المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


أخبار العدو

المقتطف العبري ليوم الثلاثاء: في ذكرى "الخراب" والصوم.. رشوى على حواجز الشرطة والاحتجاجات الاجتماعية تتصاعد والدولة في


عناوين الصحف وأخبار وتقارير ومقالات مترجمة من صحافة العدو

صحيفة "يديعوت احرونوت":
ـ اوباما لم يهدىء.
ـ  حتى بعد خطاب الرئيس: سقوط في وول ستريت.
ـ  اختفى البريق.
ـ قلق في القدس: تخوف من ركود عالمي وبطالة محلية.
ـ وحيدة، على مدى ست ساعات في حرارة 70 درجة.
ـ أمن اجتماعي: جهاز الامن يعلن عن "رزمة امتيازات اجتماعية".
ـ نتنياهو والاربعين مستشارا.
ـ خراب وأمل.. جموع اسرائيل تحيي اليوم التاسع من آب (ذكرى خراب الهيكل).
ـ العالم العربي ضد الاسد.

صحيفة "معاريف":
ـ اوباما لم يوقف السقوط: اليوم الاصعب على وول ستريت منذ تشرين الثاني 2008.
ـ لندن في اللهيب.
ـ في مركز الاعصاب.
ـ اسرائيل في خطر ايضا.
ـ فقط في اسرائيل: كلها هبطت، تل ابيب ارتفعت.
ـ لندن، فيلم حربي.
ـ الخراب والحداد.
ـ الاحتجاج ينشق.
ـ بعد الكوتج: الكتب التعليمية على بؤرة الاستهداف.

صحيفة "هآرتس":
ـ اوباما يحاول تهدئة السقوط: كنا ولا نزال دولة تصنيف كامل.
ـ نتنياهو: أنا أفهم بأننا نحتاج هنا الى تغيير في فكري.
ـ رئيس لجنة نتنياهو للحديث مع المتظاهرين: "محظور ان تستخدم الازمة العالمية كذريعة عندنا".
ـ 22 في المائة من الاصوليين في الخدمة الوطنية يعملون خلافا للقانون.
ـ قسم التحقيق مع الشرطة يدقق: ارتفاع حالات الشكاوى بتلقي الرشوة على الحواجز.
ـ محافل في الامم المتحدة: حزب الله قتل فارين من الجيش السوري.

صحيفة "اسرائيل اليوم":
ـ وول ستريت: عدم ثقة في اوباما.
ـ جمارك وضريبة مضافة أقل، تشديد الضريبة على الاغنياء.
ـ مغلق عليها في السيارة، في ذروة الحر.
ـ في تل ابيب ابتسموا، في وول ستريت بكوا.
ـ يُغيرون الاتجاه (الاحتجاج يبلور خطة اقتصادية جديدة لتغيير سلم أولويات الدولة).
ـ رؤيا الاحتجاج: دولة انسانية تحرص على مصالح مواطنيها.


 
أخبار وتقارير ومقالات

"إسرائيل عدو خطير لسكانها أكثر من إيران"
المصدر: "موقع نيوز1 ـ يهونتان دحوح ـ هليفي"
" ينتقد يغآل سرنه بشدة سياسة وزارة الصحة, ودولة إسرائيل بشكل عام, فيما يتعلق بالمسنين الذين هم بحاجة لرعاية الشيخوخة. الكاتب سرنه، صحافي وخبير في الشؤون العامة يكتب في ملحقات صحيفة يديعوت أحرونوت، يثير في البرنامج الصباحي لـ أفري غلعاد (8-8-2011) هذه المشكلة بحديثه عن تأجيل طلبه, بإجراء بيروقراطي مضني, للحصول على مساعدة من الدولة من أجل تمويل تكاليف علاج أمه التي تبلغ 94 سنة.
وأشار سرنه إلى أنه كان لأمه ضمان صحي في مستوصف " مكابي ", حيث دفعت ما مجموعه 250,000 شيكل جديد مقابل سنوات من العلاج وفقا لبوليصة التأمين. وبعد هذه الفترة توجه سرنه إلى وزارة الصحة بطلب للحصول على تمويل بمبلغ 4000 شيكل جديد في الشهر, مع إشارته إلى أن الدخل الشهري لوالدته هو 5000 شيكل جديد والتكلفة الشهرية لعلاج الشيخوخة تبلغ 9000 شيكل جديد. وبحسب أقواله, بعد عدة أشهر حصل على رد من وزارة الصحة, مفاده أنه باستطاعته تقاسم المبلغ الباقي مع أخته وهو 2000 شيكل جديد في الشهر على الواحد, وأن الدولة غير ملزمة بمساعدة لهذه الغاية.
"أنا بشكل عام اقترحت حصر كل المسنين في قاعة كبيرة مع رشاشات تغسلهم وكافة أنواع التجهيزات الأوتوماتيكية التي تنقلهم من هنا إلى هناك لتوفير كل هذه الثرثرة لدور العجزة, لأنه في كل الأحوال الحياة هناك قاسية جدا وبائسة. ودور العجزة نفسها واقعة تحت ضغط طائل من الحكومة التي تخفض المساعدة كل  فترة ", قال سرنه بلهجة تهكمية.
وحول تأجيل طلبه بالمساعدة من الدولة قال سرنه, لقد كان " شعورا محبطا ", وأضاف: " تلفظت بالشتائم في الوزارة, الأمر الذي أدى إلى إخراجي من هناك. لقد كنت قريب جدا من هذا الوضع الذي نتكلم عنه, هذه المظاهرات التي لم تتحول إلى مظاهرات عنيفة هي معجزة, نظرا لكمية الغضب والكراهية والاستحقار, وكلمة استحقار التي تظهر الآن في هذه المظاهرات, هي كلمة أنا أستخدمها. وأطلقت على هذا استحقار المسنين".
"عن طريق والدتي أدركت إلى أي مدى هذه الدولة سادية, هي بشعة كآلة مقابل المواطن ومثلما من كتب هذا الأسبوع: بالنسبة إلى الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا, في إسرائيل أنت تدفع الكثير وتحصل على القليل, وهذه عملية بطيئة, لأن اليوم الانفجار البركاني العنيف للمظاهرات هو نتيجة للاكتشاف المفزع هذا, بأن الدولة التي من المفترض أن تدافع عنك هي العدو الأكبر لك, وبرأيي عدو أخطر من إيران".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حكومة بيبي ليست في خطر: الدولة في خطر!
المصدر: " نيوز 1 ـ ران شورر"
" في مقالة نشرت في صحيفة هآرتس (يوم الخميس في 4\8\2011) صرّح بيبي – أن الحكومة ليست في خطر نتيجة للمسيرات الاحتجاجيّة الأخيرة. وهو في هذه المرحلة- محقّ!!!  
ربما من الجدير لكل داعميه أن يستيقظوا وكلما كان الوقت أقرب كان أفضل. وهذا الأمر لم يكن مدعاة اهتمام لليكود مقابل حزب العمل أو كاديما. هذه السياسة قد ألغيت لدى أغلبيتنا في كلا الطرفين.
لماذا الحكومة ليست في خطر؟ لان اليمين المتدين – المتطرف بسط جناحيه على اليمين العلماني، صاحب الآراء القريبة من الوسط، وأعطيت لبيبي مظلّة على كل "  supertanker" يقدمها للجمهور – كل خطة "إرتجالية".
ورئيس الحكومة بحماقته السياسيّة يبتسم بسخرية على ما يبدو - "أنا الرابح هنا ...." ولا أرغب بالمضي قدماً.
هل هناك حاجة لتذكير من يعطي لرئيس الحكومة حصانته؟ من، بالتأكيد النواة الحريديّة – اليمينيّة على مئات آلاف المقترعين الذين لم يأتوا للتصويت بسبب الديمقراطيّة التي تقف خلف الفكرة. انهم لم يأتوا للدفاع عن "الديمقراطي الكبير" بنيامين نتنياهو. بالتأكيد ليس على المحكمة العليا- أصلنا!
لكن بقرار من الحاخامات، سينفذون كل أمر. ولماذا يوجد قرار كهذا- لان الحاخامات يعتقدون أنّ تراث ارض إسرائيل خصص لشعب إسرائيل بالفعل كما كان قبل ألفي سنة. إنهم لا يقرأون الصحف، ولا يعرفون كم تطور العالم الغربي، انهم لم يسمعوا حول القرارات الدولية في الأمم المتحدة ولا حتى عن القرارات والاتفاقيات التي بين إسرائيل والفلسطينيين حول تقسيم البلاد. وهم سيواصلون تشجيع إرهاب يهود الداخل، سواء أكان ضد رئيس الحكومة المخالف لآرائهم أم كان إرهاباً ضدّ مدنيين- يهوداً كانوا أم عرب. حيث أنهم يثقون فقط بالقلب والروح أو كما هم يعلنون – "التفاني بالنفس"، كما أن شعب إسرائيل يجب أن يواصل قمعه للأقليّة العربيّة في المناطق وان يسيطر عليها بغية ان يحافظ تحت حمايتهم على مواقعهم الدينيّة المهمة.
إنهم هؤلاء الذين أعادوا الشعب اليهودي إلى فترات مظلمة كالعصور الوسطى. في الفترات التي كره العالم فيها الشعب اليهودي وألقى بعظمته في القاذورة. إنهم هؤلاء الذين يستخدموننا كدرع ديمقراطي، لكنهم يطعنون بشكل ممنهج بوجود السلطة الحاليّة. وهنا يكمن الخطر على الدولة الديمقراطيّة.
هؤلاء الذين يقدمون لك الحماية، بيبي، هم ليسوا مواطنو الديمقراطيّة الإسرائيليّة. يجب قول ذلك أمام رؤوس الأشهاد.
إنهم أصحاب حقوق مشابهة لكافة الشعب لكن من دون أيّة واجبات. لا واجبات دفع الضرائب، ولا عمل، لا خدمة في الجيش الإسرائيلي، حتى انه لا توجد خدمة وطنيّة. من بين ما يزيد عن ثلاث مئة ألف شخص، موافقة ربما ألف أو ألفي شاب من الحريدييم ليثبتوا لنا أن هذا ممكن، دمج التطوع في التشكيل العلماني مثل الجيش، أو قوات الأمن، أو نجمة داوود الحمراء (زاكا عناصر تشخيص ضحايا الكوارث). 
وفي هذه الحالة ايضاً يوجد هدف للحاخامات، وهو سد أفواهنا. إنهم بالفعل يقومون بالخطوات الأوليّة.....
عمّا تتحدث بيبي؟ أنت ترغب بان يتعلم المواطنون العرب حول الصهيونيّة - تعلم أنت أولاً حول شعبك اليهودي، الذين لا يعترفون بك ولا بحكومتك كسيادة، لكنهم يدعمونك لأنك أثريت صندوقهم بالمال وبامتلاكهم للأراضي، بنطاقات لم يعرفوها أبداً!
إذا كنت في الحقيقة تطمح إلى تغيير وجه المجتمع الإسرائيلي، افعل ولا تتكلم. اخرج من عجرفتك التي حطت عليك منذ أن انتُخبت. عليك أن تعلم ما الذي يقف خلف التظاهرة إنها موجة احتجاجات ضخمة لجمهور علماني بأساسه، من كل الطبقات الاجتماعيّة، التي ترغب بالتغيير. إذا لم تحقق ذلك للشباب، فان الموجة ستطيح بك وبكل ناخبيك!
اتحد مع كل القوى الراقية التي لا تزال تعمل هنا. شكّل قوّة أساسيّة التي ربما يتواجد فيها معارضون مختلفون، لكن هدفاً سامياً واحداً- مستقبل دولة كسيادة وليس التوراة او الدين! المفروض احترامهما!     
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نريد حل سريع: سنُخرج نصف مليون شخصا للشارع
المصدر: "يديعوت أحرونوت"
" قريبا يدخل إحتجاج الخيام أسبوعه الرابع، ويشعر النشطاء بأن تلك هي اللحظة المناسبة للمزيد من الضغط على دواسة البنزين. فبعد أن نشر رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو تشكيلة لجنة الخبراء التي ستوصي المجلس الوزاري الإجتماعي – إقتصادي، بالخطوات التي ستتخذ لمعالجة مشكلة غلاء المعيشة، قال نشطاء في مقر الإحتجاج في شارع "روتشيلد" بتل أبيب أمس الإثنين، أنهم يتوقعون أن تتم معالجة المشاكل بسرعة، وليس عبر مسيرة طويلة. ومن المتوقع أن تقدم اللجنة نتائجها الشهر القادم.
