المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


أخبار العدو

المقتطف العبري ليوم الأحد: يستعدون لعملية خطف جديدة..


عناوين الصحف وأخبار وتقارير ومقالات مترجمة من صحافة العدو

صحيفة "يديعوت احرونوت":
ـ لفني عن صفقة شليط: "اسرائيل ضعفت".
ـ أبي، اريك شارون – مقاطع من سيرة جديدة عن ارئيل شارون بقلم ابنه جلعاد.
ـ طابور لمشاهدة جثة القذافي.
ـ على جثته الميتة.
ـقصة أبي.
ـ اللقاء الذي سيحرج ابو مازن: "اذا نشر هذا سأموت".
صحيفة "معاريف":
ـ الاب قاد طائرة رون اراد، الابن أعاد جلعاد الى البيت.
ـ يقفون في الطابور لمشاهدة جثة القذافي.
ـ نهاية اسبوع على جلعاد: نزهة الى البحر ولعب البينغ بونغ.
ـجلعاد تلقى وجبة دجاج واحدة في الاسبوع وخسر عشرة كيلو غرامات.
ـ طاغية في ثلاجة اللحوم.
ـ  مال القذافي: 200 مليار دولار.
ـ تخوف في القدس: خسرنا الغابون.
ـ التقدير: غرابل سيتحرر في غضون اسبوعين.
ـ قلق في تركيا من مناورات اسرائيل وقبرص.
صحيفة "هآرتس":
ـ اليوم في تونس: انتخابات اولى للربيع العربي.
ـ 43 حريقا في ارجاء الجليل الغربي؛ الاشتباه في خدمات الاطفائية بموجة احراق متعمق.
ـالبحث الاكثر شمولا حتى الان: لا صلة بين استخدام الخلوي وسرطان الدماغ.
ـ اوباما: الولايات المتحدة ستترك العراق حتى نهاية السنة.
ـ الحزب الاسلامي قد يفوز باغلبية الاصوات في تونس.
ـ الفلسطينيون رفضوا الاقتراح الاسرائيلي لتجميد البناء في الضفة.
صحيفة "اسرائيل اليوم":
ـ باراك: الصفقة صحيحة، من الان فصاعدا قواعد جديدة.
ـ جلعاد شارون: أنا اقترحت خطة فك الارتباط.
ـ الطابور الى الجثة.
ـ "جلعاد اراد رؤية البحر".
ـ بيرتس: كادت تكون صفقة بعد اسبوعين.

أخبار وتقارير ومقالات

التفاهمات التي لم يتم التوقيع عليها
المصدر: "يديعوت أحرونوت ـ اليكس فشمان"
" صفقة شليط لم تنته. يُصر متحدثون رسميون في اسرائيل في الحقيقة على أنه ليس للصفقة أية ملاحق سرية ـ مكتوبة وموقع عليها ـ لكن الحياة أقوى. فالماء يتسرب الى المكان الذي يحدث فيه صدع. اذا ربما لا تكون الامور مكتوبة لكن توجد تطورات اقليمية، وتوجد تفاهمات، وتوجد حركة ضعف اسرائيلي تُملي اجراءات.
ان أبرز ملحق بعقب صفقة شليط هو الاستمرار في جعل الحكم العسكري المصري أمر لا يُمس به. ان حماس الخارج التي تبحث عن بديل عن دمشق، ترى مصر قاعدة أما تناسب حاجاته، هذا الى أن الانتقال الى القاهرة يعني اتصالا مباشرا بالقطاع. والمصريون لا يعشقون هذه الفكرة لكن يجب على النظام ليرضي الاخوان المسلمين ان يتظاهر على الأقل بأنه يناضل من اجل حماس.
واسرائيل من جانبها ستضطر الى ابتلاع ضفادع، كل ذلك كي لا تمس بمكانة المجلس العسكري المصري. وهذا شرك دخلته الحكومة بعيون مفتحة مع صفقة شليط، وهي تدفع وستدفع بعد عنه. مثلا، اذا كانت حماس تعمل اليوم في سيناء التي هي ارض مشاع بحسب جميع الآراء، فلن تتجرأ اسرائيل على أن تشتكي للمصريين لئلا يُفسر هذا معاذ الله بأنه محاولة لاظهار عدم سيطرتهم على سيناء. واذا كان البدو يسدون بالنار المحور بين العريش ونتسانا ولا يُمكّنون من انتقال سلع من اسرائيل الى مصر وبالعكس، فان اسرائيل لن تشتكي كي لا تخزي المصريين بعجزهم.
