المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


أخبار العدو

المقتطف العبري ليوم الجمعة: خسائر صفقة شاليط لا تعد

المقتطف العبري ليوم الجمعة: خسائر صفقة شاليط لا تعد

أخبار وتقارير ومقالات مترجمة من صحافة العدو

الجدول الزمني للصفقة: من الجلسة السرية في القاهرة الى التنازل عن الخطوط الحمراء
المصدر: "هآرتس ـ يوسي ملمان"
" في آذار الـ2009 وفي أواخر ولاية إيهود اولمرت في رئاسة الحكومة، جلس في أحد مباني بالقاهرة في مقر المخابرات العامة المصرية، مجموعة من المسؤولين الامنيين الاسرائيليين. كان هناك عوفر ديكل، الممثل الشخصي لرئيس الحكومة للمفاوضات، رئيس الشاباك يوفال ديسكين، وضباط آخرين من الاستخبارات ومن وحدات الأسرى والمفقودين في الموساد والشاباك وأمان. وفي مبنى آخر بمقر المخابرات المصرية كان يتواجد أحمد الجعبري، قائد الذراع العسكري لحماس وعدد من مساعديه. وصل الجعبري ورجاله الى القاهرة بشكل علني عبر معبر الحدودي رفح . أما رئيس المكتب السياسي لحماس الذي يعتبر زعيم الحركة خالد مشعل لم يشارك في المباحثات وكذلك أيضا محمود الزهار أحد قادة حماس في غزة.
أيضا الوسيط جرهارد كونرد من الاستخبارت الالمانية غاب عن اللقاء . حينها لم يكن مشارك في الاتصالات، واسرائيل استعانت به فقط من أجل اعداد الصفقة مع حزب الله بهدف اعادة جثتي الداد ريغيب وأودي غولدفاسر. إن الهدف من هذه المباحثات هو الاتفاق على التفاصيل النهائية لصفقة تبادل جلعاد شاليط. إن الشخصية الاساسية التي أدارت محادثات التقارب بين ممثلي حماس واسرائيل ونقل بين المبنيين في مقر القيادة قائمة الاسماء هم ضباط المخابرات المصرية. وكان الابرز بينهم هو نائب الرئيس المصري والمسؤول عن المخابرات الجنرال عمر سليمان ونائبه الجنرال عمر كناوي .
إن المفاوضات في القاهرة هي ذروة عملية بدأت في العام 2007 ، بعد وقت قصير من سقوط جلعاد شاليط في اسر حماس. ولعب في هذه العملية كونرد والمصريين دورا أساسيا ببلورة الاتفاقات بين حماس واسرائيل. بداية طلبت حماس من اسرائيل تحرير 1400 "مخرب". ديكل وطاقم المفاوضات تلقوا توجيهات من رئيس الحكومة تدعوا الى تخفيض عدد المحررين قدر الإمكان، على أن لا يزيد عن ال450 أسير.
وحدد في توجيهات المستوى السياسي لطاقم المفاوضات عدة مبادئ للتفاوض. مطلب حماس تحرير عرب اسرائيليين اعتبر خط أحمر، كما حدد أيضا أن الاسرى الثقال من سكان الضفة الغربية تمنع عودتهم الى بيوتهم وابعادهم الى غزة أو الخارج، كما حدد عدة معايير تحدد لاسرائيل من تطلق سراحه. من هذه المعايير الايدي الملطخة بالدم ومستوى المخرب في المنظمة وإذا كان أيضا بمنصب قيادي وأرسل انتحاريين لتنفيذ عمليات ، وخطورة الفعل والنتيجة (عدد القتلى الاسرائيليين بسبب دوره) وعدد السنوات التي أمضاها في السجن وأسباب خاصة مثل الوضع الصحي.
خلال الاتصالات حدد مبدأ ينص على أن كل طرف يحق له الاعتراض على قوائم الطرف الثاني. حماس قدمت قائمة بأسماء "مخربين" طالبت بتحريرهم. اسرائيل فحصت الاسماء ورفضت الكثيرون منهم وقدمت قائمة من قبلها. رفضت حماس القائمة الاسرائيلية. وتدريجيا تقلصت القائمة الى 450 المتفق على اطلاق سراحهم بما في ذلك الاسيرات.
وخوفا من أن يشكل تحرير "المخربين" كانجاز لحماس ومسا بمكانة السلطة الفلسطينية ومن يقف على رأسها محمود عباس، تدخل الرئيس المصري حسني مبارك في الاتصالات. وطلب هو والجنرال سليمان من رئيس الحكومة أيهود أولمرت أن يقوم ببادرة حسن نية اتجاه عباس ويطلق سراح 550 "مخرب". أولمرت الذي أدار المفاوضات يومها بشكل حثيث مع أبو مازن بشأن اتفاق سلام وافق على ذلك. وحدد أن تحرير ال550 يتم في فترة لاحقة بحال كان هناك صفقة مع حماس وأن تحريرهم لن يكون جزءا من الصفقة مع حماس.
اسرائيل أصرت على أنه في أي حال من الاحوال يجب أن تقوم هي وحدها في اعداد قائمة المحررين وبحسب اعتباراتها. مصادر أمنية في اسرائيل وعلى رأسها الشاباك الذي كان الجهة الاساسية في المفاوضات اتفقوا على أن لا يتم تحرير قتلة في هذه الدفعة. وهكذا وصل الطرفان الى معادلة الصفقة التي تقوم على تحرير 1000 "مخرب" فلسطيني مقابل جندي اسرائيل واحد.
وفي نهاية الامر وبعد مفاوضات طالت سنتين، وصل ممثلي حماس واسرائيل الى القاهرة من أجل المرحلة النهائية والحاسمة في اعداد الصفقة، ومع قائمة مؤلفة من 325 وافقت اسرائيل على تحريرهم . أما حول 125 الآخرين فقد نشأ جدال عاصف. إذ يوجد من بينهم "مخربين" كانوا قياديين أو مشاركين في التخطيط والتنفيذ لعمليات مدوية جدا في أواخر الانتفاضة الثانية مثل عملية فندق بارك في نتانيا ومطعم سبارو في القدس والدولفناريوم في تل أبيب ومطعم مكسيم في حيفا وغيرها.
وعلى خلفية الموقف المتشدد لاسرائيل والقائل بعدم تحريرهم انفجرت المفاوضات . لقد اعتقد ممثلي حماس أنه على خلفية المظاهرات في اسرائيل من أجل تنفيذ الصفقة والايام المعدودة لأولمرت في الحكم سيتم المصادقة على الصفقة ، لكن وصلوا الى فشل المفاوضات . وخلافا للتقارير فإن ممثلي حماس لم يوردوا في قائمة مطالبهم إسم مروان البرغوتي أحد أبرز قياديي فتح الذي يعتبر الوريث المحتمل لأبو مازن.
أيضا حتى ولو طرح أسمه من وقت لآخر، "كان واضحا لنا أنهم غير معنيين بتحريره من السجن الاسرائيلي، لأنهم يعرفون أن هذا الامر سيعزز مكانة منظمة التحرير الفلسطينية" ، هذا ما قاله مصدر اسرائيلي. وفي كل الاحوال فإن اسرائيل لم توافق على تحريره وكذلك أيضا تحرير أحمد سعادات زعيم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الذي اغتال عناصره الوزير رحبعام زئيفي.
وبعد خروج أولمرت من الحكم وإقامة حكومة نتيناهو توقفت المفاوضات فترة زمنية معينة. وأوضح نتنياهو أنه لن يوافق على المرونة وانه بحسب وجهة نظره فإن أي مفاوضات هي خضوع للإرهاب. وبناءا على هذه الخلفية إستقال عوفر ديكل من منصبه وتم استبداله بمسؤول الموساد الاسبق حجاي هداس، الذي إستأنف بواسطة المصريين المفاوضات. وقرر هداس أيضا الاستعانة بـ كوندر وشاركه أيضا بالاتصالات.

