المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


أخبار العدو

المقتطف العبري ليوم الجمعة: أيلول يؤرق أيام الصهاينة.. هستيريا وكتائب احتياط للقمع الداخلي


عناوين الصحف وأخبار وتقارير ومقالات مترجمة من صحافة العدو

صحيفة "يديعوت أحرونوت":
ـ الهدف: ضرائب غير مباشرة أقل.
ـ ضرائب على بؤرة الاستهداف.
ـ يتظاهرون من دان وحتى ايلات.
ـ ايلي يشاي: ناضج لتنفيذ هزات سياسية.
ـ هكذا سيؤثر انهيار الاسواق العالمية على أموالكم.

صحيفة "معاريف":
ـ مركز الاحتجاج ينتقل الى المحيط.
ـ استثمار غير صحي.
ـ يخرجون من المركز.
ـ الاسئلة المقلقة (قضية قصاب).
ـ يكافحون في سبيل البيت.
ـ الحاكم المؤيد لاسرائيل سيتنافس على الرئاسة (ريك بيري).
ـ مهندس صواريخ حماس: الكشف عن الأسرار.

صحيفة "هآرتس":
ـ التخوف في السوق المالية: أرباب العمل لن يعيدوا دينهم للجمهور.
ـ شتاينيتس: سنجد السبيل الى تقليص المليارات من الدفاع، وربما من مجالات اخرى ايضا.
ـ فحص "هآرتس": الجيش الاسرائيلي يتلبث في اخلاء اراضي جذابة في مركز البلاد.
ـ الاحتجاج يخرج من المركز: المهرجانات المركزية – في بئر السبع والعفولة.
ـ سكان رواق القدس يحاولون منع مشروع طريق رقم 1.
ـ يشاي صادق نهائيا على بناء 1600 وحدة سكن اخرى في القدس خلف الخط الاخضر.
ـ سوريا تتحول الى بؤرة ذات امكانية حرب اقليمية.

صحيفة "اسرائيل اليوم":
ـ الاسبوع الاسود لأرباب المال.
ـ اوباما: "كان يمكن منع تخفيض التصنيف".
ـ رفع المقصلة.
ـ الجيش الاسرائيلي ايضا يستعد: كتائب احتياط تهرع في حالة اضطرابات في المناطق.
ـ تقرير سري للجنة الخارجية والامن: مبادرة سياسية يمكنها منع الاعتراف بدولة فلسطينية.

أخبار وتقارير ومقالات

تقرير سري للجنة الخارجية والامن: مبادرة سياسية يمكنها منع الاعتراف بدولة فلسطينية..
المصدر: "اسرائيل اليوم – من جدعون ألون"

" تعد لجنة الخارجية والامن تقريرا خاصا قبيل أيلول، حين من المتوقع للسلطة الفلسطينية أن تطلب اعترافا أحادي الجانب من الامم المتحدة. في مسودة التقرير قيل انه كان يمكن منع الاعتراف بدولة فلسطينية لو أن الحكومة بادرت الى خطة سياسية.
التقرير، نحو 50 صفحة، تبلور بعد عمل حثيث لفريق برئاسة النائب يوحنان بلاسنر من كديما. اعضاء الفريق أجروا 30 لقاءا مع مسؤولين كبار في جهاز الامن، في المخابرات، في الموساد، في الشرطة، في مجلس الامن القومي وفي النيابة العامة العسكرية.
ويعنى التقرير بالاستعدادات لاحداث ايلول ويفحص الاثار التي قد تكون للاحداث على المفاوضات السياسية في المستقبل. رئيس اللجنة النائب شاؤول موفاز من كديما قرر ان بوسع أعضاء اللجنة الاطلاع على التقرير ابتداء من الاسبوع القادم في مكتب اللجنة في الكنيست فقط.
وعلم أن التقرير – الذي يضم خمسة فصول – يتضمن ملحقا سريا يعنى بمسائل أمنية حساسة. وجاء في المسودة انه كان يمكن منع الاعتراف بدولة فلسطينية لو أن الحكومة بادرت الى خطة سياسية. وجاء في مسودة التقرير انه "التوقع هو أن يكون في ساحة المنطقة الوسطى تطرف ولكن من غير المستبعد ان يكون تطور أيضا باتجاه الساحة الجنوبية والشمالية. توجد امكانية كامنة للمواجهة مع جموع كبيرة من الفلسطينيين يحتشدون في بؤر الاحتكاك على طول الجدار أو المستوطنات. الجيش الاسرائيلي لا يمكنه أن يعرض للخطر المستوطنات الاسرائيلية وبالتالي سيتعين عليه أن يتصدى لهذا الوضع. ولهذا فان الجيش الاسرائيلي يوجد في عملية متقدمة لشراء كميات كبيرة من وسائل تفريق المظاهرات".
"وجدت نقاط خلل عديدة"
أعضاء اللجنة الذين شاركوا في صياغة المسودة اشاروا الى أنه وجدت نقاط خلل عديدة في الاستعداد من ناحية سياسية، دبلوماسية وقانونية، ولكن في المجال العسكري – الامني الاستعداد جيد. التقدير هو أن اعمال الاخلال بالنظام كفيلة بان تستمر لاسابيع عديدة على مستويات واسعة. وبعد ذلك تتواصل لاشهر بشكل أضيق.
رئيس الائتلاف، النائب زئيف الكين من الليكود احتج امام رئيس الكنيست روبين ريفلين على أن موفاز يسمح للنواب بقراءة التقرير في مكاتب اللجنة فقط وفي الاجازة فقط. كما احتج الكين على أن موفاز يعتزم اجراء تصويت على اقرار التقرير في 21 آب بينما تكون الكنيست في اجازة".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الجيش الاسرائيلي ايضا يستعد: كتائب احتياط تهرع في حالة اضطرابات في المناطق..
المصدر: "اسرائيل اليوم ـ ليلاخ شوفال"

" تستكمل قيادة المنطقة الوسطى هذه الايام استعداداتها للاضطرابات المرتقبة في أيلول القريب القادم وتستعد لاستيعاب محتمل لكتائب احتياط تعزز القوات النظامية عند الحاجة. في القيادة لا يأخذون مخاطرات، ومع بداية الاضطرابات ستصل الى يهودا والسامرة كتائب احتياط ترابط في قطاعات مختلفة وتعزز القوات المرابطة.
في الاسابيع الاخيرة وصل الى القطاعات المختلفة في المناطق ضباط من كتائب الاحتياط التي من المتوقع عند الحاجة ان تتلقى أوامر تجنيد وأجروا جولات مسبقة واستعراضات لاحتمال التجنيد. ومع ذلك، يقدر مسؤولون كبار في قيادة المنطقة الوسطى بانه لن تكون حاجة الى تجنيد جنود الاحتياط. "كجيش، نحن نستعد للاسوأ"، شرح ضابط كبير.
والى جانب ذلك، تزودت قيادة المنطقة الوسطى في الاسابيع الاخيرة بوسائل عديدة لتفريق المظاهرات، كقنابل الغاز والصوت، العيارات المطاطية، الطائرات الصغيرة بلا طيار التي ستحذر من وجود مظاهرات واهتزازات بحيث يكون ممكنا الانتشار السريع. كما اعدت محاور سير لغرض عبور المركبات وتعززت الحراسة في نقاط تسفير الجنود.
ضابط كبير قدر هذا الاسبوع بان أجهزة الامن الفلسطينية ستحاول التصدي بنفسها للمظاهرات، ولكن التخوف هو أنها بعد ذلك ستنزع المسؤولية عن المتظاهرين. "التوقع هو انه مثلما في يوم النكبة، سيبذلون كل جهد مستطاع لمنع أحداث تخرج عن السيطرة"، قال المسؤول، "ولكنهم لن يستخدموا النار الحية. في اللحظة التي يلاحظون فيها جمهورا مصمما لا يمكن وقفه، سيقفون جانبا ويسمحون له بالاقتراب من جنود الجيش الاسرائيلي".
في الجيش الاسرائيلي يستعدون ايضا لامكانية أن "تحول أجهزة الامن جلدتها" فتعمل هي ايضا ضد جنود الجيش الاسرائيلي. وقال المسؤول: "هذا ليس معقولا في هذه اللحظة ولكن في العام 2000 ايضا لم يعتقد القادة بان الاجهزة ستتوجه ضدهم، وعليه فيجب الحذر في هذه التقديرات".
الاستعدادات العسكرية الاسرائيلية للاضطرابات تتضمن ايضا استعدادات عديدة في الحدود مع سوريا ولبنان، وكذا في قطاع غزة، في أعقاب دروس يومي النكبة والنكسة".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هستيريا ايلول
المصدر: "هآرتس"

" كلما اقترب موعد التصويت في الأمم المتحدة على الاعتراف بدولة فلسطينية في حدود 4 حزيران 1967، تتعاظم علائم الهستيريا لدى حكومة إسرائيل.
في البداية جندت وزارة الخارجية لتنفيذ اعلام – تخويف في ارجاء العالم، تحولت مؤخرا الى حملة توبيخ للدول التي وعدت بتأييد المبادرة الفلسطينية – العربية. بعد أن تبين بان اكثر من 120 دولة تعتزم التصويت في صالح المبادرة في الامم المتحدة، هدد وزير الخارجية افيغدور ليبرمان بان اسرائيل ستلغي اتفاقات اوسلو. هذا الاسبوع اقترح ليبرمان قطع كل العلاقات مع السلطة الفلسطينية كرد مسبق على موجة العنف التي ستندلع، بزعمه، غداة الاعلان في الامم المتحدة.
وافاد باراك رابيد في "هآرتس" أمس بانه في نقاش عقد أول أمس في "محفل الثمانية" اقترح وزراء اتخاذ عقوبات ضد السلطة للضغط على قيادتها لوقف الخطوة في الامم المتحدة. ضمن امور اخرى اقترح وزير المالية يوفال شتاينتس تجميد تحويل اموال الضرائب التي تجبيها اسرائيل عن الفلسطينيين. ويذكر الاقتراح بالتهديد الامريكي بمعاقبة الفلسطينيين على تطلعهم للاستقلال بوقف تحويل اموال الدعم للسلطة.
من الصعب التفكير في خطوة أخطر وأسخف من تصفية السلطة الفلسطينية والمس بمصدر رزق عشرات الاف رجال الامن والموظفين الذين يعتمدون على طاولتها. ومثلما قال وزير الدفاع ايهود بارك في ذاك النقاش، فان هذه الخطوة ستؤدي الى الفوضى في الضفة وتلقي على اسرائيل المسؤولية عن رفاه 2.5 مليون نسمة. السلطة الفلسطينية بقيادة فتح هي الحاجز الاخير الذي يقف امام تحول الضفة الى فرع لحماس.
الخطر الاكبر الذي يهدد أمن سكان اسرائيل هو قرار القيادة الفلسطينية اغلاق بوابات السلطة غداة التصويت في الامم المتحدة والقاء المفاتيح الى الشارع. السبيل السليم لمنع التصعيد بعد التصويت هو الشروع في مفاوضات على تسوية دائمة على اساس حدود 67 مع تبادل للاراضي وتجميد مؤقت للبناء في المستوطنات. اذا لم تؤدي الردود الاسرائيلية الهستيرية الى انهيار الانظمة في المناطق، فان الطريق سيكون مفتوحا لادارة هذه المفاوضات مع الدولة الجديدة".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الاعتراف السابق لأوانه هو احتمال للعنف
المصدر: "اسرائيل اليوم ـ دوري غولد"

" يبدو أن الفلسطينيين في الضفة الغربية غير معنيين بانتفاضة ثالثة، حتى الآن. بحسب تقرير عن البنك الدولي في نيسان، نما اقتصاد الضفة بنحو من 8 في المائة في 2010. ومن الصحيح في الحقيقة ان النمو الاقتصادي يبرز على الخصوص في المدن في مجال بناء الفنادق وفتح المطاعم التي ستخدم قطاعا ضئيلا خاصة، لكنه سيظل عند السلطة كثير مما تخسر اذا بدأت مواجهة تتصاعد لتصبح عنفا شاملا.
كيف سيؤثر في الوضع توجه فلسطيني الى الامم المتحدة كي تتبنى قرارا يعترف بحقهم في اعلان دولة؟ تذكرون أن اتفاقات اوسلو قضت بأنه يجب على الفلسطينيين أن يفاوضوا اسرائيل في مسألة الحدود. فماذا سيحدث اذا أعلنوا في الامم المتحدة سلفا بنتائج التفاوض في الحدود وأقروا انها خطوط 1967؟.
قد تؤيد دول اوروبا ايضا المبادرة الفلسطينية وهو ما قد يحدث وضعا قابلا للانفجار على الارض مع احتمال العنف، برغم أنهم قد جربوا من قبل على جلودهم الآثار السلبية لخطوة كهذه.
أصبح عند الجماعة الدولية تجربة في هذه القضية بالضبط، والتعريف المقبول هو "الاعتراف السابق لأوانه". فحينما انشقت يوغسلافيا في 1991، قررت المجموعة الاوروبية تأجيل الاعتراف بالدول الجديدة الى ان تلتزم الوفاء بمعايير ما تتعلق بعلاقاتها بجاراتها في المستقبل.
كتب ريتشارد هولبروك الراحل في تناوله لجذور الحرب في البوسنة، أن من المهم التنبه الى سلوك المانيا في تلك الفترة وهي التي دفعت المجموعة الاوروبية الى الاعتراف بكرواتيا قبل الأوان. وقد أفضى ذلك الى رد متسلسل في أنحاء البلقان أفضى الى نشوب الحرب، حينما حاولت كل واحدة من جمهوريات يوغسلافيا السابقة أن تُقر حقائق على الارض تغير الحدود.
من اجل الامتناع عن العنف وبقصد تقديم الاستقرار والامن الى الأمام، اشترطت المجموعة الاوروبية شروطا سابقة على الدولة المعنية بالاعتراف، فعلى الدولة الجديدة ان تتخلى عن جميع المطالب المناطقية. وقد اشتمل عنصر مهم من هذا المعيار على التزام الامتناع عن أي دعاية معادية تعبر عن مطالب من هذا القبيل. وكان من الواجب ضمان حقوق الانسان وحقوق الأقليات في تلك الدولة.
الوضع في اسرائيل يختلف تماما. ومع ذلك توجد دروس يمكن استخلاصها من التجربة الاوروبية ووزنها بتفكير عميق، اذا حدث اعتراف سابق لأوانه بدولة فلسطينية. وللأسف الشديد لا تُطبق تلك المعايير الاوروبية نفسها على القضية الفلسطينية. فباديء بدء ليس للسلطة احتمال ان تصمد للمطالب الاكثر أساسية ما ظل اتفاق المصالحة بين فتح وحماس على حاله. فبرنامج حماس في 1988 يدعو بوضوح الى القضاء على اسرائيل. وللسلطة حتى دونما صلة بحماس تاريخ اشكالي يشتمل على مس بحقوق الانسان للمسيحيين وقانون يعارض بيع اليهود الاراضي. وما تزال وسائل الاعلام الفلسطينية والكتب الدراسية تدعو الى احتلال يافا وحيفا.
سيكون خطأ فظيعا أن يتم منح الفلسطينيون اعترافا آليا في ايلول. وتستطيع دول اوروبا أن تقود الامور بأن تطلب أن يصمد الفلسطينيون لتلك المعايير التي طبقوها متأخرين في البلقان. واذا لم يفعلوا فانهم قد يهيئون لنشوب عنف يريد العالم منعه".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
درس اجتماع
المصدر: "يديعوت احرونوت – ناحوم برنياع"