"منذ ثلاثة أسابيع ويعلم بيبي ما هي المشكلة، إذن ماذا ينقصه؟، الشجاعة؟، الصلاحيات؟، ينقصه أن نُخرج 500 ألف إلى الميادين؟، حسنا، سنفعل ذلك. لقد أخرجنا من قبل 300 ألفا" – هذا ما قاله باروخ أورن، من الخيمة في روتشيلد. بينما قال أورن باستريناك، من نفس الخيمة: "نتوقع حل جاد، نظام إجتماعي جديد، وحل جذري للظلم الذي نعيش فيه هنا منذ 20 عاما، إن تشكيل لجنة وراء لجنة لن يغير شئ، ولكننا نطالب بحل عاجل".
مشهد للمسيرات الإحتجاجية في تل أبيب
مدير مركز معلومات الخيمة الأكبر في تل أبيب، أوريئيلي طال، قال إن تشكيل اللجنة بواسطة نتنياهو خطوة حسنة، ولكنه نوه أن الشباب هناك لن يسمحوا له بكنس المشاكل ووضعها تحت البساط: "لا يبدو لي أن الأمر يتعلق هنا بتهرب رئيس الحكومة، تعالوا ننتظر لنرى النتائج، ووقتها سنعلم". آفي داهان، ناشط آخر في الخيمة، يقول: "إننا نركز أقل على مسألة أي أشخاص ضمن عضوية اللجنة، فمن المهم لنا أن تكون هناك نزاهة وشفافية وإنفتاح وإرادة حقيقية، وليس مجرد تغييرات رمزية".
تمزق في الخيمة: "ينبغي النضال من أجل الإسكان أولا"
يشار إلى أنه في الأيام الأخيرة تعالت نداءات في بعض الخيام، من بينها خيمة حي "جيسي كوهين" في حولون، خيمة اللد، والخيمة في ريشون ليتسيون، والتي تطالب بالإنفصال عن زعامة الإحتجاج في شارع روتشيلد بتل أبيب، بسبب إتساع النضال التي تقوده في الإطار الإجتماعي العام بدلا من التركيز على النضال من أجل أسعار الإسكان أولا. وقال رئيس هيئة النضال الخاص بنقص الشقق ومن أجل الأزواج الشباب في حولون، وهو المحامي نيسان ذيخريا لموقع يديعوت أحرونوت، أن النشطاء توصلوا لنتيجة بأن نضال الخيام في روتشيلد هو نضال من أجل النضال فحسب.
"الهدف غامض جدا، ونحن نريد حلا يتأسس على إسكان شعبي وبناء شقق مناسبة للمستحقين، الأمر الذي لم تبذل فيه الحكومة ما هو مطلوب طيلة سنوات" – يقول ذيخريا. كما أضاف: "نعمل على تحسين وضع الأزواج الشباب وفرصتهم في الحصول على شقة في المستقبل، الأمر الذي يبتعد يوما تلو الآخر للأسف". وأشار المحامي ذيخريا: "مثلما يُدار النضال حاليا فإنه لا يقود إلى أي شئ مصيري، ومسئوليتنا تجاه الناس هنا والشعب بصفة عامة هو التغيير، علينا العمل على برنامج لمواجهة مشاكل الإسكان. إنها المشكلة التي كانت سببا في إندلاع الإحتجاج من البداية. لدينا خطة مفصلة وواقعية لن تستطيع الحكومة التهرب منها. إنني أطالب جميع من في الخيام الذين يريدون تحقيق إنجاز إجتماعي – ينبغي البدء في الإسكان أولا".....
المتحدث بإسم إحتجاج الخيام في روتشيلد بتل أبيب، روعي نويمان، قال لموقع يديعوت أحرونوت في أعقاب تعالي الأصوات التي أطلقتها الخيام الأخرى: "خرجنا من أجل هذا النضال بسبب مشكلة الإسكان، ولكن الشعب أثبت أنه يخرج للشارع بسبب مشاكل أخرى. إذا لم يكن يمتلك المال لاستئجار شقة، إذن فإنه لن يمتلك المال أيضا للصحة الشخصية أو التعليم. ننظم إجتماع مرة أسبوعيا بحضور ممثلي جميع الخيام، حيث يتم تشكل طريقة العمل بصورة ديمقراطية. إننا نطالب المواطنين جميعا بالمشاركة في النضال الإجتماعي الأهم في تاريخ إسرائيل، نضال من أجل مستقبلنا جميعا".
العالم العربي يرصد: ظننا أنكم أغنياء
وبالأمس تم تنظيم حلقات نقاشية في خيمة شارع روتشيلد، بمناسبة التاسع من آب، حيث قاموا بتلاوة "ميثاق إيخا"، وناقشوا العلاقات بين الحريديم والعلمانيين. وفي إحدى الحلقات النقاشية حل الحاخامات بني لاو، دوف ألوفيم، وروت كلدرون ضيوفا. وقال الحاخام لاو لموقع يديعوت أحرونوت: "إنها المرة الثالثة لي في خيمة روتشيلد، وأنا مازلت متأثرا ومفعما بالأمل، يوجد هنا طاقات إيجابية، ومواطنون صهاينة، أتوا من أجل الإصلاح وليس التخريب".
في الوقت نفسه، وعلى الرغم من أن وسائل الإعلام الدولية تتحدث عن الإحتجاج في إسرائيل، هناك إنطباع بأنها تحافظ على مسافة محددة منها. وحقا لم يتجاهل العالم التظاهرات الضخمة في تل أبيب ليلة السبت، ولكن بالنسبة للتغطية اليومية الواسعة فإن الإحتجاج في إسرائيل لم ينل نفس الإهتمام مثل الإحتجاج في اليونان أو العالم العربي. وحقا يبدو أن هناك مراسلون أجانب في شارع روتشيلد يحاولون تغطية الأوضاع وسط حالة من الفوضى، ولكن على الأقل حاليا – النضال الإجتماعي الإسرائيلي لا يتوقع أن يحتل الصفحات الأولى في صحف العالم.
"على الأقل حتى يحدث هنا شئ ما دراماتيكي، مثل خلق فرصة حقيقية لتغيير السلطة أو تظاهرات عنيفة مثل اليونان، سيظل الأمر هكذا" – هذا ما قاله هانو دوبيل، مراسل صحيفة ألمانية لموقع يديعوت أحرونوت، ومع ذلك، إعترف أن "ما يحدث هنا مختلف تماما عن مشهد إجتماعي في دولة إعتدنا أن نغطي الأحداث السياسية أو العسكرية فيها".
مشهد للمسيرات الإحتجاجية في تل أبيب
وفي العالم العربي أيضا هناك رصد لما يدور في إسرائيل. محطة (الحرة) العربية – الأمريكية التي تبث على مدار الساعة لعشرات الملايين من المشاهدين مباشرة من روتشيلد، بثت بالأمس حوارا على الهواء من شارع روتشيلد مع أوفير جندلمان، المتحدث بإسم رئيس الحكومة، وتم بث الحوار بالعربية. "يفترض أن هناك إهتمام كبير في وسائل الإعلام العربية حول ما يحدث هنا، وهم يربطون بينه وبين الثورات في العالم العربي" – هذا ما قاله المتحدث.
كما قال المتحدث بإسم مكتب رئيس الحكومة: "جئت لكي أفسر أن الأمر لا يتعلق بنفس الإحتجاج، وأنه لا توجد لدينا مشكلة في التظاهر كدولة ديمقراطية". مقدمة المحطة "إيمان حداد" ظنت أن ثمة علاقة بين الإحتجاجات: "العالم تغير، والإنترنت وفايس بوك يساعد في الربط بين الناس وهو ما يخدم الإحتجاج. هذا المشهد غير مألوف للمشاهد العربي الذي ظن أنه في إسرائيل هناك إقتصاد مزدهر، ثراء نسبي، وبطالة منخفضة، وفجأة يرى العكس".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تحذير من السفر لمكافحة الارهاب
المصدر: "اسرائيل ديفنيس"
" تركيا، جورجيا وأذربيجان، الدول التي انضمت إلى التحذير من السفر لأركان مكافحة الإرهاب.
في المرة القادمة التي ستخططون للإجازة في الخارج، جدير أن تتأكّدوا مسبقا من تحذيرات السفر التي نُشرت في اللواء العملياتي. وقد أدّت رسالة استحداث تحذير من السفر نُشرت قبل نحو أسبوع، إلى رد من جانب موظفين عدة الذين طلبوا بطاقات سفر إلى دول، وهكذا اتضح لهم، أنه يُمنع السفر إليها لصالح جنود الجيش. وبين الدول الجديدة التي أضيفت إلى اللائحة يحصى جورجيا أذربيجان وتركيا التي أخرجت في الماضي من التحذير ثم عادت إليها.
وأوضحوا في منظمة مسرحي الجيش أنه من مهم التشاور والتأكّد قبل أن يطلبوا عطلة في الخارج إلى أهداف غير أوروبا الكلاسيكية أو الولايات المتحدة، من بينها دول البلقان والشرق الأقصى. تحدّث رئيس فرع حماية الجبهة الداخلية العسكرية في منظمة مسرحي الجيش، سال عامي: "أنا استلم عشرات الطلبات للجنود في الشهر، ضباط وضباط صف الذين يطلبون معرفة إن كان مسموحا التوجّه إلى دول كهذه". ويتابع: "هذا الأسبوع وبعد إحياء تحذير السفر إلى جورجيا الذي نُشر تقريبا قبل نصف سنة، استلمت عدة طلبات، وبشكل خاص من عناصر الخدمة الدائمة الذين ادعوا أنهم قد طلبوا بطاقات سفر إلى هدف ولم يعلموا انه ممنوع. نحن نمنع من السفر إلى هناك، ولذلك يتوجب عليهم إلغاء الدعوات، وفي المرة القادمة عليهم الأخذ بالحسبان تحذيرات السفر والتأكّد مسبقا".
أُرسلت تحذيرات السفر إلى القيادات، إلى الشعب والأذرع عبر موظّف إداري تساهل نت من قبل رئيس لواء العمليات في منظمة مسرحي الجيش. وحددت أركان مكافحة الإرهاب الأماكن التي يمنع السفر إليها، طالما أن التحذير للمدنيين هو في نطاق توصية، فيوضحون في منظمة مسرحي الجيش أنه بالنسبة للجنود في الخدمة الإلزامية والدائمة فهو أمر. وأوضح مصدر في الشعبة المطّلعة على الموضوع قائلا: "نحن نمارس إجراء تقدير وضع بشكل جارٍ مع أركان مكافحة الإرهاب ومع منظمات الاستخبارات المختلفة، وهكذا نبني صورة الوضع وننشر التوجيهات". يفرض الجيش التحذيرات بالصورة المرتبطة بقوة المسؤولية أمام الجنود. علينا الاهتمام بأمنهم ولن نسمح لهم بالتوجّه إلى الأماكن التي تهددهم".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إنذار أمريكي – تركي للأسد: عليك إعادة الجيش لمعسكراته، أو مواجهة عملية لحلف الناتو
المصدر: "موقع تيك دبكا"
" تزايدت حدة التوتر العسكري بين الولايات المتحدة الأمريكية، تركيا، سوريا، وإيران، حين تحدثت وزيرة الخارجية الأمريكية هاتفيا مع وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو، الذي يوشك أن يزور دمشق اليوم الثلاثاء، وإتفقت معه على أنه سيطالب الرئيس السوري بوقف فوري للعمليات التي يقوم بها الجيش السوري ضد المتمردين، وإعادة القوات العسكرية إلى قواعدها.
