المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


أخبار العدو

المقتطف العبري ليوم الاثنين: بعد خمس سنوات على الحرب حزب الله كما هو وآخذ بالإستقواء


عناوين الصحف وأخبار وتقارير ومقالات مترجمة من صحافة العدو
"القناة الأولى":
ـ إيتاي بن درور يتهم بقتل أولاده الثلاثة
ـ جثة الإسرائيلية التي قتلت في أحداث جورجيا تصل إلى البلاد, وسبعة جرحى يصلون الليلة
ـ الشرطة تبحث عن موزعي الفيلم الذين يشبه شرطيي حرس الحدود بالنازيين
ـ من يسمح للرجال بالتزوج من إمرأتين إثنين
"القناة الثانية":
ـ معلومات أولية: زيارات سرية لمسؤولين كبار في النظام الليبي إلى إسرائيل
ـ المستشار القضائي في الكنيست ضد قانون الطوارئ
ـ إيتان بن درور يدان بمقتل أولاده الثلاثة
ـ ثورة السائقين: سائقي دان يهددون بالإضراب
ـ 1000 شيكل غرامة التدخين في الأماكن العامة
"القناة العاشرة":
ـ القضاة يبدأون بدراسة قضية رحلات رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو
ـ إيتاي بن درور يقر ويتعرف بقتل ثلاثة من أولاده
ـ أهل الزوجان "كرايف" يلتقيان في المحكمة سائق الشاحنة الذي صدم أولادهم
ـ الصليب الأحمر الدولي يعلن عن تراجع في نوايا حماس بشأن نقل معلومات حول الأسير جلعاد شاليط
ـ 5 سنوات على حرب لبنان الثانية: الناجون من سفينة "حانيت" التي أصيب بصاروخ يتحدثون
عناوين الصحف:
صحيفة "يديعوت احرونوت":
ـ  حسم في غضون اربعة ايام.. تأهب ايلول.
ـ حتى يوم الجمعة على أبو مازن أن يرفع الى الامم المتحدة طلبا بدولة.
ـ التطورات في قضية التحرش بشاهد في محاكمة هامة.
ـ الأم ترفض المصادقة على قطع يد ابنتها وتقول: "الأفضل أن تموت".
ـ مخصص بدون إهانة.
ـ مقاطعة قيد الانتظار.. في اللحظة الاخيرة: تأجيل التصويت على قانون المقاطعة.
ـ اليوم: الولايات المتحدة واوروبا ستحاولان منع الفلسطينيين من التوجه الى الامم المتحدة.
ـ الحكومة تقرر: ممنوع انتقاد الدولة.
صحيفة "معاريف":
ـ نقاش طواريء للثمانية حول صيغة استئناف المفاوضات.
ـ إسرائيل بيتنا ستبحث في "أداء وزير المالية".
ـ ساعة و33 دقيقة لقطع القدس – القطار الثقيل.
ـ ليست سهلة طريقنا.
ـ خيار طفلة: قطع يد أو الموت.
ـ الاعتراف بدولة جنوب السودان – ليبرمان أراد الانتظار، نتنياهو اعترف بالدولة.
ـ الصراع على حقول الغاز.
صحيفة "هآرتس":
ـ نتنياهو حسم: التصويت على قانون المقاطعة سيجري اليوم كما كان مخططا.
ـ إسرائيل غير معنية بوساطة الامم المتحدة بشأن الحدود البحرية مع لبنان.
ـ رجال آثار: لفنات تُعين مسؤولين كبار في مجال الآثار حسب ميولهم السياسية.
ـ إسرائيل: النزاع البحري مع لبنان سيُحل بالمفاوضات المباشرة فقط.
ـ الرباعية ستتبنى اليوم صيغة اوباما.
ـ الوزير يشاي يدعو الى اعادة جنوب السودانيين الى بلادهم.
صحيفة "إسرائيل اليوم":
ـ المعركة على المقاطعة: التصويت سيؤجل.
ـ قانون باختبار دستوري.
ـ تحريض منفلت العقال في الشبكة: مقارنة بين وحدة "يسم" في الشرطة وجنود الـ "اس.اس" النازيين.
ـ الهدف: مزارع شبعا بحرية.
ـ الرباعية تبحث عن صيغة جديدة للمفاوضات
حزب الله بعد خمس سنوات على الحرب
المصدر: "موقع نعنع الاخباري (القناة العاشرة) ـ ايال زيسر"

" في مثل يوم الغد قبل خمس سنوات اندلعت حرب لبنان الثانية. في ميزان الشرق الأوسط الغاضب حاليا تبدو تلك الحرب كنقطة في بحر التاريخ رغم الثمن الذي دفعته إسرائيل وهو أكبر ثمن تدفعه في لبنان. ومع ذلك، يلخص البروفيسور أيال زيسر، فهي قد حققت بُعدا ردعيا. لكنه غير واضح مقارنةً مع الإخفاق الكبير في إضعاف حزب الله وزعيمه اللذين استقويا، منذ ذلك الحين، عسكريا وسياسيا في آن معا.
تكتمل هذا الأسبوع خمس سنوات على حرب لبنان الثانية، لكن كأي أمر آخر مرتبط بلبنان هذه الحرب أيضا في طريقها الى النسيان وربما أيضا المحو والإستبعاد عن الوعي والذاكرة. في الواقع، منذ تورط إسرائيل الفاشل في لبنان في حرب لبنان الأولى في حزيران 1982، وبكارثة أكبر منذ الهروب الإسرائيلي الأحادي الجانب من لبنان في أيار 2000، يفضلون في إسرائيل نسيان وإبعاد الصدمة اللبنانية بدلا من محاولة مواجهتها وبدلا من الإستعداد لما قد يتكرر ويتغير على هذه الجبهة. خمس سنوات مرّت منذ إنهاء الحرب لم تغيّر في الواقع الطريقة التي يُنظر فيها الى حرب لبنان الثانية عندنا. على أبعد تقدير هذه السنوات قد حددت وعززت المشاعر الداخلية التي كانت لدينا منذ اللحظة الأولى التي تلت الحرب ـ حجم الإنجاز الذي تحقق فيها وأهمه تعزيز قوة الردع الإسرائيلي مقابل جيراننا، لكن الى جانب ذالك أيضا حجم الإخفاق ومدى التقصير المرتبط بأداء القيادة العسكرية والسياسية الإسرائيلية خلال الحرب.
حزب الله استقوى: القوة العسكرية
المهم في موضوعنا هو أن تهديد حزب الله ضد إسرائيل، في نهاية الأمر، لم يُزَل بل هو آخذ بالإستقواء. فقد كان مألوفا القول عشية الحرب بأن الصواريخ التي بحوزة حزب الله سوف تصدأ، أي أن الحزب لن يجرؤ على استخدامها ضد إسرائيل ولذلك فلا يهم ما إذا كان يمتلك عشرة آلاف صاروخ أم 15 ألف صاروخ إذا كانت نهايتهم أن يصدأوا في مخازنه. لكن حينئذ جاءت الحرب واتضح للجميع بأن الحزب قد استخدم واستفاد من صواريخه ضد مدن إسرائيل. حاليا لدى حزب الله ما يقارب الـ 40 ألف أو حتى 50 ألف صاروخ واحتمال أنه سوف يستخدمها في الحرب ضد إسرائيل هو احتمال أكثر من واقعي. أضف الى ذلك، أن الحرب التي كان من المفترض أن تردع حزب الله قد منحته هدية مجانية على شاكلة صورة الحزب الذي لا يُغلب والذي حتى قوة إسرائيل العسكرية لم تتمكن منه.
هذا ويجدر ذكر وتذكّر أن معظم الحروب في الشرق الأوسط اندلعت من تلقاء نفسها دون أن يرغب بها أحد أو يسعى إليها. من هنا جاءت الأهمية الكبيرة لقدرة الردع الإسرائيلية، لكنها قد لا تحول دون اندلاع الحرب المقبلة، التي قد تبدأ بسبب سوء فهم أو تفكير خاطئ وليس بالتأكيد انطلاقا من بعد نظر ورغبة بالمواجهة. وربما حينذاك ستجد إسرائيل نفسها أمام تهديد أكبر بكثير مما واجهتها إبّان حرب لبنان الثانية.
حزب الله استقوى: القوة السياسية
صدفةً، أو ربما أيضا خلف هذه الصدفة ثمة يد موجّهة، يحيون في إسرائيل ذكرى مرور خمس سنوات على حرب لبنان الثانية في حين تشكلت في لبنان حكومة جديدة برئاسة نجيب ميقاتي، المقرب من سوريا وحليف حزب الله. إن تشكيل الحكومة الجديدة في لبنان يثير بعض الدهشة لأنه جاء بعد ما يقارب نصف سنة فشل فيها ميقاتي أكثر من مرة في مساعيه لتشكيل حكومة كهذه. وكما ذُكر، فإن ولادة حكومة ميقاتي كانت بمثابة "انقلاب هادئ" نفذه حزب الله في نهاية العام الماضي أدى الى إسقاط حكومة سعد الحريري التي حكمت لبنان منذ الإنتخابات النيابية التي جرت في حزيران 2009. لقد أراد حزب الله إسقاط حكومة الحريري لأنها رفضت التعهد أمامه مسبقا بإرسال نتائج لجنة التحقيق الدولية الخاصة بمقتل رئيس الحكومة اللبناني الراحل، رفيق الحريري، الى مزبلة التاريخ. وذلك بعد أن كانت هذه النتائج التي تسربت هي أيضا في الأسابيع الأخيرة قد وجهت اصبع الإتهام الى حزب الله كمسؤول عن الجريمة. فخشي حزب الله حينها من أن يستخدم سعد الحريري النتائج للمس بشرعيته ولذلك قرر إسقاطها.
وقد انضم الى حزب الله في عملية اسقاط حكومة الحريري حلفاؤه السياسيون وشركاؤه في "معسكر الـ 8 آذار": حركة أمل الشيعية التي يرأسها نبيه بري والتيار الوطني الحر الماروني بزعامة الجنرال ميشال عون. لكن من أمال الكفة بالذات هو زعيم الدروز في لبنان وليد جنبلاط الذي ترك في أواخر العام الماضي معسكر الحريري، "معسكر 14 آذار"، منتقلا الى معسكر خصومه. وذلك انطلاقا من رغبته بالتقرب الى سوريا والحصول على رعايتها في ظل الواقع المهدد المتطور من جانبه وبالنسبة له في لبنان. وفي الواقع، فإن دمشق هي من خلطت طبخة تشكيل ائتلاف لبناني جديد حول حزب الله وميشال عون يشمل الدروز بزعامة جنبلاط وكذلك مجموعة من أعضاء البرلمان السنّة المقربين من دمشق، برئاسة رئيس الحكومة الموعود نجيب ميقاتي.
يبقي أيضا على التمرد السوري
إلا أن كل ما ذُكر أعلاه هو بمثابة أخبار قديمة لأن العملية كلها تسجلت وخرجت حيز التنفيذ قبل أكثر من نصف عام. ففي هذه الأثناء تتفاقم النيران في شوارع الشرق الأوسط وتدريجيا انتقلت من تونس الى مصر، الى ليبيا واليمن وفي النهاية أيضا وصلت الى سوريا. فخلال عدة أسابيع تفاقمت الاحتجاجات في شوارع الدولة ضمن تهديد على استقرارها وفي النهاية أيضا على نفس وجود النظام السوري. فكرسي بشار تهتز وفي وضع كهذا هو مضطر الى توجيه كل اهتمامه الى ما يحصل في مملكته من الداخل. ولقد أدت الإنتفاضة السورية الى تمديد غير محدد لفترة تشكيل الحكومة الجديدة في لبنان لكن في نهاية الأمر هي من أدى الى إزالة التعقيدات وتشكيل الحكومة في بيروت، إذ توصل النظام السوري الذي يقف وظهره الى الحائط الى خلاصة بأن عليه أن يضمن حدوده من الغرب وإعداد حكومة يمكن الإعتماد عليها في لحظة الأزمة، إن أتت. على كل حال، فقد مارست سوريا تأثيرها وتوصلت الى حل النزاعات التي منعت تشكيل حكومة ميقاتي.
حكومة ميقاتي هي حكومة شكلتها سوريا مع حزب الله. من هنا فهي ترجع لبنان أكثر من عقد الى الخلف، الى فترة التسعينيات، عندما كانت الحكومات اللبنانية، بما فيها الحكومات التي ترأسها رفيق الحريري الراحل، معتادة على تلقي الإملاءات من دمشق والعمل وفقا لإملاءات حزب الله. فالمنطقة حول إسرائيل صاخبة ومضطربة، ففي سوريا يدور صراع يصعب تكهن نتائجه، لكن في بيروت حزب الله يعزز سيطرته على تقاليد الحكم. ولم يتردد زعيم الحزب، حسن نصر الله، بالوقوف الى جانب بشار الأسد والدفاع عن وسائل القمع العنيفة التي يستخدمها ضد المتظاهرين في سوريا. ونصر الله ذاته أبطل بازدراء كتاب الإتهام الذي قدمته المحكمة الدولية في قضية مقتل رفيق الحريري ضد مسؤولين في الحزب وفي النهاية، فنصر الله هو حجر الأساس في البناء الذي تستند اليه الحكومة اللبنانية.
ربما كان من الممكن حصول كل ما حصل حتى بدون حرب لبنان الثانية وأيضا بدون الأداء الفاشل لإسرائيل أمام الحزب إبان الحرب وبعدها. لكن في جميع الأحوال النقطة الجوهرية والمؤسفة هي أن ما كان في لبنان هو ما سيكون وأن حرب لبنان الثانية لن تكون ربما الحرب الأخيرة التي ستجد إسرائيل نفسها فيها تقاتل في لبنان. يجب أن نأمل أن يكون الجيش على أقل تقدير قد استخلص النتائج المطلوبة من الحرب ومستعد لمواجهة أي تهديد على الجبهة الشمالية، تهديد أخفقت القيادة العسكرية والسياسية في إسرائيل بإزالته عبر مساعيها خلال الحرب السابقة".
ــــــــــــ  
اللواء غيورا ايلاند: لا حرب مع حزب الله، إن لم  نكن جاهزين
المصدر: "هآرتس"