" في يوم الاثنين الماضي في حوالي منتصف الليل، رن الهاتف في بيت البروفيسور مناويل (مانو) تريختنبرغ، رئيس اللجنة للتنسيق وتحديد الميزانية لمجلس الدراسات العليا. لم يعتد تريختنبرغ ابن الـ 61 على تلقي مكالمات هاتفية في هذه الساعات ومن رئيس الحكومة، لكن نتنياهو تعجل الامور. جاء الى مظاهرات سكان الخيام قبل ذلك بيومين، 150 ألف انسان وشاهدها مئات الآلاف في البيوت. واحتفلت وسائل الاعلام. وأدرك نتنياهو انه يجب عليه ان يستحدث أداة تمتص الضغط وتبشر بتغيير.
اختار تريختنبرغ لانه خبير اقتصاد يُعد اجتماعيا قياسا بعدد من زملائه، بيقين. وكان هناك سبب آخر لم يكن أقل أهمية في نظر نتنياهو وهو أن تريختنبرغ طور علاقات ثقة بـ ايتسيك شمولي، رئيس اتحاد طلبة الجامعات. فاذا أقنع تريختنبرغ شمولي بالتعاون فقد يتلاشى الاحتجاج.
اختار نتنياهو تريختنبرغ لكن هذا لم يختره. فقد جاء من الطرف الآخر للقوس السياسية. وقد أفرحته الخيام التي نجمت في مدن البلاد وأثارت فيه الاصوات التي ارتفعت منها الأمل. وقد نشب الصراع بين اليمين واليسار في اسرائيل في ثلاث جبهات متوازية: ارض اسرائيل وفلسطيني، والدين والعلمانية والغنى والفقر. ونشأ فجأة احتمال ازالة الحاجز في الجبهة الثالثة الاجتماعية. فهناك تضامن وهناك حب وقد اعتقد أن هذا رائع.
اعتقد نتنياهو ان هذا فظيع. فهو لم يؤمن لحظة بأن الخيام قامت نتيجة فكرة لامعة شابة كتبت خاطرة عرضية في الشبكة الاجتماعية. وسأل: من أرسلها، كما يسأل الساسة دائما في مثل هذه الظروف وأجاب فورا كما يجيب الجميع: خصومي السياسيون. فلم ينجحوا باسقاطي في الكنيست وهم يحاولون الآن اسقاطي في الشارع. ووسائل الاعلام تضخمهم. فلديها برنامج عمل: انها تتآمر ايضا لاسقاطي. ليس هذا اعلاما مجندا بل هو اعلام مجنِّد.
رفض تريختنبرغ. فهو لن يقبل المنصب. وفي ليل السبت قبل المظاهرة الكبيرة بيوم عاد نتنياهو وهاتف. وطلب أن يأتيه في المساء نفسه في منزل رئيس الحكومة في القدس. وأجاب تريختنبرغ بأنه لا يستطيع. فهو في ليل السبت يستقبل السبت. وطلب نتنياهو أن يأتي في السبت بعد الظهر.
إن تريختنبرغ ارجنتيني ذو وجه مستدير، حسن البشر وعينين ذكيتين تعرفان كيف تنظران الى العالم بنظرة ذكية ومتلهية. حينما كان من خريجي حركة الشباب "البنائين" في الارجنتين، نشب صراع كبير بين التيار الراديكالي الذي أعلن حربا على المؤسسة اليهودية، والتيار البراغماتي الذي تعاون مع الطائفة اليهودية. وكان هواه مع التيار البراغماتي. فالثورات يمكن أن تتدهور الى عنف وفوضى وكارثة – وهذا هو الدرس الذي جاء به من الارجنتين.
في صفحته الشخصية في "غوغل" يعرض صورا له مع زوجته وبناته الثلاث الحسناوات، وصورا له في زي تنكري لعيد المساخر، وديوان شعر كتبه في السبعينيات. فقد كان تريختنبرغ الشاب شاعرا معذبا.
أكيروف زاوية هرتسل
في صباح السبت سافر تريختنبرغ الى برجي أكيروف في تل ابيب. طلب اهود باراك لقاءه واللقاء كعادة باراك لا يحتمل تأخيرا. جلسا في الشقة الفخمة في الطابق الـ 32 التي تمتاز بحسب شهادة المساعدة الفلبينية بعدد كبير من الغرف الفارغة، وزجاجات الويسكي الفاخرة وثلاجة فارغة. وبحثا ازمة الشباب والاحتجاج. وصدرت عن باراك ملاحظة ما عن الفرق بين الشقة في أعلى والخيام في أسفل. فباراك يعرف كيف يضحك من نفسه الى حد ما، وهذا لا يجعله يصحح عيوبه، لكن يعرض عيوبه في ضوء أكثر ليناً.
فوجيء تريختنبرغ بأن يعلم مبلغ التنسيق بين نتنياهو وباراك. فقد تلقى باراك مهمة أن يُلين معارضته قُبيل اللقاء مع نتنياهو في القدس بعد الظهر فجند للمعركة قوة اقناعه كلها.
جاء تريختنبرغ الى منزل رئيس الحكومة في حوالي الثانية، واستعد للقاء قصير يعلن فيه أن رفضه نهائي. وقد حدثه نتنياهو عن كتاب قرأه مؤخرا عن هرتسل. وتعلم منه أن هرتسل كان زعيما براغماتيا جدا. فحينما لم ينجح في اقناع السلطان التركي، مضى الى القيصر الالماني. وعندما زادت المقاومة للاستيطان اليهودي في ارض اسرائيل أيد استيطان اليهود في اوغندا. كان هذا هو المشبه به، أما المشبه فهو أنا، نتنياهو، فأنا كهرتسل. وأنا ايضا قادر على تغيير تصوري العام إزاء واقع متغير.
طلب نتنياهو من تريختنبرغ أن يقول ماذا كان يفعل لمواجهة موجة الاحتجاج. وسأل تريختنبرغ نتنياهو هل ينوي كسر اطار الميزانية، فأجابه نتنياهو بـ لا. ومال تريختنبرغ الى الموافقة، فليس هذا هو الوقت. وبالتدريج توصلا الى تفاهم على أن المجال الرئيس الذي يمكن فيه الآن احداث تغييرات هو فرض الضرائب. ينبغي خفض عبء الضرائب غير المباشرة. وتجميد الخفض أو حتى رفع الضرائب المباشرة. وزعم نتنياهو أنه فعل ما يكفي في الشؤون الاخرى التي رفعتها موجة الاحتجاج الى السطح، فحكومته حررت اراضي للبناء. وأزالت سدادات. وبعد قليل ستبدأ اسعار السكن في الانخفاض، وقد أصبحت تنخفض.كان خفض الضرائب المباشرة – ولا سيما ضريبة الشركات – دُرة تاج سياسة نتنياهو الاقتصادية في ولايته الحالية. وكان رافعته لزيادة النمو وبدء فخره. وقد دل استعداده للتخلي عنها على مبلغ اقلاق موجة الاحتجاج إياه. إن الاحتجاج لا يكسر الائتلاف بل يجرحه. والائتلاف سينزف أو قد أصبح ينزف. وستأتي العقوبة في الانتخابات. فقد ينتهي الامر الى 12 نائبا كما في 2006.
فكر تريختنبرغ ايضا بمفاهيم سياسية. هل موجة الاحتجاج ستسقط الحكومة؟ الجواب بالنفي أو أن ذلك ليس في أجل قريب، بيقين. فالائتلاف قوي والذعر يزيد في وثاقته. إن أكثر اعضاء الكنيست لا يهبون للمضي الى الانتخابات. وكديما ليس في صورة البديل الآن. لو كان هناك احتمال لاسقاط الحكومة فلربما وجد مكان للرفض لكنه في الوضع الذي نشأ يحسن استغلال ضعف الحكومة وأن تُقاد الى اصلاحات اجتماعية. إن السلطة التي ستتعطى للفريق هي أن يوصي فقط لكن حينما تُقدم التوصيات لن يتجرأ نتنياهو على الاعتراض عليها لانه سيخاف رد الشارع.
قال نتنياهو لتريختنبرغ انه يستطيع ان يختار بنفسه اعضاء فريقه. وسأل: هل تستطيع أن تقدم إلي توصيات في غضون اربعة اسابيع، فقال تريختنبرغ: في غضون ستة اسابيع. ووافق نتنياهو فورا.
حينما خرج تريختنبرغ من منزل رئيس الحكومة تبين له ان اللقاء دام مدة لا تقل عن اربع ساعات. وكان رجال الشرطة قد أقاموا حواجز في شارع غزة قرب المنزل استعدادا للمظاهرة التي ستجرى هناك في المساء، في موازاة المظاهرة الكبيرة في شارع كابلان في تل ابيب. وقدد قررت بناته أن يخرجن للتظاهر.
دخل في الفترة الاكثر تحديا لحياته المهنية – إزاء سكان الخيام الذين لا يصدقونه تحت رئيس حكومة تبنى التغيير كأنما أصيب بمس.
بهجة القوة
ألقى نتنياهو على "فريق مانو" – كما يسمون اللجنة في ديوان رئيس الحكومة، وكأن الحديث عن رحلة بحرية لذيذة لـ "سفن مانو" الى قبرص – مهمتين.الاولى أن يصوغ توصيات لتغيير السياسة الاقتصادية؛ والثانية أن يحادث سكان الخيام. والمهمتان تناقض الواحدة الاخرى: فقرارات التغيير مطلوبة فورا لملاقاة المزاج العام وللبرهان على ان الحكومة تقرر وتفعل؛ والتحادث يحتاج الى زمن واصغاء وصبر.
منذ يوم الاحد تبادل تريختنبرغ وايتسيك شمولي رئيس طلبة الجامعات رسائل قصيرة. وأجريا محادثة هاتفية واحدة. وكان يفترض أن يلتقيا في مساء يوم الثلاثاء لكن شمولي ألغى اللقاء.
يشعر نتنياهو بأنه مرفوض. وسلوك مُحدثي الاحتجاج يثير غضبه. ففي الاسبوع الاول وعد طلبة الجامعات بافضالات مبالغ فيها لكنهم اختاروا البقاء في الخيام. وكل قرار اجتماعي قرره منذ ذلك الحين حظي بجامات الاحتقار. وهو يقول انهم يطلبون كل شيء ويردون باستخفاف على كل شيء يعطونهم إياه.
انه لا يفهمهم، ونشك أن يفهمهم في يوم ما. فهم يظهرون عدم الثقة بكل ما يتصل بالمؤسسة أو بسياسي أو موظف أو حزب. وهو على ثقة بأن عدم الثقة محصور فيه. وهم يرجون الاصغاء والحوار. وهو يفهم كلمة الاصغاء فهما مختلفا تماما: فهو حينما يجلس الى مستشاريه ويقرر احسانا اجتماعيا يبرهن على الاصغاء. وهم يقولون ان الاصغاء يتم تبادله وهو يقول ان الاصغاء يُعطى فانه لا يجب علي أن أستمع لكم. واذا كنت آخذ في الحساب مطالبكم فأنا مصغ.
إن المؤتمر الصحفي الذي عقده نتنياهو في الاسبوع الاول في مكتبه، مع تمجيد الذات والضحك ورشوة الطلبة الجامعيين المكشوفة، كان خطأ شديدا. كان سيحسن الصنع لو استأجر في ذلك الصباح القاعة الرياضية للمدرسة الثانوية البلدية أ. على مبعدة 300 متر من جادة روتشيلد. ولو أنه مثل هناك في التاسعة صباحا وأعلن قائلا: سأجلس هنا حتى منتصف الليل اذا شئتم أو حتى بزوغ الصبح، جئت للاصغاء. كل من عنده مطالب واعتراضات وأفكار لتحسين السياسة الاقتصادية والاجتماعية مدعو للحديث. 100 أو 200 شخص. أحضرت معي بدفتر كبير، سأكتب فيه كل كلمة، وأنا شخصيا لن استشيط غضبا ولن أجادل. وسأقول في النهاية إن كل شيء سيفحص عنه ويوزن وأنهي ذلك باطراء المحتجين: فأنا مع الكثرة الكاثرة من المتحدثين وخبراء العلاقات العامة الذين يعملون حولي ما كنا قادرين على التوصل الى جزء من ألف من انجازاتكم وما تزالون في بداية الطريق. لكم كل الاحترام.
تم تجربة هذا الاجراء بنجاح، وبصيغ مختلفة على شعوب مختلفة آلاف السنين. فالملك يجلس عند مدخل المدينة ويصغي لشعبه، وقد طور بن غوريون فن الكتابة في دفتر مذكرات أو في دفتر. وتبنى تلميذه اريك شارون ذلك بحماسة. أحب الناس أن يروا في شارون تلميذا دؤوبا يثبت بالكتابة كل كلمة تخرج من أفواههم وشعروا بأنهم مؤثرون ويتركون بصمة، انهم جزء من التاريخ.
لا يولي نتنياهو هذه اللقاءات أهمية وهو يسميها "مسرحا سياسيا".
وأصبح ذلك الآن متأخرا جدا بالطبع. فمن تلقى أطنان حب من ربع مليون انسان لا يشبه من انشأ مقصفا صغيرا في طرف روتشيلد. زاد التبجح وسيطرت الشعارات وأخلت بهجة الشباب مكانها للشعور بالقوة. وأصبح محدثو الاحتجاج الآن على يقين بأنهم هم الشعب. والشعب لا يجري تفاوضا مع حكومته بل يأمرها بما تفعل.
تحدثت هذا الاسبوع مع ايتسيك شمولي عن الحضور القوي الذي نشأ له فجأة. قلت له ان عاموس كنان كتب ذات مرة جملة غير دقيقة لكنها لاذعة، فقد كتب ان بن غوريون لم تكن له قوة حضور حتى سنة 1948.
قال: "ان ديوان بيبي لا يفهم الحراك، فأنت لا تستطيع أن تدعو الى تحادث وتنفذ بعد ذلك اجراءات من طرف واحد. انهم يحتالون علينا".
سألته: ألا تخشى على مصير نضالكم؟. توجد ازمة اقتصادية عالمية.
"أنا غير مذعور من التهديد الايراني ولا من الانخفاض في البورصة الامريكية. فلي شقة مستأجرة. ويوجد معنا ناس ليس لهم شيء".
ما الذي تخشاه، سألته.
قال: "العنف. فقد يتدهور هذا الى العنف".
سمعت هذا الاسبوع مخاوف مشابهة من آخرين داخل الخيام وخارجها. ورأى الناس الصور من لندن. وقد هاتف عضو مركز ليكود سابق. فهو على ثقة بأن الناس سيبدأون نهب الحوانيت واختراق المصارف. واذا لم تعالج الحكومة غلاء المعيشة بتصميم سيوجد هنا حمام دماء.
لا يتوقع نتنياهو أن يحدث هذا. بل يرى الخطر في مكان آخر، في رفض قبول كل اقتراح رفضا باتا، ولا يمكن على هذا النحو ادارة دولة.
يقول شمولي: "كنا نستطيع التوصل الى صياغة مطالب محددة، فأوقفت ذلك. فأنا أعلم أنني كلما حددت المطالب انشأت عدم اتفاق وأبعدت عنا جزءا من المؤيدين. فلماذا أفعل هذا الآن ونتنياهو ما زال لم يُبين ما الذي يريده وكيف وما هي السلطة".
البقرة المقدسة
يُقدر نتنياهو أننا على أبواب ازمة اقتصادية عالمية. والكلمة الصحيحة هي تسونامي. ففرنسا في ورطة ايضا بعد اليونان والبرتغال واسبانيا وايطاليا. فالحديث عن 180 مليون اوروبي. وستبلغ الازمة المانيا بالضرورة ايضا، ولم تعد احتياطيات الولايات المتحدة تقضي ديون الحكومة.
وهو يؤمن بأن الأنباء عن الازمة في الخارج ستغير الخطاب العام في الداخل. سيدركون ان العالم في دوامة كبيرة جدا وأنه لا يجوز التصرف بعدم مسؤولية. في العالم اقتصادات مبنية على السقوط واقتصادات مبنية على النمو. ومكان اسرائيل في الصنف الثاني.
وهذا ما يثير بالضرورة سؤال ماذا سيحدث للبقرة الأقدس، أعني ميزانية الدفاع. إن المطالب التي أثارها جهاز الامن للسنة القادمة مبالغ فيها، ويقول اعضاء في لجنة الخارجية والامن مجنونة. وتعليل ذلك التغييرات في وضع المنطقة. فمصر غير مستقرة. ويجب الاستعداد لامكانية أن يُنقض اتفاق السلام. ويحصل حزب الله على كميات كبيرة من السلاح من ايران مباشرة. ويجب شراء نظم اخرى من القبة الحديدية من اجل لحظة يتجدد فيها اطلاق الصواريخ من قطاع غزة.
لم يرد شيء في كتاب تعيين لجنة تريختنبرغ عن ميزانية الامن. وهذا التجاهل ليس عرضيا، فمن السهل على الحكومة أن تزيد ميزانية الامن من تحت الرادار. ولا يجب أن يمنع هذا اللجنة عن أن تقول قولها. كان تريختنبرغ عضوا في لجنة برودت التي رسمت مخططا لنفقات الامن. وتستطيع لجنته أن تدعو الحكومة الى العودة الى المخطط. يريد نتنياهو أن يزيد على الأمن، لكنه يدرك أنه لا يستطيع إزاء الازمة في العالم، فهو يؤيد الآن التجميد. وتهدده ثلاثة عوامل مختلفة: الاحتجاج الاجتماعي والازمة في العالم وسيناريوهات جهاز الامن. وهو يناور بين الثلاثة".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سوريا تصبح بؤرة محتملة لحرب اقليمية
المصدر: "هآرتس ـ تسفي بارئيل"