وتوجد أمثلة لا تحصى اخرى. في العملية القادمة الموجهة على اسرائيل والتي ستخرج من مصر ايضا ـ ليس من الممتنع ان تكون قد أخذت تنضج – سنُبين لأنفسنا ان الناس الذين قتلوا عددا من الاسرائيليين هم مخلوقات مجهولة بلا هوية وبلا قومية.
في هذا الوضع يحسن ألا يتعجب أحد من ان الـ 550 الأسير الذين تُعدهم اسرائيل وجبة ثانية لن يكونوا الـ 550 الذين نوت الحكومة ان تعطيهم في الأصل، فقد أصبح يوجد اليوم "تبادل آراء" بين المشاركين المباشرين وغير المباشرين في الصفقة – من السلطة الفلسطينية الى الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة – يقولون ان هذه الوجبة يجب ان تكون جذابة لأبو مازن، بحيث تقويه وتقوي فتح في مواجهة انجازات حماس. وقد ولدت هذه الزيادة لعهد اولمرت حينما أفرجت اسرائيل عن مئات الأسرى، بعدة أقساط تفضلا على أبو مازن واستحثاثا له.
تمت التفضلات بحيث اختارت اسرائيل الأسرى وكانت هذه هي النية فيما يتعلق بهؤلاء الـ 550 الأسير. كان يفترض ان يتم تسليمهم الى مبارك مكافأة له على مشاركته وكان يفترض ان ينقلهم الى السلطة. وقد أصبحت ضرورة إرضاء أبو مازن الآن أعظم ولهذا يجب ان تشتمل قائمة المفرج عنهم على أسرى أصبحوا رموزا وطنية أو ممن حُكم عليهم بعقوبات سجن طويلة على نحو خاص.
ليس المصريون وحدهم هم الذين يريدون نصيبهم بل الاوروبيون والامريكيون ايضا. وهكذا وبرغم أنهم في اسرائيل يزعمون انه لا توجد في هذا أي تفاهمات، ستزيد في خلال مدة غير طويلة مرونة سياسة الانتقال بين غزة والضفة. سيحدث هذا لأن الرباعية ترسل منذ زمن بعيد بواسطة طوني بلير رسالة أن التصدير من القطاع سيقوي اقتصاده ويسهم في الاستقرار الاقليمي.
تريد اسرائيل الانفصال عن القطاع ونقل المسؤولية عنه الى المصريين والاوروبيين أو من يريد تحملها، لكن في حراك اليوم وفي الوقت الذي أصبحت فيه الرباعية مشاركة بقوة في جهود اعادة أبو مازن الى مائدة التفاوض، ستنكمش اسرائيل. وسيبدأ هذا باخراج بضائع من القطاع الى الضفة، وستبدأ بعد ذلك حركة الناس، وفي المرحلة التالية سيُطلب توسيع مناطق الصيد في غزة وهكذا دواليك. وهكذا بدل ان تنفصل اسرائيل عن القطاع ستجد نفسها تحتضنه مخالفة مصلحتها وارادتها.
سيحتفل أسرى حماس الذين بقوا في السجن ايضا. فلا شك، سواء وجد اتفاق مكتوب أم لا، في أن رتابة زيارات أبناء العائلات ستتجدد كما كانت من قبل وتندمج اندماجا جيدا بنوعية حياة الأسرى في السجن التي لا نظير لها".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ما عرفناه عن حماس
المصدر: " هآرتس ـ جدعون ليفي"
" قالوا لنا ان حماس عصابة متعطشة للدم؛ وقالوا لنا انه لا يوجد من يُتحدث اليه؛ وقالوا لنا ان استخباراتنا هي الأفضل في العالم وأننا نعلم كل شيء عن تلك العصابة القاسية (غير مشتمل ذلك على مكان أسر جلعاد شليط). وإن تعجب فعجب قولهم ان الحكومة الأكثر يمينية في تاريخ الدولة أجرت تفاوضا جديا مع هذه العصابة الأصولية، وتوصلت معها الى اتفاق جدي واذا لم يكن هذا كافيا ـ فقد تبين فجأة ايضا ان كلمة "العصابة" كلمة والاتفاق معها اتفاق. لكن تعالوا نُسكن النفوس فورا بالقول انه يمكن الاعتماد على "اسرائيل" ألا تفضي صفقة شليط الى أي تطوير للعلاقة بحماس. فالبحر نفس البحر، والعرب نفس العرب وحماس نفس حماس في نظر اسرائيل (والولايات المتحدة)، بعد الاتفاق ايضا.