وتيرة المباحثات والاتصالات استمرت وفق المخطط الذي وضعه عوفر ديكل. قبل نصف سنة توصل هداس مع حماس الى تفاهمات، لكن رئيس الحكومة رفضها. إن هداس المحبط استقال من منصبه وحل مكانه مسؤول سابق آخر من الموساد هو دافيد ميدان.
وفي يوم الخميس الماضي وقع ميدان على الاتفاق بالاحرف الاولى مع حماس بشأن تنفيذ الصفقة. مبادئها مشابهة جدا للتي بلورها هداس. فكلا الطرفين لينا مواقفهما وقاما بعدد من التنازلات، وكانت هذه التنازلات تحديدا من جانب  اسرائيل. إن اتفاق ال1000 "مخرب" خرق ووصل الى 1027 ـ إذ وافقت اسرائيل أن تضم الصفقة عرب اسرائيليين. أيضا وافقت اسرائيل على تحرير عشرات "المخربين" من قائمة ال125 التي اعتبرت خط أحمر، والتي تضم آمنة منى التي اعتبرت في جولات سابقة من المفاوضات كخط أحمر اضافي يمنع تجاوزه. أيضا عدد المبعدين الى غزة والخارج صغير.
إذا ما الذي حصل في هذه الفترة الزمنية المؤلفة من ستة أشهر والذي أدى الى احداث تحول في موقف نتنياهو؟ يبدو أن هناك عدة اعتبارات داخلية وخارجية:
أولا مكانته الجماهيرية الداخلية تراجعت بسبب موجة الاحتجاجات الاجتماعية الاقتصادية التي عمت كل اسرائيل، وإضراب الاطباء وإستقالة الخبراء.
ثانيا: وضع اسرائيل على مستوى الرأي العام العالمي، وتراجع مكانتها بسبب رفض رئيس الحكومة للمفاوضات مع السلطة الفلسطينية وثالثا طلب السلطة الفلسطينية من الامم المتحدة الاعتراف بها كدولة وكان هذا تعبير واضح لعزلة اسرائيل الدولية.
كذلك أيضا ازداد الوضع سوءا في العلاقات الاسرائيلية الامريكية. ويبدو أنه على خلفية كل ذلك وعلى أمل أن يتم تحسين مكانته الجماهيرية وافق نتنياهو على تنفيذ الصفقة مع حماس. وماذا بعد. أيضا لن يذرف دمعة إذا أدى هذا الامر الى اضعاف أبو مازن. ورغم كل ذلك يجب أن نبارك الصفقة التي تضع حدا لخمس سنوات من الاسر لجلعاد شاليط. وما هو مطلوب الآن هو بلورة الاسسس والخطوط التي توجه قادة اسرائيل في أي مفاوضات مستقبلية تتعلق بتحرير "مخربين".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
خطاب مشعل من دمشق مذل ويحتقر الكرامة القومية الإسرائيلية
المصدر: "عنيان مركزي – رامي يتسهار"
" ليس صدفة أن خطاب الانتصار على نتنياهو، الذي بُث في جميع أنحاء العالم العربي والإسلامي مع تقدير لا يخيب نهائيات كأس عالم، ونقل أيضا للمرة الأولى على محطة التلفزيون التابعة للسلطة الفلسطينية في الضفة، ألقاه من دمشق خالد مشعل، وهو الشخص الذي يرمز أكثر من أي شيء إلى الإخفاقات المتراكمة لبنيامين نتنياهو في فترة ولايته الأولى كرئيس للحكومة.
نتنياهو كان هو من أرسل طبيب إسرائيلي إلى عمان مع مصل للقضاء على التسمم الذي حقن به قبل ساعات مشعل في شارع أردني على يد عميلين تافهين للموساد، فشلا والقي القبض عليهما. منذ ذلك الوقت تحول مشعل إلى الأسوأ بين أعداء إسرائيل. ويقف في صف واحد مع (السيد) نصر الله الشيعي والرئيس نجاد الفارسي.
انجاز مشعل الكبير نقش في تاريخ الشرق الأوسط، السيطرة على قطاع غزة من يد فتح، تحويل حماس إلى حركة كبيرة وقوية وسط الفلسطينيين، إقلاق مليون إسرائيلي جراء إطلاق صواريخ منحنية المسار طوال سنوات وخطف الجندي غلعاد شليط قبل خمس سنوات كوسيلة لإطلاق سراح الأسوأ بين قتلة يهود منذ سقوط النازية نهاية الحرب العالمية الثانية.
يوم أمس كان هذا هو ذاته خالد مشعل، أب انتفاضة الانتحاريين الذين زرعوا الموت في شوارعنا بداية الألفية، الذي ألقى خطاب انتصار مليء بعبارات علم البلاغة.
يذكر بالنشوة التي ينجح نتنياهو بإدخالها إلى اغلب الإسرائيليين عندما يلقي خطاب في الخارج بالانكليزية. مشعل احتفل بانتصار ضخم، غير قابل للنقاش.
صفقة شليط أسوأ من صفقة جبريل ومن صفقة تننباوم وغلودفاسر. التاريخ سيصدر حكم خطير على نتنياهو وعلى خضوعه الجنوني، بالضبط كما سجلت الصفقات السابقة لصالح يتسحاق رابين، أريك شارون وايهود اولمرت. اخطر من ذلك، من الواضح تماما أن عملية الخطف التالية حتمية ومعها الخضوع التالي".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ما هي الاسباب التي دفعت نتنياهو للموافقة على صفقة تبادل شاليط
المصدر: "إسرائيل اليوم ـ شلومو تسزنا"
" ليّنت حماس مواقفها، والمؤسسة الأمنية الاسرائيلية أعطت الضوء الأخضر والتغييرات في المنطقة شكّلت الظروف المناسبة لتطبيق صفقة شاليط. رئيس الشاباك: "لا شك أنها صفقة غير جيدة بالنسبة للجمهور، ومعقدة لكن بهذه الطريقة نجلبه".
الاتصالات السرية والتنازلات المؤلمة: الآن بعد أن وُقّعت صفقة تحرير جلعاد شاليط بدأت تنجلي الأحداث التي أدت إلى اتخاذ هذا القرار المصيري.
70 لقاءا مضنيا عُقد بمبادرة من الوسيط الألماني لكن دون التوصّل إلى نتائج. الوسيط، عنصر استخبارات قديم ومفوّض مستشار رئيسة الوزراء الألمانية أنجيلا ميركل، قدّم خطة منظمة لكن قادة حماس رفضوا قبولها واتّهموه بميله إلى الطرف الإسرائيلي. هذا الرفض أدّى إلى تجميد المفاوضات. حاغي هداس استقال ورئيس الحكومة بنيامين نتانياهو اختار دافيد ميدن، عنصر موساد رفيع، ليتولّى المفاوضات حول تحرير الجندي المخطوف جلعاد شاليط.
الجدال كان حول تحديد حماس للائحة. نتانياهو لم يكن مستعدا لذلك لأنه عارض إطلاق سراح الرموز والمخربين الكبار. بالإضافة إلى ذلك أراد تخفيض عدد المخربين الذين سيعودون إلى يهودا والسامرة – عبرة من صفقة جبريل حيث عاد آنذاك مئات المخربين إلى يهودا والسامرة وكانوا مسؤولين عن موجة إرهاب وتهديدات. "خلال أشهر وضعت حماس أمامنا مواقف متطرفة بحيث كانت هناك صعوبة حقيقية في التفاوض معها" ، يتذكر ميدن بعد التوصل إلى اتفاق. "طلبات حماس ألقت صعوبة على مواجهة الخطر الأمني في المستقبل المتمثل بمطلب التحرير إلى هذه المنطقة".
في تموز 2011 أتى التحوّل واستُدعي دافيد ميدن إلى القاهرة على عجل حيث عرض هناك مع الوسيط المصري وثيقة عنوانها "اقتراح لإتمام صفقة". "الإشارات الصادرة من حماس أتت عبر غرشون بسكين. ميدن لاحظ فورا أن هذا ليس مجرد اقتراح جديد بل اقتراح يضم تنازلات مهمة من طرف حماس. "المواقف التقليدية لحماس تغيرت بمعيارين أساسيين: في إدراك أن المسؤولين الكبار وسط المنظمة لن يحرروا بأي شكل من الأشكال وأن عدد المحررين إلى بيوتهم في يهودا والسامرة سيقل بشكل درامايتكي"، يقول ميدن.
الصفقة التي تم التوافق عليها ليست في النهاية الصفقة التي كانت مطروحة قبل عامين: الحكومة الحالية ورثت مسودّة من حكومة أولمرت تنص على إطلاق سراح 450 مخربا ومن ثم 550 في وقت لاحق. من ضمن الـ 450، هناك 300 اسما قد حُدد و150 كانوا مفتوحين بما فيهم المخربين الكبار والرموز وعناصر قيادة المنظمة. بالإضافة إلى ذلك هناك 6 من عرب إسرائيل بقوا محيدين كورقة مساومة. نتانياهو وافق على تحريرهم وهذه ليست سابقة ففي صفقة جبريل أُطلق سراح أكثر من 20 مخربا من عرب إسرائيل.
بعد حصول تليين في المواقف بدأت المحادثات السرّية حتى حول تركيبة الـ 150 مخربا التي بقيت أسماؤهم مفتوحة. الجميع أرادوا أن تنجح المحادثات لكن كل مرة كان يحصل تسريب عن وجودها في شبكة تلفزيون عربية كبيرة. في إسرائيل نفوا ذلك كي لا تنفجر الصفقة المنسوجة.