وقّع الاف المصريين حتى الان على العريضة الجديدة على الفيس بوك والتي تدعو الى طرد السفير السوري من مصر. لاول مرة لم يعد السفير الاسرائيلي هو الوحيد الذي يحظى بمثل هذا الاهتمام، وفي نية المبادرين الى العريضة الوصول الى مليون توقيع كفيلة بان تدفع الحكم العسكري في مصر للخروج ببيان تنديد حاد اللهجة ضد بشار الاسد. صفحات فيس بوك سورية جديدة قررت بالذات ان تتبنى الدعابة لتجنيد المعارضة، وهم يصفون الاحداث في سوريا وكأنها وقعت في بريطانيا العاصفة. "التلفزيون الرسمي البريطاني أعلن بانه لم تكن أي مظاهرات في المدن البريطانية"، كتبوا مثلا. اما تركيا فالوضع في سوريا يضحكها اقل.
في الايام الاخيرة استدعى الجيش التركي الى خدمة الاحتياط مئات الضباط – بمن فيهم اولئك الذين خرجوا على التقاعد، ونقلهم الى قواعد قريبة من الحدود مع سوريا. وتفيد مصادر تركية بحالة تأهب عالية على طول الحدود السورية، بالتخوف من فرار الاف المواطنين السوريين الى تركيا، وباحتمال هجوم عسكري لقوات الناتو في سوريا. وفي غضون ساعات من انتهاء زيارة وزير الخارجية التركي الى دمشق، فهمت تركيا بان الانذار الذي وجهه رئيس وزراء تركيا، رجب طيب أردوغان للاسد، وقع على اذنين سوريين صماوين، وان التصريح بشأن اخراج القوات السورية من حماة كان كاذبا. امس كان هذا دور محيط مدينة حمص امتصاص النار التي قتل فيها ما لا يقل عن 11 شخصا.
من الجانب الاخر، ايران، التي لا تبلغ صحفها الرسمية ومواقع الانترنت المؤيدة للنظام بالثورة في سوريا، تحذر من تحويل سوريا الى بؤرة لحرب دولية. رئيس لجنة الامن القومي في البرلمان الايراني، علاء الدين بروجردي، يدعو الى مساعدة سوريا لمنع "سقوط سوريا بين براثن الذئب الذي يسمى الولايات المتحدة". ايران لا تكتفي بالاقوال: فقد نقلت نحو 5 مليار دولار الى سوريا في الاسابيع الاخيرة. وحسب مصادر عراقية، طلبت من الحكومة العراقية ان تحول الى سوريا نحو 10 مليار دولار.
تدخل ايران، تركيا، السعودية وباقي دول الخليج سرعان ما يحول المعركة في سوريا من حدث داخلي – نتاج ثورة تستند الى بنية من الفقر، القمع وانعدام الافق الاقتصادي والسياسي وتتغذى بالاحداث الثورية في تونس وفي مصر – الى بؤرة ذات امكانية كامنة لحرب اقليمية. سوريا، التي اهميتها الاستراتيجية الاقليمية لا تعتمد على مصادر طبيعية كالنفط والغاز بل على علاقتها الوثيقة مع ايران وقدرتها على التدخل في ما يجري في العراق، نجحت في هذه الاثناء في منع قيام جبهة عسكرية ضدها. ومقابل السرعة التي تطور فيها الاجماع الدولي للهجوم في ليبيا، لا توجد حاليا أي مبادرة لاشراك مجلس الامن في بلورة مثل هذا القرار.
خلافا لليبيا، التي تطورت فيها معارضة قتالية يمكنها ظاهرا أن تشكل ايضا قوة سياسية بديلة، ففي سوريا ليس فقط لم يتعارض مثل هذا البديل بل ولا يزال غير واضح الى أي جهة ستقع سوريا، اذا ما تحطم النظام الحالي بالفعل. هل ستكون دولة فوضى مثل العراق، الذي طور بداية حربا اهلية مضرجة بالدماء بعد سقوط الاسد؟ هل النظام البديل – الذي هو ايضا سيتعين عليه الاعتماد على ذات الجيش السوري – سيتبنى العلاقة مع ايران أم يتوجه الى الغرب؟ هل تركيا مثلا، يمكنها ان تعتمد على النظام الجديد والجيش القديم بصد نشطاء حزب العمال الكردي؟ هل من الافضل للسعودية زعيم مكروه ولكن معروف، زعيم يمكن ادارة الاعمال معه مقابل مردودات مناسبة، مقابل نظام جديد وغير معروف؟ هذه الاسئلة تشغل بال الغرب ايضا الذي مقابل موقفه من مبارك، لم يدعو الاسد حتى الان الى مغادرة قصره.
في ظل غياب ضغط عسكري خارجي، وحين يكون بوسع سوريا الاعتماد على قوة الردع الايرانية التي يمكنها أن ترد باشعال الخليج الفارسي اذا ما تعرضت سوريا للهجوم، من الصعب القول ان ايام الاسد معدودة او أن نظامه يوشك على التحطم قريبا. استراتيجية القمع الذي ينتهجها الجيش السوري يفكك الدولة الى جبهات مدينية حيث "تحظى" كل مدينة بمعالجة تفصيلية لتكون مثالا لمدن اخرى تحاول الانضمام الى الاحتجاج. هكذا مثلا حوصرت و "احتلت" مدن درعا، دير الزور، ادلب، حماة وبلدات اخرى استمرارا للقتل المكثف فيها، تحول بعضها الى مدن اشباح أو مناطق سكنية يصعب العيش السليم فيها. مواطنو هذه المدن يضطرون الى المغادرة والانتقال الى مدن وقرى اخرى، حيث لا يمكنهم ان يجدوا دعما لاستمرار الثورة.
هذه استراتيجية تطورت في الاشهر الخمسة الاخيرة وتفترض بان الصراع قد يستمر لوقت طويل. الاسد نفسه تحدث في احد خطاباته بان المعركة قد تستمر حتى سنتين. وهي تعتمد على القمع المكثف ولكن دون تصفيات جماهيرية مثل المذبحة في حماة في العام 1982. كما ينجح الاسد في الحفاظ على الوحدة في صفوف الجيش، رغم عدد الفارين الذي يقدر بنحو 2000. التقديرات بانشقاق في صفوف النظام، والتي تعتمد اساسا على اقالة المحافظين، تنحية ضباط كبار وتعيين وزير دفاع جديد، لا تجد تعبيرها في الشكل الذي يسلكه النظام، وخلافا لليبيا، لا يوجد ضباط سوريون كبار يتحدثون علنا خلافا لموقف الاسد الرسمي.
على نحو رمزي، فتحت السلطة السورية للابداع التلفزيوني موسم الدراما للعام 2011 – 2012 بالمسلسل التلفزيوني "أنت هنا". الاسد بالتأكيد لا يزال هنا".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أُحرز الهدف وخُلدت المنظمة وانتصر نشطاء السياسة
المصدر: "اسرائيل اليوم ـ يوسي بيلين"

