المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


أخبار العدو

المقتطف العبري ليوم الاحد: عملية إيلات تؤرق الكيان.. لبنان في سيناء


عناوين الصحف وأخبار وتقارير ومقالات مترجمة من صحافة العدو

عناوين الصحف:
صحيفة "يديعوت احرونوت":
ـ تصعيد.
ـ سبت من النار في اعقاب العملية في الجنوب: قتيل وعشرات الجرحى، واحدة بجراح ميؤوس منها، بوابل من الصواريخ.
ـ مليون اسرائيلي تحت النار.
ـ اللعبة الدموية.
ـ البلديات تقاتل من أجل قبة حديدية.
ـ نأسف لاننا قُتلنا.
ـ قائد المنطقة: أخطأت.
ـرغم كل شيء، قاموا بالمسيرة الالاف يشاركون امس في مظاهرة تل أبيب.
ـ الاشتباه: مستوطنون ضربوا طفلا فلسطينيا بقضبان حديدية.


صحيفة "معاريف":
ـ تحت النار.
ـ هجوم في بئر السبع.
ـ مظاهرة انغلاق الحس.
ـجنوب أحمر.
ـ تذبذب حماس.
ـ في مصر يفرون من المسؤولية.
ـ شبه أزمة.
ـأبطال بالصنادل.
ـ يدير ظهر المجن للغرب (الاسد).

صحيفة "هآرتس":
ـ  قتيل وستة جرحى بجراح خطيرة في هجوم صاروخي على الجنوب أزمة في العلاقات بين اسرائيل ومصر.
ـ 5 الاف يشاركون في مسيرة الاحتجاج الاجتماعي زعيم الطلاب: سنواصل رغم التصعيد.
ـ حماس لم تصمد امام الاغراء.
ـ لا للتصعيد.
ـ في ظل الاعتبار المصري.
ـ يتحقق حلم نتنياهو وليبرمان.
ـ الغارديان: القذافي في حصار: المتمردون يحاصرون عاصمة طرابلس,


صحيفة "اسرائيل اليوم":
ـ صلية فتاكة.
ـ مليون مواطن تحت النار.
ـ الهدف: ايلامهم.
ـ مصدر سياسي كبير: "لا نريد رصاص مصبوب 2".
ـ باراك يعتذر للمصريين..
ـ الحكم المصري ينكشف بكل ضعفه.
ـ الشارع المصري ضد السلام.

أخبار وتقارير ومقالات

لبنان في سيناء
المصدر: "معاريف ـ اسرائيل زيف ـ قائد فرقة غزة سابقا"
" تشكل العملية الدموية في الطريق الى ايلات تنبيها للتغيير الجوهري الذي يجري في الحدود الجنوبية. حقيقة أن قوة كبيرة من المخربين استعدت، تحركت وتمتعت بحرية عمل في سيناء على مدى زمن طويل لا تدل فقط على وهن سيطرة الجيش المصري في سيناء، بل على تغيير استراتيجي في الميل في المنطقة. حماس هي الرابح الاكبر من التفكك المصري، ولم تكن قبل نصف سنة  لتخاطر فتسمح لنفسها بالسماح بمثل هذا الهجوم.
أما بالنسبة لـ "اخذ المسؤولية" الشهيرة، فثمة حقيقة واحدة من المجدي لنا أن نعترف بها: لجان المقاومة هي مثابة شركة فرعية لحماس. اللجان الشعبية، مثل باقي المنظمات المفتعلة في القطاع، توجد، تنسق، ويشرف عليها في اطار سياسة حماس، وعمليا بمثل هذا الحجم هي بلا ريب تحت سيطرتها ومسؤوليتها. تنفيذ العملية واستخدام سيناء كقاعدة يشيران الى أن حماس تلاحظ الفراغ الناشيء هناك وتعتبره فرصة لتوسيع ساحة القتال حيال اسرائيل لتشمل شبه الجزيرة، في ظل الفهم بان القيادة العسكرية في مصر وتعزز المحافل المتطرفة هناك لن يشكلا عائقا امام خطوة تحويل سيناء الى لبنان ثانٍ. مثل هذا التغيير سيشكل انجازا استراتيجيا في تحطيم الطوق الخانق على القطاع وخلق مجال عمل جديد له.
الفوائد التي ستنتزعها حماس من مثل هذه الخطوة كثيرة. فسيناء تشكل جبهة داخلية لوجستية، محور تسلح وظهر استراتيجي لحماس في القطاع. اضافة الى ذلك، فان فتح جبهة على بطن طرية في دفاع الجيش الاسرائيلي في الجنوب ـ حدود طويلة وسائبة مع انتشار هزيل نسبيا للقوات ـ سيعيد لها بعد المفاجأة في الهجوم في مناطق واماكن غير مرتقبة. مثل هذه العمليات ستحرم الجيش الاسرائيلي من قدرة المطاردة لمنفذي العمليات في عمق سيناء، وذلك لان هذه ستكون خرقا لاتفاقات السلام بل ويمكنها أن تفسر كاستفزاز للحرب. هذه النقطة ذات صلة شديدة اساسا بعمليات الاختطاف. وأخيرا، بخروجها من القطاع تحاول حماس بناء معادلة جديدة: عملية من سيناء لا يفترض ان تجر رد فعل اسرائيلي في القطاع، ولهذا فهجوم الجيش الاسرائيلي على غزة "سيبرر" اطلاق الصواريخ من القطاع الى الاراضي الاسرائيلية.
من أين تنبع ثقة حماس بتنفيذ مثل هذه العملية التي كانت تؤدي ذات مرة "برب البيت" في اسرائيل لان يجن جنونه؟ في تقدير المخاطر، لا ترى المنظمة وضعا تعيد فيه اسرائيل احتلال القطاع. بل العكس. حسب فهمها، فان حملة رصاص مصبوب كانت اختبارا فحص كم بعيدا تبدي اسرائيل الاستعداد للسير. صحيح أن حماس تلقت ضربة شديدة ولكنها ليست قاضية، وبقدر كبير عزز بقاؤها مكانتها وصورتها بل وجعلها الجهة مساوية القيمة لحزب الله. منذ العملية واصلت حماس التسلح والتعزز، حتى النقطة التي كانت مستعدة فيها لان تأخذ المخاطرة.
ما هي المعاني بالنسبة لاسرائيل؟ أولا، عليها أن تستوعب بان الساحة الجنوبية تغيرت بشكل كبير. ضعف الجيش المصري وصعود قوة محافل متطرفة هناك الى جانب تطلع حماس لاستغلال الفرصة وتصعيد الاحتكاك بين اسرائيل ومصر قد يؤدي الى تدهور حقيقي بل وخطر على اتفاق السلام.
كونه في الوضع الحالي ادراج القطاع في الجانب المصري ليس قائما، فأمام اسرائيل توجد امكانيتان اساسيتان: الاولى هي اتخاذ نهج دفاعي، بمعنى تغيير كل انتشارها على حدود سيناء ليصبح انتشار الامن الجاري المعزز مثلما في الجبهة على لبنان. لهذه الامكانية، كما من المهم الاشارة، آثار كبيرة على ميزانية الدفاع. الامكانية الثانية هي التصدي لجذر المشكلة في غزة، أي استغلال التدهور الحالي والخروج الى عملية جذرية لتحطيم القوة العسكرية لحماس، بهدف الوصول الى تجريد القطاع من السلاح. مهما يكن من أمر، على اسرائيل ان تتخذ قرارات صعبة وفورية كي لا نجد أنفسنا ننجر وراء الواقع الجديد الذي بات هنا منذ الان".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مصدر سياسي كبير: "لا نريد رصاص مصبوب 2"..
المصدر: "اسرائيل اليوم ـ شلومو تسيزنا"
"لا توجد نية للخروج الى رصاص مصبوب 2، ولكن كل شيء منوط بحماس: اذا واصلوا النار على البلدات الاسرائيلية، فسيتلقون الضربات"، هكذا قال أمس مصدر سياسي كبير في القدس.
"توجد محافل ارهابية عديدة في غزة، والمفارقة بالذات هي أن حماس بالذات هي اليوم الجهة المعتدلة هناك"، اضاف المصدر السياسي، "من ناحيتنا هم يسيطرون على غزة ويمكنهم أن يملوا الهدوء". وأوضح ذات المصدر بانه من ناحية اسرائيل، رغم الاحداث القاسية يوم الخميس في الجنوب، تصفية قادة لجان المقاومة أنهت "بعظمة" رد الفعل الاسرائيلي.
