جانبا في الوقت الذي تجر فيه الولايات المتحدة واسرائيل الأرجل، بل وهدد اوباما من "آثار هدامة" اذا تجرأ على احباط الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية في ايلول.
يدل المقالان، اذا، على أن تحالف المصالح بعيد السنين يقترب من نهايته، على الأقل كما عرفناه، والسعوديون لن يترددوا في المواجهة مع الأميركيين والاستخدام لهذا الغرض لسلاح النفط، مثلما فعلوا في حرب يوم الغفران.
لاقتلاع هذا الاستعراض للقوة، يتعين على الأميركيين أن يُبدوا تصميما أكبر وأن يُذكروا الاسرة المالكة بأنها هي ايضا من شأنها أن تدفع ثمنا باهظا على الاستقلال الزائد. ومع ان واشنطن بعثت الاسبوع الماضي برسالة قصيرة في هذا الاتجاه، حين أعربت وزيرة الخارجية كلينتون عن تأييد علني لكفاح النساء من اجل السياقة في المملكة الاسلامية، إلا أن على الأميركيين أن ينتقلوا ايضا الى الافعال وأن ينظروا في تقليص كبير لصفقة السلاح بقيمة عشرات مليارات الدولارات التي سبق أن أعلنوا عنها في ايلول الماضي.
هذه الصفقة، التي يفترض ان تحفز الصناعات الامنية في الولايات المتحدة وتضمن عشرات آلاف اماكن العمل، يفترض أن تزود الجيش السعودي بمنظومات متطورة من السلاح وتسمح له بأن يعطي جوابا على التهديد الايراني. ومع أنه على المدى القصير سيؤذي تقليصها الاقتصاد الأميركي إلا أن اخراجها الى حيز التنفيذ سيلحق ضررا أكبر لانه سيقلل أكثر فأكثر الحاجة السعودية الى الحلف مع الولايات المتحدة. اذا لم يصحُ الأميركيون، فمن شأن السعودية أن تصبح تهديدا لا يقل عظمة عن ايران".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التزييف الكبير
المصدر: "معاريف ـ ميخال اهاروني"
" ايليراز سديه، المنتصر في برنامج "الأخ الأكبر" يشارك هو ايضا في مشروع الزنزانة من اجل جلعاد شليط. سديه ليس "مجرد" مواطن عادي. فقد نجا بعد ثلاثة اشهر من الانقطاع المطلق عن الحضارة في بيت "الأخ الكبير"، نجا بعد الاستوديو المكشوف للقناة 24، وهو لا بد سينجو من ساعة كاملة في الزنزانة التي توجد في استوديوهات هرتسليا. قدراته ومؤهلاته في النجاة مثيرة للانطباع جدا. فلا يكفي أن يكون ينجو من زنزانة، فهو ينجح، خلافا للاجئي برامج واقعية عديدة، في النجاة في الوعي العام. تجنده من اجل تحرير شليط، مثل تجند شهيرين آخرين من اجل هذا الهدف، هو دليل على أنه مع نهاية خمس سنوات على سقوط شليط في الأسر، لا يريد الخائضون في الكفاح من اجل تحريره اجراء نقاش جدي، لاذع ومسؤول في مسألة ثمن التحرير.
الاستعانة بالمعروفين من اجل دفع كفاح ما الى الوعي، هي أحبولة معروفة. فلا يوجد رجل علاقات عامة لا يعرفها. الاستعانة بمعروفين لابقاء قضية شليط في الوعي هي أمر اشكالي. فالنقاش في مسألة شليط نُزع منذ زمن بعيد من أيدي الاشخاص الذين يروجون للصابون كل يوم. فهذه لم تعد مسألة وعي. الوعي قائم. لا يوجد شخص في دولة اسرائيل لا يعرف اسم جلعاد شليط ولا يعرف من هو هذا الولد المسكين الذي أُلقي الكثير جدا من الأعباء على كتفيه الضيقين.
ولكن هذا بالضبط هو الموضوع، وهذه بالضبط هي المشكلة. فالمعروفون يروجون لمنتج، المعروفون يروجون لمشكلة على جدول الاعمال، معروفون مثل انجيلينا جولي حتى يسافرون الى تركيا ويلتقون لاجئين سوريين. ولكن مجموعة كبيرة جدا من الاشخاص المعروفين الذين يتجندون للجلوس لساعة في الاستوديو، لا تأتي كي تدخل الى الوعي. على الأقل في بعض الحالات يبدو ان الحديث يدور عن ترويج اضافي لما سبق أن رُوج له، وليس أكثر من ذلك.