" كان المؤتمر الصهيوني الثالث والعشرون أول مؤتمر عقد في اسرائيل. وقد عقد قبل ستين سنة في 14 آب 1951. كان لقاءا تاريخيا. فبعد عشرات المؤتمرات، وخمس هجرات، وكارثة يهود اوروبا، وقرار التقسيم في الامم المتحدة، وحرب الاستقلال، أحرزت الحركة الصهيونية هدفها وأنشئت دولة اليهود. كان يمكن الحركة الصهيونية في ظاهر الامر أن تعلن نصرها وأن هذا آخر مؤتمر صهيوني. وكان غير قليلين اعتقدوا أن هذا أصح شيء يُفعل.
كانت هناك خطب فصيحة مؤثرة للرئيس الثاني اسحق بن تسفي، ورئيس الحكومة دافيد بن غوريون اللذين أملا استمرار الهجرة العظيمة للسنين الثلاث الاولى للدولة، لكن كان واضحا أن المنظمة نفسها ستستمر في العمل وتجد لنفسها أهدافا جديدة.
وهذا ما كان. فبرغم ان الحركة الصهيونية كان يفترض ان تنشيء الدولة، وأنشئت مع نشوء الدولة كل المؤسسات السيادية التي كان يفترض ان تلبي حاجات سكانها الآن وفيما بعد، لم يوافق نشطاء الحركة الصهيونية على التخلي عن مناصبهم.
حل محل "خطة بازل" التي قُررت مع نهاية المؤتمر الصهيوني الاول في 1897 "خطة القدس"، وأساسها مساعدة الدولة التي أنشئت بدل المساعدة على انشائها. ما كان أحد لينشيء الهستدروت الصهيونية في 1951، ولو أن هرتسل طال عمره ورأى انشاء الدولة لاقترح قبل الجميع اغلاق المنظمة، لكنه لم يكن هناك، وقرر قادة تلك الايام عدم مجابهة نشطاء المنظمة وأحدثوا بكاءً لأجيال.
آمن بن غوريون الذي كان رئيس الهستدروت الصهيونية سنين كثيرة، آمن بالصهيونية العملية فقط. وقد رأى من وجهة نظره أن من يتحدث عن الصهيونية ولا يهاجر الى هذه البلاد فهو غير صهيوني. ولم يكن معنى حقيقي في رأيه للهستدروت الصهيونية. لكن الاحزاب خاصة تمتعت بوجوده. فقد كان مكانا يمكن أن يرسل اليه ساسة متقاعدون، ورعاية ساسة في بداية طريقهم، ومساعدة مشروعات وتنظيمات قريبة من قلوبهم وأن يحظوا بميزانيات. وعلى مر الزمن تضاءلت هذه الميزانية وبلغت ملايين معدودة من الدولارات، لكن الاحزاب تعاني فقرا مزمنا وكل مساعدة مالية لها هي كنز حقيقي.
نشأت منظمة من لا يهاجرون، لكنهم يرون الهجرة أمرا ايجابيا. وهم يحبون اسرائيل ويأتون اليها الى جلسات اللجنة التنفيذية الصهيونية والمؤتمر الصهيوني، لكن لا يخطر ببالهم أن يستقروا فيها. اذا كانت قد وجدت صعوبة ضخمة في الهجرة حتى 1948، ولم ينجح صهاينة كثيرون بالهجرة فقد كان كل يهودي في العالم منذ نشوء الدولة وعلى أثر قانون العودة، يستطيع أن يهاجر الى اسرائيل ويحصل على جنسيتها فورا.
برهنت قلة المهاجرين من العالم الاول على ان اسرائيل لا توشك أن تصبح مركز جذب ليهود العالم حتى ولا للصهاينة الواضحين، بل لمن يعيش في ضائقة اقتصادية فقط. وبرغم هذا لم يتغير التعريف الصهيوني ولم يُسلب ممن كان يستطيع الهجرة وفضل الجلاء.
لا يزال هؤلاء الصهاينة المتحمسون يأتون الى البلاد كل اربع سنين للمؤتمرات الصهيونية، وفريق منهم يرسلنا لاستيطان الضفة الغربية، وفريق يحثنا على صنع سلام، وجميعهم متحمسون جدا، وأكثرهم طاعنون في السن جدا، ووهج الصهيونية في قلوبهم كما كان قبل نشوء الدولة حقا. وهم لا يشعرون بفرق، أعني هؤلاء الصهاينة الرافضين للهجرة.
نكتة خاصة
من حق اليهودي ألا يكون صهيونيا. ومن حقه أن يحب اسرائيل أو ألا يحبها، لكن لا شك في أن خطة القدس منذ قبل 60 سنة قد منحت طبقة كاملة من اليهود امكانية أن يستمروا في صهيونيتهم برغم انهم "لم يحققوها" ولم توجد عندهم نية تحقيقها.
لو أن بن غوريون أصر على رأيه القائل ان اليهودي الذي لا يهاجر الى الدولة منذ نشأت لا يحق له أن يُعرف نفسه بأنه صهيوني وأنه لا مكان لهستدروت صهيونية بعد نشوء الدولة – لامتنع الوضع الذي أصبح من المريح جدا فيه لناس كثيرين أن يتلففوا برداء ليس لهم وأن يجعلوا الصهيونية شيئا مختلفا على الاطلاق.
كان صيف 1951 هو الوقت الذي استسلم فيه بن غوريون للجهاز. وكان الوقت الذي كان يجب عليه فيه أن يحاول انشاء منظمة يهودية عالمية لا تُعرف بأنها صهيونية بل بأنها مؤيدة لاسرائيل، هدفها أن تساعد الدولة التي تواجه مشكلاتها الوجودية.
كانت المنظمة اليهودية الجديدة تستطيع أن تمثل يهود العالم كله، وان تدعم نشاط اسرائيل، وأن تجري مباحثات مع المنتخبين الاسرائيليين في صور الاستمرارية اليهودية بعد الكارثة. الحديث بعد 60 سنة من ذلك الوقت عن نتن حقيقي لا حاجة اليه. تعقد المؤتمرات الصهيونية كل اربع سنين في مباني الأمة وتمر ايامها كلها على نحو عام من غير تغطية وسائل الاعلام. وتتخذ الاحزاب فيها قرارات تتعلق بمستقبل الشعب اليهودي والسلام والحرب، وقراراتها تشبه نكتة خاصة لا يتناولها أحد بجدية.
أصبحت المنظمة الصهيونية فقاعة تجري داخلها انتخابات في دول مختلفة تمهيدا للمؤتمر، وتجري صراعات قوة، ويجري التصويت في الادارة واللجنة التنفيذية الصهيونية والمؤتمر، ويحصون الاصوات بحرص من غير ان يكون لكل هذه الاشياء أي صدى في حياة الدولة.
عندما مرت 100 سنة بعد المؤتمر الصهيوني الاول، وجدت اصوات تجرأت على اقتراح انهاء فصل الهستدروت الصهيونية وأن تُستبدل بها منظمة يهودية عالمية. وقد أفضى من ترأس آنذاك الوكالة اليهودية، أبروم بورغ، الى قرار اغلاق المنظمة في غضون فترة محددة (مرت منذ زمن)، والميزانية المخصصة للهستدروت الصهيونية ضئيلة جدا بحيث لم يبق إلا أن تُدفع الرواتب الضخمة للنشطاء ولا يبقى شيء تقريبا "للاعمال".
إن السنة الـ 60 للمؤتمر الصهيوني الاول في اسرائيل ولخطة القدس قد تكون فرصة ممتازة للتحول بانشاء منظمة يهودية عالمية جديدة تحل محل الهستدروت الصهيونية والوكالة اليهودية لارض اسرائيل، تحاول أن تواجه، بمساعدة القيادة الاسرائيلية على اختلافها، التحديات الحقيقية للشعب اليهودي في القرن الواحد والعشرين.
أحد أصعب التحديات هو النجاح العظيم لاندماج اليهود ولا سيما في الولايات المتحدة، وذوبانهم السريع. وعلى نحو عام اضطر قادة يهود الى مواجهة مشكلات وجودية لليهود. واليوم، وفي الوقت الذي لا يوجد فيه ازمة لليهود، يجب على القيادة أن تواجه مشكلات "جيدة"، ولا سيما عدم صعوبة الاندماج في دول كثيرة في العالم وهو الشيء الذي يفضي الى ابتعاد متوقع عن الجماعة اليهودية.
إن "تغليت"، التي بادرت اليها في مطلع التسعينيات، هي فكرة من الافكار لمواجهة الوضع الجديد، ولا يجب أن يفاجئنا ان الوكالة اليهودية والهستدروت الصهيونية خاصة عارضتا ذلك المشروع مدة سنين. لكن من المؤكد انه توجد افكار كثيرة لضمان الاستمرارية اليهودية في أيامنا، وهي لا تنشأ في منظمات لم يكن لقيادة الدولة نجاعة أو قوة للافضاء الى انهائها قبل 60 سنة بالضبط".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بين المضيقين
المصدر: "هآرتس ـ عاموس هرئيل"