بعد العملية التخريبية في إيلات توقفت المفاوضات لكن قبل نحو عشرة أيام استُأنفت وقبل نحو أسبوع أُنجزت التفاصيل. ميدن تلقى أمرا واضحا من نتانياهو: وقّع بالحروف الأولى. في المرحلة الأخيرة انضم إلى المحادثات رئيس الشاباك يورم كوهين الذي كان مسؤولا عن لوائح الأسرى الفلسطينيين. يوم الثلاثاء بدأ اللقاء الختامي الذي استمر 24 ساعة. في غرفة يجلس ميدن وكوهين وفي غرفة أخرى يجلس قياديّ حماس برئاسة نزار عوض الله الذي وقّع على الوثيقة. تنقّل المصريون بين الغرفتين وتوسطوا. التوقيع لم ينفذ على نفس الوثيقة. قرر نتانياهو في النهاية تنفيذ عملية إطلاق السراح والأعداد كانت قاسية: 1027 مخربا من بينهم 280 قاتل مسؤولين عن وفاة 599 إسرائيليا.
إذن ما الذي أقنع رئيس الحكومة بالسير نحو هذا الاتجاه؟ أولا يدور الحديث عن قرار بين خيارين سيئين: الثمن كان منخفضا أكثر مما كان معروفا في البداية. حماس تنازلت عن الرموز (اللائحة لم تضم مروان البرغوتي وقاتلي الوزير رحبعام زئيفي) وعن قيادة حماس في الضفة الغربية التي لو تم تحريرها لكانت أشعلت المنطقة. في جلسة الحكومة برزت ثلاث صلاحيات أمنية للمؤسسة الأمنية: رئيس الشاباك، رئيس الموساد ورئيس هيئة الأركان العامة. ثلاثتهم قالوا إن لديهم وسائل لمواجهة المحرَّرين في المناطق بحيث لن يعيدوا الإرهاب إلى شوارع الدولة. هذا الأمر أقنع نتاناهو رغم أنه يعلم أنه في حال انفجرت مجددا سيارة مفخخة في قلب القدس فسيكون هو المسؤول عن ذلك.
ثمة سبب إضافي وهو غياب خيار آخر. فصورة رون أراد ماثلة أمام عيون رئيس الحكومة. فُتحت نافذة فرص إثر التغيرات التي حصلت في الشرق الأوسط. يمكن الافتراض أن حماس فقدت الدعم السوري وتود اكتساب ثقة جديدة في مصر الجديدة. حتى الحديث مع باتيا أراد ومع جد جلعاد شاليط ترك انطباعا قويا بشأن ضرورة وواجب تحرير جلعاد قبل أن يصبح الوقت متأخر جدا. نتانياهو أدرك أنه في حال وُجد خيار كهذا في المستقبل فلن يكون الثمن أقل من الحالي. وكما خلص إليه رئيس الشاباك: "لا شك أن من ناحية الجمهور هذه ليست صفقة جيدة. هي معقدة جدا من كل النواحي. لكن هذه هي الطريقة لجلبه". وهكذا فإن نتانياهو الذي أوصى دائما بعدم الخضوع للإرهاب قرر أن الزعامة بحاجة أيضا "لكسر الأواني" لخلق واقع جديد".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الاختراق حيال الأهرامات..
المصدر: " يديعوت  أحرونوت – يوسي يهوشع"
" "ساعة الاغلاق"، هذا هو الاسم الذي أُعطي لصفقة شليط. "ساعة الاغلاق"، على اسم الصلاة التي تغلق يوم الغفران. صحيح ان الصفقة أُقرت عشية عيد العرش، إلا ان تفاصيلها تقررت في موعد قريب من أقدس الايام، حين يعلن المصلون "عين تدمع وقلب يفرح". تماما مثلما يشعر الآن شعب اسرائيل.
الثغرة الصغيرة في الدرب الذي أدى الى الصفقة شخّصها الوسيط دافيد ميدان. الرجل الذي أعلن بأنه لن يخرج في اجازة الى ان يعود جلعاد شليط، عرف كيف يستغل حتى النهاية كل عنصر في الساحة في الطريق الى خط النهاية. "كل الوقت آمنت بأني سأنهي الصفقة"، قال عشية عيد العرش. "عرفت ان الخصم صعب جدا، ولكني رأيت في حياتي أمورا كثيرة جدا كانت تعتبر مستحيلة الى أن باتت ممكنة".
كي نفهم كيف اختُرق الطريق الى الصفقة، ينبغي العودة بضعة اشهر الى الوراء، بعد خمس سنوات من الجمود، كانت الفجوة فيها بين اسرائيل وحماس غير قابلة للجسر، وصلت الى القدس رسالة مفاجئة. وقعت لدى ميدان بوساطة شخص مستقل، غير اسرائيلي.
سافر ميدان للقاء الشخص الغامض. أحاسيسه الحادة كمن كان مسؤولا عن عملاء منحته الثقة، ولكن رفض الكشف عن هويته الآن ايضا. "