هل يتحدث اولئك الشهيرون عن الثمن الذي ستضطر الدولة الى دفعه؟ القلائل. لماذا؟ لأن القلائل فقط يبذلون حقا جهودا فكرية في مسألة شليط، التي هي أكثر تعقيدا من مجرد "أُف، يا له من مسكين، فليحرروه". المعروفون يصبحون في حالات عديدة معروفين لأنهم جميلون، شبان وأكفاء في الغناء أو الرقص. القدرة على تحليل الاوضاع المركبة لا تضعك على باب موجه تلفزيوني.
هكذا نصبح نحن عرضة لمشروع كله زيف. هذه ليست زنزانة حقا، هذا ليس نقاشا حقا، هذا ليس قولا متعدد الوجوه حقا، هذا بالاجمال مشروع آخر للتباكي والشكوى عن جندي هناك حاجة أكثر بكثير من ذلك من اجل اعادته الى الديار. فهو يحتاج الى تأييد جماهيري لتحرير مخربين وقتلة والى التزام جماعي بأنه اذا ما عاد واحد من اولئك المخربين لتنفيذ عملية ارهابية، وأحد ما من اولئك المعروفين سيصاب بأذى لا سمح الله، فانهم لن ينزلوا على الحكومة باللائمة. وهذا لا يمكنه أن يقبله أحد منا. وأي من اولئك المعروفين لن يوقع على التزام كهذا حتى لو أجلسوه 24 ساعة في زنزانة حقيقية.
الوعي هام. حقا. الخوف من أن ينسى جلعاد شليط هو الخوف الأكبر للعائلة وهذا طبيعي وعادي. ولكن الزنزانة الوهمية مع الشهيرين الحزانى يكاد يكون أمرا غير لطيف. ليست هذه هي الطريقة لدفعنا الى أن نتذكر، وبالتأكيد ليست هذه هي الطريقة لدفع الحكومة والجمهور الى تأييد الصفقة مع حماس. خمس سنوات في الأسر. خمس سنوات من الأحابيل غير المتوقفة الى جانب أقوال قاسية الى هذا الحد أو ذاك. خمس سنوات من الصراع ذروتها ياعيل بار زوهر (شبه) باكية. ولو لم يكن هذا محزنا جدا، لكان مضحكا".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اليسار والكوتج ليست هذه هي الجبنة
المصدر: "يديعوت احرونوت ـ سيفر بلوتسكر"
" اليسار الاسرائيلي لم ينضم الى احتجاج الكوتج، لا على المستوى السياسي ولا الاجتماعي. علم تمرد الاجبان الطرية رفعه وقاده اناس هويتهم الايديولوجية بعيدة جدا عن اليسار؛ بين الليكود وشاس. لماذا تنكر اليسار عن احتجاج الكوتج؟ هاكم بعض الاسباب المحتملة:
اليسار الاسرائيلي يركز على النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني ومسألة المستوطنات. في ذروة الاحتجاج نشرت "السلام الان" بيانا تظهر فيه صور أسطح الفيلل في احدى المستوطنات في المناطق تحت عنوان: هذه الكوتجات تكلفنا المليارات. "ليس ثمن الجبنة بل ثمن المستوطنة هو الذي يثقل على الاقتصاد وعلى الجيب"، يقولون في اليسار.
اليسار الاسرائيلي يشتبه بان احتجاج الكوتج يرمي الى صرف الانتباه العام عن العاصفة السياسية المقتربة، عن الزيارة الوقحة لنتنياهو الى البيت الابيض، عن العزلة المتعاظمة لاسرائيل في الساحة العالمية. اليسار يرى في احتجاج الكوتج هربا لا يطاق من الواقع. "بيبي سيجد السبيل الى تخفيض سعر الكوتج فيصبح بطل الشعب"، يقولون في اليسار.
اليسار الاسرائيلي يعتقد بان غلاء الكوتج لا يتعلق بفقراء اسرائيل. الفقراء، الذين نحو ثلثيهم هم اصوليون وعرب، لا يشترون كؤوس الكوتج المزينة والغالية. عندما يتمكنون من ان يسمحوا لانفسهم بمنتجات الحليب، فليس الى الكوتج ينظرون. عائلة من ثمانية نفوس في العاد تشتري عبوات من اللبنة من النوع البسيط. "تخفيض سعر الكوتج بنصف شيكل لن ينقذ أي فقير من الفقر"، يقولون في اليسار. متمردو الكوتج البارزون جاءوا من الطبقة الوسطى المريرة والمستاءة.