" رئيس الاركان، بني غانتس توقف للحظة امام شاشة التلفزيون في قاعدة سلاح الجو في سديه دوف، حيث بثت محاكمة الرئيس المصري السابق حسني مبارك. واطلق غانتس تنفس صعداء طفيف مشكوك أن يكون يشارك فيه أسى الزعيم الذي ينهي طريقه هكذا، ملقيا على سريره ومهانا في قفص، مشكوك أن يفكر بوجع الرأس الذي بانتظار الجيش الاسرائيلي في السنوات القريبة القادمة في الساحة الجنوبية.
في صيف 2011 قال غانتس مؤخرا للجنة الخارجية والامن في الكنيست، عدم الاستقرار هو الامر المستقر في المنطقة. في الوقت الذي ينشغل فيه الجمهور الاسرائيلي باحتجاج الخيام، يتابع الجيش الاسرائيلي بقلق التوتر المتعاظم بين الحكم الانتقالي العسكري في مصر والاخوان المسلمين يحصل قتلى المذبحة التي يرتكبها الرئيس السوري بشار الاسد بحق ابناء شعبه ويستعد لاحتمال مظاهرات فلسطينية جماهيرية في ايلول.
من زاوية النظر الاسرائيلية يتطور الوضع في مصر الى مشكلة أكبر مما كان يمكن تصورها في البداية. فسيناء هي الان منطقة سائبة تعيش فوضى تامة وسلطات القاهرة لا تتجرأ على التصدي للقبائل البدوية المركزية فيها. في الجيش الاسرائيلي وفي المخابرات لم يعودوا يتحدثون عن تهريب سلاح من سيناء الى قطاع غزة، بل عن نقل سلاح، في اجراء مرتب ومخطط على خلفية رفع تام لليدين في مصر. في حماس بدأوا يستخدمون خطوط انتاج للسلاح في قلب سيناء انطلاقا من الفهم بان هذه ستكون محمية اكثر في الاراضي المصرية منه في القطاع، وذلك لان اسرائيل ستخشى من قصفها.
في المدى الابعد، حتى لو كان المصريون منشغلين في هذه اللحظة بانفسهم أساسا، فان اسقاط نظام مبارك يفسر في هيئة الاركان كتحذير استراتيجي للساحة الجنوبية. وان لم يكن للحرب، ولكن بالتأكيد لامكانية اشتعال في ساحة اخرى (الشمال، المناطق او كلاهما) يؤدي الى حشد قوات مصرية في سيناء. بعد 30 سنة لم تبحث اسرائيل تقريبا بوحدات الى الحدود الجنوبية وابقت في الجوارير الخطط العملياتية، صار مطلوبا انعاش من الاساس. من المعقول الافتراض بان احدى الافكار التي تدرس هي اقامة قيادة فيلق جديد للجبهة الجنوبية.
في سوريا كل المؤشرات تدل على استمرار الانهيار السريع لنظام الاسد، الذي ودع هذا الاسبوع وزير دفاع.  في شعبة الاستخبارات العسكرية يقولون انه رغم التغطية الاستخبارية الفاخرة في الساحة السورية، لا يمكنهم ان يتوقعوا الموعد الدقيق للانهيار ولكن التطورات تسير في اتجاه واحد فقط. اعادة سفراء عرب من دمشق، وكذا الخط المتصلب لتركيا تجاه جارتها الجنوبية، يدلان على أن الاسد يواصل الانزلاق في المنحدر. انشغال مصر وسوريا بنفسيهما يقلص ظاهرا الخطر الامني الفوري على اسرائيل، ولكن عدم الاستقرار يزيد عدم اليقين ومن شأنه ايضا ان يؤثر على الوضع في لبنان.
الخطر عاجل وفوري اكثر في الساحة الفلسطينية، حيث يحتمل ان تكون المواجهة توجد خلف الزاوية. السلطة الفلسطينية وان كانت ابلغت اسرائيل في الاسابيع الاخيرة بان في نيتها السيطرة على المظاهرات حول خطوة الاعلان عن الدولة في الامم المتحدة في نهاية ايلول، الا انهم في الجيش واعون للخطر في أن تنتقل المسيرات غير العنيفة بسرعة الى صدامات في الحواجز وحول اسيجة المستوطنات. في جلسة الثمانية أول أمس ضغط وزراء اليمين لاستخدام "العصي"، خطوات عقاب تجاه الفلسطينيين حتى قبل أن يتوجهوا الى الامم المتحدة. وزير الدفاع، ايهود باراك حذر من انهيار السلطة الفلسطينية. احد لا يعرف بان يتوقع كيف ستنتهي الازمة.
على هذه الخلفية، ورغم انخفاض خطر حرب واسعة في المدى الفوري، فثمة شيء تبسيطي في الادعاء بان الوضع الامني بالضرورة يتحسن بفضل ربيع الشعوب العربي. بالمقابل، احتجاج الخيام سيلزم الحكومة بتغييرات في سلم الاولويات الاقتصادي. ميزانية الدفاع توجد هذه المرة على بؤرة الاستهداف اكثر مما في الماضي. الحل البسيط للعقدة الاسرائيلية (ارسال الاصوليين الى العمل) غير قابل للتطبيق من ناحية سياسية داخلية. الحل الثانوي (تقليص المال للمستوطنات) لن يمر في اليمين الايديولوجي. ولا غرو ان رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو الذي تحدث قبل شهرين فقط علنا عن زيادة ميزانية الدفاع بسبب التحولات في العالم العربي، معني الان بتجميدها.
الذخيرة المضافة لجهاز الامن في الجدال الحالي هزيلة جدا. في الماضي، عرف الجيش الاسرائيلي كيف يتجاوز تقليصات مخططة بترتيبات غير مباشرة، بعيدا عن عين الجمهور. واذا كان حتى شاؤول موفاز، رئيس لجنة الخارجية والامن وقبل الاجماع الامني، اوقف هذا الاسبوع مثل هذه المناورة، فيبدو أن العصر اياه انقضى. سلسلة اجراءات التقليص التي عرضتها هذا الاسبوع وزارة الدفاع تضمنت اعتباطا متجددا لايجاد حلول سريعة معظمها تتجول في هذه القناة قرابة عقد من الزمان. "واضح لنا جميعا أننا نسير نحو تلقي الضربة"، قال لواء في هيئة الاركان.
في الخلفية يحتمل هبوط في الدافعية للخدمة من جانب جنود الاحتياط، اذا انتهى احتجاج الخيام بلا شيء. هذا الخطر سيحتدم اذا ما شك رجال الاحتياط بان نتنياهو يشعل عن قصد نار المواجهة مع الفلسطينيين في الشهر القادم. ولكن رئيس الوزراء، خلافا لوزير خارجيته، الذي يلعب بالنار بحماسة ظاهرة، بقي حذرا في كل ما يتعلق باستخدام القوة العسكرية. مشكوك أن يختار نتنياهو المبادرة الى التدخل الذي لا يعرف كيف ينتهي.
بدون اصلاح
اختطاف رجلي الاحتياط اودي غولدفاسر والداد ريغف في تموز 2006 لم يورط اسرائيل فقط في حرب فاشلة جدا مع حزب الله. بل ضيع هباءا منثورا المحاولة الاخيرة، حاليا، لاجراء اصلاح بنيوي ذي مغزى في صفوف الجيش الاسرائيلي. دان حلوتس، رئيس أركان حرب لبنان الثانية، اضطر الى الاستقالة بعد بضعة اشهر من انتهائها. وبرحيله، توقفت التغييرات الثورة التي خطط لها. وحتى ما تمكن من تحقيقه في السنة والنصف اللتين ادى فيهما مهام منصبه كرئيس للاركان، الغاه في معظمه خليفته، غابي اشكنازي.
عهود اشكنازي تميزت بتدريبات نشيطة وبميزانية سخية. رئيس الاركان السابق تلقى وسام بطولة جماهيري مبرر على اعادة بناء الجيش بعد صدمة لبنان، ولكن زخم الاهلية والجاهزية استخدم ايضا لتبرير نفقات طائلة ووهن آخر للرقابة الخارجية على الجيش. عمليا، كفت القيادة السياسية عن المطالبة بالنجاعة من الجيش رغم ان المسألة بحثت بتوسع في تقرير لجنة برودت عن ميزانية الدفاع، والذي نشر بعد نحو سنة من الحرب. كما أن الخطة اللازمة لتقليص الخدمة النظامية ادخلت الى التجميد العميق.
احتجاج الخيام اندلع عشية التقدم بالخطة الطموحة متعددة السنين من الجيش الاسرائيلي "حلميش" للمجلس الوزاري المصغر لاقرارها. في الجيش عولوا على العلاوة التي وعد بها نتنياهو وبلوروا خطة تسليح فيها الكثير من كل شيء: تعزيز العناصر الهجومية والمناورة البرية، مشتريات كثيفة لمنظومات اعتراض الصواريخ وتخصيص مقدرات كبيرة للاستخبارات وللحرب السيبرية (الالكترونية التلقائية). والان، عندما يسعى نتنياهو الى تجميد العلاوة (حاليا دون تقليص ميزانية الدفاع)، يقترح باراك حلا مؤقتا: "تصوير الوضع" لسنة واعادة النقاش للخطة في صيف 2012. الاستثمار في مجالات حرجة، مثل التدريبات ومنظومات الاعتراض، سيستمر كما كان مخططا له. هذه صيغة اضطرارية واشكالية، ولكن يبدو أن هيئة الاركان ستسلم بها لانعدام البديل.
في نظرة الى الوراء، تضخم الجيش وتقلص على مدى السنين بناء على الصدمات التي خلفتها الحروب على المجتمع الاسرائيلي. بعد 1967 تقلص الجيش قليلا بالذات، ولكن صدمة حرب يوم الغفران أدت الى خطوة هائلة لتوسيع الفرق القتالية. وتوقفت المسيرة في الثمانينيات ووصلت الى تقليص كبير في حجوم القوات حتى حرب لبنان في 2006. منذئذ، تجدد التوسع، الذي كانت ذروته في الخطط الحالية، التي تتضمن التسلح بمنظومات سلاح نوعية ولكنها تحتاج الى ميزانيات كبيرة كأسراب طائرات اف 35 وغواصة "دولفين" سادسة. مقابل ذلك، فان معالجة نقاط الخلل باهظة الثمن والزائدة (مثل امكانية اعتزال ضباط دائمين في سن مبكر الى التقاعد الكامل من المناصب في الجبهة الداخلية، تمت بتقنين فقط. يخيل أن هذه المشاكل الاساسية لن تعالج أيضا في الجولة الحالية ولكن لاحقا لن يكون مفر. جهاز الامن سيضطر الى مراجعة ذات مغزى أكبر، ولا سيما اذا ما طالت الازمة الاقتصادية العالمية.
معركة سكاكين
تحت رعاية الانصات الذي تطالب به حركة الاحتجاج الاجتماعي مرت باهتمام بالحد الادنى جولة التعيينات الاولى لغانتس كرئيس للاركان، قبل اسبوع. في البؤرة كان التعيين موضع الخلاف للعميد (قريبا لواء) رام روتبرغ قائدا لسلاح البحرية. روتبرغ، الذي قاد الكوماندو البحرية في سلسلة عمليات ناجحة معروفة بينها هي عملية السيطرة على سفينة السلاح "كارين إيي" يذكر الان بالاساس قصور البارجة حنيت. فحين أصاب الصاروخ الايراني البارجة، في اليوم الثالث من حرب لبنان كان روتبرغ على رأس شعبة الاستخبارات في سلاح البحرية. واظهر التحقيق في الحدث بانه لم يستجب لتحذير احد رؤساء الفروع في الشعبة، قبل بضع ساعات من الاصابة بانه يجب الاخذ بالحسبان امكانية أن تكون ايران زودت حزب الله بصواريخ شاطىء – بحر. روتبرغ تلقى توبيخا ولكن ترفيعه لم يتوقف.
أكثر من الاهمال الاستخباري، فان الخلل المركزي لسلاح البحرية في تلك القضية كان عملياتيا، في الشكل الذي تصرفت فيه البارجات امام شواطىء بيروت وكأنها لا خطر يهدده. يوجد منطق كبير في قول باراك وغانتس انه لا ينبغي استبعاد ضابط ممتاز بسبب خطأ في الفتال وانه يمكن الافتراض بانه تعلم منذئذ من خطأه. روتبرغ هو ضابط مثير للانطباع اكثر من انتقاد سلوك السلاح في السنوات الاخيرة وهي حقيقة لا بد ساهمت في المعارضة الشديدة للقائد الحالي اليعيزر تشيني مروم لتعيينه. تسلمه مهام منصبه سيبشر على ما يبدو بتغييرات ربما أيضا في وحدة الام الخاصة به، الوحدة البحرية 13، التي لا تزال تشهد ازمة قيادية معينة كنتيجة لقضية مرمرة. وهو يجلب معه الى السلاح قدرة قيادية ثابتة وتجربة عملياتية واسعة، وهما أمران هيئة الاركان الحالية لا تملك الوفير منهما بعد.
بقدر كبير، هذه نتيجة تراكم بالصدفة للاحداث، الى جانب قرارات اتخذها رؤساء اركان سابقون. فضلا عن شريحة بارزة في القيادة، تضم ضمن آخرين نائب رئيس الاركان يئير نافيه، بديله المرشح غادي أيزنكوت، قائد الجبهة الشمالية يئير غولان ورئيس شعبة الاستخبارات أفيف كوخافي، فان غانتس يقود الان هيئة اركان ذات تجربة قتالية ضيقة نسبيا. احد العناوين بعد جولة التعيينات تحدث عن أنه لم يتبقَ في الجيش الاسرائيلي سوى لواء واحد خريج حرب يوم الغفران. ولكن هذه ليست الحقيقة ذات المغزى. النقطة الاساسية هي أنه حتى في نوع القتال الاساس الذي واجهه الجيش الاسرائيلي بعد 1973، النشاطات ضد الارهاب والعمليات التي لا تصل الى حرب شاملة، فان بعضا فقط من الالوية القائمين شاركوا فيها مشاركة مباشرة تتجاوز مستوى قائد سرية.
لجملة اسباب، فقد الجيش الاسرائيلي على الطريق عصبة الجيل الوسط، مجموعة قادة الالوية وقادة الفرق في منظومة سلاح المشاة والوحدات الخاصة التي كان ينبغي لها في معظمها ان تجلس الان حول طاولة هيئة الاركان. وهذه تضم ايرز غيرشتاين (الذي سقط في لبنان في 1999)، درور فينبرغ (الذي قتل في معركة في الخليل في 2002)، شموئيل زكاي (الذي اضطر الى الاعتزال بسبب اشتباه عابث بالتسريب)، غال هيرش وايرز تسوكرمان (لبنان الثانية)، تشيكو تمير (قضية التراكاتور والطفل) وعماد فارس (السيارة والزوجة). القاسم المشترك في كل هذه العصبة، مثل روتبرغ، هو التجربة المتراكمة الواسعة في جبهات هامة في العقدين الاخيرين، المناطق وجنوب لبنان. في جولات التعيينات القادمة، في غضون بضعة اشهر، يحتمل أن يفكر غانتس "بالترفيع بالقفزة) لجيل شاب الى الامام بل وربما باعادة واحد أو اثنين من العمداء المنفيين الى الديار.
هيئة اركان غانتس تتصرف حاليا في اجواء طيبة، مهنية، ولكن قد تنشأ لرئيسها مشكلة صورة معينة. اختياره في ادارة "ناطق يقول الحقيقة" جدير بالتقدير (دوما توجد مرة اولى)، ومثلها ايضا الابتعاد عن التلاعب. غانتس لن نراه، كأحد اسلافه، يتجول في سوق محنيه يهودا في منتصف مواجهة علنية مع الوزير المسؤول عنه او يوصي رئيس الوزراء امام ميكروفون مفتوح مثل رئيس أركان آخر بانه حان الوقت لمعالجة رئيس السلطة الفلسطينية. ومع ذلك، فان مزيج الهدوء الامني السائد في هذه اللحظة، جدول أعمال اجتماعي في هذا الصيف والصورة البارزة لرئيس الاركان يخلق له مصاعب من نوع آخر.
ما ينعكس في وسائل الاعلام ليس بالضرورة الجدول الزمني الفتاك الذي أخذه على عاتقه غانتس في زياراته لوحدات الجيش الاسرائيلي، بل بالذات ظهوره بلا بزة أو في محافل مدنية. عينة من صحف الاشهر الاخيرة تتضمن صورا لرئيس الاركان يشتري هدية في مجمع عزرئيلي التجاري. يقف مع ابنه في "مخرج المعسكر"، يستجم مع العائلة في الجليل وفي ايلات، يقدم وردة لناجية من الكارثة و "يمسح دمعة" في لقاء مع خريجي المدرسة التي تعلم فيها في صباه. لم يأتِ النشر في أي من هذه الحالات بمبادرة عسكرية. من الصعب اخفاء رئيس الاركان بطول متر وتسعين زائد ولا يمكن التوقع من قائد الجيش ان يتزوج بباروكة وشارب كلما خرج من أسوار وزارة الدفاع. احيانا، نشر الصور هو ركب بالمجان قام به رجال علاقات عامة على تواجد غانتس في اماكن عامة. ولا يزال، وحتى لو لم يكن اديبا ذكر ذلك، ينبغي لرئيس الاركان على ما يبدو ليس فقط بث الامن في أهالي الجنود (وهذا يفعله غانتس جيدا)، بل ان يفزع الجيران قليلا.
أول أمس أفادت "معاريف" بان غانتس يخطط لامسية رص صفوف اجتماعي للالوية وزوجاتهم وفي اطارها منافسة على نمط برنامج الطبخ "معركة سكاكين". في هيئة الاركان يدعون بان الامر لم يحسم عد ومع ذلك يخيل انه ينبغي الامر في شيئين: في الوقت الذي يتسلى فيه الالوية في معركة السكاكين، الا يبدأ احد في المنطقة حربا حقيقية واذا ما اندلعت واحدة كهذه، يكون غانتس يحفظ لديه في الاتصال المختصر رقم تشيكو تمير".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إطووا الخيام
المصدر: "هآرتس ـ يوئيل ماركوس"

