المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


أخبار العدو

المقتطف العبري ليوم الأربعاء: مؤتمر أمني خاص يناقش حماية منشأت الغاز البحرية بعد تهديدات السيد نصر الله


عناوين الصحف ونشرات الاخبار وأخبار وتقارير ومقالات مترجمة من صحافة العدو
صحيفة "يديعوت احرونوت":
ـ مدينة في خوف.
ـ "نحن خائفون": وزارة الخارجية لا تنشر حاليا تحذير سفر الى لندن.
ـ  الخطة: المظاهرات عابرة لاسرائيل.
ـ "لجنة روتشيلد" تنطلق على الدرب.
ـ ضوء اخضر – ميل ايجابي في البورصة الامريكية.
ـ طفلة ابنة خمسة فقط، في مخيم لاجئين معادٍ.
ـ زمن العمل: الانتخابات المبكرة لقيادة حزب العمل قد تؤجل.

صحيفة "معاريف":
ـ فوضى في المملكة.
ـ مملكة الرعب.
ـ شارة الثمن البريطانية.
ـ اجازة في قلب الاضطرابات.
ـ الاحتجاج يتنقل.
ـ سرقوا سيارة، أعادوا طفلة.
ـ بشار يصفي الحساب.
ـ منذ بداية الاحتجاج: مقتل 2000 سوري في الاضطرابات.

صحيفة "هآرتس":
ـ اعمال العنف تنتشر في أرجاء بريطانيا.
ـ الوزير أردان، عضو فريق التغيير الاقتصادي – الاجتماعي يبني فيلا في سفيون.
ـ بعد يوم من الاهتزازات، ارتفاعات حادة في وول ستريت.
ـ قادة الاحتجاج يبلورون فريقا بديلا من الخبراء.
ـ تركيا تشق الطريق لرد عسكري دولي ضد نظام الاسد.

صحيفة "اسرائيل اليوم":
ـ 16 ألف شرطي في شوارع لندن.
ـ مليونير يساري: "أنا تبرعت بالمال لتمويل مظاهرة الاحتجاج".
ـ اعادة احتلال لندن.
ـ كل طرف وفريقه.
ـ بدأت بانخفاضات وانتهت بارتفاعات.
ـ الولايات المتحدة: البناء في هار حوما سيمس باستئناف المحادثات.
عناوين النشرات المسائية الرئيسية
"القناة الأولى"
ـ إنكلترا مشتعلة: قتيل في المظاهرات, وموجة العنف تتوسع
ـ البورصات العالمية :هبوط في الشرق, وإرتفاع في الغرب
ـ مصنع " ثمار الجليل"يصرف عشرات العمال بالرغم من كل وعود الدولة بمساعدتهم
ـ حديث متوتر بين تركيا وسوريا, أوغلو نقل رسالة تهديد من أردوغان
"القناة الثانية"
ـ خشية من فقدان السيطرة على التظاهرات في لندن وتوقع تدخل الجيش
ـ بورصة وول ستريت تتقلب: بالأمس هبوط واليوم إرتفاع
ـ بعد شهر من بداية المظاهرات, هكذا أيّد باراك المتظاهرين : يجب إعطائهم أموالا ولكن ليس على حساب وزارة الدفاع
ـ النهاية الحزينة لقضية مصنع" ثمار الجليل" طرد 58 عاملا
ـ جدال حاد في القيادة السورية: ماذا حصل بالفعل لوزير الدفاع في الحكومة السورية
ـ كيف ينظر الجيل الصغير إلى التحركات الإحتجاجية؟
"القناة العاشرة"
ـ وول ستريت تنتعش, المستثمرين حول أنحاء العالم يتنفسون الصعداء
ـ المظاهرات تتوسع في لندن.. قتيل أول وأعمال عنف في الشوارع
ـ المليونير الأميركي دانيال أبراهام, يموّل التحركات الإحتجاجية التي تجري في إسرائيل
ـ رئيس كتلة الديمقراطيين في الكونغرس الأميركي يتطرق إلى الأزمة الإقتصادية في مقابلة خاصة بأخبار العاشرة
أخبار وتقارير ومقالات
مؤتمر خاص يناقش كيفية حماية منشأت الغاز البحرية الاسرائيلية بعد تهديدات السيد نصر الله
المصدر: "موقع اسرائيل ديفينس ـ آريا أغوزي"

" يرفع القراصنة في البحر الأحمر من مستوى خطر "قنبلة قذرة". كيف يرتبط ذلك بإسرائيل؟ وكيف تعمل إسرائيل ضد هذا التهديد؟، وما هي القنبلة القذرة بصفة عامة؟، آرييه إيجوزي لديه الجواب.
تزايدت المخاوف مؤخرا من إحتمال التعرض لإعتداء بإستخدام "قنبلة نووية قذرة" في إسرائيل أيضا، بسبب الأنشطة المتزايدة لقراصنة البحر، خاصة في المحيط الهندي. فهؤلاء يسيطرون على سفن ومعدات يمكنها أن تشكل قاعدة لإعتداءات من هذا النوع.
الدفاع عن الحدود البحرية الإسرائيلية أمام التهديدات المختلفة سيكون أحد الموضوعات المركزية في مؤتمر خاص حول الدفاع عن الوطن، والذي ستنظمه (مجموعة تكنولوجيات) في يوم الحادي عشر من سبتمبر. وفي هذا المؤتمر سوف يطرح للمرة الأولى وبشكل علني موضوع الدفاع عن منشآت الغاز الإسرائيلية في البحر المتوسط، على خلفية تهديدات زعيم حزب الله (السيد) حسن نصر الله، والذي هدد بالإعتداء عليها بزعم تابعية بعضها للبنان.
خبراء في الأمان البحري وفي مجال التكنولوجيا الدفاعية، سيناقشون الملف مع التأكيد على المساهمات الإسرائيلية في معالجة التهديدات البحرية الأخرى. ويقول خبراء في هذا الملف أن إسرائيل زادت من إستخدام الوسائل التكنولوجية والإستخباراتية المخصصة لكشف محاولات تهريب مواد لتركيب "قنبلة نووية قذرة" وإدخالها إلى حدود الدولة. حيث يتم إستخدام وسائل خاصة في الموانئ البحرية وكذلك لدى مصادر أخرى. وتتركز المخاوف على محاولة منظمات إرهابية مثل تنظيم القاعدة إدخال هذه المواد إلى إسرائيل.
وفي المقابل، تم إتباع وسائل خاصة لمنع إنتقال المواد المخصصة للدفن في الموقع المركزي للنفايات المشعة قرب مفاعل ديمونا لعناصر معادية. ويشار إلى أنه يتم نقل النفايات المشعة من المستشفيات ومؤسسات البحث والتعليم العالي والمعاهد الخاصة والمصانع إلى هذا الموقع. وفي مقابل الحصول على معلومات حول خط سير المواد المشكوك فيها والتي يمكن إستخدامها في تركيب قنبلة نووية قذرة، تُبذل جهود لتحديد مثل هذه المواد وهي بداخل الحاويات البحرية، أو في شحنات جوية وشحنات تنقل إلى داخل حدود إسرائيل من الأراضي المحتلة.
جميع المنظمات الإرهابية الرئيسية في العالم تبذل جهودا لتركيب وإستخدام قنبلة نووية قذرة. وتقول مصادر إستخباراتية أن تنظيم القاعدة يقود هذه الجهود. ويشار إلى أن وزارة الأمن الداخلي في الولايات المتحدة الأمريكية قررت في العام الماضي تركيب معدات لإكتشاف هذا النوع من القنابل في نقاط تقارب رئيسية عند نيويورك. وهو المشروع الذي خصصت له حتى الآن قرابة 100 مليون دولار، وسوف يُستخدم لإختبار مدى فاعلية تركيب معدات كشف من هذا النوع في مدن أخرى أيضا في الولايات المتحدة الأمريكية. كما سيتم تركيب هذه الأجهزة على الجسور التي تقود إلى منهاتن، في نقاط يتم تفتيش الشاحنات التي تدخل إلى المدينة عندها، وكذلك في محطات الوقود، ولن يتم نشر المكان الدقيق لهذه الأجهزة.
"الولايات المتحدة  عُرضة لهجمات بالقنابل النووية القذرة" – هذا ما يحدده تقرير مجلس الشيوخ الأمريكي الذي تأسس على عمل طاقمي تحقيق. وأضاف التقرير: "هؤلاء إشتروا مواد من الممكن إستخدامها لصنع هذا النوع من القنابل، وقاموا بتهريبها إلى الولايات المتحدة الأمريكية بدون أي صعوبة، حيث اعتمدوا على وثائق مزورة. مصادر إستخباراتية لاحظت في السنوات الأخيرة محاولات تتم بشكل ثابت لمنظمات إرهابية لتنفيذ إعتداء ضخم بإستخدام قنابل قذرة".
القنبلة القذرة تُسمى في الكثير من الدوائر (قنبلة الفقراء النووية) وهذا الإسم لا يعكس مستوى الضرر الذي يمكن لهذه القنبلة أن تحدثه. ويقول الخبراء أن إنفجار قنبلة كهذه يمكنه أن يؤدي إلى خسائر مباشرة بالآلاف، وخسائر غير مباشرة نتيجة للتعرض للإشعاع. والقنبلة القذرة هي قنبلة عادية مكونة من كميات من المواد الناسفة المعتادة، ولكن يتم إضافة كمية من المواد المشعة. ويؤدي إنفجار القنبلة العادية إلى نثر المواد المشعة في دائرة كبيرة القُطر. وتحدث الخسائر طبقا للخبراء نتيجة المواد المشعة ونتيجة حالة الهلع التي تسود المكان".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قبيل أيلول: الولايات المتحدة تستنكر قرار المصادقة على البناء في شرقي القدس
المصدر: "هآرتس ـ باراك ربيد"

" أرسلت الإدارة الأميركية، في الأيام الماضية، إلى مكتب رئيس الحكومة في القدس رسالة عدم رضا وقلق حيال قرار وزير الداخلية إلي يشاي، الأسبوع الماضي، بالموافقة على بناء 900 وحدة سكنية جديدة في حي هار حوما شرقي القدس. الاستنكار الأميركي ينضم إلى بيانات استنكار أعلنها كل من الاتحاد الأوروبي، الأمم المتحدة، روسيا وتركيا في الموضوع خلال الأيام الماضية.
هذا وقال مصدر في وزارة الخارجية بالقدس إن سفارة الولايات المتحدة في إسرائيل توجّهت إلى مكتب رئيس الحكومة والى وزارة الخارجية وأكّدت أن الإدارة قلقة بصورة بالغة من عمليات المصادقة على البناء الجديدة ومن الانعكاسات السلبية التي قد تحصل على جهود إيقاف الإجراء الفلسطيني أحادي الجانب في الأمم المتحدة بشهر أيلول واستئناف المفاوضات بين الطرفين.  
هذا وتأتي الرسالة السلبية الأميركية في موضوع البناء بشرقي القدس بعد عدة أشهر كان يبدو فيها أن المسألة تحوّلت إلى أكثر من هامشية بنظر الولايات المتحدة بالإضافة إلى عمليات شجب ضعيفة جدا، وبصعوبة جرت محادثات في الموضوع بين جهات أميركية ومكتب رئيس الحكومة.  
وفي السياق نفسه أعطى الوزير يشاي ضوءا أخضرا لبناء وحدات سكنية يوم الخميس الماضي. سيعطي القرار شرعية للخطة التي صودق عليها قبل سنتين في اللجنة الإقليمية للتخطيط والبناء وفقط حالياً انهوا كل إجراءات المصادقة. سيسمح قرار يشاي لوزارة الإسكان ببيع الأرض إلى متعهدين ومقاولين قبل بداية البناء.
في غضون ذلك، سينعقد غداً منتدى وزراء الثمانية لمناقشة استعداد سياسي للتصويت في الأمم المتحدة حول الاعتراف بالدولة الفلسطينية بحدود 1967 بشهر أيلول. وقد زاد رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو من وتيرة جلسات النقاش بالموضوع وهم يتوقعون أن تنعقد على الأقل جلسة في الأسبوع حتى شهر أيلول. كذلك سيثار في جلسات النقاش خطوات الرد الإسرائيلية على الإجراء الفلسطيني وكذلك إمكانية اندلاع عنف في الضفة الغربية في اليوم التالي.  
كما أعلن وزير الخارجية افيغدور ليبرمان يوم الأحد أن السلطة الفلسطينية تنوي في أيلول إراقة دماء لم نشهد مثلها. وقال انه سيطلب من رئيس الحكومة ووزراء الثمانية قطع كل العلاقات مع الفلسطينيين من بينها التنسيق الأمني. من جهة ثانية، يعتقد وزراء آخرين في الثمانية وعلى رأسهم نائب رئيس الحكومة موشيه يعالون انه لا يوجد نية لدى الفلسطينيين بفتح صراع عنيف بعد التصويت في الأمم المتحدة".    
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
دولة في ظل احتجاج
المصدر: "موقع NFC الاخباري ـ المحامي أمير مسارفيه"

الشعب عاد إلى الحياة – فهذا ليس مجرد نوم في خيمة في ليل دامس, وليس مجرد ثورة هادئة وليس تجربة مدنية – ثورية, إنه سخط صادق حقيقي ومناسب, الحكومة هي من تسببت به وآلت إليه – وليس للمتذمر إلا أن يشتكي على نفسه.
من كريات شمونه وحتى إيلات تنتشر الخيم في الدولة, احتجاجا على إدارة الدولة ومعاملتها لنوابها من الناحية الاقتصادية, الموارد والموازنات. احتجاج محق يطمح إلى عدالة اجتماعية واسعة تؤمن الحاجات الضرورية للمواطنين – الطلاب, العمّال, الموظفين, أصحاب المهن والمسنين الذين بدأو يشككون إن كانت الحكومة قد وضعت نصب عينيها، أثناء عملية اتخاذ قراراتها المصلحة العامة, وبالطبع, المصلحة القطاعية.
الخيم في ازدياد, وتعيين خبراء مهنيين لدراسة حلول اقتصادية عملية لأزمتي الشعب الناخب والخيم, لا يشكّل حلاً لهذه الفترة وبالتأكيد ليس المستقبل القريب. لنكف عن كوننا ساذجين, الحكومة الحالية تتعامل مع مواطنيها المقيمين في الخيم ومع هؤلاء الذين في طريقهم إليها, كوالد يعامل ولده الذي يبكي ويذرف الدموع لحرمانه شيء ما, وبحبة حلوى واحدة يعيد له الابتسامة – الحلوى لا تنقص الشعب, والشعب يريد التغيير.
في بداية الأزمة لم نسمع بأي تعليق من ناحية الحكومة, باستثناء التطرق  التهكمي للنواب الذين يختارون طعام السوشي والموشي, وبعد السبت "الكبير" عادت من جديد فكرة تعيين الوزراء. يا إلهي – لو أن المتظاهرين ربع المليون كانوا مئة ألف فقط, لبقيت الحكومة مكتوفة الأيدي!. على رئيس الحكومة أن يدرك أن النظام الرأسمالي ليس ملك اقتصاد هذه الدولة, كل من درس في الولايات المتحدة, هو تابع لها. لو أن الخطة السياسية هي أن تبقى الحكومة كمراقب خارجي من دون تدخل في شؤون مواطنيها, عندئذ ينتج عن ذلك, أن الحق الكامل للمواطنين عدم "منح" أنفسهم للدولة والتضحية بشبابهم. وهذا أيضا من أساليب التغيير.
الشعب يعاني – نقطة انتهى. الخيام هي فقط بداية طريق الغضب المتراكم, الذي لا زال مكبوتا حتى الآن. أطباء ذات عمل مقدس يعانون من راتب منخفض لا يعادل حتى كتابة وصفة طبية؛ أزواج شباب يعانون من عدم توفر سكن بأسعار         " معقولة " ما يبرّر الإنفصال؛ عمّال عاديون يعانون من غلاء المعيشة دون مبرر, سائقو سيارات أجرة يعانون من ارتفاع سعر الوقود, شباب يعانون من عدم الثقة في المستقبل – أليس في ذلك أي مبرر لاحتجاج يسعى إلى التغيير!!
شعور "يضحكون على ذقننا" أُفصح عنه علنا, وهذا ليس شعور فقط, بل يتعلق الأمر بحقيقة لا تقبل الشك، الشعب تمت خيانته من قبل نوابه، الخيانة تجاوزت الحدود وأخلت الجيوب، وذلك الطبيب الذي لا ينجح بإنهاء الشهر لن يمد يده إلى الحكومة لإنهاء أي شهر على حسابه ـ هذا أيضا تغييـر.  
النقطة الأساس، هي أن الاحتجاج الصادق من المتوقع أن يضيء شعلة حمراء، في قلب غرف الحكومة، هكذا أضيئت الشعلة في مصر وكذلك في ليبيا، والحكمة هي إطفاؤها قبل أن تنطفئ ـ لوحدها، وعندها يصبح التغيير لا رجوع فيه".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مختصون لروؤساء الصراع: نتنياهو يحاول كسب الوقت
المصدر: "يديعوت أحرونوت ـ يوآف ملكا ويوآف زيتون"