اليسار الاسرائيلي يعارض نية المالية فتح فرع الحليب ومنتجاته أمام الاستيراد المنافس. فرع الحليب مخطط ومرتب في القانون، والذي يسمح للمزارعين بالعيش بكرامة والعاملين في معامل الحليب للحصول على أجر عمل نزيه. معامل الحليب الكبرى تشغيل معظم عامليها باتفاقات جماعية وهي توجد في بلدات المحيط. الغاء مجلس الحليب واغراق السوق باستيراد باسعار صفر سيؤدي برأي اليسار، الى انهيار مزارع تربية المواشي الصغيرة والى اقالات في معامل الحليب. اليسار ينظر الى دمار فرع النسيج ويسأل أي منفعة ستنشأ للاقتصاد من دمار موازٍ لفرع الحليب ومشتقاته.
اليسار الاسرائيلي (وليس فقط اليسار) لا يتأثر بخطاب الشبكات الاجتماعية. ومع أن رجاله يفتحون صفحات على الفيس بوك، ولكنهم يفعلون ذلك وكأنه تملكهم الشيطان. في الدول الديمقراطية، كما يقولون، فان احتجاج الفيس بوك ليس أكثر من احتجاج لوحة المفاتيح. غير ملزم، نخبوي، يمر مع اغلاق غطاء الحاسوب النقال، عديم الوعي الطبقي. في مصر الشباب الذين خرجوا للتظاهر ضد حكم مبارك عرضوا حياتهم للخطر، في اسرائيل لا يعرفون حتى سرعة التصفح في الانترنت للخطر. أنا أنقر "لايك"، إذن أنا ثوري؟ حقا لا، يقولون في اليسار.
اليسار الاسرائيلي يشعر بعدم الارتياح للمشاركة في المقاطعة؛ المقاطعة ليست سلاحه. مقاطعة المستهلكين من شأنها ان تمس بالعاملين بقدر لا يقل عن أصحاب المصانع. في حالات عديدة يكون هذا سيفا مرتدا. تفضلوا الا تنسوا رجاءا، يقول رجال اليسار، المقاطعة للاكاديمية الاسرائيلية التي تنتشر في العالم بأسره. نحن الاكثر عرضة لها والاكثر معاناة منها.
خلاصة الامر، فان احتجاج الكوتج يعتبر في اليسار الاسرائيلي كصمام للتنفيس. فهو لا يعرض للخطر البنية الاقتصادية السوبر رأسمالية لاسرائيل بل العكس، فهو يعظم الثقة بالنفس لامراء السوق الحرة منزوعة اللجام. وهو لن يوقف الاندفاع نحو الخصخصة، بل العكس سيزيده. اذا نجح، فسيؤدي الاحتجاج الى التخفيض المؤقت لعنصر النفقات الذي يشكل 0.3 في المائة من سلة استهلاك العائلة الاسرائيلية المتوسط و صفر في المائة في سلة استهلاك العشريات الفقيرة. عدم المساواة لن يقل، الفوارق لن تتقلص وأجر أي من الاجيرين لن يرتفع – بالتأكيد ليس الاجر الحقيقي المتآكل للعاملين في أسفل سلم المداخيل.
هل نهج اليسار تجاه احتجاج الكوتج فهيم سياسيا، جماهيريا واجتماعيا أم يدل على الانغلاق، الفئوية، الجمود الفكري، انعدام الحساسية بل والتعالي؟ فليحكم كل قارىء حسب رأيه".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مسؤولية اوروبا
المصدر: "هآرتس ـ عكيفا الدار/ بروكسل"
" التقيت في الاسبوع الماضي أكثر من 12 موظفا اوروبيا، يصاحبون من قريب اسرائيل وصراعها مع جاراتها. كان هناك من صعبوا بسؤالهم كيف يحذر وزير الدفاع الاسرائيلي من التسونامي ويحصر الجمهور الاسرائيلي عنايته في جبن الكوتج. وتساءل آخرون هل لدي علم بما يريده رئيس حكومتي. ألا يرمي كل كلام بنيامين نتنياهو على التفاوض في الحقيقة الى منح المستوطنين سنة اخرى أو سنتين للقضاء على احتمال تقسيم البلاد. ولم يقل أحد انه يؤمن بأن هذه الحكومة معنية أو قادرة على دخول مسيرة سياسية جدية. تكلم الجميع بلا استثناء عن تنبؤ صعب على صورة نبوءة غضب شمعون بيرس وهي أن الوضع الراهن يُقرب نهاية دولة اسرائيل بصفتها دولة يهودية.