وراء هذه الكلمات يقف الإنذار الأمريكي – التركي للأسد، بأنه في حال لم ينفذ هذا الطلب، سوف تبدأ عملية عسكرية يقوم بها حلف الناتو، خاصة بواسطة الجيش التركي ضد الجيش السوري. ولكن قبل وصول أوغلو، ردت دمشق وطهران على الإنذار. فقد أعلنت دمشق أنه في حال عرض أوغلو خطا متعنتا في دمشق، فإنه سيعود إلى أنقرة حاملا خط مماثل وأكثر. أي، يرفض الأسد الإنذار الأمريكي – التركي حتى قبل أن يقدم له رسميا.
إيران حذرت تركيا عدة مرات في الأيام الأخيرة، من أنها لو شنت عمل عسكري ضد سوريا، فإن طهران لن تجلس مكتوفة الأيدي، وسوف تهب لنجدة نظام الأسد. وقالت مصادر إيرانية: في حال شن الجيش التركي هجمات ضد أهداف خاصة بالجيش السوري، سوف تشن إيران هجمات ضد أهداف عسكرية تركية وأمريكية داخل تركيا.
كما أن الملك عبد الله عاهل السعودية زاد من ضغوطه على نظام الأسد، حين أعلن أنه يستدعي السفير السعودي في دمشق للتشاور: "ما يحدث في سوريا غير مقبول بالنسبة لنا" – ها ما قاله ملك السعودية.
وتشير مصادرنا العسكرية إلى أنه في يوم الإثنين صباحا زاد الجيش السوري من هجماته على دير الزور، حيث شهدت المعركة للمرة الأولى في الأشهر الستة الماضية، منذ إندلاع التمرد السوري، إدخال مدافع متحركة إلى المدينة، تقوم بقصف أهداف المتمردين. إستخدام هذه المدافع يأتي بهدف قصف مناطق واسعة بوادي الفرات والصحراء السورية، وهي مناطق يمكن أن يحصل المتمردون عبرها على الإمدادات.
كما تشير مصادرنا أن الأسد الذي علم في نهاية الأسبوع الماضي عن وجود إنذار أمريكي – تركي، قرر مع ذلك البدء في عملية عسكرية ضد دير الزور، وذلك لكي يسبق واشنطن وأنقرة ويضع أمامهما حقائق تامة على الأرض.
وقد قالت مصادرنا العسكرية يوم السابع من آب تحت عنوان (بينما تحتل الدبابات السورية دير الزور، تجدد تركيا تهديدها بالتدخل العسكري في سوريا). وقد قالت مصادرنا أن الرئيس السوري من جانبه وسع يوم السابع من أغسطس من هجوم الدبابات ضد مدن المتمردين، ففي يوم الأحد أرسل فرقة دبابات تضم 200 دبابة وعشرات الآليات المدرعة لإحتلال عاصمة وادي الفرات ومركز حقول النفط السورية "دير الزور"، والتي يقطنها أكثر من نصف مليون مواطن.
وفي المقابل يزعم نظام الأسد أنه أنهى إحتلال مدينة حماة شمالي سوريا، وأن دبابات الجيش السوري تسيطر عليها بالكامل. وتقول مصادرنا العسكرية أنه في الوقت الذي يقاتل فيه الجيش السوري في حماة ضد متمردين سُنة، معظمهم من الإخوان المسلمين، فإنه في دير الزور يقاتل ضد سُنة من نوع آخر، ويتعلق الأمر بعشرات القبائل المتنقلة من البدو السُنة الذين يبلغ تعدادهم 2,1 مليون شخصا. أكبر هذه القبائل هي إتحاد قبائل البكارة، وهي وحدها تبلغ 1,2 مليون نسمة.
وينبغي تذكر أن الأمر يتعلق بنفس العشائر والقبائل التي أدارت طوال الفترة من 2003 إلى 2006 هي وتنظيم القاعدة معركة دامية ضد القوات الأمريكية التي غزت العراق، حيث كانوا يشكلون تهديدا على النظام العسكري الأمريكي في وسط العراق. ولم ينجح الجيش الأمريكي ولو مرة في هزيمة هذه القبائل. لذا، فإن السيطرة الأمريكية على الأنبار وعلى مركز العراق، خاصة مدن الفلوجة والرمادي، كانت ضعيفة، وعُرضة للهجمات الإرهابية الصعبة من قبل انتحاريين طيلة الوقت.
وفقط في عام 2006 حين صدق الرئيس الأمريكي وقتها جورج بوش على إقتراح الجنرال ديفيد بتاريوس، والذي يتولى اليوم رئاسة وكالة الإستخبارات المركزية الأمريكية -CIA, بدفع مبالغ مالية هائلة شهريا لرؤساء القبائل في الأنبار، بحيث يستطيعون قطع العلاقة مع القاعدة وتعزيز قوة المليشيات العسكرية الخاصة بهم، هناك نجح الأمريكيون في فرض سيطرتهم على المنطقة، ولكن بفضل هذه القبائل فقط.
وعلى الرغم من أن أجهزة الأمن السورية أوقفت في دمشق الأسبوع الماضي، عشية الهجوم على دير الزور، أوقفت رئيس قبيلة البكارة، الشيخ نواف البشير، وهي الآن تضعه كرهينة لكي لا تشن القبائل عمليات حرب عصابات، هناك شكوك كبيرة في أن هذا الأمر سيمنع تنفيذ عمليات من هذا النوع. وهناك شكوك اكبر في أن ينجح قادة المخابرات العسكرية السورية الذين يضعون الشيخ نواف البشير كرهينة عندهم في إقناع هذه القبائل مثلما فعل الأمريكيون وقتها، بالموافقة على الحصول على مبالغ مالية كبيرة لضمان توقف عناصر القبائل عن القتال ضد الجيش السوري.
وفي هذه الحالة يمكن للنظام السوري والقوات السورية أن تجد نفسها في الوضع التالي: بعد إتمام سيطرتهم بالكامل على دير الزور وأبوكمال، فإنهم عمليا سيضعوا أنفسهم في حصار عسكري، حيث يسيطر مقاتلو القبائل السُنية على جميع الطرق التي تربط المدينتين، وسينفذون من هناك إعتداءات على الجيش السوري".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليس هناك حماية
المصدر: "مجلة بمحنى ـ ايلعاد شفيندل"
" برغم قرار الحكومة بتوزيع الأقنعة الواقية على جميع سكان إسرائيل: فقط 40 % من السكان يملكون أقنعة واقية في منزلهم. وبحسب المعطيات التي كُشفت هذا الأسبوع في لجنة المالية التابعة للكنيست, فإن الاحتياطي الحالي الموجود بحوزة الدولة يكفي فقط لـ 20% إضافية.
"في نهاية التوزيع الحالي للأقنعة الواقية, في بداية سنة 2013, ستبلغ نسبة التجهيز للمواطنين 60 % فقط", أعلن وزير حماية الجبهة الداخلية, متان فيلنائي, في المناقشة التي جرت هذا الأسبوع في اللجنة المالية للكنيست. وقد طلب رئيس اللجنة, عضو الكنيست موشيه غفني (يهودت هاتوراه), من الوزير فيلنائي ومن ممثلي المالية تقديم تقرير مفصّل خلال شهر يذكرون فيه كيف ينوون تخصيص ميزانية إضافية لتأمين الأقنعة الواقية لكافة السكان.
وقد عُرض خلال المناقشة من قبل عناصر قيادة الجبهة الداخلية صورة الوضع المقلقة فيما يتعلق بتوزيع الأقنعة الواقية. وقال رئيس إدارة الأقنعة الواقية في قيادة الجبهة الداخلية (بكعار), المقدم ليئور غباي :"اليوم نحن نوزع 180 ألف قناع في كلّ شهر", "نحن نتوقع أن احتياطنا الحالي سيكفي حتى كانون الثاني 2013. في تلك النقطة الزمنية سيكون مجموع ما وزّع 4.3 مليون قناعا.
ينجز التوزيع في تجمّعات سكانية كبيرة, وهو يتركز قبل كل شيء في الأماكن التي تعتبر حيوية لأداء عمل جدير للدولة في أوقات الطوارئ. قال مساعد وزير الدفاع لشؤون الوقاية, زئيف شنير: "مؤسسة الصحة ومصانع حيوية سيحصلون على الأقنعة أولا, والتوزيع هناك ينفذ بوتيرة مختلفة عن سائر السكان",
وتبلغ كلفة كل قناع نحو 150 شيكل, ويبقى صالح للاستخدام لمدة 25 سنة. إلى ذلك أوضح الوزير فيلنائي أن في نيته التحضير لتوزيع سريع لـ100% بين هيئات حيوية, ويمكن إحصاء من بينها الشرطة الإسرائيلية, نجمة داوود الحمراء, قوات الإطفاء والإنقاذ وعناصر قيادة الجبهة الداخلية".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الدولة ليست ملزمة بنشر منظومة القبة الحديدية
المصدر:"موقع إسرائيل اليوم"
" ستضطر المجالس المحلية في منطقة غلاف غزة لإنتظار منظومة القبة الحديدية لوقت طويل. فقد رفضت المحكمة العسكرية العليا بالأمس طلبا من المجالس يتعلق بإلزام الدولة نشر المنظومات الإعتراضية في محيط 4.5 كيلومتر من السياج الحدودي ونقلها كي تؤمن الحماية للمناطق السكنية في المستوطنات
وحددت المحكمة العسكرية العليا برئاسة رئيسة المحكمة العليا دوريت بينيس بأنه بين كل الإعتبارات, فإن الواقع الأمني يغير في الإعتبارات التنفيذية للموازنة وفي موازين القوى, وبالتالي لا يمكننا القول بأن قرار الحكومة في هذا الصدد ليس منطقيا. وأفيد أيضا أنه بسبب التقليص في الميزانية فمن المحتمل بأن تعتبر عملية تقبل الطلب وإلزام الدولة بنشر القبة الحديدية في المنطقة بمثابة تمييز بين مستوطنات وأخرى في الدولة
وأوضح رئيس المجلس المحلي" أشكول" حاييم يلين في رده: إن طلب سكان المستوطنات بإلزام الدولة بنشر منظومة القبة الحديدية في المنطقة وحماية الوحدات السكنية في المستوطنات يعتبر ضروريا لأمننا. نحن ندرس القرار, وسنقرر كيفية الرد لاحقا". 
بالأمس أطلقت ثلاث قذائف هاون من قطاع غزة بإتجاه مستوطنات غلاف غزة, حيث سقطت في منطقة مفتوحة في أطراف المجلس المحلي "شعر هنغف". إحدى القذائف ألحقت أضرارا بجدار في المستوطنة ولم يبلغ عن إصابات بشرية".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قسم التحقيق مع الشرطة يدقق: ارتفاع حالات الشكاوى بتلقي الرشوة على الحواجز..
المصدر: "صحيفة هآرتس"
" أعرب متابعون في دائرة التحقيق مع الشرطة أمس عن قلقهم من أنه طرأ في الاشهر الاخيرة ارتفاع كبير في عدد التحقيقات ضد أفراد الشرطة ممن تلقوا الرشوة وسمحوا بتهريب بضائع واشخاص بشكل غير قانوني من السلطة الفلسطينية الى اسرائيل، عبر الحواجز، في قسمهم الاكبر في منطقة غلاف القدس.
من لوائح الاتهام التي رُفعت ضد أفراد الشرطة يتضح أن ثمن الرشوة التي يجبيها الشرطي على الحاجز لقاء غض النظر عن شاحنة واحدة، هو في الغالب نحو ألف شيكل بل واحيانا أكثر. "حجوم التهريب كانت في الماضي أقل"، يقول موشيه سعده، نائب مدير دائرة التحقيق مع الشرطة. "في الفترة الاخيرة نحن في الدائرة نشهد ظاهرة متعاظمة للتهريب في الحواجز. وتدل الحالات على أن هناك أفراد من الشرطة لا يصمدون أمام الاغراء عندما يعرض عليهم المهربون مبلغ ألف – ألفي شيكل على كل شاحنة تمر من المناطق الى اسرائيل دون فحص".
في الاسبوع الماضي رُفعت لائحة اتهام ضد شرطي من حرس الحدود، وجيء بشرطي آخر من حرس الحدود لتمديد اعتقاله الى جانب حارسين مدنيين، في اطار تحقيق يجري ضد الثلاثة منذ بضعة اشهر. وفي الحالتين يدور الحديث عن تهريب في حواجز حول القدس.