مع ذلك، فان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي زار أول امس في مستشفى سوروكا الجرحى من الهجمة الارهابية في الجنوب، صرح بان تصفية قادة لجان المقاومة تشكل "ردا أوليا". وأوضح نتنياهو بانه منذ اليوم الاول لتسلمه مهام منصبه قرر مبدأ الرد الفوري: "لدينا سياسة ـ جباية ثمن باهظ جدا ممن يمس بنا، وهذه السياسة تجد تعبيرها هذه الايام". وعلى حد قوله، "كانت عدة سنوات من الهدوء النسبي والان وقع استفزاز في ظل استخدام سيناء كمحور من قطاع غزة. نحن ننظر الى ذلك بخطورة شديدة".
واضاف نتنياهو يقول: "نحن صفينا قادة المنظمة الذين استخدموا المخربين. مرت بضع ساعات وصفينا مرسليهم وقادة المنظمة الذين بعثوا بهم واصدروا لهم الاوامر بقتل الاسرائيليين. لقد اختبأوا في غزة، ظنوا أنهم آمنون، وها هم لم يعودوا موجودين".
وأثنى رئيس الوزراء على المقاتلين ورجال الاستخبارات والوحدات الخاصة فقال: "تأثرت بالروح الخاصة التي ابداها الجنود الذين عملوا في الميدان بشجاعة كبيرة غير عادية، تأثرت برباطة جأشهم وجسارة روحهم. فقد عملوا بشكل غير عادي".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تذبذب حماس..
المصدر: "معاريف ـ عميت كوهين"
" جلست حماس على مدى أكثر من 48 ساعة على الجدار، في الوقت الذي نالت فيه جولة العنف الزخم. فقد اطلقت صواريخ بلا انقطاع نحو اسرائيل وعاد سلاح الجو ليقصف. عدد القتلى في الجانب الفلسطيني ارتفع، ولكن حماس واصلت التردد. الناطقون بلسان المنظمة أبدوا حماسة، ولكن المصريين اتصلوا، طلبوا، حاولوا الوساطة، والذراع العسكري أوقف النار.
وعندها، عند الساعة الثامنة مساءاً، عندما بدا أن الامور تهدأ، تمهيدا للتهدئة، ضربت حماس بذروة القوة. بعد عشرين دقيقة من الصلية الاولى، التي تضمنت أربعة صواريخ نحو اوفكيم، نشرت حماس بيانا رسميا في موقع الذراع العسكري الالكتروني. في غضون وقت قصير اطلقت صلية من سبعة صواريخ جراد ـ كمية شاذة جدا ـ نحو بئر السبع. وبعد أن اطلقت باقي المنظمات عشرات الصواريخ، كانت حماس هي التي سجلت القتيل الاول.
وعندها، لشدة المفاجأة، خفضت حماس مستوى الفعل. منظمة لجان المقاومة الشعبية أخذت المسؤولية عن اطلاق صاروخين على بئر السبع. اما خمسة الصواريخ الاخرى فقد بقيت "يتيمة". اضافة الى ذلك، في خطوة شاذة، أنكرت حماس المسؤولية عن الصواريخ على اوفكيم التي أعلنها موقعها على الانترنت. أغلب الظن، يدل الامر على خلافات في الرأي داخل  المنظمة، حول الحاجة لتصعيد الوضع مع اسرائيل.
في كل نهاية الاسبوع، اجرى المصريون محادثات مع حماس ومع اسرائيل في محاولة لتهدئة الخواطر. وافادت صحيفة "الحياة" امس بان مصر نقلت رسالة الى حماس وبموجبها ليس لاسرائيل مصلحة في التصعيد، وهي ستتوقف عن الهجوم في القطاع اذا توقفت نار الصوايخ من هناك. وقال مصدر مصري للصحيفة ان اسرائيل أوضحت لبلاده بان هدف الهجمات كان الرد على منفذي العملية المختلطة في الجنوب، ولكن كل نار من غزة على بلدات اسرائيلية سيرد عليها فورا. في وقت لاحق تحدث هاتفيا اسماعيل هنية، رئيس وزراء حماس، ورئيس المخابرات المصرية مراد موافي. وجاء من مكتب هنية ان "الرجلين بحثا في سبل وقف الهجمات على قطاع غزة".
ومع ذلك، كان يخيل أن رجال الذراع العسكري لحماس شعروا بضغط الشارع الغزي، بعد أن قتل تسعة فلسطينيين في اثناء نهاية الاسبوع. ابتداء من فجر يوم الجمعة، هاجم سلاح الجو سلسلة طويلة من الاهداف في أرجاء قطاع غزة. ضمن امور اخرى، قصفت معظم القيادات الاساسية لحماس في منطقة مدينة غزة، ولكن هذه المقرات كانت فارغة من الناس. اضافة الى ذلك، صفى الجيش الاسرائيلي عددا من نشطاء منظمات الارهاب، وكان احد القتلى هو قائد وحدة الصواريخ في لجان المقاومة.
اما حماس من جهتها فواصلت التهديد بالرد على "جرائم الاحتلال"، ولكن كما أسلفنا، فضلت الجلوس على الجدار وفحص امكانياتها. اسماعيل رضوان، من قادة حماس في غزة، دعا الذراع العسكري للمنظمة للرد على الهجمات على القطاع. وسئل اذا كانت حماس لا تزال ملتزمة بالتهدئة مع اسرائيل، فاجاب بانه لا توجد تهدئة مع اسرائيل. ومعظم النار تصدرتها لجان المقاومة الشعبية، التي نفذت العملية في الجنوب يوم الخميس. وسعت المنظمة الى الانتقام للتصفية السريعة لخمسة مسؤولين من المنظمة بعد ساعات من العملية. ومع ذلك، فان معظم النار "النوعية" نفذتها منظمة الجهاد الاسلامي".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الاشتباه: مستوطنون ضربوا طفلا فلسطينيا بقضبان حديدية..
المصدر: "يديعوت أحرونوت ـ عكيفا نوفيك"
" قضبان حديدية ومقاليع: هذا هو السلاح حسب الاشتباه الذي استخدمه فتيان يهود لمهاجمة طفل فلسطيني ابن 10 بعنف.
بسام هدلين ابن 10، من القبيلة البدوية، خرج أمس لرعي غنمه بجوار بؤرة رمات ميجرون الاستيطانية التي في مناطق يهودا والسامرة. وحسب الاشتباه، فجأة هاجمه شبان ملثمون ـ وضربوه بقضبان حديدية.
في ساعات ما بعد الظهر وصلت معلومات عن الاعتداء الى الادارة المدنية. ونقلت قوات الجيش والشرطة الصبي الى مستشفى في رام الله وهو يعاني من اصابات في الرأس واصابات متوسطة حتى خطيرة. بعد تلقيه العلاج في المستشفى أدلى بشهادة عن الحدث في مديرية التنسيق والارتباط من خلال مترجم منظمة "بتسيلم".
وأوقفت شرطة لواء "شاي" أمس 13 شابا ابناء 16 ـ 18 مشبوهين بالمشاركة في الاعتداء. بعض الفتيان يسكنون في البؤرة غير القانونية المجاورة رمات ميجرون، وبعضهم في القدس وفي بيت شيمش. وأمس رفض الفتيان التعريف على أنفسهم والتعاون، ولكن في التمشيطات في المنطقة عثر على قضبان حديدية ومقاليع. "هذه حالة خطيرة من العنف لا مبرر لها"، قال أمس مصدر في شرطة لواء "شاي". "نحن نعمل على استكمال التحقيق واستنفاد القانون مع المعتدلين".
نشيط البؤر الاستيطانية مئير بارتلر قال: "لاسفن في هذه الايام بالذات التي نتعرض فيها لهجمات من اعدائنا على حدود اسرائيل، تتعامل شرطة اسرائيل مع مستوطني رمات ميجرون وكأنهم اعداء، وهكذا عمليا تتعاون مع العدو".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحفاظ على السلام
المصدر: "هآرتس"
" ملابسات العملية التي أحدثت التصعيد في العلاقات بين اسرائيل ومصر وحطمت وقف النار بين اسرائيل وحماس يجب ان تدرس جيدا: فهل كان هناك انذار كاف؟ هل أعد الجيش الاسرائيلي نفسه له؟ كيف قتل الجنود المصريون؟ وهذه بعض التساؤلات التي تستدعي الاجوبة الدقيقة والواضحة.
القتلى الاسرائيليون والمصريون ليسوا الضحايا الوحيدين لهذه العملية. فالعلاقات الهشة بين اسرائيل ومصر تقف الان امام اختبار عسير. اسرائيل تدعي بان النظام العسكري الجديد ليس ملتزما بما فيه الكفاية بالحفاظ على الامن ولا يسيطر في سيناء مثلما سيطر سلفه. اما مصر من جهتها فتتهم اسرائيل بقتل جنودها وبالاستخفاف بقدراتها. هذه اتهامات تفترض معالجة فورية لانها تثير حماسة خطيرة في الطرفين، نتائجها الفورية هي القرار المصري باعادة السفير المصري الى القاهرة ـ القرار الذي تراجعت عنه ـ وتواصلها من شأنه أن يكون المس باتفاقات السلام. يجدر بالذكر ان السيطرة في سيناء حتى في عهد مبارك لم تكن كاملة. العمليات المأساوية في شواطىء سيناء، الانفاق التي عملت بين غزة وسيناء، العمليات ضد مؤسسات الحكم المصري من قبل البدو المستائين وتطور بنية تحتية لمنظمات اسلامية متطرفة، كل هذه لم تبدأ في عهد النظام الجديد. الحكم المصري العسكري ورث واقعا صعبا في سيناء وهو يبدي تصميما على تغييره.