الشيطان الديمغرافي الذي تكلم عليه نتنياهو في جلسة الحكومة السابقة لا يقض مضاجع الاوروبيين. فالشرق الاوسط يهب لهم اسبابا أكثر الحاحا لبلع حبات تهدئة الأعصاب (تلك التي بقيت من علاج الصداع اليوناني). إن الشيطان الذي يقض مضاجعهم هو خطر أن يجر "الربيع العربي" الانتفاضة القادمة وراء حدود اسرائيل والمناطق المحتلة. في بروكسيل يرفضون موقف نتنياهو وهو أنه ينبغي إبقاء التفاوض في ثلاجة حتى اتضاح سماء السياسة في المنطقة أو في الأساس حتى الانتخابات التي ستجري في مصر.
عرضت علي البارونة كاترين آشتون التي تتولى العلاقات الخارجية للاتحاد الاوروبي، تناولا مخالفا. فهي تخشى أن يصبح صراع اسرائيلي فلسطيني دام ذخرا سياسيا لاحزاب متطرفة. إن آشتون كانت تود أن تتولى برعايتها قرار رئيس الولايات المتحدة على أن يرسل الى الطرفين دعوات الى مراسم تجديد التفاوض على أساس خطبة اوباما في 19 أيار، أي حدود الرابع من حزيران مع تبادل اراض. لكن اوباما الآن يكتفي بتصريحات تلذ لآذان المتبرعين والمصوتين اليهود. وثانيا ليس لآشتون في الحقيقة مشكلة مع متبرعين ومصوتين يهود لكن عندها 27 يدا. وكل يد تجذب الى جهة خاصة بها.
كان المؤرخ البروفيسور ايلي بار نفي الذي يسكن في بروكسيل في السنين الاخيرة، بين منشئي منظمة السلام اليهودية "Jcall"، وهي الصيغة الاوروبية من جي ستريت الأميركية. في الاسبوع الماضي شارك نحو من 400 ضيف من أنحاء القارة في أول مؤتمر للمنظمة. لكن الحديث عن سياسة الجماعة اليهودية الاوروبية إزاء اسرائيل كالحديث عن سياسة اوروبية إزاء اسرائيل. يزعم بار نفي الذي كان سفير اسرائيل في فرنسا (2000 – 2002) أن من الشروط المسبقة لسياسة اوروبية موحدة تتعلق بالازمات الدولية الاجماع لدى الدول الثلاث المتقدمة – فرنسا والمانيا وبريطانيا.
تم هذا الشهر 31 سنة منذ آخر مرة توصل فيها الاتحاد الاوروبي (المجموعة الاوروبية آنذاك) الى اجماع يتعلق بالصراع الاسرائيلي العربي وعرض موقفا مستقلا من حله. في اعلان البندقية، الذي اتُخذ في حزيران 1980، سبقت دول المجموعة التسع الاعتراف الأميركي بمنظمة التحرير الفلسطينية بثماني سنين. ودعت اسرائيل الى انهاء احتلال تجريه منذ 1967 وقضت بأن المستوطنات عقبة أمام السلام وأنها غير قانونية بحسب القانون الدولي. وأعلنت التسع ايضا أنها لن تقبل أية مبادرة من طرف واحد لتغيير مكانة القدس.
أكد اعلان البندقية الحق في الوجود والأمن لكل دول المنطقة ومنها اسرائيل، والعدل لجميع الشعوب وفي ضمن ذلك الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني الشرعية. عرّفت حكومة بيغن الاعلان بأنه "استسلام على صورة اتفاق ميونيخ" ونددت بالاوروبيين لاعترافهم بـ م.ت.ف التي سُميت "الـ اس.اس العربية". وقف رئيس المعارضة شمعون بيرس الى جانب الحكومة بقوله إن الاعلان "ليس أكثر من قصاصة ورق لا تؤثر في الواقع". بعد مرور 13 سنة وقع بيرس على اتفاق اوسلو. وهو اليوم يحذر من أنه اذا بقيت اسرائيل تجر قدميها في الطريق الى تسوية على صورة اعلان البندقية فاننا "سنصدم الجدار".