أفادت يديعوت أحرونوت  للمرة الأولى  أن  قادة الاحتجاج –ومن  بينهم دفني ليف وسيف  شابير- اجتمعا  مع بروفسورات رفيعي المستوى من مجالات الاقتصاد، التعليم والإدارة. في بداية المناقشة حذر البروفيسور يوسي زعيرا: " علينا أن نقول لطاقم الخبراء معكم نحن لا نتحدث.  التغيير المطلوب هو تغيير  سياسي عميق".
زعماء الاحتجاج يبحثون عن  نصيحة  وسط  برفسورات كبار: التقى قادة الاحتجاج الاجتماعي هذا المساء (يوم الثلاثاء) في تل أبيب مع مجموعة مختصين في مجالات الاجتماع، الاقتصاد والسكن، وبحثوا معهم مواضيع حول مخيَّم روتشيلد بشأن إدارة محادثاتٍ مع الطاقم الذي عيّنه رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو. هذا ما أفيدت به  ynet . البروفيسور يوسي زعيرا من فرع الاقتصاد في الجامعة العبرية قال في بداية المناقشة إنه يجب رفض التحدّث مع طاقم رئيس الحكومة: "علينا أن نقول لطاقم المختصين: معكم نحن  لا نتحدث. التغيير المطلوب  هو تغيير سياسات عميق".
كما أنّ المحامي(ة) تاليا ساسون، المسؤولة السابقة في النيابة العامة تعتقد أن نتنياهو فقط  يحاول كسب الوقت: "أنتم من تطلبون تغييراً في جدول الأولويات القومي، إن كنتم تعتقدون  أن رئيس الحكومة  قادرُ على إعطائكم هذا، أنا أعتقد أنكم مخطئون لأنه عندما  سيعطي هذا لن يكون لديه ائتلاف. طاقم المختصين الذي شكّله هو ليس للتفكير أو لتقديم شيء وإنما بحثاً عن طريقة لكسب الوقت".  
من بين المشاركين في اللقاء: البروفيسور آبيا سفيبك، البروفيسور يوسي يونه، البروفيسور  لئا أحدوت، الدكتور يوسي كورزيم كوروشي والدكتور يوسي دهان. كذلك حضر يوآف كرايم ناشط اجتماعي  بارز باسم  حقوق المعوقين.
وفي بداية المناقشة شكك قسمُ من المختصين بنجاعة المحادثات مع اللجنة التي شكّلها رئيس الحكومة. البروفيسور زعيرا قال إنه "خلال سنواتٍ طويلة تغطّت الحكومة بثوبٍ وُصف بأنّه ضرورة للواقع في الوقت الذي حصل فيه عمل مخادع. وهم يقومون بنفس المناورة اليوم. من خلال تشكيل طاقم مختصين. هم في الواقع  يأتون ويقولون "هذا ليس شأناً عاماً". لذلك نحن  علينا الحذر في داخلنا. أنتم  تسمعون ماذا يريد الشعب هنا".
البروفيسور يوسي يونا قال إنه" يجب أن يخدم الاقتصاد المجتمع وليس أن يخدم المجتمع الاقتصاد. يجب أن تتمّ بلورة هذه المسألة. ما هو المفهوم القيمي لما نريد. هذه  فرصة  وإن ضيِّعت، سنسقط في الهاوية".
"لترسيم خطوطٍ واضحة"
يوآف كرايم قال: "يجب عليكم السعي نحو نتائج نعرف أنّها جزئية فقط. يجب أن تكون  هناك خطوط واضحة. يجب التفكير بعدد النقاط الأهداف التي يريد أن يصل إليها هذا الصراع. كنت أتوقع نشر هذه اللائحة وسط الجمهور، المنظمات الاجتماعية، الحصول على الردود والعمل معهم. أنا أخاف أنه عندما تنتهي المفاوضات دون شيء ملموس فإن الجمهور  الإسرائيلي سيعود إلى مبالاته.
وقد حضر اللقاء دفني ليف, ستيف شفير وباراك سيغل. روؤساء الصراع يطلبون توجيهاً واستشارة قبيل بداية المحادثات مع ممثلي رئيس الحكومة. كما حضر اللقاء أيضاً أساتذة كبار من جامعتي تل أبيب وبن غوريون. أبيا سفيبك هو بروفيسور في الاقتصاد، يوسي يونا هو بروفيسور في فلسفة التثقيف، البروفيسور لئا أحدوت هي محاضِرَة رفيعة في فرع الاقتصاد  والإدارة في المركز الأكاديمي روفين وعضو في طاقم التخطيط للاقتصاد والاجتماع في معهد  "فن لير" في القدس.
الدكتور يوسي كورزيم كوروشي هو محاضر رفيع  في البرنامج المتعلق بالدراسات العائلية  في كلية الإدارة، يعطي دورات في السياسات الاجتماعية، التطوير الاجتماعي. وفي الماضي، كان عضواً في إدارة رابطة العمال الاجتماعيين كرئيس للجنة السياسات  الاجتماعية من مؤسسي الصندوق الجديد لإسرائيل. الدكتور يوسي دهان هو محاضِرُ في القانون  والفلسفة. هو يعتبر من مؤسسي "مركز أدفا للبحث الاجتماعي في إسرائيل" وكان عضواً في حركة "الدائرة الديمقراطية الشرقية".
عند الظهيرة اجتمع 22 عضواً من "طاقم روتشيلد" الذي يفترض أن يغير جدول الأولويات، في أولى جلساتهم. في بداية الجلسة قال البروفيسور مانوئيل تركتنبرغ، رئيس طاقم التغيير  الاجتماعي –الاقتصادي، إنّه "تأثّر من الفرصة النادرة لإحداث تغيير للأفضل في دولتنا العزيزة.  ليس لدينا خيار سوى النجاح في المهمة".
 وأشار تركتنبرغ إلى الفرق ما بين الطاقم الذي يترأسه وبين لجانٍ سابقة: " هذه اللجنة  مغايرة عن غيرها بوجود الحاجة لحساسية اجتماعية. ذكر التاسع من آب وقال: "أنتم، أعضاء الطاقم، قد أنعم عليكم بالدمج بين المهن والحساسية الاجتماعية. هذه حادثة مؤثرة، هذا أيضاً أحد الأيام الأصعب في التقويم العبري. لكن إضافة إلى الدمار هو يشير أيضاً إلى بداية جديدة للشعب اليهودي.
أنا آمل أن تشير بداية عمل الطاقم في هذا اليوم إلى بدايةٍ جديدةٍ لمستقبلٍ أفضل".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وجه الاحتجاج: بشرى مؤثرة على كل حال
المصدر: "اسرائيل اليوم ـ عوزي برعام"

قبل سنين نشب صراع دولي على محاولة الربط بين الصهيونية والعنصرية. وأقيم من اجل ذلك مقر عمل أعلى وكنت معدودا في اعضائه. كنت آنذاك رئيس لجنة الهجرة والاستيعاب التابعة للكنيست وشاركت في الجهد الذي أثمر ثمرات. أتذكر لقائي في السفارة الاسرائيلية في البرازيل مع مجموعة مختارة من النواب البرلمانيين من أكثر الاحزاب هناك. وقد تحدثت بحماسة عن "الربط الآثم" هذا، اقتنع كثيرون بالتخلي عن طريقهم. وفي الحقيقة اتخذ البرلمان في البرازيل قرارا يندد بالربط بين الصهيونية والعنصرية.
اسأل نفسي هل كنت أتصرف اليوم ايضا كما تصرفت. لست متأكدا. اذا انتصرت الصهيونية  – ومعها التوكيدات اليهودية لألكين وروتم – فستكون اسرائيل دولة الشعب اليهودي لا دولة يهودية ديمقراطية كما اتفقنا آنذاك. واذا لم تكن اللغة العربية لغة رسمية كما كانت منذ نشوء الدولة، فسننضم على علم الى جميع اولئك الذين يريدون أن يصوروا اسرائيل بألوان سلبية. ما الصلة بين هذا وبين الاحتجاج الاجتماعي الذي يجري أمام اعيننا؟ انه يدور على الطموح الى محاصرة الاستقطاب الاجتماعي – الاقتصادي وعلى وضع الطبقة الوسطى التي تبنى على ظهرها دولة كاملة.
أنا أتفهم قادة الاحتجاج. فهم من اجل احراز قاسم مشترك واسع قدر الامكان يريدون تخبئة الاختلافات في الرأي، ولا سيما في المجال السياسي. وأرى أن لكل معسكر اسبابا مختلفة في رأيه لتدهور وضع الطبقة الوسطى في اسرائيل، ولهذا عبر الخطباء في المؤتمر الضخم عن أجزاء مختلفة من المجتمع الاسرائيلي.
ما لا أوافق عليه هو ان يتجاهل الاجماع الهش حول الاحتجاج اضعاف الديمقراطية ورفع العنصرية لرأسها. ربما كانت شعارات تندد باضعاف مكانة الديمقراطية وتؤيد مكافحة التمييز، تُبعد فريقا من المشاركين. لكن أكثر المتظاهرين يدركون ان المناخ الاجتماعي في الدولة متأثر بالمناخ الثقافي، وأن وثيقة الاستقلال كما صيغت هي الرابط الذي يربط بيننا: بين اليمين واليسار، والمتدينين والعلمانيين، والعرب واليهود. وحتى لو استمر الاحتجاج على سعيه الى قاسم مشترك في الحد الادنى والاشمل، فسأستمر على الفخر به وبقوته الجماهيرية، فهذا الاحتجاج يعيد الينا نحن الاسرائيليين مبدأ التكافل بخلاف الرأسمالية المتطرفة التي تقف الانسان الفرد باعتباره عنصرا يطمح الى انجاز يتجلى بالغنى والرفاهة الاقتصادية.
أصبح التكافل الاجتماعي قطعة نقدية تنتقل الى التاجر عن طريق بيوت المساعدة والصدقة للمعدمين، لكنه كف عن ان يكون روحا عامة موحِّدة من جهة اخلاقية واقتصادية وسياسية. أرادت دفني ليف ورفاقها العثور على حل لضائقة السكن ولم يدركوا انهم يمنحون المجتمع الاسرائيلي ما سُلب منه، أعني احترام الآخر والاكتراث والشعور بالتكافل المتبادل.
سيطلب الى حكومة اسرائيل ان تقدم الجواب السياسي والاقتصادي. وصحيح انه يصعب ادارة الدفة في الواقع الاقتصادي الجديد، لكن الازمات خاصة تحمل معها بشرى – بشرى يتمناها اكثر الاسرائيليين منذ سنين غير قليلة".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عدم مسؤولية لفني
المصدر: "اسرائيل اليوم ـ ايزي ليبلار"

" دعوت أكثر من مرة رئيس الحكومة وزعيمة المعارضة الى ان يضعا جانبا مطامحهما الشخصية والسياسية وينشئا حكومة وحدة من اجل دفع المصلحة القومية الى الأمام. لكن المقابلة الصحفية التي بذلتها لفني للصحيفة الامريكية "أتلانتيك"، وهي مقابلة استشاطت فيها غضبا على رئيس الحكومة نتنياهو أمام جمهور امريكي، لا تسبب لي التحفظ من ذلك فحسب بل تقتضي في نظري ان تستقيل من منصب رئيسة الحزب.
لماذا تجاوزت خطا احمر؟ لان لفني امتدحت بصراحة الرئيس اوباما لانه يستعمل ضغطا على نتنياهو، بل شجعت الادارة الامريكية على زيادة الضغط على الحكومة الاسرائيلية. وقد أفرطت، وفي ملاحظة من المؤكد انها ستندم عليها في المستقبل، ذكرت موضوع "الولاء المزدوج" ليهود الولايات المتحدة – وهو موضوع حساس كان عنصرا مركزيا في حملات دعائية معادية للسامية سابقة.
أومأت لفني الى ان رئيس الحكومة نتنياهو ينشيء حالة قد تعرض يهود الولايات المتحدة للخطر لانها ستفرض عليهم ان يختاروا بين الاطراف. وقالت ان "رئيس الحكومة، على عمد أو على غير عمد، وضع اليهود الامريكيين في وضع معقد جدا... وضع يجب عليهم فيه ان يختاروا بين الاطراف وهم لا يريدون ان يكونوا في هذا الوضع". وتابعت فقالت ان "هذا شيء جديد يضطر يهود الولايات المتحدة الى ان يختاروا طرفا".
لسنا محتاجين الى لفني كي تقول لنا ان يهود الولايات المتحدة يريدون بيأس الامتناع عن مواجهة مع رئيسهم بشأن اسرائيل. فهذا من جهتهم كابوس حقا.
لكن لفني تصر على ان نتنياهو يجب ان يخضع في شؤون امنية أساسية وان يصبح تابعا لاوباما، وهي من جهة اخرى تنصح يهود الولايات المتحدة بعدم تحقيق حقهم الديمقراطي باعتبارهم مواطني الولايات المتحدة، في التعبير عن غضب على سياسة الادارة نحو اسرائيل.
ومن المغضب الشعور بأنه لو كانت لفني نفسها رئيسة الحكومة، اذا استثنينا فروقا ممكنة ضئيلة، لكانت ملزمة هي ايضا ان تعارض الضغوط من قبل اوباما. ومن هنا غضبي الكبير على لفني. فهي تعلم انه في اللحظة التي نضع فيها جانبا المتطرفين اليمينيين واليساريين في الليكود وفي كديما، لا توجد في الواقع فروق جوهرية تفرق بين الحزبين. فلماذا الاضرار بيهود الولايات المتحدة وبخيار حكومة اسرائيل ان تواجه اوباما؟.
قالت لفني في المقابلة انها تحافظ على القيم التنقيحية لوالديها اللذين كانا تابعين مخلصين لمناحيم بيغن. فهل تحافظ حقا؟ حتى انقلاب 1977 حظي بيغن وحزبه بمعاملة تحقيرية من قبل مؤسسة مباي، وعرف بيغن كيف يهاجم مباي بالكنيست وبالمظاهرات. لكنه عندما كان في الخارج وسئل عن سياسة الحكومة، من قبل يهود وغير يهود، رد بجواب راتب هو: حينما أكون خارج البلاد لا أندد أبدا بسياسة حكومتي. فاختلافات الرأي السياسية بيننا تدار في اسرائيل ويبت فيها الشعب.
يتم التعبير عن قوة الشعب الآن في الشوارع. فالشعب يطلب الى ساسته أن يصرفوا انتباها الى الرفاه وحاجات المجتمع. واذا نجح الاحتجاج فستكون النتائج ايجابية. لكن غضبا جماهيريا مشابها يجب ان يوجه الى ساسة يتجاهلون المسؤولية الرسمية حتى وهم في المعارضة، ويتابعون الدفع قدما لبرامج عملهم الشخصية".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إنزلوا عن نتنياهو
المصدر: "معاريف ـ ألون بنكاس"

ثمة قدر من عدم النزاهة السياسية وانعدام الاستقامة الفكرية في الانتقاد على رئيس الوزراء نتنياهو. منذ بداية ولايته في 2009 يطالبون نتنياهو بتغيير السياسة، يطلبون منه تغيير رأيه، يضغطون عليه لقبول أمور لا يؤمن بها. ينتقدونه بشدة على سلم اولوياته ويشكون منه على اعمال قام بها واخرى امتنع عن عملها. في كل موضوع، في كل مجال سياسي، في كل بعد وفي كل مفترق. للمنتقدين ميل لكبت حقيقة بسيطة: هذا نتنياهو. إن لم يكن جيدا، فاستبدلوه.
هذه هي أفكاره وهذه هي سياسته. نتنياهو لا يمكن تغييره كل بضعة اشهر. وحسب أفضل تقديره، فان الواقع لم يتغير على نحو متطرف. بل العكس: أسس مذهبه تكثفت وتعززت. نتنياهو لم ينتخب كي يدفع الى الامام مسيرة سياسية لانه لا يؤمن بجدواها. نتنياهو لم ينتخب لتطبيق فكرة "الدولتين" لان معارضته للدولة الفلسطينية معروفة، متماسكة ومعللة. نتنياهو لم ينتخب كي يقيم حكومة مع تسيبي لفني. لو أراد مسيرة سياسية، لفعل ذلك. في نظره، خطر الدولة الفلسطينية وايران الاسلامية الفاشية التي تهدد بتخريب الحضارة اليهودية أكبر من المنفعة التي في المفاوضات وفي الانفصال السياسي.
نتنياهو لم ينتخب لتغيير سلم الاولويات الاقتصادي لاسرائيل. فهو محافظ – جمهوري يمقت الحكم الكبير، المتدخل والمرشح. فهو مارغريت تاتشر ورونالد ريغان. بالنسبة لامريكيا الديمقراطية لكلينتون – اوباما، نتنياهو هو حفلة الشاي الجمهورية من شخص واحد. نتنياهو لم ينتخب كي يكون صديقا للرئيس اوباما. هو صديقة نيوت غينغرتش وغالن باك. وبشكل عام، الولايات المتحدة بحاجة ماسة لاسرائيل أكثر مما هي اسرائيل تحتاج أمريكا.
نتنياهو لم ينتخب كي يعيد اقامة دولة الرفاه. برأيه، دولة الرفاه هي صيغة للتبطل وجمع الصدقات. ينبغي اعطاء صنارة للانسان وليس سمكة.
نتنياهو لم ينتخب كي يسعى الى "العدالة الاجتماعية". العدالة الاجتماعية تتقرر في السوق الحرة وفي عدم المساواة، وهي معطى دائم في حياة الفرد والمجتمع ولا يمكن تغييرها من خلال التشريع أو فرض الضريبة. نتنياهو لم ينتخب كي يعالج الفقر أو يعالج سياقا تكون فيه "الطبقى الوسطى" عمليا فقيرة. ربما هو لا يحب الفقر كظاهرة، ولكنه يحب الفقراء أقل. الفقراء ليسوا جيدين للانتاج المحلي الخام، هذا مثقل وهذا غير جميل على نحو خاص.
نتنياهو 2011 هو ذات نتنياهو 1996 – 1999 مع اضافة تجرة وتعزيز فكري. فهو متبلور، اراؤه متماسكة وفي أساسه هو سياسي ايديولوجي وليس برغماتيا. تغيير السياسة المنسوبة للمزايا الشخصية ("الصمود امام الضغوط"، "الفزع") لا تعبر عن تغيير قيمي أو فكري بل عن مزايا سلوكية. في الاساس في أساس المطالب بالتغيير تقبع فرضيتان اساسيتان: سياسية وجوهرية. من ناحية سياسية نتنياهو هو رئيس وزراء بفضل 24 في المائة من اصوات الناخبين. هذا أمر غير وارد في الديمقراطية الغربية. عندما انتخب اوباما في 2008 باغلبية 53 في المائة، قالوا أن تفويضه لتغييرات شاملة محدود جدا. عندما انتخب بيل كلينتون في 1992 بـ 43 في المائة قالوا ان لا تفويض له. الطريقة الائتلافية في اسرائيل تسمح لنتنياهو باقامة حكومة مستقرة نسبيا في ظل الاعتماد على شركاء آخرين من الاحزاب الاخرى. ولكن لما كان نتنياهو هو فقط 24 في المائة من الجمهور، فانهم يطالبونه بالتغيير.
الفرضية الاساس الجوهرية تتعلق بمفهوم "الواقع" وبحاجة رئيس الوزراء للحكم بنجاعة وفي ظل مراعاة المحيط والدفع الى الامام بقوة قصوى بالمصالح الوطنية. عليه أن يكيف نفسه ويعطي أولوية للواقع على كل مبدأ أو فكرة جاء بهما الى المنصب. الحاجة الى تطوير شبكة علاقات مع الرئيس الامريكي كتحصيل حاصل للتحالف الحيوي بين الدولتين والحاجة الى ادارة مسيرة سياسية وسياسة خارجية معقولة، الحاجة الى تحديث وتغيير السياسة الاقتصادية، الحاجة الى اعادة التفضيل. نتنياهو يدحض الفرضيتين. من يعتقد أنه يحكم في ظل تجاهل الواقع مدعو لان يستبدله، لا أن يطالبه بان يتغير. فهو لا يريد ولا يستطيع".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
العدالة الإجتماعية – حتى لا يتم تخريب الهيكل مجددا
المصدر: "يديعوت أحرونوت - جلعاد كاريف"

