المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


أخبار العدو

"قصة أبي..(شارون بقلم ابنه جلعاد)": اللقاء الذي سيحرج ابو مازن: "اذا نشر هذا سأموت"


المصدر: "يديعوت أحرونوت ـ تسفيكا بروت"
" قبل ست سنوات تقريبا، بعد وقت قصير من وقوع رئيس الوزراء في حينه ارئيل شارون في غيبوبة، نزل ابنه جلعاد الى صناديق الاوراق والوثائق التي جمعها أبوه على مدى حياته. من قطع الاوراق تلك ولدت سيرة "شارون ـ حياة زعيم" التي صدرت هذا الاسبوع، وتنشر مقاطع منها هنا لاول مرة.
في كل منصب تبوأه ـ قائد في ميدان المعركة، نائب في الكنيست بل ورئيس وزراء ـ درج ارئيل شارون على أن يحتفظ لنفسه باوراق ووثائق: بطاقات تبادلها مع الزملاء، محاضر مداولات تاريخية وبالاساس الدفاتر الدائمة التي كان يحملها دوما.
لغرض كتابة الكتاب جند شارون الابن ليس فقط أكوام الاوراق التاريخية التي احتفظ بها أبوه، بل وأيضا أوراق زملائه: المقابلة مع الرئيس السابق جورج بوش في الغرفة البيضوية، رئيس وزراء بريطانيا طوني بلير وسلسلة طويلة من الشخصيات والمقربين الذين رافقوا شارون على مدى السنين. وصدر الكتاب هذا الاسبوع من دار هاربر كولينز في الولايات المتحدة، وفي اسرائيل ستباع نسخته العبرية باصدار دار نشر "مطر".
"الامر الاصعب في حياتي"
عن المعركة في اللطرون: أحد الاحداث التي أثرت أكثر من أي شيء آخر على شارون كان المعركة على اللطرون في حرب التحرير. فقد اصيب بجراح شديدة وأمر جنوده بترك الجرحى في الميدان، بمن فيهم هو نفسه. "هذا كان الامر الاصعب الذي أصدرته على مدى حياتي"، كتب شارون في دفتره، "نظرت الى الجرحى وعرفت اني أراهم لاخر مرة. لم يكن أمامي بديل. كنت مجبرا على أن أنقذ القلائل الذين بقوا على قيد الحياة".
ويصف شارون كيف أن جريحا آخر، يعقوب بوجين، الذي كان ابن 16 فقط، سحبه على ظهره وأنقذ حياته. في أعقاب ذاك الحدث، كما يكتب جلعاد، قرر شارون بأنه أبدا لن يترك جرحى في الميدان، القاعدة التي أصبحت مبدأ حديديا في الجيش الاسرائيلي. وعلى حد قول جلعاد، فقد كان هذا هو ذات المبدأ الذي دفع أباه بعد سنوات من ذلك، في كانون الثاني/ يناير 2004 الى تحرير مئات السجناء كي يعيد الى اسرائيل الحنان تننباوم من أسر حزب الله.
عن عمليات رد الفعل: بين الوثائق وجد أبناء العائلة رسالة كتبها أرئيل شارون الى دافيد اليعيزر (ددو) الذي كان في حينه ضابط شعبة العمليات في قيادة المنطقة الوسطى. وكتبت الرسالة بعد عشرة أيام فقط من زواج شارون بزوجته الاولى مرغريت، وجاءت في أعقاب قتل يهود في منطقة هشارون على أيدي مخربين. "اذا كانت خطة لتنفيذ عمل رد بعد حالة القتل، فاني مستعد لان أفعل ذلك"، كتب شارون، بل واقترح "الا تحمل العملية طابعا عسكريا".
في الكتاب تُذكر أيضا عملية الثأر لمقاتل "وحدة 101" مئير هارـ تسيون في أعقاب قتل شقيقته وصديقها على أيدي البدو. ونية هار ـ تسيون الثأر كانت معروفة في الجيش ـ بل انه تسرح من الجيش الاسرائيلي كي يتمكن من تنفيذها. ويروي شارون كيف أخذه الى لقاء مع موشيه ديان، وحاولا اقناع هارـ تسيون بالتخلي. وعندما لم ينجحا، أمر ديان شارون: "اجتهد كي تثنيه عن نيته، واذا لم تنجح فاني اريد ان تفعل كل ما يمكنك كي يعود بسلام".
وخرج هار ـ تسيون أخيرا الى العملية مع سلاح عسكري، يرافقه ستة من رفاقه المظليين. وقد أمسكوا بخمسة بدو من عشيرة القتلة، قتلوا أربعة منهم وأطلقوا الاخير كي يروي لابناء العشيرة عما حدث.
عن موشيه ديان: في الكتاب يوصف كيف أن بن غوريون تشاور مع شارون ـ الذي كان في حينه ضابطا في البزة العسكرية ـ هل يعين رئيس الاركان المعتزل وزيرا في الحكومة. "يمكنه أن يكون وزيرا ممتازا، ولكن ليس رئيس وزراء أبدا"، أجاب شارون لـ "الختيار". وسأل بن غوريون لماذا، فأجاب شارون: "انه غير مستعد لان يأخذ مسؤولية".