هذا النظام ملتزم بالامن في سيناء ليس كجميل يسديه لاسرائيل، بل بانه يعترف بتهديد تلك المنظمات ومساعديها البدو. وقد أعلن قادته ايضا عن تمسكهم والتزامهم باتفاق السلام والاتفاقات التجارية مع اسرائيل. هذا هو النظام الذي يصرح بتصميمه على مكافحة منظمات الارهاب في سيناء، والذي ينبغي لاسرائيل أن تواصل التعاون معه وعليها أن ترى فيه حليفا في ذات الاهداف.
لن يخرج أي خير من توجيه الاتهام الى مصر عندما تكون اسرائيل نفسها لم تفعل كل ما في وسعها كي تمنع العملية. مصر ليست خلية ارهابية، بل هي جار وشريك في التهديد. حذار على اسرائيل ان تعلق مرة اخرى في العاب الاعتبار حيال مصر والتي ستخدم جيدا من يعارض اتفاقات السلام معها".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اللعبة الدموية
المصدر: " يديعوت أحرونوت ـ ناحوم برنياع"
" القصة تكرر نفسها في كل الحكومات: في أعقاب العملية يدخل الطرفان في سلسلة من ردود الفعل والرد عليها. في النهاية المعركة هي على من يطلق الصلية الاخيرة، من يخرج بطلا ومن يخرج جبانا.
هذا مأساوي، لانه لا توجد بالفعل اهمية لمسألة من يكون آخر من يطلق النار. الردع لا يتحقق بصاروخ او بقذيفة ما، حتى عندما تكون هذه هي الاخيرة. وفي هذه الاثناء يصاب المزيد فالمزيد من المواطنين، في جانبنا وفي الجانب الاخر ايضا. كل قتيل يجر وراءه مزيدا من التصعيد، كل تصعيد يجر وراءه قتلى. الطرفان يفقدان السيطرة.
حسب التقديرات التي طرحت في مداولات جهاز الامن في نهاية الاسبوع، فان العملية الارهابية المتداخلة من شمال ايلات كانت مفاجئة لحماس. فحماس لم تكن على علم مسبق بالعملية، وعلى أي حال لم تكن مشاركة في التخطيط وفي التنفيذ. من حيث المبدأ فضلت حماس مواصلة التهدئة حتى اشعار آخر.
هذا لا يعني انهم في حماس أسفوا لموت اسرائيليين، فعلاقات قيادة المنظمة التي تسيطر في غزة مع المنظمات الاخرى هي علاقات مركبة. أحد ضباط الجيش الاسرائيلي شبهها أمس بالعلاقات التي كانت بين ياسر عرفات وحماس: يمكنكم ان تجنوا، ولكني لست المسؤول. هذه اللعبة تقود بالضرورة الى الانفجار: اذا كانت حماس هي الحكم صاحب السيادة في غزة، فهي لا يمكنها أن تعفي نفسها من المسؤولية، لا تجاه اسرائيل ولا تجاه سكانها. في النهاية تجدها تنجر الى التدخل، في معركة لا ترغب فيها، معركة ليس فيها نصر.
حكومة اسرائيل هي الاخرى لن تحقق نصرا في هذه المعركة. خلفية قرارها الرد على العملية بسلسلة من الهجمات من الجو واضحة. اما الاستراتيجية فليست واضحة: ماذا نريد تحقيقه في هذه الجولة، ماذا تريد تحقيقه في المدى البعيد. اذا كان الهدف هو تدمير حكم حماس في غزة، فليس هذا هو الطريق. وهذا بالتأكيد ليس الطريق اذا كان الهدف هو التسليم بوجوده.
تحت تصرف حكومة اسرائيل توجد أدوات عسكرية متطورة. ولكن ليست لديها استراتيجية.
سلسلة العمليات على الحدود المصرية وضعت قيد الاختبار الجدي الاول العلاقات بين اسرائيل والنظام الجديد في القاهرة. هذا هو الجديد هنا، وهذا هو الخطر. الاستنتاجات ليست لا لبس فيها: من جهة، القادة المصريون في الميدان تعاونوا مع الجيش الاسرائيلي في اثناء الاحداث وبعدها وهم مستعدون للتحقيق في ما حصل على نحو مشترك؛ من جهة اخرى، السلطات المصرية سمحت للمخربين بالوصول الى الحدود والعمل على الاقل في حادثة واحدة على مقربة من موقع مصري مأهول.
على المستوى العملي تصرف المصريون بمسؤولية: لم يعيدوا سفيرهم، لم يطردوا سفيرنا، صدوا المتظاهرين امام ممثليات اسرائيل واستقبلوا بالايجاب الاعراب عن الاسف من جانب باراك على موت افراد شرطتهم. من جهة اخرى، انجرفوا في خطابهم البياني خلف ردود الفعل الحماسية في الشارع.
حماس يسيطر عليها اليوم نظام عسكري مؤقت، يعيش تحت رحمة الشارع. الالتزام بالاتفاق مع اسرائيل قائم، ولكنه يتعرض لهجوم يومي. يمكن الافتراض بان النظام التالي سيخفض أكثر فأكثر التزامه بالاتفاق. اتفاق كامب ديفيد هو ذخر امني حيوي. محظور على اسرائيل التخلي عنه. حكومة اسرائيل ملزمة باستخلاص الدروس من فشلها في ادارة الازمة مع تركيا: محظور علينا أن نخسر مصر.
ليس كل حدث فتاك يبدأ بفشل. وعلى الرغم من ذلك فان قسما كبيرا من هذه الاحداث يمكن منعه. هذا الحكم ينطبق بلا ريب على الحدث الحالي: فكما تظهر الامور في هذه اللحظة كان يمكن احباطه او على الاقل تقليص ضرره. فقد كان اخطار مركز، لاسباب لم تتضح بعد بما فيه الكفاية، لم يترجم الى الخطوات اللازمة على الارض. الثمن كان باهظا، بل وباهظا جدا. لشدة الاسف، نحن نواصل دفعه، في بئر السبع، في اوفكيم، في اسدود".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نأسف لاننا قُتلنا
المصدر: "يديعوت أحرونوت ـ شمعون شيفر"
"لاسرائيل كل الاسباب لان تطلب من قادة الحكم العسكري في مصر الاعراب عن الاسف على سلسلة اخفاقات للجيش المصري في منع الهجوم الارهابي الذي قتل فيه ثمانية اسرائيليين. رغم ذلك قررت القيادة السياسية ـ الامنية عندنا الاعراب عن الاسف على موت ثلاثة من افراد الشرطة على الحدود الجنوبية، من أجل تخفيف منسوب الاشتعال بين الدولتين.
التوتر بدأ منذ قبل بضعة اسابيع: فقد بعثت مصر الى اسرائيل سلسلة رسائل تعبر فيها عن استيائها من تصريحات مسؤولين اسرائيليين، وبموجبها فان مصر تجد صعوبة في أن تسيطر على شبه جزيرة سيناء التي اصبحت منطقة سائبة تسيطر عليها منظمات الارهاب. على هذه الخلفية سمحت اسرائيل لمصر بان تدخل الى العريش قوات اخرى تتجاوز تلك المسموح بها حسب اتفاق السلام. في أعقاب الهجوم الارهابي يوم الخميس عادت محافل اسرائيلية لتتهم مصر بالاهمال. "المخربون اجتازوا الحدود بجوار موقع مصري وكانوا يلبسون البزة العسكرية المصرية"، شدد أمس مسؤول اسرائيلي.
منذ مساء يوم الخميس عقد نتنياهو اجتماعا للمجلس الوزاري المصغر في بحث تقرر فيه الحوار الفوري مع مصر. يوم الجمعة فتح المحور الذي مر عبره المخربون امام عمل مشترك من الجيش الاسرائيلي والجيش المصري. في نهاية الاسبوع، بعد اتصالات مكثفة بين وزير الدفاع ايهود باراك ورئيس المجلس العسكري الجنرال طنطاوي وبين اللواء احتياط عاموس جلعاد وضباط كبار في قيادة المنطقة الجنوبية. أعرب وزير الدفاع باراك عن أسفه على موت افراد الشرطة المصريين ووعد بانه سيجرى تحقيق مشترك للحدث.