" يصادف يوم الثلاثاء من هذا الأسبوع ذكرى مرور خمس سنوات على اندلاع حرب لبنان الثانية. القضية التي تثير هنا صدمة عميقة، ونقاشا اعلاميا مركّزا طوال أيام الأسبوع التي تسبقها، تبدو حاليا بعيدة بعض الشيء. فمعظم الأشخاص الذين شغلوا وظائف رئيسية في الحرب (إيهود أولمرت، عمير بيرتس، دان حالوتس، أودي آدم) اضطروا الى الإستقالة بعدها، وأن لم تكن الإستقالة أحيانا بسببها بشكل مباشر. ويبدو أن علاقة الجمهور بالحرب وإخفاقاتها تشهد تقريبا حالة تصالح أكبر حاليا، خصوصا بسبب الهدوء النسبي السائد على الحدود اللبنانية في السنوات الخمس الأخيرة. اللواء في الإحتياط غيورا أيلاند، الذي أنهى وظيفته كرئيس لمجلس الأمن القومي قبل الحرب بعدة شهور، بقي انتقاديا. فلدى أيلاند وجهة نظر مهمة حول الحرب، سواء كمن شهد باسم الجيش اخفاقات أخرى في السنوات الأخيرة (اختطاف شاليط، قضية مرمرا) أو كباحث في مركز بحوث الأمن القومي في جامعة تل أبيب.
هل أنت شريك في الإتجاه الأكثر تسامحا حيال الحرب؟ يبدو أنها تجد لنفسها موطئ قدم تدريجيا وبشكل أكبر.
"لم أغيّر رأيي. صحيح أننا إذا حاولنا صياغة هدف العملية بعد فوات الأوان، كإنجاز هدوء وردع على الحدود اللبنانية، عندئذ كل سنة تمر تعزز ظاهريا النجاح ـ وفي الشمال في الحقيقة مرت خمس سنوات هادئة جدا. لكن اسباب الهدوء ليست بالضرورة مرتبط بشكل مباشر بالحرب. فهذا مرتبط أيضا بتقرير الحريري، بوضع حزب الله في لبنان، وبالإضطرابات في سوريا. من جهة ثانية، ليس من الصحيح تجميل كلام الآن كان قد صدر سيئا حينذاك. لقد عكست الحرب ضعفا عميقا بأسلوب عمل الجيش. فهناك كتائب دخلت وخرجت من لبنان دون أي يعرف أحد السبب. وكذلك مبدأ الترابط  بين 'هدف'، 'مهمة' و'خطة' لم يوجد في أي مستوى. وما حصل مع الفرقة 162 في معركة السلوقي هو مجرد نموذج واحد. فعمليات الجيش كانت إشكالية تقريبا في كل مكان. كما أن هيئة الأركان العامة لم تعمل وفقا لإجراءاتها الأساسية، علاقات المستوى السياسي والعسكري كانت ناقصة ومثلها أيضا الأداء الإستراتيجي، بدءا من الأسلوب التي لم تضمن فيها مسبقا تأييدا أميركيا للعملية وصولا الى الإهتمام بالمجال الإعلامي".
ثمة جدل يدور هنا منذ سنوات حول ما إذا كانت المسؤولية الرئيسية عن الاخفاقات هي على الجيش أم على الحكومة.
"المستوى السياسي في الحرب لم يكن لديه تجربة، حدد أهدافا غير واقعية وأظهر غطرسةً. وانتقاده كان صائبا. لكن الجيش أيضا قد أخفق. لا يمكن لأية جهة شاركت في ادارة الحرب أن تخرج معفيةً من ذلك. وحقيقة أن في النهاية اضطر مسؤولون كثر الى المغادرة، كانت عادلة".
لكن في غضون ذلك ساد هنا شعور بأن ما كان يجب تصليحه قد صُلح. إذاً، لقد عاد الجيش الى التدرب وحتى أنه أثبت قدرته في عملية "الرصاص المسكوب".
"ثمة أمور تم تصليحها. الجيش واقعا عاود تدريباته في أطر واسعة، من كتائب وحتى فرق. مقارنةً مع منظمات أخرى في الدولة، الجيش هو منظمة تتعلم. هناك الكثير من الأمور أُنجزت بغية منع تكرار الأخطاء، وأنا أقول ذلك أيضا على أساس تحقيقات أجريتها كما في قضية شاليط. من جهة أخرى، لا يمكن أن نقول بثقة بأنه يمكننا أن نكون هادئين تماما بشأن التحديات المقبلة. في جزء من الأمور، الجيش أخذ النتائج من الحرب باتجاه مبالغ به".
هل ثمة حل بديل؟ ففي لبنان يتضح أن هجوما جويا لا يكفي من أجل القضاء على صواريخ الكاتيوشا التي تطلق الى الداخل الإسرائيلي.
"برأيي، الخطأ الرئيسي، الذي، بشكل مدهش، لم تتطرق اليه لجنة فينوغراد أبدا، كان الفهم الخاطئ لمسألة من هو العدو. قلنا: حزب الله هو العدو، قاتلناه. حكومة لبنان، جيشها، بنيتها التحتية خارج اللعبة. بهذه الطريقة لم نتمكن من النجاح. في حال اندلعت غدا حرب لبنان الثالثة، وعملنا وفقا للمبادئ ذاتها، فلن يكون لدى الجيش أمل بالإنتصار. صحيح أن الجيش قد تحسّن، لكن التحسن التكتيكي لحزب الله نوعي جدا. لديهم صواريخ أكثر من قبل، وهي صواريخ أكثر دقةً، ذات مدى أطول ومخبأة بشكل أفضل مما كان أثناء الحرب. في حال سنعمل وفقا لهذا المفهوم، ففي الواقع سوف نضر بحزب الله بشكل أكبر، لكن مقارنةً مع العام 2006 حزب الله سوف يضر بالجبهة الداخلية بشكل أكبر ولذلك في النتيجة النهائية لن ننتصر. فالحل يجب أن يكون تهديدا وعند الحاجة حربا ضد الدولة اللبنانية، جيشها وبنيتها التحتية. لا أحد في العالم (بمن فيهم ايران وسوريا) يرغب بتدمير لبنان. ورافعتنا الأساسية، سواء في الردع قبل اندلاع حرب أو من أجل انتصار سريع في حرب قوية، سيكون قول: الدولة اللبنانية سوف تتحمل مسؤولية النيران التي ستُفتح انطلاقا من أراضيها. هذا أكثر صحةً اليوم، حيث تتعزز سيطرة حزب الله على الحكومة اللبنانية. لست واثقا مما إذا كان ثمة وضوح كاف اليوم في القيادة الإسرائيلية بشأن مسألة كيف ينبغي إدارة معركة في الشمال والتوصل بسرعة الى الإنجاز المطلوب. وفرضية أن التحسين التكتيكي لدينا سوف يكون كافيا لتحقيق نتيجة مغايرة هي فرضية خاطئة.
ألا نلعب الشطرنج مع نفسنا؟ عندما اندلعت الحرب، الولايات المتحدة أبلغت أولمرت بشكل مفصل إنه ممنوع عليه المس بالبنية التحتية في بيروت.
"لن يكون هناك فيتو عالمي حاسم. أقول هذا بثقة لأني عملت كثيرا في هذا المجال. الأمر مرتبط بالأسلوب الذي تعرض فيه المشكلة. إن جلست مسبقا مع سياسين وجنرالات وأوضحت أنك لا تعرف كيف تنتصر على حزب الله بطريقة أخرى، لأنه يختبئ خلف مدنيين ويطلق النار على مدنييك، فهم سوف يفهمونك. أية معركة كهذه، تستمر أكثر من أسبوعين، سوف تؤدي الى ضرر لا يُحتمل في الجبهة الداخلية وهذا يعني خسارة اسرائيلية. والحل البديل هو ضرب لبنان بشكل يدفع المجتمع الدولي بأكمله الى الصراخ خلال يومين لوقف اطلاق النار. هذه رسالة يمكن نقلها مسبقا بشكل واضح وقوي".
بعد الحرب، اسرائيل أقرّت بخطأ أنها لم تعالج مسبقا قدرة اطلاق الكاتيوشا. في غضون ذلك، أنت تقول بنفسك إن هذه القدرة قد تعززت.
"أعتقد أن اسرائيل اتبعت بشكل عام خطا استراتيجيا صحيحا طوال السنوات: الخروج الى عملية عسكرية أو حرب مبادر اليها فقط في حالات خطر استراتيجي وجودي، مثل النووي العراقي أو ما حصل، وفقا للإعلام الأجنبي، حول النووي السوري. لا يمكنك الخروج الى حرب فقط لأن الطرف الآخر يمتلك الكثير من الصواريخ. فلدى سوريا مخازن سلاح كيميائي كبيرة وخطيرة وهذا لم يكن أبدا ذريعة لحرب بالنسبة لنا. وإلا، فستجد نفسك غارقا بالكثير من الحروب المبادر اليها، التي لن تحظى بشرعية دولية وستسحق التوافق الإجتماعي الداخلي".
ـــــــــــــــ
يعلون: ايران وحزب الله هما خلف توجه لبنان الى الامم المتحدة بشأن الحدود البحرية
المصدر: "هآرتس ـ باراك رابيد "

" قال نائب رئيس الحكومة ووزير الشؤون الاستراتيجية موشيه يعلون (أمس) الاحد في جلسة الحكومة، أن أيران وحزب الله يقفان خلف توجه حكومة لبنان الى الامم المتحدة بشأن الحدود البحرية مع إسرائيل. وقال يعلون في الجلسة أن إيران وحزب الله يحاولان أن يوجدا عن قصد بؤرة توتر جديدة مع إسرائيل.
وقال يعلون " وقّعنا مع قبرص اتفاقا يتوافقا بذات المستوى مع الاتفاق الذي وقع بينها وبين لبنان. وعندما أعلنا عن أعمال البحث عن الغاز لدينا ، قرر الايرانيين وحزب الله أن هذا الموضوع هو موضوع جيد للإحتكاك بنا. لقد قررا إعادة ترسيم خط جديد، جنوب الخط الذي اتفق عليه بين الحكومة اللبنانية وقبرص، والذي يدخلا في الواقع الى داخل مجالنا البحري. وهذا الامر، نفذ عن قصد من أجل خلق نقطة احتكاك مثل مزارع شبعا".
وكانت الحكومة قد أقرت اليوم في جلستها الاسبوعية مشروع الاقتراح الإسرائيلي بشأن المجال البحري الشمالي لدولة إسرائيل. هذا الخط يحدد منطقة الحقوق الاقتصادية للدولة، بما في ذلك حق الاستفادة من الموارد الطبيعية في البحر. وفي الايام القريبة القادمة ستبلغ إسرائيل موقفها للأمم المتحدة.
في مستهل الجلسة الحكومية قال رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أن الحدود البحرية التي قدمها لبنان الى الى الامم المتحدة تقع جنوب الخط الذي حددته إسرائيل، وبحسب رئيس الحكومة إن الخط اللبناني يتعارض سواءا مع الاتفاق الذي رسم الحدود البحرية بين إسرائيل وقبرص، او بين اتفاق ترسيم الحدود بين لبنان وقبرص. نحن نعمل على ترسيم الحدود وفق القانون الدولي.
إن للإقتراح الذي قدم للأمم المتحدة سوف يكون له إنعكاسات بعيدة المدى على حقول الغاز والنفط التي تقدر قيمتها بملياري دولار والتي تقع في المنطقة المختلف عليها في البحر المتوسط.
إن الحدود البحرية بين إسرائيل ولبنان منقسمة الى قسمين: خط12 ميل من الشاطئ، ولكل دولة على جانبيه سيادة كاملة ، وخط آخر يمتد طوله حوالي مئة ميل وأكثر ويسمى المنطقة الاقتصادية أو المياه الاقتصادية . وهنا يتعلق الامر بمنطقة يوجد فيها لكل دولة  حقوق اقتصادية وبحثية بشأن الموارد الطبيعية والصيد وما شابه....
في آب ال2010 تقدم لبنان بشكل أحادي الجانب الى الامم المتحدة برواية الخط الجنوبي للمياه الاقتصادية الخاصة به، أي الحدود مع إسرائيل. وفي نوفمبر من نفس العام قدم لبنان أيضا روايته بشأن الخط الغربي للمياه الاقتصادية، أي خط الحدود مع قبرص".
ــــــــــــــ  
خمسة سنوات بعد حرب لبنان: هل إسرائيل مستعدة للحرب القادمة؟
المصدر: "موقع نعنع الإخباري ـ دورون نحوم"