" لم يكن الامر أمر جبن الكوتج ولا ازمة السكن بل مظالم كثيرة ارتبطت معا. هي صرخة الطبقة الوسطى التي تحمل على ظهرها الدولة، والتي تخدم في الجيش وفي الخدمة الاحتياطية، والتي تدفع ضرائب عن دخل لا يكفيها لحياة كريمة. وباختصار كان ما رأيناه في الخيام التي نصبت في كل جادة ورصيف خاليين احتجاج أفضل الشباب الذين يسيرون نحو مستقبل قاتم وبلا أمل. هذه مظاهرة من نوع جديد، من غير تنظيم حزبي ومن غير منظمة هستدروتية ومن غير دعم من اليمين أو اليسار، وحدّها الطموح الساذج الى العيش بكرامة. انها مظاهرة لم يكن لها مثيل.
وهذا هو الشيء الذي جعل مظاهرة الخيام متعددة الطبقات جدا ومتعددة المشاركين جدا. فقد جاءت عائلات كاملة مع الاطفال الصغار دون تنظيم مرتب. وقد انتشروا ببساطة في البلاد كلها. كانت هذه هي المظاهرة الأصيلة الوحيدة مما أذكر في البلاد، التي لم تنظمها أجسام سياسية.
إن الزعماء الذين ولدوا في الميدان، وكثير منهم ما يزالون غير ناضجين، فاجأهم ما أحدثوه. ولم يخفوا مفاجأتهم من حقيقة انهم نجحوا في تنظيم مظاهرة 300 ألف انسان – وهي اكبر مظاهرة كانت قط في البلاد من غير تنظيم من أعلى. أدهشهم النجاح جدا الى حد أنهم قرروا عدم المبادرة الى مظاهرة جماعية اخرى مع خروج السبت القريب لئلا يكون فيها عدد أقل من المشاركين. وبرغم أن قادة الميدان أنفسهم، قد أذهلهم نجاحهم، ولا يعرفون بالضبط كيف يتوجهون من هنا، فانهم أخافوا الجهاز السياسي وأصابوا رئيس الحكومة ووزراءه المقربين بالذعر.
بلغت مظاهرة الخيام اتساعا جعل الحكومة تدرك انه لن يمكن حسم انتفاضة الخيام بواسطة بضعة ملايين هنا وبضعة ملايين هناك ووعود باطلة. وقد فعل بيبي ما يعرف فعله دائما فانشأ لجنة من 18 شخصا.
لكن يبدو ان الحديث هذه المرة ليس عن نوع اللجان التي تنتهي الى طمس الحقائق. فليس المزاج العام لتمرد الخيام من النوع الذي يمكن طمسه، بحيث يمضون الى البيوت مع شعور بالكرامة وهمي بأنهم كأنما أحرزوا نصرا. لم تبدأ قوات كوماندو البروفيسور تريختنبرغ العمل قبل ان تبتز من بيبي التزام أن يحقق التوصيات للتخفيف عن الطبقة الوسطى.
إن بيبي في وضعه الحالي يُذكر بتلك النكتة عن اليهودي الذي تسلق السلم في السيرك مع وعد بأن يقفز. لكنه عندما صعد الى أعلى ورأى الجمهور الذي يدعوه الى القفز سأل بصوت مرتجف: أي قفز؟ ومن يقفز؟ كيف أنزل من هنا؟ أدرك بيبي أن سلة حيله قد فرغت. وأنه لن يكون له مناص وانه سيضطر الى مجابهة المسارات الاجتماعية والاقتصادية التي ستملى عليه كي يظل في ولاية رئيس الحكومة حتى نهاية الولاية.
بلغ بيبي نقطة يجب عليه فيها ان يحدد ترتيب افضليات حكومته وتحدياتها في المستقبل القريب. وعليه أن يجابه نفسه باعتباره زعيم المعسكر اليميني، وأن يجابه ميزانية الدفاع التي يحاول باراك متعللا بالتسونامي أن يمليها عليه، وأن يجابه حلفه الاستسلامي للحريديين والمستوطنين والمستوطنات، وأن يجابه ليبرمان الذي كان كل ما رآه في مظاهرة الخيام أن المطاعم الفخمة مزدحمة وأن الجميع يأكلون السوشي. أما الشيء الوحيد غير الواضح فهو أي دولة هو وزير خارجيتها.
يبرهن احتجاج الخيام على أنه يمكن احراز أهداف مهمة من غير عنف ومن غير هدر لحياة الانسان. وهو نموذج يحتذى لمظاهرات من نوع آخر، حينما تعترف الجمعية العامة للامم المتحدة في ايلول بالسلطة الفلسطينية أنها دولة. هذه رسالة لجيراننا في الضفة ولعرب اسرائيل، انه يمكن أن تقام في مجتمع ديمقراطي مظاهرات من نوع آخر من غير سفك دماء ايضا، لان العنف يستدعي العنف.
ستنبؤنا الايام أي قيمة يوجد للوعد الذي ابتزه كوماندو تريختنبرغ من بيبي بالتخفيف عن الطبقة الوسطى و"تحقيقه". لكن على كل حال، استنفدت مظاهرة الخيام نفسها، وسيحسن المتظاهرون الصنع اذا طووا الخيام في ذروة نجاحهم. أي الآن قبل أن يبدأ التوتر بالانخفاض وقبل ان يغطي الشأن الفلسطيني على التمرد الداخلي. لا تطرحوا الخيام في القمامة بل احفظوها في المخازن فربما تحتاجون اليها مرة اخرى. واذا خدعوكم أو لم يفوا بكلامهم فسيكون الاجراء التالي هو الانتخابات وتنحية بيبي عن السلطة.
لا تستطيع أية دولة أن تسلم لرئيس حكومة يجعل تنحيته مهنة".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"قيادات أيلول" في الجيش الإسرائيلي، الشاباك، والشرطة، على الرغم من عدم وجود معلومات إستخباراتية حول إستعدادات فلسطينية
المصدر: "تيك دبكا"

" على الرغم من عدم وجود معلومات محددة عن إستعدادات فلسطينية للقيام بتظاهرات حاشدة في شهر أيلول، بحيث تحاول أن تعبر الخط الأخضر، يستعد الجيش الإسرائيلي، الشاباك، والشرطة، الذين لا يريدون التعرض لمفاجئة غير متوقعة مثلما حدث في أحداث (يوم النكبة)، وكأن لديهم معلومات إستخباراتية تتعلق بهذا الأمر.
مصادرنا العسكرية والإستخباراتية تقول أن كل المعلومات الإستخباراتية المتوفرة حاليا في إسرائيل حول ما يحدث لدى الفلسطينيين تظهر أنه لا يوجد كيان رئيسي فلسطيني يركز على الإستعداد لأحداث من هذا النوع أو على إستئناف العمليات الإرهابية، وأن رئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن، لم يعين إطلاقا أي شخصية أمنية أو إستخباراتية فلسطينية لتقف على رأس إستعدادات من هذا النوع.
والأكثر من ذلك، المعلومات الإستخباراتية تظهر أن التنظيم الوحيد لدى الفلسطينيين، غير قائم سوى على مستويات منخفضة جدا في حركة فتح، وربما عدد من النشطاء الميدانيين الذين يجرون مقابلات روتينية مع أعضاء الحركة، ويطرحون إحتمالات لحدوث تظاهرات وإضطرابات في مناطق المستوطنات والخط الأخضر مع إسرائيل.
وتشير مصادرنا إلى أن هذا الكلام سُمع في الشهر الماضي خلال لقاءات التنسيق المحلية داخل حركة فتح، حيث أن أنشطة حركة فتح في الضفة الغربية موزعة على محافظات، ولكن لم يُلاحظ في أي محافظة أن الخلايا المحلية إنتقلت من مرحلة الكلام إلى الأفعال.
مصادر إستخباراتية وأمنية وصفت تصريحات وزير الخارجية أفيجدور ليبرمان يوم الأحد الماضي  حين قال أن الفلسطينيين يستعدون لـ"سفك دماء لم نرى له مثيل" في أعقاب التصويت في الأمم المتحدة في أيلول، على أنها تصريحات مُبالغ فيها.
"السلطة الفلسطينية تستعد لإراقة دماء لم نشهدها من قبل، كلما تحدث الفلسطينيون عن أعمال غير عنيفة، فهذا يدل على إستعدادات متزايدة لإراقة الدماء. حين تجهز مسيرة تضم عشرات الآلاف من الأشخاص الذين سينقضون على الحواجز ويعبرون بدون فحص أمني، وقتها يستطيع كل واحد أن يتخيل ماذا سيحدث لو حاول 30 إلى 40 ألف شخصا عبور الحواجز بالقوة. إن الفلسطينيين يجهزون أدق التفاصيل، إنه تجهيز لعنف بأبعاد لم نراها من قبل" – هذا ما قال ليبرمان.
وقد قالت دوائر أمنية أنها لا تمتلك معلومات ترجح كفة ليبرمان. وتقول هذه المصادر أن ليبرمان يتحدث حقا عن سيناريوهات يعمل الجيش الإسرائيلي والشرطة والشاباك على الإستعداد لها، ولكن على قوات الأمن أن تستعد دائما لسيناريوهات أكثر تطرفا. وعدا ذلك، لا يوجد أي دليل على أن أحداث من هذا النوع سوف تقع.
وذكرت الدوائر الأمنية بأحداث أسطول غزة في شهر يوليو، حين إنتشرت أنباء طوال بضعة أشهر عن إقتراب خروج عشرات السفن وآلاف المتظاهرين المشاركين في الأسطول، وفي النهاية وصل زورق صغير واحد على متنه 16 شخصا. ومع ذلك، تقول مصادرنا العسكرية، أن الجيش الإسرائيلي، الشرطة، والشاباك، شكلوا قيادات خاصة يطلق عليها (قيادات أيلول) والتي تنسق فيما بينها وتجهز ردود لأي تطور أمني محتمل.
وفي هذا الإطار، تُجرى إستعدادات تحسبا لخروج الفلسطينيين في تظاهرات إحتجاجية، وليس هذا فقط، ولكن لإحتمال محاولة السوريين، حزب الله، وحماس تسخين الحدود والقيام بعمل عسكري أو هجمات إرهابية. وتشير التقديرات إلى أن السوريين وحزب الله سيرغبون في تسخين الحدود الإسرائيلية مع سوريا ولبنان، من أجل نقل إنتباه الرأي العام العالمي عن أحداث قمع الثورة السورية ضد الأسد، بينما ستحاول حماس تسخين حدود القطاع لكي تشتت الإنتباه عن الخطوات السياسية التي تستعد السلطة الفلسطينية للقيام بها في الأمم المتحدة.
لكن التقديرات الإستخباراتية الأساسية هي أن السوريين وحزب الله سيقومون بخطوات من هذا النوع لو رأوا فقط أن الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة حقا يخرجون في تظاهرات هائلة، لأنه في حال إمتدت أعمالهم على طول الحدود سوف تبدو على أنها تأييد للملف الفلسطيني.
ومن بين النماذج التي توضح كيفية إستعداد الجيش الإسرائيلي لأحداث أيلول، هذا لو حدثت، ما جرى يوم العاشر من أغسطس، حين فاجئ رئيس هيئة الأركان العامة الفريق بني جانتس قوات "لواء بنيامين" وأعلن عن حالة الطوارئ لدى زيارته لقيادة اللواء، وذلك حين كان عند منطقة إستطلاع معدة مسبقا، وقام بالإعلان عن مناورة مفاجئة تحسبا لإعلان الإستقلال الفلسطيني في الشهر القادم.
وصدر قرار من رئيس هيئة الأركان العامة بإجراء المناورة، الأمر الذي أدى إلى نشر جميع قوات اللواء في المنطقة التي تمتد من "مكابيم" غربا وحتى الطريق السريع 443 في الوسط، وصولا إلى القدس شرقا. هذا النشاط العسكري أدى إلى شلل الحياة المدنية، وغلق شرايين المواصلات في المنطقة طوال ساعات.
مصادرنا العسكرية تقول أن هناك مجال آخر تستعد فيه إسرائيل تحسبا لأحداث محتملة في أيلول، وهو ما يتعلق بعمليات الرصد الإستخباراتي الإسرائيلي لكل ما يدور لدى الفلسطينيين. فأي تحرك مادي أو إلكتروني يخضع للفحص الفوري ويُنقل لمراكز (قيادة أيلول) للإطلاع عليه وإتخاذ القرار المناسب.
وهناك نموذج للحساسية الأمنية والإستخباراتية الإسرائيلية تحسبا لأحداث أيلول، وكان من الممكن ملاحظتها يوم الأربعاء حين تم إعتقال سالم علاوي الذي أراد الدخول للضفة الغربية عند (جسر اللنبي/ جسر الملك حسين). وعلاوي هو مدير مكتب الجزيرة في أفغانستان، ومعروف بعلاقاته مع طالبان. وحين وصلت المعلومات للمؤسسة الأمنية عن زيارة مرتقبة سيقوم بها، تم إشعال الأضواء الحمراء في عدد من النقاط.
ماذا لدى مراسل الجزيرة في أفغانستان ليفعله في شهر أغسطس بالضفة الغربية؟، هل يعلم عن وجود إستعدادات فلسطينية أو عن أحداث وشيكة سوف تقع ولا تعلم عنها المؤسسة الأمنية الإسرائيلية شئ؟. التحقيقات معه مستمرة حتى الآن، وما سيحدث في الأيام القادمة سوف يوفر الإجابة عن هذه الأسئلة".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
قبيل جلسة الأمم المتحدة: يتدرب الضباط الأغرار على تفريق التظاهرات
المصدر: "هآرتس ـ اناشيل بيبر"