مسؤول كبير في قمة اصحاب القرار في اسرائيل اوضح أمس بانه يتعين على المصريين الاكتفاء بالاعراب عن الاسف، وان ليس لاسرائيل ما يدعوها الى الاعتذار. وقال المسؤول "من ينبغي أن يعتذر هم المصريون وليس نحن".
التقدير السائد عندنا، حاليا، هو أن كل اللاعبين في الملعب ـ الاسرائيليين، المصريين والامريكيين ـ معنيون بوجود اتفاق السلام، حتى لو واصلت السلطات في القاهرة السماح للجماهير "بالتنفيس". فالتاريخ يشهد على أن مصر من شأنها أن تجتذب الى النزاع الاسرائيلي ـ الفلسطيني دون أن تقصد ذلك. هذا يشرح المشاورات التي يجريها جهاز الامن في مسألة العلاقات مع مصر.
اما في الساحة الغزية فلا تعتزم اسرائيل، حاليا، الانجرار الى حملة واسعة النطاق على نمط رصاص مصبوب، وذلك انطلاقا من التقدير بان حماس أيضا معنية بانهاء جولة التصعيد الحالية في الايام القريبة القادمة. أمس، بعد الاصابة الفتاكة في بئر السبع، عقد رئيس الوزراء اجتماعا عاجلا لوزراء الثمانية. واليوم كان يفترض بنتنياهو ان يخرج في اجازة لاسبوع في منزله الخاص في قيساريا، يواصل في اثنائه اجراء المشاورات. يبدو أنه لن يكون لديه كثير من الوقت للراحة".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من السابق لأوانه تأبينه
المصدر: " معاريف ـ عميت كوهين"
" في بداية الشهر ظهر سفير الولايات المتحدة في دمشق، روبرت فورد، أمام لجنة خاصة بمجلس الشيوخ. الاضطرابات في سوريا استمرت أكثر من اربعة اشهر، دون أي تغيير من جانب النظام السوري أو من جانب الاسرة الدولية، ولكن فورد سمح لنفسه بأن يكون متفائلا. فقد قال فورد انه "حان الوقت لأن نبدأ بالتفكير باليوم التالي للاسد. 23 مليون مواطن سوري بدأوا منذ الآن يفكرون بذلك".
"أعتقد أننا والشعب السوري شركاء في الرؤيا بأن سوريا يمكنها أن تصبح دولة حرة وديمقراطية يقوم فيها الحكم على أساس ارادة الناس"، قال فورد، "مثلما قال الرئيس (اوباما) فان سوريا ستكون مكانا أفضل عندما يبدأ تحولها نحو الديمقراطية". وأعرب الدبلوماسي الكبير عن أمله في أن تبدي سوريا، بعد الاسد، تسامحا دينيا وتؤدي دورا ايجابيا في المنطقة.
وجاءت اقوال فورد بالتوازي مع بدء رمضان، الشهر المقدس للمسلمين. منذئذ قتلت قوات الحكم السوري قرابة 500 مواطن. الجيش السوري واصل استنزاف مدينتي حماة ودير الزور، اللتين تتصدران المظاهرات. في الاسبوع الماضي أُرسل سلاح البحرية ايضا الى المعركة وبدأ يقصف الأحياء الجنوبية من مدينة اللاذقية. وكما يبدو الامر حاليا، فان "اليوم التالي للاسد" قد يتأخر قليلا.
أتذكرون حماة؟
"اذا كنا قبل سنتين واثقين من أن نظام الاسد سيبقى الى الأبد، فاليوم بات هذا بلا ريب واقعا آخر"، يقول البروفيسور إيال زيسر، عميد كلية العلوم الانسانية في جامعة تل ابيب، "أن نقول هذا هو؟ لا أدري. كل شيء لا يزال مفتوحا، الاسد يقاتل في سبيل حياته، وهو نازف، ولكنه لا يزال صامدا. لا يزال لا يوجد تفكك تام. اليوم من الواقعي الحديث عن اليوم التالي، فنحن في وضع لم يعد يفاجيء أحدا، ولكني أتردد في أن أقول إننا قريبون من ذلك".
اعمال القتل الجماعية في مدينة حماة والتي بدأت تماما مع بدء رمضان، تخلق احساسا معينا بالحدث المتكرر. في العام 1982 بعث حافظ الاسد الجيش الى حماة كي يسحق نهائيا تمرد منظمة الاخوان المسلمين. وذبح رجال الاسد سكان حماة وخلفوا وراءهم أعدادا شبه خيالية من القتلى ـ بين عشرة آلاف وثلاثين ألف قتيل.
ولكن د. يهودا بلنغه، من دائرة دراسات الشرق الاوسط في جامعة بار ايلان، يذكر أن مذبحة 1982 كانت ذروة تمرد بدأ في العام 1976. "انتفاضة الاخوان المسلمين استمرت ست سنوات"، قال د. بلنغه. "في حينه ايضا تحدثوا عن اليوم التالي للاسد، حافظ الاسد. قالوا انه لن يخرج من هذا. ولكن بعد أحداث حماة انتعش الاسد من الازمة بل وخرج معززا".
كما أن د. بلنغه يعتقد بأن التغيير السلطوي في سوريا ليس واقعا منتهيا. "يحتمل أن يمر وقت طويل الى أن يحدث التحول الذي يريد الامريكيون والاوروبيون أن يروه"، يقول بلنغه، "فالاسد يستخدم اساليب قمع وحشية، فظيعة، ولكن في نهاية المطاف ينجح في البقاء. فهو يقمع بعنف البؤر الأساس، ولا يسمح للاحداث بالانتقال الى دمشق نفسها. حلب ايضا، المدينة الثانية في حجمها في سوريا، بقيت هادئة".
جهاز شمولي قيد العمل
في محاولة لقمع الاضطرابات واحتوائها، يستخدم الاسد منظومة متفرعة من اجهزة الاستخبارات التي هدفها الأساس ـ على مدى عشرات السنين ـ هو حماية النظام. وتنتشر الاجهزة في كل حي، في كل قرية، بل ويراقب الواحد الآخر، لمنع الانقلابات الداخلية. أساس القمع تنفذه الاستخبارات العسكرية وقسم الاستخبارات في سلاح الجو. حسب الشهادات، فهي تنشغل باعمال الاعتقال وبالقتل المقصود للمتظاهرين على حد سواء.
تحت قوات الامن الرسمية يعمل "الشبيحة"، ميليشيا شبه عسكرية، تتكون أساسا من نشطاء حزب البعث. رجال "الشبيحة" الموالون للاسد تماما، يلبسون المدني، وينفذون أساس "العمل القذر". اجهزة الامن و"الشبيحة" يحاولون منع الاحتجاج في مهده، من خلال الاعتقالات أو تصفية النشطاء المركزيين، وفي الاسابيع الاخيرة، عندما شعر النظام بأنه يفقد السيطرة في مدينة معينة، أُرسلت وحدات الجيش لممارسة القمع الوحشي غير مكبوح الجماح.
المدينة الاولى التي استقبلت هذا التكتيك كانت درعا، جنوبي الدولة. في الاسبوعين الأخيرين جرت حملة عسكرية واسعة ضد بضع مدن، وعلى رأسها حماة، دير الزور والآن اللاذقية ايضا.
صحيح حتى الآن، يستخدم الاسد 9 فرق لقمع الثورة. القوة الأساس تعود الى فرقة المدرعات 4، الموالية لماهر الاسد، شقيق الرئيس. هذه الفرقة استخدمت ضد مدينة درعا، ومؤخرا نفذت مذبحة في مدينة حماة. كما أن الاسد بعث الى المدن السورية بفرقة من الحرس الجمهوري وفرقتين من القوات الخاصة.
جفري وايت، خبير في شؤون الشرق الاوسط في Washington institue، يعتقد ان تكتيكات النظام السوري تلبي تعريف جرائم الحرب. "اعمال العنف والقتل ضد الشعب السوري منظمة، مراقبة ومنهاجية"، يقول وايت، "اعمال قمع النظام والتكتيكات القديمة تمثل جهازا شموليا قيد العمل".
وحسب وايت، فان حجم النشاط، دور بعض الوكالات بتكليف من الحكومة السورية، التخطيط، التحكم والجهود اللوجستية، تُبين بأن هذه الاعمال موجهة، منسقة ومنفذة من الجهات الأعلى في النظام. وهو يقول انه "لا يدور الحديث عن عنف بالصدفة أو عن اخطاء، مثلما يدعي النظام احيانا. فالقوة الفتاكة تستخدم عن عمد، انطلاقا من النية لسحق الاحتجاج الموجه للنظام".