يمكن الاعتماد على "اسرائيل" ألا تغير شيئا في تفكيرها، لأنه في ذروة صفقة الأسرى استمرت هنا، بكامل قوتها وقبحها، حملات غسل الأدمغة والتخويف والشيطنة وسلب الانسانية. فالأسرى الـ 1027 كلهم غيلان بشرية، والافراج عن كل واحد منهم، وفيهم سامي يونس ابن الثانية والثمانين، خطر يمشي على قدميه.
ان كل محاولة لفهم فرح عائلات الأسرى الفلسطينيين المحررين، وبعضهم بعد عشرات السنين من السجن، لاقت رشقات احتقار وزخات كراهية قومية: فلشليط وحده عائلة والفرح في "اسرائيل" وحدها. ان كل مقدم برامج في التلفاز أطلق لسانه بكلام بذيء ازاء احتفالات الفرح في غزة. تخيلوا فقط ماذا كان سيحدث لو أن تالي أخبار واحدا حاول ان يقول العكس وهو انه ربما يكون حسنا ان يسود الفرح لاول مرة في الآن نفسه، في غزة ومتسبيه هيلا.
قُرن بعمود العار فورا كل من حاول ان يزعم ان الطرفين لهما دماء على الأيدي، وانه يوجد بين الأسرى الفلسطينيين ايضا من حُكم عليهم بعقوبات سجن قاسية ليس فيها أي تناسب، وان ظروف سجنهم أصعب من ان تحتمل ايضا، بلا عطلة أو مكالمة هاتفية واحدة مدة عشرات السنين، ومن غير زيارات العائلة احيانا مدة سنين؛ وانه يمكن في "اسرائيل" قتل سبعة فلسطينيين والخروج لعطل متوالية، وانشاء عصابة ارهاب يهودية سرية والتحرر في طرفة عين، وتحطيم جماجم مخربين مقيدي الأيدي وأن تحظى بعفو بلا محاكمة. في دولة القانون تلك، من نقل مخربا قبل ثلاثين سنة يجب ان يمكث في السجن مؤبدا، ومن قتل فلسطينيين يُعفى احيانا حتى من المحاكمة. ان جميع الأسرى المحررين الـ 1027 هم "قاتلون". فهل سمعتم مرة عن "قاتل يهودي"؟ عامي بوبر مثلا؟.
ان يورام شكولنك ـ وهو ليس "قاتلا" ـ قتل فلسطينيا مقيدا وأُفرج عنه بعد أقل من ثماني سني سجن. واسرائيلي آخر هو كريم يونس الذي نقل ماهر يونس الذي قتل جنديا، ما زال يمكث منذ 29 سنة في السجن، بلا عطلة واحدة وبلا مكالمة هاتفية واحدة وحتى من غير أن تُحدد عقوبته. ومثله ايضا الاسرائيلي وليد دقة الذي لا يمنحونه حتى ان يخلو بزوجته. فمن يتجرأ على ذكر هذا في بحر مديح الذات.
تأثر القلب عندنا كثيرا بمشاعر العائلات الثكلى التي قتل المخربون الذين أُخلي سبيلهم في الصفقة، أعزاءها، فماذا عن العائلات الفلسطينية الثكلى التي قتل أعزاءها اسرائيليون، ولم يُحاكم قاتلوهم أو مكثوا فترات سجن تثير السخرية؟ ما الذي يفترض ان تشعر به؟ إياكم حتى وأن تسألوا.