أحد المقالات المهمة في (سفر الآباء/ فصل من فصول المشنا اليهودية – أحد تفاسير كتاب العهد القديم)، يركز على تعامل الإنسان مع ممتلكاته وممتلكات الآخرين. ويحدد هذا المقال أن الطريق الأوسط لتعامل العالم هو "ما يخصني وما يخصك". بإختصار، تعكس تفاسير المشنا الرؤية التي يتعامل بها العالم بالطريقة المعروفة اليوم والتي يطلق عليها (السوق الحر)
وعلى الرغم من أن حكمائنا حددوا أن هذا هو الطريق الذي يتبعه العالم، ولكن هنا تمكن ورطة من شأنها أن تقود إلى كوارث تشبه ما حدث لمدينة سدوم. ويعرض كتاب المشنا واقع الحياة الإجتماعية الطبيعية على أنه منحدر زلق. في هذا المنحدر الإجتماعي، الصعود إلى قمة المثالية يتطلب جهود، وليس هذا فقط، البقاء في هذه القمة أيضا يتطلب جهود. إن عدم الإنتباه، وغياب الحذر، وقراءة الخارطة بشكل خاطئ، كل ذلك قد يحول المستوى المتوسط والمقبول إلى سقوط يأخذنا إلى هاوية هذا المنحدر.
إن قوة الإحتجاج الشعبي الذي يغمر إسرائيل يدل على أن هناك قسم كبير من الشعب الإسرائيلي، هذا إن لم يكن معظمه، يشعر أن الطريق الطبيعي والمنطقي لإدارة الإقتصاد الإسرائيلي أصبح مهجورا، وأنه بفضل المطالبة بإدارة إقتصاد طبيعي، تسير دولة إسرائيل نحو مستويات تقارب أصغر مدن العالم. كما أنه من الممكن الدخول في جدال حول التحليلات المناسبة لمئات المعطيات الإقتصادية التي تم عرضها في السنوات الأخيرة، وخاصة في الأسابيع الأخيرة، فالصورة التي تظهر من هذه المعطيات أكثر وضوحا.
إن وجود دولة إسرائيل على رأس معايير عدم المساواة في العالم الغربي، الفجوة في الرواتب والتي لا يمكن إستيعابها، غلاء المعيشة، الفقر بين العائلات العاملة – كل ذلك وأكثر يدل على سرعة سفر دولة إسرائيل في السنوات الأخيرة في أوتوستراد "ما يخصني" بسرعة زائدة. في هذا السفر السريع، الذي حطم الأرقام القياسية الدولية بسبب أنانية زعماء الإقتصاد، يتم إزاحة المزيد والمزيد من الإسرائيليين عن الطريق الرئيسي إلى الهاوية الإجتماعية.
وعلى نقيض محاولة معارضي الإحتجاج الذين يزعمون أن قادته يريدون إعادة نظام إقتصادي وإجتماعي فوضوي، الحقيقة هي أن معظم المحتجين لا يريدون التخلي عن أسس الإقتصاد الحر. إنه إحتجاج لا يكفر بأساس (ما يخصني وما يخصك)، ولكنه يطالب بتطبيقه بشكل يضمن ألا تتدهور بنا الأحوال إلى هاوية مدينة سدوم، وإلى جانب هذا الأساس ينبغي على الحكومة الإسرائيلية أن تعي كيفية التمسك بمبادئ أخرى تشكل حزام أمان ومكابح....
لقد مرت أكثر من 2500 سنة منذ عهد الهيكل الأول. وهذه المرة صناع القرار في الدولة هم من يهددون بحدوث سيناريو رعب، زاعمين أن أي تغيير في السياسات الإقتصادية والإجتماعية سيقود إلى كارثة. وأمامهم يقف مئات الآلاف من المتظاهرين الذين يحددون مثل ما قاله النبي يشعياهو، أنه يكفي التدقيق في معطيات الفقر، الفجوة في الرواتب، يأس العائلات العاملة، وهروب أفضل الخبراء إلى الخارج، لكي ندرك أن الكارثة أصبحت في الطريق، وأنه آن الأوان للتغيير".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لا تبحثوا عن حسم
المصدر: "اسرائيل ديفينس ـ أفيغدور كلاين"

"نقاشات حول خطة متعددة السنوات جديدة، على غرار ما يجري في هذه الأيام في الجيش الإسرائيلي(خطة"حلميش"  لخمس سنوات ما بين 2012-2016)، انطلقت بشكل عام لتوضيح مسألة ماهية الحسم المطلوب من الجيش الإسرائيلي في مختلف ميادين القتال.
لكن، بتصوري، أصبح الانشغال بمسألة الحسم غير ضروري تقريباً. ويجب الاعتراف بأنّه لم يعد هناك حسم بالمفهوم الكلاسيكي والـ"كلوزوبيتشي" للكلمة. الاشارة البارزة للعين أنه لا يمكن الاستمرار في البحث عن حسم لإطالة المعارك.
لم يصل الجيش الإسرائيلي إلى حسم في حربه مع حزب الله في لبنان(2006) ولا مع حماس في غزة(2009)، كما أنّ قوات الائتلاف لم تحرز أي حسم مهم في حروبها في أفغانستان او في العراق. في الاونة الأخيرة يوجهون نتيجة المعركة إلى انجازات ملموسة مطلوبة، وهكذا يتوقع أيضا في المواجهات القادمة التي ما زالت تنتظرنا.
السبب الأساسي في سيرورة المواجهات غير حاسمة هو حقيقة أن الطرف الثاني ليس صاحب  هيكلية منظّمة وواضحة، وبالتالي لا يمكنك حسم أي معركة غير واضحة المبنى. يجب الاعتراف بذلك لأن أغلب الاحتمالات هي أننا سنواجه أيضا في المواجهات التالية منظمات وليس جيوش دول.
إن تدني فرصة حصول مواجهات بين دول ناجم أيضا من التغييرات العالمية البعيدة المدى. من عالم فيه قوة عظمى واحدة أو اثنتين، نحن ننتقل إلى عالم قوى إقليمية. وبغياب قوى عالمية تتولى دعم دول وترسل لها "مركبات جوية" من الذخيرة عند الحاجة، سيكون من الصعب إدارة حروب شاملة كما عهدناها في سنوات خلت.
زد على ذلك، تفكك التلاحم الدولي في دول الشرق الأوسط وفي العالم كله يزيد احتمال مواجهات ضد مجموعات مدنية(مثل حزب الله الذي يمثل الطائفة الشيعية في لبنان) وليس مقابل دول. فقد فهمت المجموعات حولنا ان ليس هناك حاجة إلى جيش مسلح ومنظم حتى تقاتلنا وتحشر إسرائيل في الزاوية: فإن احتجاجا يعتبر "شعبي" أيضا يمكنه أن يحقق لهم انجازات سياسية.
وهكذا كان في قضية القافلة التركية"مرمرا" . نحن نشهد أيضا هجمة اولى للفسلطينين على سياج الحدود الإسرائيلية في شمال البلاد في هضبة الجولان وفي لبنان في الـ 15  من شهر أيار 2011.
في العقود الأخيرة، كان هناك تكيّف مدهش لدى الجانب العربي لتحييد امتيازات الجيش الإسرائيلي وجره إلى نوع من المواجهات، حيث منعنا العنصر الأخلاقي من تنفيذ أعمال حاسمة. في الوضع الذي تشكل، بصراحة لا يمكننا التغلّب على منظمات ومجموعات غير تابعة لدول، تدير معارك ذات تفكير إبداعي ضدّنا.
انت يمكنك أن تهزم جيش او تسقط نظام، لكن ليس مجموعة تقاومك وتستخدم معيار عنف مختلف لم نعتد عليه في السابق. في مقابل مثل هذا النوع من المواجهات نحتاج إلى حلول أخرى(إلى جانب الانشغال بطرق مواجهة تهديدات بلاستية او غير تقليدية تحضرها لنا إيران، التي يحظر الاستهانة بها).
وماذا فعل  الجيش الإسرائيلي في وجه مواجهات العهد الجديد؟ طورنا امتيازات تفوّق مؤثرة في مجال قدرات هجومية وهجمة متعددة الأبعاد ودقيقة، مخصصة أولا لإصابة مباني تنظيمية وبنى تحتية تابعة لجيوش ولدول. ويطرح السؤال هل هذه هي الأهداف والغايات التي تحقق لنا الحسم؟ إجابتي واضحة: بالتأكيد لا. علينا اختبار اتجاهات مرتبطة بالصمود، بمرونة عملية بمنطقية هجمة متعددة الأذرع، بقدرة على تدمير بنى تحتية وقتل مركّز وغيره.
يجب أن يدرس الجيش الإسرائيلي كيف يضمن سيادة الدولة. علينا التزود بكميات كبيرة من وسائل تفريق اعمال الشغب، ومن جهة اخرى العمل من اجل ضمان صمود مواردنا الأمنية والقومية ( مثل المطار)-أيضا تحت نيران العدو الثقيلة. المبدأ الموجه، بالنسبة لي، هو ضمان استمرارية العملية وصمود  قوّاتنا وشرايين الحياة المهمة في الدولة، لأنها ستكون عرضة لخطر الاستنزاف المتواصل.
اسم اللعبة هو طول نفس وضمان نوعية حياة معقولة. فعلا، نحن في صراع مع مرض مزمن، ليس له دواء فوري".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الجيش الإسرائيلي تفاجأ بعد إعلان حماس مسؤوليتها عن إطلاق قذائف الهاون
المصدر: "موقع walla الاخباري"

" تفاجأوا في المؤسسة الأمنية بعد إعلان الجناح العسكري لحركة حماس, مسؤوليته عن إطلاق ثلاث قذائف هاون على قوات الجيش الإسرائيلي في الحادثة التي حصلت فجر يوم الثلاثاء على بُعد من السياج الحدودي. ولم تسفر الحادثة عن إصابات بشرية أو أضرار مادية, حيث سقطت إحدى القذائف على السياج الحدودي فيما سقطت القذيفتان الباقيتان في مناطق فلسطينية. وأشار مصدر عسكري بأن مجموعة إرهابية أطلقت القذائف على القوات التي كانت تعمل على صيانة السياج.
ووفق التقرير الذي نشره موقع حماس الإلكتروني, فإن الجناح العسكري للمنظمة واجه فجر الثلاثاء قوات للجيش الإسرائيلي في منطقة غار الدير شرقي مدينة غزة. وأفيد في التقرير أيضا عن إطلاق قذيفة هاون وصاروخ ضد الدروع, وقد إنسحبت قوات الجيش الإسرائيلي إثر ذلك من المنطقة. وأشار مصدر عسكري آخر إلى أن هذه هي المرة الأولى منذ حوالي ثلاثة أشهر التي تعلن فيها حماس عن مسؤوليتها عن حادث من هذا النوع.
وتبعا لكلام المصدر ذاته: فإن المرة الأخيرة التي أعلن فيها الجناح العسكري لحماس مسؤوليته عن أعمال إرهابية ضد إسرائيل كانت عندما إستهدف صاروخ حافلة للأطفال في الأراضي الإسرائيلية. ومنذ ذاك الحين تسعى حماس إلى منع المنظمات الإرهابية الصغيرة من إطلاق صواريخ نحو إسرائيل بشكل مخالف لتوجهها
ويقدرون في المؤسسة الأمنية بأنه إذا ما سارت حماس في توجه القيام بإعمال إرهابية إضافية فسيؤدي الأمر إلى تصعيد. يجب الإنتظار ورؤية ما إذا كان الأمر يتعلق بحادثة واحدة أو بميل كلي. تبذل حماس جهودا في الشارع الفلسطيني وعلى المنظمات الآخرى كالجهاد الإسلامي وهذا الأمر ربما بمثابة تنفيس الإحتقان".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بيريس : من الممكن التوصل إلى سلام مع الفلسطينيين
المصدر: "موقع إذاعة الجيش الإسرائيلي"

"لا زال الرئيس شمعون بيريس مقتنعا بإمكانية التوصل إلى سلام مع الفلسطينيين.
وبعد إجتماعه في القدس بممثلين عن الحزب الديمقراطي في الكونغرس الأميركي قال بيريس بأنه في تواصل مع الفلسطينيين. وأشار الرئيس إلى أن كلا الجانبين إسرائيل والفلسطينيين يدركون بأن عليهم دفع المباحثات قدما والعودة إلى طاولة المفاوضات قبيل إجتماع الأمم المتحدة في الشهر القادم. وأضاف بيريس: وفق معلوماتي فإن الفلسطينيين أنفسهم غير مقتنعين بأن مشروعهم الطلب من الأمم المتحدة الإعتراف بدولة فلسطينية هو خطوة في الإتجاه الصحيح".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رمضان غير هادئ
موقع نعناع- إيال زيسر