الأمل الكبير في اوساط خصوم الاسد من الداخل ومن الخارج هو نشوء شروخ داخل الجيش. السيناريو المعقول يتحدث عن "بطانية قصيرة"، تؤدي الى تآكل قدرة الاسد على استخدام الوحدات المختارة والموالية له فقط. حتى الآن برز خمسون رقم بؤرة مظاهرات في كل أرجاء سوريا. والمعارضة انتقلت الى مراكز المدن، الامر الذي اضطر فيه النظام الى العمل في محيطات أكثر تعقيدا. جراء ذلك، ازداد عدد القتلى في اوساط المدنيين. واضافة الى ذلك، اضطر النظام الى بذل الجهود في حراسة حدوده. فمن جهة، يحاول السوريون منع اللاجئين من الفرار الى تركيا لتقليص الأدلة، الامر الذي يخلق حرجا ومسا شديدا بصورة دمشق. وبالتوازي، يحاولون منع دخول رجال المعارضة ولا سيما السلاح والوسائل. التخوف هو من تسلل متطرفين اسلاميين من لبنان ومن العراق لمحاولة ضعضعة الاستقرار في الدولة أكثر فأكثر.
"رغم أن قوات النظام لم تُهزم، وامكانيات الشروخ في الجيش تبدو طفيفة، فان الآلية نحو مشاكل أكبر لا تزال قائمة"، يقول جفري وايت، "بسبب الطابع الواسع لاعمال الاخلال بالنظام، لا يمكن للنظام أن يحشد الجنود في عدد أكبر من الاماكن. الضغط المتواصل من المظاهرات سيزيد بقدر أكبر جهود الجيش، واحتمالية أعلى لمزيد من الفرار من الجيش، كلما شدد النظام العنف. اذا ما تضرر ولاء الجيش، فان النظام سيستخدم قوات الامن بقدر أكبر الامر الذي سيدفعها الى التآكل ويستنزفها. كما انه قد تنشأ معارك بين وحدات الجيش وقوات الامن".
حتى الآن الأدلة على الفرار هامشية تماما. فعندما أُرسلت الفرقة 5 لقمع الاضطرابات في مدينة درعا، فر ضباط وجنود. وتتحدث التقديرات عن العشرات حتى المئات. ومع ذلك، فليس هذا هجرا لوحدات كاملة، تقاتل الآن الى جانب الثوار، مثلما حصل في ليبيا.
وحسب د. بلنغه، فان الحكم العلوي يسيطر في دائرتي القوة الرئيستين. ولكن الدائرة الثالثة التي تسيطر في وحدات مركزية في الجيش، يديرها مسلمون سنة تحالفوا مع حزب البعث. "وهم منفذو ارادة الحكم"، يقول بلنغه، "وهم يعوضون بكثير جدا من المال، من ناحيتهم هذا النظام هو نظام جيد. نحن لا نرى كل السنة يقاتلون ضده. ولكننا نرى انه ينجح في أن يخرج من الباقين مئات آلاف الاشخاص في مظاهرات تأييد في دمشق. ليسوا جميعهم علويين. هذا النظام يؤدي دوره في نظرهم. وهم يواصلون العيش ولا يتضررون من النظام".
مؤخرا نفذ الاسد تغييرات في القيادة الامنية. وزير الدفاع علي حبيب أُطيح من منصبه، وبدلا منه عُين رئيس الاركان داود رجحة. اختيار رجحة، ضابط عديم الاهمية ظاهرا، لم يكن بالصدفة. رجحة هو المسيحي الاول الذي يُعين في المنصب الرفيع. فور ذلك عين الاسد في منصب رئيس الاركان جاسم فريج، مسلم سني من مدينة حماة. وهكذا سعى الى الاشارة بأن سلطته توجد فوق خلافات الرأي الطائفية، وألمح للأقليات بألا تغريهم المغامرات.
وبالفعل، مثلما قال البروفيسور زيسر، فان صورة الاحتجاج في سوريا ليست الأقلية العلوية (التي تبلغ نحو 12 في المائة) ضد باقي الدولة. "نصف السكان السوريون هم مع الاسد"، يقول زيسر، "الدروز والمسيحيون يفضلونه على الآخرين. هم يفضلون حكما علويا علمانيا برئاسة بشار على حكم الاغلبية السنية. تاجر مسيحي في دمشق لن يقاتل من اجل بشار، ولكنه لن يخرج للتظاهر ضده. أجزاء كبيرة يفضلون أن يبقى". وفي اوساط السنة ايضا لا يسارع الجميع الى التغيير. فالسنة في المدن الكبرى، ولا سيما في دمشق وحلب، يشكلون القطاع التجاري. وقد عقدوا تحالفا مع الحكم العلوي ويسرهم الاستقرار الذي يتيح لهم مواصلة نمط حياتهم. تخوفهم هو بالطبع من سيطرة التيار الاسلامي. ويقول زيسر ان "هذه قصة محيط فقير حيال المركز الغني".
لن تكون ديمقراطية
أحد الاسباب المركزية للغموض حول مستقبل سوريا هو هوية المعارضة. التقدير هو مثل الاحداث في مصر وفي تونس، لا توجد منظمة واحدة أو قيادة موحدة تقود الاحتجاج. "المعارضة السورية هي علبة سوداء"، يقول جوشوع لندس، مدير مركز بحوث الشرق الاوسط في جامعة اوكلاهوما.
وحسب لندس، بعد اربعين سنة من القمع، أحد لا يعرف كيف تبدو المعارضة، ولكن التقدير هو ان الحديث يدور عن شظايا منظمات، كل واحدة ذات أجندة مختلفة، توحد الآن صفوفها.
أساس المظاهرات تنظمها لجان محلية، تستغل شبكة الانترنت في محاولة لخلق جبهة واحدة مع رسائل موحدة. هذه اللجان، التي بدأت بتنسيق أحداث الاحتجاج داخل الجماهير المحلية، تحولت بالتدريج الى "لجان التنسيق المحلية لسوريا"، منظمة عليا للتنظيمات من معظم المدن والبلدات في أرجاء الدولة. "المنظمة تقدم المساعدة في تنسيق نشاطات اللجان المختلفة، في التحرك الميداني، في نشر البيانات المشتركة بمواقفنا السياسية"، كما يدعي رجال المعارضة السوريين في موقعهم على الانترنت، "نحن صوت المواطن الصغير، الذي يتظاهر في الشارع".
ابراهيم حزان، الناطق بلسان لجان التنسيق المحلية، يوافق على أن المعارضة السورية غير منظمة جيدا، ولكن في نظره هذا جزء من قوتها. على حد قوله الامر يدل على أصالة الاحتجاج. ويوضح حزان بأن كل معارضي النظام موحدون حول ثلاثة مطالب: الوحدة الوطنية، معارضة التدخل الدولي والمظاهرات غير العنيفة. "السيناريو الليبي هو تهديد. نحن لا نريد أن يحصل شيء كهذا في سوريا"، يقول حزان.
البروفيسور زيسر هو الآخر يُقدر بأن يحتمل أن يتصاعد العنف، ولكن سوريا لن تنتقل الى حرب أهلية. "أنا ايضا لا أرى سيناريو انقلاب بلاط"، يقول، "الحكم العلوي يعرف بأن المشكلة ليست لدى بشار نفسه، بل في طبيعة الحكم". د. بلنغه يرى امكانية مثل هذا الانقلاب، فقط اذا ما وصلت محافل داخل الطائفة العلوية الى تسوية ما مع السنة، تُغير تماما طبيعة الحكم في الدولة.
"أنا لا أرى سيناريو تصبح فيه سوريا بعد الاسد ديمقراطية"، يقول بلنغه، "لا اعتقد ان الشعب السوري ناضج لذلك. أفترض أن منظمات المعارضة التي دعت الى تغيير وطني ديمقراطي، ستحاول العمل. ولكن بين اسقاط النظام وبين تثبيت الوضع في اليوم التالي، كل شيء يمكن أن ينهار. من الصعب التخمين ماذا سيحصل هناك". ويذكر بلنغه بأن الاكراد مثلا ينتمون الى تحالف معارضة النظام. "الاكراد، الذين هم 10 في المائة من السكان، يتطلعون الى الحكم الذاتي"، يقول بلنغه، "ولكن من غير المعقول أن السنة الذين يحلمون بسوريا الكبرى، سيسمحون لهم بالانفصال لاقامة كيان سياسي". تركيا هي الاخرى بالطبع، سترى في مثل هذا السيناريو تهديدا مباشرا عليها، الامر الذي سيضعضع الاستقرار.
في ضوء انعدام اليقين، من الصعب القول ان سقوط الاسد سيخدم المصلحة الاسرائيلية. داخل اسرائيل هناك من يعتقد بأن بالذات الحفاظ على الوضع القائم قدر الامكان هو الخيار الافضل، وذلك لانه يدفع الحكم السوري الى الانشغال في الشؤون الداخلية، ويخلق توترا في اوساط حلفائه الطبيعيين ايضا: ايران، حزب الله وحماس.
