المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


أخبار العدو

لماذا صدمت تصريحات قائد الجبهة الداخلية المؤسسة الإسرائيلية؟


كتب محرر الشؤون العبرية
فاجأت التقديرات والمواقف التي أدلى بها قائد الجبهة الداخلية اللواء ايال ايزنبرغ، أمام مركز أبحاث الأمن القومي، حول إمكانية تحول الربيع العربي إلى شتاء على إسرائيل، وسيطرة التيار الإسلامي المتطرف.. وتزايد احتمالات نشوب حرب شاملة، على المدى البعيد، يتعرض خلالها الكيان العبري لأسلحة دمار شامل، (فاجأت) الساحة الإسرائيلية، جمهورا ونخبا وقادة، مما دفع العديد من المسؤولين من ذوي الخلفيات العسكرية إلى المبادرة للتأكيد على أن لا مؤشرات على حرب قريبة والتأكيد على قوة الردع الإسرائيلية، وتحديدا على السنة كل من ايهود باراك، عاموس غلعاد، شاؤول موفاز، متان فيلنائي، ايال بن رؤوبين..
ويكشف كلام ايزنبرغ حول تزايد احتمالات نشوب حرب شاملة، على المدى الطويل، عن مخاوف إسرائيلية جديدة من أن تكون الثورات العربية فتحت الباب أمام سيطرة وانتشار التيار الإسلامي الذي يرى فيه تهديدا على الأمن القومي الإسلامي.. وهو ما يتعارض مع بعض ما قيل سابقا حول أن الثورات العربية قد تصب في النهاية لمصلحة إسرائيل عبر إقامة أنظمة ديمقراطية. مع الإشارة إلى أن لا جديد في هذه التوقعات أو المخاوف لكن منبع قلق قادة تل ابيب هو من مصارحة الرأي العام الإسرائيلي بعبارات مباشرة وصريحة. ولا يخفى أن تكرار الحديث عن تدهور الوضع في سيناء (بعدما سبقه إلى ذلك كل من نتنياهو والاستخبارات العسكرية) يعود إلى القلق من استمرار حالة التجاذب والصراع السياسي في القاهرة، الأمر الذي ما سيشغل الجيش ويضعف قدرته على بسط سيطرته الفاعلة في سيناء..
أما لجهة وصف ايزنبرغ بأن "نظام الأسد موجود على منحدر زلق من الدماء وانه كلما تقدم العمل هناك، فهو ذاهب باتجاه نهاية دوره في التاريخ السوري، وفي حال بقي، لن يكون نفس الأسد"، فهو يكشف عن أن التقديرات الإسرائيلية تنطلق من افتراض أن استمرار نزف الدم سوف يؤدي في النهاية إلى انهيار النظام سواء عبر اتساع نطاق الاعتراض الجماهيري أو عبر حدوث انشقاقات في المؤسسة الإسرائيلية. لكن من الواضح أن الهلع الذي أصاب المؤسسة الإسرائيلية من تصريحات ايزنبرغ، يعود أولاً لكونها صدرت عن قائد الجبهة الداخلية وبالتالي عضو في هيئة الأركان العامة للجيش، الأمر الذي يضفي المزيد من المصداقية على كلامه، وسط الجمهور الإسرائيلي. وثانياً لكونه أفصح عما يدور داخل الغرف المغلقة من تقديرات ومخاوف، أمام الجمهور ووسائل الإعلام، بتعابير مباشرة وواضحة. من هنا كان وصف المعلق الإسرائيلي البارز، يوآف ليمور، له بأنه "حديث في منصبه وشفاف في كلامه... وعندما أدرك ما قال، كان الوقت متأخراً لإعادة القوات إلى القواعد". بل وذهبت مصادر سياسية وأمنية إلى اتهام ايزنبرغ بأنه "كشف عن مادة سريّة عُرضت هذا الصباح في تقدير الوضع". في كل الأحوال تكشف ردود الفعل على كلام ايزنبرغ عن المنسوب المرتفع لأهمية مراعاة الرأي العام الإسرائيلي في الكشف أو إخفاء أو صياغة المواقف والتقديرات والمعلومات. وكما اوضح القائد السابق للفيلق الشمالي اللواء ايال بن بن رؤوبين، كان على ايزنبرغ التركيز على تطور قدرات الجيش، أكثر من الحديث عن تنامي التهديدات.
12-أيلول-2011

تعليقات الزوار

استبيان