شهر رمضان المبارك لم يمنع أبدا الحكام العرب من اتخاذ قرارات بخصوص عمل عسكري. عندما هاجمت مصر وسوريا إسرائيل في عام 1973، حصل ذلك خلال رمضان، والآن يُحاكم مبارك كعرض مسرحي آخر للجمهور المصري تكريما لهذه المناسبة وفي سوريا تقسو يد النظام على الاحتجاجات الشعبية الآن بالذات. البروفيسور إيال زيسر يشرح كيف وصل الأسد إلى دوامة دموية ضد مواطنيه.
الشهر القادم يحتفل العالم العربي بانتهاء شهر رمضان الذي بدأ في الأسبوع الفائت. هذا الشهر العربي الإسلامي يوازي شهر الأعياد في إسرائيل وكما في أوضاعنا يستحسن تأجيل أي فعل "إلى ما بعد الأعياد"، هذا ما يحصل أيضا في العالم العربي خلال شهر رمضان. فريضة الصيام، الفريضة المهمة والأساسية لرمضان، تفرض صياما تاما من طلوع الفجر وحتى المساء. حتى من لا يعتبر نفسه مسلما متدينا يتقيد بفريضة الصيام، الأكل خارج المنزل ليس اختياريا بسبب المنع الصارم للأكل في أماكن عامة وحتى على بيع الطعام في معظم الدول العربية وكذلك في البلدات العربية في إسرائيل. بما أن الصيام محدد بساعات النهار، فإن ساعات المساء تُكرّس لتناول الطعام ووقف الصيام وقضاء الوقت في كنف الأسرة الواسعة أو في حفلات اجتماعية. هذا أحد الأسس المهمة لهذه المناسبة الدينية، ومن هنا، بالمناسبة، تسعى القنوات التلفزيونية المختلفة لجذب انتباه المشاهد العربي بسلسلة برامج تلفزيونية خاصة التي تُنتج لهذه المناسبة.
المصريون بحاجة إلى برنامج تلفزيوني جيد لساعات المساء
حرمة هذه المناسبة لم تمنع الرئيس المصري أنور السادات من الخروج إلى حرب يوم الغفران في ذروة شهر رمضان (الذي بدأ عام 1973 خلال شهر تشرين الأول). السادات حرص أيضا على نشر فتوى تبيح لجنود الجيش وقف الصيام وتناول الطعام خلال أيام هذا الشهر. هذه السنة يتميز شهر رمضان بحصول الاحتجاج المتصاعد في العالم العربي، وخصوصا في تلك الدول التي يوجد فيها صراع بين قوات نظامية وبين السكان الثائرين الذين ما زالوا بعيدين عن الحسم. في الحقيقة، في نظرة إلى أحداث الأسبوع الأول من هذا الشهر تفيد أن حرمة هذه المناسبة لم تمنع الصقور في الصراعات المختلفة في أنحاء العالم العربي من الاستمرار  في القتل.
محاكمة مبارك في القاهرة. أفضل من أي دراما في ذروة ساعات مشاهدة التلفزيون
حرمة هذه المناسبة لم تمنع أيضا الحكام العسكريين في مصر من اقتياد الرئيس المخلوع، حسني مبارك على حمالة، إلى قاعة المحكمة التي بدأت فيها المداولات في الدعوى المقدمة ضده بتهمة مسؤوليته عن قتل مئات المتظاهرين في الأيام الأولى للثورة ضده. الرسالة التي انطلقت من المحكمة في القاهرة كانت واضحة: في مصر ما بعد الثورة لا يوجد صاحب بيت والجيش يجد نفسه مضطرا لإرضاء المتظاهرين مرارا وتكرارا لمنع تجدد أعمال العنف. كما يتبين أن في مصر، مثل العالم العربي كله، لا شفقة ولا غفران. ولا حتى في ذروة الشهر المبارك في الإسلام. المشاهد من القاهرة يراها العالم العربي كله، وخصوصا يشاهدون فيها نفس الحكام الذين ما زالوا مصرّين على هدفهم، يصارعون على كراسيهم. على رأسهم، الرئيس السوري بشار الأسد.
سوريا: من اضطرابات إلى ثورة شعبية
في الحقيقة، سُجل تفاقم وتصعيد في الأسابيع الأخيرة بالضبط في سوريا التي يريد فيها نظام الأسد الوصول مع بداية شهر رمضان للحسم في المعركة التي يديرها ضد معارضيه. خلال الأسبوع الفائت عاد النظام السوري لإقحام القوات العسكرية في المعركة في عدة بؤر احتجاج في الدولة. منذ بدء الاحتجاج في سوريا قبل ما يقارب الخمسة أشهر، وهو آخذ بالامتداد في كل انحاء البلاد. الأهم منذ ذلك، خلال الشهر الأخير برز ارتفاع متدرج في حجم الاضطرابات وفي قوتها. أولا، الاحتجاج لم يعد محددا بالمدن الصغيرة النائية والمناطق الريفية في انحاء الدولة بل تسلل وتغلغل إلى المدن الكبرى. لا يدور الحديث عن دمشق العاصمة وحلب، المدينة الثانية من حيث أهميتها في الدولة، بل يدور الحديث عن المدن التالية في سلم الأهمية في سوريا: مدينة حمص وفيها ما يقارب مليون نسمة ومدينتي حماة ودير الزور التي يبلغ عدد سكانها تقريبا ثلاثة أرباع مليون نسمة في كل واحدة منهما. هذه المدن الثلاث التي فقد النظام السوري سيطرته عليها خلال شهر تموز هي العامود الفقري ومحور سوريا، وفي حالة حمص وحماة هما من المراكز الأساسية للدولة. واضح للجميع في سوريا وخارجها أن المرحلة المقبلة بعد هذه المدن هي اتساع الاحتجاج ليصل إلى دمشق.
شهر كامل من أيام الجمعة
إن سياسة بشار منذ بداية الاحتجاجات في سوريا واضحة. ما لا يمكن قمعه بالقوة، يجب محاولة قمعه بقوة أكبر. بيد أن هذه السياسة لاقت حتى الآن فشلا ذريعا وكبيرا في فرضية أن تؤدي إلى نتائج ما في المستقبل المنظور.
ثانيا، برز ارتفاع في حجم التظاهرات، ففي أيام الجمعة الأخيرة شارك فيها مليون مشارك في كل انحاء الدولة. بالنسبة لدولة مثل سوريا، يدور الحديث عن عدد كبير بالأخص. إضافة إلى ذلك سكان سوريا يشكّلون بالمجمل ربع سكان مصر: 23 مليون نسمة في سوريا مقابل 86 مليون نسمة في مصر. من هنا يظهر أن الاحتجاج في سوريا أوسع بكثير من الاحتجاج المصري الذي أدى حينها، قبل نحو نصف عام، إلى سقوط نظام الرئيس حسني مبارك. على هذه الخلفية، من غير المفاجئ ان النظام السوري قرر منع استمرار الاحتجاج حتى منتصف شهر رمضان بأي ثمن. الاحتجاج  تركز في الأشهر الأخيرة في أيام الجمعة، وعلى الصلوات في المساجد. شهر رمضان هو شهر كل أيامه تشبه أيام الجمعة حيث طوال الشهر يتوقف العمل، جزئيا على الأقل، وهو شهر الصلاة في المساجد. وبعبارات أخرى، ما صادفه النظام السوري في أيام الجمعة من الأشهر الأخيرة، قد يصادفه يوميا في رمضان.
لذلك، قرر النظام السوري أن يلقي كل ثقله لتهدئة سوريا مع بداية هذه المناسبة. ومن الجدير ذكره أيضا أن النظام المصري هو نطام علماني ومن هنا لا يتوانى عن العمل عشية هذه المناسبة أو في بدايتها، وينبغي الافتراض أنه سيضطر للعمل خلالها كله. خلال الأسبوع  الأخير بلغت وحشية النظام السوري ذروتها وبالموازاة سُجل ارتفاع دراماتيكي في عدد القتلى. بشار قرر السير في طريق والده ومحاولة إخضاع المدن الثائرة بقوة الذراع، ولا سيما مدينة حماة التي لدى النظام السوري معها حساب دموي منذ الاضطرابات السابقة للمدينة في الأشهر الأولى من العام 1982. قمع الاحتجاجات آنذاك خلّف وراءه عشرات آلاف القتلى. الهدوء عاد إلى شوارع المدينة آنذاك، لكن كما يتضح في حماة،لم ينس أي شخص ولم يغفر أي شخص ويريد المواطنون جباية الثمن اليوم من ابن حافظ الأسد، من بشار.
حرب حتمية خاسرة
إن سياسة بشار الأسد منذ بداية الاحتجاجات في سوريا واضحة. ما لا يمكن قمعه بالقوة، ينبغي محاولة قمعه بقوة أكبر. بيد ان هذه السياسة لاقت حتى الآن فشلا ذريعا وكبيرا لفرضية أن تؤدي إلى نتائج ما في المستقبل المنظور. لكن ليس لدى بشار الأسد أي خيار سوى القتال على حياته. التنازل عن السلطة ليس خيارا بالنسبة له ولا بالنسبة للمقربين منه الذين يحتفظون بمواقع سلطة وقيادة في الجيش وفي مؤسسات الدولة في سوريا. لكن يبدو ان حرب بشار تبدو اكثر فاكثر حرب خاسرة. هو آخذ بالغرق، ربما بدون خيار، في مستنقع الدم الذي سفكته يداه وأيدي مقربيه. بعد ما يقارب 2000 قتيل، يبدو مستقبل سوريا مظلما أكثر فأكثر – صراع مستمر بدون حسم ومشبع بالدماء. بشار سيصمد ربما لوقت ما في السلطة لكن سوريا لن تعود لتصبح سوريا مستقرة وآمنة التي أودعها في يديه والده، حافظ الأسد بموته قبل ما يزيد عن عشر سنوات.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
النظام السوري: تظاهرات في الداخل وانتقاد من الخارج
المصدر: "مجلة مركز أبحاث الامن القومي ـ لياد بورات وغاليا ليندنستراوس"

" مع بداية شهر رمضان، تزداد وتيرة الأزمة الداخلية في سوريا. فالتقارير حول القتل الواسع في صفوف المدنيين والادعاءات بجرائم في حق الإنسانية على يد نظام بشار الأسد تتضاعف. يبدو أن عدد المشاركين في مسيرات تظاهر يوم الجمعة تخطى المليون ويعكس اتجاهاً مركزياً: ازدياد حركة الاحتجاج وتصاعد الأزمة في سوريا. ويبدو أنه خلال رمضان، شهر الصوم في الإسلام، سيحتشد عدد أكبر من المتظاهرين، ما يعني أن نظام الأسد قد لا يواجه فقط تهديداً جدياً من فوضى مشبّعة بالدم بل ربما نتيجة ردة فعله المتسلسلة ستكون أيامه معدودة.
إن التظاهرات التي بدأت في آذار 2011 في بلدة درعا لم يُشارك فيها سوى بضعة آلاف من الأشخاص. بعد ذلك، انتشرت التظاهرات في مدن سورية أخرى وارتفع عدد المشاركين تدريجياً، من الآلاف إلى عشرات الآلاف حتى مئات الآلاف ليُصبح مليون أو أكثر. إن الزيادة الثابتة في عدد المتظاهرين وحافزهم وشجاعتهم المتناميان لإسقاط النظام جزء من عملية مستمرة من تأسيس حشد مهم للمتظاهرين.
تشتمل التظاهرات على تشكيلة واسعة من الجماعات السكانية السورية، من ضمنها أقليات بدأت مؤخراً في المشاركة فعلياً في التظاهرات، كالأكراد والمسيحيين، وغالبية سورية من المسلمين السنة. بالنتيجة، يوجد ضغط متنام على العلويين، القاعدة الأساسية في دعم النظام، من أجل التخلي عن عائلة الأسد والانضمام إلى التظاهرات. واستناداً إلى تقديرات غربية، إنها مسألة وقت قبل أن ينتقل العلويون إلى جانب المتظاهرين. وإذا ما حصل هذا الأمر فعلاً، فلن يون فقط بمثابة الرادع لعدم قيام هجمات انتقامية على الطائفة لتعاونها سابقاً مع نظام الأسد بل مثل هذا التطور قد يُقصر أيضاً بشكل أساسي الطريق أمام انهيار النظام.
لقد زاد المتظاهرون والجماعات المعارضة من الضغط على العلويين، في وقت التهديد المطلق، من أجل المشاركة في التظاهرات ضد الأسد. على الرغم من وجود ميل للنظر إلى العلويين على أنهم جماعة متحدة، لكن الواقع أكثر تعقيداً. فضمن العلويين يوجد كثيرون يدعمون تلقائياً النظام، لكن كثيرين أيضاً يعرفون أن النظام مستبد وفاسد وهم حتى عانوا على يديه ولذلك يُعارضونه. ومن المحتمل في مرحلة ما أن تدعم الجماعة الأخيرة المتظاهرين، لكن مع أقل احتمال، خصوصاً في المستقبل القريب، أن تكون جزءاً فاعلاً في المظاهرات. فالخوف لدى العلويين ذو وجهيْن: هم لا يخافون فقط من ردة فعل نظام الأسد إذا ما انضموا إلى التظاهرات، بل يخافون أيضاً من الغالبية السنية في سوريا عندما ينظرون إلى اليوم الذي يلي سقوط نظام الأسد. إن الضغط من قبل المتظاهرين والمعارضة على العلويين والداعمين للنظام يُلمس خصوصاً داخل الجيش السوري والأجهزة الأمنية وحزب البعث الحاكم. فهذه المؤسسات قاعدة القوة لدعم النظام، وبعض العلويين فيها هم المهيمنون. منذ اندلاع المظاهرات، ازداد عدد الفارّين من الجيش السوري ببطء لكن بوتيرة ثابتة. في الوقت نفسه، أصبح مطلب المعارضة بإلغاء القانون الذي يعطي حزب البعث الحق الحصري للحكم أحد مطالبه الأساسية.
أما الضغط الإضافي الذي يؤثر على مصير النظام، إلى جانب المظاهرات الداخلية في سوريا، فهو تورط جهات دولية ودول. فعناصر المعارضة السورية يعملون بشكل غير تناظري في مناطق مختلفة من العالم للحصول على الدعم في كفاحهم ضد النظام؛ الجهود موجهة نحو الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إضافة إلى روسيا والصين. يبدو أن النجاح الأساسي للمعارضة السورية في تجنيد الدعم لكفاحها في الشرق الأوسط هو في تركيا، التي تستضيف مجموعات المعارضة السورية وتسمح لهم بالعمل من على الأرض التركية عبر الإعلام ضد نظام الأسد.
رغم التعاون الوثيق بين تركيا وسوريا في السنوات الأخيرة، أدى اندلاع التظاهر والوسائل العنفية التي اتبعها نظام الأسد لإقماعه إلى اتساع الهوة بين البلدين. لا تدعو تركيا لغاية الآن الأسد إلى التنحي، لكنها استنكرت الأحداث في حماة ووصفتها بالوحشية واستبعدت احتمال التدخل العسكري في سوريا. فتركيا، إضافة إلى دول أخرى في المجتمع الدولي، غير متحمسة لخيار التدخل العسكري، لكنها قلقة بشأن تفشي التظاهر نحو السكان الأكراد عل الأراضي التركية إضافة إلى موجة اللاجئين الكبيرة، حيث ستجد تركيا صعوبة في معالجتها.
إن ما يحصل في سوريا وضع تركيا أيضاً في وجه إيران. فخلافاً لتركيا، تدعم إيران بقوة نظام الأسد وتُساعده في قمع الاضطراب. فرغم العلاقة غير الطبيعية بين النظام العلماني للأسد ونظام آية الله في إيران، أثبتت العلاقات الإستراتيجية بين سوريا وإيران لسنوات عدة مكسباً متبادلاً للدولتين. وسيُمثل سقوط الأسد ضربة للنظام الإيراني. وفيما استثمرت تركيا أيضاً في علاقاتها مع بشار الأسد ولذلك غير سعيدة من التطورات في سوريا، يبقى تعاونها مع عناصر المعارضة بمثابة الاستعداد لليوم الذي يليه. ومن المشكوك فيه ما إذا كان الوضع في سوريا سيجر تركيا وإيران إلى مواجهة مباشرة، لكن وجود عدم الاستقرار في سوريا يمثل بعض المعضلات لتركيا وإيران وسيبقى مصدراً لخلق الاحتكاك بين الاثنين ما إذا اشتدت حدة الاضطراب.
في الخاتمة، إن التظاهرات في سوريا تزداد وقمعها العنفي يشتد، لتكون أزمة دولية أمام النظام. وبيان مجلس الأمن الذي اتهم سوريا بتوسيع رقعة الأعمال العنفية ضد حقوق الإنسان واستخدام القوة ضد المدنيين هو دليل على حقيقة أن التظاهرات الداخلية ستُصطحب أيضاً بضغط متزايد على النظام من الخارج. يشجع هكذا ضغط خارجي المعارضة على مواصلة العمل ويضر بنظام الأسد على المستوى المقرب وقد يكون له أيضاً انعكاسات عملية. في الشرق الأوسط، الدولتان الأساسيتان اللتان لسوريا معهما علاقات وثيقة في السنوات الأخيرة تعملان بشكل متعارض: فتركيا تمارس الضغط على الأسد من أجل تطبيق إصلاحات شاملة وتعمل سوية مع المعارضة، فيما تواصل إيران دعمها القوي لنظام الأسد وخطواته القمعية. يبدو أن فرص نجاح سياسة تركيا أقوى من فرص إيران، ما قد يؤدي بالنتيجة إلى إحداث تأثير أكبر لتركيا داخل سوريا في اليوم الذي يلي سقوط النظام، مع كل الانعكاسات الإستراتيجية لهكذا وضع".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عالم في أزمة: تهاوي الأسواق العالمية، محو 70 مليار دولار في يوم واحد، ولندن تحترق
المصدر: "موقع تيك دبكا"