في خضم موجة الفرح الاسرائيلية المفهومة والمحقة كان هناك مكان لأن نوجه ولو للحظة نظرة انسانية نحو الجانب الثاني ايضا. فهناك ايضا يوجد بشر وفيهم فريق من الأسرى وأبناء عائلاتهم، ذوو مشاعر وحقوق. كان من المناسب ألا يُفرج عن بعض هؤلاء الأسرى أبدا، لكن يوجد بينهم ايضا من كان يجب الافراج عنهم منذ زمن لو أنه سادت المساواة جهاز القضاء الاسرائيلي ولو أنه ايضا سادت الحكمة لوجب جعل الصفقة أداة لتغيير الجو. ماذا كان سيحدث لو أُفرج مثلا عن حفنة الأسيرات اللاتي لم تشتمل عليهن الصفقة خطأ؟ وماذا كان سيحدث لو أُفرج ايضا عن مروان البرغوثي واحمد سعدات تفضلا على المعسكر المعتدل؟ وماذا تستطيع "اسرائيل" ان تقول لمن يدعون الآن الى معاودة اختطاف جنود؟ أأنه يوجد احتمال لأن يُفرج عن الأسرى المؤبدين الفلسطينيين بطريقة اخرى؟.
ان من يُثر في "اسرائيل" هذه الاسئلة المثقلة فالحكم عليه واحد. فنحن تكفينا حقيقة واحدة، واحدة ووحيدة ليس غير".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يستعدون للاختطاف السابق
المصدر: "هآرتس ـ أمير اورن"
" ان الدعوى التي توجه على الدوام على الجيوش التي تستعد للحرب السابقة، صحيحة لكنها تظلمها. فالماضي القريب هو أساس المعطيات والفكر. واذا كانت الواقعة المهمة الاخيرة قد اعتبرت فشلا وعُين في أعقابها لجنة تحقيق، حللت الظروف وصاغت توصيات، فان المسؤولين ـ ورثة المسؤولين السابقين الذي تم عزلهم – سيتمسكون بتقرير اللجنة والتمسك بدرع واقية. فالمنظمة بطبيعتها محافظة ولا يمكن تغييرها إلا من الخارج.
ان لجنة شمغار في شأن الاختطافات خارجة عن الجيش واعضاؤها الثلاثة كلهم مدنيون ـ في الحقيقة ان اثنين منهم جنرالان متقاعدان، العميد مئير شمغار واللواء عاموس يارون ـ لكنها تجسد استعدادا للاختطاف السابق. ان حسن نصر الله واحمد الجعبري لم يشهدا أمامها.
كان القاضي المتقاعد شمغار في حرب يوم الغفران المستشار القانوني للحكومة. وقد تحفظ آنذاك من تقرير لجنة أغرينات وأيد الانتقاد الذي وجهه على اللجنة رئيس هيئة الاركان المُبعد دافيد (دادو) اليعيزر، لكن تقرير أغرينات أصبح معيار علاقة ورثة دادو في هيئة الاركان العامة بالمستوى السياسي.
تناولت لجنة تحقيق المجزرة في مغارة الماكفيلا برئاسة شمغار فشل "الشباك" في الانذار بتدبير باروخ غولدشتاين. وبازاء صعوبة تحديد قائم بعملية واحد، اعتمدت لجنة شمغار (الاولى) اقتراح "الشباك" استعمال منظمات ـ ممغنِطة تجذب اليها أشباه غولدشتاين التالين، برئاسة عملاء مثل أفيشاي رفيف. واضطرت لجنة شمغار (الثانية) للتحقيق في مقتل اسحق رابين، الى مواجهة واقع نشأ بمباركة لجنة شمغار الاولى.
تحاول لجنة شمغار الحالية ان تُعد مُركبا قانونيا (شمغار)، وعسكريا (يارون) وقيميا (آسا كشير) يقيد يدي اسرائيل بقيود كلامية. وهذا اجراء يميز المعيِّن اهود باراك، من غير احتمال حقيقي للتأثير في الطرف الثاني ـ حماس وحزب الله وايران وشركائها ـ فهناك يعلمون ان الفم الذي يحظر هو الفم الذي يبيح ايضا.
من غد جلاء الجيش الاسرائيلي عن لبنان في أيار 2000، هدد رئيس الحكومة ووزير الدفاع باراك بأن يضرب بشدة من يتجرأ على التعرض لاسرائيل. وسمع نصر الله واستهزأ وأمر باختطاف الجنود الثلاثة في مزارع شبعا. وحرق باراك نابه وضبط نفسه. وكانت لديه ذرائع مدروسة لعدم الوفاء بكلامه. واستمرت الاختطافات وبلغت ذروتها في الجنوب والشمال في حزيران – تموز 2006.