قبل نحو شهر رُفعت لائحة اتهام تعتبر من أخطر اللوائح. وبموجبها، درج شرطي في الخدمة الدائمة كان قائدا في حاجز عطروت – وهو حاجز مركزي تمر فيه كل يوم مئات السيارات من الضفة الى اسرائيل – على مساعدة سكان المناطق على تمرير سيارات محملة بالبيض دون رقابة. وقد تم الامر مقابل الرشوة، ألف شيكل على كل غض نظر.
في لائحة اتهام اخرى، رُفعت قبل بضعة اشهر من ذلك، اتهم شرطي يرابط في حاجز طريق الانفاق، في المدخل الجنوبي من القدس في أنه أدخل سيارات تحمل بضائع واشخاص بشكل غير قانوني الى نطاق اسرائيل على مدى فترة طويلة. ومنذئذ رفعت بضع لوائح اتهام على ذات الافعال تماما.
في ضوء تكاثر الحالات تقرر في دائرة التحقيق مع الشرطة تشديد الكفاح ضد الظاهرة من خلال الردع: وصرحت الدائرة بأنها ستطالب بالاعتقال حتى انتهاء الاجراءات القضائية ضد كل مشبوه بتلقي الرشوة مقابل غض النظر في الحواجز، وستطالب بتشديد العقوبات على المدانين. "الدولة تخصص مصادر عديدة لمنع دخول عناصر معادية الى نطاقها، من خلال الحواجز، الجدران والقوى البشرية"، يقول سعده . "في هذا الموضوع نشهد وجود أفراد من الشرطة يسمحون، مقابل الطمع بالمال، بدخول شاحنات وأشخاص دون فحص، رقابة أو اشراف. مسار التهديد هذا قد يستخدم ايضا لدخول عناصر ارهابية الى الدولة وتعريض أمنها للخطر".
في حرس الحدود عقبوا على ادعاءات دائرة التحقيق مع الشرطة فقالوا: "حسب المعطيات التي لدينا، هذه ليست ظاهرة، بل حالات فردية تعالج في اطار سياسة "القبضة الحديدية" وبكامل شدة القانون. نحن نجري تعاونا استثنائيا مع الدائرة، مما يكشف احداثا من هذا النوع قبل الاوان. قائد حرس الحدود الوافد، مثل سلفه، أمر باتباع سياسة صفر تسامح وقبضة حديدية ضد الشرطة المشاركين في مثل هذا النوع من الاحداث. كما تجدر الاشارة الى انه طرأ هذا العام انخفاض بنحو 20 في المائة في عدد الملفات  التي تفتح في دائرة التحقيق مع الشرطة، بالنسبة لعددها العام الماضي، وذلك كجزء من ميل هبوط متواصل في السنوات الاخيرة".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
محافل في الامم المتحدة: حزب الله قتل فارين من الجيش السوري..
المصدر: "هآرتس – آفي يسسخروف"
"حسب تقرير في الراديو الفرنسي ووسائل الاعلام في لبنان، في تقرير مأمورية اللاجئين في الامم المتحدة يتهم حزب الله بقتل جنود سوريين فروا من صفوف الجيش في الفترة الاخيرة. وقد نفى حزب الله امس التقرير وفي وقت لاحق نفته مأمورية الامم المتحدة، ولكن التقرير، غير واضح المصداقية، استند الى مصادر في مأمورية اللاجئين (؟؟)، قالت ان التقرير سيذكر بصراحة بان رجال حزب الله احتجزوا جنودا سوريين رفضوا المشاركة في أعمال القتل التي يقوم بها الجيش السوري، وقد اعدم هؤلاء على ايدي رجال الحرس الثوري الايراني، الذين يتواجدون في سوريا أيضا.
ونفت المنظمة الشيعية ذلك مدعية بانه "تلفيق آخر". وقال حزب الله في بيان نشر في لبنان ان المنظمة سبق أن نفت في الماضي أنباء بشأن تدخلها في ما يجري في سوريا. "حزب الله يشجب هذه الاتهامات العابثة غير المسنودة الى حقائق. هذا دليل على أن المنظمات الدولية تنضم الى المؤامرة ضد القوى المعارضة للمشروع الصهيوني – الامريكي في المنطقة". وحسب راديو فرنسا، فان التقرير سينشر في الايام القريبة القادمة. واطلق حزب الله تحذيرا الى الامم المتحدة ودعاها الى الامتناع عن "نقل معلومات غير دقيقة وتقارير من شأنها أن تشعل المواجهة".
قمع المظاهرات ضد النظام في سوريا احتدم في الاسبوع الاخير وهو يجر شجبا حادا ليس فقط من الغرب بل ومن الدول العربية ايضا. فقد انضمت الكويت والبحرين الى السعودية أمس حين أعلنتا عن قرارهما سحب استدعاء سفيريهما من دمشق. وزير الخارجية الكويتي، محمد الصباح سالم الصباح، أعلن بان بلاده ستعيد سفيرها في سوريا للتشاور احتجاجا على سلوك النظام في دمشق واضاف بان وزراء خارجية دول الخليج سيلتقون قريبا للبحث في الوضع في سوريا.
ونشر وزير خارجية البحرين تصريحا مشابها على التويتر. اما السعودية فقد سبق أن أعادت سفيرها في دمشق. ودعا الملك عبدالله ملك السعودية امس الرئيس السوري بشار الاسد الى وقف العنف. في تصريح نشره عبدالله وتلي فجرا في "العربية" جاء أن لسوريا خيارين: "الحكمة أو الفوضى". وردت الصحيفة السورية الرسمية "الوطن" على ذلك بغضب وادعت بان على السعودية أن تنفذ اصلاحات قبل ان تعطي نصائح للغير. ووصفت الصحيفة أقوال الملك السعودي بانها "تهديد أمريكي".
كما أن شيخ الازهر الاكبر في القاهرة والذي يعتبر المؤسسة الاسلامية السُنية الاكبر والاهم، احمد الطيب، شجب ما يجري أيضا. ففي بيان نشره أمس دعا الى "وضع حد لهذه المأساة". ودعا الطيب القيادة السورية الى وقف العنف وسفك الدماء في الدولة واضاف بان "معروف ان سفك الدماء يشعل الثورات فقط".
وفي هذه الاثناء واصل الجيش في سوريا العمل بقوة ضد المتظاهرين في مدينة دير الزور. وحسب التقارير في وسائل الاعلام العربية فان عدد القتلى في المدينة منذ يوم الاحد بلغ 76. ونفت السلطات السورية التقارير نفيا باتا وادعت بانه لم تدخل أي دبابة المدينة. كما يعمل الجيش في منطقة معرة النعمان، في محافظة ادلب وفي مدينة حماة حيث اعتقل حسب بعض التقارير في الايام الاخيرة نحو 1.500 شخص. في حماة مات في الاسبوع الماضي ما لا يقل عن مائة شخص بنار الجيش.
والى ذلك اقال الاسد أمس وزير الدفاع علي حبيب محمود وعين مكانه رئيس أركان الجيش السوري، داود رجية. وهذه ستكون أول مرة يتسلم فيها وزارة الدفاع في سوريا قائد مسيحي. وفي بيان صدر عن الرئيس جاء انه تم استبدال الوزير "وفقا لمطالب الجمهور".
هزة اخرى مرت في الايام الاخيرة على وزارة الدفاع عندما اقتحم موقعها على الانترنت غزاة من مجموعة "انونيموس" فأفسدوه واعربوا بذلك عن احتجاجهم على الوحشية التي تقمع فيها الحكومة السورية المظاهرات ضدها. محاولات متكررة للدخول الى موقع الوزارة باءت بالفشل.
وأعلن أعضاء المجموعة في موقعهم على التويتر أمر اقتحام موقع الوزارة وأصدروا صورا لمتظاهرين جرحى ورسالة الى الشعب السوري جاء فيها ان الرئيس بشار الاسد سيسقط".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
مثيرو النزاع والشقاق
المصدر: "هآرتس"
" مثلما كان يمكن التوقع، فان تعاظم الاحتجاج الاجتماعي – الاقتصادي يولد مبادرات لتحويل جدول الاعمال الى آفاق اخرى. رئيس الوزراء ووزير المالية سارعا الى التعلق بالازمة في السوق المالية، في أعقاب تخفيض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة. واستخدم وزير الخارجية لاغراضه الازمة السياسية المتوقعة في أعقاب قرار الامم المتحدة للاعتراف بدولة فلسطينية. واعلن افيغدور ليبرمان أول أمس بانه غداة التصويت فان السلطة الفلسطينية "تخطط للعنف وسفك الدماء على مستوى لم نشهد له مثيل". وعليه، فبعد بضعة اسابيع من تهديده الغاء اتفاق اوسلو دعا رئيس اسرائيل بيتنا الحكومة الى قطع كل علاقة مع السلطة.
التصريحات العلنية لقيادة السلطة، وعلى رأسها الرئيس، محمود عباس، تتناقض على نحو ظاهر وتوقعات ليبرمان.  شهادات من الميدان تشير الى جهد واضح من القيادة في الضفة الغربية لتركيز الاحتجاج المتوقع في الشهر التالي في المهرجانات والمظاهرات غير العنيفة. وعن حق تساءل أمس رئيس الفريق الفلسطيني المفاوض صائب عريقات كيف يمكن لمبادرة سياسية مشروعة، ترمي الى نيل الاعتراف الدولي بدولة فلسطيني في حدود 76، الى جانب اسرائيل ان تفسر كدعوة لسفك الدماء.
وفضلا عن ذلك، كان عريقات شريكا فاعلا في محاولة الرئيس شمعون بيرس استئناف المفاوضات على التسوية الدائمة، في مسعى اللحظة الاخيرة لمنع الازمة في ايلول. رفض رئيس الوزراء الاشارة بصراحة الى حدود 67 كأساس للمفاوضات، ومطالبته بان يعترف الفلسطينيون باسرائيل بانها الدولة القومية للشعب اليهودي هما اللذان افشلا الخطوة.
ويميل الرأي الى أن المحاولة المكشوفة من ليبرمان لزرع الرعب في أوساط الجمهور لم يصرف الانتباه عن الكفاح لتغيير سلم الاولويات الاجتماعي – الاقتصادي. ويبدو أن نتنياهو هو الاخر لا ينصت لاقتراح وزير الخارجية الهاذي بترك مصير الضفة للفوضى – الخطوة التي ستجبر اسرائيل على أخذ المسؤولية عن مصير كل سكان المنطقة. ولكن، اذا لم يتحفظ من محاولات احد كبار الوزراء في حكومته لاثارة النزاع والشقاق، فان نتنياهو لن يعفي نفسه من مسؤولية الحفاظ على الامن والسلام".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتخابات الآن
المصدر: "يديعوت أحرونوت – افيعاد كلاينبرغ"
" كنت أنا ايضا مثل كثيرين آخرين في شارع كابلان في تل ابيب مع خروج السبت، وشعرت مثل كثيرين كثيرين آخرين بالشعور الرائع بالنهضة المدنية وبالتكافل اللذين لم يُعبر عنهما أي تعبير منذ سنين. وأدركت مثل كثيرين كثيرين آخرين أن هذا الاحتجاج ليس من اجل خفض الضرائب غير المباشرة بنصف الدرجة المئوية ولا من اجل بناء ألف وحدة سكنية اخرى، فهذا الاحتجاج هو تعبير عن عدم الارتياح لترتيب أفضليات "دولة اسرائيل"، وعدم ارتياح للجهاز السمين الذي يحول مالا من حسابات مصارف العمال الى جيوب ذوي العلاقات والمفضلين والمقربين، التي أخذت تنتفخ.
ليس عدم الارتياح بسبب اتجاه تحويل المال فقط. فهو عدم ارتياح لكل الترتيب الاجتماعي المريب الذي ترعاه النخبة الحاكمة في اسرائيل في السنين الاخيرة. وبعبارة اخرى اقول ان هذا الاحتجاج احتجاج اخلاقي. فـ "الشعب" لا يطلب رفع الرواتب بنسبة 5 في المائة بل يطلب مجتمع عدالة؛ "الشعب يطلب عدالة اجتماعية".