"سادت أجواء أزمة عالمية عميقة يوم الثلاثاء 9/8 حين إزدادت الأزمة الإقتصادية العالمية عمقا مع فتح بورصات الشرق الأقصى، وهناك سجل إنخفاض وصل إلى 3%. وفي ووال ستريت إنتهى التداول لليوم الثاني على التوالي بسقوط بلغ 5 إلى 7%. وفي يوم واحد تم محو أكثر من 70 مليار دولار من أسواق المال في العالم.
حقيقة أن التهاوي حدث في أعقاب محاولة الرئيس باراك أوباما التظاهر بالزعامة وإقناع الأمريكيين والعالم بأن الولايات المتحدة الأمريكية مازالت قوة عظمى عالمية وقادرة على التغلب على مشاكلها الإقتصادية، غير أن هذا الأمر زاد من حالة الذعر.
"الولايات المتحدة الأمريكية مازالت عند تصنيف AAA", هذا ما قاله الرئيس على الرغم مما تقوله وكالات التصنيف الإئتماني. ولكن فور هذه التصريحات تعزز التراجع في ووال ستريت، حيث تلقت المصارف الأمريكية الضربة الأقوى. أسهم (بنك أوف أميريكا) تراجعت بنسبة 23%.
ومن جانب آخر تسببت تصريحات أحد رؤساء وكالة (ستاندارد أند بورز) للتصنيف الإئتماني، والتي أكد خلالها أن الولايات المتحدة الأمريكية قد تسجل المزيد من التراجع، هذه التصريحات كانت ذات وقع قوي في آذان المستثمرين.
وفي أوروبا ظهرت بوادر تشير إلى أن زعماء الإتحاد الأوروبي وزعماء الدول لا يعلمون تماما كيف يمكن إنقاذ اليورو والإقتصاد الإيطالي والأسباني. وفي أنحاء العالم، بدأ الناس والمستثمرون في تصديق التوقعات التي تقول أن العالم بأسره يقف على أعتاب أزمة إقتصادية عميقة، أكثر من تصديق تصريحات أوباما أو الخطوات الإقتصادية الأوروبية.
وباع المستثمرون أسهمهم فيما وُصف في جميع وسائل الإعلام الغربية على أنه (هلع). وبحث المستثمرون عن ملاذ في الذهب الذي قفزت أسعاره إلى 1,721 دولار للأوقية، وبحثوا عن ملاذ في الين الياباني أو الفرانك السويسري، وهي العملات التي بدت لهم أكثر أمانا اليوم وقت الأزمة.
وإتهمت مصادر حكومية ومحللون إقتصاديون المضاربين بالوقوف وراء التهاوي، وقالوا أن المستثمرين الجادين لم يكن لهم دورا في حالة الذعر التي إنتشرت في الأسواق العالمية. ولكن محللون آخرون قالوا أن هذا هو الرد الطبيعي لمن يواصل محاولة الزعم بأن الحكومات والكيانات الإقتصادية الرسمية ليست المسئولة عما يحدث. وهناك ثلاث بوادر أولية لإنجراف إسرائيل للأزمة العالمية، وهي بوادر بدأت في الظهور يوم السابع من أغسطس:
أولا: بسب تخفيض التصنيف الإئتماني الأمريكي، قررت وكالة ستاندارد أند بورز تخفيض تصنيف ثلث سندات الدين الإسرائيلية، والتي يوجد لها ضمانات أمريكية بقيمة 6 مليار دولار، وذلك من درجة AAA إلى درجة +AA.
ثانيا: إشارة أخرى وهي إستمرار تظاهرات الإحتجاج ضد غلاء المعيشة والإسكان، والتي تحولت إلى حركة لتغيير الأسلوب الإقتصادي المُتبع في إسرائيل. الحكومة برئاسة بنيامين نتنياهو والذي شكل لجنة وزارية تضم خبراء إقتصاد لفحص كيفية الإستجابة للمتظاهرين وكيفية تغيير جدول أولويات الإقتصاد الإسرائيلي، هذه اللجنة سوف تقف سريعا أمام وضع ستضطر خلاله بسبب الأزمة العالمية لإتخاذ قرار بضخ أموال من أجل تلبية مطالب المتظاهرين، أو توجيه هذه الأموال للحفاظ على إستقرار الإقتصاد الإسرائيلي وضمان عدم تأثير الأزمة العالمية بشكل كبير على إسرائيل.
ولو قررت الحكومة تلبية جزء صغير من مطالب المتظاهرين، فإنها ستتسبب في الإنضمام الإسرائيلي السريع للأزمة الإقتصادية العالمية، وتراجع قيمة الشيكل، وهو ما بدأ بالفعل في الأيام الأخيرة، وإرتفاع نسبة البطالة.
ثالثا: أصبح واضح الآن أنه بسبب عمق الأزمة العالمية والسرعة التي تنتشر بها، لا تمتلك حكومة إسرائيل الإحتياطي النقدي الكاف لمواجهة الأزمة الإقتصادية العالمية أو للإستجابة لمطالب المتظاهرين.
المكان الأول الذي تسببت الأزمة الإقتصادية في إضطرابات عنيفة تهدد السلطة والإقتصاد كانت بريطانيا. فالإضطرابات التي بدأت في بلدة تقع شمالي لندن يوم السبت 6/8 إنتشرت بسرعة لجميع أنحاء لندن يوم الإثنين 8/8، وفي يوم الثلاثاء 9/8 إلى مدن أخرى في بريطانيا من بينها برمنجاهم، ليفربول، وبريستول.
وقد شنت الجماهير، خاصة من الأحياء الفقيرة، هجوما على مراكز الأحياء والمراكز التجارية والمحال وأحرقوها هي والسيارات التي تقف إلى جوارها. وفي لندن إمتدت الإضطرابات لوسط المدينة، ووصلت إلى كامدين، وحتى لشارع التسوق الشهير "اكسفورد ستريت". وفي ساعات الصباح المبكرة من يوم الثلاثاء إضطرت قوات الأمن البريطانية لإدخال آليات مدرعة للمعركة ضد المشاغبين".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الولايات المتحدة: البناء في هار حوما سيمس باستئناف المحادثات..
المصدر: "اسرائيل اليوم – شلومو تسزنا"

" حوما على بؤرة استهداف الولايات المتحدة: في أعقاب شجب الاتحاد الاوروبي في نهاية الاسبوع الماضي لقرار وزارة الداخلية بناء نحو 930 وحدة سكن في حي هار حوما في القدس، أعربت أمس وزارة الخارجية الامريكية ايضا عن معارضتها للخطوة.
في بيان نشرته وزارة الخارجية الامريكية جاء أن "الولايات المتحدة قلقة جدا من هذه الخطوة لان برأيها الاعمال احادية الجانب كهذه تمس بالمساعي لاستئناف المحادثات المباشرة بين الطرفين واحلال السلام". كما افيد أيضا بان الادارة الامريكية أعربت عن معارضتها لهذه الخطوة أمام الحكومة في اسرائيل في ظل التشديد على ان الخلافات بين الطرفين يجب أن تحل بالمفاوضات فقط.
بالتوازي، فان السفير الامريكي الجديد في اسرائيل دان شبيرو نقل أمس رسالة مهدئة: رغم عدم الاستقرار في الاقتصاد الامريكي، فان ميزانية الدفاع السنوية لاسرائيل ستصل بكاملها. شبيرو، الذي زار بطارية اعتراض الصواريخ قبة حديدية في عسقلان اشار الى أن التزام الولايات المتحدة بأمن اسرائيل ثابت، رغم الاهتزازات في الاقتصاد الامريكي. واضاف: "مثلما قال الرئيس الامريكي، سنعرف كيف نخرج من هذا". وذكر السفير ايضا بان الرئيس والكونغرس كانا متحدين في الرأي لنقل أموال المساعدات الى اسرائيل بكاملها، للحفاظ على أمنها. "أومن بان هذا الالتزام سيستمر".
وكان شبيرو تسلم مهام منصبه يوم الاربعاء الماضي. زيارته الى بطارية قبة حديدية هي زيارة العمل الاولى له في البلاد، وهو لم يخفِ انطباعه بقوله: "نحن نؤمن بالتكنولوجيا الاسرائيلية الناجحة هذه".
وتبلغ المساعدات الامنية الامريكية لاسرائيل 3 مليار دولار في السنة على مدى عشر سنوات. ومؤخرا زاد الامريكيون المساعدات بـ 205 مليون دولار اخرى لاستمرار تطوير منظومات الدفاع. قبل نحو شهرين أعلن البنتاغون عن نيته مساعدة اسرائيل في شراء أربع بطاريات اخرى لمنظومة قبة حديدية".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بشار يصفي الحساب..
المصدر: "معاريف – عميت كوهين"

" يقمع الرئيس السوري بشار الاسد في الاشهر الاخيرة بيد من حديد أبناء شعبه الثائرين ضده. ولكن تبين أمس بأنه لا يوجه غضبه فقط نحو الجمهور بل وايضا ضد كبار رجالات النظام ممن لا يقبلون بموقفه. في الوقت الذي يواصل فيه الجيش السوري قمع الاحتجاج ضد النظام، بلغت مواقع المعارضة في الدولة على الانترنت بأن الجنرال علي حبيب، الذي كان حتى قبل يومين مضيا وزير الدفاع، عُثر عليه بلا روح حياة في بيته. وحسب التقرير، فقد صُفي حبيب بأمر من ماهر الاسد، شقيق بشار.
وحسب التقديرات، فان حبيب، ابن الطائفة العلوية التي ينتمي اليها الرئيس الاسد ايضا أُبعد عن منصبه بعد أن عارض ادخال قوات الجيش الى المدن السورية. في دمشق تجاهلوا أمس تماما التقارير ونفوها.
أول أمس نشر الرئيس الاسد مرسوما خاصا يُعين فيه رئيس الاركان داود رجحة في منصب وزير الدفاع، وذلك بعد أن نحى حبيب. "يدور الحديث عن خطوة جاءت في اطار استبدال عدد من كبار المسؤولين، في أعقاب لقاءات اجراها الرئيس الاسد مع المواطنين وعدد من اللجان الشعبية"، كما أعلنت وسائل الاعلام الرسمية في الدولة. وحرص التلفزيون السوري على أن يذكر بأن "حبيب يعاني من مرض منذ فترة، وفي الزمن الاخير طرأ تفاقم في حالته الصحية". وأمس أقسم رجحة اليمين أمام الاسد وتسلم مهام منصبه بدلا من حبيب.
ولكن بينما اعتبرت وسائل الاعلام الرسمية تنحيته خطوة عادية، في ظل التجاهل التام للوضع الصعب الذي يعيشه النظام، عرضت المعارضة السورية صورة مختلفة. مواقع الانترنت الخاصة بالمعارضة بلغت أمس بأن حبيب عثر عليه ميتا في بيته، بعد ان صُفي بأمر من ماهر الاسد، شقيق بشار، الذي يقود الخط المتطرف والعدواني ضد المظاهرات. وحسب التقارير، فقد نُحي حبيب وصُفي بعد أن عارض هجوم الجيش السوري في مدينة حماة، حيث قُتل الاسبوع الماضي مئات المواطنين.
صحيفة "الشرق الاوسط" التي صدرت أمس قبل التقارير عن تصفية حبيب، نشرت هي ايضا بأن سبب تنحيته يعود الى خلافات في الرأي ظهرت داخل القيادة السورية. واقتبست الصحيفة عن محافل دبلوماسية غربية ادعت بأن حبيب هو من قادة المعارضين لارسال الجيش الى مدينة حماة لقمع الاضطرابات، بل ونجح في منع القرار على مدى فترة طويلة. وقالت هذه المصادر إن "حبيب اعتقد أنه يجب ادارة الازمة بشكل مختلف. اعتقد أن ارسال الجيش الى داخل المدن واستخدامه ضد الشعب يؤدي الى فرار العديد من الجنود بسبب الاحتكاك الطويل مع السكان".
أُدخل الى "القائمة السوداء"
ذكرت مصادر عربية أمس بأن بوادر التوتر بين حبيب والاسد ومؤيديه ظهرت قبل بضعة اشهر. فقد أفادت صحيفة "نيويورك تايمز" في حينه بأن رجال المعارضة أجروا اتصالات سرية مع حمولة حبيب بعد أن أخذوا الانطباع بأن وزير الدفاع يتماثل مع موقفهم. حمولة حبيب أكبر من حمولة الاسد وتعتبر عظيمة النفوذ داخل الطائفة العلوية الحاكمة. "نحن ندعو علي حبيب الى أن يؤدي دورا مركزيا في تغيير الحكم في الدولة، الى جانب اعضاء المعارضة وحركة الثورة"، قال في حينه مصدر في المعارضة السورية.
حبيب (72 سنة) أدى سلسلة طويلة من المناصب في الجيش السوري. في العام 1991 قاد القوات السورية التي شاركت في حرب الخليج الاولى في اعقاب اجتياح العراق للكويت، في العام 2004 عين رئيسا للاركان وفي العام 2009 أصبح وزير "الدفاع". في بداية الشهر اضاف الاتحاد الاوروبي اسم حبيب الى "القائمة السوداء" بسبب دوره في القمع العنيف للمظاهرات.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الولايات المتحدة: البناء في هار حوما سيمس باستئناف المحادثات..
المصدر: "اسرائيل اليوم – شلومو تسزنا"

" هار حوما على بؤرة استهداف الولايات المتحدة: في أعقاب شجب الاتحاد الاوروبي في نهاية الاسبوع الماضي لقرار وزارة الداخلية بناء نحو 930 وحدة سكن في حي هار حوما في القدس، أعربت أمس وزارة الخارجية الامريكية ايضا عن معارضتها للخطوة.
في بيان نشرته وزارة الخارجية الامريكية جاء أن "الولايات المتحدة قلقة جدا من هذه الخطوة لان برأيها الاعمال احادية الجانب كهذه تمس بالمساعي لاستئناف المحادثات المباشرة بين الطرفين واحلال السلام". كما افيد أيضا بان الادارة الامريكية أعربت عن معارضتها لهذه الخطوة أمام الحكومة في اسرائيل في ظل التشديد على ان الخلافات بين الطرفين يجب أن تحل بالمفاوضات فقط.
بالتوازي، فان السفير الامريكي الجديد في اسرائيل دان شبيرو نقل أمس رسالة مهدئة: رغم عدم الاستقرار في الاقتصاد الامريكي، فان ميزانية الدفاع السنوية لاسرائيل ستصل بكاملها. شبيرو، الذي زار بطارية اعتراض الصواريخ قبة حديدية في عسقلان اشار الى أن التزام الولايات المتحدة بأمن اسرائيل ثابت، رغم الاهتزازات في الاقتصاد الامريكي. واضاف: "مثلما قال الرئيس الامريكي، سنعرف كيف نخرج من هذا". وذكر السفير ايضا بان الرئيس والكونغرس كانا متحدين في الرأي لنقل أموال المساعدات الى اسرائيل بكاملها، للحفاظ على أمنها. "أومن بان هذا الالتزام سيستمر".
وكان شبيرو تسلم مهام منصبه يوم الاربعاء الماضي. زيارته الى بطارية قبة حديدية هي زيارة العمل الاولى له في البلاد، وهو لم يخفِ انطباعه بقوله: "نحن نؤمن بالتكنولوجيا الاسرائيلية الناجحة هذه".
وتبلغ المساعدات الامنية الامريكية لاسرائيل 3 مليار دولار في السنة على مدى عشر سنوات. ومؤخرا زاد الامريكيون المساعدات بـ 205 مليون دولار اخرى لاستمرار تطوير منظومات الدفاع. قبل نحو شهرين أعلن البنتاغون عن نيته مساعدة اسرائيل في شراء أربع بطاريات اخرى لمنظومة قبة حديدية.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مرحلة السأم
المصدر: "هآرتس"

" الاحتجاج يقف الان امام الاختبار الاهم. بعد أن سجل أحد عروض التضامن الكبرى في تاريخ الدولة، حين خرج مئات الاف الاشخاص الى شوارع مدنهم للاعراب عن التضامن والمطالبة بالعدالة الاجتماعية – يتصدى منظمو الخيمة في روتشيلد للعدو المرير لكل كفاح بصفته هذه: فقدان الاهتمام.
لحظة الذروة في الاحتجاج التي تمت قبل أربعة ايام فقط، تضمنت بطبيعة الحال ايضا هبوط التوتر المرتقب. فالبهجة التي عاشها الاحتجاج سجلت كقمة يصعب على المنظمين تكرارها، وامكانية أن يصل الى المهرجان التالي عدد أقل من الاشخاص أصبحت سيناريو رعب لا ينبغي وضعه قيد الاختبار.
الى جانب التخوف من الفشل العددي، فان منظمي الاحتجاج يقفون الان امام هبوط هدام للتوتر أكثر بكثير، وذاك المتعلق بوسائل الاعلام. في الاسابيع الاخيرة كان التلفزيون، الصحف ومواقع الانترنت هي التي وضعت موضوع الاحتجاج في رأس جدول أعمالها وسمحت بتعظيمه الى حجوم غير مسبوقة. أما الان، فما أن انقضى التحفيز الاولي وبعد أن تحققت الذروة المتوقعة، تبحث وسائل الاعلام عن الاهتمام بموضوع آخر تنشغل فيه.
الان بالذات، في اللحظات التي من شأنها أن تؤشر الى الانطفاء التدريجي والثابت للاحتجاج، فان قادته ملزمون بمواصلة احياء اللغة الجديدة التي يخطونها. في هذه اللغة الجديدة ثمة حاجة لمواصلة اضفاء مضمون الاحتجاج، دون ايلاء أهمية كبيرة لجوانبها النصية. اعتبارات العلاقات العامة والاعتبارات الاعلامية غير ذات صلة بالاعراب عن الغضب واتخاذ موقف. بقدر كبير هذه بالضبط هي المزايا المركزية للغة القديمة التي يسعى قادة الخيمة الى اقنائها.
عرض شلومو آرتسي في منتهى السبت سجل المرحلة الخطيرة التي يقيس فيها الكفاح نفسه حسب المظهر الخارجي وليس حسب الجوهر: النوعية تستبدل بالكمية. منظمة الاحتجاج ملزمون بالحذر من هذا الاخفاق: حتى لو وصل عدد أقل من الناس الى المهرجان التالي وحتى لو اختارت وسائل الاعلام الانسحاب من نطاق الخيام في روتشيلد، لا ينبغي لهم أن يهنوا. فمن أجل تغيير سلم الاولويات الوطني، هناك حاجة لتحديث أنماط الاحتجاج المعروفة ايضا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ومن سيكنس في رام الله
المصدر: "يديعوت أحرونوت – دوف فايسغلاس"