ان انجاز المختطفين الأكبر هو في اضطرار اسرائيل والجيش الاسرائيلي الى تغيير أنماط العمل. فبعد أن أخفى آسرو رون أراد إياه فُرضت قيود على طلعات تصوير سلاح الجو في لبنان خشية فقدان فرق جوية اخرى. وقد ارتفع أمن القوة الذي هو في واقع الامر في أدنى قائمة مباديء الحرب في الجيش الاسرائيلي، الى المكان الاول في الواقع قبل "التمسك بالمهمة في ضوء الهدف" – وهذه مفارقة تجعل دور الجندي الرئيس هو حماية الذات. فاذا "لقيت فاختبيء" أو "اذا لقيت فانجحِر" (فلو ان شليط ورفاقه في فريق الدبابة انجحروا لمُنعت الاصابات والاختطاف) بدل "اذا لقيت فاهجم".
ان تبجح رئيس "الشباك" يورام كوهين إذ ضمن للوزراء "احتواء الارهاب" الذي قد يزداد على أثر صفقة شليط، غامض. فهو لا يستطيع ان يتنبأ بأية صورة اختطاف أو عملية سيتحقق الشعور بالفخر والجرأة الذي نُفخ في أعداء اسرائيل. وفي الآن نفسه، من الغريب ان قضاة محكمة العدل العليا استهانوا بمقدار خطر القتلة الذي أعلنوا بأنهم سيعاودون القتل مع الافراج عنهم. فعلى أقل من هذا يُبقي قضاة محكمة الصلح مشتبها فيهم في الحجز. اذا تم الوفاء بالنذور فمن يتحمل المسؤولية ويستقيل؟ أرئيس الحكومة؟ أرئيس "الشباك"؟ أقضاة العليا؟.
لا حقيقة في الفرض الضمني وكأنه يتساوم طرفان متشابهان معنيان بنتيجة تُقاس بنفس المفهوم – الافراج عن أسرى – وإن يكن ذلك بقيم عددية مختلفة. فالصراع الحقيقي هو بين ارادات وبين آمال. ان المختطِف القادم قد يصمت، ويمتنع عن المطالب ويترك لعائلات المخطوفين وللمجتمع الاسرائيلي كله ان يصابوا بجنون عدم اليقين. قد يكون هدفه زرع اليأس ونقض التصميم الاسرائيلي وقد ينجح، بحسب الاختطاف السابق".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لا يفهمون العربية
المصدر: "معاريف ـ تسفي غباي"
" ما الذي يفصلنا عن العالم العربي بعد 63 سنة من النزاع؟ جواب محتمل على ذلك يوجد في كتاب "الهوة" الذي كتبه ايلي افيدار، رئيس استخبارات ورجل السلك الدبلوماسي. وبالفعل هوة تفغر فاها بيننا وبين العرب، في قسم منها نشأت بذنبنا، كنتيجة لعدم فهمنا العربية وعدم القراءة السليمة لعقليتهم.
زعماء اسرائيل تطلعوا الى حث سياقات السلام "على الورق" وباعوا للجمهور "احلاما غير واقعية". اسرائيل لم تتمكن من الفهم بانها توجد في الشرق الاوسط وليس في اوروبا وان عليها ان تتعلم كيف تعيش كلاعب اقليمي في هذه المنطقة. على اسرائيل أن تتحدث الى العالم العربي بلغته وليس من فوق رأسه. خروجنا الفزع من لبنان، في ظل هجر حلفائنا، صورنا في نظر العرب كمن يتملكنا الخوف وكمتهورين وعظم اعدائنا ـ حزب الله. خروجنا من قطاع غزة بشكل احادي الجانب، دون حوار مع قيادة الفلسطينيين، رفع حماس الى الحكم وسجلنا كرافضين للحوار.