" ستمر يوم غد خمس سنوات على اندلاع حرب لبنان الثانية، التي بدأت مع خطف جنود الاحتياط ألداد رغيف وإيهود غولدفاسر واستمرت أكثر من شهر. بعد الحرب، التي قتل فيها 44 مدنيا و121 جنديا من الجيش الإسرائيلي، نشرت لجنة فينوغراد لفحص أحداث المعركة تقريرا خطيرا، الذي أشار إلى عدم استعداد إسرائيل، سواء الجيش الإسرائيلي أو الجبهة الداخلية.
اليوم، بعد خمس سنوات، يريدون في الجيش الإسرائيلي التوضيح أنهم استخرجوا العبر وان الأمور في الحرب القادمة، إذا ما اندلعت، ستبدو مختلفة. توجهنا إلى ثلاثة ضباط كبار وطلبنا منهم التحدث عن الخطوات التي جرت ضمن إطار التدريبات والاستعدادات اللوجستية في الجيش الإسرائيلي وفي إعداد الجبهة الداخلية، وذلك للحصول على الجواب الذي يعني الجميع، وهو هل أن إسرائيل العام 2011 مستعدة للحرب القادمة؟.
رئيس قسم التدريبات في الجيش الإسرائيلي، العقيد إيتسيك برباي، قال لموقع نعنع الإخباري انه في السنوات الخمس الماضية تحولت التدريبات والتاهيلات في الجيش الإسرائيلي إلى عنصر أساسي جدا في النشاطات. ويوضح الضابط، "لا يمكن إعداد القوة  للحرب بخطوات مختصرة، يجب ان تمر ببرنامج تدريبات منظمة. في أعقاب هذا الفهم، الذي استخرجناه من الحرب، اعددنا له خطة تتحسن من عام إلى آخر".
حسب كلام برباري، منذ الحرب في برامج التدريبات التابعة للجيش الإسرائيلي جرت تغيرات دراماتيكية، بالتشديد على جنود الاحتياط. يقول رئيس قسم التدريبات انه في أعقاب الحرب وحدات الاحتياط تتدرب ليس فقط في بتساليم، بل ايضا في أنحاء البلاد، و"نحن نلائم التدريبات لكل وحدة تأتي للتدرب". إحدى عبر الحرب ايضا هي انه يوجد لجنود الاحتياط التابعين للقيادة دور مهم في تأهيل الوحدات، ولذلك يحضرون الآن إلى الاحتياط مرة على الأقل في السنة.
يوضح برباي، انه يوجد للتدريبات الآن هدف واحد فقطـ، إعداد الجنود للحرب. "منذ حرب لبنان الثانية زدنا عدد التدريبات سواء للنظامي أو للاحتياط بأضعاف مضاعفة، ومن المهم التأكيد أن الجيش النظامي ايضا مر بتغيرات بعيدة المدى في موضوع التدريبات والمناورات". حسب كلام برباي، إحدى العبر التي استخرجت من الحرب هي أن القوات البرية المختلفة تتدرب الآن سوية، وحدات المدرعات إلى جانب مقاتلي سلاح المشاة، وفي بعض التدريبات جرى تعاون ايضا مع سلاح الجو.
ويضيف الضابط أن مراكز التدريبات التابعة للجيش الإسرائيلي تحولت إلى "ملاعب"، فيهم يتنكر الجنود إلى مقاتلي حزب الله لمحاكاة المعركة. ويوضح برباي، "نحن نستثمر بالتنكر وبالوسائل التكنولوجية الملايين ومحاكاة هذا الوضع الحقيقي يساهم كثيرا".
ويوضح برباي "من اجل امتثال جنود الاحتياط في الخدمة، اتبعنا نوع من "جدول عادل"، وبذلك نحن لا نستدعي وحدات الاحتياط في الأعياد أو في فترات الامتحانات لكي يكون الأمر مريح أكثر عليهم. بالإضافة إلى ذلك، حاليا، في قواعد الاحتياط ينتقلون من الخيم إلى مباني متينة لكي يكون السكن مريح أكثر".
واستخرجت العبر ايضا في الجيش الإسرائيلي بكل ما يتعلق بالتجهيزات، التي ذكرت حولها شكاوى كثيرة خلال الحرب وبعدها. يؤكد العميد مفيد غانم، ضابط اللوجستيك الرئيسي للجيش الإسرائيلي، أن "التجهيزات اليوم هي تجهيزات نوعية جدا وجديدة. جندي الاحتياط الذي يصل إلى الخدمة، سيجد تجهيزات كما في الخدمة النظامية. مرتبة داخل المخازن بشكل يسمح بأخذها وسحبها بسرعة". ويضيف أن كميات التجهيزات في الجيش زادت.
يقول الضابط الكبير انه في عملية الرصاص المسكوب كان يمكن مشاهدة أن منظومة اللوجستيكا في الجيش الإسرائيلي مرت بعملية تغيير، "أنا أتابع دائما كميات التجهيزات بحسب المعايير التي احددها. اعرف أي تجهيزات توجد والمكان الذي يفترض أن تكون فيه. هناك سلسلة لوجستيك تضمن وصول التموين، المياه والتجهيزات من المراكز اللوجستية إلى الأماكن المخصصة لها. لدينا منظومات وأجهزة تكنولوجية، التي تمكننا من معرفة مكان وجود أي قوة على الأرض، حتى مستوى الأداة المنفردة".
إحدى الأمور التي جرت هي توجيه انتقادات قاسية بشكل خاص بعد الحرب لعدم استعداد السلطات لضرب الجبهة الداخلية. يؤكد رئيس قسم السكان في قيادة الجبهة الداخلية، العقيد آفي ميشوف، "سيشعر الجمهور في إسرائيل جيدا بالتغيرات في المواجهة أو في الحرب القادمة". حسب كلامه، منذ حرب لبنان الثانية قيادة الجبهة الداخلية أجرت مئات الزيارات إلى السلطات المحلية في كل ما يتعلق بتقديم المساعدة للمدنيين في ساعة الطوارئ، وكذلك فحص مخازن الطوارئ بالتعاون مع سلطة الطوارئ القومية.
يريد ميشوف تفصيل الاستعدادات للمواجهة القادمة بالقول، "منذ حرب لبنان الثانية الجمهور سمع صفارات مناورة في أنحاء البلاد. في كل عام هناك المناورة العامة في كافة البلاد، نقطة تحول. نحن نهتم في تبليغ الجمهور ووضع توجيهات طوال السنة".
وأشار ضابط قيادة الجبهة الداخلية ايضا إلى الاستعدادات الإعلامية  خلال الحرب. "في حالة الطوارئ لدينا استديو بث، عبره يمكننا السيطرة والدخول إلى جميع قنوات التلفزيون والراديو. نحن قادرون على إرسال رسائل SMS إلى الأجهزة المحمولة للمواطنين بحسب المنطقة، ونتواجد في مرحلة تأهيل مراكز في السلطات المحلية لكي تستطيع هي تقديم الأجوبة خلال الطوارئ للمواطنين. أقمنا وحدة خاصة تتكون من ضباط برتبة عقيد، يرسلون في ساعة الطوارئ إلى قنوات التلفزيون والراديو، يشرحون للمواطنين ما يجب القيام به خلال الأحداث".
مع ذلك، استعداد الجبهة الداخلية حتى الآن لم يستكمل نهائيا. يقول الضابط ميشوف، "ينبغي فهم أن هناك أمور حتى الآن لم تنظم ولا يمكن تنظيمها في خمس سنوات. فلا يوجد لجميع السكان ملاجئ وغرف آمنة".
ــــــــــــ
تحسين العلاقات مع تركيا يبدأ اقتصاديا
المصدر: "موقع walla الاخباري – ايتان لاسري"

" بالرغم من الأزمة الدبلوماسية، تزدهر العلاقات التجارية بين إسرائيل وتركيا في الواقع. الدكتور "إيتان لسري" يعتقد أنه يجب حلُّ الأزمة بين الدولتين فوراً ويجدر فعل ذلك عبر رجال الأعمال.
حكومة إسرائيل مضطرة للعمل بتعقُّل وإنهاء الرواية حول الأزمة مع تركيا. فالإنقطاع السياسي بين الدولتين يلحق ضرراً كبيراً بكلتيهما. ورغم خيبة أملنا من المواقف الحادة التي صدرت ضدنا ـ ينبغي تذكّر أنّ تركيا لم تعد الدولة التي تتمتع بأهمية استراتيجية كبيرة بالنسبة لإسرائيل، خصوصاً على خلفية كل الأحداث التي تجري اليوم في العالم العربي، إذ إنَّ الوضع في سوريا يخلق مشاكل كبيرة، سواء لتركيا أو لإسرائيل، الفلسطينيون يقودون عملية سيكون من الصعب توقيفها في أيلول، ولذا فإن هناك مصلحة مشتركة لحلِّ المشاكل فيما بيننا.
وبالرغم من المطالب المفرطة نسبياً التي تطرحها الحكومة التركية كشرط لإنهاء الأزمة، وحتى لو أنَّ هذه الأزمة برأينا بدأ بها فعلاً مندوبون أتراك تصرّفوا بعنف في القافلة البحرية السابقة إلى غزة، فإنَّ ثمة أهمية لإنهائها والتوجه نحو الوظائف الأهم الموجودة على بساط البحث. المسألة تتعلق بالدولتين الديمقراطيتين الوحيدتين من حيث الإستقرار في المنطقة، والجذور التاريخية للعلاقات بين تركيا واليهود تمتد حتى فترة الإمبراطورية العثمانية التي استوعبت الكثير من منفيِّي إسبانيا. بالإضافة إلى ذلك، يجدر ذكر أن تركيا كانت أول دولة إسلامية اعترفت بدولة إسرائيل.
في الساحة الدولية والإقليمية، تقف إسرائيل بوجه تحديات صعبة بدءاً من حملة الإعتراف بدولة فلسطينية خلال التصويت في الأمم المتحدة المتوقع في شهر أيلول، مروراً بالتهديد الإيراني وصولاً إلى أزمة القيادة التي تمرُّ بها جاراتنا والتي قد تنعكس علينا سلباً.
في الأعمال التجارية، العلاقات تزدهر
الدولتان منقطعتان منذ أمد بعيد نوعاً ما والجوّ بقي متوتراً منذ قضية الـ "مرمرة". ومع ذلك، يبدو واقعاً أن العلاقات تزدهر في مجال واحد: فقد بلغ حجم التجارة بين إسرائيل وتركيا عام 2010 ذروته. وأُعلن هذا الأسبوع عن أنَّ العام الماضي كان الأفضل من حيث التجارة بين الدولتين منذ إنشاء العلاقات الدبلوماسية عام 1949. وبحسب وزارة التجارة التركية، وصل حجم التجارة في  عام 2010 إلى الذروة، أي 3،5 مليار دولار.
وبالرغم ممَّا هو معلوم لدينا عن تباطؤ في تطبيق عدد من المشاريع في الوسط التجاري، إلاَّ أن سرعة تصحيح العلاقات الدبلوماسية المضطربة لم تضر حقاً بالتبادل التجاري بين إسرائيل وتركيا ـ فقد قفز تصدير البضائع إلى الدولة بنسبة 22% حتى أن الإستيراد سجَّل زيادة قوية بنسبة 32%. وإذا كانت طبيعة الحال هكذا، فقد حان الوقت للمساهمة في العلاقات الجيدة لدى مندوبي الوسط التجاري لكلتي الدولتين، وتصحيح العلاقات مع جاراتنا.
الشعب التركي قال كلامه مؤخراً للمرة الثالثة واختار مجدداً "رجب طيِّب أردوغان". فمنذ أن حظي حزبه بفوز كاسح في انتخابات عام 2002، أجرى "أردوغان" إصلاحات سياسية وإقتصادية واسعة عزَّزت الإقتصاد التركي وقرَّبت تركيا أكثر من الإنضمام إلى الإتحاد الأوروبي. ومع ذلك، فإنَّ الأمر الأهم من كل ذلك هو أنّ تلك الإصلاحات جعلت تركيا إحدى الدول الإقتصادية المتطوّرة بالوتيرة الأسرع في العالم. أي، تزامناً مع التصريحات السياسية لممثلي هذا النظام، هم يُعنون كثيراً بالمجال الإقتصادي واستقرار المرفق.
وأفادت صحيفة الـ "نيويورك تايمز" مؤخراً أن الناتج الوطني الإجمالي لتركيا بلغ حواليـ 730 مليار دولار في العام الماضي ـ الأمر الذي يجعلها الدولة الإقتصادية الـ ـ 17 بحجمها عالمياً. كما أفادت الصحيفة أن لدى تركيا تضخّم مالي بنسبة 8% وأنَّ نسبة نموّها يتوقع أن تصل هذا العام لنحوـ 5%. بالإضافة إلى ذلك، يزدهر المرفق السياحي المحلي حيث دخل إلى تركيا عام 2010 زهاءـ 30 مليون سائح. كما قام "أردوغان" بتحسين الوضع الإقتصادي في تركيا بشكل صارم، زاد من عمليات الإستثمار في الدولة وتجارتها الخارجية، وعزَّز الموقف التركي في المنطقة وجعلها لاعبة دور إستراتيجي شريكة في قضايا عديدة في منطقتنا وأقل ارتباطاً بالغرب.
مؤخراً كنا شهوداً على الإجراءات التي يمكن أن نجد فيها بمثابة "ندم" من جانب الزعماء الأتراك الذين يطالبون بأن يكونوا شركاء في عمليات السلام بغية تحسين العلاقات مع إسرائيل. كذلك، قام "أردوغان" بتحسين علاقاته مع الرئيس "أوباما" ويبدو أن جزءاً من تصريحاته حول العمليات الإقليمية منسَّقة فيما بينهما. ومؤخراً دعا الرئيس التركي حماس للإعتراف بإسرائيل معرباً عن رأيه بأنه يدرك أنّ إسرائيل لن تجري مفاوضات مع من يرغب بإبادتها. وألمح مسؤولون أتراك إلى قادة القافلة البحرية الجديدة أنه ينبغي تأجيل توجّههم إلى غزة وبالفعل "لأسباب مختلفة" السفينة الأساس للقافلة البحرية السابقة ـ "المرمرة"، لن تتوجه إلى إسرائيل وبالتالي خرجت الشوكة من قوة القافلة البحرية الحالية.  
ليس لدينا أفضلية لمواصلة الأزمات
استقوت المعارضة في تركيا قليلاً في الإنتخابات الأخيرة حيث انتقد زعماؤها كثيراً أداء حكومة "أردوغان" من بين جملة الأمور بسبب تضرر العلاقات الجيدة التي كانت مع إسرائيل سابقاً. وبالرغم من نجاحه البارز في الإنتخابات، سيضطر "أردوغان" كما يبدو للتعاون مع بعض من أحزاب المعارضة تلك لاستكمال الإصلاحات التي بدأ بها من أجل المواطنين الأتراك. ولذا قد يضطر أيضاً لتخفيف حدة مواقفه تجاه إسرائيل.
موقعها الإستراتيجي بين آسيا وأوروبا وقربها من الشرق الأوسط دفعا الإدارات الأخيرة في واشنطن أيضاً السعي وراء تركيا. الثورات الأخيرة في العالم العربي فقط أكَّدت الأهمية الكبيرة للعلاقات الطبيعية مع الدولة الإسلامية. ومؤخراً تحدّث وزير الدفاع، "إيهود باراك"، في القضية قائلاً في الكنيست بأنَّه "نهتم بتسوية الصعوبات مع تركيا وبإيجاد طريق لوضع الماضي وراءنا. فما حصل قد حصل". للأسف، ليس لدينا وقت لنزاعات لا جدوى منها ولا الأفضلية والقدرة لمواصلة الأزمات طوال الزمن ولو بسبب حقيقة أنه حان الوقت لإعطاء أفضلية لمعالجة الأزمات الحقيقية التي تشكل تهديداً كبيراً على وجودنا في المنطقة.
تجدر الإشارة إلى أنه في الأعوام الأخيرة شاركت شخصياً في تقديم العلاقات التجارية بين الإسرائيليين والأتراك وانطلاقاً من معرفتي بالقضية، فإن الثغرة لحل الأزمة بيننا وبين الأتراك تقلَّصت جداً مؤخراً. حان الوقت لتقديم حلٍّ للأزمة، لتهدئة الأنفس وتعزيز الإزدهار الإقتصادي والسياسي بين الدولتين. ومن الممكن أيضاً أن تساعدنا تركيا في إعاقة أو تغيير الإعلان الفلسطيني المرتقب في أيلول، وأن تساعدنا مع حماس في تقديم خطوات تحرير الجندي الأسير منذ أمد بعيد ـ "جلعاد شاليط".    
ــــــــــــ
اللبنانيون وراء الخلاف على الحدود البحرية: الحكومة صادقت على نقاط اعتلام جديدة
المصدر: "اذاعة الجيش الإسرائيلي ـ ايلايل شاحر "