" نشر في المدة الاخيرة ان إسرائيل تزن الغاء اتفاقات اوسلو باعتباره وسيلة رد على السلطة الفلسطينية اذا أفضت هذه الى اجازة الامم المتحدة بقرار يعترف بدولة فلسطينية في حدود 1967. قبل ان تورط اسرائيل نفسها بحماقة اخرى، يحسن أن نفحص عن المعنى العملي للاجراء المقترح.
ان الغاء اتفاقات اوسلو معناه وقف نشاط السلطة، لانه جرى الاتفاق فيها على مسيرة سياسية متدرجة تنتهي الى انشاء دولة فلسطينية. وبحسب نظام الاتفاقات ذاك انشئت السلطة التي هي جهاز حاكم مؤقت يفترض ان يدبر حياة الفلسطينيين حتى انشاء دولة. وحددت لها مجالات مسؤولية في الحكم وأُقرت اراض في يهودا والسامرة وغزة تخضع لسيطرتها المدنية.
رأى معارضو الدولة الفلسطينية اتفاق اوسلو بدء الخراب. أما عند اولئك الذين يريدون دولة فلسطينية أو يعتقدون انها حتمية فقد كان الاتفاق شبه مقدمة سياسية: فقد اشتمل الى جانب ترتيب ادارة ذاتية على اعتراف فلسطيني بدولة اسرائيل في حدود 1967. مر منذ ذلك الحين نحو من عشرين سنة. ويجري مط "الفترة البينية" لكن السلطة ما تزال تدبر امور المواطنين العرب هناك. والآن كما سمعنا تفكر اسرائيل بعقابها بالغاء الاتفاق.
دبرت اسرائيل حتى انشاء السلطة الحياة اليومية في يهودا والسامرة وقطاع غزة كما يجب عليها ان تفعل بحسب قواعد القانون الدولي التي تعالج الاحتلال العسكري. وقد استعملت اسرائيل جميع اجهزة الحياة المدنية: الامن الداخلي والاقتصاد والاموال والتربية والصحة والحياة المصرفية والاتصالات والكهرباء والمياه والعلاج الطبي والنقل العام والتخطيط والبناء والبنى التحتية وسائر الخدمات المطلوبة لسكان يبلغون ملايين. ولما كانت ايرادات الضرائب في المناطق الفلسطينية ضئيلة، أنفق دافع الضرائب الاسرائيلي على ادارة الحياة المدنية الفلسطينية مبالغ ضخمة.
لم تكن الادارة المدنية الاسرائيلية في المناطق باهظة الكلفة فقط بل كان سيئة ومثقلة وفاسدة احيانا، ومثل كل ادارة عسكرية تدبر الحياة المدنية جلبت على اسرائيل اضرارا فظيعة بصورتها.
يصعب ان نفهم اذا لماذا تعرض الحكومة الحالية خاصة – والتي أفضت قدراتها على الادارة الى مظاهرات احتجاج ومدن خيام في جميع انحاء الدولة – لماذا تعرض نفسها للخطر باجراء قد يلقي على كاهلها تدبير امور ملايين الفلسطينيين. من أين ستأخذ الميزانية الضرورية التي تبلغ مليارات؟ ومن أين ستجند القوة البشرية؟ الى انه ينظر العالم كله اليوم الى ما يجري في المناطق، وستضطر اسرائيل الى ان تمنح خدمة يحتذى عليها هناك.
ان افكارا لا مسؤولية فيها قد تفضي الى تطورات سلبية على غير عمد ايضا. هل الغاء اتفاقات اوسلو ونقض السلطة عقوبة للفلسطينيين حقا؟ في هذا شك كبير. يدعو غير قليل من المتحدثين الفلسطينيين الى الغاء اتفاق اوسلو والسلطة، حيال الميزة العملية والسياسية التي منحاها لاسرائيل: فبالاتفاق اعترف الفلسطينيون بحدود 1967 ويقولون ان السلطة هي مساومة مخطوءة. وهي التسوية المرحلية التي خلدت نفسها.
في هذا الوضع، كما يقولون، تستمتع اسرائيل بجميع العوالم: فهي المحتلة والسيدة العسكرية في يهودا والسامرة، وهي الحاكمة وهي الآمرة الناهية في جميع مجالات الحياة، لكن السلطة هي التي تتحمل المسؤولية عن الحياة اليومية من مواردها الضئيلة التي هي في الأساس حشد الصدقات والتبرعات من دول العالم.
قال لي أحد الفلسطينيين وهو شخص جدي جدا أن القدر القليل من الادارة الذاتية الذي تتمتع به السلطة، برأيه، لا يعادل ثقل المسؤولية الملقاة عليها، ولهذا "يفضل احتلال تام تدير فيه اسرائيل الحياة ايضا".
كلما استمرت الحكومة على التلهي بالفكرة السخيفة وهي الغاء اوسلو، فانها قد تجد، والعياذ بالله، موافقة فلسطينية على ذلك. فهم، أي الفلسطينيين، سيتعلمون درسا، ونحن سنعود الى كنس شوارع رام الله".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تركيا تشق الطريق لرد عسكري دولي ضد نظام الاسد
المصدر: "هآرتس ـ تسفي بارئيل"

" ذبح المواطنين في سوريا يتواصل كونه الاستراتيجية المفضلة على بشار الاسد. فاذا كان اطلاق النار واستخدام العصابات المجندة في بداية الاشتباكات قبل نحو خمسة اشهر لمحاولة ردع المتظاهرين فقد باتت هذه حربا مباشرة وكاملة من النظام ضد المواطنين. واذا كان معمر القذافي في بداية الاضطرابات في الشرق الاوسط تقدم بالنموذج المتطرف لرد النظام على الاحتجاج يبدو ان الاسد تفوق عليه. مقابل ليبيا، التي كان لحركات التمرد فيها سلاح، جنود وضباط سمحوا لها بالدفاع عن نفسها بل واحتلال اجزاء من ليبيا، فان النظام في سوريا هو الذي يطلق النار، فيما يقف أمامه مواطنون لا يتمتعون بدعم عسكري خارجي. امس مرة اخرى قتل عشرات المواطنين. وحسب منظمات حقوق الانسان قتل نحو خمسين شخصا في مدن ادلب، حماة ودير الزور. واضافة اليهم، فر الاف المواطنين من منازلهم في البلدات المحيطة بالعاصمة دمشق.
لو كان يخيل ان اقالة وزير الدفاع علي حبيب، ابن احدى العائلات العلوية الهامة في سوريا وتعيين رئيس  الاركان المسيحي داود الرجحة بدلا منه جاءت لاظهار الاستعداد للتغيير، فان استمرار المذبحة يحطم هذه النظرية. فالرجحة هو جزء من النظام الموالي للاسد وكان ضمن قائمة الشخصيات التي فرضت الدول الاوروبية العقوبات عليهم. كرئيس للاركان هو مسؤول بقدر لا يقل عن حبيب عن قتل المواطنين.
لقد أوضح الاسد أمس بان "شيئا لن يوقفه من مطاردة العصابات المسلحة". هذه الامور قالها لوزير الخارجية التركي احمد داوداوغلو  الذي وصل الى دمشق ونقل له في لقاء استغرض ست ساعات رسالة حادة اللهجة من رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان. وقد قال وزير الخارجية التركي للاسد ان صبر تركيا نفد، وان مستقبل الاسد قد يشبه مستقبل القذافي. اضافة الى ذلك، فان تركيا التي أجرت ثلاثة مشاورات رفيعة المستوى، شارك فيها المسؤول الامريكي عن الشؤون التركية في وزارة الخارجية الامريكية، فردريك هوف، أوضحت لسوريا بان من الان فصاعدا لن تمتنع عن الانضمام "لكل عقوبات أو أعمال تقررها الاسرة الدولية".
تركيا، التي تلقت أمس صفعة من الاسد، الذي واصل المذبحة رغم التحذير التركي، تمهد الطريق لتبني قرار كهذا في مجلس الامن، وخلافا للسياسة التركية المترددة تجاه ليبيا، هذه المرة يبدو ان تركيا ستكون مستعدة للمبادرة الى قرار كهذا في الامم المتحدة بل وتؤيد هجوما عسكريا. قرار دولي ضد الاسد – اذا ما تخذ – يمكن أن يعتمد ايضا على موقف دول الخليج الستة التي ادانت بشكل استثنائي سفك الدماء في ارجاء سوريا، في الوقت الذي اعادت فيه السعودية، البحرين والكويت سفراءها في دمشق. مثل هذا القرار يمكن أن يعتمد ايضا على موقف الجامعة العربية التي بعد فترة طويلة جدا استيقظت وأوضحت بانها تشجب اعمال النظام السوري.
موقف السعودية هام على نحو خاص، وذلك لانها تشير الى تغيير "فكري"، بموجبه الملك عبدالله، الذي غضب من المتظاهرين في مصر ممن أسقطوا حسني مبارك ويستضيف الرئيس التونسي بن علي الذي فر في أعقاب المظاهرات في بلاده "ينضم الى الشعب السوري" مثلما كتب أمس محرر الشرق الاوسط، فأوضح بذلك ما هي حدود التضامن بين زعماء الدول العربية.
لرد فعل الملك قد تكون آثار اقتصادية جسيمة على النظام السوري. السؤال هو اذا كان التحالف العربي – التركي سينجح في تحريك الدول الغربية لاتخاذ قرار بعملية عسكرية. المبررات ضد العملية العسكرية في سوريا، مقابل السرعة التي اتخذ فيها القرار في ليبيا، تعتمد اساسا على التخوف من رد فعل ايران التي من شأنها ان تفتح جبهة في الخليج، ومن أن المعارضة السورية نفسها  لم "تدعو" مثل هذا التدخل بعد.
سواء المعارضة أم الدول الغربية لا تريد ان تخدم الاسد في أنه مثلما في الحالة الليبية تتحول الثورة في سوريا الى حرب من الغرب ضد نظام عربي، ولا سيما في الوقت الذي لم يصل التدخل العسكري في ليبيا الى الحسم. ولكن، بدون تدخل عسكري، فان الاسد لن يغير استراتيجيته، والدول العربية وحدها لن تبدأ بمعركة عسكرية ضد سوريا".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وجه الاحتجاج: بشرى مؤثرة على كل حال
المصدر: "اسرائيل اليوم ـ عوزي برعام"

" قبل سنين نشب صراع دولي على محاولة الربط بين الصهيونية والعنصرية. وأقيم من اجل ذلك مقر عمل أعلى وكنت معدودا في اعضائه. كنت آنذاك رئيس لجنة الهجرة والاستيعاب التابعة للكنيست وشاركت في الجهد الذي أثمر ثمرات. أتذكر لقائي في السفارة الاسرائيلية في البرازيل مع مجموعة مختارة من النواب البرلمانيين من أكثر الاحزاب هناك. وقد تحدثت بحماسة عن "الربط الآثم" هذا، اقتنع كثيرون بالتخلي عن طريقهم. وفي الحقيقة اتخذ البرلمان في البرازيل قرارا يندد بالربط بين الصهيونية والعنصرية.
اسأل نفسي هل كنت أتصرف اليوم ايضا كما تصرفت. لست متأكدا. اذا انتصرت الصهيونية  – ومعها التوكيدات اليهودية لألكين وروتم – فستكون اسرائيل دولة الشعب اليهودي لا دولة يهودية ديمقراطية كما اتفقنا آنذاك. واذا لم تكن اللغة العربية لغة رسمية كما كانت منذ نشوء الدولة، فسننضم على علم الى جميع اولئك الذين يريدون أن يصوروا اسرائيل بألوان سلبية. ما الصلة بين هذا وبين الاحتجاج الاجتماعي الذي يجري أمام اعيننا؟ انه يدور على الطموح الى محاصرة الاستقطاب الاجتماعي – الاقتصادي وعلى وضع الطبقة الوسطى التي تبنى على ظهرها دولة كاملة.
أنا أتفهم قادة الاحتجاج. فهم من اجل احراز قاسم مشترك واسع قدر الامكان يريدون تخبئة الاختلافات في الرأي، ولا سيما في المجال السياسي. وأرى أن لكل معسكر اسبابا مختلفة في رأيه لتدهور وضع الطبقة الوسطى في اسرائيل، ولهذا عبر الخطباء في المؤتمر الضخم عن أجزاء مختلفة من المجتمع الاسرائيلي.
ما لا أوافق عليه هو ان يتجاهل الاجماع الهش حول الاحتجاج اضعاف الديمقراطية ورفع العنصرية لرأسها. ربما كانت شعارات تندد باضعاف مكانة الديمقراطية وتؤيد مكافحة التمييز، تُبعد فريقا من المشاركين. لكن أكثر المتظاهرين يدركون ان المناخ الاجتماعي في الدولة متأثر بالمناخ الثقافي، وأن وثيقة الاستقلال كما صيغت هي الرابط الذي يربط بيننا: بين اليمين واليسار، والمتدينين والعلمانيين، والعرب واليهود. وحتى لو استمر الاحتجاج على سعيه الى قاسم مشترك في الحد الادنى والاشمل، فسأستمر على الفخر به وبقوته الجماهيرية، فهذا الاحتجاج يعيد الينا نحن الاسرائيليين مبدأ التكافل بخلاف الرأسمالية المتطرفة التي تقف الانسان الفرد باعتباره عنصرا يطمح الى انجاز يتجلى بالغنى والرفاهة الاقتصادية.
أصبح التكافل الاجتماعي قطعة نقدية تنتقل الى التاجر عن طريق بيوت المساعدة والصدقة للمعدمين، لكنه كف عن ان يكون روحا عامة موحِّدة من جهة اخلاقية واقتصادية وسياسية. أرادت دفني ليف ورفاقها العثور على حل لضائقة السكن ولم يدركوا انهم يمنحون المجتمع الاسرائيلي ما سُلب منه، أعني احترام الآخر والاكتراث والشعور بالتكافل المتبادل.
سيطلب الى حكومة اسرائيل ان تقدم الجواب السياسي والاقتصادي. وصحيح انه يصعب ادارة الدفة في الواقع الاقتصادي الجديد، لكن الازمات خاصة تحمل معها بشرى – بشرى يتمناها اكثر الاسرائيليين منذ سنين غير قليلة".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وباء مصر
المصدر: "معاريف ـ سارة توبول"