عدم فهمنا للعالم العربي كبير. فوارق العقلية تسود بين الاسرائيليين والعرب. كتاب أفيدار، الذي يضع امامنا مرآة يظهر منها سلوكنا تجاه العالم العربي، بدأ باستعراض مشوق للقاء بين وزير الخارجية الاسبق شلومو بن عامي وبين وزير خارجية قطر حمد بن جاسم (11/12/2000). في اللقاء أعرب بن عامي عن استعداد لتنازلات كبيرة في المواضيع الجوهرية ـ القدس، الحرم واللاجئين. ولكن لمفاجأة الحاضرين الاسرائيليين، رد فعل وزير الخارجية القطري كان انه "لا يوجد احد في العالم العربي يمكنه أن يعلن عن نهاية النزاع!" لم نفهمه او لم نرغب في أن نفهمه خلافا لتطلعاتنا للاعلانات السلمية، والعرب يفضلون الاكتفاء بعلاقات هادئة وبمضامين عملية.
وكمن كان من أوائل الدبلوماسيين الذين وصلوا الى مصر في أعقاب التوقيع على معاهدة السلام، تبينت لي هذه الظاهرة. اسرائيل تطلعت الى رفع الاعلام، وابراز التواجد وانهاء المفاوضات بفعل تعاقدي ورسمي. وقعنا مع مصر قرابة ستين اتفاق تعاون (التطبيع) في مجالات مختلفة ومتنوعة، ولكن القليل جدا منها نفذ. الرئيس أنور السادات الذي وقع على معاهدة السلام لم يهتم بالاتفاقات بل تطلع الى ان يربي شعبه على علاقات سلام مع اسرائيل في مسيرة هادئة وطويلة.
نحن نعاني ليس فقط من عدم فهم العقلية العربية، بل وأيضا من انعدام الاطلاع العميق على تاريخ الشعوب العربية وبالاساس من عدم معرفة اللغة العربية، التي هي العنصر المركزي في رص صفوف العالم العربي. أعلنا عن "شرق أوسط جديد"، ولكننا لم نسأل العرب اذا كانوا معنيين بذلك. وهكذا استدعينا لانفسنا مظاهر الغضب والكراهية. لم نفهم باننا مسينا بالكرامة العربية. ينبغي الاعتراف بمشاعر العرب وفهم مخاوفهم من التغييرات السريعة، قبل الخروج بمخططات طموحة.
الدول العربية تدير سياسة دبلوماسية متنوعة ومليئة بالتضارب. زيارة رئيس وزراء الى عاصمة عربية او الاحتفال في ساحة البيت الابيض لا يغيران احساس العداء ويستبدلانه باحساس المحبة. العالم العربي مركب ومتنازع، كما تنعكس الامور يوميا امام ناظرينا.
الكراهية لـ"اسرائيل" هي القوة التي ترص صفوف العرب. الزعماء العرب استغلوا ذلك كمدخل لاشغال الرأي العام بالنزاع العربي ـ الاسرائيلي، ولم يحرصوا على مصالح شعوبهم. المثقفون العرب لاحظوا ذلك وثاروا في كتاباتهم وهكذا أثروا على شعوبهم. اما اليوم فان اسرائيل والموضوع الفلسطيني لا يقفان في رأس اهتمامهم. الاشتراط بين الانشغال بالنزاع العربي الاسرائيلي وبين الوضع السيء للشعوب العربية لم يعد مقبولا، مثلما تثبت ثورات "الربيع العربي". محللون عرب اشاروا الى أنه لو كرس الزعماء العرب اهتماما لكتب احتجاج المثقفين وقصائدهم، لكانت تعذرت مفاجأة "الهزة الارضية" الحالية في الشرق الاوسط.
علينا أن نفهم العالم العربي كي نغير ميل الاخفاقات التي نشهدها في السنوات الاخيرة. يجب التعامل باحترام مع العرب كي يتعاطوا معنا باحترام ويغيروا الفهم العربي بان زعماء اسرائيل هم عصبة أشرار. هكذا يحتمل بناء علاقات سوية بين الدول العربية واسرائيل،".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
جدل ايجابي في شاليط
المصدر: "هآرتس ـ بنياه عوز ـ زلتسبرغر"
" ان صفقة الافراج عن جلعاد شاليط هي أصعب امتحان نضج يجري الآن على المجتمع الاسرائيلي، حتى انه أصعب من احتجاج الخيام. ما زالت لم تسجل درجة فيهما لكنهما يشهدان بمسار نضج اسرائيلي عميق. فقد بينت اسرائيل باعتدال الاحتجاج المدني وإحكامه وبالشجاعة الشعورية التي تشتمل عليها الموافقة على صفقة شليط، بينت عن قدرتها على ان تسلك لا مثل الأمم السويّة فقط بل مثل واحدة من أكثرها اتزانا وحكمة.
