المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


أخبار العدو

خطة حلميش لتسليح الجيش الاسرائيلي مقابل التهديدات المتعاظمة في المنطقة تتعرقل


المصدر: "اسرائيل ديفينس ـ عامير رابابورت"
" دخلنا عميقا في شهر أيلول، وبين جميع الجبهات المتأججة في هذه الأيام هناك جبهة واحدة لا تحظى بإنتباه إعلامي: جدال بين قيادة الجيش الإسرائيلي وبين وزير الدفاع. موضوع الجدال هو الخطة فوق السنوية القادمة بالجيش والتي يطلق عليها إسم (حلميش/حجر صوان). وقد كان من المفترض أن يتم التصديق على الخطة قبل أسبوعين تقريبا، ولكن تم تجميد النقاش حولها.
خطة حلميش كانت ستقود بناء القوة الخاص بالجيش الإسرائيلي حتى عام 2017. وقد بدأت المداولات الخاصة بها في شعبة التخطيط بالجيش قبل عامين، قبل فترة طويلة من صعود الفريق بني غانتس بخياله ليصبح رئيسا للأركان. بدأت هيئة الأركان العامة في مداولات في منتدى موسع حول الخطة قبل بضعة أشهر في الوقت الذي كانت فيه الأنظمة في الشرق الأوسط تترنح واحد تلو الآخر مثل قطع الدومينو. خطة حلميش تضع في أساسها التهديد المتصاعد وضرورة زيادة الموازنة العسكرية على ضؤ الوضع الإقليمي غير المستقر.
رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أظهر طيلة أشهر أنه يميل للموافقة على زيادة الموازنة، ولكن وقتها بدأت موجة الاحتجاجات الشعبية التي جاء في أعقابها مطالب بتقليص ميزانية الدفاع. وعلى ضوء الإحتجاج الجارف، قرر نتنياهو ألا يقرر أي موازنة دفاع سيتم التصديق عليها في السنوات الخمس القادمة. وبدلا من ذلك أمر بتجميد الوضع والإستمرار في مناقشة مستوى الميزانية للعام القادم (أو بعد أن تهدأ العاصفة). وفي الوقت نفسه تتزايد الأصوات في وزارة المالية ولدى المواطنين التي تطالب بتقليص ميزانة الدفاع.
ولا يعتبر هذا الأمر سوى سبب واحد لوقف النقاش حول خطة حلميش. فهناك موضوع آخر يتعلق بالصعوبة في التوصل إلى توافق حول تركيبة الخطة نفسها. فالمؤسسة العسكرية تلاحظ تهديدات متزايدة في كل ساحة (مصر، عبر غزة ولبنان وحتى إيران)، والسؤال هو أي أنواع سلاح وعتاد ينبغي الإستثمار فيه، وهو ما أصبح أمر مصيري.
كتب الكثير في وسائل الإعلام عن خلافات داخل المؤسسة الأمنية فيما يتعلق بإستثمار كبير لعنصرين أساسيين من خطة حلميش-شراء غواصة دولفين سادسة من ألمانيا وشراء 20 طائرة حربية مستقبلية F35 (هاتين الصفقتين تم الإتفاق عليهم,بالرغم من عدم حصول إجماع عليهما).
ما ليس معروف هو أنه دار خلاف كبير أيضًا فيما يتعلق بخطة الجيش الإسرائيلي بالتزود بمئات دبابات "ميركافا 4" وآليات النمر.
خطة التجهيز المركزية لذراع البر تم الإتفاق عليها في خلاصة الخطة السابقة,خلال فترة غابي أشكنازي.وهي من المفترض أن تكلف حوالي 10 مليار شيكل (أكثر من مليار في العام).
وفي إطار الخطة,من المفترض أن تصنع في إسرائيل عشرات الدبابات كل سنة,الى جانب مئات آليات النغماشون في مصنع شركة "جنرال دينمكس" في مدينة ليما في الولايات المتحدة.
على مايبدو,أن عدد كبير من قادة الجيش الحاليين,بما فيهم رئيس الأركان غانتس,ليسوا راضين من الواقع أن قسم كبير من الميزانية البرية مخصص لشراء عدد كبير من الآليات المدرعة,وأيضًا في المستوى السياسي هناك أصوات (ليس بالضرورة من جانب وزير الدفاع) تدعو الى تقليص عدد آليات النمر على الأقل الى النصف.ولكن,شركة "جنرال دينمكس" أنشأت خط إنتاج جديد وفقًا لخطة الجيش الأخيرة,قبل خطة "حلميش" أيضًا,وستكون صعبة جدًأ لنقض الإلتزامات حيالها.
