المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


أخبار العدو

لو كنت مكان الملك عبد الله


إسرائيل اليوم - ايلي افيدار

اقتُبس من كلام عبد الله ملك الاردن قبل يومين في لقاء مع اكاديميين من بلاده يقول "لو كنت إسرائيليا لخفت جدا، لان مستقبل الاردن وفلسطين أوضح وأقوى من مستقبل إسرائيل". وفي الوقت نفسه أعلن بأن الاردن لن يكون وطنا بديلا للفلسطينيين وأن للاردن جيشا قويا سيحافظ على الوطن. وبرغم الانطباع الشديد الذي أثاره هذا التصريح فإن تهديد الملك المفاجيء لم يوجه إلينا البتة بل كان يرمي الى ان ينقل رسالة الى قوى المعارضة التي تفور داخل الاردن نفسه.
تبنى الملك عبد الله في السنين الاخيرة عادة ثابتة: ففي كل مرة يريد ان يُسمع صوته يهاجم إسرائيل. وهذه المرة أراد أن ينقل رسالة الى الفلسطينيين في الاردن وان يحذرهم من ان يخطئوا ويعتقدوا انهم قادرون على اشعال اضطرابات في الاردن. وأومأ الى هذا حينما تحدث عن جيش قوي يحافظ على الوطن. وكانت إسرائيل كالعادة علة مصنوعة فقط للتلويح بالبندقية. وفي الحقيقة ان إسرائيل رابط موحد ايضا. فقد أراد عبد الله بتصريحاته الشديدة عليها ان يوحد أبناء شعبه الذين هم دعامته المركزية في المملكة، حول قيادته.
الحقيقة أنني لو كنت الملك عبد الله لأصبحت اليوم في هستيريا. فالاردنيون الذين كانوا مرة مستعدين للموت من اجل أبيه، لا يقفون منتصبين للدفاع عنه. وهم يُبيحون لأنفسهم اشياء ما كان يمكن أن تخطر بالبال في الماضي. ففي شباط الاخير أرسل رؤساء قبائل في الاردن رسالة الى عبد الله. وطُلب الى الملك في الرسالة ان يكف جماح زوجته لا أقل من ذلك. والحديث بمعايير الشرق الاوسط عن تجاوز لجميع الخطوط الحمراء. فالشخص العادي في الاردن أو مصر أو السعودية الذي يقول لصديقه "كف جماح زوجتك" يعرض نفسه لخطر رد شديد عنيف. وسجلت نقطة حضيض اخرى في مكانة الملك الاردني في شهر كانون الاول 2010 حينما دعاه المشجعون المتحمسون اثناء لعبة كرة قدم في الدوري المحلي الى طلاق زوجته. وقد حدثت الاهانة في الحالتين لانه لم يدرك هو وزوجته قبل ذلك الغضب الذي أثاره سلوكها التبذيري المكشوف في حين يعاني رعايا المملكة فقرا مدقعا. وحقيقة ان الملكة رانيا تلوح بأصلها الفلسطيني وأن مكتبها نشيط في منح سكان من أصل فلسطيني جنسية اردنية لم تزد الملك وزوجته شعبية عند النخبة الاردنية التي يفترض ان يستمد عبد الله معظم قوته منها.
لكن هذه مشكلات الملك الداخلية. نحن لا نجلس معه في مدرج رياضي في عمان ولا داعي البتة للشجار معه حتى لو حاول على نحو واضح مبتذل الى هذا الحد استعمال إسرائيل كبش فداء. وفي المقابل يجب ألا ندخل الذعر وأعراض "حوادث آخر الزمان الآن" التي تصيبنا كلما استقر رأي زعيم عربي أو مسلم على فتح فمه على إسرائيل، حتى لو كان هذا الميل ينتشر. فالمملكة الاردنية ما تزال جارة معتدلة. وعلى إسرائيل ان تحافظ على العلاقة معها لكن ينبغي بيقين ألا تحتضنها علنا كي لا تُمكّن جهات المعارضة فيها من العيب على الادارة. لكن تحذير عبد الله، في حال أنه يشهد على منعة نظامه، يجب أن يكون علامة تحذير لنا. فالملك في ضغط وهو في ازمة. إن ايام عدم استقرار صعبة قد تمر بجارتنا الشرقية ايضا. فلا يجوز أن نؤجج النار بسلوك متسرع منا، لكن من المهم ان نتذكر أننا لسنا الذين أشعلناها وأننا لا نتحكم بها. إننا في هذه المرحلة نراقبها فقط على استعداد.

15-أيلول-2011

تعليقات الزوار

استبيان