ففي مقابل كل من يصبغ الجدران بشارة الثمن ويحرق المساجد آلاف من الناس يفكرون بالديمقراطية ويصنعونها. ان حكومة اسرائيل تعمل اليوم بازاء جمهور ذي علم، وكثير الاصوات ويحسن التعبير جيدا. والاسرائيليون دونما صلة بآرائهم في القضايا المختلف فيها، هم اليوم المجتمع المدني الأكثر نشاطا واتصالا في العالم.
ان قضية شاليط بالطبع تثير مشاعر قوية الى هنا وهناك. لكن الجوانب العقلانية للجدل خاصة أشد أسرا. توجد دعاوى ثقيلة الوزن لمؤيدي ولمعارضي الافراج عن ألف ارهابي مؤثم مقابل جندي واحد. وفي ظل عاصفة المشاعر التي تبلغ هنا وهناك درجة تأجيج الغرائز، يجري جدل اخلاقي حقيقي وعميق. وكعادة هذا الجدل في تاريخ الافكار، فان الطرفين يقولان كلاما ذا معنى. كان هيلل وشماي وعمانوئيل كانط وجون ستيوارت ميل يندمجون اندماجا ممتازا في هذا الاختلاف المبدئي.
باعتباري اؤيد قرار التبادل لاسباب مستمدة من نظرية العقل الاجتماعي ومن التراث الجمهوري – المدني، عندي احترام كبير لمن عارض الصفقة لاسباب راسخة في تصورات فلسفية اخرى. يستطيع الطرفان مثلا ان يعتمدا على المذهب المنفعي. ما هو امتحان النتيجة الصحيح، أضحايا المستقبل أم التكتل المدني؟ وما هي مكانة الفرد أهو لبنة في سور أم لب المجتمع؟.
لا يوجد حل مدرسة. ان جدلا عميقا بين مشاركين كثيرين يثمر حسما أفضل. وهذا بالتقريب ما قصد اليه التنائيون والأموريون وماركوس توليوس شيشرون وجون ستيوارت ميل.
يناقش فلاسفة في اكسفورد وبرينستون قضية وزن خطر موت ثوري لشخص معين حيال خطر موت في المستقبل لكثيرين مجهولي الهوية. والقضية عندنا واقع يتباحث فيها شعب كامل.
يمكن ان نتوقع في حب استطلاع مجيء فلاسفة اسرائيليين يكتبون فصولا جديدة في نظرية الاخلاق بناء على مشاكل العدل الكبيرة التي تتيحها لنا حياتنا. هذا ما كان في أثينا القديمة، وفي بريطانيا الحديثة في عصور سلفت. ويتطلب الوضع الاسرائيلي في القرن الواحد والعشرين ايضا تفكيرا فلسفيا جديدا. الفلسفة بمعناها الملح والحي والواقعي كما كانت في اليونان وبريطانيا كتلك التي ما تزال ملطخة برشاش الدم والوحل لكنها نقدية ومعللة.
تتلاقى هنا قضايا كثيرة جدا: ما هو الوزن النسبي للفرد والمجموع؟ وما الذي نُقتل كي لا يجوز وما الذي يجوز كي لا نُقتل؟ وما هي الهزيمة وما هو النصر؟ وتداعيات اخرى كثيرة مثل هل أحافظ أنا على أخي كي لا تبتهج بنات الغُرْل (غير المختونين). وهذا هو زوج تناقضات زئيف جابوتنسكي: في البدء كانت الأمة، وفي البدء كان الفرد.
في الوقت الذي يكون فيه بنات الفلسطينيين فرحات ويخرجن هناك في غزة في رقص حول أبطالهن القتلة، يمتزج عندنا الفرح بالحزن والخوف لكن بالفخر الصامت ايضا.