يشيرون مرة بعد اخرى على قادة الاحتجاج أن يعرضوا مطالب، وأن يوافقوا على رزمة مطالب تكون الاستجابة لها نجاحا، لكن هذه المشورة خطرة، فالحكومة الحالية غير معنية بتغيير ترتيب الافضليات مثل انها غير معنية بالعدالة الاجتماعية، والعكس التام هو الصحيح. ان مصلحتها الراسخة هي في الاستمرار على النظام القائم الذي تربح منه بألف طريقة. وللاستمرار على هذا النظام الفاسد لن تكون مستعدة للقيام بتنازلات ولصب ماء الاموال على الحريق، ولفعل كل شيء كي ينطفيء الحريق الكبير للنشاط الاجتماعي. سيمكن بعد ذلك جعل الانجازات عقيمة وملاشاتها بما لا يحصى من اللجان. وبمليون مادة صغيرة لا يستطيع فهمها سوى الخبراء.
سيقولون لكم: امضوا الى بيوتكم سيكون الامر على ما يرام. لكنه لن يكون على ما يرام. فحينما يزول التهديد، وحينما تنتقل وسائل الاعلام الى تعويج الأنف بسبب الحكمة وراء هذا المطلب أو ذاك ستستمر هذه الحكومة على النهج الذي تلتزمه عقائديا وطبقيا واجتماعيا.
يتهمونكم بأنكم غامضون وبأنكم تطلبون الكثير. ويسألون من أين سيأتي المال؟ فاذا أعطينا المعوقين فسنضطر الى الأخذ من الشباب؛ واذا أعطينا طلبة الجامعات سنضطر الى الأخذ من المتقاعدين.
هذه بالطبع حيلة تهرب، هدفها كله منع التفكير خارج صندوق نتنياهو – ليبرمان – ألكين. فمن الواضح مثلا ان المؤسسة الامنية التي قامت في اسرائيل هي غول تلتهم ميزانيات وتغطي على اسرافها وأنانيتها بورقة تين حماية الجبهة الداخلية، وتحتاج الى تحقيق داخلي جدي. ان ترتيبات الرواتب السخية، والسيطرة على احتياطي اراضي اسرائيل والهدر الكبير لوسائل قتالية لا يحتاج اليها، والتعاون بين جنرالات لم يصبحوا بعد مديرين عامين ووزراء وبين وزراء ومديرين عامين كانوا الى أمس جنرالات – كل هذا يحتاج الى تحقيق أساسي لانه يوجد الكثير جدا من المال هناك.
أين يوجد مال ايضا؟ انه موجود في المناطق. فمهما يكن رأيكم بالاستيطان في المناطق، فمن الواضح ان المستوطنات وراء الخط الاخضر تحظى بدعم فاضح، يمنحها سلسلة طويلة جدا من الافضالات تكلف مالا كثيرا جدا. وأين ايضا؟ في المواد الصغيرة التي تمنح تخفيضات مفرطة في فرض الضرائب على مجموعات ذات علاقات – من ملوك المال على حساب الجمهور الى المعاهد الدينية الحريدية.
ما احتمال ان تكون الحكومة الحالية معنية بهذا التحقيق الداخلي الضروري الذي لا يمكن من غيره ان ينشأ نظام اجتماعي جديد؟ يمكن ان نقول في ثقة كاملة ان الاحتمال صفر. ان الانتخابات في النظام الديمقراطي هي الطريقة الوحيدة لانشاء نظام اجتماعي جديد، وما نحتاجه هو انتخابات في أقرب وقت ممكن، نحتاج الى معركة انتخابية يتم فيها في نهاية الامر نقاش لترتيب افضليات جديد، وينتخب فيها مشرعون يلتزمون هذا النظام ويلتزمون للناس الذين طالبوا به.
لا تغريكم "الانجازات" التي ستعرض عليكم. ولا تدعوهم يلاشون طاقاتكم. ان الانتخابات هي الشيء الوحيد الذي تخشاه هذه القيادة. فاطلبوا انتخابات، انتخابات الآن".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
العرب ايضا يديرون له ظهورهم
المصدر: "اسرائيل اليوم – بوعز بسموت"
" سوريا واسرائيل جارتان. لا في الشرق الاوسط فقط بل في مطار شارل ديغول في باريس ايضا حيث اعتادوا احيانا جعل مكان اقلاع طائرات "اير فرانس" الى تل ابيب والى دمشق عند بابين متلاصقين. في الطريق الى باب عودتي الى البيت نظرت الى المسافرين الى دمشق. لم يكن اجنبي واحد بين المسافرين الى دمشق بل سوريون فقط يعودون الى وطنهم النازف. "الى أين تريد أن نذهب"، قال لي واحد منهم بعد ان سألته ألا يخاف.
وأضاف: "والى ذلك من الواضح انه تنتظرنا ايام صعبة خلال صوم رمضان ومن الواضح ايضا ان سوريا ستبدو بمظهر مختلف، لكن لا أحد يعلم حقا كيف ستبدو". بالمناسبة قتل 200 شخص في دولته منذ بدء الصوم ومنذ نشبت الاحداث قبل نحو من خمسة اشهر قتل 2000 انسان.
بدأ العالم – وفيه العالم العربي – يدرك انه برغم المقامرة والمخاطرة المتعلقتين بالصورة الممكنة للنظام السوري البديل، بأنه تنبغي زيادة الضغط على النظام الموجود، وأدركوا في واشنطن آخر الامر انه لا مناص سوى التباحث مع المعارضة السورية كي يبدو الامر كما هو في ليبيا من غير الحرب فقط.
ونددت الجامعة العربية في مطلع الاسبوع بالقمع السوري. وأعظمت السعودية التي غيرت النهج الصنع، فلم تعد تؤيد الوضع الراهن في دمشق. وأمس دعا الملك السعودي النظام الى وقف "آلة القتل" و"سفك الدماء". وبالمقابل أعادت السعودية والبحرين والكويت سفراءها من "الشقيقة سوريا". بالمناسبة، هذه هي نفس السعودية التي ارسلت قوات لقمع التمرد المدني الشيعي في البحرين، واليوم يهبط في دمشق وزير الخارجية التركي ليقول للسوريين وجها الى وجه ما الذي يعتقدونه في أنقرة في أفعالهم. وأعادت ايطاليا هي ايضا سفيرها من دمشق في الاسبوع الماضي.
ان نظام الاسد في ضغط. فقد ادرك ان الاصلاحات الحقيقية بعد العنف لن تكفي ايضا ليحظى بشرعية مجددة من الشعب. ولم يعد وعد وزير الخارجية السوري وليد المعلم بانتخابات عامة "حرة ونزيهة" حتى نهاية السنة يثير تأثر أحد.
بدل الاسد أمس وزير دفاعه. ولم يكن قط في عزلة الى هذا الحد ولم يكن قط رئيس سوري متعلقا الى هذا الحد بجيشه. ولم نشعر قط بأن الاسد اخطأ حينما لم يختر حياة طبيب عيون.
بالمناسبة، في منطقة التجارة الحرة في باريس وقف في الصف أمامي مسافران سوريان في الطريق الى دمشق. وقد أهمهما أن يعلما كم زجاجة ويسكي يباح لهما شراؤها. فاذا وجد الاخوان المسلمون في الحكم فليس مؤكدا ان يستطيعوا شراء حتى زجاجة واحدة، وفي المقابل، ومع بقاء الاسد في الحكم، ليس مؤكدا ان يحظيا أصلا برؤية اليوم الذي يشربانها فيه.
قررت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون في نهاية الامر ان ترعى الخيار الثالث الذي يُمكّن السوريين من متابعة ادخال الزجاجة ومن شربها ايضا".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مسار مصر يزداد تطرفا
المصدر: "اسرائيل اليوم – الكسندر بلاي"
" بدأ الشعب المصري والعالم كله يشاهدان في الاسبوع الماضي الفصل الثاني من مأساة يونانية نهايتها معلومة سلفا. بعد ستة اشهر تقريبا من تنحي الرئيس مبارك عن الحكم بدأت محاكمته في القاهرة. وبدأت مصر سيرا متوقعا سلفا في انزلاق الى حكم اسلامي متطرف يغير وجه الشرق الاوسط حتى لا يعود معروفا. غير ميدان التحرير وجهه – من مظاهرات على نظام الحكم الى صلوات جماعية ولغة اسلامية على أفواه من تجرى معهم المقابلات من الميدان في شبكات التلفاز المختلفة. وما يزال الجيش من جهته يقف ناحية ازاء الحركة نحو الاتجاهات الاسلامية وسيظل على ذلك.
إن قادة الجيش وعلى رأسهم اعضاء مجلس الثورة قد أصبحوا يستعدون لموجة التطهيرات الكبيرة التي ستأتي مع تولي النظام الجديد مقاليد الحكم، ويحذرون الظهور في وسائل الاعلام. وقد حوكم كثيرون من وزراء حكومة الرئيس مبارك الاخيرة وتم تأثيمهم وسيقضي آخرون الايام القريبة داخل قفص الاتهام حتى تأثيمهم المعلوم سلفا. وفي غضون اسابيع معدودة سيؤثم جميع قادة النظام القديم زملاؤهم من جيش مبارك.
في المرحلة النهائية من الاجراءات القضائية سيبقى قادة الجيش فقط باعتبارهم آخر ذكرى من النظام القديم وسيعرضون آنئذ ايضا باعتبارهم يستحقون غضب الجمهور وعقابا يوقع بهم لمشاركتهم الطاغية.
يخدم تأجيل الانتخابات في مصر ايضا مصالح قادة الاسلام المتطرف: ففي حين يحاكم بقايا النظام القديم بعضهم بعضا ويفني بعضهم بعضا، تبني المنظمات الاسلامية قاعدة تولي السلطة في الأمد القريب. وفي الوضع الحالي الذي ينتقلون فيه بالتدريج الى نشاط مكشوف لا يوجد نشاط عليهم من قبل السلطة. إن العصابات الاسلامية المسلحة المتطرفة، الى جانب الخطباء في المساجد وفي التلفاز هم الذخر الاستراتيجي الذي سيُمكّن من نشاط سريع حينما يستقر الرأي على تولي مقاليد الحكم. لن تكون حاجة الى ذلك اذا أجريت انتخابات ديمقراطية، بيد ان النظام الحالي يخشى الانتخابات وأجلها الى موعد غير معلوم. ومن الوجهة الاسرائيلية يحسن الاستعداد لتغييرات ذات شأن تقتضي تغيير تصور اسرائيل الامني لمصر.
ان حدودا مفتوحة بين سلطة حماس ومصر الى جانب نظام حكم اسلامي يعنيان تدفق سلاح مصري ذي نوعية عالية على قطاع غزة. وإن فقدان السلطة المركزية المصرية للسيطرة على شبه جزيرة سيناء سيعرض قوة المراقبين الدولية التي تراقب اتفاقات السلام بين اسرائيل ومصر منذ 1979، سيعرضها للخطر.
الخطر هو ان تنشأ هناك قواعد ارهاب موجه على اسرائيل وعلى مصالح غربية في الشرق الاوسط كله. كذلك ينذر مرور سفن حربية ايرانية في قناة السويس باذن من المجلس الثوري بالتغييرات المتوقعة مع تولي الاسلام المتطرف قريبا لمقاليد الحكم.
إن محاكمة الرئيس المصري السابق هي في هذه السياقات علامة طريق رمزية: فهو مصر القديمة، العلمانية في الظاهر التي تتعاون مع اسرائيل ومع الولايات المتحدة. وان المحاكمة التظاهرية والتأثيم المتوقع لا يبتان مصير مبارك فحسب بل ينهيان فصلا في تاريخ المنطقة، هو محاولات السعي الى السلام والى الغرب والى التقدم.