تتحمل اوروبا مسؤولية خاصة نحو الشعب اليهودي. فعندما تضرب الدولة اليهودية رأسها بالجدار فان فرنسا وبريطانيا والمانيا خاصة لا تنفضن أيديهن من المسؤولية بتصريحات خالية من الفعل".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أنجاح.. انتظروا قليلا!
المصدر: "هآرتس ـ حاييم برعام"
" ظهر بين حربي اسرائيل الصادمتين في 1967 وفي 1973 في صحيفة "هآرتس" مقالات تحليل كثيرة امتدحت المؤسسة ولا سيما وزير الدفاع موشيه ديان. جرى تمجيد النجاحات الحقيقية والمتوهمة، وعُرف ديان بأنه عبقري سياسي واستراتيجي ودُفع المعارضون القليلون الذين حاولوا أن يعرضوا صيغة بديلة الى الهامش.
تكررت هذه الأعراض في حرب لبنان الاولى: ففي  1982 وصف وزير الدفاع اريئيل شارون بأنه ألمعي سياسي، وعبقري عسكري وفنان استغلال الفرص. واعتقد محللون في جميع وسائل الاعلام أنه استغل جيدا الوضع السياسي الحساس وجعل القوتين العظميين، الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي، لا تخطوان أية خطوة حقيقية لوقف تقدم الجيش الاسرائيلي داخل لبنان. وغذى الاستقبال الاستسلامي لسكان لبنان المذعورين (الذين أصبح كثيرون منهم بعد ذلك جزءا من القاعدة الجماعية لقوى مقاومة الاحتلال الاسرائيلي) مئات التقارير الصحفية المنافقة والمقالات التسويغية التي عرضت جنود الجيش الاسرائيلي بصفتهم قوى تحرير تأتي الشيعة والمسيحيين الذين عانوا سنين سطوة الفلسطينيين في مخيمات اللاجئين، ببشرى جديدة.
حظيت التبسيطية البيغنية (لم يفهم رئيس الحكومة مناحيم بيغن لماذا لا تهتف اوروبا للاسرائيليين حُماة "المسيحيين") بآذان صاغية في كل مكان. وأيد ساسة وصحفيون افتخروا سنين بمعارضتهم غزو لبنان، أيدوا الغزو في المراحل الحاسمة عندما كان ما يزال من الممكن منع الورطة الكبيرة.
الاستنتاج من هذه الذكرى التاريخية الطازجة هو أنه ينبغي أن نرى الأحداث والقرارات من وجهة جهازية تأخذ في الحسبان القوى العاملة في الميدان والمسارات في الأمد الطويل. إن الاحكام المحددة التي تعتمد على "حقائق" في زمن ما مضللة ويؤسفني أن ألوف بن سار في هذا الطريق ("أخطار النجاح"، "هآرتس"، 22/6). إن من يلخص انجازات بنيامين نتنياهو في حزيران 2011 كأنما التاريخ قد انقضى وكأن كلمة النهاية قد ظهرت على الشاشة، يخطيء ويضلل.
افتتح ألوف بن مقالته بجملة "يمكن أن نحب أو أن نكره رئيس الحكومة". أرى أن النظرة العاطفية الى نتنياهو هي موضوع بلا قيمة. فأنا من جهة شخصية أُحبه حبا معتدلا أي أكثر قليلا مما يحبه وزراء خارجيته ودفاعه. لكن أن نستنتج من هنا أن بيبي قد نجح حقا في أن يلوي يد باراك اوباما عندما جند لجانبه مجلس النواب في الولايات المتحدة شيء مختلف.
يعمل اوباما (مثل رئيس تركيا رجب طيب اردوغان) بحسب طريقة يُفسر عليها مصلحته السياسية في بلده ومصلحة بلده السياسية في الساحة الدولية. سبب نتنياهو لاسرائيل ضررا عظيما وبكاءً لأجيال عندما ترك وزراءه الكبار يهتكون نسيج العلاقات بين اسرائيل وتركيا. وكذلك ستُدرس دروس تأليبه داخل الولايات المتحدة في كل ادارة أميركية في المستقبل. إن اسرائيل هي الزبون والولايات المتحدة هي القوة التي تقف من ورائها وهذه معطيات ثابتة لن تُغيرها أي غوغائية لبيبي بين اليمين الأميركي.