بفضله نشأت صلة مع حماس"، روى لمقربيه. "كان وضع ينقل فيه الي رسالة وأنا أنقل له رسالة بتواتر شبه يومي".
تبادل الرسائل قام به ميدان من خلال اثنين من رجاله في شعبة الاستخبارات "أمان" والمخابرات "الشاباك". على مستوى القيادات كان في سر الامر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير (الحرب) ايهود باراك. السكرتير العسكري، يوحنان لوكر، أصبح بالتدريج محورا مركزيا الى جانبهما. ورويدا رويدا تبين ان المنظمة الفلسطينية مستعدة لأن تلطف حدة مطالبها. في حزيران بات واضحا لميدان بأن لديه قناة حوار مصداقة، مستقرة ومكثفة مع حماس فقرر تنفيذ قفزة كبيرة الى الأمام وطلب من رجل الاتصال ان يأتي له من حماس بوثيقة مكتوبة يُعرض فيها صيغة منطقية للصفقة.
وقد استجاب رجال حماس الى التحدي. وفي نهاية حزيران نقلوا الى الميدان الوثيقة، التي لم تكن سهلة، ولكنها شهدت على استعداد للمرونة.
وساعد هذا الاستعداد في اطالة الحبل الذي حرره نتنياهو في بداية المسيرة. وبعد وقت قصير، تقرر نقل المفاوضات الى مسار مؤطر وملزم. وقررت اسرائيل بان هناك حاجة الى دولة وسيطة.
هذه المرة، فهم ميدان بان من الافضل الا يكون الوسيط غربيا، بل جهة اقليمية ذات نفوذ. وهكذا، في تطور مفاجيء على نحو ظاهر، المصريون بالذات – بعد لحظة من الثورة – عادوا ليكونوا العرابين بدلا من الالماني الذي هجر. "لقد أبدوا جدية، مسؤولية وتصميما مثيرا للاعجاب لدفع المفاوضات الى الامام"، قال رئيس المخابرات يورام كوهين عشية العيد. "وهم وقادة مخابراتهم يستحقون كل الحظوة".
وكانت أيضا تركيا. رغم التوتر مع اسرائيل، اقترح رجل سر رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان خدماته للوساطة واضطرت اسرائيل الى أن ترفض بأدب كون مصر ارادت ان تنشد وحدها في الصفقة، وتركيا قبلت الامر بتفهم. وواصلت ابداء النية الطيبة وساعدت في تفعيل روافع التأثير على حماس.
البيتزا والجولات المكوكية
في نهاية تموز الاخير، بعد أن وصلت "الوثيقة محطمة التوازن" التي تلقاها ميدان من حماس، دعا المصريون ممثلي الطرفين واغلقوا على أنفسهم معهم في فندق محروس ومعزول، زاوية لطيفة تطل على الاهرامات، وبدأوا في العمل. اسرائيل في البداية مثلها دافيد ميدان وحده.

حماس بعثت أربعة أشخاص، وعلى رأسهم نزار عوض الله، رجل القيادة من دمشق. وعلى مدى شهرين ونصف، دارت ست جولات من المفاوضات. وجلست الوفود في غرف منفصلة ولكن متجاورة حيث تناولوا البيتزا، وكانت الجنرالات المصريون يتجولون بين الغرفتين.
رجال حماس والمندوب الاسرائيلي تجادلوا على كل تفصيل، ولكنهم حافظوا على اجواء طيبة ومريحة. كان واضحا أن الطرفين يجتهدان للاقتراب من بعضهما البعض، حتى وان كانوا علقوا بين الحين والاخر في مأزق. الخلفية الاستخبارية لميدان ومعرفته للعالم العربي لعبا دورا حاسما. فقد روى يقول: "تبادلنا النكات عبر المصريين، وفي نهاية المطاف، بعد مئات الساعات من المحادثات بدأت حماس تؤمن بانه يمكن الوصول الى صفقة معي".
الاختراق الكبير في المفاوضات بدأ قبل نحو اسبوع، في جولة المحادثات التي جرت قبل لحظة من يوم الغفران. فقد غدا نتنياهو متفائلا ورئيس المكتب السياسي لحماس ضغط على رجاله للاعتدال. وتشكلت الصيغة، ولم يتبقَ الان غير الاتفاق على الاسماء.
يوم الاربعاء الماضي وصل الى مصر رئيس المخابرات يورام كوهين لاجمال الاطراف الاخيرة. وعاد من هناك بسرعة، ويوم الغفران تلقى التقدم ترحيب الثمانية. وبعد ذلك عاد كوهين الى مصر وفي حقيبته قائمة السجناء التي تبدي اسرائيل استعدادها لتحريرهم. وروى قائلا: "كان لدينا يومان ونصف مضغوطين ومتوترين من المفاوضات، حيث كنا في مبنى وممثلو حماس في مبنى آخر".
الوثيقة الاكثر اثارة للقشعريرة
صباح يوم الثلاثاء حصل هذا. ووقع الاتفاق. الذي لا يصدق أصبح يصدق. "صحيح، هذه صفقة عسيرة الهضم للغاية"، قال كوهين، "الا انها الافضل التي يمكن أن نحصل عليها. في غزة يوجد عشرين الف مقاتل من كتائب عز الدين القسام، ومع مائتي مخرب آخرين لن يسقط العالم علينا".
في مساء الثلاثاء، بعد وقت قصير من بدء النشرات الاخبارية، انتقلت الكرة الى ملعب الحكومة. وعرف نتنياهو بانه ستكون له أغلبية، ولكنه عمل بكد في الساعات ما قبل التصويت. وقد تحدث تقريبا مع كل الوزراء وطلب أن يقفوا الى جانبه. ولكن حتى هو لم يؤمن بان التأييد سيكون جارفا بهذا القدر: 26 مع مقابل 3 ضد. وشرح أحد الوزراء بانه خاف من سقوط الصفقة أساس بسبب الرأي العام. "التصويت ضد كان سيورطنا مع 90 في المائة من الشعب"، قال. بالمقابل، قال الوزير موشيه يعلون: "القلب يقول نعم ولكن الرأس يقول لا. الصفقة ستؤدي الى انتفاضة ثالثة".
في أثناء الجلسة عرضت على الوزراء قائمة المحررين: 450 في عددهم. عرض ايضا عدد ضحاياهم: 599 اسرائيلي. "كان هذا رقما مثيرا للقشعريرة"، قال احد الوزراء. ومع ذلك، فقد كان النقاش موضوعيا بدون دراما كبيرة، بدون شد أعصاب. وبعد خمس ساعات، اتخذ القرار:

جلعاد شليت سيعود، 1.027 مخرب سيحررون. رغم الثمن الباهظ، أثنى الوزراء على نتنياهو لقراره الشجاع. واعترف نتنياهو نفسه فقال: "هذا أصعب قرار اتخذته في منصبي كرئيس للوزراء".
في العيد تبقى لرئيس الوزراء مهمة هامة واحدة فقط: أن يرفع الهاتف. واتصل بالمشير طنطاوي وشكره على مساهمته في الصفقة. وقال له: " مساعدتكم تدفىء قلوب كل مواطني اسرائيل".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
صفقة تبادل شاليط بالارقام
المصدر: "معاريف – موشيه دافيد"
• عدد المحررين في صفقة شليط: 1.027.
• الدفعة الاولى من الصفقة سيتحرر 450: 1.000 رجل و 27 امرأة.
• بين المحررين 279 أسيرا و 25 قاتل عارضت اسرائيل تحريرهم في الماضي.
• 110 سيعودون الى الضفة.
• 203 سينقلون الى غزة او يبعدون الى اوروبا ودول في الشرق الاوسط.
• 18 من المبعدين سيسمح لهم بالعودة الى بيوتهم بعد سنة.
• 55 من بين المبعدين سيسمح له بالعودة الى بيوتهم في غضون خمس حتى عشر سنوات.
• في الدفعة الثانية من الصفقة، بعد شهرين، سيحرر 550 آخرون.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أربع عبر اسرائيلية من صفقة شاليط
المصدر: " موقع NFC الاخباري ـ ايتمار لفين"
1 ـ عقوبة إعدام "للمخربين"
لا أهمية لإرسال مخرّب إلى 6-إلى 16 أو إلى 60 سجنا في العالم، إن كان في نهاية الأمر من المحتمل أن يطلق سراحه. لا يوجد أي عدل باستضافة من هو مسؤول عن موت عشرات الأشخاص على حساب الدولة. ليس هناك أي منطقية بتعزيز سلطة القتلة عندما يتحولون إلى أوراق مساومة في أيدي أعدائنا.
لو كان هؤلاء القتلة المذمومين أموات، لما كانت تطالب حماس بإطلاق سراحهم. لا تفكروا  للحظة أنها لما كانت حصلت صفقة: هي ببساطة اضطرت إلى الاكتفاء بـ" جوائز" أقل قيمة، مثل من حُكم عليهم بـ خمس وعشرين سنة سجن. ولا تفكروا أنها ما كانت ستخطف جندي: فهي ببساطة كانت ستضطر إلى القيام بذلك من خلال معرفة أن المقابل سيكون "فقط" عالي وليس غير معقول أبداً.
هناك أيضا نقطة: مرسلو "المخربين" المنتحرين مستعدون للقتال حتى آخر نقطة دم لجنودهم. انظروا ماذا يجري في كل مرة تبدأ فيها إسرائيل بتصفيتهم شخصيا: العمليات التخريبية تقل بأعجوبة لأن مخطّطيها يبدؤون العمل في الخفاء وهم يسرعون إلى طلب هدنة من اجل النفاذ بجلدهم.

إذا كان من يقف في القمة يعرف انه أيضاً هو من الممكن أن يموت، سواء في سيارته أو شنقاً، من المحتمل أن يشكّل هذا على أقل تقدير عاملا ما للردع.
2 ـ تصفية المطلق سراحهم
أطلقت ألمانيا في منتصف السبعينات سراح قاتلي الرياضيين الاسرائيليين الاحدى عشر. أخذت إسرائيل نفس وقتلتهم واحدا واحد. هذا بالضبط ما يجب أن نقوم به حاليا. ليس الجميع، بالتأكيد ليس دفعة واحدة، لكن بالتأكيد لإغلاق الحساب. يوجد بذلك مانع للمستقبل أكثر من معاقبة عن الماضي، لأن التجربة والمنطق يشيران إلى أننا نتحدّث عمن سيعود سريعاً جداً لقيادة المنظمات الإرهابية ويسارع إلى تخطيط وتنفيذ عمليات تخريبية ضد إسرائيليين أبرياء. لذلك، يجب أن يكونوا في قمة لائحة أهداف التصفية.
ومرة أخرى: هذا لا يمنع في الحقيقة صفقات مستقبلية، إذا لا سمح الله كان هناك حاجة إليها. طالما أن هذا الأمر ربما يجعل بعض "المخرّبين" يفكّرون انه في الحقيقة من الأفضل لهم الحياة في السجن الإسرائيلي، على الخوف في كل لحظة من أن صاروخ سيفتتهم إلى شظايا.
3 ـ الحفاظ على ضبط النفس
أفيفا ونوعام شاليط قاموا بالضبط بما هو مطلوب منهما كأهل: قلب السماء والأرض من أجل ابنهم. إلا أن من ينظر جانبا يجب أن يسأل نفسه،

هل الحملة الشعبية الدولية المستمرة لم تؤدي إلى رفع الثمن وتأخير الصفقة. من المناسب التذكير اننا هنا نعمل من أجل حياة إنسان، التي لا تتأثر بالضبط من الرأي العام ومن اعتبارات ديمقراطية، ولا تسمح في الحقيقة لعائلات أسراهم بالاحتجاج والتظاهر. بالنسبة لنا، وفخرنا بذلك ـ أن حرية التعبير تسمح القيام بذلك.
المشكلة هي أنه، كما في كل مفاوضات ـ عندما ُيظهر طرف واحد حماسة لتنفيذ صفقة، يرفع الطرف الثاني الثمن. وما العمل، فهذه مفاوضات بكل معنى الكلمة. قرأت حماس الصحف، شاهدت الصور، سمعت المقابلات ـ وثبتت رأيها. في نهاية اليوم، حصلت تقريبا على كل مطالبها، وإسرائيل تنفذ الصفقة تقريبا بنفس الثمن الذي كان يمكن أن تنفذه قبل سنة – سنتين. من الممكن إذا، أن تحرز الحملة الإعلامية المؤثرة والتي تلامس القلب، بنسبة محددة عكس هدفها.
4 ـ لجم الإعلام
ترتبط هذه النقطة مباشرة بالنقطة السابقة. وسائل الإعلام تصرّفت على طول السنين بعدم مسؤولية، عندما شجعّت تقريبا بالإجماع كلمة السر " بأي ثمن". في السنة الأخيرة فقط، تقريباً، بدؤوا يصدرون مقالات سألوا فيها أليس الثمن المطلوب عالي كفاية وخطير كفاية، لكنهم بقوا أقلية.

