المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


أخبار العدو

داني ياتوم: الربيع العربي خير للشرق الاوسط وشر لإسرائيل


المصدر: موقع مركز هرتسيليا

ملخص الجلسة التي عُقدت حول الربيع العربي والتطورات في الشرق الأوسط حيث جرت قبل أيام في افتتاحية المؤتمر الدولي الحادي عشر لمعهد سياسة مكافحة الإرهاب في المركز المتعدد المجالات هرتسيليا حول تداعيات الإرهاب العالمي

تكلّم اللواء (في الاحتياط) أهارون زئيفي فركش، الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الاسرائيلي، في افتتاح المؤتمر الدولي الحادي عشر لمعهد سياسات مكافحة الإرهاب في مركز هرتسيليا المتعدد المجالات عن مسألة تأثير الإرهاب العام، حيث يرى أنه ثمة فرصة في الوقت الراهن. وبحسب كلامه، يجب النظر إلى الصورة الواسعة- إلى أن العالم العربي يعايش اليوم نزعة هائلة: الثورات في العالم العربي، الأزمة الاقتصادية العالمية، ضعف الولايات المتحدة والحرب بين السنة والشيعة. كما يرى فركش في الربيع العربي فرصة لتقوية دول عربية لمواجهة الإسلام المتطرف، الأمر الذي لم يحدث حتى الآن. وبحسب كلامه، على إسرائيل عدم التورط بأحداث كهذه لكي لا تفتح النار باتجاهها.
كما لا يرى فركش وجود تهديد عسكري على اسرائيل في الوقت الراهن، لأنّه بحسب ادعائه، إن الجيش السوري مجنّد للحفاظ على كرسي الأسد وموجود في مراكز المدن، فلذلك لن يُسارع الى شنّ هجوم على اسرائيل. ويرى أن الخطر الأساسي في الوضع الراهن هو أن إيران تحت ظل الربيع العربي متفرغة وتمارس حريتها للحصول على سلاح نووي، خصوصا على خلفية سياسة الولايات المتحدة، التي تخلق فراغا هائلا في المنطقة. وبحسب رأيه، ما يمكن أن يوقف إيران عن نشاطها هو حصول انشقاق بين احمدي نجاد و(السيد) علي خامنئي.
وبحسب فركش، لا يمكن مواجهة تنظيم القاعدة من خلال تصفيات مركزة فقط. في الواقع، إن جوهر المنظمة تلقى إصابات قاسية خصوصا جراء عمليات الولايات المتحدة الأميركية، لكن تنظيم القاعدة يُعتبر اليوم قويا في المنطقة.
ويتوقع فركش أن يمرّ الشرق الأوسط بتغييرات بعيدة المدى وقد يزداد عدد الدول في المنطقة، على اثر انشقاق دول قائمة. هكذا يحدث في السودان، السلطة القلسطينية (الضفة أمام غزة) وكذلك رغبة الأقلية الكردية بحكم ذاتي.
ومن وجهة نظر فركش فإنّ دلالة الصراع الاسرائيلي- الفلسطيني ستحصل على نسب أخرى وستقل حدتها على اثر الربيع العربي. فمنذ سنوات عديدة وإسرائيل تُدان من قبل الولايات المتحدة وأوروبا، بأنها إذا ما حلّت المسالة الفلسطينية فإنّ السلام سيتحقق للشرق الأوسط كله. لكن بحسب الواقع الحالي فإننا نرى أن الأمر ليس هكذا، لأنّ الثورات في العالم العربي تُدار على يد الشعوب ضد أنظمتها بمعزل عن القضية الفلسطينية.
 هذا وقد قدّم العميد يوآف مردخاي، المتحدّث باسم الجيش الاسرائيلي، مفهوم الجيش الاسرائيلي فيما يتعلق بالصراع على الوعي القائم ضد اسرائيل. وقد عرض استعدادات الجيش الخاصة قبيل أيلول من خلال دمج أذرع هيئات الشرطة، وزارة الخارجية وآخرين في أية حادثة، زيادة عدد المصورين في كل كتيبة لتوثيق الصور في الوقت الحقيقي واستخدامها في الشبكات الاجتماعية تويتر، يوتيوب، بلوغيم (مدونات) وفيسبوك. هذا وقد أجرى الجيش الاسرائيلي توضيحا واسعا في الساحة الدولية كجزء من الاستعداد لأيلول.
كما قدّم اللواء في الاحتياط "داني ياتوم"، رئيس الموساد السابق صورة تشاؤمية حول الوضع في الشرق الأوسط قائلا، في الوقت الذي سيكون فيه الوضع جيدا في الشرق الأوسط سيكون سيئا جدا في اسرائيل.
بحسب ياتوم، إن الاهتزاز في المنطقة يلعب بشكل أساسي لصالح المتطرفين وليس المعتدلين، حيث تظهر الولايات المتحدة كمساعدة قصيرة الباع، لذلك لدينا أسباب عديدة في اسرائيل للقلق:
1. سقوط مبارك المعتدل
2. تراجع مكانة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط على ضوء سياستها إزاء الدول التي حصلت فيها ثورات.
3. غياب الديمقراطية في الدول العربية، الى جانب التداعيات القاسية على من حاول تطبيق ذلك مثل انشقاق السلطة الفلسطينية وصعود حماس، العراق وتقسيمه، لبنان وعدم استقراره.
4. الخطر على السلام مع مصر.
5. تحويل الانتباه العالمي من الخطر الأساسي على دولة اسرائيل- إيران وليس الشارع المصري. فإيران تستخدم ذلك لتزيد من قوتها في المنطقة والحث على تفجير السلاح النووي.
6. معسكر المقاومة يستمدّ الدعم من سقوط الأنظمة المعتدلة. الفلسطينيون الذين يقفون أمام مبادرتهم في الأمم المتحدة خسروا شريكهم المصري واليوم استفادت حماس من هذا الفراغ.
7. تراخي الأمن في سيناء.
8. عزل اسرائيل عالميا- تركيا، التوتر السائد مع أوروبا والولايات المتحدة.
بحسب ياتوم، الثورات في الدول العربية ستؤدي فقط الى عدم الاستقرار والفوضى وستعزز التحديات الأمنية التي تواجهها اسرائيل- "وبقدر ما سيكون الوضع جيدا في الشرق الأوسط، سيكون سيئا في اسرائيل".