نحو نهاية مقالته يحاول ألوف بن أن يصدر عن فرض أنه ربما "يؤمن نتنياهو بتقسيم البلاد". هذا تخمين داحض من أساسه. فنتنياهو يحاول أن يتلاعب بالتفاوض غير الموجود لأنه يأمل أن يُهزم اوباما في الانتخابات القادمة. وهو على أساس هذه المقامرة يعرض مستقبلنا ومستقبل أبنائنا للخطر. قد يكون أنهى النصف الاول من لعبته الفاسدة بالتعادل لكن الضربات التي سنتلقاها جميعا في النصف الثاني محتومة".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نتنياهو تكلمْ العربية
المصدر: "هآرتس ـ دافيد بارزيلاي"
" إن رئيس حكومة كندا، ستيفن هاربر عندما وقف منذ وقت ليس بالبعيد الى جانب رئيس الولايات المتحدة خطب بالفرنسية وبعد ذلك بالانجليزية. هذه هي الطريقة التي يتكلم بها زعماء كندا لأنه برغم أن الفرنسية هي اللغة الاولى لأقل من 16 في المائة من سكان كندا، فانها لغة الدولة التي مقامها يساوي مقام الانجليزية.
العربية في اسرائيل هي لغة الدولة بفعل قانون انتدابي تبنته كنيست اسرائيل. لكن بخلاف ما يحدث في كندا، المساواة هنا نظريا فقط. فلا كرامة ولا تقدير للغة العربية وهي لغة ثرية كُتبت بها اعمال إبداعية يُحتذى عليها.
كانت ستكون لفتة جميلة لو أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أدخل في خطبته في مجلس النواب الأميركي بعض الجمل بالعربية. لا خدمة للعرب بل عن ايمان بأن اسرائيل التي أكثر من 20 في المائة من مواطنيها من العرب هي في جوهرها دولة ذات لغتين.
انتخب مواطنو اسرائيل العرب على مر السنين مندوبيهم الى الكنيست وأسهموا في النسيج الاجتماعي والاقتصادي لاسرائيل، لكن الشعب اليهودي، أكثر من كل شعب آخر، يفترض أن يعلم أن الكراهية لا تقتلع من جذورها بتغييرات رسمية وقانونية فقط، فان اندماج يهود اوروبا في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر لم يعق الجماهير عن أن تصرخ "الموت لليهود" زمن محاكمة درايفوس.
إن سن القوانين ليس بديلا عن الحاجة الى التربية على القيم وتغيير الآراء، لكن من الحقائق أنه يعيش في اسرائيل مواطنون من شعبين – اليهودي والعربي – ويحسن أن نتقبل هذا ونفعل كل شيء من اجل جوار طيب. يحسن أن نتصالح وأن نبدأ بتعلم أن يتحدث بعضنا الى بعض بلغتينا العبرية والعربية.
كان "العصر الذهبي" في تاريخ شعب اسرائيل هو العصر الذي احترم فيه المسلمون وقدّروا التراث والاسهام اليهوديين باعتبار ذلك جزءا من تصور عام وعن مصلحة منفعية. ألا تُلقى علينا المسؤولية وأن نوجِد اليوم الشروط التي تُمكّن من عصر ذهبي كهذا بين مواطني الدولة اليهود والعرب من اجل هنائنا جميعا؟.
الطريق لبدء هذا هي ان نبدأ مسيرة تفضي الى تبني اللغة العربية – دون مس بسبْق اللغة العبرية – باعتبارها لغة البلاد كلها، وأن تكون العربية جزءا من الاسرائيلية".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يعيبون صلابة الصمود
المصدر: "اسرائيل اليوم ـ دان مرغليت"
" أخذ يقوى الضغط في طنجرة الضغط السياسية – الاعلامية لقضية الافراج عن جلعاد شليط، ويرتفع الغطاء في نقطة الغليان وهناك مكان لتوازن بيني:
ردت قيادة حماس بدهشة ما على اعلان بنيامين نتنياهو بأنه انقضت احتفالات أسراها الامنيين في السجون في اسرائيل. وأعلنت اضرابا عن الطعام لقادة الارهاب يوما واحدا. تفضلوا. اذا أطالوا في المستقبل الاضراب بلا تحديد وقت فليتذكروا كيف ردت مارغليت تاتشر على اضرابات كهذه في السجون في بريطانيا. فهي قدوة تُحتذى.