أيضًا وأيضًا,الخلاف الأكثر عنفًا دار في موضوع "القبة الحديدية":في هذه المسألة,هناك معارضة كبيرة في قيادة الجيش,وقيادة سلاح الجو لخطة وزير الدفاع إيهود باراك بالتزود خلال السنوات القادمة بـحوالي 14 بطارية إعتراض ضد الصواريخ.وتؤكد المصادر في الجيش أن إستثمار كبير لأكثر من سبعة مليار شيكل ستكون عائق وخاصة لأسباب "غوغائية" وأنه يمكن الإكتفاء بتسعة بطاريات وإستخدام باقي المال لحاجات أخرى.الخلاف حيال عدد البطاريات المطلوبة توقف في الأيام الأخيرة بدون إتفاق,فقط بسبب أن النقاشات على خطة "حلميش" تم تجميدها.
خريف ساخن
هذا الأسبوع إجتمعت الثُمانية (الوزراء الذين يعكفون على القضايا الأمنية والسياسية الحساسة) حول موضوع (تحصين طائرات الركاب ضد الصواريخ (شركة ألبيت قامت بتمويل من الدولة بتطوير منظومة – ميوسيك – التي تعتمد على الليزر، ولكن مازال بعيدا جدا أن يتم تركيب المنظومة تحت جناحي الطائرة الأولى). صاروخ SA-7 المعروف بإسم (ستريلا) أطلق في الماضي باتجاه مروحية عسكرية تابعة لسلاح الجو خلال الإعتداء العنيف على الحدود الشهر الماضي، حين حلق سلاح الجو على إرتفاع شاهق على إفتراض أن هناك صواريخ أرض – جو محمولة على الكتف في قطاع غزة، وحتى في يهودا والسامرة منذ سنوات.
في غضون ذلك، كشف الشاباك هذا الأسبوع مسألة شبكة حماس التي خططت لتنفيذ إعتداء إنتحاري في القدس، وهو ما يدل أيضا على أن سنوات الهدؤ في الضفة الغربية إنتهت، حتى قبل الإعلان عن الدولة الفلسطينية. التحذيرات الساخنة في الجنوب، وما من شأنه أن يحدث قريبا على ضؤ الإعلان، أدى إلى إرسال الجيش الإسرائيلي في الأيام الأخيرة أوامر طوارئ كثيرة لكتائب إحتياط ليتم تجنيدهم في الأسابيع القريبة.، وذلك على خلاف الخطة الأصلية لقسم العمليات بهيئة الأركان العامة. وهكذا، فإن الكثير من جنود الإحتياط سيقضون الأعياد على الحدود المصرية أو في ساحات أخرى بدلا من قضائها برفقة عائلاتهم في البيت.
آيزنبرغ و"القبة الحمراء"
من دخل إلى قلب العاصفة من دون أن يدرك مدى حساسية الوضع في هذه الأيام كان اللواء إيال آيزنبرغ، قائد الجبهة الداخلية المدنية. الضابط الكبير يعتبر أحد الجنرالات الأقل شهرة لدى القطاع الأكبر من المواطنين، على الرغم من أنه تولى سلسلة طويلة من المناصب الرائدة في الماضي.
وخلال توليه تشكيل إحتياط من النخبة في حرب لبنان الثانية، واجه مأزق كبير هدد حياته: فقد قاد من خندقه في قيادة الجبهة الشمالية في صفد عملية تخليص المصابين جراء صاروخ أطلقه حزب الله باتجاه قوة إحتياط، وذلك قبل أسبوع من نهاية الحرب. ومن جانب آخر كانت هناك مخاوف من أن يعاود حزب الله الهجوم الصاروخي على مروحيات الإنقاذ لو وصلت للموقع. من جانب آخر نزف المصابون ساعات طويلة، وتأخر آيزنبرغ في الإنقاذ، وفي النهاية من قام به هو قوة مشاة من تشكيل الجليل الذي كان يقوده جال هيرش.
ومع ذلك، آيزنبرغ، وهو أحد أقارب عائلة اللواء إحتياط أوري ساغي، كان من بين عدد قليل من بين جيل قادة التشكيلات في حرب لبنان الثانية الذين واصلوا طريقهم إلى القيادة العليا بالجيش الإسرائيلي. ولم يكن يتخيل يوما أن يقف أمام مؤتمر خاص بإستعدادات الجبهة الداخلية، تم التخطيط له يوم الإثنين من هذا الأسبوع في معهد أبحاث الأمن القومي بجامعة تل أبيب، ولم يكن يتخيل أن الأمر سيضعه في المانشيتات الرئيسية للصحف.
آيزنبرغ تحدث عن أن فرضية الحرب الشاملة هي فرضية كبيرة، وأن الحرب المستقبلية قد تشهد إستخدام أسلحة دمار شامل. ولا يوجد أي شئ مختلف في حديثه عما قيل في مناقشات سرية في المؤسسة العسكرية أو عما يعتقده كل مواطن فطن، ولكن آيزنبرغ لم يضع في الحسبان أنه حين تُقال أمور بشكل علني بواسطة لواء يقود الجبهة المدنية في فترة غاية في الحساسية، فإنها قد تسبب عاصفة لدى المواطنين، وأنها ستقيم المستوى السياسي ضده (وهو نفس المستوى الذي لا يمكنه أن يقدر الأموال التي ينبغي تخصيصها للدفاع، وكان يفضل ألا ينزعج المواطنون من تقديرات أوضاع عسكرية مظلمة)...".
09-أيلول-2011

تعليقات الزوار

استبيان