"رأي اسرائيل غير ذي صلة لان الوضع ليس في يدها"، يقول البروفيسور زيسر. ومع ذلك، فانه يقدر بأن سقوط بشار من شأنه أن يعرض للخطر الهدوء على طول الحدود السورية.
"نحن لا نعرف من سيصعد مكانه، وأي قوة سيُدخل"، يوافق د. بلنغه، "بشار نحن نعرفه. صحيح انه يخضع لنفوذ ايران وحزب الله، ولكنه احيانا يعمل ايضا كعامل معتدل. نحن نعرف السلوك العسكري والسياسي لديه. بل اننا تحدثنا معه في الماضي. يحتمل ان يكون من الافضل في هذه اللحظة أن يبقى هذا الرجل. بالتوازي، على اسرائيل ان تعمل في كل سبيل ممكن كي تحاول الاستعداد لما يحصل في اليوم التالي. في هذه اللحظة من الصعب جدا وصف هذا اليوم".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لنبعث برسالة الى حماس
المصدر: "اسرائيل اليوم ـ يوآف ليمور"
" وزراء محفل الثمانية الذين اجتمعوا في ساعة متأخرة من الليل في وزارة الدفاع كانوا مطالبين بان يحسموا بين عدة امكانيات، تراوحت بين رد شديد ولكن رمزي على وابل الصواريخ القاتلة التي اطلقت أمس على بئر السبع وبين رد شديد جدا يوضح للطرف الاخر بانه تجاوز الحدود حتى بثمن التصعيد.
في النقاش، وفي سلسلة تقويمات الوضع التي سبقته، تحول الميل الذي ساد حتى ساعات المساء المتقدمة، والذي بموجبه كان يمكن "احتواء" الحدث وانهاؤه، في غضون ساعات.
الثمن الدموي في عاصمة الجنوب (وكذا التقارير بان حماس شاركت في اطلاق الصواريخ) أوضحت بانه في غزة يوجد من يحاولون تغيير قواعد اللعب التي تصمم الهدوء في الجنوب.
من ناحية اسرائيل، المعاني الناشئة هي تشديد النشاط ضد صاحب السيادة في غزة ـ حماس. واذا كان معظم الهجمات حتى يوم أمس موجهة نحو منظمة لجان المقاومة الشعبية التي عمل رجالها قرب ايلات، وضد نشطاء الجهاد الاسلامي الذين يساعدوهم، فمن الان فصاعدا النية هي للايضاح لرب البيت في القطاع بانه سيدفع ثمنا على استمرار اطلاق النار: كلما تصاعد اطلاق النار، سيرتفع الثمن بناء على ذلك.
مثل هذه السياسة تنقل المعضلة مجددا الى غزة، حيث المصلحة العليا لحماس هي حماية "مشروعها" او "القلعة" ـ الدولة السنية التي اقامتها في القطاع. معقول الافتراض انها لن تعرض للخطر هذا الانجاز من أجل بضعة اشخاص قتلى من "اللجان"، ولن تتحدى اسرائيل لدرجة دفعها الى التفكير بامكانية شن عملية برية لتحطيم حكمها. ومثلما تصرفت في الماضي، من المتوقع لحماس أن تتوقف في اللحظة التي تشعر فيها بان اسرائيل توشك على الجنون.
هذه الرسالة بالضبط ينبغي لاسرائيل أن تبعث بها الى حماس وفورا. وذلك ايضا كي تضغطها، ولكن ايضا لانه حقا ليست لدينا مصلحة في تصعيد واسع.
وبالتأكيد ليس عندما تكون العلاقات مع مصر على هذا القدر من الهشاشة (في جهد اعلى نجح جهاز الامن في الاتفاق على تحقيقات مشتركة للعملية في ايلات والتي قتل فيها افراد من الشرطة المصرية، ومنع النية لاعادة السفير المصري من تل أبيب)، والشرعية الاسرائيلية في العالم بحاجة شديدة الى الائتمان.
هذا أيضا هو الموقف الذي عرضه على القيادة السياسية قادة جهاز الامن ـ وعلى رأسهم رئيس الاركان ورئيس المخابرات ـ الذين تعد الجولة الحالية هي التحدي الحقيقي الاول بالنسبة لهم في مناصبهم. من ناحيتهم، على غزة ان تتلقى ضربة نبوت، ولكن ضربة في نهايتها استعداد لاعادة التهدئة بقواعدها السابقة: هم لا يطلقون النار، واذا اطلقوا ـ فنحن سنرد وفورا.
اليوم القريب سيقرر اذا كان هذا ممكنا أم أن الجنوب سيعلق في الايام القريبة القادمة في تصعيد حاد ومنفلت العقال".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يسار يحيموفيتش الفاسد
المصدر: "هآرتس ـ جدعون ليفي"
" خرج اليسار المزيف مرة اخرى من الخزانة ويسمى هذه المرة شيلي يحيموفيتش. فقد كشفت المرشحة لرئاسة العمل في مقابلة صحفية مع غيدي فايس في ملحق صحيفة "هآرتس" عن تصورها العام وهو: اشتراكية ـ ديمقراطية بلا اخلاق وقومية كاليمين بالضبط ويسار مشوه وفاسد. ان العمل القديم السيء عاد من الدثور فهو عدالة اجتماعية للاسرائيليين فقط أما الباقون فانهم دون البشر. وهذا ممكن فقط في دولة فيها الاشتراكيون الديمقراطيون مشروع السلب والاشتراكية الديمقراطية الآن متابعة نهجهم.
إشربي يا شيلي زيت الزيتون المنتج في مستوطنة هار براخا التي لم تبدئي حتى فهم لعنتها، فهو سيلذ لك. لكن زيت الزيتون المنتج من اشجار مسلوبة في اراضي ظلم لا يمكن أن يصل الى فم انسان ضمير. أتقولين إنك تعارضين القطيعة؟ سيجب على كل انسان اخلاق منذ الآن أن يقطع معك. فالكل ما عدا يحيموفيتش في الانتخابات التمهيدية.
كنا اعتقدنا أننا فطمنا أنفسنا. وأن العمل ندم على خطيئة المستوطنات التي هو مسؤول عنها أكثر من كل حزب آخر. لكن يحيموفيتش في صيف 2011 ايضا لا ترى فيها أي خطيئة. فالارض مسروقة، وأصحابها مضطهدون وشعبها مضروب يحيا تحت سلطان الاضطهاد بسبب وجود المستوطنات ـ ومن تطالب بالتاج لا ترى في ذلك أي خطيئة. وعندها تفسير أصيل على وجه خاص وهو أنها كانت مجمعا عليها. فاعلموا منذ الآن أن جميع مظالم التاريخ وجرائمه ستُسوغ برجوع الى الوراء اذا كانت مجمعا عليها فقط.
لم تهتم أميرة الاشتراكية الديمقراطية الاسرائيلية قط بمتاعب وحواجز برنامج عمل العمال الفلسطينيين غير الانساني، ولا بعشرات الآلاف من العاطلين عن العمل الذين أنتجهم الاحتلال الذين يُمنعون من العمل لانتمائهم القومي.
انها لا تهتم سوى بفقراء شعبها. لكن على مبعدة نصف ساعة سفر عن بيتها يكتظ كل ليلة على الحواجز آلاف العمال كالبهائم. وينام آلاف آخرون كالحيوانات ولا يهم ذلك كاهنة العدل الاجتماعي. فكما لا توجد اشتراكية ديمقراطية في العالم لا تهتم بحقوق المهاجرين في بلدها، لا يوجد يسار اسرائيلي حقيقي لا يكافح هذه المظلمة.
ولا ترى يحيموفيتش ايضا علاقة بين المبالغ الضخمة التي تصب على المستوطنات وبين الضائقة الاجتماعية. تقول مفكرة اليسار انه "لا يوجد لهذا صلة بالواقع". لماذا؟ لان مدرسة بنيت في المستوطنات كانت ستبنى في اسرائيل ايضا. فكل شيء عندها مال كما هو عند بنيامين نتنياهو ونوحي دانكنر، لكن اذا تركنا النفقات الضخمة المخصصة لحماية تلاميذ هذه المدرسة والمخصصات الضخمة لاجهزة المستوطنين ـ فماذا عن عدم اخلاقية انشائها؟ هذا شيء لا تفكر فيه.
مع يسار كهذا لا نحتاج الى يمين. فهذا يسار فاسد لا يفهم أن العفن الذي يدافع عنه سيلصق بنظريته كلها. وأنه لا يمكن تأسيس عدالة اجتماعية فوق قاعدة فاسدة. وحينما ثار هنا احتجاج اجتماعي مدهش تدهورنا واحدة من معلماته الروحانيات الى الوراء الى ايام ظلام العمل، الذي كانت واحدة من يديه تهتم بالعمال وعملت يده الثانية في السلب. وفي الحين الذي يبدو فيه خاصة أن الاسرائيليين بدأوا يثيرون الاسئلة الصحيحة جاءت هذه المقابلة الصحفية المهمة لتصفع وجوهنا.