تتصرف عائلة شليط بنبل يثير التقدير. كان كثيرون غيرها في وضعها "يقلبون الطاولات" ويعوقون عمل مكاتب الحكومة ويعيبون على قادتها الذين يتحملون عبء جهد الافراج عن جلعاد. يشعر جيل أحفاد مؤسسي الليكود بأن زئيف جابوتنسكي قد كتب عن عائلة كهذه بيتا لامعا من الشعر.
إن حيلة الزنزانة المصنوعة لا تطيب لأذواق كثيرين. لكن اذا كانت عائلة شليط معنية بعرض كهذا لمشاهير يقضون ساعة قصيرة في الزنزانة الضيقة فلن يقف في طريقها أحد.
يجب على اسرائيل أن تتذكر قُبيل قرارات في المستقبل أنه في السنين الخمس التي مضت منذ الاختطاف لم تستعمل جميع أدوات الضغط على حماس. فلم يأت متأخرا فقط وقف احتفال الأسرى الامنيين في السجون الاسرائيلية. فالاغتيال المركز ايضا ليس عبارة فظة في الشرق الاوسط. ولا حتى مضايقة القادة الفلسطينيين في كل دولة يتجولون فيها.
أبو مازن وقيادته هدف لا للاغتيال معاذ الله بل للمضايقات الدبلوماسية في الغرب ولا سيما بعد أن أعلن اتفاق انشاء حكومة وحدة وطنية مع حماس.
إن مكاتب الصليب الاحمر، الذي امتنع عن الضغط على الدول العربية والمنظمات الارهابية هي عنوان للمظاهرات والانتقاد. لا لأنه لا يوجد تدبير دائم للقاءات مع جلعاد بل لأنه يتحول عن هذا الى برنامج عمله اليومي. فلديه ما يقول في هذا الشأن في دمشق التي توجد فيها مكاتب حماس الآن.
يُحتاج الى نهج تفكير إبداعي لتجنيد وسائل الاعلام، فبدل الاقتراح المدمر لمنع صحفيين اجانب يشاركون في القافلة البحرية الى غزة من دخول اسرائيل – ينبغي أن تُوزع من مروحيات تحلق فوق السفن منشورات تُبين لهم أنهم يُبحرون من اجل منظمة ارهابية لا تحترم القواعد الأساسية المعتمدة في معاملة الأسرى.
إن حملة الرسائل التي أعلنتها عائلة شليط أمس لا داعي لها. فقد مضى أكثر الجمهور أصلا أسيرا وراء ضغط الاعلام الثقيل وهو مستعد لأن يدفع كل ثمن تقريبا مقابل الصفقة. وتطلب الغوغائية الآن قائلة "كُل واشرب لأننا سنموت غدا"، وبعد تنفيذ الصفقة ستندد بها كما نددت بالانفصال من طرف واحد عن قطاع غزة أو بالافراج عن الحنان تننباوم من لبنان.
تصمد الحكومة الآن من نواح كثيرة لامتحان زعامة بينها وبين نفسها وإزاء الجمهور ايضا. يجب عليها أن تُبين سخاء كبيرا لاعادة جلعاد، لكن يجب ان تفعل هذا وكأنها غير خاضعة  لضغط الرأي العام وخصومها السياسيين. سيعيبون عليها الآن الصمود الصلب لكنها ستستطيع في المستقبل أن تُقوي صورتها في العالم في نظر الغوغائيين الذين لا يمنحونها الراحة الآن".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أزعيم قائد أم مقود؟
المصدر: "يديعوت احرونوت – اللواء اليعيزر شتيرن"
" سمعت في نقاشات شاركت فيها أكثر من مرة المقالة المعروفة وهي أن كل محارب في الجيش الاسرائيلي يريد أن يكون على ثقة بأن تدفع دولة اسرائيل اذا وقع في الأسر كل ثمن لاعادته الى حضن عائلته. على حسب أفضل ما لدي من حكم، الكثرة الغالبة من جنود الجيش الاسرائيلي يريدون أن يعلموا حقا أن الدولة ستبذل كل جهد لاعادتهم الى بيوتهم لكنهم يعرفون أن هذا الجهد يجب أن تكون له حدود، فهو جهد أعلى لكن لا بكل ثمن.