على كل حال، اعدامه الممكن أقل أهمية، ولهذا من المحتمل أن يحاول النظام الانتقالي المصري الموجود اليوم أن يستفرغ الاجراءات وان يأمل ان يمضي الرئيس السابق الى عالمه باسباب طبيعية دون اعدام".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
آراء مسبقة.. هذه هي الثقافة العربية
المصدر: "يديعوت أحرونوت ـ يرون لندن"
" أنا مُصاب بالاراء المسبقة. فمن ليس مصابا بهذه العلة؟ من يريد أن ينظف اراءه يشخص مصدر التلوث ويحاول التطهير. أنا أحاول. التاريخ المأساوي لشعبي هو كصافرة الانذار التي تطلق في أذني كلما أغراني اصدار جملة مدينة وتعميمية عن جماعات انسانية غير جماعتي. صافرات متواترة أسمعها عندما أندد بثقافة المجتمعات العربية. احذر، أقول لنفسي. فهل الثقافة الاسرائيلية هي خرقة كلها زرقاء؟
ولكن مؤخرا يهن خط دفاعي. تحت الارض أبحث عن العلل كي أرد الاعتراف في أن الثقافة العربية في مظاهرها السياسية فظيعة. أخشى أن تكون أمراضها تعشعش في جذورها وانها لن تتغير في الاجيال القريبة القادمة. أحداث رهيبة تقع الان في العالم العربي ولا أجد لها تفسيرا لا يندرج ضمن التعميم الجارف. والحرص على التمييز بين "الثقافة العربية" وبين "العرب" وبين "العرب" وبين "عرب" (دون ال التعريف) يتطلب مني جهدا ثقافيا آخذا في الازدياد.
لغرض النقاش مع نفسي أعفو لهم عن عدائهم لليهود وإن كان هذا على نحو متواتر لا سامي من النوع الاكثر مقتا. واحاكمهم في علاقاتهم مع أنفسهم وضمن جلدتهم. الحدث الاخطر يجري في الصومال بشكل شديد، الاخطر منذ ستين سنة، تُفنى قطعان البقر، مصدر العيش الرئيس للسكان. عشرات الاف الاشخاص ماتوا. على الاقل 3.5 مليون انسان، نحو ثلث سكان البلاد الخربة يتعرضون لخطر الموت جوعى وعطشى. الاطفال يتعرضون للخطر على نحو خاص. صورهم، منتفخو البطون، والذباب يغطي عيونهم الجافة، سرعت مؤسسات الامم المتحدة في ارسال شحنات المساعدة، ولكن القليل فقط من الغذاء يصل الى أفواه الجوعى. في مناطق واسعة تسيطر منظمات مسلحة، لزعمائها علاقة مع الجهاد الاسلامي. وهم أحباب الله. محبتهم لله كبيرة لدرجة أنهم منعوا منظمات المساعدات الدولية من اشباع اللاجئين الذين يتدفقون بمئات الالاف الى الدول المجاورة – كينيا، اثيوبيا واوغندا.
أحمد عبد الجودان، زعيم المنظمة المسماة "الشباب" نفى في محطة اذاعته ان يكون في الصومال يسود الجوع. وعلى حد قوله هذه دعاية مغرضة يبثها أعداء الاسلام: "الاستراتيجية الجديدة لاعدائنا ترمي الى نفي المسلمين الى الدول المسيحية كي يفقدوا هناك ايمانهم ويخدموا كجنود في جيوشهم".
هؤلاء المسيحيون، أي مواطنو الدول الغربية، تبرعوا حتى الان بنحو 1.1 مليار دولار لانقاذ اللاجئين، بينما دول افريقيا السوداء تحتفظ في الصومال بجيش ارسال، مهمتهم الدفاع عنهم. الامين العام للامم المتحدة ناشد الدول العربية المشاركة في الجهود. فاستجابوا له: قطر بعثت بنحو 200 الف دولار. الكويت – نصف مليون. اما السعودية فتبرعت بـ 60 مليون، أقل من معدل تصاعد سعر النفط الذي تنتجه كل ساعة.
الصوماليون هم مسلمون. لغتهم ليست عربية، ولكنهم قريبون من العرب أكثر من الافريقيين. العرب هم ايضا يعترفون بالصوماليين كأبناء الامة العربية الكبرى، ولهذا فان دولتهم تندرج ضمن الـ 22 دولة في الجامعة العربية. ماذا في ذلك؟ فليمت ملايين العرب على أن تسقط لبنة ذهبية واحدة من جدران قصور امراء النفط.
لا يمكن أن نعزل حالة الصومال فندين فقط دول الاسرة في شبه الجزيرة العربية. لبنان، العراق وسوريا لا تشبه السعودية والكويت من أي ناحية، غير طابعها العربية وفيها ايضا تجري أعمال الذبح، وكأن هكذا ينبغي أن تكون عادة العالم.
باختصار، أنا بحاجة عاجلة الى تفسيرات تصد ميلي للقول: "نعم، ما العمل، هذه هي الثقافة العربية".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لا توجد وجبات بالمجان
المصدر: "هآرتس – موشيه آرنز"
" ربما كان يمكن الاعتقاد للحظة ان روبن هود جاء الى جادة روتشيلد. بيد ان ساكني الخيام على عكسه وهو الذي سلب الاثرياء ليعطي الفقراء يريدون ان يأخذوا من الاثرياء ليعطوا "الطبقة الوسطى". وهم يصرخون بصوت واحد: "الشعب يطلب عدالة اجتماعية".
لكن هل الأخذ من الاثرياء لاعطاء "الطبقة الوسطى" سيفضي حقا الى "عدالة اجتماعية"؟ أم انه توجد طريقة أسهل؟ هي الاخذ من الحريديين أو من المستوطنين؟ وربما يمكن احراز "عدالة اجتماعية" من غير ان تكون مؤلمة، بواسطة زيادة الجهاز الحكومي كله نجوعا ببساطة؟ أو بالاقتطاع من ميزانية الامن؟.
على كل حال لا حاجة لدراسة الاقتصاد كي تعلم انه "لا توجد وجبات بالمجان". فكيف ما تم الامر سيكون مؤلما في النهاية لشخص ما أو في مكان ما.
ماذا تقول مقالات المدخل الى الاقتصاد في العدالة الاجتماعية؟ ينبغي ان نفترض ان هاتين الكلمتين لا تظهر فيها ألبتة. تحدث عن هذا المصطلح كارل ماركس ولينين، وكانت التجربة الشيوعية في الاتحاد السوفييتي التي كان يؤيدها ملايين في العالم مدة سنين الى ان انهار المبنى السوفييتي من تلقاء نفسه، ويقدرون حتى الآن كامل كلفته. وفي روسيا الان حكم طبقة من النخبة ولا توجد هناك "عدالة اجتماعية".
اذا كان الامر كذلك فما الذي يستطيع الاقتصاد ان يسهم به في هذا الشأن؟ ان خبراء الاقتصاد يحصلون كل سنة على جائزة نوبل لاسهامهم في هذا المجال. وقد حظي اسرائيليان هما دانيال كهنمان واسرائيل اومان بهذا الشرف. وهناك من يعتقدون ان ستانلي فيشر ايضا محافظ بنك اسرائيل يستحق الجائزة لانه نجح في ادارة دفة الدولة زمن الازمة الاقتصادية التي اصابت العالم في السنين الاخيرة. فهل يُعد هؤلاء في 300 ألف الاسرائيلي الذين دعوا الى "عدالة اجتماعية" في تل ابيب مع خروج السبت الماضي؟ أم أن منظمي المظاهرات يعلمون شيئا لا يفهمه حتى خبراء اقتصاد أجلاء؟.
ان الاقتصاد في الحقيقة ليس علما دقيقا، لكن على مدى السنين تراكمت معلومات ثبت بعضها في "قوانين". واصبحت طائفة من الاستنتاجات واضحة. الشيوعية غير ناجحة، واقتصاد السوق ناجح. بل ان القادة "الشيوعيين" للصين خلصوا الى هذا الاستنتاج. في اعقاب الازمة الاقتصادية الحالية التي سددت ضربة الى العالم "الرأسمالي"، بدأت تسمع في الحقيقة اصوات تزعم انه قد لا تكون "الرأسمالية" حلا وتتغلغل عبارة "الرأسمالية الخنزيرية" الى معجم اسرائيليين كثيرين، لكن من يريد العودة الى الاشتراكية؟ يتذكر اسرائيليون كثيرون في حنين السنين التي كان فيها اكثر الدولة مملوكا ومدارا من قبل هستدروت العمال و"كان الجميع فقراء". اجل كانت تلك "عدالة اجتماعية"، لكن ينبغي ان نتذكر ان الجميع آنذاك كانوا فقراء اذا استثنينا ذوي الصلات بالحزب الصحيح. كانت تلك الفترة بعيدة عن ان تكون مثالية وقطعنا منذ ذلك الحين مسافة طويلة بفضل تبني مبدأ اقتصاد السوق قبل كل شيء.
اذا كان الامر كذلك فما هو الذي ليس على ما يرام، مع كل ذلك؟ أربما "ينزعون جلد" الطبقة الوسطى حقا؟ بسبب عدم وجود قوانين في اماكن هي ضرورية فيها، وبسبب تركيز زائد للمال والقوة في أيدي قليلين؛ وبسبب وجود شركات احتكار تقرر الاسعار وعمولات المصارف؛ وبسبب حماسة زائدة عند موظفي المالية الذين يعتقدون انهم قادرون على حلب المال من الطبقة الوسطى التي تقف عاجزة ازاء عبء الضرائب المباشرة وغير المباشرة وهي على ثقة بأن اسرائيل لا تستطيع ان تسمح لنفسها بنظام مواصلات عامة مناسب. يبدو ان كل هذا اصبح عبئا ثقيلا جدا على كتف الطبقة الوسطى. ربما هذا ما يقصدونه عندما يهتفون بـ "العدالة الاجتماعية".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لا ديمومة أبدا
المصدر: "معاريف ـ د. ميرا تسوريف"
" المشهد الذي ظهر صباح يوم الاربعاء الماضي أمام المشاهدين كان سرياليا ودراماتيكيا بكل مقياس. فالرئيس المخلوع حسني مبارك اقتيد بملابس السجناء البيضاء وهو مستلقٍ على حمالة الى قفص الاتهام الذي اقيم في قاعة المحكمة. وعلى يساره وقف نجلاه: علاء وجمال، هما الاخران بملابس السجناء وعلى يسارهم وزير الداخلية المصري حبيب العدلي، رعب كل مواطن ومواطنة مصرية وستة مساعديه. ما الذي مر في تلك اللحظة على عقل الرجل الذي شهد اياما جميلة كقائد سلاح الجو، كقائد حرب تشرين 73 وكنائب الرئيس أنور السادات وكرئيس لجمهورية مصر في ضوء الاهانة التي لا يوجد ما هو أقبح منها؟ وهل سأل نفسه في تلك اللحظات كيف وصل الى هذا الحد؟ هل مرت على عقله أفكار بشأن حساب نفس شخصي ورئاسي، عن سلوكه مع شعبه على مدى ثلاثة عقود تبوأ فيها المنصب الرفيع؟
رغم التخمينات والتقديرات حول الحالة الصحية المتردية إن لم نقل الميؤوس منها للرئيس المخلوع، بدا أنه يقظ تماما، ويتابع بتحفز ما يجري. والدليل: رده القاطع الذي ترافق مع حركة يد تأكيدية معروفة على سؤال رئيس المحكمة أحمد رفعت اذا كان يعترف بالاتهامات المنسوبة له، وعليها أجاب بانه ينكر  كل الاتهامات المنسوبة له. وقد بدا في حينه، حتى ولو للحظة واحدة فقط، بان أمامنا حسني مبارك الرئيس المصري العزيز، إن لم نقل المغرور، لعهوده الرئاسية البهيجة واللامعة.
ولكن جناحي التاريخ حاما فوق قاعة المحكمة في تلك اللحظات. فمن كان يمكنه أن يتوقع مثل هذا الحدث في العالم العربي الذي يقاد فيه رئيس مخلوع الى محاكمة شفافة وعلنية أمام الجميع، باتهامات خطيرة بهذا القدر في اصدار امر فتح النار الحية على المتظاهرين وسرقة الاموال العامة؟ من كان يصدق أنه ستنصب في الميادين الكبرى شاشات ضخمة تسمح لكل من يرغب في مشاهدة مجريات المحكمة؟
مهما يكن قرار المحكمة في محاكمة حسني مبارك، متساهلا ام متشددا، فان مجرد تقديم الرئيس المخلوع الى المحاكمة هو ثورة بحد ذاتها. واذا ما كنا ننشغل بالثورة، فان هذا الانجاز يجب أن نعزوه لشباب ميدان التحرير الذين طالبوا بقوة على مدى "ايام الغضب" باسقاط الرئيس وتقديمه الى المحاكمة على الجرائم التي ارتكبها بحق الشعب المصري. والان ما ان تحقق الهدف فان هؤلاء الشباب الثوريين يبدون في العالم العربي وبالاساس في اسرائيل، كمتعطشين للدماء، كمنتقمين وحشيين وعديمي الرحمة.