" من شأن هذا القرار أن يكون له تداعيات اقتصادية : بعد أن تقدم لبنان بتغييرات في الحدود البحرية لم تنسق مع دولة إسرائيل، حددت اليوم الحكومة نقاط اعتلام جديدة، ستقدمها للأمم المتحدة، بهدف أن تعيد لإسرائيل مناطق يتواجد فيها ثروات طبيعية. نائب وزير الخارجية داني أيلون: أفترض أنه لن يكون لدى إسرائيل أي مشكلة لإثبات ما هو تابع لها.
صادق وزراء الحكومة صباح يوم أمس الاحد بالاجماع على نقاط اعتلام جديدة تحدد الحدود البحرية لإسرائيل في منطقة لبنان. إن الخارطة الإسرائيلية التي ستقدم للأمم المتحدة للنظر فيها بالايام القادمة، لا تتوافق مع الخريطة التي تقدم بها لبنان. وفي الولايات المتحدة الأميركية يطلبون من إسرائيل أن تقدم خرائط مشابهة للخرائط اللبنانية، من أجل عدم إثارة أي مشاكل دولية .
وبحسب تقدير الخبراء ، يوجد في المنطقة المتنازع عليها مخزون غاز ونفط. اللواء في الاحتياط جيورا آيلند الذي عمل خلال الانسحاب من لبنان كمسؤول عن ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل، قدر اليوم ضمن مقابلة مع اذاعة الجيش الإسرائيلي أنه في نهاية المطاف ستتوصل إسرائيل ولبنان الى تسوية بموضوع الحدود البحرية .
سكرتير عام الحكومة الإسرائيلية تسبي هاوز قال ضمن برنامج صباح الخير إسرائيل الذي تبثه إذاعة الجيش أن الامر يتعلق بخط حدود تابع لدولة إسرائيل، يتعلق بالحقوق الاقتصادية والبحثية مثل الثروات الطبيعية والصيد ، وقال هاوزر أن هذه المطالبة جاءت في اعقاب الاعلان اللبناني في شهر آب ال2010 حيث تم ابلاغ الامم المتحدة بنقاط اعتلام بحرية جديدة، لا تتوافق مع الحسابات الإسرائيلية لنطاق الخطوط".
أما نائب وزير الخارجية داني أيلون فقد قال لاذاعة الجيش الإسرائيلي ان الخلاف حول الحدود نشأ من قبل اللبنانيين، وأضاف يمكن التوصية بشأن خطوط حدود، وأيضا اقتصادية، فقط عبر الامم المتحدة، وأضاف يوجد قواعد جدا أساسية ومعروف لفعل ذلك، وأنا أفترض أنه لن يكون لدى دولة إسرائيل أي مشكلة لاثبات ما هو تابع لها. نحن موجودون في اتصالات منذ سنوات طويلة منذ إقامة الدولة بشأن هذا الموضوع".
ــــــــــــــــــ  
نقاش طوارىء للثمانية حول صيغة استئناف المفاوضات
المصدر: "معاريف – ايلي بردنشتاين"

" اجتمع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزراء الثمانية أمس في جلسة مطولة استغرقت أكثر من عشر ساعات في محاولة للحسم في شأن صيغة استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين.
وكما كشفت "معاريف" النقاب عنه أمس فان ضغطا شديدا يمارس هذه الايام على القدس لاستئناف المفاوضات. الالحاح الكبير الذي أدخل الوزراء الى الغرفة المغلقة على مدى عشر ساعات طويلة (مع توقف طفيف في الوسط) هو الانعقاد اليوم لمحفل الرباعية الدولية: وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية للاتحاد الاوروبي كاترين أشتون، الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ووزير الخارجية الروسي سيرجيه لافروف، سيلتقون اليوم في واشنطن، بهدف رسم الخطوط الأساس للمفاوضات، وعمليا فرض استئناف المفاوضات على إسرائيل والفلسطينيين. ويتطلع اعضاء الرباعية الى الاعلان منذ اليوم عن استئناف المفاوضات.
وتمارس الادارة الأميركية ضغوطا شديدة على إسرائيل كي تقبل الاخيرة صيغة الرئيس اوباما التي عرضها في خطابه في أيار الاخير، عشية زيارة نتنياهو الى الولايات المتحدة: استئناف المفاوضات واقامة دولة فلسطينية على أساس خطوط 1967، مع تبادل للاراضي.
وسبق لنتنياهو أن وافق مبدئيا على المفاوضات على أساس خطوط 1967، ولكنه يحاول حتى اللحظة الاخيرة إدخال التغييرات الديمغرافية التي طرأت في يهودا والسامرة في الـ 44 سنة الاخيرة، أي الحفاظ على الكتل الاستيطانية ضمن هذه الصيغة ايضا. كما يطالب رئيس الوزراء مقابل موافقته على استئناف المفاوضات على أساس خطوط 1967، أن يعترف الفلسطينيون بدولة إسرائيل كدولة الشعب اليهودي ويعلنوا عن "نهاية النزاع".
ومع ذلك، ليس واضحا بعد ما هو موقف الفلسطينيين بالنسبة لمطالب إسرائيل. كما أن رئيس الفريق الفلسطيني المفاوض ومبعوث نتنياهو، المحامي اسحق مولكو، كانا الاسبوع الماضي في واشنطن وأجريا اتصالات في هذا الشأن.
الجهود المكثفة التي يبذلها الأميركيون والاوروبيون لاستئناف المفاوضات تنبع من رغبتهم الشديدة في منع "خطوة ايلول": الاعلان عن دولة فلسطينية في الجمعية العمومية للامم المتحدة بعد نحو شهرين. لمنع ذلك، يتطلعون الى استئناف المفاوضات منذ الآن. من اجل اطلاق الاعلان في الامم المتحدة في ايلول على الدرب، فان الفلسطينيين ملزمون بأن يرفعوا اقتراحهم الى الجمعية العمومية في غضون بضعة ايام.
مؤشر ايجابي تلقاه الأميركيون والاوروبيون في هذا الموضوع هو قرار الجامعة العربية تأجيل انعقادها في القاهرة والذي كان يفترض أن يتم يوم الثلاثاء القريب القادم الى الاسبوع القادم. وكان يفترض بالجامعة العربية أن تصدر الضوء الاخضر للخطوة الفلسطينية لرفع قرارهم الى الامم المتحدة بشأن الاعتراف بدولة فلسطينية. ويمنح التأجيل عمليا مهلة للأميركيين في مساعيهم لاستئناف المحادثات بين إسرائيل والفلسطينيين. ويسعى الاوروبيون الى أن يمنعوا بكل ثمن انشقاق الدول الاعضاء الـ 27 في الاتحاد الاوروبي، اذا ما وصلت المسألة الى الامم المتحدة. وللأميركيين ايضا لن يكون سهلا استخدام الفيتو في مجلس الامن ضد القرار، رغم تصريحهم في أحاديث مغلقة بأنهم سيفعلون ذلك.
في إسرائيل يخشون من أنه اذا لم يوافق نتنياهو على مطالب الأميركيين، فالرباعية (بضغط الاعضاء الاوروبيين فيها) ستخرج باعلان يُقيد إسرائيل ويُبقي نتنياهو بدون المقابل الذي يرغب فيه. وحسب تقدير آخر، فاذا ما توصلت الأطراف الى اجماع، فان الرباعية كفيلة بأن تخرج باعلان فاتر جدا وتعطي ضوءا آخر لمواصلة الاتصالات في الايام القريبة القادمة".
ـــــــــــ
الولايات المتحدة واوروبا ستحاولان منع الفلسطينيين من التوجه الى الامم المتحدة
المصدر: "يديعوت احرونوت –  أورلي أزولاي"

" يجتمع ممثلو الرباعية الدولية في واشنطن اليوم في محاولة أخيرة لايجاد صيغة سحرية تمنع الفلسطينيين من الاعلان عن دولة في ايلول وتسمح باستئناف المفاوضات مع إسرائيل.
فرص نجاح مساعي الرباعية طفيفة أغلب الظن وذلك لأنه من اجل اقناع الفلسطينيين بالتخلي عن فكرة اعلان الدولة ينبغي أن يتوفر لهم بديل جدي للشروع في المحادثات – وهذا على ما يبدو ليس قائما في هذه اللحظة. يوم الجمعة القريب القادم، 15 تموز، هو الموعد الأخير الذي يمكن للفلسطينيين أن يرفعوا فيه النماذج اللازمة للشروع في اجراء الاعلان عن دولة. ومع ذلك، حتى بعد أن يتقدموا بالنماذج فان بوسعهم أن يسحبوها في أي وقت.
اجتماع الرباعية اليوم سينتهي باعلان مشترك لم يُتفق بعد على صيغته النهائية. فالأميركيون يضغطون باتجاه صيغة عامة وغير ملزمة تسمح لهم بمواصلة الحوار مع الطرفين بهدف السماح ببدء المحادثات. وقدّر دبلوماسيون إسرائيليون في واشنطن أمس بأن الرباعية ستدعو الفلسطينيين الى عدم التوجه الى الامم المتحدة، وذلك لانه من الأفضل لهم الوصول الى دولة في اطار المفاوضات وليس في خطوة أحادية الجانب. تقدير آخر هو أن الرباعية ستعلن عن تبني مباديء مبادرة اوباما، والتي أساسها تحديد حدود الدولة الفلسطينية على أساس حدود 1967 مع تبادل للاراضي بالاتفاق وترتيبات أمنية لإسرائيل.
كقاعدة، في واشنطن لا يتحمسون من تدخل الرباعية في هذا الشأن، وذلك ايضا بسبب رغبتهم في أن يتصدروا كل ما يتعلق بمساعي حل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، وكذا بسبب تقديرهم بأن بوسعهم وحدهم أن ينتزعوا من إسرائيل تنازلات أكبر.
لهذا السبب يشعرون في الادارة الأميركية باحباط شديد من خطوات نتنياهو: فقد توقعوا منه أن يعرض موافقات تثبت بأنه يقصد بجدية الدخول في محادثات مع الفلسطينيين، مما سيتيح لهم أن يُبعدوا الرباعية عن الانشغال في هذا الشأن – ولكن توقعهم تبدد. في البيت الابيض قالوا في الايام الاخيرة ان "نتنياهو لم يُعط اوباما شيئا في اليد كي يتمكن من أخذه الى الاوروبيين، وفي واقع الامر قال لا لكل العالم".
اذا ما توجه الفلسطينيون في نهاية المطاف الى الامم المتحدة، فسيكون بوسع دول الاتحاد الاوروبي أن تصوت كل واحدة حسب رؤيتها. معظم الدول الهامة في اوروبا، كفرنسا وبريطانيا، لا تكشف النقاب حاليا عن كيفية تصويتها. أما المانيا فقد سبق أن أعلنت بأنها ستعارض الاعلان أحادي الجانب".
ـــــــــ  
الحكومة تقرر: ممنوع انتقاد الدولة
المصدر: "يديعوت احرونوت – طوفا تسيموكي"

" اذا أقرت الكنيست مشروع القانون الذي أقرته أمس اللجنة الوزارية لشؤون التشريع، فسيكون من الصعب جدا انتقاد الجيش ومؤسسات الدولة الاخرى.
وكان رفع مشروع القانون النائب إسرائيل كاتس (كتسيلا) من كتلة البيت الوطني. وهو يقضي بأن من يتحدث بشكل يولي فيه سمة سلبية معينة لجمهور كامل سيتعرض لدعوى تشهير، وهكذا ايضا من يذم الجيش الإسرائيلي أو دولة إسرائيل.
مشروع القانون، اذا ما أُقر، سيسمح للمواطنين برفع دعوى تشهير ضد من أساء لجمهور ينتمون اليه، بما في ذلك الدعاوى التمثيلية. جمل مثل "الاصوليون لا يعملون. هم يعيشون على حسابنا"؛ "المستوطنون عنيفون"؛ "اليساريون يتعاونون مع العدو"؛ "جنود الجيش يرتكبون جرائم حرب"، ستكون مبررا لرفع دعاوى تشهير.
كما يقرر مشروع القانون بأن حكم الذم بالدولة أو بهيئة سلطوية سيكون كحكم الذم باتحاد. والمعنى: اذا ما نشر شخص أو هيئة امورا تعد ذما ضد الدولة أو ضد هيئات سلطوية مثل الجيش، الشرطة وما شابه، فسيكون ممكنا رفع ضده دعوى مدنية باسم الدولة بل وتقديمه الى المحاكمة الجنائية، كحكم كل انسان ينشر ذما بشخص أو اتحاد. وحسب كاتس، هذا جواب على الجمعيات الإسرائيلية التي سلمت معلومات الى لجان فحص الامم المتحدة على نشاط الجيش الإسرائيلي في حملة رصاص مصبوب. "فهذه المعلومات الحقت ضررا شديدا بصورة دولة إسرائيل وبلورة استنتاجات الحقت ضررا شديدا بالسياسة الخارجية لدولة إسرائيل، والتي لم تتضح بعد نتائجها الهامة"، يقول كاتس.
مشروع القانون سيكون بوسعه ضمن امور اخرى ان يعدل الوضع القانوني الذي لم يكن فيه بوسع مقاتلي الجيش الإسرائيلي أن يتقدموا بدعوى مدنية ضد الممثل محمد بكري، منتج فيلم "جنين جنين". وكانت المحكمة المركزية في تل أبيب بحثت في حينه بدعوى رفعتها ضد بكري سرية احتياط قاتلت في مخيم جنين للاجئين في اثناء حملة "السور الواقي". وادعوا بان الفيلم ينتهك قانون منع الذم، وذلك لانه يعرض جنود الجيش كمن يعمل بشكل غير أخلاقي. ولكن المحكمة قررت بان الصيغة القائمة في قانون الذم لا تسمح للمقاتلين برفع دعوى مدنية باسم جنود الجيش أو باسم السرية التي خدموا فيها.
"مشروع القانون يرمي الى الحفاظ على كرامة الشعب اليهودي"، قال أمس النائب كاتس. "كشعب عانى من فريات الدم على مدى الاف السنين ودفع لقاء ذلك ثمنا دمويا باهظا، علينا أن نحمي انفسنا من تشهيرات مغرضة تطلق رائحة كريهة لنا في نظر امم العالم – وتعرض للخطر دولة إسرائيل والشعب اليهودي في الشتات".
وأشارت مصادر الكنيست الى أن مشروع القانون لن يطرح قريبا على التصويت في الكنيست بكامل هيئتها، وذلك لان من المتوقع استئناف على قرار اللجنة الوزارية سيعيق القرار وسينقله الى حسم الحكومة بكامل هيئتها".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قانون لتصفية الديمقراطية
المصدر: "هآرتس"