العناوين، بما فيها المعلومات الإخبارية، كانت واضحة. وصلت الأمور إلى الذروة عندما قامت معاريف بتلاعب جريء، على شاكلة تركيب كلمة "النجدة" بخط يد غلعاد، من خلال رسالة ُأرسلت إلى عائلته، ووضعتها كعنوان أول لها.
إذا وعندما ندفع جميعنا ثمن هذه الصفقة، كثمن سابقاتها (أتمنى لو أكون مخطئاً)، جزء مهم من المسؤولية سيُلقى على وسائل الإعلام، لأنها دفعت بشكل بسيط متخذي القرارات للمصادقة على هذه الصفقة الخطيرة".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
صفقة شاليط – "واليوم التالي"
المصدر: "إسرائيل ديفنس ـ رونن كوهين"
لا شك أن الزعيمين من طرفي المتراس، سواء نتانياهو أو مشعل يحظيان اليوم بالتقدير والدعم الكبير من طبقات جمهور واسع على عملهما، فكلاهما اعتبرا وكأنهما نجحا بإحراز أقصى الإنجازات الممكنة في صفقة شاليط.
بالمقابل، طُلب من المؤسسة الأمنية في إسرائيل تنفيذ "فحص داخلي" سرّي ومعمّق، يركزون فيه على طرح المسألة الثاقبة: كيف ولماذا فشلنا في محاولة إنقاذ شاليط من سجن حماس لمدة سنوات كثيرة جدا؟! صحيح، ليس بمقدور الهيئات الأمنية أن تتجاهل وتستهين بدلالات وتداعيات صفقة شاليط، التي كما يبدو جزء منها سيجعل الأسد يربض الآن وفي المستقبل أمامها. بالحذر المطلوب سأحاول أن أفحص باختصار أين ولماذا فشل الجيش الإسرائيلي والشاباك في قضية شاليط.
الخطأ الأول يعود إلى رئيس الأركان السابق دان حالوتس الذي نقل في صيف 2006 بعد نحو أسبوع على عملية الاختطاف، مسؤولية وقيادة " ملف" شاليط إلى الشاباك. في الآونة الأخيرة كان هناك في الحقيقة تفوقا إستخباريا نسبيا معينا في قطاع غزة، لكن فعليا أدى هذا القرار البائس إلى وضع لم يتحمّل فيه الجيش الإسرائيلي مسؤولية "ملف" شاليط. باستثناء دعم استخباري، تخصيص وسائل ما والإفادة دوريا عن آخر التطورات، لم يفعل الجيش الإسرائيلي شيئا، حتى عندما مرّ وقت طويل وكان يبدو أن الشاباك يواجه "مأزقا"، لم يكن هناك حتى قائد رفيع واحد أراد أن ينقل المسؤولية إلى يدي الجيش، علاوة على ذلك، أولئك الذين طرحوا أفكارا من هذا النوع أُسكتوا.
الخطأ الثاني، الثالث والرابع يعودون إلى رئيس الأركان المغادر غابي أشكينازي. حالوتس في الحقيقة أخطأ لكن عملية اختطاف ريغف وغولدفاسر التي أدت إلى حرب لبنان الثانية وتبعتها لجنة فينوغراد ثم استقالته، لم تسمح له بالعودة لمناقشة قراره. مقابل ذلك، كان لدى أشكينازي فترة ولاية كاملة لتغيير القرار لكن كان يبدو أنه من المريح له إبقاء "البطاطا الملتهبة" بيدي الشاباك والتهرّب من مسؤولية جندي الجيش الإسرائيلي الذي خُطف لتنفيذ عملية عسكرية.
الخطأ الثالث الذي يُسجّل ضد أشكينازي هو حول مقولته العلنية إنه لا يوجد أي طريقة عسكرية لتحرير جلعاد، لأن، مقولة من هذا النوع مناسبة فقط لأولئك الذين يتحمّلون مسؤولية "ملف" شاليط، لأولئك الذين حاولوا وفشلوا، وبالطبع ليس لأولئك الذين وقفوا ونظروا إلى الشاباك بطرف عيونهم.
الخطأ الرابع من جانب أشكينازي كان، عدم استغلال عملية "الرصاص المسكوب" لتنفيذ عملية إنقاذ شاليط حتى وإن كانت هناك معلومات إستخبارية كتلك التي تتطلب على الأقل القيام بمحاولة ما في هذا الشأن. لأن عملية "الرصاص المسكوب" أدّت إلى تغييرات كثيرة في جانب حماس، فإن الخطأ الخامس يعود إلى "أمان" وبالأخص إلى رئيس "أمان" ورئيس شعبة البحث السابقين اللذين أطلقا التهديدات إلى قادة المؤسسة الأمنية والسياسية من خلال رفضهما بشكل أساسي عملية عسكرية من خلال خطة "مساومة" (على شاكلة مصطفى الديراني") لكي لا تتضرر "إنجازات" عملية "الرصاص المسكوب". تُلقى عليهما أيضا مسؤولية الفشل الإستخباري رغم حقيقة أنهما لم يتحملا مسؤولية "ملف" شاليط.
أما الخطأ السادس والأخير فيعود إلى الشاباك، الذي كان يجب عليه المبادرة لإعادة المسؤولية عن "ملف" شاليط إلى الجيش الإسرائيلي، بعد أن فشل لسنوات في محاولة تحديد مكانه. يعود الفضل إلى الشاباك في المسؤولية، القيادة، المحاولات الدائمة والأفكار التنفيذية التي أظهرها بأفضل طريقة. هكذا انتهى الفصل الكئيب لقضية شاليط والفشل المدوّي للمؤسسة الأمنية ولا سيما لكبار الجيش ووزير الدفاع. في أساس الفشل لم تقف الأخطاء الكثيرة مثل الجانب القيمي، الأخلاقي والقيادي للتهرب من مسؤولية مصير جندي الجيش الإسرائيلي. لا أحد من كبار الجيش استطاع أن يقف أمام جلعاد ويقول له لقد عملنا كل ما بوسعنا كي ننقذك من الأسر، أيضا لم نقم بالقليل من أجل الحقيقة، يستحسن ألا ينظروا في عيون جلعاد تماما كما امتنعوا عن تحمّل المسؤولية منذ اختطافه وحتى هذا اليوم.
في نظرة إلى المستقبل، ما هي المخاطر الكامنة في صفقة شاليط؟
من جهة حماس، من الصعب رؤية خطر أمني الذي هو نتيجة مباشرة للصفقة، فمنذ الانفصال (2005) ولا سيما بعد الانقلاب في القطاع (2007)، حصلت تغييرات عديدة في هيكل القوة البشرية لحماس في قطاع غزة. لقد تعاظمت هذه المنظمة وأسست قوتها على وحداتها العسكرية، الوسائل القتالية المحسنة (مع التأكيد على تشكيل القذائف الصاروخية والمضاد للدروع) وخطط العمل في حالات التصعيد. من الصعب افتراض أنه سيكون للمخربين المسرّحين، بما فيهم المسؤولين الكبار مساهمة عسكرية مهمة، لأن معظمهم يعودون إلى الجيل القديم في حين كانت حماس ترفع شعار العمليات الانتحارية. كذلك ثمة شك من أن يكون لأولئك الذين سيسرحون إلى منطقة يهودا والسامرة مساهمة ذات تأثير حقيقي، فهم سيكونون تحت إشراف الأجهزة الأمنية الفلسطينية والشاباك والجيش الإسرائيلي.
قد تؤدي بهم خبراتهم الكثيرة في الماضي والتي جمعوها في السجن الإسرائيلي إلى تنفيذ عملية نوعية وناجحة، لكن بحسب تقديري هذا لا يعني بالضرورة انه سيؤثر على التوجهات الإيجابية في السنوات الثلاث الأخيرة في يهودا والسامرة وعلى استقرار السلطة الفلسطينية بقيادة أبو مازن وفياض.
يمكن الافتراض أن العلاقة بين ناشطي حماس الذين بقوا في السجن الإسرائيلي وبين حماس في غزة، في يهودا والسامرة وفي سوريا ستتعزز أكثر من الماضي وستساهم في تعزيز القدرة على تنفيذ عمليات، كذلك ينبغي الافتراض أن الناشطين المحررين سيُدرجون في مناصب ذات تأثير في التشكيل العسكري في غزة، في الخلايا المتنافسة في يهودا والسامرة وفي القيادة الداخلية في دمشق، لكن ليس عبثا تشكيل توجه مؤثر جوهري على الواقع الحالي. الخطر الأساسي بتقديري يكمن في عدم تحرير مروان البرغوتي، قائد تنظيم فتح في يهودا والسامرة.
البرغوتي من جهته علّق آمالا كبيرة على صفقة شاليط بسبب قربه الشديد  من ناشطين كبار في حماس، آرائه المقربة منهم وزعامته وسط الجيل الشاب الفلسطيني. خيبة البرغوتي الشديدة قد تؤدي به إلى تنفيذ أعمال عنف بواسطة ناشطي التنظيم الشبان في أنحاء يهودا والسامرة، سواء مقابل المستوطنات اليهودية في المنطقة أو مقابل الجيش الإسرائيلي. علاوة على ذلك، قد يقود البرغوتي في المستقبل تمردا ضد قيادة السلطة بسبب ضعفها أمام إسرائيل ووضعها بعد تطبيق صفقة شاليط، في هذه الحالة كل ما عليه فعله هو رفع  "غطاء القدر الفائر الذي يطبخون فيه" شبان فتح منذ انقلاب حماس في غزة وخصوصا منذ عملية "الرصاص المسكوب" وتوجيهه نحو أبو مازن، فياض وإسرائيل.
وفي الخلاصة، صفقة شاليط لا تشكّل عموما خطرا أمنيا مهما على مستقبل إسرائيل. لأن ناشطي حماس سيكونون تلقائيا تحت المراقبة وتوصيتي هي أن يلتفتوا إلى مسألة البرغوتي واستقرار فتح والسلطة الفلسطينية. بالنسبة للجيش الإسرائيلي ولوزير الدفاع، يبدو أنه سيكون عليهم القيام بعمل صعب لاستعادة  ثقة الجمهور بمقولة "فلتعرف كل أم ماضيها...".
ملاحظة: رونن كوهين عقيد في الاحتياط، تولى سلسلة مهام في أمان وفي وحدات الميدان وفي قسم الابحاث: رئيس الساحة الجنوبية، رئيس ساحة الإرهاب ونائب رئيس القسم. ضابط استخبارات فرقة في الشمال، رئيس فرع استخبارات للقوات الخاصة في سلاح الجو وضابط الاستخبارات لقيادة الوسط. جمع خبرة تنفيذية واستخبارية في الساحة اللبنانية والفلسطينية".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مصدر أمني اسرائيلي: ليس لدي تفسير للقرار
المصدر: " القناة السابعة ـ يشاي غروف"
" أوضح مصدر امني اسرائيلي في منصب رفيع المستوى في الجيش الإسرائيلي، الذي كان مسؤولا وشريكا في اعتقال مخربين كثيرين وجلبهم إلى السجن الإسرائيلي، أوضح في مقابلة مع القناة السابعة لماذا صفقة شاليط سيئة وخطيرة على إسرائيل.
قال المصدر: "ضمن الصفقة سيتم تحرير 1000 قاتل مقابل جندي واحد مهم جدا وعزيز علينا، لكننا يجب أن نذكر أننا أرسلنا جنود كثيرين،