منقطعون عن الرأس
أحد الاسباب المركزية لذلك هو صورة الرئيس مبارك كحاكم منفرد رقيق، أحد القلائل في الشرق الاوسط الذي طبق، حتى وإن كان بوتيرة بطيئة للغاية، اصلاحات بروح الليبرالية والتحول الديمقراطي سواء في المجال السياسي (اقامة حركات معارضة مثل "كفاية" و "الغد")، أم في المجال الاقتصادي (سياسة الخصخصة) ام في مجال حقوق الانسان والمواطن (ولا سيما في موضوع حقوق الانسان) أم في المجال الثقافي (الامكانية التي منحت للمنتجين والمخرجين، للكُتّاب والشعراء اصدار انتاجات ثقافية مثل: المسرحيات، الافلام، الادب والشعر، التي وان كانت تنتقد بشكل مباشر النظام ولكن ليس رئيسه).
الصورة آنفة الذكر عززتها ادارة اوباما بنجاح لا بأس به، ووجدت تعبيرها سواء في خطاب القاهرة الشهير (حزيران 2009) حيث ادعى اوباما بان "كل دولة تبث روح الحياة في مبدأ الديمقراطية بطريقتها"، وبذلك صادق على الصيغة الديمقراطية المصرية التي عرضها مبارك على الملأ، أم في اثناء زيارة العائلة الرئاسية (الاب حسني، الام سوزان والابن جمال) في آب 2009 حين سعى الرئيس المصري الى اعتراف أمريكي بجمال كخليفة له.
وقد ناله رغم ان الرئيس الامريكي، مثل كل قادة الادارة الذي التقاهم نجل الرئيس، كانوا على وعي بالمعارضة القاطعة من الشعب المصري، بمعظم جماعاته، لخطوة الرئيس هذه، ومحاولاتهم السياسية احباط المؤامرة. قطيعة الرئيس مبارك عن الشعب المصري وبالاساس عن الجيل الشاب بلغت ذروتها في السنوات الاخيرة من حكمه. فمثلا صادق على رفع أسعار المنتجات الاساسية في نيسان 2007، في ظل تجاهل شبه مطلق للاحتياجات الاكثر أساسية للمواطنين المصريين. وهكذا فقد أبدى الرئيس انغلاقا حسيا لاحتياجات واحباطات الشباب المصري ولا سيما المثقفين، خريجي الجامعات، الذين بقيت سوق العمل المصرية مغلقة في وجههم، وبسبب كونهم عاطلين عن العمل لم يتمكنوا من الزواج وذلك لعدم قدرتهم على دفع المهور العالية التي طالبت عائلات البنات بها، مما ابقاهم عُزابا.
انغلاق القلب هذا وجد تعبيره في مسرحية "سعدون المجنون"، بقلم المسرحي المصري لينين الرملي. في مركز المسرحية تقف شخصية طالب مصري شاب، يوجه اصبع اتهام للنظام: "نحن خريجو جامعات، لا ننجح في ايجاد عمل، ولا شقة فارغة، ولا عروس مرتبة، ولا حزب نتمكن من الانضمام اليه، ولا مباراة كرة قدم جيدة يمكن مشاهدتها. فهم لا يريدون أن نحب ولا أن نشاهد الرقص، ومنعوا احتساء البيرة في النوادي. يريدوننا أن ننتحر أو ان نحمل رشاشا؟ على الاقل فليكونوا انسانيين فيخفضوا لنا أسعار الحشيش".
هذا الميل الانتقادي وجد تعبيره أيضا في السينما المصرية. فمثلا، في الفيلم المصري "فيلم ثقافي" ابطال الفيلم، ثلاثة شبان مصريين، يتوصلون الى الاستنتاج التالي: "المشكلة ليست فينا بل في النظام". بالفعل، رفع اسعار المنتجات الاساس أخرج المارد الاقتصادي – الاجتماعي من القمقم واحتجاجات الشباب التي وقعت في الاحياء الفقيرة من القاهرة وعرفت بـ "احتجاجات الخبز" نظمت في البداية من خلال شبكة الفيس بوك الاجتماعية، والمدونات والرسائل القصيرة، وأجبرت النظام على العودة الى دعم المنتجات الاساس فقط كي ترضي المتظاهرين وتهديء الخواطر. غير أن هذه كانت تهدئة مؤقتة فقط.
من العذاب ينطلقون
على خلفية الازمة الاجتماعية والاقتصادية يمكن أن نشرح أيضا تعاظم حركة الاخوان المسلمين التي هرعت لحل أزمات الشباب المصري المحبط والحلول العملية التي اقترحتها عليهم دفعت الرئيس مبارك الى التضييق على أعمالهم وحبس زعمائهم، ومصادرة مصادر تمويلهم، والاساءة اليهم في وسائل الاعلام المصرية والدولية. اما الحركة من جهتها، فكلما عذبها النظام تكاثرت وانطلقت.
وفضلا عن ذلك، فقد كان يوم الانتخابات هو ايضا احدى ذرى عملية نزع الشرعية عن الساحة السياسية المصرية، في الوقت الذي طمس الرئيس عمليا معظم جماعات المعارضة وكذا احزاب المعارضة الاقدم، لدرجة انه مع صدور نتائج الانتخابات تبين للشعب المصري بان للمصريين برلمانا بلا معارضة. وبدا ان هذه الخطوات على نحو مثير للمفارقة هي جزء لا يتجزأ من ازمة الشرعية التي عانى منها الرئيس مبارك ومن السباق الذي لا يكل ولا يمل الذي خاضه كي يضمن توريث الرئاسة لابنه جمال، رغم المعارضة الجماهيرية الكثيفة لهذه الخطوة.
ولكن كي تنشأ حالة ثورية كما حصل في 25 كانون الثاني 2011، كان ينبغي أن تتوفر عدة شروط: العوامل الاساس الاقتصادية – الاجتماعية الشديدة كان ينبغي أن تتعاظم، الامل في التغيير السياسي في ظل الانتخابات لمجلسي النواب كان ينبغي أن يثور، وسابقة ثورية من خارج مصر كان ينبغي أن تندلع. وبالفعل، عود الثقاب الذي اشعل نار الثورة  وأخرج المارد الثوري من القمقم كان "ثورة الياسمين" في تونس.
من خلال الثورة التونسية أخرج الشباب المصري نفسه من التريث الذي كانوا يعيشونه، وتوصلوا الى الاستنتاج بان هذه هي اللحظة المناسبة، هذه هي نافذة الفرص التاريخية لوضع حد للحكم الفردي ورئيسه. التأكيد الثوري والقاطع لديهم وجد تعبيره ليس فقط في المظاهرات نفسها بل وايضا في الشعارات والهتافات ضد الرئيس مبارك في الميدان، مثل خطاب الشابة التي هتفت: "فليسقط يسقط حسني مبارك، فليسقط يسقط كل المباركين، لا لمبارك الاب والابن، الله، فليأخذك انت وعصبتك بعيدا وكذا جيمي وباقي العصابة... يوم تسقط سيكون عيدنا...".
هذه الهتافات تعبر ليس فقط عن الشجاعة بل وبالاساس عن الكراهية والنفور اللذين شعر بهما الشباب تجاه زعيمهم فيما أنه هو لم يعرف بانه هكذا على الاطلاق. خطاباته في اثناء ايام الثورة هي دليل ملموس على ذلك، واذا كانت النكتة تعكس المزاج فان المصريين درجوا على ان يتحدثوا عن ظهور الله في ذروة لقاء ثلاثي بين الرؤساء اوباما، بوتين ومبارك، حين أمرهم بان يبشروا أممهم بان نهاية العالم ستقع في غضون يومين.
الرئيس اوباما يتوجه الى الامة الامريكية ويبشرها بان لديه بشرى واحدى طيبة واخرى سيئة، الطيبة هي ان الله بالفعل موجود والسيئة هي أن نهاية العالم ستقع في غضون يومين. الرئيس بوتين توجه الى الشعب الروسي وعلى لسانه بشرتان سيئتان: الاولى هي ان الله موجود، والاخرى هي أن نهاية العالم ستقع في غضون 48 ساعة. اما الرئيس مبارك فيتوجه الى الامة المصرية ويبشرها بان لديه بشرتان رائعتان: الاولى هي أنه عاد لتوه من لقاء قمة مع الله والاخرى هي ان الله بشره بانه سيكون رئيس مصر الى أن ينتهي العالم.
لقد أثبتت الثورة أنه لا توجد ديمومة أبدا. أما المحاكمة التظاهرية للرئيس مبارك في نظر الامة المصرية فهي دليل خالد على أن الجميع متساوون امام القانون ولا يوجد من يقف فوقه: الرؤساء وبسطاء الشعب على حد سواء".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نقاط انتقادية.. لنتعلم الدرس
المصدر: "معاريف ـ أبراهام تيروش"
" 1. الهيكل الثاني خرب قبل 1941 سنة بسبب الكراهية العابثة، قال الحكماء، والجميع يعرف القصة عن كمتسا وبار كمتسا. ولكن قلة فقط يعرفون أنه في مسافة التلمودين، البابلي والمقدسي، يطرح حكماؤنا عشرة أسباب اخرى للخراب. بعضهم يعيده الى المخالفات الدينية، معظمهم الى الخلل والتشويه الاجتماعي والاخلاقي. وها هي بعضها: لم يثبت الواحد الاخر، لم يكن لهم احساس بالخجل، كان في عهدهم فساد في القانون، كانوا يحبون المال، كفوا عن ان يكونوا امناء.
ربط كل الاسباب يعرض صورة اجتماعية – أخلاقية غير لطيفة، تنطبق تماما على الوضع الحالي عندنا، الذي أدى الى موجة الاحتجاج الكبرى. فانعدام خجل السلطة، التي تخلق فوارق وتعوض أصحاب المال في ظل قمع الطبقات الوسطى، وخجل مجترفي الرواتب الضخمة غير المنطقية: "يحبون المال" – كما ذكر آنفا. فساد القانون، النظام الجيد والعدالة الاجتماعية؛ و "كفوا عن أن يكونوا امناء"، توجد فقط وعود بلا غطاء.
التاسع من آب هذه السنة، في ظل الاحتجاج الهائل، يجب أن يكون يوم حساب للنفس وطني – اجتماعي حقيقي، أولا من جانب السلطة، لاستخلاص الدروس التي تؤدي الى تغيير واصلاح التشويه. هذه هي في واقع الامر رسالة الحكماء أو ان شئتم التحذير الذي ينشأ عن "منافسة" حكمائنا في ايجاد الاسباب لخراب الهيكل. الجلوس على الارض، الشكوى والبكاء على خراب الهيكلين هو أمر على ما يرام تماما. تعلم الدرس من خرابهما وتطبيقه خشية أن يخرب لا سمح الله البيت الثالث ايضا، مهم بالف ضعف.
2. أساطير الخراب تعرض هي ايضا دروسا ومفاهيم جميلة على الاجيال، في هذه الايام ايضا. احدى اشهرها هي قصة الحاخام يوحنان بن زكاي. الحصار الطويل الذي ضربه الرومان على القدس خلق فقرا وجوعا في المدينة ومشاهد أليمة، فقرر الحاخام يوحنان: "لا مفر من ان أخرج من المدينة". وهو يرقب النهاية المريرة ويسعى الى انقاذ ما يمكن انقاذه واقامة مركز توراتي وروحاني في مكان آخر، وهكذا، يكون ممكنا انقاذ القليل".
فدعا اليه ابن اخته، الذي هو رئيس الزعران العنيفين، مثيري الحرب في القدس، فيطلب مساعدته. وبعد جدال يتفقان على أن يتخفى الحاخام يوحنان في شكل ميت فيخرجه تلاميذه في تابوت الى خارج الاسوار. وعندما تنجح المحاولة يقف أمام القائد الروماني أسفسينوس ويتحبب اليه: "اطلب مني شيئا وأعطيه لك، فطلب الحاخام يوحنان مبنى وحكمة.