لأن الاختلاف نفسه كان شهادة تكريم لهذا المجتمع، فهنا ايضا عمل مبدأ دائرة المتحادثين. ومن المهم جدا أن يدوي جدلنا في شوارع عسقلان في وسائل الاعلام العالمية. وهو في أفضل حالاته جدل عميق وخلاق. وقضايا الحياة والموت ايضا تُبت هنا دائما تقريبا بواسطة اللسان لا بحد السيف. وهذا في الحقيقة جواب غير سيء عن سؤال من الذي انتصر".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
صفقة شليط هي بلا شك نصر معنوي اسرائيلي
المصدر: "اسرائيل اليوم ـ يوسي تتيكا"
" كسبت اسرائيل بصفتها مجتمعا أكثر كثيرا باطلاقها جنديا واحدا هو جلعاد شليط، من مكسب الفلسطينيين حتى لو كانوا يحتفلون باطلاق أكثر من ألف. وبرغم الثمن الذي دفعناه والذي هو أثقل من ان يحتمل – فاننا انتصرنا في المعركة على الروح المعنوية الوطنية والوعي الدولي.
لا شك في ان الاحتفالات العلنية لدى الطرف الثاني ستستمر اياما اخرى، وهي تشتمل على منصات ترفيه وخطب علنية لقادة حماس في محاولة لتعظيم ربح السلطة في غزة الى أبعد حد من هذا الاجراء، من قبل الرأي العام في الشارع الفلسطيني وفي العالم العربي كله. وفي المقابل جربنا جميعا تأثرا عظيما لكنه منضبط. لكن هل الصور أو قوة الاحتفال هي التي تحدد أي طرف كسب أكثر بالمعنى المعنوي وفخره القومي؟ لا حقا.
ما يزال الجدل في الجانب الفلسطيني في أنه هل كانت الصفقة جيدة أم لا، في أوجه. فهم يعدون الأسرى الذين لم يُطلق سراحهم، وسيزيد الانتقاد من قبل عائلات الأسرى الذين لم يُطلق سراحهم في الفترة القريبة. وفي خاتمة المطاف، سيظل فرحهم باطلاق سراح الأسرى محليا فقط، وسيبقى في غضون ايام من نصيب العائلات وحدها.
سيظل الباعث على اختطاف جنود كما كان – وسيكون لهم دائما باعث قوي على اختطاف جنود للافراج عن جميع الأسرى والمساجين في اسرائيل. لكن عشرات آلاف أبناء عائلات آلاف الأسرى الامنيين الذين ما زالوا مسجونين في اسرائيل يستطيعون ان يقولوا لهم ان هذا ليس سهلا جدا.
وسيستمر عندنا ايضا الجدل بين متخذي القرارات ووسائل الاعلام والخبراء المختلفين والاكاديميين في الثمن الذي تم دفعه، وهذا طبيعي. لكن لاطلاق سراح جلعاد شليط جوانب وطنية أوسع كثيرا من صور الايام الاخيرة. فبمجرد عودة جلعاد الى البيت كسبنا أجيالا من الشباب الذين يستطيعون ان يستدخلوا في الحقيقة الرسالة اليهودية التي هي "التكافل". لا يوجد اسرائيلي لم يمتليء فخرا لحقيقة كونه منتسبا الى هذا الشعب المستعد لدفع ثمن باهظ جدا لانقاذ نفس واحدة. لا تساوي آلاف ساعات التربية على الصهيونية وحب البلاد في المدارس الاجراء الواحد المؤثر الذي نفذته الدولة وهو اطلاق سراح جلعاد من الأسر.
بالمناسبة، من يتابع الصحافة الدولية يلاحظ كيف يتعجب العالم لهذا الكشف المحسوس جدا عن مفهوم "التكافل" هذا. وقد أعظمت صحفية كويتية الصنع إذ كتبت بصراحة: "طوبى لك يا جلعاد أن هذا هو شعبك". ومن المعقول ان نفترض انها كتبت هذا تحريضا على النظام القمعي وهذه نقطة ايجابية ايضا. لأن العالم كله ـ والعالم العربي ايضا ـ يأكله الحسد لمجتمعنا، وهو المجتمع المستعد لبذل كل شيء من اجل تقديس حياة واحد من أبنائه. ولهذا فبرغم الثمن الباهظ الذي دفعناه فانني أرى ان اسرائيل قد انتصرت بمعنى الوعي".

23-تشرين الأول-2011

تعليقات الزوار

استبيان