" يستعدّون في الجيش الإسرائيلي لاحتمالٍ يحاول فيه الجيش السوري التصعيد على الحدود، ضمن محاولات الفلسطينيين لاقتحام سياج الحدود في هضبة الجولان. الخشية الأساسية هي أن يحاول النظام في دمشق تحويل الانتباه العالمي عن التظاهرات الشعبية المستمرة في سوريا وعن القمع الإجرامي الذي تمارسه القوات الأمنية، وذلك عبر خلق حادثة على الحدود.
في وضع كهذا، ستطلق قوات الجيش الإسرائيلي النار على متظاهرين فلسطينيين يحاولون اختراق الحدود بالقوة، سيدخلون إلى العمل وحدات تابعة للجيش السوري "للدفاع عن مواطني سوريا" وسينتج عن ذلك، للمرة الأولى منذ نهاية حرب يوم الغفران، حرب بين الجيشين على سياج الحدود. من أجل الاستعداد لسيناريو كهذا، ينوون في الجيش استقدام قوات قادرة على مواجهة الطواقم التي تعمل في إطار كل كتيبة سورية، إلى مناطق الاحتكاك المحتملة.
كما تقرّر عدم استخدام الدبابات في الضفة الغربية، حتى لو كان التصعيد عنيفا وحتى مع تجدد العمليات الإرهابية. ووفقا لكلام ضابط رفيع المستوى في سلاح المدرعات، التقدير في الجيش هو أنه بخلاف فترة الانتفاضة الثانية، وخصوصاً عملية "السور الواقي" ـ التي استخدمت فيهاالدبابات بشكل واسع في حرب ضد المنظمات الإرهابية ـ "حالياً لا يوجد خلايا إرهابية كبيرة في المنطقة أو وسائل قتالية تتطلب معالجة من قبل الدبابات".
في موازاة ذلك، أضاف الجيش الإسرائيلي إلى المواضيع التي تدرّس في كلية الضباط (قاعدة التدريب1) كيفية مواجهة أعمال شغب مدنية شعبية أيضاً. هذا، قبل إمكانية إنطلاق تظاهرات عنيفة في المناطق، في أعقاب إعلان أحادي الجانب عن دولة فلسطينية في الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول.
المستجدون في دورة "لهاف"، التي تؤهّل ضباط سلاح البر التابع للجيش الإسرائيلي، يجتازون فصولا دراسية عسكرية متخصصة، قيم طبقة الضباط وهويّة يهودية وإسرائيلية. تستمر الدورة لمدة ستة أشهر، لكن قادة في قاعدة التدريب 1 يقولون إن الأمر واقعاً يتعلق بدورة قصيرة نسبيا لأنّ كل يوم دراسي فيها محسوب بدقة.
وطبّق قرار دمج الاستعداد لأيلول في البرامج، من خلال تخصيص ثلاثة أيام خاصة بموضوع برنامج دورة الضباط. يشمل الاستعداد يوم دراسة واحد في موضوع استخدام وسائل مختلفة لتفريق التظاهرات، ويومين إضافيين لورش إعداد ذهني يستعدّ فيها الضبّاط الأغرار لمواجهة معضلات متوقع أن تحصل في المنطقة.
وأوضح قائد رفيع المستوى في قاعدة التدريب1 ضرورة الإعداد الذهني لأن "المستجدين يتعلمون بشكل خاص كيف يقاتلون أمام جيش وعدو مسلح، اما مواجهة مدنيين فتتطلب أمورا أخرى".
قبيل أيلول، يخططون في الجيش الإسرائيلي وضع ضباط رفيعي المستوى، قادة كتائب وألوية، في نقاط الاحتكاك الأساسية مع مدنيين، من أجل منع تصعيد عنيف سريع، الأمر الذي سيؤدي إلى وقوع إصابات مدنية كبيرة. ومع ذلك، يوجد اعتراف بذلك لأن قادة أقسام مستجدّون أيضاً، أنهوا فقط في الآونة الأخيرة دورة الضباط، قد يجدون أنفسهم يواجهون وحدهم مع جنودهم أوضاعا صعبة. لذلك تقرّر التشديد على الموضوع في دورة الضباّط.
تجدر الإشارة إلى أنّ قائداً في قاعدة التدريب 1 العقيد عيرن نيف، الذي تولى منصبه قبل ثمانية أشهر، أدخل تغييرات إضافية في برنامج دورة الضباط، المخصصة بشكل خاص لتعزيز التأهيل العملاني للمستجدين".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قيادة الجبهة الداخلية تجري مناورة بسيناريو إستهداف مدارس: مستعدون لكل شيء
المصدر: "موقع walla الإخباري"

" كما هو الحال منذ حوالي عشر سنوات, تجري قيادة الجبهة الداخلية مناورة كل سنة لجميع أجهزة الطوارئ في إسرائيل بهدف إختبار كيفية مواجهتها لحالات طوارئ خطيرة تصيب السكان. هذه السنة وبشكل مختلف عن السنوات السابقة, تم إختبار السيناريو الأكثر تطرفا والذي بموجبه تقوم منظمة إرهابية بإستخدام غاز السارون المصنف كغاز سام وقاتل ضد المدنيين. وفي إطار المناورة, التي أقيمت بالأمس( يوم الخميس) في مدرسة "أورت" في تسريفين, أختبر التدرب على سيناريو التعرض لعمل إرهابي على غرار ما حدث في النرويج قبل نحو ثلاثة أسابيع حيث تسلل إرهابي إلى مخيم صيفي وقتل 68 شابا .
وأوضح قائد الدورة في قيادة الجبهة الداخلية المقدّم أيال برسلر في نهاية المناورة بأنه يتحدث عن مناورة تضم ضباطا بارزين من الشرطة, من نجمة داوود الحمراء ومن قوات الإطفاء والإنقاذ وكذلك جهات بارزة في وزارة حماية البيئة وعدد من  الوحدات الخاصة. ووفق كلامه: الهدف هو تأهيلهم على مواجهة حوادث مواد خطرة متطرفة. هذه المرة إختبرنا سيناريوهات خطرة جدا, سبق أن حصلت, حيث دخل مخرب إلى صف للأولاد وإستخدم غاز السارين مما أدى إلى إصابة 25 ولدا".
وأضاف المقدم برسلر: "إن الصعوبات الحقيقية في المناورة هي محاكاة حادثة النرويح هو تشخيصها كعملية إرهابية وعندها العمل على توحيد كافة أجهزة الطوارئ لتحديد المركز. قررنا وضع أجهزة الطوارئ في حالات صعبة وإدخال تجهيزات للمخربين في المبنى وهو ما لم يحصل في السابق. فيما مضى إختبرنا مواجهة مواد كيمائية فقط. هذه هي المناورة الأكثر تطرفا التي أجريناها في السنوات العشر الأخيرة".
ومن جملة الأمور, فحص الضباط في المناورة, سرعة تحديد مركز الحادث, الإستجابة السريع عبر نقل القوات إلى المكان, إخلاء المصابين, تطهير المنطقة, ووسط ذلك المواجهة مع مخربين يطلقون النار على كل المارة ويطوقون المبنى. عمل المشاركون في المناورة في سباق مع الزمن ومن لا يرد بغاز الأتروفين قد يموت. تواجه دولة إسرائيل عددا لا يستهان به من التهديدات ولذا فإن هذا السيناريو لا يمكن فصله عن الواقع".
ووى قائد كلية الإنقاذ والإغاثة العقيد يورم لف ران بأن المناورة هي نشاط مجمل لتأهيل مدته أسبوع حيث يتم في إطارها إختبار حصول أحداث مشابهة سبق أن حدثت في العالم". وأضاف: الإرهاب في روف غونيوتو من الممكن أن يحصل عندنا أيضا. ما حصل هنا هو حادثة مشتركة, رهائن, إطلاق مواد كميائية تتسبب بموت فوري وإستخدام هذه الأمور يدفعنا لخلق جو من التعاون في المناورة كالذي رأيناه في أوساط القوات المشاركة. لن ننتظر إحتمال أن يحصل الأمرـ نحن مستعدون منذ اليوم".
تجدر الإشارة إلى أن إستخدام غاز السارين كسلاح إرهابي حصل في سنة 1995 من قبل منظمة إرهابية في اليابان. وأعتبر غاز السارين بمثابة رأس حربة في الصواريخ في حرب العراق, وفي شهر أيار 2004 إستخدمه الإرهابيون ضد جنود الجيش الإميركي في العراق".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رئيس الحكومة يدرس تنحية موفاز من لجنة الخارجية والأمن
المصدر: "موقع القناة السابعة"

" يدرسون في مكتب رئيس الحكومة وفي الإئتلاف الحكومة إمكانية تنحية رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست شاؤول موفاز.وهذا ما أعلنته إذاعة الجيش الإسرائيلي
الأسباب الكامنة وراء هذا القرار هي أن موفاز يهاجم بشدة سياسات الحكومة التي تتعلق بالمواضيع السياسية وذلك منذ توليه منصبه كما أنه يستغل الموقع الذي يشغله للهجوم على نتنياهو.
وأفيد من مكتب موفاز تعقيبا على الموضوع بأن الأخير سيكمل القيام ما يؤمن بأنه يخدم دولة إسرائيل دون خوف أو وجل.
وقبل عدة أيام وجه موفاز إنتقادات حادة للسياسات التي تقوم بها الحكومة حيث قال:"يجب علينا أن نسقط بنيامين نتنياهو من سلطته, فرئيس الحكومة يجيب من موقع الضعف والخوف, كما أنه فقد السيطرة على التحكم بالوضع".
وأفيد من الليكود في ذاك الحين ردا على هذا الكلام: في مقابل حكومة نتنياهوـ فإن حزب كاديما هو الذي أوقف البناء في منطقة الوسط
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مشتبه به: قائد سرية إعتدى جنسيا على 15 جنديا
المصدر: "موقع NFC "

إتـُهم قائد سرية في لواء المظليين بالإعتداء الجنسي على 15 جنديا أثناء نومهم.
وبعد أن علم قائد المنطقة الوسطى اللواء آفي مزراحي بما قام به الضابط المذكور قرر فصل قائد السرية من منصبه.
وأثيرت القضية بعد أن سمع قادة في الكتيبة حديثا بين مقاتلين إدعوا بأن قائد السرية يحضر في الليل إلى خيمهم ويعتدي جنسيا على الجنود أثناء نومهم.
وبعد أن توجه القادة المباشرين للجنود إليهم لإستجوابهم حول الموضوع رفض الجنود الرد على ما يثار أو تقديم شكوى ضد ضابط السرية, وذلك خشية من أن يطلب منهم المثول أمام الشرطة القضائية العسكرية وبأن يتحولوا إلى موضع سخرية بين زملائهم في السرية. 
ووصل الأمر إلى قائد لواء المظليين ومن ثم إلى قائد المنطقة الوسطى, اللواء آفي مزراحي. وإستدعى الضباط البارزين قائد السرية لتبيان موقفه من القضية. حيث نفى في البداية كل ما يرتبط بإدعائتهم ضده زاعما بأن الجنود يهدفون إلى التشهير به. وبعد فترة من الزمن تقرر فصل الضابط من منصبه".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تقليص لطيف: هكذا يمكن تقليص أموال من وزارة الدفاع
المصدر: "هآرتس ـ يوسي ملمان"