بذلوا جهودا كثيرة-بما فيها دم جنودنا الذي سُكب، من أجل إحضار هؤلاء القتلة إلى خلف القضبان".وأضاف،" إذا أجرينا حساب كم جندي ضحينا من اجل اعتقال هؤلاء القتلة، يبدو أن دم الكثير من الجنود سُفك أثناء القبض على المخربين في حين أن جندي واحد موجود في الأسر".
وأشار أيضا إلى أنه يوجد لدينا تجربة مع صفقات تحرير مخربين، "في الصفقات السابقة ثبت، أن المخربين المحررين يعودون إلى دائرة الإرهاب. أكثر من مرة اعتقلنا مخربين كانوا في السجون الإسرائيلية. هذا يعني أنه لاحقا سنضطر إلى تعريض حياة جنودنا للخطر من اجل جلب القتلة إلى السجن الإسرائيلي ومن ثم تحريرهم في صفقة.
ولخص المصدر كلامه بالقول، "بكل المقاييس هذه الصفقة تشكل خطرا على الشعب اليهودي. ليس لدي تفسيرا لقرارات من هو مسؤول عن أمن الدولة".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يوسي بيلد: لا يوجد فرصة اخرى لتحرير جلعاد شاليط الا عبر صفقة التبادل
المصدر: "القناة الاولى "
" قال الوزير الاسرائيلي يوسي بيلد في معرض تعليقه على صفقة تبادل جلعاد شاليط بأسرى فلسطينيين، أن  رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو علّل براهينه وتوصياته فيما يتعلّق بهذه الصفقة وبعد ذلك سمعنا من كل الأذرع الأمنية، والشاباك والجيش، وجهات أخرى كانت مشتركة بجلب هذه الصفقة لنهايتها، لقد كان النقاش جدّياً للغاية، ويبدو لي بأن هذه هي المرة الأولى التي يخلق فيها نقاش يكون كل وزير فيه إلى جانب طاولة الحكومة البارحة مساءً يجد حاجة للتعبير عن موقفه وفي نهاية اليوم أوصل هذا إلى تصويت بعد ساعات طويلة من المناقشات والتساؤلات حيث طُرحت العديد من التساؤلات من جانب الوزراء.
وتابع بيلد عندما أقول إنّه قد لا تسنح لنا فرصة أخرى لاطلاق سراح جلعاد شاليط، ورغم أنّ جلسة الحكومة كانت مغلقة فسأقتبس جملة واحدة، أنا قلتها في الجلسة ، وهي إن لم نتمكّن من اتخاذ قرار اليوم، من الممكن أن لا نتمكن من ذلك أبداً، لماذا؟ فلننظر من حولنا ما الذي يجري في مصر؟ عدم الاستقرار مصر، وكما يُقال بأنّ المصريين سيكونون شركاء، أين سنجد أنفسنا بعد شهر شهرين، فترة قصيرة، أيّة مصر ستكون؟