" ستقر الكنيست اليوم بالقراءة الثانية والثالثة قانون منع المقاطعة، والذي يفرض عقوبات جسيمة على من يدعو، بشكل مباشر او غير مباشر، لمقاطعة إسرائيل بسبب أفعالها السياسية. ومع أنه في القراءة الاولى تم تقليص حدود القانون، وهو سينطبق الان اساسا على المؤسسات العامة (المبادرون اليه عادوا ووعدوا بتوسيعه) – فلا يزال يدور الحديث عن قانون شائن، يتضارب بشدة مع القوانين الاساس.
يتخذ القانون لغة غامضة ويصف "المقاطعة لدولة إسرائيل" بشكل واسع على نحو خاص والمقاطعة بشكل سائل حقا. وحسب القانون، يكفي ان توجد "امكانية معقولة في أن تؤدي الدعوة الى فرض مقاطعة، وخارق القانون (حسب أمر دعاوى التعويضات على الاضرار، صيغة جديدة) سيعرف كمن ارتكب ظلما مدنيا، وسيحرم من امتيازات اقتصادية ذات مغزى، بل وسيضطر الى ان يدفع تعويضا عاليا لمتضرري المقاطعة المزعومة.
هذا تشويش مقصود، يسعى الى تمويه النية لبسط شبكة حماية واسعة للمستوطنات التي منتجاتها ونشاطاتها، وعمليا كل وجودها، والتي توجد قيد الخلاف منذ البداية، هي السبب الاساس لمبادرات المقاطعة من الداخل ومن الخارج. المشرعون يحاولون بذلك ان يعطلوا احدى وسائل الاحتجاج الشرعية للغاية في الديمقراطية والمس بحرية التعبير والتنظيم بمحافل سياسية تعارض الاحتلال وعنف المستوطنين وتسعى الى الاحتجاج على سلم الاولويات المخلول للحكومة.
المبادرون الى القانون يخلقون بذلك تماثلا كاذبا بين دولة إسرائيل والمجتمع الإسرائيلي بأسره وبين المستوطنات ويمنحون المستوطنين شرعية جارفة. هذا خطف مناهض للديمقراطية، يضاف الى سلسلة مثيرة للحفيظة من قوانين التمييز والاستبعاد من السنة الاخيرة ويحث المسيرة، التي تجعل سجل القوانين لإسرائيل وثيقة دكتاتورية مقلقة. بهذه الروح سيحوم فوق كل مقاطعة، عريضة، بل ومقال في صحيفة، ظل مهدد من الجريمة. سرعان ما سيسكت النقاش السياسي بشكل عام.
على النواب الذين سيصوتون غدا في صالح القانون أن يفهموا بانهم يؤيدون كم الافواه كجزء من خطوة مستمرة لتصفية الديمقراطية، القانون الذي يدعي بانه يحمي إسرائيل، ولكنه عمليا يفاقم عزلتها في العالم".
ــــــــــــــــــــــــــــــ
ضد المقاطعة، ضد القانون مسألة جغرافيا
المصدر: "يديعوت احرونوت ـ ناحوم برنياع"

" هناك أناس تذكرهم المقاطعة بالكوتج. أما أنا فتذكرني بأمور اخرى، أقل إثارة للعطف: شعارات "يودا" ونجمة داود على نوافذ عرض المحلات التجارية اليهودية في المانيا النازية؛ مجمعات تجارية دولية مثل كوكا كولا وتيوتا خضعت للمقاطعة العربية وامتنعت لسنوات عديدة عن بيع منتجاتها في إسرائيل؛ ومع الاختلاف، مقاطعات فرضها حاخامون متطرفون على يهود لم يعجبوهم، من شبينوزا وحتى اليوم.
المقاطعة هي سلاح استهلاكي مشروع – وسلاح سياسي مشكوك فيه. هو سلاح اولئك الذين يئسوا من اقناع غيرهم بصحة موقفهم. وكمخرج أخير، يعلنون عن الحرد.
ولكن ليس غنيا عن البيان أن نذكر هنا في هذا السياق المقاطعة التي فرضها الجنرال باركر، قائد القوات البريطانية في بلاد إسرائيل، على الحاضرة اليهودية. فقد سعى باركر الى أن ينتقم من اليهود على تفجير فندق الملك داود على أيدي منظمة الايتسل في 1946. وهكذا أمر جنوده: "من يوم تلقي كتابي هذا فان كل أماكن التسلية، المقاهي، المطاعم والمحلات التجارية لليهود ستكون خارج النطاق. لن يكون لجندي بريطاني علاقات مع يهودي. سنعاقب اليهود بالشكل الذي يكرهه هذا الجنس أكثر من أي جنس آخر – المس بجيوبهم".
المقاطعة التي فرضها باركر لم توهن اليهود، ولكنها حددته في مكانه في تاريخ الحاضرة كأكبر اللاساميين. ما كنت لاقترح تبنيه كنموذج.
من جهة اخرى لدينا رئيس وزراء يعلن أمام الملأ عن تأييده لحل الدولتين، ولكن في نفس الوقت يشجع البناء الكثيف للمستوطنات في اراضي الدولة الاخرى. هذا أمر مزدوج الاخلاق، هذا خطير وهذا يدعو الى الاحتجاج.
احيانا هذه المعضلة تمثل بكل ثقلها حين يقف المرء امام الرف في السوبرماركت، لتكون مغلفة بغلاف من النايلون لمنتج كعك من مخبز في برقان، أو داخل زجاجة نبيذ مسوغ من الخليل. أنا أعرف ما أفعل في مثل هذه الحالة: أسحب من الرف الكعك من مخبز في القدس، أو النبيذ من قبو تخمير في الجليل. أنا لا أعلن عن مقاطعة – فقط أساعد الصناعة الإسرائيلية داخل الخط الاخضر.
فما بالك أنهم في العالم يجدون صعوبة في أن يفرقوا بين إسرائيل الخط الاخضر وإسرائيل المستوطنين. حركة BDS (وهي الاحرف الاولى من كلمات ، مقاطعة، منع الاستثمار، عقوبات او بالعبرية "حمس") اقيمت في اوروبا بهدف مقاطعة البضائع من المستوطنات. وبالتدريج تحولت الى حركة ترفض مجرد وجود إسرائيل. بعض من رجال هذه الحركة سعوا في الايام الاخيرة الى نقل حملتهم الى الاراضي الإسرائيلية. عندما تمكن بعضهم من التسلل الى طائرات هبطت في مطار بن غوريون اعلنوا: "هنا فلسطين". وهكذا كشفوا عن جدول أعمالهم الحقيقي.
الكنيست كان يفترض أن تقر اليوم، بالقراءة الثالثة، قانون يجعل الدعوة الى المقاطعة للبضائع من المستوطنات جناية مدنية. العقاب سيكون تعويض مالي للمتضرر وطرد من عطاءات الحكومة وميزانياتها. وقد تجند الائتلاف لاقرار القانون.
47 شخصية، بينهم حائزون على جائزة إسرائيل، بروفيسوريون بارزون، كُتّاب ورسامون، وقعوا على عريضة تدعو النواب الى التصويت ضد. في العريضة يوجد قسمان – قسم يؤيد المقاطعة للمستوطنات، بما في ذلك المقاطعة الثقافية؛ والقسم الثاني يقول ان القانون يكم الافواه ويخرج إسرائيل من أسرة الدول الديمقراطية.
 من السهل الموافقة على احتجاجهم. القانون سيء. بتذاكٍ يذكر بأنظمة ظلماء يتوجه هو فقط ضد من يدعو الى المقاطعة على خلفية جغرافية. متطرفو اليمين الذين يتجولون في المظاهرات وهم يلبسون القمصان ذات الاكمام القصيرة التي كتب عليها "انا أشتري من اليهود فقط" معفيون من العقاب. كما أنهم معفيون من العقاب أيضا الحاخامون الذين يدعون الى عدم تأجير الشقق للعرب. وكما قال سكيني في "بيت الشاي لقمر آب"، فان الفورنغرافيا (فضائح التعري) هي مسألة جغرافيا.
أصعب، لي على الأقل، تكريس المقاطعة كسياسة، كايديولوجيا.
ولعله من الشر يأتي الخير. أحد من قادة السلام الان قال لي أمس انه سيسعده دحرجة مسألة المستوطنات وشرعيتها الى المحاكم. اليسار سيحصل على منصة لاطلاق صوته. اليمين سيدخل في حالة دفاع. بتعبير آخر، اليمين حفر حفرة. لا ينبغي أن نستبعد امكانية أن يسقط فيها".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ   
اجراء تكتيكي لاحباط المبادرة الفلسطينية
المصدر: "إسرائيل اليوم ـ يعقوب بار سيمان طوف"

" سيطلب الفلسطينيون في ايلول الى الامم المتحدة، حتى بعد أن تلقوا ردودا باردة من اوروبا، الاعتراف بانشاء دولة فلسطينية مستقلة. الباعث على المبادرة معروف في ظاهر الأمر وهو تقدير أنه لا يمكن التوصل الى اتفاق سلام مع حكومة نتنياهو. صيغ هذا التقدير على خلفية تأليف حكومة نتنياهو، وطلب نتنياهو الاعتراف بأن إسرائيل دولة الشعب اليهودي، وسياسة الاستيطان وفيها الاستيطان في شرقي القدس، واعلان نتنياهو أن القدس الموحدة لن تُقسم أبدا وستظل عاصمة إسرائيل الى الأبد.
يمكن أن نفسر المبادرة الفلسطينية ايضا باعتبارها تسويغا أو تلاعبا يعتمدان على معرفة بأنه لن تستطيع أية حكومة في إسرائيل الاستجابة لشروطهم من اجل اتفاق سلام وهي السيادة في جبل الهيكل وحق العودة الى إسرائيل. ويبدو ايضا انه يصعب عليهم انهاء الصراع. إن الصراع هو العامل الموحِّد، وهو جزء من الهوية الفلسطينية، وجزء مركزي من الرواية والتظاهر بمظهر الضحية. لهذا يفضل الفلسطينيون كسب الاستقلال بغير اتفاق سلام، وهكذا سيكون من الممكن تعليق شأن جبل الهيكل واللاجئين وأن يزعموا أنه لم يُحرز اتفاق ولهذا لا يمكن في هذه المرحلة تحقيق هذه الأهداف.
يبدو أن الفلسطينيين سيستطيعون أن يحظوا بتأييد أكثر من 130 دولة لمبادرتهم. مع ذلك توجد عندهم ايضا أفكار ثانوية تتعلق بفاعلية المبادرة حينما تعارضها الولايات المتحدة ودول اوروبية مركزية، فالفلسطينيون يشعرون بأنهم تسلقوا شجرة عالية ولهذا يبحثون عن سبيل مشرفة للنزول عنها. إن الشعور العام في الجماعة الدولية ومن ضمنها الولايات المتحدة أن إسرائيل أكثر مسؤولية من الفلسطينيين عن الطريق المسدود لمسيرة السلام. تعارض الولايات المتحدة ودول اوروبية مركزية، فرنسا والمانيا وايطاليا، المبادرة الفلسطينية وتفضل انشاء دولة بمسيرة سلام. ومع ذلك تأمل مبادرة سياسية جديدة لتجديد المحادثات. والتوقع العام أن يعرض نتنياهو مبادرة كهذه في خطبة  في مجلس النواب الأميركي تبين أنه وهم.
في ضوء هذا يبدو أنه تتطور مبادرة جديدة في المانيا خاصة وفحواها أن معايير اوباما كما عُرضت في خطبتيه في أيار من هذا العام يمكن أن تكون قاعدة لهذه المبادرة. المعايير عامة جدا لكنها تقوم على الفروض التالية وهي أن مسيرة السلام يجب أن تقوم على خطوط 1967 (وهذا تصور أميركي قديم)، وأن ينحصر بدء التفاوض في الحدود والأمن، وأن تؤجل قضية القدس واللاجئين الى المرحلة الثانية. وليس في هذه المبادرة ذكر لتجميد المستوطنات.
يبدو أن الفلسطينيين يستطيعون قبول هذا المخطط باعتباره صيغة لتجديد التفاوض وقد يستعملونه سُلما يُنزلهم عن الشجرة. رفض نتنياهو مخطط اوباما بسبب ذكر حدود 1967. إن الخيار الذي يعرض لإسرائيل اليوم هو أن تقبل مخطط اوباما باعتباره يُمكّن من تجديد التفاوض أو أن تجابه المبادرة الفلسطينية في الامم المتحدة. يخيل الينا أن نتنياهو يفضل لاسباب مختلفة الوضع القائم الذي يبدو أنه يمكن احتواؤه. لكن مع عدم حراك سياسي وزيادة خيبة الأمل الفلسطينية، قد تجد إسرائيل نفسها لا بازاء المبادرة الفلسطينية فقط بل في مواجهة موجة احتجاج جماعية غير عنيفة من الفلسطينيين، موجة تُصعب على إسرائيل مواجهتها وتجعلها أكثر عزلة.
ولما كان احتمال التوصل الى اتفاق سلام منخفضا في هذه المرحلة، مع عدم نضج الطرفين لدفع ثمن السلام، فان النضال الحقيقي الحالي الذي يواجه إسرائيل ليس هو بالضرورة صنع سلام بل نضالا من اجل مواقف الولايات المتحدة واوروبا والرأي العام الدولي. في هذا الوضع يفضل أن توزن من جديد معايير اوباما باعتبارها أساسا لتجديد التفاوض، وإن يكن ذلك لحاجات تكتيكية فقط وذلك لاقناع الولايات المتحدة واوروبا بأن إسرائيل ليست عقبة دون السلام وأن تحبط بذلك مبادرة الفلسطينيين وقدرتهم على استعمال احتجاج جماعي غير عنيف لفتح الطريق السياسي المغلق".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ  
ننتظر المرشح الجمهوري
المصدر: "إسرائيل اليوم ـ ابراهام بن تسفي"