قبل نحو من عشرة اشهر نشرت هنا مقالة عنها عنوانها: "وزيرة رفاهية السويد". اعتقدت آنذاك انها تلائم أن تكون وزيرة رفاه اسكندنافية لكنها (الى الآن) ليست زعيمة اسرائيلية. وكتبت في نهايتها، واعذروني لعدم التواضع: "نافسي يا شيلي نافسي، لكن استجمعي الشجاعة آخر الامر وارفعي جميع الأعلام". اعتقدت آنذاك لغفلتي، أن مشكلة يحيموفيتش في الانتهازية وعدم الشجاعة في مد يدها الى النار، ومن هنا جاء اكتفاؤها بنضالات شعبوية كنضالات ملوك المال ومن اجل العمال. واعتقدت أنها تفهم في أعماق قلبها أن العدالة الاجتماعية لا تساير الاحتلال وأن الخوف وحده يسكتها لكن كنت واهما. فليست الانتهازية وليس الجُبن بل شيء اسوأ بأضعاف مضاعفة وهو تصور عام قومي ظلامي، ذو اخلاقية مزدوجة، مؤداها ان العدالة الاجتماعية تقف عند الخط الاخضر. فيجب الآن على جميع الباحثين عن العدالة الاجتماعية ان يتحللوا من عدوة العدالة هذه. وُلد نجم جديد في العمل، نجم القوميين والمستوطنين".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
دور الاعتبار المصري
المصدر: "هآرتس ـ تسفي بارئيل"
"على اسرائيل أن تعرف بان الايام التي كان يُقتل فيها ابناؤنا دون رد حاد من جانبنا انقضت بلا عودة"، صرح عمرو موسى، هذه المرة كمن يتنافس على منصب الرئاسة في مصر. د. محمد البرادعي هو الاخر، الذي يتنافس ايضا على الرئاسة، سارع الى التقدم برد فعل طالب فيه بتشكيل لجنة تحقيق ونشر نتائجه في أقرب وقت ممكن.
قضية العملية على طريق ايلات لا تتعلق فقط بالتعاون الامني بين اسرائيل ومصر، فقد علقت مباشرة في قلب الحياة السياسية الداخلية في مصر. واذا كان في اسرائيل يدرس رد الفعل المصري المشوش بعض الشيء ـ حين تلقت وسائل الاعلام قبل فجر يوم السبت بيانا مفصلا يتضمن بندا جاء فيه صراحة ان المصريين قرروا اعادة السفير من اسرائيل، وبعد ساعات من ذلك افادت الحكومة بان البيان السابق مضلل ـ ففي مصر يختبر النظام الجديد بالمقارنة مع نظام مبارك.
إحدى الشكاوى العامة التي وجهت لمبارك بعد الثورة تتهمه بالوهن تجاه اسرائيل، بالتعاون معها ضد الفلسطينيين وبالمس باعتبار ومكانة مصر. والان نجد ان الحكومة المصرية والمجلس العسكري الاعلى مطالبان باظهار "موقف وطني" حيال ما يعتبر كهجوم اسرائيلي على جنود مصريين. ضارة بقدر لا يقل من ناحية سياسية هي المعادلة التي ضربها مسؤولون اسرائيليون، بمن فيهم ايهود باراك، بين قدرة مبارك على السيطرة في سيناء وبين ما وصفوه كاهمال من النظام الجديد. في مصر لا ينسون ان يذكروا بان في عهد مبارك ايضا عانت سيناء من عمليات شديدة في سنوات 2004 ـ 2006 على شواطىء سيناء، وان في عهده ايضا اعيد السفير المصري في اسرائيل مرتين: في اثناء حرب لبنان الاولى وفي فترة الانتفاضة الثانية.
وتبدي الحكومة المصرية حساسية شديدة تجاه مطالب الجمهور وهي تجتهد لان تصور نفسها بخلاف تام عن النظام السابق، ولكنها ملتزمة ايضا باتفاقات السلام وبالتعاون الامني مع اسرائيل. وهكذا، عندما تطلب مصر وتحصل من اسرائيل على الاذن لان تدخل نحو الف جندي آخر ترافقهم دبابات ومجنزرات الى سيناء لغرض القتال ضد المنظمات الراديكالية، وعندما يكون الصراع ضد التسلل من والى القطاع هو معركة مشتركة للدولتين، تحظر مصر من قطع الخيط الدقيق الذي يربط بين الدولتين.
هذه علاقة تلزم اسرائيل بالتصرف بحذر زائد كي لا تغذي الاصوات العالية التي تتظاهر امام السفارة الاسرائيلية او قنصليتها في الاسكندرية. فاذا كان يمكن لاسرائيل في الماضي ان تعتمد على مبارك في أن يقرر جدول الاعمال بنفسه ويقمع المشككين به، فقد تقلص الان جدا مجال مناورة الحكومة المصرية. كما أن سيطرة الحكومة على وسائل الاعلام تقلصت جدا كجزء من الثورة التي تمر على الدولة ولم تعد السيطرة على تصميم الرأي العام في ايديها بشكل حصري.
في نفس الوقت، تبنت حكومة مصر سياسة جديدة بالنسبة للبدو في سيناء، والذين في عهد مبارك كانوا يعتبرون سكانا مشبوهين، مصادر رزقهم تقلصت وحقوقهم ظلمت. حكومة عصام شرف، بتوجيه من الجنرال طنطاوي، اتخذت أول أمس قرارا بموجبه منذ يوم الاثنين ستقام سلطة خاصة لمعالجة مشاكل البدو. هذا قرار هام في الجانب الامني وذلك لان البدو في سيناء أصبحوا متعاونين هامين مع المنظمات الراديكالية ولا سيما في مجال تهريب السلاح، وليس بسبب اتفاق ايديولوجي بل كمصدر للرزق.
اسرائيل لا يمكنها أن تسمح لنفسها بنهج ضيق يتجاهل ما يجري في مصر، الصراع السياسي حامي الوطيس الجاري فيها وبأنها جزءا لا يتجزأ من السياسة الداخلية المصرية. اسرائيل، التي ترى في الاعتبار ذخرا استراتيجيا، مثلما شرح الوزير موشيه يعلون معارضته لاعتذار اسرائيل لتركيا، يتعين عليها أن تعترف بان مصر ايضا تتبنى ذات الفهم عندما تطالب بالاعتذار من اسرائيل. الاعتذار هو احيانا سلم مستقر للنزول عليه عن شجرة الاعتبار العالية التي يمكن لها أن تسمم العلاقات بين الدول وتلحق ضررا استراتيجيا جسيما. العلاقات الهشة مع مصر قد لا تصمد في "اختبار الاعتذار" اذا قررت اسرائيل تبني "النموذج التركي".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لأن السلام أهم
المصدر: "يديعوت أحرونوت ـ سمدار بيري"
" كان يجب قبل كل شيء، وقبل أن يمسك الخبراء الدائمون عندنا بكل سماعة خالية، كان يجب اجراء مكالمة هاتفية واحدة، أو أكثر، مع القاهرة. وكان يجب على رئيس الحكومة ووزير الدفاع ورئيس الموساد عاموس جلعاد وكل مشارك في العلاقات بمصر يجد اللحظة، وأن يبحث عن رئيس المجلس العسكري الاعلى في مصر، الفريق الطنطاوي، وأن يبلغه حتى قبل الانتهاء من التحقيق في ظروف العملية في ايلات، أننا نعتذر لموت الجنود المصريين وللثرثرة الكثيرة. فاذا كان ضابط وجنديان مصريان قتلوا بنيران قواتنا فقد كان يجب أن نبين للجانب المصري أننا نعتذر ونأسف من أعماق القلب.
لكنه بدل المكالمة الهاتفية سمع الجانب المصري الذي يتابع منذ ثلاثة ايام كل كلمة تصدر عندنا ـ ويجب ان نعترف بأنه قيل غير قليل من الحماقات وأطلق أمام السماعات غير قليل من التهديدات والاهانات ـ سمع الخبراء عندنا يثرثرون كثيرا. فقد أوصى كبير "الشباك" السابق بوزن امكانية احتلال سيناء من جديد؛ وندب سفراء سابقون تنحية مبارك وحذروا بأصوات بلغ صداها القاهرة من أن "السلطة الجديدة ضعيفة وغير قادرة"، و"يجب علينا أن نقوم بالعمل في سيناء"؛ وأجرى عنصر عسكري ارشادا للصحفيين عندنا عن جندي مصري نفذ عملية انتحارية وأثار امكانية أن تكون قوات الجيش المصري التي باغتتها العملية في ايلات وهي في ذروة "عملية النسر"، قد تعاونت مع الخلية الارهابية.