ما الذي سيحدث في سوريا في حال تأثير بقاء القيادات، على الأقلّ الجانب السياسي لحماس هناك، وبعبارة أخرى كلّ عدم الاستقرار هذا، هو أحد العوامل التي أدركناها، فضلاً عن أنّ هذه ستكون صفقة صعبة جدّاّ، بيد أنّها ما كانت لتكون أقّل صعوبة لو كان بالإمكان التحدّث عن ذلك منذ سنة، وأعتقد بأنّنا قمنا بالصواب، تصرّفنا بمسؤوليّة ، ففي نهاية النهار كان يتوجّب علينا إعادة غلعاد شاليط إلى بيته، من وجهة نظري ربما هذا مبالغ فيه ولكنه رأيي، تلك كانت الفرصة الأخيرة لمحاولة إعادة غلعاد إلى بيته.
وشدد بيلد على أن كلّ عمليات التبادل في الشرق الأوسط أوصلتنا، وبالطبع أنا وغالبيتنا إلى إدراك ما هو صائب الآن وما هو ممكن الآن، ربما يكون أمراً مستحيلاً بعد شهر أو شهرين, رغم أنّنا ندرس مطالب كتلك أو غيرها، وعمليّاً، على ضوء التطوّرات من الممكن أن نفقدها.
وختم بيلد: اليوم هناك أمران, سمعتهما من رئيس الشاباك وهو يتحدّث, بالمناسبة, هما جزء استثنائيّ في كلّ هذا الموضوع, وأنا أقدّر بأنّه يحترم ذلك, نحن دولة قويّة, لكن حسّاسة جدّاً أيضاً، وهذان الامران لا يتعارضان, وعندما يقول رئيس الشاباك, وعندما يقول القائلون, رؤساء الاجهزة  الأمنيّة الأخرى بأنّ لدينا القدرة على المواجهة غير الممكنة فعندما تكون دولة إسرائيل مهدّدة من قبل 100, 500 أو 600 مخرّب من الّذين نطلق سراحهم, هذا لا يهدّد وجودنا, يوجد في ذلك مشكلة أمنيّة تكمن بأنّه من الممكن أن يعمل جزءٌ من هؤلاء المُطلق سراحهم والمبعدين ضدّنا مجدّداً, نحن خبراء أقوياء بما فيه الكفاية من أجل مواجهة ذلك وهذا ما يرجّح كفّة الميزان، هذا لا يعرّضنا للخطر".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يوم السبت:لقاء حاسم قبيل تنفيذ صفقة شليط
المصدر: "موقع walla الإخباري ـ أمير بوحبوط"
" تلتقي مصادر في المؤسسة الأمنية يوم السبت مع مصادر إستخبارية مصرية,للإتفاق على لائحة الأسماء الكاملة والنهائية لـ450 أسير سيطلق سراحهم في المرحلة الأولى,والتي يعمل عليها بقدم وساق في جهاز الامن العام "الشاباك".بعد تنسيق اللائحة مع رجال حماس بوساطة مصرية,ستنشر اللائحة في الإعلام وذلك لتمكين الجمهور الإسرائيلي من تقديم الاعتراض ضد الصفقة لمحكمة العدل العليا وإجراء المداولات القضائية في الموضوع.قال مصدر كبير في المؤسسة الأمنية أنه من المفترض أن تنسق الأطراف في اللقاء ,الموعد الدقيق الذي سيعاد فيه شليط.وتحديد المكان.
بعد تحديد الموعد والمصادقة القضائية سيوقع الأسرى المحررين قبل خروجهم على وثيقة يعلنوا فيها بأنهم لن يعودوا للأعمال الإرهابية في المستقبل.وقد أوضح رئيس الشاباك يورام كوهين أن هذه الوثيقة يمكن أن تستخدم في المستقبل كورقة مساومة وكقاعدة قانونية لمنع إعادة السجين الى بيته في حال تم طرده,أو لمنع مغادرته الى الخارج خلال الفترة التي تزيد عن المدة المحددة في الصفقة.
في غضون ذلك, قبيل العودة المزمعة لجلعاد شليط من الأسر, وصل مساء أمس الخميس,رئيس هيئة الأركان بني غانتس لزيارة منزل عائلة شليط في متسبا هيلا, وأكد مصدر في وزارة (الحرب) اليوم أنه بدون تأييد غانتس فإن صفقة شليط لم تكن لتخرج الى حيز التنفيذ.
في المقابل, يواصل وزير (الحرب) إجراء تقدير وضع فيما يتعلق بإطلاق سراح السجناء الفلسطينيين في الصفقة وفيما يتعلق بالسيناريوهات التي من المتوقع أن تحصل في منطقة الضفة الغربية. وقال باراك في أحاديث مغلقة أن "الجيش الإسرائيلي عليه أن يكون مستعد لكل التطورات في مناطق الضفة الغربية في الفترة الحالية.الجيش الإسرائيلي سيقوم بكل ما هو ملقى على  عاتقه لإحتواء إنعكاسات ونتائج هذه الصفقة في الميدان".
أضاف مصدر أمني بارز أن باراك سيوافق على الخطة الأمنية التي أُعدًّت قبيل تحرير السجناء وإطلاق سراح شاليط بعد عرض خطط الجيش والمؤسسة الأمنية. وأكد المصدر أيضًا أن المؤسسة الأمنية ستكون في وضع جهوزية في الفترة القريبة للتأكد بأن ليس هناك نية لإفشال الصفقة, ولمنع التصعيد في مناطق السلطة في أعقاب تحرير الأسرى.
التقدير: إسرائيل ستطلب إشارة حياة من جلعاد
وبحسب التقديرات, قبل أن تنفذ الصفقة, ستطلب المؤسسة الأمنية إشارة حياة جديدة من جلعاد شليط. ويرفضون في المؤسسة الأمنية التطرق للموضوع, لكنهم أكدوا أن المصادر الإستخبارية المصرية بذلت وتبذل جهودًا كبيرة لإقفال الصفقة وتخفيف مستوى الضغط بين إسرائيل وحماس.
المؤسسة الأمنية موجودة حاليًا في توتر كبير قبيل الإقفال النهائي للصفقة, وقالوا بأنهم مستعدون لكل سيناريو محتمل. وقال مصدر أمني بارز "ستكون هناك خشية من كلا الطرفين حتى  اللحظة الأخيرة بأن هناك شيء ما لن يحصل كما هو مخطط ولذلك مستعدون لكل السيناريوهات.

طالما لم تطأ قدما جلعاد أرض إسرائيل لن نتنفس الصعداء".
في مقابل الإستعدادات الأمنية للصفقة,تستعد الأجهزة الطبية لإحتمال بأن يحتاج جلعاد للعناية الطبية عند عودته من الأسر, وقد أوضح ضابط كبير في الإحتياط من سلاح الطبابة أن مصادر كبيرة في السلاح بالتنسيق مع المؤسسة الطبية في إسرائيل تستعد لإحتمال بأن يحتاج شليط لنقله الى المستشفى لتلقي العلاج. وأوضح الضابط أنه "على الأقل حتى الساعة الأخيرة الوضع الصحي والنفسي لشاليط غامض".
وقد ألمح رئيس الشاباك يورام كوهين بالأمس بأنه غير معروف لدى المؤسسة الأمنية ما هو وضع جلعاد الصحي"نحن نأمل بأن نجد جلعاد شليط معافى جسديًا ونفسيًا".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يعلون يهاجم نتنياهو على صفقة تبادل الأسرى
المصدر: "موقع القناة العاشرة "
" شاب جلسة الحكومة العاجلة التي جرت يوم الثلاثاء والتي صادق فيها الوزراء على صفقة تبادل الأسرى مقابل غلعاد شليط التوتر، ويوم أمس الخميس نشرت تفاصيل إضافية عن ما جرى فيها. نائب رئيس الحكومة ووزير الشؤون الإستراتيجية، موشيه يعلون، هاجم الوزراء وحذر أن إطلاق سراح المخربين سيؤدي إلى قتل عشرات الإسرائيليين الآخرين.
أنا انظر إلى الموضوع  بحذر كبير، لأننا نتعامل مع أسس إنسانية. القلب يقول نعم لكن العقل يقول كلا. في هذا النقاش لا يجب علينا النظر فقط من جانب عائلة شليط على الرغم من أن الألم كبير، ولا من جانب المتضررين من الإرهاب الذين المهم هم أيضا كبير. القرار المفترض أن نتخذه للتوصل إلى إنقاذه وإطلاق سراحه، سيؤدي إلى إطلاق سراح أكثر من 1000 مخرب. ينبغي أن يكون واضحا لنا، من خلال تجربتنا، أن المخربين الذين سنطلق سراحهم اليوم سيتسببون بقتل عشرات وربما مئات الإسرائيليين. عدد كبير من المخربين يعودون إلى سابق عهدهم".
وأضاف يعلون، الذي كان في السابق رئيسا للأركان، "تنفيذ الصفقة سيشكل انتصار كبير لحماس، ومن ناحيتنا هذا خضوع للإرهاب. تنفيذ الصفقة سيؤدي إلى إلحاق ضرر كبير بالردع. نحن ملتزمون بحماية غلعاد شليط وإعادته إلى المنزل، لكننا ملتزمون أيضا بالدفاع عن حياة مواطني إسرائيل".
رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، أنصت إلى تصريحات الوزراء وفي النهاية تطرق إلى كلام يعلون. فقد أجاب انه لا يمكن ضمان عودة أي شخص من المطلق سراحهم إلى الإرهاب، لكن حسب كلامه، أنهم من داخل السجون يديرون عمليات. "هناك دول لم تعتد إجراء مفاوضات مع خاطفين ويمكن التحدث عن هذا بكل ما يتعلق بالمستقبل، لكن هنا الأمر يتعلق بإرث أخذناه من الحكومة السابقة ولا خيار".
يعلون كان بين الوزراء الثلاثة الذين عارضوا الصفقة سوية مع أفيغدور ليبرمان وعوزي لانداو، لكن قبل تصويته أعلن انه سيمنح الصفقة تغطية من خلال المسؤولية  الجماعية كوزير في الحكومة".

14-تشرين الأول-2011
استبيان