فاستجاب له اسفسينوس فأجاب الحاخام يوحنان هناك مركزا توراتيا وروحانيا بديلا عن القدس. والسنهدرين (مجلس الحكماء) هو ايضا عمل هناك بعد الخراب. ولكنه تعرض للانتقاد والشجب من جانب حكماء آخرين. فبرأيهم بدلا من هذا كان ينبغي أن يكون الطلب هو أن يترك الرومانيون القدس على الاطلاق. ولكن التلمود يدافع عنه ويشرح بانه فكر بانه لا أمل في أن يلبي الرومانيون مثل هذا الطلب وبالتالي فانه لن يكون حتى انقاذ للقليل، وفضل أن يطلب شيئا بتقديره كان يمكن أن يحصل عليه.
التلمود يضع هنا مفهومان في صدام: المفهوم المتزمت الذي يعتقد بكل شيء او لا شيء، مقابل المفهوم الواقعي والمتزن للحاخام يوحنان، الذي يسعى الى تحقيق ما بتقديره يمكن أن يحققه ولجعله اساسا لانبعاث متجدد. والتاريخ يثبت من كان محقا في تلك الحالة، مثلما ايضا في حالة بن غوريون، الذي وافق في 1947 على تقسيم بلاد اسرائيل، خلافا لاولئك الذين طالبوا بكل شيء. ومع كل الفارق الذي في الوضعيتين، فان المكافحين اليوم من أجل العدالة الاجتماعية يجدر بهم أن يتبنوا مفهوم هذين الزعيمين.
3. وبالمقابل – درس للحكومة: يقول الحكماء انه "من يوم خراب الهيكل قيض لنا أن نفرض على أنفسنا ألا نأكل اللحم وألا نشرب الخمر. غير أنه لا يفرض قضاء على الجمهور إلا اذا كان بوسع معظم الجمهور أن يحتملوه". عدم قدرة معظم الجمهور على احتمال القضاء المتراكم الذي حل عليه هي الاساس لكل ما يجري الان في ساحاتنا. على الحكومة أن تستوعب حكمة الحكماء".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نهاية موسم الحسان
المصدر: "هآرتس – اسحق ليئور"
" من شاهد التلفاز زمن المظاهرة الكبيرة مع خروج السبت، استطاع ان يعتقد ان التلفاز امتلأ بحمقى مفرطي الحماقة. لم تكن تلك حماقة بل استعمال لغة غريبة وقديمة، لغة السياسة الهازئة لخبراء "يجب على المحتجين الان ان يفعلوا كذا". لندع تشبيه الكليشيه عن "الثورة الفرنسية باعتبارها ثورة برجوازية" (مع افتراض ان المحلل السياسي عرف "من أخذ ماذا ممن" في تلك الثورة). ولندع ايضا النصيحة المتعالية لمحلل سياسي آخر بث "من الميدان حقا"، واكثر من النصائح وكأنه تحدث مع مكتب دفني ليف. ان الشيء البارز الآن في الخطاب الاعلامي هو انه لا يمكن الانتقال من ثقافة التوجيهات بالهواتف المحمولة – لساسة يعدون بكشوف صحفية – من قبل "جهة رفيعة المستوى" وبعد ذلك بواسطة ذلك التدقيق التبسيطي من اجل تفسير نضال قوي على الهيمنة كهذا الذي يحدث امام اعيننا.
نواجه نضالا عن دولة الرفاه، سيفشل اذا لم يغير مفاهيم الاسرائيليين عن قدرتهم على المعارضة. يوجد في السلطة مقاولون لنقض دولة الرفاه. فالمعارضة، أي كديما، هي حزب برجوازي لهذا فان هذا النضال ليس نضالا لان النضال لا ينحصر في رقابة أقوى ولا في تخفيفات عن الطلبة الجامعيين ولا في نضال مضاد للحريديين كما اشتاق محللون في التلفاز الى تصنيفه باسم اللغة القديمة.
والى ذلك، وبرغم جهود صحفيين كثيرين في عنونة الاحتجاج بأنه "احتجاج الطبقة الوسطى" (وهو تعبير يحذره قادة الاحتجاج لان قصده الى "احتجاج اشكنازي")، فانه يحدث هنا شيء مختلف تماما: يوجد خطاب ديمقراطي جديد في جوهر التمثيل الذي لا يفهمه حسان النفوس في الاستوديوهات ألبتة، ولم يكن عندهم وقت لتعلمه. ان الجميع بالطبع يؤيدون الاحتجاج ويربتون على كتفه كطفل بعد تناول الطعام يقال له ادخل الحمام واذهب الى النوم. أو باختصار: كن محددا.
هناك مثل جيد هو كيف اضطر قادة الاحتجاج الى "الاعتذار" عن طلبهم علنية التفاوض. من الذين اضطروهم؟ المحللون. من اولئك الذين لم يسمعوا بالتفاوض مع العمال الاجتماعيين الذي انتهى الى بيع الصغار؛ ولم يسمعوا بالتفاوض مع الهستدروت الطبية الذي انتهى الى بيع من هم في طور التخصص، وممن لم يسمعوا بالحلقة العليا في الجامعات التي باعت (دائما) الحلقة الصغيرة. وباختصار يشمل النضال الديمقراطي الان عدم ثقة بالمؤسسات التي كانت تجري التمثيل في سياستنا، وتلقت جوابا تربويا من قادة الاحتجاج (الذين تراجعوا كما قلنا آنفا).
لنفترض ان شروط التفاوض العلني رفعت مثل علم مدة شهر أو حتى شهرين، ولنفترض ان ناسا أكثر تعلموا، بواسطة الجدل في شؤون المطلب، ان ينظروا بارتياب الى النخب التي تصرف حياتهم، والتي تشمل الكيان المجهول "موظفي المالية" و"الخبراء"، ممن لا يعلم أحد كيف يديرون على اصبع من يأتون لمباحثتهم. أي سوء كان سينشأ من هذا الطلب المتواصل؟ أعدد أقل من المتظاهرين؟ أحماسة أقل؟ أوحدة أقل؟ العكس: فكلما زاد عدم الثقة بالنخب اتسع الوعي الديمقراطي الجديد.
النضال في بدايته فقط. وهو يراكم القوة ويجمع الناس من البلاد كلها. وهو نضال ناس تبينت لهم الحياة في العمل مقابل أجر زهيد، من غير تقاعد ومن غير شقة ومن غير ثبات، ومن غير علاج طبي متساو ومن غير تربية متساوية. وهم ليسوا "الطبقات الوسطى". وهم ببساطة لا يسكنون التلفاز. لقد انتهى ذلك الفصل الذي عمره عشرون سنة. يستطيع مستنسخوا النظام ان يتسلوا في الاستوديو، اما الديمقراطية فهي الآن في الشوارع".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لو كنا السويد
المصدر: "هآرتس – نحاميا شترسلر"
" زرت السويد قبل بضع سنين. وفي ذات مساء دُعيت الى بيت السفير الاسرائيلي وفي خلال الحديث حدثني السفير بأنه يخرج من الغد في عطلة مدتها اسبوعان، سيجرى خلالها ترميم شامل في بيته. قال، في الغد في الثامنة صباحا سيحضر هنا فريق عمال وسأعطيهم المفاتيح وأخرج في عطلة. وسيعملون طوال النهار من الثامنة حتى الخامسة وأنا أعلم بيقين أنني حينما أعود الى البيت سيكون الترميم منتهيا بحسب الخطة بالضبط. وسيكون البيت نظيفا ومرتبا واستطيع الاستمرار في عملي وكأنه لم يحدث أي ترميم.
سألته: "لحظة، كيف تعلم انهم سيأتون أصلا؟ ربما يجري تعويق وربما حصلوا في اثناء ذلك على عمل افضل فأجلوا الامر اسبوعا؟" فنظر إلي مبتسما وأجاب: "هذه السويد هنا وليست اسرائيل".
لهذا فان كل من يحلمون بالنموذج السويدي يجب عليهم قبل كل شيء ان يعملوا كما في السويد؛ في جد ونجوع مع الحفاظ على مستوى خصب عال، وأن يعالجوا بعد ذلك سائر الفروق بيننا وبينهم.
في السويد يخرج 75 في المائة من القوة العاملة كل صباح الى عملهم اليومي. أما عندنا فـ 57 في المائة فقط، وهذا الفرق الكبير جدا يفسر جزءا كبيرا من الفرق في مستوى العيش. فلو أننا تمنينا المعيار السويدي لاصبح عندنا 3.9 مليون عامل بدل 3 ملايين، وبدل ان يكون الانتاج للفرد 30 ألف دولار يرتفع الى 35 ألف دولار للفرد، وهذا فرق عظيم.
لا يوجد في السويد مجموعات لا تشارك في الجهد الاقتصادي. ولا توجد طائفة حريديين لا يعمل اكثرها، ولا توجد احزاب حريدية تهتم طوال الوقت بزيادة الاحسانات والدعوم التي تحولها الدولة الى الحريديين. وهكذا تدفع المالية كل سنة مليار شاقل الى من لا يعملون، لكنها تجبي من الطلبة الجامعيين رسوما دراسية. أي ان تعلم "الجمرة" أهم من دراسة الهندسة والطب والاقتصاد والادب.
ومن مزيد المفارقة ان هذا الدفع اكبر من أجرة جندي في الخدمة الالزامية. فهم يحصلون بهذه الدفعة على نحو من 900 شاقل كل شهر ويحصل الجندي على 350 – 700 شاقل. وهذا يثير الغضب حقا فأنت تخدم في الجيش وتعرض حياتك للخطر وتحصل على أقل مما يحصل عليه المتهرب من الخدمة العسكرية.
في الآونة الاخيرة فقط نجح نائب وزير الصحة، يعقوب لتسمان، في ان يدخل علاج الاسنان للاولاد في سلة الصحة، وتعلمون من يوجد لديهم اولاد اكثر ودخل أقل. ويطلب لتسمان الان ان تكون عناية المساعدة على حساب الدولة. ويبدو هذا حسنا لكن معناه رفع آخر للضرائب على الطبقة الوسطى التي ستستمر في الانفاق على اولئك الذين لا يعملون ولا يدفعون ضريبة صحية لكنهم يحظون بكامل الاحسانات.
ان المشاركة في سوق العمل منخفضة جدا ايضا في الوسطين البدوي والعربي. فاكثر النساء هناك لا يخرجن للعمل، ونسبة اخفاء الضريبة عالية. لهذا تنحني الطبقة الوسطى تحت العبء. ويجب عليها ان تدفع ضريبة اكثر لتثبت فوق ظهرها هذين الوسطين اللذين معدل الزيادة فيهما مرتفع.
توجد زاوية اخرى للاختلاف بين السويد واسرائيل وهي النفقات الامنية. فقد التزمت السويد في القرن الماضي "سياسة حياد" ونجحت بذلك في ان تتخطى الحربين العالميتين من غير ان تتحمل عبئا ومن غير ان تعاني دمارا. وميزانيتها الامنية صغيرة في حين ان الميزانية الامنية عندنا هي العليا في العالم (بالنسبة للانتاج العام)، ونسبتها 25 في المائة من ميزانية الدولة.
ولا توزع السويد في كل سنة ايضا مليارات كثيرة على المستوطنات – على النفقة الامنية، ودعم السكن والبنى التحتية الباهظة الكلفة والشوارع الواسعة والمنازل الرخيصة للاولاد وميزانيات كبيرة للمجالس المحلية. وفي المقابل تملك موارد طبيعية مهمة من الاخشاب ومناجم الحديد والطاقة المائية الكهربائية.
والى كل ذلك تدير السويد اقتصاد سوق حرة مع تنافسية عالية ومن غير موانع في وجه الاستيراد. وعندنا في المقابل احتكارات وضرائب جمركية عالية على الاغذية، تمنع التنافس وتفضي الى اسعار مرتفعة تثقل على الطبقة الوسطى.
لهذا لن نكون السويد أبدا أو على كل حال لن نكون كذلك قبل أن يفي عمال الترميم بالمواعيد ولا يكون الائتلاف من الحريديين والمستوطنين. ويمكن حتى ذلك الحين الاستمرار في الحلم".

09-آب-2011

تعليقات الزوار

استبيان