" صدع الشعب الأميركي في تشرين الثاني 1980 بقوله واستقر رأيه على أن يصبح جيمي كارتر رئيسا لفترة ولاية واحدة فقط بسبب ارتفاع مستوى التضخم والبطالة معا (وإزاء الضعف الذي أظهره الرئيس في علاج قضايا الخارجية والامن ايضا). وتولى مكانه في البيت الابيض رونالد ريغان الذي وعد أميركا بفجر اقتصادي واستراتيجي جديد.
بعد ذلك بـ 12 سنة كان جورج بوش الأب الذي برغم أنه قاد الولايات المتحدة الى نصر ساحق في حرب الخليج الاولى هو الذي اضطر الى دفع ثمن الازمة الاقتصادية الداخلية، وهكذا تم تمهيد الطريق لبيل كلينتون المجهول الى الغرفة البيضوية والى ثماني سنوات ولاية ناجحة.
تثبت هذه الخلفية مركزية الصعيد الاقتصادي في اجراء تقديرات الناخب، وازاء حقيقة أن الضعف في هذا المضمار قد يغطي ايضا على نجاحات مدهشة في الصعيدين الدولي والاستراتيجي (كما كان الوضع في أعقاب عملية "عاصفة الصحراء" في 1991)، يُسأل سؤال ماذا يمكن أن نتعلم من هذه الوقائع التاريخية عن الانتخابات القريبة؟.
لا شك في أن المعطيات التي نشرت في نهاية الاسبوع والتي أشارت الى ارتفاع آخر لمستوى البطالة الى نسبة 9.2 في المائة، هي لبنة اخرى في مدماك اقتصادي معوج مقلق. اجل إن الاقتصاد الأميركي يصعب عليه أن ينعش نفسه من الركود الشديد الذي أصابه، ويبدو ايضا أن طائفة الحوافز الكبيرة التي بادرت اليها ادارة اوباما في بدء طريقها لم تمنح أداة الضغط المطلوبة من أجل التحول المأمول.
على خلفية هذا الضعف الذي يثير علامات سؤال كثيرة تتعلق بقدرة اوباما على القيادة وبترتيب أولوياته (وهو الذي صرف أكثر وقته ونشاطه في الساحة الداخلية الى اصلاح التأمين الصحي)، فُتحت نافذة فرص واسعة للحزب الجمهوري كي يسيطر من جديد على البيت الابيض في 2012، لكنه لم تظهر حتى الآن في الساحة السياسية ولو شخصية واحدة من الجماعة الجمهورية تُبين أنها ذات قدرة على أن تهزم اوباما. وهكذا فانه برغم ضعف الرئيس الحالي الرابع والاربعين للولايات المتحدة والذي يبرز إزاء "الصوت اليهودي"، لا يلوح حتى الآن تهديد جمهوري جدي للبيت في جادة بنسلفانيا. وذلك إزاء الخصومة السياسية العقائدية الشديدة بين ممثلي حركة حفل الشاي وبين ممثلي التيار المركزي الذي هو أكثر اعتدالا في الحزب، وهي خصومة لا تُمكّن من توحيد الصفوف وتجنيد النفس العام من اجل واحد من المرشحين.
والى ذلك اذا كان يبدو في الماضي غير البعيد أن سارة بايلن التي كانت مرشحة لمنصب نائبة الرئيس في 2008، قد حطمت جميع الأرقام القياسية للفظاظة والجهل الممكنين، فقد جاءت مرشحة مركزية اخرى من حركة حفل الشاي، هي عضو مجلس النواب ميشيل باخمان فبرهنت على عدم ادراكها لأكثر الفصول أساسية في التاريخ الأميركي، ولتزيد في ذلك على شريكتها في النهج الفكري من ألاسكا.
الامور متعَبَة ايضا في المعسكر الجمهوري البراغماتي. فالشخص الأبرز في هذه الكتلة وهو ميت روماني يُدبر معركة شاحبة لا إلهام فيها (تُذكر بصبغة منافسته الفاشلة في البطاقة الجمهورية في 2008). وكذلك جعلته حقيقة أنه بادر الى اصلاح بعيد المدى للتأمين الصحي في الفترة التي تولى فيها حكم ولاية ماساشوسيتس، قد جعلته نظير اوباما عند أجزاء واسعة من حزبه. وقد يُصعب عليه هذا أن يحظى بتأييد القسم المحافظ منه. في هذا السياق قد تُبين الطريقة التي ستنتهي بها الازمة الحالية بين البيت الابيض والجمهوريين في مجلس النواب في قضية رفع سقف الدين الوطني، الى أين يتجه الحزب الجمهوري.
اذا أُحرز في نهاية الامر مصالحة بين الحزبين على قضيتي الميزانية وفرض الضرائب، وهي مصالحة تشتمل ايضا على رفع الضرائب (بخلاف مواقف جمهورية تقليدية)، فان هذا قد يُضعف ويعزل حُراس الأسوار العقائديين ويُقوي مكانة القسم المعتدل باعتباره قسما متقدما في الحزب.
ستُبين الايام القريبة هل يتم التعبير حقا عن هذا التوجه وهل يكون قادرا على تمهيد الطرق نحو المركز السياسي الغني من خائبي الآمال من الرئيس اوباما".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نضر بأنفسنا مرة اخرى
المصدر: "إسرائيل اليوم ـ يوسي بيلين"

" ليس الامر مجرد اخفاق. ولا مجرد أننا أصبنا نصف عالم بالجنون لمنع عدد من المُلّحين من الانضمام الى مظاهرات نهاية الاسبوع الراتبة. الحديث عن وضع أن تتعرض فيه إسرائيل لأي خطر أمني، لكن متخذي القرارات قرروا أنه يوجد تسويغ لانفاذ اجراء دولي والاستعداد الأمني لعملية واثارة اهتمام اعلامنا والاعلام العالمي، وأن يُبينوا أنهم لو لم يتخذوا هذه التدبيرات لنشأت هنا جلبة ضخمة.
ليس هذا مجرد اخفاق لانه لو كان العنوان الصحفي الوحيد شيئا ما يشبه "ضجة كبيرة على لا شيء"، لقلنا ليكن. لكن العنوان الصحفي في الاعلام العالمي كان مختلفا. فقد تناول أن إسرائيل تمنع ناسا غير مسلحين وغير خطرين من التماثل مع الفلسطينيين الواقعين تحت احتلال قُبيل قرار الامم المتحدة في ايلول.
هذا في الحقيقة آخر ما نحتاج اليه، فإسرائيل تُصور على أنها دولة مغلقة، تخشى ظلها، وهي غير مستعدة لتجميد البناء في المستوطنات حتى ثلاثة اشهر لتجديد التفاوض مع الفلسطينيين، وتناضل وحدها تقريبا لمنع ما قد وافق عليه العالم كله وأكثر مواطنيها ايضا، وهو انشاء دولة فلسطينية، دولة تكون الحدود معها حدود الهدنة التي سبقت حرب الايام الستة مع تغييرات متبادلة متساوية.
إن الفلسطينيين الذين أدركوا أن استعمال القوة عصا مرتدة خطرة، والذين يئسوا من احتمال التوصل الى اتفاق سلام مع حكومة نتنياهو، استقر رأيهم على نقل ميدان النضال السياسي الى العالم والاكتفاء هنا باحتجاج غير عنيف. ويفضل رئيس الحكومة بدل محاولة المبادرة الى شيء ما أصيل ولو في اطار خريطة الطريق، ولو باعتباره اجراءا من طرف واحد، يفضل الاكتفاء بموافقته على حل الدولتين وأن يعرض الموافقة على أنها اجراء سخي، بيد أن هذه موافقة تبناها الجميع قبله. فقد قبل اهود باراك إذ كان رئيس حكومة عن حزب العمل معايير الرئيس كلينتون؛ وقبل اريئيل شارون إذ كان رئيس حكومة عن الليكود ذلك بخطبته المشهورة في اللطرون؛ وقبل اهود اولمرت إذ كان رئيس حكومة عن كديما المخطط باعتباره مفهوما من تلقاء ذاته، وكرر نتنياهو ذلك في خطبته في بار ايلان مع ما لا يحصى من التحفظات فقط.
نجحت قيادة م.ت.ف برئاسة عباس في أن تحرز أكثر كثيرا مما أملت، وقد فعلت هذا بمساعدة حكومة إسرائيل غير المقصودة: فاذا كان هدفها إحداث نزع للشرعية عن استمرار وجودنا في الضفة الغربية وضغط من اجل انهاء الاحتلال مع تمهيد الطريق لدولة فلسطينية، فاننا قد منحناها جائزة. ساعدنا بردنا على هذه الاجراءات حملة نزع الشرعية عن دولة إسرائيل. هذا فقط ما كان ينقصنا".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ربيعهم
المصدر: "معاريف ـ نداف ايال"

" لنبدأ من النهاية: جنوب السودان تعلمنا بأن النزاعات يمكن أن تصل الى اتفاق. دول جديدة يمكنها أن تقوم، حلول وسط أليمة من أجل كلمة ضائعة – "السلام" – توقع وتنفذ. الامم المتحدة والغرب يمكنهما ان يشكل ضمانا لمثل هذه التسوية. حرب لا تنتهي، استغرقت عشرات السنين وكلفت حياة الملايين، تحاول الانتهاء برفع علم في عاصمة جديدة وفي احتفالات تتواصل في الليل. هذا الاستقلال يحتفل به رغم أن الدولتين لا تتفقان حتى على الحدود بينهما؛ رغم ذلك، فقد كان السودان بين الدول الاولى التي اعترفت بجنوب السودان كعضو جديد في الامم المتحدة. واقع الاسرة الدولية يسمح بنتائج كهذه، ويشجع عليها. لا، الكراهية لم تصفى. امكانية الحرب والتحطم سترافق الطرفين لسنوات عديدة. ولكن من رأى صور أمس في جوبا توقع تحقق الأمل الجديد. من السهل الهزء وتأبين مثل هذه الامال، ولكن من الصعب العيش بدونها.
* * *
سكان الجنوب يكافحون في سبيل استقلالهم، حسب الاحصاء الحديث، منذ منتصف الخمسينيات. عمليات كفاحهم اطول من ذلك بكثير. فهم يرون أنفسهم بانهم السكان الاصليين للبلاد ممن دحرتهم القبائل العربية التي انتشرت فيها من الشمال ومن الشرق. هذا هو الخط الفاصل الاهم بين السودان وشقيقته الشابة، جنوب السودان: مسلمون حيال أديان محلية ومسيحيين، شمال غني ومتطور نسبيا حيال جنوب مضطهد وفقير يقف أمام تحديات هائلة. صحيح أن الدولة الجديدة تحتفظ بحوزتها بمخزونات هائلة من النفط ولكن كل وسائل تصفية البترول والنقل ترتبط بدولة السودان الشمالية. والمعنى واضح.
هنا من المجدي، ربما، ابداء ملاحظة هامة: الحكم السوداني يعتبر منبوذا في العالم، والرئيس السوداني مطلوب من محكمة الجنايات الدولية للمحاكمة على قتل شعب. اقامة دولة جديدة، جنوبية، مسيحية – وثنية، غنية بالنفط ومعترف بها من جيرانها، يمكنها أن تخدم جيدا المصالح الغربية.
سيتعين على الغرب عمل الكثير. جنوب السودان، أنفسهم، يعربون عن التفاؤل الكبير ولكن الاجانب ينظرون الى وضع الدولة الجديدة بعين من الشك. هذه دولة هائلة، بحجم اسبانيا والبرتغال معا، وبناها التحتية محطمة أو غير قائمة في معظمها. واحد من كل سبعة أطفال يموتون قبل أن يصلوا الى سن الخامسة. حالات الموت في اثناء الولادة هي بين الاعلى في العالم. 84 في المائة من النساء أميات، وحتى اليوم اكثر من 90 في المائة من البنات لا تنهين المدرسة. وبشكل عام، المدرسة هي منتج للاغنياء في جنوب السودان: اكثر من نصف الاطفال بين سنوات 6 حتى 13 لا يتعلمون في مؤسسة تعليمية. واذا أضفنا الى ذلك جيش هائل، سبع جماعات مسلحة انشغلت بالحرب في الشمال وثقافة كفاحية تصممت على مدى عشرات السنين من الصراع الوحشي ضد الخرطوم، فاننا سنحصل على دولة اقيمت كدولة فاشلة (FAILED STATE).
التخوف الدولي هو تكرار سابقة ارتيريا، التي حصلت على الاستقلال في 1993، وأصبحت احدى الدول المقهورة في القارة.
* * *
جنوب السودانيين مدينون كثيرا لأميركا، وبخاصة لهوليوود، واذا ما قلصنا الامر أكثر – لجورج كالوني. فالممثل أخذ على عاتقه مهمة قيادة الحملة من أجل جنوب السودان وسكانها، مثلما لسكان اقليم دارفور ايضا. جماعات افنجيلية أميركية رأوا في القصة السودانية حالة اضطهاد ديني، شمال عربي يقمع جنوب مسيحي، فمارست ضغطا هائلا على الرئيس بوش للنظر في امكانية التدخل العسكري الحقيقي في السودان. الى جانب هوليوود التي شخصت هنا قصة كلاسيكية من الضحية حيال المعتدي، نشأت الاجواء العامة الدولية التي أدت الى اتفاق السلام في 2005. "بدون جورج كالوني والكنائس في الولايات المتحدة"، قال امس مسؤول كبير في سفارة جنوب السودان في واشنطن لـ بي.بي.سي، "ما كانت دولتنا لتقوم".
يوجد هنا استنتاج آخر، بالطبع. ظواهر التعريف الذاتي الوطني لم تندثر من الوجود، وفي اجزاء معينة منها بالذات تتعزز. يروون لنا باننا نعيش في قرية عالمية، آخذة الحدود فيها تنمحي. اما الواقع، باستثناء الاتحاد الاوروبي، فمختلف؛ حدود جديدة ترسم كل الوقت، وجماعات عرقية وقومية تواصل القتال في سبيل حقها في الحكم الذاتي: الحق في الا يحكم الناس على ايدي الاجانب. "ربيع الشعوب" قد يكون تاريخا بالنسبة للغرب، ولكن في افريقيا هو في أوجهه".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نقاط انتقادية رحلة بالمجان الى اللامكان
المصدر: "معاريف ـ شالوم يروشالمي"