في ليل الجمعة اجتمع الثمانية القادة في السلطة المصرية الجديدة وهم: رئيس الحكومة ورئيس الاستخبارات وخمسة وزراء وممثل المجلس العسكري الاعلى. وحللوا حتى بزوغ الصبح التقارير الميدانية، ومجموعة التهديدات عندنا ومن قال ماذا والى أين قد يفضي ذلك، والرد العاصف داخل مصر نفسها. فقد احتشد آلاف قبالة مبنى سفارة اسرائيل في القاهرة ومكاتب القنصلية في الاسكندرية. ومن سوء حظ شالوم كوهين القائم باعمال سفيرنا الدائم اسحق لفنون (وهو في عطلة في الخارج) أنه دُفع الى عين العاصفة في مطار القاهرة مع وصوله من اسرائيل. وبخلاف النهج الدبلوماسي، رفضوا أن يفتحوا من اجل السفير المناوب غرفة العمليات في المطار في طريقه من الطائرة الى قافلة السيارات المصفحة.
كانت هذه علامة الغضب الاولى. وقد حار الثمانية القادة في القاهرة بين صرف سفير اسرائيل كما يطلبون في المظاهرات الغاضبة، وبين إبراز عضلات، الذي يُسكن جأش طالبي ابطال اتفاق السلام. وفي المقابل وجد ضغط امريكي كي لا يتم تنفيذ اجراء متسرع قد ينتهي حتى الى تقليص المساعدة السنوية. فان 2.2 مليار دولار مبلغ كبير في الازمة الاقتصادية العميقة التي تغرق فيها مصر بعد الثورة. وفي النهاية استقر رأيهم على اجراء مزدوج: فقد استدعوا اولا رئيس المفوضية الاسرائيلية لاسماعه احتجاجا شديد اللهجة ولطلب اعتذار اسرائيلي عن اطلاق النار الذي أفضى الى موت الضابط والجنديين، وفي الليل أعلنوا اخراج السفير المصري ياسر رضا من اسرائيل.
ان العملية في ايلات من وجهة نظر مصر اخفاق امني اسرائيلي: فقد تسللت خلية ارهابية فلسطينية من غزة مع أحزمة ناسفة وشحنات ناسفة، ووجه "الشباك" انذارا لكن متخذي القرارات وعناصر الامن ناموا في الحراسة. وثم مما يؤيد وجهة النظر المصرية هذه تقرير مساعد من القوة متعددة الجنسيات، لكن اسرائيل تحاول ان تُلبس مصر الاخفاق وأن تعاقبها، في حين يواجه المجلس العسكري أمواج الغضب التي تعلو من الجنازات.
هذا السلام أهم من كل جدل، فواجبنا أن نحافظ عليه بأسناننا، وألا نستخف وألا ننام في الحراسة. أكان أحد ما عندنا يلوم رئيس الحكومة لو أنه أجرى مكالمة هاتفية مع القاهرة؟ وبعد أن لم ننتهز الفرصة أصبح الامر يبدو معقدا ومقلقا: فقد طلبوا أولا تحقيقا واعتذارا معلنا، ويضيفون الآن تعويضا ماليا لعائلات الضحايا ويُذكروننا في الفرصة نفسها بما يحدث في تحقيق قتل أسرى الحرب في سيناء. ويقولون وعدتمونا باجراء حساب ومصر لا تنوي التخلي.
ما زال من غير المتأخر اجراء مكالمة هاتفية. فأسهل وأجدى ان توضع جانبا جميع الحسابات والمحاسبات وأن يُنظر الى الأمام. اذا كان شخص ما قد اخطأ، واذا كان الجنود المصريون قد قتلوا في عاصفة المطاردة فيجب ان تُرى الصورة الكاملة، لا صورة جانبنا فقط. ينبغي الاعتراف بالخطأ والاحترام وعدم التهديد بالأساس. فسيناء برغم جميع المشكلات لن تمضي الى أي مكان. والأصح البحث عن طرق تعاون، والكف عن الركل".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الجدار اليتيم
المصدر: "يديعوت أحرونوت ـ غيورا آيلاند "
" القضية المهمة الآن هي كيف يصح الاستمرار في تدبير الحادثة التي بدأت بعملية قرب ايلات. ومع كل ذلك يوجد ثلاث نقاط تتناول سؤال كيف بلغنا الى ذلك: أولا لماذا لم ينشأ حتى الآن عائق مناسب على طول الحدود؛ وثانيا هل عرفنا كيف نستنتج الاستنتاجات المطلوبة من التغيير الذي حدث في مصر؛ وثالثا هل كنا نستطيع الاستعداد بصورة افضل لمواجهة التحذير.
في صيف 2005 بعد زمن قصير من الانفصال، زار رئيس الحكومة اريئيل شارون حدود اسرائيل مع مصر على طولها. وأدرك كما أدركوا في الجيش ايضا أن طريقة العمل التي تجذب المخربين في غزة الآن هي الخروج الى سيناء وتنفيذ عمليات في اسرائيل من هناك. واستدعي تباحث في الموضوع في المجلس الوزاري المصغر. وعرض الجيش خطته لاقامة العائق وطلب الحصول على ميزانية خاصة تبلغ نحوا من ملياري شاقل.
غضب وزير المالية آنذاك اولمرت. فزعم أولا أن ناسه لم يكونوا مشاركين في عمل مقر العمل. وقال ثانيا ان حماية حدود الدولة هي مهمة الجيش الواضحة واذا كان التهديد الجديد (الحدود مع مصر) خطرا جدا فمن الصحيح صرف ميزانيات لوزارة الدفاع عن شؤون اخرى. وقضى ثالثا بأن الخروج من غزة يوفر مالا يمكن استعماله من اجل انشاء العائق. وباختصار، أصبح التباحث الامني تشاجرا في ميزانية الامن ومن الواضح انه لم يتخذ أي قرار عملي.
وقعت اجراءات مشابهة مرتين على الأقل منذ ذلك الحين. واتفق الجميع على انه ينبغي انشاء عائق، لكن وزارتي المالية والدفاع فسرتا قضية مصدر الميزانية تفسيرين متناقضين. عندما نوازن هذه الحادثة بخروج الجيش الاسرائيلي من لبنان في سنة 2000 وبانشاء العائق هناك، نرى فرقا كبيرا. ففي الحالة الشمالية أُنشيء العائق خلال بضعة اشهر منذ يوم الخروج ولبى حاجات الجيش (برغم انه لم يمنع واقعة الاختطاف في تموز 2006). فلماذا أمكن فعل ذلك بنجوع على حدود لبنان في حين نجر أقدامنا فيما يتعلق بالحدود مع مصر؟.
الجواب سهل وهو انه منذ 2005 لم يتحقق تهديد الارهاب من مصر، لكن نشأت مشكلة اخرى، خطرة في حد ذاتها وهي تيار من اللاجئين دخل الى اسرائيل بلا تشويش.فوفي سنة 2011 وحدها دخل الى اسرائيل على نحو غير قانوني ستة آلاف انسان. والتهديد الذي تحدثه هذه الهجرة يقلق وزارة الداخلية، ووزارة الامن الداخلي، ورؤساء البلديات في الجنوب لكنه ليس مهما جدا في نظر وزارة الدفاع. وهكذا حدث وضع ليست فيه الجهة التي يجب عليها تحقيق انشاء العائق (وزارة الدفاع) صاحبة المصلحة الرئيسة. حينما أُخرت اموال من المالية في سنة 2000 (زمن الخروج من لبنان) "أرغى جهاز الامن وأزبد". وحينما أُخرت اموال من اجل العائق في الجنوب لم يوجد من يُرغي ويُزبد.
الثقافة الاسرائيلية على حال تحدث فيها الامور لا نتاج مسار اتخاذ قرارات صحيح. فالامور تحدث "حينما يُضرب على الطاولة" فقط. وكما لم يتم تحويل الاموال من اجل اطفاء الحريق في الوقت، برغم قرارات ملزمة لانه لم "يضرب  أحد على الطاولة" (لا وزير الداخلية ولا رئيس الحكومة). وهكذا كان في شأن انشاء العائق على حدود اسرائيل مع مصر.
ليست مشكلتنا الرئيسة عدم وجود قرارات صحيحة، بل عدم وجود ثقافة مناسبة مؤداها انه ينبغي إمضاء القرارات (قراراتنا نحن أنفسنا)، واذا تغيرت الظروف فثم تسويغ لعدم إمضاء قرار ـ فمن الصحيح بحث ذلك وتغيير ذلك القرار. نحن نفضل جعل الامور تتلاشى الى أن "يضرب أحدهم على الطاولة"، أو وهذا أخطر ـ الى ان ينفجر الواقع في وجوهنا".

21-آب-2011

تعليقات الزوار

استبيان