عندما عبّرت عن موقف مشابه أمام والدة واحد من جنود الجيش الاسرائيلي المختطفين، أجابت بأنها تطلب مني أن أفعل كل شيء لأنني قائد إبنها. وأجبتها أنها على حق لكنني طلبت منها في الوقت نفسه أن تفهم أنني قائد عشرات من الجنود ايضا سيدفعون في المستقبل حياتهم نتاج الافراج عن قتلة كبار. ويؤسفني أن من الواضح لي أننا اذا أفرجنا عن اولئك القتلة الكبار المذكورين باعتبارهم مرشحين للافراج عنهم فان هذا سيُعرض للخطر جنودا كثيرين. علمنا تاريخنا القصير هذا الدرس بأن دفعنا حياة مئات كثيرين من المواطنين والجنود.
أحدثت مكاتب العلاقات العامة خوفا بين اولئك الذين يريدون أن يُذكروا أنه يجب العقاب على قتل عشرات الناس من اجل العقاب ومن اجل الردع ايضا. وفي هذا الجو تعتمد اعتمادا كاملا على الدعاوى في شأن اعمال القتل في المستقبل.
تحولنا من دولة اشتهرت في العالم بأنها رمز عدم الاستسلام للارهاب لنصبح دولة من المتقدمات في العالم باستسلامنا للارهاب. يُسهم هذا لاستسلام للارهاب في زيادة قوته وهو مس شديد بالمنعة القومية ايضا لأننا بدل الثبات والصلابة نظهر حساسية زائدة (بخلاف الحساسية الكبيرة التي هي حيوية وتميز روح الجيش الاسرائيلي) وضعفا خطرا. في الولايات المتحدة برغم كونها ممتدة على حدود أكثر انكشافا من حدودنا، لا توجد أعمال خطف. وهناك إسهام مهم لسياستهم التي تعارض مفاوضة الارهابيين. فهم لم يفاوضوا الارهابيين حتى عندما وضعوا سكينا حادا على عنق مواطن مختطف.
مهمة القيادة ان تعمل عن تقدير بعيد الأمد لا بحسب حملات دعائية تضرب على أشد الأوتار حساسية للمجتمع أو بحسب حيل دعائية مثل دخول زنزانة تُهيننا وتُهين جلعاد شليط ايضا. إن التقدير المسؤول لا يساوق في الأكثر الحل السهل أو الغوغائي أو المريح. فهو يحتاج احيانا الى اتخاذ قرارات صعبة ويقتضي شجاعة مدنية وعامة. وهذا هو الامتحان الذي تواجهه القيادة الآن ولا يجوز لها أن تفشل فيه.
هناك رئيس "الشاباك" ورئيس "موساد" يؤيدان الصفقة ويزعمان أننا أقوياء بقدر كاف لمواجهة كل اولئك المخربين الذين تلطخت أيديهم بالدم ويتحملون تبعة الدماء.
لكن سُمعت الدعاوى أنفسها من اجل تسويغ صفقة جبريل وصفقة تننباوم. أي مكان منح في وسائل الاعلام لموقف رئيس الموساد ورئيس "الشاباك" ديسكين وداغان المعارض الذي عبّرا عنه بشدة إذ كانا يتحملان المسؤولية؟ اجل عندنا اجهزة أمن قوية جدا لكن من الحقائق أن الافراج ذاك أفضى على نحو مباشر الى وقوع عشرات كثيرة من الضحايا حتى تحت قيادة اولئك القادة. كنت محاربا وأنا والد محارب، ولا أعتقد أنه يجب على دولة اسرائيل أن تدفع ثمنا كهذا مقابل الافلاج عن جندي.
التقيت مرارا كثيرة أبناء عائلة شليط ومن الواضح لي أن الحديث عن عائلة نبيلة ومتميزة تتحمل ألمها بطريقة تثير الاحترام. لا أستطيع أن أشهد على نفسي أنني لو كنت مكانهما لوجدت قوى النفس لأسلك سلوكهما ومع هذا يبدو لي ان ارادتهما والتزامنا لهما جزء فقط من التقديرات حينما نأتي لنعالج هذه القضية. جلعاد شليط إبننا جميعا في الحقيقة لكن يوجد أبناء كثيرون آخرون يصبحون أبناءنا عندما نلتقي بهم فقط داخل أطر سوداء".

27-حزيران-2011

تعليقات الزوار

استبيان