" 1. الصفقة التي يحاول ايهود باراك عقدها مع بنيامين نتنياهو يمكن أن تكون الحدث الاكثر جدوى في تاريخ السياسة الإسرائيلية. على جدول الاعمال يوجد حزب وهمي له خمسة نواب، منهم اربعة وزراء. في الاستطلاعات تحصل هذه الكتلة، وتدعى الاستقلال، على صفر مقاعد. رئيس الحزب والوزراء يعرفون بانه اذا ما جرت اليوم انتخابات فانه سيذهبون الى بيوتهم. ولهذا فانهم يتمسكون بكل قوتهم بعواميد هذه الحكومة كي لا تسقط. والان يريدون أن يضمنوا لانفسهم مكانا في الليكود، في الولاية التالية ايضا.
هنا وهناك توجد أيضا تسريبات عن اتفاقات مسبقة واغلاق زوايا. هراء. باراك لم ينجح في أن يكون وزير دفاع في حكومة ارئيل شارون بعد أن هزم في انتخابت 2001 وفشل في محاولاته الانضمام في حينه الى كديما، رغم كل الجهود. لا يوجد ما يدعو ان يستقبلوا في الليكود بالذات باذرع مفتوحة. باراك يجر وراءه حسابا ايديولوجيا مع نشطاء الليكود ممن يربطونه بالصراع ضد المستوطنات.
باراك وحزب الاستقلال لا يعدان ذخرا لليكود، بل عبئا ثقيلا بالذات. وهم لا يضيفون له قوة، بل ينزعون منه قوة. في المرة الاخيرة التي ضمنت في الليكود اماكن للاحزاب التي جاءت من خارجه كانت في انتخابات 1996، حين ضم بنيامين نتنياهو "غيشر" بقيادة دافيد ليفي وتسومت بقيادة رفائيل ايتان ليبني كتلة كبيرة حيال اليسار. الكتلة الجديدة ساعدت نتنياهو على تحقيق التحول، وان ينتخب لرئاسة الوزراء ويقيم ائتلافا.
في حالة باراك القصة مختلفة، كما أسلفنا. مؤسسة ضمان المقاعد أصبحت في نظر الليكوديين، وعن حق، موضوع حقير لا منفعه منه ويرفع فقط الى المسار المضمون راكبين بالمجان على حساب نشطاء صانوا ولاءهم الايديولوجي والرفاقي. بني بيغن بنفسه حدد المعايير السليمة في هذا الشأن، حين رفض الحصول على ضمان مقعد وتوجه الى التنافس في الانتخابات الداخلية مثل الجميع. في أعقاب هذه الخطوة قرر موشيه بوغي يعلون ايضا التنافس، رغم أنه مال الى قبول اقتراح الضمان المسبق للمقعد.
وبالمناسبة، يعلون: واضح أنه سيقف في بوابات متسودات زئيف وسيهدد باسقاط البيت على الجالسين فيه اذا ما انضم باراك، الذي يقدره كما يقدر قشرة الثوم الى الليكود بل وسيهدده في حقيبة الدفاع. وها هو سبب آخر لباراك ورفاقه ليوقفوا احتفالات الاستقلال المبكرة.
2. إسرائيل اعترفت أمس باستقلال جنوب السودان. رئيس الوزراء نتنياهو أعلن بان "جنوب السودان هي دولة محبة للسلام، سيسرنا التعاون معها لضمان ازدهارها".
جنوب السودان المسيحية حصلت على ما أعطوها اياه: في العام 1962 وافقت على حكم ذاتي جزئي (الغي في 1983)؛ في 2005 وافق السودانيون المسيحيون على اتفاق سلام، وعدهم بالحق في دولة؛ في 2011 وافق السودانيون المسيحيون على استفتاء شعبي وعدهم بالانفصال عن السودان واقامة الدولة.
كل هذه المراحل اجتازها الفلسطينيون، الى هذا الحد او ذاك. لو كانوا قبلوا اقتراح الحكم الذاتي لمناحيم بيغن في 1981، لكان معقولا الافتراض بانه ستكون لهم اليوم دولة فلسطينية مزدهرة في حدود 1967. قبل كثير من بدء زخم المستوطنات، بعد مراحل من الكفاح والاستفتاء الشعبي. الحكم الذاتي يصبح دولة في سياق محتم بدعم العالم. ولكن الفلسطينيين، على عادتهم، رفضوا الفكرة الصحيحة في كل الاوضاع: اذا اعطوك – فخذ.
3. بعيدا عن عين الجمهور تجري محاكمة الرشوة لمدير التحقيقات السابق في سلطة الضرائب، دافيد فعنونو. أحد النجوم على منصة الشهود هو مدير عام كديما، ران شحوري، الذي التقى مع فعنونو لفحص ما يحصل مع ملف جنايات الضريبة لزوجته. القاضي دافيد روزين، قرر في اثناء شهادة وتفسيرات شحوري الاسبوع الماضي بان "كل روايتك ورواية زوجتك تنهار".
نحن نتعرف، بالتالي على من هو الرجل الذي يدير كديما، ولكن ليس عليه فقط. في اثناء الشهادة قال شحوري نفسه: ان "مقاولي الاصوات في كديما ما كنت لاسمح لهم لان يكونوا حراس أنفار في شعبة الاستخبارات". اوه. من هنا يمكننا ان نعرف ماذا يفكر المدير العام الذي تنهار روايته عن نشطاء ميدانيين مركزيين في كديما ("مقاولي الاصوات") ممن وجد بعضهم مكانه في الكنيست او قرروا من هم الاشخاص الذين يجلسون فيها بتكليف من كديما. وعلى هذا سنستخدم التعبير الشهير لتسيبي لفني: رائع".
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
يسدون فم الأقلية
المصدر: "هآرتس ـ تاليا ساسون"

" سيُؤتى هذا اليوم الى الكنيست بقراءة ثانية وثالثة بما يُسمى قانون المقاطعة. ويقول ان من ينشر دعوة الى الامتناع عن شراء منتوجات المستوطنات مثلا فسيعتبر أنه نفذ مظلمة مدنية. ومن دعا فنانين مثلا الى الامتناع عن العروض في المستوطنات ترتقبه النتيجة نفسها ايضا.
ولا يجوز ايضا لمن يعارض المقاطعة باعتبارها أداة للتغيير الاجتماعي أن يقف جانبا عندما تسن الكنيست قانونا مضرا الى هذه الدرجة. فالقانون يضر بأعمدة النظام الديمقراطي: بمبدأ حرية التعبير الذي هو حق دستوري فوق القانون، وهو ركن الزاوية لكل نظام ديمقراطي. وهو مضر في مكان يحتاج فيه الشعب الى مجال حرية التعبير الكبرى – مجال التعبير عن الرأي السياسي.
هنا خاصة اذا لم يُمنح المجال للتعبير عن تعارض التصورات سيحدث التطرف والعداوة والاغتراب والكراهية بين جماعات مختلفة، وقد تبلغ حد العنف. إن تحديد حرية التعبير التي يقترحها القانون سيجري على أصحاب تصور سياسي ما يعتقدون أن المستوطنات غير قانونية أو غير شرعية أو لا تخدم مصلحة الدولة.
إن القانون المقترح فرض لتصور الأكثرية على الأقلية بسد الأفواه. فمن سينشر على رؤوس الأشهاد أن ضميره يحرم عليه أن يغني في اريئيل سيعاقب. وهذا سن قانون يعاكس معاكسة واضحة عمل الكنيست في دولة ديمقراطية، وهو حماية حقوق الأقلية من سلطان الأكثرية. هذا قلب للمعايير، ففي حين يوجد في العالم اجماع واسع على أن المستوطنات غير قانونية، سيعاقبون في إسرائيل من يتجرأ على معارضتها.
يُساوي القانون ايضا بين إسرائيل ومناطق الضفة الغربية. إن منتقدي إسرائيل ايضا يعترفون بوجودها باعتبارها دولة ذات سيادة داخل الخط الاخضر. تتلقى سياسة إسرائيل الاستيطانية انتقادا ويوجد اجماع دولي واسع جدا على أن المستوطنات غير قانونية وغير شرعية، لكنه يوجد فرق بين انتقاد سياسة إسرائيل التي تستوطن الضفة الغربية وبين الاعتراف بحق وجود الدولة داخل الخط الاخضر.
نهضت إسرائيل فساوت بقانون الكنيست بين حقها في الوجود باعتبارها دولة وبين سياستها الاستيطانية في المناطق التي ليست لها فيها أية سيادة.
منذ نشأت الكنيست الـ 18 ينافس اعضاء الكنيست بعضهم بعضا في من يشوش تشويشا أعمق أشد على النظام الديمقراطي في إسرائيل. إن طوفان القوانين المضادة للديمقراطية ومنها قانون المقاطعة الذي وصفنا شيئا من فظاعته هنا هو نتيجة يد موجهة، فلا توجد هنا صدفة. انها سياسة تأتي عن رأي من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الخارجية افيغدور ليبرمان. ويساعدهما احيانا متطوعون من كديما.
يعمل كل هؤلاء على تغيير الطريقة الديمقراطية الإسرائيلية التي ما زالت تُمكّن من مجال حرية تعبير واسع وحماية لحقوق الأقلية حتى وإن حدث هذا مع الهيبة من محكمة العدل العليا التي ما زالت مخولة بأن تلغي قانون الكنيست اذا عارض قيم الديمقراطية الأساسية.
يعتقد المخططون لاجراء سن القانون وبحق كما يبدو انه حتى لو تدخلت محكمة العدل العليا وأمرت بالغاء القانون أو مادة ما منه، فان هذا التدخل لن يستطيع أن يجري على جميع القوانين السيئة التي جاءتنا، ولهذا سيبقى جزء منها على حاله. ويعتقد المخططون للاجراء ايضا أنه في كل مكان تتدخل فيه محكمة العدل العليا وتلغي قانون الكنيست ستتضاءل مكانة المحكمة العليا. وهكذا تقود هذه العناصر إسرائيل بيد واثقة الى أن تصبح دولة ذات نظام ديمقراطي "هزيل"، تجري فيها ديمقراطية صورية فقط – هي الانتخاب في كل فترة محددة – في حين تتلاشى الديمقراطية الجوهرية كأنها ضباب الصباح.
اجل، إن الضرر الذي يُحدثه هؤلاء الناس بدولة إسرائيل يمس مسا بالغا ايضا بشرعية وجودها لأن دول العالم، ومنها الولايات المتحدة، لن تؤيد دولة غير ديمقراطية، لكن لماذا يقلقون أنفسهم بهذه الصغائر؟ الامر المهم أن يستطيعوا تأبيد سلطانهم".
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
هنا ليس السودان
المصدر: "معاريف ـ شموئيل روزنر"