" قبل نحو من ثلاث سنين حاول من حاول أن يقنع وزير (الدفاع) ايهود باراك بأن يشتري من الولايات المتحدة نظام مدافع فولكان ليقام قرب سدروت الى أن ينتهي في رفائيل تطوير القبة الحديدية على الأقل. واقتنع باراك فاتصل فورا بالمدير العام لوزارة الدفاع بنحاس بوخريس. فزعم بوخريس الذي عارض منذ البداية شراء المدافع أن ليست عنده ميزانية لذلك. فأجاب باراك بأن المال سيأتي من تجميد مشروع بناء سفينة لسلاح البحرية لمدة سنة. وفي نهاية الامر لم يطلب باراك الفولكان لكن في الامر ما يشهد على ان وزير الدفاع لو أراد حقا أن يلائم ميزانية الدفاع لحاجات غير متوقعة لاستطاع فعل ذلك بسهولة نسبية.
أثار باراك في الايام الاخيرة عدة أفكار يفترض أن تشهد في ظاهر الامر على محاولة تجنيد وزارة الدفاع لحل الضائقة الاجتماعية. وقد صرح من جملة ما صرح عنه بأنه ستخلى اراض تقع عليها قواعد الجيش الاسرائيلي. والمشكلة ان هذا الاقتراح لن يساعد حقا على حل الضائقة الحالية. وقد تم الاتفاق على نحو مبدئي قبل سنين على ما يسمى "اخلاء معسكرات اقتصاديا". والفكرة هي أن تباع مديرية اراضي اسرائيل الارض التي ستخلى وتعدها للبناء. والمال الذي يتم الحصول عليه من بيع الارض يُنفق على نقل القواعد العسكرية.
لكن منذ ذلك الاتفاق لم يحدث شيء بسبب حاجز بيروقراطي هو الاختلاف بين وزارة الدفاع والمديرية، وحتى لو أزيل الحاجز الآن فستكون الاراضي مهيأة بعد سنين فقط ولن تحل ضائقة السكن الحالية.
تقف ميزانية وزارة الدفاع (التي تسمى ميزانية غير صافية وتشتمل على المساعدة الامريكية وعلى بيع فوائض الجيش الاسرائيلي) على 55 مليار شاقل. وهذه الميزانية مقسومة الى ثلاث مواد نفقة رئيسة: فـ 27 مليار شاقل – هي 60 في المائة من الميزانية الشاقلية (الميزانية الصافية من غير المساعدة الامريكية) – للرواتب ومخصصات التقاعد وتأهيل المعاقين وناس الخدمة الاحتياطية. والمادتان الأخريان هما الصيانة الجارية والتطوير.
في المواد الثلاث كلها "شحم" يمكن الاقتطاع منه. أوصى تقرير كتبه قبل بضع سنين خبير الاقتصاد دافيد برودت باقتطاع 2 في المائة من رواتب اصحاب الخدمة الدائمة. وتقف هذه النفقة على 12 مليار شاقل، وكان الاقتطاع يستطيع أن يوفر مئات ملايين الشواقل كل سنة. ولم يصنع شيء. وفضلا عن عدم الاقتطاع من الرواتب، ارتفعت.
وقضى اقتراح آخر عن لجنة برئاسة رئيس "أمان" السابق، اللواء عاموس مالكا، كانت ترمي الى التوفير من النفقات، بأنه ينبغي تأخير سن التقاعد لعمال جهاز الامن من الخامسة والاربعين الى الخامسة والخمسين، وتقرر في نهاية الامر أن يتقاعدوا في سن 48 – 50 فقط، وسيدخل القانون في هذا الشأن حيز التنفيذ في 2013 فقط. وأوصت لجنة برئاسة خبير الاقتصاد آفي بن باست في حينها بتقصير الخدمة الالزامية ثمانية اشهر. وأوصت لجنة اخرى، برئاسة البروفيسور أفيشاي برفرمان، بتخصيص الخدمة الاحتياطية للتدريبات وفي زمن الحرب فقط لا للعمل العملياتي. وكانت هذه الاقتراحات التي لم يتم تحقيقها ستوفر مليارات الشواقل.
وأُثيرت في المواد المتعلقة بالصيانة فكرة أن يكف الجيش الاسرائيلي عن انتاج دبابة "المركفاه" وأن ينقل خطوط الانتاج الى شركة في السوق الخاصة أو العامة. إن كلفة انتاج الدبابة نحو من مليار شاقل كل سنة. وهذا الاقتراح ايضا الذي كان سيوفر نحوا من 200 مليون شاقل كل سنة موضوع مثل حجر لا يقلبه أحد.
يمكن أن نجد حتى في المواد الحساسة لبناء القوة واستعمالها مشروعات يمكن التوفير فيها دون المس بالاستعداد العملياتي وباستعداد الجيش. ويمكن مضاءلة ايام الخدمة الاحتياطية. ويمكن أن يتم ابطاء، شيئا ما، ايقاع بناء الغواصات المخصصة لاسرائيل في احواض في المانيا. فعلى حسب صحيفة "دير شبيغل"، تدفع المانيا نحوا من ثلث كلفة الغواصة – 160 مليون دولار. ويأتي الثلثان الباقيان من ميزانية الأمن. فلن يتضرر أمن اسرائيل اذا سُلمت الغواصات الى سلاح البحرية متأخرة شيئا ما. وتوجد مشروعات اخرى بعيدة الأمد يمكن تأخيرها. لا يجب وقفها بل يكفي تأخير مدة البناء سنة ليتم توفير غير قليل من المال.
نجحت وزارة الدفاع والجيش الاسرائيلي منذ ثلاثين سنة في تخويف الجمهور. وهما يفعلان هذا على نحو منهجي في زمن السلام والهدوء الامني فكيف في زمن الازمات والحرب. وفي كل مرة يطلبون فيها الاقتطاع من ميزانيتهما يصرخان صراخا مريرا ويلوحان بالتهديدات الحقيقية أو الوهمية التي تترصد اسرائيل ويحذران من أنه اذا اقتطع ولو شاقل واحد من ميزانيتهما فسيتعرض وجود اسرائيل للخطر.
يحاول قلة من موظفي المالية وعدد من خبراء الاقتصاد والنشطاء الاجتماعيين ورجال جيش سابقون، أن يقولوا انه يمكن تقليص الميزانية من غير مس بالأهلية العملياتية وباستعداد الجيش الاسرائيلي. لكن وزراء الحكومة على نحو عام حتى لو كانوا يعتقدون اعتقادا مختلفا، يخضعون ولا يقلصون من الامن. فالنتيجة انه منذ 2006 زادت ميزانية الامن زيادة ضخمة بنسبة 40 في المائة من 40 مليار شاقل الى 55 مليارا. اذا كانت وزارة الدفاع ووزير الدفاع يريدان حقا الاسهام في تغيير ترتيب الافضليات القومي فعليهما أن يوافقا على التقليص من الميزانية. لكن باراك غير مستعد لذلك. وقد عبر هو ورئيس الاركان بني غانتس ايضا عن معارضتهما التقليص وهما يبرهنان على أنهما يسلكان سلوك رئيسي اتحاد مهني لا كمن يتحملان مسؤولية قومية عامة.
بيّن التاريخ ماذا يحدث لدول بل لقوى عسكرية كبيرة يمرض المجتمع فيها. إن التقديرات في المالية تقول ان تقليصا في الحال من الامن بمقدار ملياري شاقل لن يسقط دولة اسرائيل. ويمكن ان نأمل فقط أن توصي لجنة تريختنبرغ بتغيير ترتيب الافضليات، وأن تعرف الحكومة هذه المرة كيف تفرض على وزارة الدفاع والجيش الاسرائيلي الاعتراف بأن اسرائيل هي دولة لها جيش لا العكس.
جاء عن وزارة الدفاع ردا على ذلك: "الوزارة والجيش الاسرائيلي في مسار زيادة جدوى شامل، يشتمل على رفع سن التقاعد وزيادة الجدوى في مجالات الشراء والصيانة والبناء والوفود. وينبغي أن نذكر أن لجنة برودت قضت بأن الاحتياجات الامنية في العقد الاخير احتاجت الى 50 مليار شاقل أكثر مما أُعطي بالفعل. وعلى حسب معطيات المالية تنخفض نسبة ميزانية الدفاع الى ميزانية الدولة والانتاج الوطني الخام بصورة كبيرة في حين ترتفع ميزانيات مكاتب الحكومة الاخرى ارتفاعا كبيرا".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ثلاثة أشهر بعد يوم النكبة: ألغام مضادّة للأفراد زرعت في هضبة الجولان
المصدر: "رعوت فركش – مجلة محانيه"

" لأوّل مرة منذ نحو عشر سنوات زرعت ألغام مضادّة للأفراد في هضبة الجولان، بالقرب من الحدود مع سوريا. الألغام، التي زرعت في قطاع اللواء المناطقي الجولان من قبل ضباط الهندسة الحربية الأحداث كجزء من دورتهم الاستكمالية العسكرية، شكّلت الطلقة الأولى لأعمال زرع ألغام واسعة في كل قطاع فرقة "غيعش". زرعت الألغام وراء السياج الأمني، حتى داخل خط ألفا الذي يرسّم الحدود مع سوريا، في نشاط مكشوف وفي وضح النهار.
كما ذُكر، في يوم النكبة نُظمت المظاهرات الحاشدة على الحدود السورية. نزل المتظاهرون حتى إلى السياج الأمني، وقطعوا طريق قنوات وبطاريات مضادة للدبابات، وحتى أنهم مرّوا داخل حقول الألغام المضادة للأفراد. وخلافا لما هو متوقّع، لم تفعّل الألغام واقتحم الحشد الحدود وتسلل إلى المناطق الإسرائيلية. في هذا الإطار قال نائب ضابط الهندسة في فرقة غيعش الرائد أريئيل ايلوز: "نشاط زرع الألغام كان في أعقاب يوم النكبة، والهدف منه تعزيز وتمتين الحاجز. استُعجل الأمر بالتأكيد قبيل أيلول. كل هذا العائق الذي يشمل قنوات ضد الأفراد، أسيجة وغير ذلك، مخصّص لمنع مرور قوات راجلة وجماهير غاضبة، وبالتشارك بين قواتنا العسكرية والقناصة، من المفترض أن تعرقل وتمنع اجتياز أي حشد للحدود".
وكان جنود دورة الضباط من مدرسة اختصاصات الهندسة العسكرية، الأوائل في زرع الألغام في المنطقة. وستتبعهم في هذا النشاط كتائب الهندسة والجنود الذين يخضعون لتدريبات سلاح الهندسة في مدرسة اختصاصات الهندسة العسكرية. وبالإضافة إلى الألغام المضادّة للأفراد، سوف تُعزز أيضا ألغام مضادة للدبابات في القطاع في المرحلة المقبلة. قالوا في فرقة غيعش " نحن نحسّن وضع الألغام حيث يلزم، ونزرع  ألغاما جديدة مضادة للأفراد وللدبابات أينما تدعو الحاجة".
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
كذلك الجيش يتحضّر: كتائب الاحتياط ستكون متأهبة في حال الشغب في يهودا والسامرة
المصدر: "ليلاك شوفل ـ إسرائيل اليوم"

" تستكمل قيادة المنطقة الوسطى، هذه الأيام، استعداداتها تمهيدا لأعمال الشغب المرتقبة في أيلول القادم وتتحضّر لاستيعاب محتمل لكتائب الاحتياط التي قد تعزّز القوات النظامية عند الحاجة. في القيادة لا يجازفون ولكن عند اندلاع أعمال الشغب ستصل إلى يهودا والسامرة كتائب نظامية لتتموضع في المناطق المختلفة وستعزّز القوات الموجودة.
وصل في الأسابيع الأخيرة إلى المناطق المختلفة في يهودا والسامرة ضباط من كتائب الاحتياط المرتقب أن يتلقوا عند الحاجة أمر تعبئة، وقد نظّموا دوريات مبكِرة وإرشادات تمهيدا لإمكانية تعبئتهم. مع هذا، يخمّن مسؤولون في قيادة المنطقة الوسطى أن لا يكون هناك حاجة لتعبئة جنود الاحتياط. "كجيش نحن مستعدون لأسوأ من ذلك" أوضح ضابط مسؤول.
في الوقت نفسه، تتزود قيادة المنطقة الوسطى في الأسابيع الأخيرة بوسائل عديدة لتفريق التظاهرات مثل قنابل الغاز والصدم، الرصاص المطاط، طائرات صغيرة من دون طيار ستنذر عن التظاهرات التي قد تنتشر بسرعة. وعلاوة على ذلك، اعدوا محاور من اجل مرور سيارات وعززوا الأمن في محطات الركاب.
كما قدّر ضابط مسؤول خلال الأسبوع أن أجهزة الأمن الفلسطينية ستحاول التعامل بقوة مع التظاهرات لكن هناك خوف من أن يتنصّلوا من مسؤولية التظاهرات مع الوقت. "يُتوقع أن يقوموا كما في يوم النكبة بكل جهد لإيقاف الأحداث التي تخرج عن سيطرتهم" قال المسؤول "لكنهم لن يستخدموا السلاح الحي. ففي اللحظة التي سيلاحظون فيها حشداً قوياً لا يمكنهم إيقافه سيتنحّون جانبا وسيتيحون له الاقتراب من الجيش الإسرائيلي".
في الجيش الإسرائيلي يتحضرون أيضا لإمكانية أن "تنقلب" الأجهزة وتعمل أيضا ضد جنود الجيش الإسرائيلي. "هذا بعيد الاحتمال حاليا لكن أيضا في سنة 2000 ظنّ القادة أن الأجهزة لن تنقلب ضدهم ولذلك يجب التعاطي بحذر مع هذه التقديرات" قال المسؤول.
الإنتشار العسكري قبيل أعمال الشغب يشمل أيضا استعدادات كبيرة عند الحدود مع سوريا ولبنان وأيضا في قطاع غزة عقب عبر يوم النكبة والنكسة".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
تقرير سري للجنة الخارجية والامن: مبادرة سياسية يمكنها منع الاعتراف بدولة فلسطينية
المصدر: "اسرائيل اليوم – جدعون ألون"

" تعد لجنة الخارجية والامن تقريرا خاصا قبيل أيلول، حين من المتوقع للسلطة الفلسطينية أن تطلب اعترافا أحادي الجانب من الامم المتحدة. في مسودة التقرير قيل انه كان يمكن منع الاعتراف بدولة فلسطينية لو أن الحكومة بادرت الى خطة سياسية.
التقرير، نحو 50 صفحة، تبلور بعد عمل حثيث لفريق برئاسة النائب يوحنان بلاسنر من كديما. اعضاء الفريق أجروا 30 لقاءا مع مسؤولين كبار في جهاز الامن، في المخابرات، في الموساد، في الشرطة، في مجلس الامن القومي وفي النيابة العامة العسكرية.
ويعنى التقرير بالاستعدادات لاحداث ايلول ويفحص الاثار التي قد تكون للاحداث على المفاوضات السياسية في المستقبل. رئيس اللجنة النائب شاؤول موفاز من كديما قرر ان بوسع أعضاء اللجنة الاطلاع على التقرير ابتداء من الاسبوع القادم في مكتب اللجنة في الكنيست فقط.
وعلم أن التقرير – الذي يضم خمسة فصول – يتضمن ملحقا سريا يعنى بمسائل أمنية حساسة. وجاء في المسودة انه كان يمكن منع الاعتراف بدولة فلسطينية لو أن الحكومة بادرت الى خطة سياسية. وجاء في مسودة التقرير انه "التوقع هو أن يكون في ساحة المنطقة الوسطى تطرف ولكن من غير المستبعد ان يكون تطور أيضا باتجاه الساحة الجنوبية والشمالية. توجد امكانية كامنة للمواجهة مع جموع كبيرة من الفلسطينيين يحتشدون في بؤر الاحتكاك على طول الجدار أو المستوطنات. الجيش الاسرائيلي لا يمكنه أن يعرض للخطر المستوطنات الاسرائيلية وبالتالي سيتعين عليه أن يتصدى لهذا الوضع. ولهذا فان الجيش الاسرائيلي يوجد في عملية متقدمة لشراء كميات كبيرة من وسائل تفريق المظاهرات".
"وجدت نقاط خلل عديدة"
أعضاء اللجنة الذين شاركوا في صياغة المسودة اشاروا الى أنه وجدت نقاط خلل عديدة في الاستعداد من ناحية سياسية، دبلوماسية وقانونية، ولكن في المجال العسكري – الامني الاستعداد جيد. التقدير هو أن اعمال الاخلال بالنظام كفيلة بان تستمر لاسابيع عديدة على مستويات واسعة. وبعد ذلك تتواصل لاشهر بشكل أضيق.
رئيس الائتلاف، النائب زئيف الكين من الليكود احتج امام رئيس الكنيست روبين ريفلين على أن موفاز يسمح للنواب بقراءة التقرير في مكاتب اللجنة فقط وفي الاجازة فقط. كما احتج الكين على أن موفاز يعتزم اجراء تصويت على اقرار التقرير في 21 آب بينما تكون الكنيست في اجازة".
12-آب-2011

تعليقات الزوار

استبيان