عن ليلي شارون: بعد أن قتلت زوجته الاولى تزوج شارون من ليلي، أم جلعاد وعُمري شارون في 1963. "أبي، العائلة والبيت كانوا مشروع حياتها"، كتب جلعاد. "ولم تغفر ابدا من أضر بأبي أو تحدث عنه بسوء. لست واثقا أن هذا كان مجديا في الحياة السياسية، ولكن هكذا كانت. كانت مقتنعة من كل قلبها، وعن حق، بانه عظيم وأكثر نجاحا من الاخرين وجدير بان يقف على رأس الدولة".
"ليس لغوردش تجربة"
عن حرب يوم الغفران: أحد المواضيع التي تحظى بتناول واسع للغاية في الكتاب هو حرب يوم الغفران. شارون ينتقد بشدة أداء اللواء شموئيل غونين "غوردش"، الذي قبل وقت قصير من الحرب حل محل اريك في منصب قائد المنطقة الجنوبية. وكان شارون أراد تمديد خدمته بسنة، الا ان رئيس الاركان دافيد العازار، وزير الدفاع موشيه ديان، ورئيسة الوزراء غولدا مائير رفضوا ذلك. "أنت ترتكب خطأ جسيما"، قال شارون لديان قبل ساعات من احتفال تبديل المنصب، "اذا وقعت حرب ليس لدى غوردش تجربة لادارتها". فأجاب ديان باختصار: "يا اريك لن تكون حرب هذه السنة. قد لا يكون غوردش مجربا بما فيه الكفاية، ولكن سيكون له ما يكفي من الوقت للتعلم".
ويصف جلعاد في الكتاب بانه "بعد بضع ساعات من ذلك كنا في الاحتفال... مؤشرات جنونه (غوردش) كان يمكن أن يراها من كان أكبر من ابن سبع سنوات. "احتاج الى حرب واحدة جيدة كي أترفع" قال غوردش لامي التي قالت لنا هذا بنفور. والى تسابيا، السكرتيرة اللطيفة في مكتب قيادة المنطقة الجنوبية، ألقى بعلبة تزيين. فألقت تسابيا نحوه بالعلبة وركضت كي تتصل وهي تبكي بايتسيك شكيد رئيس مكتب أبي كي ينقلها بسرعة اليهم الى فرقة الاحتياط". ولاحقا يوصف كيف أنه في أثناء الحرب أمر غوردش شارون بتنفيذ خطوات خلافا لموقفه بل ويضيف بان غوردش أيضا اعترف لاحقا بانه لو جرى ذات الهجوم بقيادة شارون، لبدت الامور على نحو مختلف.
عن مذبحة صبرا وشاتيلا: حدث آخر حز في وعي شارون وكذا لدى أبناء عائلته هو المذبحة في صبرا وشاتيلا والمظاهرات ضد شارون والتي أتت في أعقاب حرب لبنان الاولى. شارون، على حد ابنه، اعتقد بان تشكيل لجنة تحقيق للمذبحة سيكون خطأ وسيمس بالجيش ـ ولكن في أعقاب الضغوط السياسية قرر رئيس الوزراء مناحيم بيغن ان يشكل مع ذلك لجنة كهان. وشعر شارون بان بيغن خانه.
وكانت اللجنة القت بمسؤولية غير مباشرة عن المذبحة على شارون، وأوصت بان ينهي مهام منصبه كوزير لـ"الدفاع". "في الاحتفال لوداع الوزارة، كتب جلعاد، "تصور شخصية أبيه صموئيل، الذي قال له قبل 37 سنة من ذلك في "كفار ملال": "لا تشارك أبدا في تسليم يهود". هكذا شعر". واضاف جلعاد بانه بعد بضعة اشهر التقى شارون ببيغن وتحدث معه عن احساسه: "يا مناحيم، أنت سلمتني. أنت فعلت هذا"، قال لرئيس الوزراء.
"نتنياهو جبان ومتآمر"
عن الملك عبدالله: شبكة علاقات شارون مع زعماء المنطقة أصبحت في معظم الحالات صداقة قريبة. في حالة الملك عبدالله كادت الصداقة تحدث أزمة دبلوماسية: فقد قرر الملك منح شارون كهدية جواد عربي أصيل، فحاول شارون التملص بأدب: "عندنا في القبو، في ديوان رئيس الوزراء غرفة هدايا. هناك يحتفظ بالهدايا التي يتلقاها رئيس الوزراء"، قال لعبدالله، "ماذا سيفعلون؟ هل سيربطون الجواد هناك؟ من سيطعمه ويعتني به هناك؟".