" مثل الشمس المرتقبة في الشرق كل صباح، مثل السأم المرتقب للبث الاذاعي في الصيف، مثل خيبة الامل المرتقبة في كل مرة يلعب فيها منتخب الارجنتين في مباريات كرة القدم الكبرى – هكذا أيضا الانفعال الجارف، المرتقب، لما يفيد به الاستقلال المفرح لجنوب السودان على باقي العالم – وعلينا.
هكذا شرح صراحة في المقال الافتتاحي لصحيفة "هآرتس": "على إسرائيل ا، تتعلم دروس السودان... ان تستوعب بان التقسيم الى دولتين باسناد من الاسرة الدولية هو السبيل الوحيد لحل نزاع دموي مثل النزاع الإسرائيلي – الفلسطيني".
هكذا المح، بشكل مبطن أيضا، في ما كتبه هنا أمس نداف ايال: "النزاعات يمكنها أن تصل الى اتفاق. حلول وسط أليمة من أجل كلمة ضائعة – "السلام" ـ توقع وتنفذ".
ولكن قبل القفز الى هذه الاستنتاجات المتسرعة التي تستخلص دون تمييز "السلام" من "السلام"، "النزاع" من "النزاع"، "الحل" من "الحل" – هاكم رغم ذلك بضعة امور من المجدي معرفتها عن الفوارق بين السودان وبين إسرائيل. أحيانا تكون هذه فوارق ثقيلة المعنى والوزن، لدرجة يمكنها أن تخرب على الحاحية الاستنتاج العابث هذا، السطحي، عديم الاتصال بين ما حصل في افريقيا وبين ما لن يحصل في الشرق الاوسط في الاشهر القريبة القادمة.
مثلا، من المجدي أن نعرف بان الاكتظاظ السكاني في السودان هو 16 نسمة للكيلو متر المربع. في إسرائيل يتشارك في الكيلو متر مربع الواحد نحو 330 شخصا. بمعنى، هناك توجد مساحة أوسع بكثير لتقسيمها على قدر أقل بكثير من الاشخاص. هنا لا يوجد. وهذا ليس موضوعا فنيا – هذه فجوة جوهرية.
يجدر بالذكر أيضا انه في الحرب الاهلية في جنوب السودان قتل نحو 2.5 مليون شخص. النزاع الإسرائيلي – الفلسطيني جبى حياة عزيزة لنحو 7 الاف شخص في العرض الاخير. كثير – ومع ذلك، فأقل بكثير.
وفضلا عن ذلك: إسرائيل وان كانت اتهمت (في أحيان بعيدة فقط عن حق) بجرائم في المناطق الفلسطينية. ولكن حتى أشد المعارضين للاحتلال – على الاقل اولئك الذين الى جانب معارضتهم أبقوا أيضا بعضا من فهمهم – سيضطرون الى الاعتراف بانه لا يوجد وجه شبه بين سياسة إسرائيل، مهما كانت بشعة، وبين ما تفعله حكومة السودان. حكومة يترأسها رئيس متهم بالمسؤولية عن الابادة، الاغتصاب، النفي بالملايين.
هذا نزاع آخر، هذه منطقة اخرى، هذه مشاكل اخرى. وعن الاغراء الموضة لعقد المقارنات، استخلاص الدروس، يجدر بنا ان نتغلب. اسألوا المبعوث الأميركي الخاص جورج ميتشيل. فقد ظن ان نزاعنا يشبه نزاعا آخر – في حالته كان هذا النزاع في ايرلندا الشمالية. ظن أنه سيحل نزاع "نا" مثلما حل نزاع "ه". بعد سنتين انسحب. يتبين أن ايرلندا الشمالية ليست إسرائيل، التي ليست السودان. من يقول خلاف ذلك مشبوه باحد بندين: الاول – التحيز السياسي، الثاني – السطحية. وبتعبير آخر: من يفرض على الواقع مقارنات مدحوضة يجب أن يقرر اذا كان هو شرير أم مجرد غبي.
على أي حال، فان الانفعال من النجاح الدولي في حل الازمة في السودان يجب هو أيضا أن يأتي مع التذكير لمن نسي بتسلسل الفصول السابقة. الفشل المتواصل والاهانة التي تلقتها الاسرة الدولية من الرئيس السوداني. حقيقة أنه رغم ادانته في المحكمة الا انه لم يقبض عليه ولم يعاقب ابدا. حقيقة أنه رغم ممارسة الضغط عليه الا ان المهمة في دارفور واصلها لسنوات طويلة دون عراقيل حقيقية.
الاستنتاج: الحلول الوسط الاليمة بالفعل توقع، ولكن من السابق لاوانه جدا القول انها "تنفذ" ايضا. الاستنتاج: ذاك "القسم الى دولتين" لا يزال بعيدا جدا عن ان يحقق "الحل لنزاع دموي".
ومثلما كتب أمس الخبير في الشؤون الافريقية جون كامبل، من مجلس العلاقات الخارجية في الولايات المتحدة: "أكثر مما هو حل للازمة السودانية المتواصلة، فان الاستقلال بالاجمال يفتح فصلا جديدا في قصة معروفة ومرتبة".
وبتفكير ثانٍ، بهذا السودان بالفعل تشبهنا قليلا: فهي تحتفل بالمصافحة على الابسطة الحمراء وبانفعال ينسي للحظة كم هي معقدة الازمة. وهذا بالتأكيد يذكرنا ايضا بلحظات الماضي – التي ليست ناجحة بالضرورة – لدينا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عندما ينتقل الجيش الإسرائيلي الى اليمين
المصدر: "هآرتس ـ د. أودي ليبل"

" يدعو خمسة أمنيين من اليهود الغربيين العلمانيين ذوي الماضي أو المستقبل في احزاب يسارية – النخبة الإسرائيلية المتميزة – يدعون رئيس الحكومة الى اطلاق سراح جلعاد شليط. هؤلاء هم "أفاضل أبنائنا" الذين يمنحون هذه الصفقة الشرعية. وهذه متابعة لمبادرات نشر اخرى وقع عليها طائفة من الضباط الكبار دعوا رئيس الحكومة الى تبني المبادرة السعودية واحترام اتفاق لندن أو الى ألا يكف عن محادثات كامب ديفيد.
إن طائفة من الجهات والتصريحات – من رسالة ضباط "سلام الآن" الى "مجلس السلام والامن" – هي نتاج واضح لثقافة عسكرية تجعل كل مسؤول كبير سابق في جهاز الامن صائغا للرأي العام ذا قدرة على منح حكومة تتولى عملها الشرعية أو سلبها إياها. وكأن كتائب الجنود ترنو اليه وتتفضل بعد أن يهز رأسه فقط بتجنيد أنفسها وطاعة أوامر المستوى السياسي.
هذا جزء من تراث اليسار الإسرائيلي الحربي الذي استمر حتى بعد عدم بلوغه السلطة على استعمال "كبار مسؤولي جهاز الامن" خارج الحلبة السياسية للتأثير في سياسة الدولة وصياغتها. أفضت الرسائل الكثيرة من خريجي الوحدات الممتازة أو التشكيلات الجوية الى انسحابات (لبنان وغزة) والى امتناع ايضا عن استعمال القوات، بسبب آراء مسؤولين كبار تُرى أنها تُعبر عن روح المقاتلين وأنهم صاغة فاعلون لمواقف الجمهور الإسرائيلي، انهم مسؤولون كبار يناوئون حكومات اليمين.
في فترة ولاية بنيامين نتنياهو الاولى لرئاسة الحكومة كانت هناك هيئة قيادة عامة كاملة عملت على مناوئته. فقد حذر رئيس الاركان آنذاك، أمنون ليبكين شاحك، مع تركه عمله أن "رئيس الحكومة خطر على إسرائيل"، وأرشد الجنرال أورن شاحور حينما كان ما زال يتولى تنسيق العمليات في المناطق، أرشد رئيس المعارضة في بيته وبيّن أن زملاءه في الجيش "رأوا التحول السياسي باعتباره نقطة تحول الى اسوأ". وبيّن أنه "بقي في قيادة الجيش الإسرائيلي جميع من ساعدوا اسحق رابين وشمعون بيرس على احراز الاتفاقات مع الفلسطينيين".
لكن الجيش الإسرائيلي يصبح رويدا رويدا جيشا يأتي معظم قادته ومحاربيه من مواقع اخرى. فهناك أبناء الصهيونية المتدينة، والآتون من اثيوبيا والاتحاد السوفييتي السابق، والدروز ايضا بل العرب الذين يخدمون – كل هؤلاء جماعات ذات برنامج عمل محافظ وصقري وأكثرها ذي صلة فكرية دينية بأرض إسرائيل. اذا كان هؤلاء هم الجنود والمحاربين اليوم فمن الواضح أنهم سيصبحون المسؤولين الكبار غدا ولن يروا يهودا والسامرة "مناطق محتلة" بل عنصرا في الهوية اليهودية الصهيونية. أما الارهاب فلن يروه "حربا خافتة" بل تهديدا وجوديا ينبغي حسمه.
فليس من المفهوم ضمنا اذا أن كل مسؤول كبير يترك عمله في الجيش الإسرائيلي في المستقبل سيكون مؤثرا في السياسة من اليسار. لأن ذلك المسؤول الكبير قد يسكن وراء الخط الاخضر، وقد يكون خريجا فخورا من المعهد العسكري التمهيدي في عاليه أو شخصا تلا في حداثته نظرية الحاخام كوك لا إشعياء ليفوفيتش.
ماذا سيكون آنذاك؟ هل سيتم استقبال انتظام المسؤولين الكبار المتقاعدين بعطف وتفهم؟ هل سيستمر تقليد تمليك الجنرالات التاركين عملهم ليكونوا صاغة للرأي العام فورا؟ أم ستُسمع فجأة اصوات تتحدث عن الحاجة الى جعل الحياة العامة مدنية وعدم ترك النقاش في الحروب للجنرالات؟ إن التغيير السكاني قد يفضي بيقين الى تغيير ثقافي يمنح المسؤولين الكبار المسرحين من الخدمة "إعفاء" شاملا من استضافتهم في منتديات الحوار.
إن حقيقة أن الجمهور قد اعتاد أن يكون برأي الجنرالات وزن – وهي عادة مكّنت من وعي على شاكلة الدعوة الى اطلاق سراح جلعاد شليط – تُبين سبب وجود خوف من صورة الجيش الإسرائيلي الجديدة. لأن المورد أخذ ينضب: ففي المستقبل سينشر المسؤولون الكبار عرائض لتعزيز المحاربين في المناطق".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
باعة الكراهية
المصدر: "هآرتس ـ عكيفا الدار"

" ليس بنيامين نتنياهو غبيا، فمن المؤكد أن رئيس الحكومة يعلم أن صور رجال شرطة يجرون مدنيين جاءوا للاحتجاج على الاحتلال والحصار، لا تعزز مكانة إسرائيل باعتبارها "الديمقراطية الوحيدة في الشرق الاوسط". ولا شك في أن نتنياهو يدرك أن الاتجار والبيع بعظام جافة لمخربين لا يُسهمان في ترميم بقايا الثقة بين إسرائيل والفلسطينيين. ويجوز لنا أن نفترض أنه متنبه الى أن مواجهة واضحة مع رئيس الولايات المتحدة تضر بمصالح إسرائيل البعيدة الأمد. ويخطر بالبال أن الخبير بأميركا أخذ في حسابه أن رفض لقاء وفد من اعضاء كونغرس أميركيين مؤيدين لمنظمة السلام "جي ستريت" لا يعرضه بصورة زعيم مستنير. يعرف نتنياهو ما يفعل وهذا بالضبط ما يريده.
كان كل شيء ذات مرة أسهل: فقد زرع مخربو حماس المنتحرون الخوف وحصد اليمين الكراهية. هرّب الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات سفينة سلاح وهرّب اليمين الناخبين من اليسار. عندما لا تخشى الأمهات إرسال الأبناء للهو في المجمعات التجارية يكون تعزيز الكراهية أصعب. وعندما يُجيز الرئيس الفلسطيني محمود عباس قرارا في مؤسسات فتح على تبني الصيغة التي اقترحها الرئيس باراك اوباما لتجديد التفاوض، يجب استحداث مصادر جديدة للكراهية. فروح المصالحة مع العرب والتأييد الدولي قد يُدخلان، والعياذ بالله، في ذهن الناخب فكرة أن اراضي "يهودا والسامرة" هي "اراض محتلة". وقد يعتقد ايضا أن هناك منطقا في تجميد البناء في المستوطنات اثناء المباحثات في مصير الضفة وشرقي القدس.
إن القافلة البحرية والرحلة الجوية والمواجهة مع السلطة الفلسطينية والازمة مع اوباما ومناكفة اليسار – كلها تؤدي العمل لنتنياهو. "يجب تكسير عظامهم"، قال أحد من أُجريت لقاءات صحفية معهم لمراسل الراديو الذي أرسل التقارير من مطار بن غوريون عن استقبال نشطاء السلام، المعذرة – "المتظاهرين الموالين للفلسطينيين" ("المتحرشين"، بلغة مراسلين ممتازين). اقترح أحد كُتاب الردود في الانترنت "ربطهم وتنويمهم ليُمكن آنذاك نقلهم مثل حمولة من حيوانات"، ووجه مسافر في مطار بن غوريون نشطاء السلام الى أن "يذهبوا للتظاهر في سوريا".
إن الحملة الدعائية الصادحة في شأن نزع الشرعية عن "مجرد وجود دولة إسرائيل" التي يقوم بها الفلسطينيون وأشياعهم في العالم، تجعل منتقدي الحكومة الأشد يمينية مما حكم إسرائيل تجعلهم كارهين لإسرائيل بمرة واحدة. فنحن نرد القوة بقوة أكبر. ونرد الكراهية عندنا بكراهية أكبر. من ذا يهمه أن عباس يكرر اعلانه أنه يعترف بدولة إسرائيل في حدود 1967 باعتبارها دولة الشعب الإسرائيلي؟ ولماذا ندفع الثمن عن جلعاد شليط اذا كانت معاناة الجندي الأسير الفظيعة وتنكيل حماس القاسي بأبناء عائلته يضمنان التزويد الدائم بكراهية العرب؟ ومن ذا يهمه أن جماعة جليلة من خريجي جهاز الامن تدعو الى تنفيذ صفقة شليط فورا؟
لو أن نتنياهو كان ينظر الى تهاوي مكانة إسرائيل في العالم ويجعلها صوب عينيه لما ترك علاقات إسرائيل الخارجية في يد الشخص الأكثر استحقاقا للقب وزير الوقاحة. جعل رئيس الحكومة التأييد الذي يزداد في العالم لدولة فلسطينية ذخرا سياسيا. وجعلت الحكومة الانتقاد الداخلي عليها خيانة تقريبا للدولة زمن الحرب: "هدوءا! يطلقون النار علينا".
إن نزع الشرعية عن معارضي الاحتلال والظلم، وكراهية اليسار تتغلغل حتى أصغر رجال الشرطة. والنشطاء الإسرائيليون في "التضامن"، الذين يتظاهرون في عناد في الشيخ جراح وسلوان، ونشطاء "نكسر الصمت" ومتطوعات "رقابة الحواجز"، يتحدثون عن عنف كلامي فظ وعن عنف مادي احيانا يستعمله عليهم أفراد قوات الامن.
من اجل صب الزيت على عجلات الكراهية يستعين نتنياهو ومتحدثوه بنشرات كراهية في الجانب الفلسطيني، تُذكر بـ "نظرية الملك" والمنشورات الدينية الاسبوعية التي يتم توزيعها في الكنس. أبلغ عباس الادارة الأميركية، لمواجهة هذه الظاهرة، استعداده لأن يجدد فورا عمل اللجنة المشتركة لمنع التحريض، بل نقل رسائل مباشرة في ذلك الى ديوان رئيس الحكومة. لكن نتنياهو يفضل بيع كراهية غير اليهود. وهو يعلم أن الملجأ دافيء لذيذ للإسرائيليين والأساس أن يكون فيه جبن الكوتج الرخيص.
11-تموز-2011

تعليقات الزوار

استبيان