وبناءا على رأي ياتوم، يجب على اسرائيل العمل وفق الطرق التالية:
1. الحفاظ بكل الأساليب على السلام مع تركيا والأردن.
2. الحفاظ على العلاقات مع أوباما- ثمة أمور أهمّ من التواجه مع أوباما حول مسألة المستوطنات، تحطيم الأسيجة ومسألة الحدود.
3. نشاط دبلوماسي إعلامي مكافح لمنع وجود ديمقراطية في الشرق الأوسط، لذلك يجب مساعدة اسرائيل ومنع سيطرة جهات متطرفة على البلدان العربية.
4. مبادرة سياسية من شأنها إعادة الفلسطيني إلى طاولة المفاوضات، بدلا من الاعتراف بالدولة من قبل الأمم المتحدة.
5. تدهور العلاقات مع تركيا غير ضروري- أيضا نحن ساهمنا كثيرا في هذا التدهور وليس الاتراك فقط. اقتراح الاعتذار الذي كان موافق عليه من قبل الأتراك نسفته جهات سياسية في اسرائيل.

يذكر أن المؤتمر الدولي الحادي عشر لمعهد سياسة مكافحة الإرهاب (ICT) في المركز المتعدد المجالات هرتسيليا ينعقد بمناسبة مرور عقد على أحداث الحادي عشر من أيلول على اثر تصفية أسامة بن لادن ويُعنى بثلاثة مواضيع أساسية: ربيع الشعوب العربي وتداعياته في المنطقة، الإعلان عن دولة فلسطينية وتأثيره على الصراع الاسرائيلي الفلسطيني وتحديات مكافحة الإرهاب بعد مرور عقد على أحداث الحادي عشر من أيلول. بالاضافة الى ذلك، يُعنى المؤتمر بالواقع الأمني الجديد الذي تعايشه المنطقة الجنوبية على ضوء الأحداث الإرهابية الأخيرة، وتداعيات سقوط نظام مبارك حول قدرة مصر على منع دخول إرهابيين من منطقة سيناء، سيطرة المنظمات الإسلامية المتطرفة على سيناء وقطاع غزة، والحدود الممتدة مع اسرائيل.   

27-أيلول-2011

تعليقات الزوار

استبيان