" عقد الايجار لمقر حزب نور في المنصورة، المدينة الكبيرة في دلتا المصرية الواقعة على مسافة 145 كيلو متر شمالي القاهرة، وقع الشهر الماضي فقط. الكراسي لا تزال مغطاة بالنايلون وتقف الى جانب الجدران الخضراء. شريف طه حسن، الناطق بلسان الفرع المحلي للحزب الاسلامي والمحافظ المتشدد هذا، يجلس في غرفة الجلسات ويشرق بأسره، عندما نتحدث نحن عن فرص الحزب لان ينتخب للبرلمان في الانتخابات الاولى منذ سقوط نظام مبارك. انتخابات خطط لها في الخريف، ولكن الان ليس واضحا متى ستجرى.
"توجد قاعدة تأييد سلفية كبيرة في المجتمع المصري"، يقول حسن، "عندما يفهم الناس من نحن وما هي اهدافنا، سينضمون الينا"، يضيف مبتسما. السلفيون – اعضاء تيار متطرف للاسلام متأثر بالسعوديين، امتنعوا عن الانشغال بالسياسة حتى التحولات الاخيرة في مصر. وقضوا بان الديمقراطية هي طريقة غير اسلامية مدعين بانه بدلا منها من واجب المسلمين اطاعة زعيمهم، حتى لو كان طاغية. ومقابل امتناعهم عن السياسة، منح شيوخهم تأثير في الخطاب الديني في مصر. اما الان فهؤلاء المحافظون المتشددون هم جزء من مجموعات مختلفة تكافح في سبيل قطعة من كعكة السلطة. وعلى نحو يشبه الاحزاب الدينية الاخرى، فانهم لا يعتمدون فقط على شعبيتهم في المساجد وفي قنوات التلفزيون بل يديرون حملة يقظة في مراكز المدن وفي المناطق القروية.
نشطاء حزب نور يطبعون يافطات زرقاء، يعدون آرمات انتخابات، ينظمون لقاءات جماهيرية، يبعثون بفرق طبية للقرى المظلومة، بل وحتى يدعمون الادوية في صيدليات مختارة فيما تحمل هذه الادوية الرخيصة الشعار الحزبي. وهم السلفيون الاوائل في مصر الذين تسجلوا كحزب، واقاموا حتى الان فروعا في 15 من أصل 27 محافظة في مصر – عدد اكبر من عدد الفروع التي اقامتها احزاب ليبرالية لا تزال منشغلة بالحملات على المستوى الوطني فقط.
يعطي حسن الانطباع بانه غير مشغول البال من الحاجة لتجنيد المؤيدين في الزمن القصير المتبقي حتى الانتخابات. هذا الرجل المدور والملتحي الذي يلبس بدلة سكنية لامعة، يعمل بلا كلل منذ شهر حزيران، عندما بدأ حزب نور يجمع خمسة الاف توقيع ضرورية لاقامة الحزب. وهو يتبجح فيقول: "عندما وقع الناس لنا، تبرعوا بالمال ايضا".
مسلمون غير طيبين
السلفية ليست ايديولوجيا ذات مذهب مرتب واحد وزعيم واحد، بل حركة محافظة واسعة تتضمن مذاهب متطرفة. فالسلفيون يتطلعون الى محاكاة طريق أصحاب النبي محمد في القرن السابع، السلفيين. في مصر تحظى مدرسة السلفية بالتأييد ولا سيما في بعض المناطق (مثلا، يتمتع نور بتأييد واسع في الاسكندرية، بينما حركة سلفية اخرى، الفضيلة، تحظى بتأييد في القاهرة). ولكن التعاون بين الحركات المختلفة يمكن أن يجلب المزيد من المؤيدين الى صناديق الاقتراع فيزيد كثيرا قوة السلفيين في السياسة.
السلفيون الذين يحاولون بلورة احزاب سياسية، اجتهدوا حتى الان للامتناع عن الانشغال في مواضيع موضع خلاف. ومع ذلك، منذ وقت غير بعيد اطلق شيوخ السلفية تصريحات متشددة في وسائل الاعلام المصرية، عن امكانية انتخاب رئيس قبطي وعن حق النساء في نيل مواقع القوة. وأثبت السلفيون كم يمكن لهم أن يكونوا خطرين، حين عين حاكم مصري في قنا جنوب مصر. فقد قاد السلفيون مظاهرات عنيفة على مدى عدة ايام ومسوا بالسكان المسيحيين. أذن مسيحي واحد قطعت، عندماحاولوا ان يفرضوا عليه "عقابا اسلاميا".
مهما كان عددهم، فان وجود الاحزاب الاسلامية المتطرفة في البرلمان المصري القادم، سيؤثر كثيرا على الخطاب السياسي في الدولة المحافظة على أي حال. ناهيك عن ان هذا البرلمان سيكون الهيئة التي تقرر هوية مجلس المائة، الذي سيصيغ الدستور المصري الجديد. "السلفيون سيجرون البرلمان يمينا في محاولة لصياغة هوية الاسلام الحقيقية حسب رؤيتهم"، يقول شادي حميد، الباحث في مركز بروكينز في الدوحة. "في اللحظة التي يعنى بها الحوار في الشؤون الدينية وبالنصوص الدينية، يمكن للسلفيين أن يتصدروه لانهم يتمتعون بتفوق هام في هذا المجال. وهذا في واقع الامر هو الخطر. فمع أنهم لا يمثلون معظم المواطنين المصريين، فانهم سيتمتعون بقوة غير متوازنة. نفوذهم سيظهر أساسا في كل ما يتعلق بحقوق النساء والقوانين المتعلقة ببيع وتعاطي الكحول. الناس سيخشون من تسميتهم مسلمين غير طيبين".
في عيادته في مدينة الاسكندرية، يحاول نشيط الحزب الكبير يسري حمد ان يشرح الفارق بين المعتقد الاصولي للجماعة والسياسة الداخلية التي سيتبعها. وحمد يتطابق والنظرة المسبقة للمسلم المتشدد في محافظته، بلحيته السميكة وبابهته. للقاء معنا جاء حمد مع طارق شعلان، عضو في الحزب يتكلم الانجليزية وحليق. الرجلان يصران على أنه اذا ما صعد حزب نور الى الحكم، فلن يفترض زعماؤه على أحد العيش حسب تفسيره للشريعة الاسلامية. ومع ذلك، فالحزب سيعلم المصريين كيف يكونوا مسلمين – وهو موضوع اهمل على مدى عشرات السنين من الانظمة الطاغية والعلمانية. وهكذا مثلا، يقولون انهم لن يفرضوا على أي امراة اعتمار النقاب أو حتى الحجاب، ولكن "سيعملون على تقدم التقاليد في مصر".
في هذه المرحلة يوقف شعلان الحديث كي يلقني درسا في التاريخ. "أتعرفين أنه قبل 1919 كان الجميع في مصر متحجبين – مسيحيين، يهود ومسلمين؟". غطاء الرأس، يضيف شعلان، دفع الى الامام بالذات حقوق النساء، لان النساء الجميلات حظيت بمعاملة أفضل. فعندما تعتمر المرأة الحجاب وتلبس الملابس الواسعة فانها تحفظ جمالها لزوجها وتثبت أنها تحمي شرفها. "فهي لا تحتاج لان تكشف عن نفسها، وعذرا أني استخدم هذه الكلمة، او مثيرة للجنس، كي يحترمها الاخرون أو يتعاطون معها"، يضيف شعلان.
هل تعتقد ان الامر ينطبق على الرجال، أساله.
شعلان يتردد في اجابته. "انتِ لن تتعاطين مع الرجل بشكل مختلف اذا كان جميلا، ولكن الرجال يتعاطون مع النساء على نحو مختلف في مثل هذه الحالات". كلنا نعرق عدم ارتياح عندما يحاول رجلان تسوية مبادئهما الدينية مع الحياة اليومية.
أنا، حمد وشعلان ننتقل للبحث في نظرية القانون الاسلامي. وأخيرا يعترف حمد بان حزب نور يعتزم محاولة فرض تفسيره المتطرف للاسلام في مصر، تفسير يتضمن تأييدا للعقاب القديم مثل جلد الزاني وقطع يد السارق. "ولكن هذا لن يتم فورا"، يقول لي حمد. أولا، يقول، حزب نور يخطط لمعالجة المشاكل الاقتصادية العسيرة في الدولة، تقليص المشاكل التي تدفع الى التدهور نحو الجريمة. وبالفعل، بعد ذلك تناول موضوع العقاب أيضا.
ومع أن أجوبة أعضاء الحزب تبدو مدحوضة، يبدو أن معظم المصريين يتفقون معهم. معظم النساء في مصر يغطين رؤوسهن منذ الان. في نيسان الماضي كشف استطلاع لمعهد الاستطلاعات الامريكية "بيو" النقاب عن أن 62 في المائة من المصريين يؤمنون بان "على القوانين ان تكون متطابقة مع ما ورد في القرآن". هذا، باختصار، هو مذهب حزب نور. السؤال المطروح هو هل المصريون الذين يؤيدون المبادىء الدينية المتصلبة هذه، سينتخبون أيضا أحزابا تسعى الى جعلها قانونا.
نهاية الاحتكار
قبل ان يخرج المصريون الى الشوارع لاسقاط الرئيس حسني مبارك، كان الخيار الوحيد للمقترع الديني هو مرشحو حركة الاخوان المسلمين، الذين تنافسوا بشكل مستقل في الانتخابات البرلمانية. ورغم محاولات النظام تقييد مشاركتهم في الساحة السياسية من خلال منع الاحزاب الدينية، كان "الاخوان" الحركة الاسلامية الاكثر تنظيما في الدولة. في هذه الايام يوجد "الاخوان المسلمون" في مركز الخريطة السياسية وبدأوا ينقسمون الى أحزاب صغيرة. ظاهرة الاحزاب السلفية حطمت احتكار "الاخوان" وفتحت الباب امام آراء متطرفة اخرى.
مع أن الانضمام الى السياسة كفيل بان يكبح جماح مواقفهم المتطرفة، فانه كفيل ايضا بان يدفعهم الى ان يطلقوا العنان لمواقفهم بقوة أكبر. "كلما كان لديك أحزاب اسلامية، فانها ستتنافس الواحد مع الاخر – لتثبت بانها اسلامية أكثر من الخصوم"، يقول الباحث من معهد بروكينز، "هذا ما يحصل في مثل هذه الاوضاع".
قد يسير السلفيون في أعقاب حركة "الاخوان المسلمين" التي لطفت حدة مبادئها المتصلبة، كيفت نفسها مع الواقع المعقد للحياة اليومية، وبدأت تنشغل ايضا في خطط التنمية الاقتصادية والزراعية. ولكن حاليا، يبدو ان الانتفاضة الشعبية التي تصدرها الشباب الليبرالي المحب للفيس بوك، منحت الاسلاميين المتطرفين في مصر فرصا جديدة لم تكن لديهم حتى الان".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ  
عدم مسؤولية ليفني
المصدر: "اسرائيل اليوم ـ ايزي ليبلار"

" دعوت أكثر من مرة رئيس الحكومة وزعيمة المعارضة الى ان يضعا جانبا مطامحهما الشخصية والسياسية وينشئا حكومة وحدة من اجل دفع المصلحة القومية الى الأمام. لكن المقابلة الصحفية التي بذلتها لفني للصحيفة الامريكية "أتلانتيك"، وهي مقابلة استشاطت فيها غضبا على رئيس الحكومة نتنياهو أمام جمهور امريكي، لا تسبب لي التحفظ من ذلك فحسب بل تقتضي في نظري ان تستقيل من منصب رئيسة الحزب.
لماذا تجاوزت خطا احمر؟ لان لفني امتدحت بصراحة الرئيس اوباما لانه يستعمل ضغطا على نتنياهو، بل شجعت الادارة الامريكية على زيادة الضغط على الحكومة الاسرائيلية. وقد أفرطت، وفي ملاحظة من المؤكد انها ستندم عليها في المستقبل، ذكرت موضوع "الولاء المزدوج" ليهود الولايات المتحدة – وهو موضوع حساس كان عنصرا مركزيا في حملات دعائية معادية للسامية سابقة.
أومأت لفني الى ان رئيس الحكومة نتنياهو ينشيء حالة قد تعرض يهود الولايات المتحدة للخطر لانها ستفرض عليهم ان يختاروا بين الاطراف. وقالت ان "رئيس الحكومة، على عمد أو على غير عمد، وضع اليهود الامريكيين في وضع معقد جدا... وضع يجب عليهم فيه ان يختاروا بين الاطراف وهم لا يريدون ان يكونوا في هذا الوضع". وتابعت فقالت ان "هذا شيء جديد يضطر يهود الولايات المتحدة الى ان يختاروا طرفا".
لسنا محتاجين الى لفني كي تقول لنا ان يهود الولايات المتحدة يريدون بيأس الامتناع عن مواجهة مع رئيسهم بشأن اسرائيل. فهذا من جهتهم كابوس حقا.
لكن لفني تصر على ان نتنياهو يجب ان يخضع في شؤون امنية أساسية وان يصبح تابعا لاوباما، وهي من جهة اخرى تنصح يهود الولايات المتحدة بعدم تحقيق حقهم الديمقراطي باعتبارهم مواطني الولايات المتحدة، في التعبير عن غضب على سياسة الادارة نحو اسرائيل.
ومن المغضب الشعور بأنه لو كانت لفني نفسها رئيسة الحكومة، اذا استثنينا فروقا ممكنة ضئيلة، لكانت ملزمة هي ايضا ان تعارض الضغوط من قبل اوباما. ومن هنا غضبي الكبير على لفني. فهي تعلم انه في اللحظة التي نضع فيها جانبا المتطرفين اليمينيين واليساريين في الليكود وفي كديما، لا توجد في الواقع فروق جوهرية تفرق بين الحزبين. فلماذا الاضرار بيهود الولايات المتحدة وبخيار حكومة اسرائيل ان تواجه اوباما؟.
قالت لفني في المقابلة انها تحافظ على القيم التنقيحية لوالديها اللذين كانا تابعين مخلصين لمناحيم بيغن. فهل تحافظ حقا؟ حتى انقلاب 1977 حظي بيغن وحزبه بمعاملة تحقيرية من قبل مؤسسة مباي، وعرف بيغن كيف يهاجم مباي بالكنيست وبالمظاهرات. لكنه عندما كان في الخارج وسئل عن سياسة الحكومة، من قبل يهود وغير يهود، رد بجواب راتب هو: حينما أكون خارج البلاد لا أندد أبدا بسياسة حكومتي. فاختلافات الرأي السياسية بيننا تدار في اسرائيل ويبت فيها الشعب.
يتم التعبير عن قوة الشعب الآن في الشوارع. فالشعب يطلب الى ساسته أن يصرفوا انتباها الى الرفاه وحاجات المجتمع. واذا نجح الاحتجاج فستكون النتائج ايجابية. لكن غضبا جماهيريا مشابها يجب ان يوجه الى ساسة يتجاهلون المسؤولية الرسمية حتى وهم في المعارضة، ويتابعون الدفع قدما لبرامج عملهم الشخصية".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ  
إنزلوا عن نتنياهو
المصدر: "معاريف ـ ألون بنكاس"

" ثمة قدر من عدم النزاهة السياسية وانعدام الاستقامة الفكرية في الانتقاد على رئيس الوزراء نتنياهو. منذ بداية ولايته في 2009 يطالبون نتنياهو بتغيير السياسة، يطلبون منه تغيير رأيه، يضغطون عليه لقبول أمور لا يؤمن بها. ينتقدونه بشدة على سلم اولوياته ويشكون منه على اعمال قام بها واخرى امتنع عن عملها. في كل موضوع، في كل مجال سياسي، في كل بعد وفي كل مفترق. للمنتقدين ميل لكبت حقيقة بسيطة: هذا نتنياهو. إن لم يكن جيدا، فاستبدلوه.
هذه هي أفكاره وهذه هي سياسته. نتنياهو لا يمكن تغييره كل بضعة اشهر. وحسب أفضل تقديره، فان الواقع لم يتغير على نحو متطرف. بل العكس: أسس مذهبه تكثفت وتعززت. نتنياهو لم ينتخب كي يدفع الى الامام مسيرة سياسية لانه لا يؤمن بجدواها. نتنياهو لم ينتخب لتطبيق فكرة "الدولتين" لان معارضته للدولة الفلسطينية معروفة، متماسكة ومعللة. نتنياهو لم ينتخب كي يقيم حكومة مع تسيبي لفني. لو أراد مسيرة سياسية، لفعل ذلك. في نظره، خطر الدولة الفلسطينية وايران الاسلامية الفاشية التي تهدد بتخريب الحضارة اليهودية أكبر من المنفعة التي في المفاوضات وفي الانفصال السياسي.
نتنياهو لم ينتخب لتغيير سلم الاولويات الاقتصادي لاسرائيل. فهو محافظ – جمهوري يمقت الحكم الكبير، المتدخل والمرشح. فهو مارغريت تاتشر ورونالد ريغان. بالنسبة لامريكيا الديمقراطية لكلينتون – اوباما، نتنياهو هو حفلة الشاي الجمهورية من شخص واحد. نتنياهو لم ينتخب كي يكون صديقا للرئيس اوباما. هو صديقة نيوت غينغرتش وغالن باك. وبشكل عام، الولايات المتحدة بحاجة ماسة لاسرائيل أكثر مما هي اسرائيل تحتاج أمريكا.
نتنياهو لم ينتخب كي يعيد اقامة دولة الرفاه. برأيه، دولة الرفاه هي صيغة للتبطل وجمع الصدقات. ينبغي اعطاء صنارة للانسان وليس سمكة.
نتنياهو لم ينتخب كي يسعى الى "العدالة الاجتماعية". العدالة الاجتماعية تتقرر في السوق الحرة وفي عدم المساواة، وهي معطى دائم في حياة الفرد والمجتمع ولا يمكن تغييرها من خلال التشريع أو فرض الضريبة. نتنياهو لم ينتخب كي يعالج الفقر أو يعالج سياقا تكون فيه "الطبقى الوسطى" عمليا فقيرة. ربما هو لا يحب الفقر كظاهرة، ولكنه يحب الفقراء أقل. الفقراء ليسوا جيدين للانتاج المحلي الخام، هذا مثقل وهذا غير جميل على نحو خاص.
نتنياهو 2011 هو ذات نتنياهو 1996 – 1999 مع اضافة تجرة وتعزيز فكري. فهو متبلور، اراؤه متماسكة وفي أساسه هو سياسي ايديولوجي وليس برغماتيا. تغيير السياسة المنسوبة للمزايا الشخصية ("الصمود امام الضغوط"، "الفزع") لا تعبر عن تغيير قيمي أو فكري بل عن مزايا سلوكية. في الاساس في أساس المطالب بالتغيير تقبع فرضيتان اساسيتان: سياسية وجوهرية. من ناحية سياسية نتنياهو هو رئيس وزراء بفضل 24 في المائة من اصوات الناخبين. هذا أمر غير وارد في الديمقراطية الغربية. عندما انتخب اوباما في 2008 باغلبية 53 في المائة، قالوا أن تفويضه لتغييرات شاملة محدود جدا. عندما انتخب بيل كلينتون في 1992 بـ 43 في المائة قالوا ان لا تفويض له. الطريقة الائتلافية في اسرائيل تسمح لنتنياهو باقامة حكومة مستقرة نسبيا في ظل الاعتماد على شركاء آخرين من الاحزاب الاخرى. ولكن لما كان نتنياهو هو فقط 24 في المائة من الجمهور، فانهم يطالبونه بالتغيير.
الفرضية الاساس الجوهرية تتعلق بمفهوم "الواقع" وبحاجة رئيس الوزراء للحكم بنجاعة وفي ظل مراعاة المحيط والدفع الى الامام بقوة قصوى بالمصالح الوطنية. عليه أن يكيف نفسه ويعطي أولوية للواقع على كل مبدأ أو فكرة جاء بهما الى المنصب. الحاجة الى تطوير شبكة علاقات مع الرئيس الامريكي كتحصيل حاصل للتحالف الحيوي بين الدولتين والحاجة الى ادارة مسيرة سياسية وسياسة خارجية معقولة، الحاجة الى تحديث وتغيير السياسة الاقتصادية، الحاجة الى اعادة التفضيل. نتنياهو يدحض الفرضيتين. من يعتقد أنه يحكم في ظل تجاهل الواقع مدعو لان يستبدله، لا أن يطالبه بان يتغير. فهو لا يريد ولا يستطيع".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جود مورننغ، لندن
المصدر: "معاريف ـ ايتان شفارتس"

"1. "جود مورننغ لكم"، يا أصدقائي البريطانيين. شهدنا بقلق مع باقي العالم صور العنف والدمار التي وصلت من عاصمة المملكة المتحدة. رأينا جموع المشاغبين – بل ولم تخفى عن ناظرينا التقارير عن قوات الامن المعززة، التصميم الشرطي الذي يتسم أحيانا بالعنف بل واطلاق النار الحية على المشاغبين. توجد أماكن في العالم كانت مثل هذه الصور ستثير عاصفة. عندكم في بريطانيا، مثلا. عندما تأتي صور مشابهة من اسرائيل، ردود الفعل الشرطية لاجزاء واسعة من المجتمع البريطاني تدفع باصبع اتهام جماعي نحو اسرائيل، دون صلة بمسائل تافهة كالظروف، التفاصيل الصغيرة، او السياق. ولكننا نحن لسنا بريطانيا. إذ أنه اذا كان هناك شيء ما تعلمناه بالذات منكم ايها الانجليز – فهو الا نحكم بشكل جارف على السلوك السياسي لدولة صديقة، وبالتأكيد ليس عندما لا نعرف نحن الصورة بأكملها.
2. "جود مورننغ" لك يا قائد الشرطة البريطانية. أحد مرؤوسيك – على ما يبدو – أطلق النار فقتل متظاهرا. نحن واثقون بان هذه التفاصيل تلقي بظلال ثقيلة على أعمالك وبالتأكيد لا تضيف رفعا للمعنويات. نحن، من جهتنا، نعد بان نتصرف كأصدقاء: لن نرفع ضدك دعوى في المحكمة الدولية في لاهاي، بل ولن نصدر ضدك أمر اعتقال في اسرائيل. نحن نثق بسلطات القانون البريطانية بان تحقق في الحادثة بكل الجدية، مثلما هو متبع في الديمقراطيات. اذا ما وجد خلل في عملك، فانك على أي حال ستتحمل النتائج. ولكن اذا ما تبين انك نظيف، نحن بالتأكيد لن نحاول حبسك عندنا، مثلما يحصل احيانا عندما أناس في وطنك لا يحبون نشاطات لقوات أمننا. عندنا، انت مدعو دوما.
3. "جود مورننغ" لك يا رئيس الوزراء دافيد كمرون. رأيناك تعلن أمس انك لن تتنازل لاي أزعر، دون صلة بعمره. لا ريب، ان لديك عقلا سليما. انت ايضا تفهم بان الضرر الذي يمكن ان يلحقه فتى ابن 15 يساوي الضرر الذي يمكن أن يلحقه رفيقه ابن الـ 18. وهكذا اذا ما أمسكتم بالمشاغبين، فستتخذون ضدهم قبضة حديدية دون صلة بكونهم راشدين. هذا، بالمناسبة، نهج نحن ايضا هنا في اسرائيل نؤمن به. أنا لا أعرف أي صحف تقرأها. أحيانا، التقارير في وسائل الاعلام البريطانية تصف اسرائيل كقوة فظة تعتقل الاطفال. أحيانا في حالات نادرة هذا يحصل حقا. وهذا لا ينبغي أن يحصل ولكن مرات عديدة ببساطة يكون الحديث يدور عن فتيان لم يصلوا بعد الى العمر القانوني. كيف قلت امس؟ اذا كانوا راشدين بما فيه الكفاية كي يقوموا بأعمال الشغب فهم راشدون كفاية كي يتلقوا العقاب.
4. "جود مورننغ" لكم أيها الطلاب البريطانيون. العالم بأسره رأى كيف أن حكومتكم تمارس قبضة حديدية جدا ضد المواطنين. ليس بسيطا رؤية أمة غرست في العالم مبادىء الديمقراطية والاخلاق الغربية تحل اللجام ضد بريطانيين آخرين. ولكن لا تقلقوا، نحن نعدكم الا نعاقبكم بشكل جماعي بسبب أفعال حكومتكم. لن نمنع محاضرين بريطانيين من التعليم في تل أبيب ولن نقاطع الواح الشيكولاتة لكادبوري في كافتيريا الجامعة العبرية. أنتم ايضا مدعوون لان تتعلموا عندنا، مهما كانت نتيجة موجة العنف الاخيرة التي تغرق دولتكم. ستتلقون درسا مضاعفا ببطاقة واحدة:  ستتعلمون من محاضرين اسرائيليين متميزين وستتعلمون من رفاقكم الطلاب الاسرائيليين على حد سواء فصلا في الاحتجاج غير العنيف. هذا مجدٍ لكم".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشعب يريد تغيير الواقع
المصدر: "هآرتس ـ عميرة هاس"

" لا تتحدثوا عن مبلغ كونكم مساكين، تحدثوا عن الحقوق التي تستحقونها"، ذكّر رؤوفين أبرجيل الآتيات والآتين الى خيمة "لا خيار" في حديقة الاستقلال في القدس. كان هذا يوم الاحد بعد عدة ساعات من اعتقاله هو وعدد من ساكنات الخيمة والنشطاء الاجتماعيين في مظاهرة من اجل السكن الجماهيري أجروها عند مدخل مكاتب عميدار. وقد اعتقلوا وسُرحوا بعد بضع ساعات.
إن ذلك التذكير الذي صدر عن أحد الفهود السود يلائم ايضا المتقاعدين الذين تظاهروا في تل ابيب أمس. في خيام الاحتجاج التي وقعت علينا وقوعا حسنا تكتب كل يوم تفسيرات شعار "الشعب يريد عدالة اجتماعية"، وهو يدوي على نحو ليس أقل حسنا من أمه – والدته العربية: "الشعب يريد اسقاط النظام". وهكذا ولد ايضا شعار بسام على صورة ملصقة على اشجار في جادة روتشيلد: "الاكثرية الصامتة تريد ريست". كلما تعمقنا في بحث معنى الجزء الثاني من الشعار الرئيس، يتبين ان هاتين الكلمتين أقل شعارية وتتجليان بمرونتهما وحركيتهما. ويتضح في كل يوم قدرتهما على استيعاب عدد أكبر من الناس والجماعات، والادراكات الاخرى والائتلافات الاخرى التي لم تكن قبل لحظة تُعد ممكنة: فعلى سبيل المثال خيام هتكفا ويافا في كتلة واحدة في مظاهرة تل ابيب، ولافتات بالعربية والعبرية. صحيح، ينبغي ايضا أن نتعلم وأن نصغي الى دعاوى من ليسوا من الطبقة الوسطى، وهي تعرض في خيام لفنسكي وحديقة الاستقلال: أنتم في روتشيلد (ووسائل اعلامكم) تتجاهلوننا، وأنتم تشبهون بمعاملتكم إيانا غلمان المالية". لكن التراسل الدائم بين الفيس بوك ومواقع الديمقراطية المباشرة في الشوارع تمنح الأمل بأن هذا الامر يمكن اصلاحه. لان هذا هو حسن كلمتي "العدالة الاجتماعية": أعني في تحريضهما الممكن على النظام القائم.
لهذا يريد ممثلو النظام القائم كثيرا أن تبطل حركة الاحتجاج سريعا الشعار لمصلحة سلسلة مطالب حسابية. ولهذا فان جزءا من ممثلي النظام القائم الذين يكسبون منه كسبا مباشرا، يحاولون احتضان الاحتجاج والظهور بمظهر أبنائه، ويظهرون بين الخيام وأفواههم تقطر عسلا، وليس الحديث عن ملوك مال. ولما كانت "العدالة الاجتماعية" لا تعرف الحدود فانها تلقي على القائلين بها مسؤولية والتزاما يتجاوزان المقاصد الأصلية. واليكم ما كتب في يوم الاثنين في وثيقة رؤيا قادة الاحتجاج (كما اقتبس في صحيفة "هآرتس"): "ضاءلت الفروق في دولة اسرائيل: الاجتماعية والاقتصادية والجناسية والقومية – الى مستوى منخفض وانشاء تكتل اجتماعي ضروري لبقاء الدولة".
يجوز أن نفترض ان كتاب وثيقة الرؤيا يعلمون ان مضاءلة الفروق القومية معناه باللغة العبرية البسيطة الكف عن تمييز الفلسطينيين مواطني اسرائيل بالقانون وبالفعل. وعندما يتناولون التفصيلات سيتبين لهم أن تحقيقا حقيقيا لهذا المطلب يقتضي تخصيص اراض فورا في الجليل والمثلث للبلدات الفلسطينية التي تخنقها خطط هيكلية خانقة على عمد. وسيتبين لهم ايضا أن جزءا كبيرا من هذه الاراضي في الأصل كان لفلسطينيين وصودر منهم لمصلحة المواطنين اليهود. وسيصعب عليهم أن يتجاهلوا القوانين الجديدة والقديمة التي ينبغي الغاؤها لمضاءلة الفروق القومية.
وعندما يسايرون بسلاسة معنى مطالبهم سيصلون الى العراقيب مثلا ويتعرفون على المسار الدائم الذي تمحو به الدولة حقوق البدو وتاريخهم في هذه البلاد من اجل مكان عيش لليهود. وفي أنشودة "العدالة الاجتماعية" التي لم تنته، سيبلغ المنشدون بيتا مبلبلا يقول ان حدود الدولة تبلغ في الواقع الى نهر الاردن. وانه قد خصص في هذه الدولة الكبيرة لنعران اليهودية (وهي مستوطنة شمالي أريحا) في 2008، 433 لتر ماء للفرد كل يوم، أما قرية العوجة الفلسطينية المجاورة فخصص لها أقل من 82 لترا للفرد كل يوم. وسيقول النشيد ايضا ان القاعدة هي ان الدولة تخصص لليهود من الماء أكثر بأضعاف مضاعفة مما تخصص للفلسطينيين.
في الشهور القادمة مع نضج هذه الحركة الآسرة ستنشأ الانشقاقات. وسيكون هناك من يستمرون على التفكير في "العدالة" في حدود الشعب الواحد، وطلبها. على حساب الشعب الثاني ابن هذه الارض دائما. سيكون هناك من يدركون أن هذه الدولة لن تكون أبدا دولة عدالة ورفاهة اذا لم تكن دولة جميع مواطنيها".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ  
نتنياهو هو ديغول
المصدر: "هآرتس ـ سافي هندلر"

" بعد مئتين واثنتين وعشرين سنة بالضبط من هجوم جمهور فرنسي غاضب على حصن الباستيل، احتفلت تل ابيب بالرابع عشر من تموز الذي يخصها. إن رمزية هذا التاريخ المتماثل ساحرة، لكن مصدر النسبة الاكثر صلة في اليقظة الاسرائيلية هو ايار 1968 في فرنسا. فقد ولد ذلك الربيع التاريخي أهم حركة احتجاج مدني عرفتها فرنسا في القرن العشرين. وهي حركة عصيان سياسي واجتماعي وثقافي يلاحظ تأثيرها في الدولة الى اليوم.
ان حركة الخيام المحلية، التي تريد "عدالة اجتماعية" باعتبارها اسما شيفريا لتغيير مهم للنظام الاجتماعي القائم في اسرائيل، ما تزال بعيدة عن جر اسرائيل الى ايار 1968 خاص بها. فبازاء غيوم الغاز المسيل للدموع التي لفت آنذاك الحي اللاتيني، فان احتجاج الخيام في البلاد هو احتجاج اولاد طيبين غير عنيفين في الأساس، الى الآن على الأقل.
إن المطالب المتطرفة لداني كوهين بنديت والمفكرين الذين احتلوا آنذاك قاعات السوربون بعيدة جدا عن البرنامج الحالي لقادة الاحتجاج الاسرائيليين الذين يقفون في المركز لا في حواشي الخريطة اليسارية. من الممكن جدا أن الاختيار التكتيكي لعدم الكشف عن مواقف سياسية محددة جدا هو الذي يُمكّن من جر الجموع الى الشوارع. وهو في الآن نفسه نقطة اختلاف مهمة بين الحركتين اللتين ولدتا بين شباب خائبي الآمال ضاقوا ذرعا بالنهج القائم: ففي فرنسا كانت خيبة الأمل عنيفة وسياسية، وهي في اسرائيل تنام في خيمة وتتغطى بعلم ازرق – ابيض.
ومع كل ذلك، توجد نقطة واحدة يخيل إلينا أن الحركتين تتلاقيان عندها ألا وهي صفات الحاكم الذي نشب في مدته الاحتجاج الذي لم يسبق له مثيل. فقد كان عند الفرنسيين الجنرال شارل ديغول، وعند الاسرائيليين بنيامين نتنياهو. صحيح وجد في الماضي من تسلوا بهذه المقارنة. نتنياهو باعتباره يمينيا متشددا، يتجرأ على فعل فعل واخراج اسرائيل من المناطق المحتلة كما أخرج ديغول فرنسا من الجزائر بالضبط. لكنه اصبح واضحا للحالمين بيننا ايضا بعد فترتي ولاية أن هذه كانت هذيانات لا أساس لها. فلن يكون نتنياهو رئيس الحكومة الذي يضع حدا لحلم اسرائيل الكبرى ولمشروع الاستيطان.
ومع كل ذلك، سيكسب نتنياهو بعد مكانته باعتباره ديغول المحلي. وليس هو الزعيم الجريء الذي تجرأ على حل مشكلة مصيرية بشجاعة، بل هو الحاكم الذي يزعزع الاحتجاج النظام القديم الذي يقوم عليه تصوره العام ويدعه عاجزا. كان الجنرال ديغول في المراحل الصعبة والعنيفة خاصة من تمرد الطلبة الجامعيين في فرنسا، كان بعيدا عن اظهار الزعامة. وحينما اختفى ديغول في نهاية أيار من ذلك العام ساعات طويلة من قصر الاليزيه وطار الى قاعدة عسكرية في المانيا، ساد القيادة الفرنسية حيرة وتساؤل في أنه هل ينجح بطل الحرب العالمية الثانية في أن يقود الدولة ايضا مقابل شباب غامضين ضاقوا بسلطته.
لا يجب على نتنياهو ان يطير الى المانيا. ان الخوف الذي اصاب وزراء الليكود من طريقة تدبيره للازمة، يبين ان رئيس حكومتنا ايضا غائب حاضر، وليست عنده أية قدرة على لقاء المتظاهرين والفهم العميق لاسباب غضبهم فضلا عن تغيير ترتيب الافضليات الذي يضمن سلطته ويضمن بالمقابل تهاوي الدولة. صحيح ان الجنرال الفرنسي نجح في القيام من عثرته، فأخرج ناسه الى الشوارع وحظي باكثرية كاسحة في الانتخابات الخاطفة للبرلمان التي أعلنها. لكن ذلك كان نصرا قصير الأمد، فان تمرد الطلبة الجامعيين كان علامة على نهاية الحكم الفعال لديغول، الذي استقال من منصبه بعد ذلك بأقل من سنة. ان نتنياهو 2011 الذي يحصر نفسه راغبا في فقاعة تكييف الهواء في دار الحكومة بعيدا عن ميادين المدينة، هو ديغول أيار 1968".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ   
بقيت عصيدة فقط
المصدر: "هآرتس ـ تاليا ساسون"

" نجح بنيامين نتنياهو في اقامة حاجز شفاف لكنه قائم – حاجز الخوف من تعريف المشكلة الاجتماعية بأنها مشكلة سياسية. وقد نجح بواسطة هذه الرسالة التي نقلت الى جمهور المحتجين والمتظاهرين في أن يمنعهم من وضع الاصبع على الشيء الحقيقي. لان المتظاهرين اذا فعلوا ذلك فسيقولون عنهم انهم يساريون – وهذه صفة عيب معروفة على كارهي اسرائيل الذين تأكلهم كراهية الذات – وسيتلاشى الاحتجاج في لحظة. وهكذا يطلب المتظاهرون عدالة اجتماعية باسم شعب اسرائيل كله. يطلبون سكنا وصحة وتربية للجميع. ويطلبون انقلابا اجتماعيا ونظاما اجتماعيا جديدا وترتيب افضليات مختلف. لكنهم يمتنعون فقط عن ان يقولوا ما هو الامر المختل في النظام الحالي الذي لا يملكون بسببه ما هو مفهوم من تلقاء نفسه، أي: السكن اللذيذ والغرف الدراسية الواسعة لأبنائهم، والمال للادوية والرواتب التي يمكن توفير القليل منها لليوم الاسود وعطلة عائلية مرة كل سنة.
اذا نظرنا يمينا ويسارا فسنرى أننا نملك هاي تيك، ودراسات عليا حظي الكبار فيها حتى بجائزة نوبل، واقتصادا قويا ومصانع وتصديرا واعمالا وغير ذلك كثير. فكيف يتم اهمال العمود الفقري خاصة للمجتمع الاسرائيلي الى هذا الحد؟ وكيف يحمل العبء ولا يحصل على مقابل؟ وأين تكمن المشكلة؟ بيد أن المتظاهرين لا يشغلون أنفسهم بذلك لانه سياسي. ونحن نحذر سياسة اليسار واليمين لئلا نفقد القليل الذي نملكه، أي تضامن النضالات.
حان الوقت اذا لنقول للجمهور الحقيقة البسيطة المكتوبة بحروف ثخينة بيضاء أمام اعيننا المغمضة وهي ان ترتيب افضليات دولة اسرائيل يمكن ان يتغير فقط اذا قررنا تغييره.
انشأت اسرائيل في الضفة الغربية دولة رفاهتها. فهناك شوارع تقصر المسافات كي يشعر المستوطنون بأنهم على مبعدة "خمس دقائق عن كفار سابا"؛ وبنيت مبان عامة من اموال الدولة للمستوطنات بل وللبؤر غير القانونية: مدارس وعيادات ومراكز جماهيرية وبنى تحتية للمجاري والماء والكهرباء والطرق؛ وأُعدت اراض وحدائق عامة وغير ذلك؛ وحصل كل مستوطن تقريبا على بيت رائع مع قرض مريح. ويتدفق المال على المستوطنات من كل مكتب حكومي تقريبا مصبوغا بأصباغ خاصة غير مرئية وشفافة، وهو في أكثره غير معنون باسمه لكنه يبلغ غايته.
لم تنقطع كل هذه الاعمال يوما واحدا، ولن تنقطع ما ظل الامر متعلقا برئيس حكومتنا، ولا يهم أي سوبر تانكر يبيعنا إياها غدا. وكي ترتب اسرائيل أمنا ضروريا تملك في الضفة جيشا كبيرا يعمل في أكثره بالامن الجاري الذي يعرفه كل من يخدم في الخدمة الاحتياطية والذي يرمي الى الحفاظ على المناطق من اجل المستوطنين، وهي على العموم دولة تخيب دعوة جيرانها الى تسوية سلام وتستعد لحرب، ولهذا تحتاج الى ان تملك جيشا في مستوى ما وهو باهظ التكاليف.
لكن يتبين على نحو عجيب انه يوجد في خزانة المالية المثقوبة ميزانية لاوساط خاصة كالحريديين. لاننا بفضل مندوبيهم في الكنيست نملك ائتلافا وحكومة عدد الاعضاء فيها 39 وزيرا ونائب وزير على نحو وقح، ولهم مكاتب وسائقون وسيارات ورواتب. فبعد أن عددنا كل ذلك فليتذكر كل متظاهر القصة التي قصها أمس على ابنه الصغير عن الجدة التي وزعت الهبات لكن من لم يحظ بذلك؟ العمود الفقري للمجتمع الاسرائيلي. بقي عندنا عصيدة فقط. ويصعب معها ايضا انهاء الشهر. حان الوقت اذا لأن نقرر ما الذي نريده هنا. ويجب ان نسمي هذا الولد باسمه".
10-آب-2011
استبيان