كاد الاردنيون يتنازلون، الى أن رأوا صور الاسطبلات في مزرعة هشكميم. ضغطوا على شارون كي يتلقى الهدية، وكان هناك تخوف من أن يشعروا بالاهانة اذا رفض. في الموساد بدأوا يستعدون لامكانية تلقي الهدية غير العادية: ُطلب من جلعاد شارون أن يلتقي باثنين من رجال الجهاز وقدم لهم توجيها أساسيا حول كيفية نقل الجواد والاعتناء به. وفي النهاية قرر الاردنيون التخلي عن الفكرة.
عن فك الارتباط: في القسم من الكتاب، المخصص لفك الارتباط يروي جلعاد كيف انه كان هو عمليا المبادر للفكرة. "في أحد اللقاءات في تشرين الاول 2003، في غرفة طعامنا في المزرعة"، كتب جلعاد، "جلسنا مع أبي وقلت له: لا أفهم موقفك بالنسبة لقطاع غزة. الحياة هناك متعذرة والارهاب لا يتوقف... في المدى البعيد إما الا نكون هناك أو لا يكونوا هم هناك".
ويضيف بانه قال لابيه، الذي كان في حينه رئيس الوزراء، انه كونه لا يوجد شريك في الطرف الاخر ينبغي تنفيذ خطوات احادية الجانب. فأجابه شارون الاب: "هذا مشوق. اكتبه على ورق". وعلى حد قول جلعاد: "كانت هذه أول مرة يطرح فيها اخلاء المستوطنات في قطاع غزة لدى أبي على الطاولة".
ويروي جلعاد شارون عن أنه في حديث آخر في الموضوع قال أخوه، عُمري شارون: "الجمهور يمكنه أن يجتاز فترة الارهاب الشديد، ولكن عليه أن يعرف بان هناك شيء ما في الافق، يوجد أمل في شيء أفضل".
عن نتنياهو: شارون ينتقد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي استقال من منصبه كوزير للمالية في حكومة شارون بسبب فك الارتباط. وهو يصف محاولة التمرد التي اراد وزراء الليكود تنفيذها في ليل التصويت في الكنيست، في محاولة لان يفرضوا عليه اجراء استفتاء شعبي قبل تنفيذ الانسحاب.
"نتنياهو وقف في رواق الكنيست، في نوع من المؤتمر الصحفي الذي اعد على عجل. العرق غطى وجهه، وشرح مطلبه وهو في حالة ضغط وانفعال. في التلفزيون تبدلت الصور. في الكنيست كان يجلس ابي هادئا وواثقا مثل أبو الهول، وفي الرواق نتنياهو يعرق ويتلوى". ولاحقا رضي أخيرا وزراء الليكود، برئاسة نتنياهو، ودخلوا القاعة لتأييد المبادرة. "هنا انكشف وجه آخر لنتنياهو"، كتب جلعاد، "فهو ليس فقط متآمر بل وجبان ايضا".
ويكتب جلعاد بان في ولاية نتنياهو الاولى كرئيس للوزراء وعد أباه زعما بمنصب وزير المالية ونكث بوعده. "نتنياهو دعا أبي الى مكتبه، وبينما كان لا يزال يقف على مدخل المكتب، في ختام اللقاء الاقصر في تاريخ ديوان رئيس الوزراء قال ابي لنتنياهو: "كنت كذابا وبقيت كذابا". اما مكتب نتنياهو فنفى أن تكون هذه الاقوال قيلت.
عن الانهيار: الموضوع الاخير الذي يحظى بعناية في الكتاب، ولكن بشكل ضيق هو ادخال شارون الى المستشفى. جلعاد يصف كيف أن تفسيرا مغلوطا لفحص السي.تي أدى بالاطباء لمحاولة اقناعه بالتخلي عن الكفاح في سبيل حياة أبيه. ابناء العائلة، بالمقابل، أصروا على مواصلة الكفاح. ويضيف بان الاطباء اعترفوا بانهم لا يعرفون ما هي فرص شارون الاب – كونهم حتى اليوم لم يصدفوا احدا اجتاز مثل هذا الحدث.
"نحن نزوره كل يوم. لم نفوت أي يوم. وهو يستلقي في سريره ويبدو كصاحب عزبة ينام بسكينة. عظيم، قوي وواثق. لون أحمر صحي في خديه. عندما يستيقظ يلقي بنظرة ثاقبة. ولم يخسر حتى ولا كيلوغرام واحد. بالعكس هو يضيف بعض الكيلوغرامات. وكان قال لنا ذات مرة ضاحكا قبل سنين: "اذا لم أستيقظ ذات مرة من غيبوبة التخدير، فانكم لا تحتاجون الا الى ان تدعوني أشم رائحة رغيف مع قطعة لحم واذا بي انهض في الحال". كان هذا عندما كنا نتناول في مطبخ المزرعة رغيفا كهذا مع خردل قوي. من يعتقد أني لم أجلب رغيفا كهذا الى المستشفى ببساطة لا يعرفني".
من مكتب رئيس الوزراء جاء التعقيب التالي: "هذا كتاب كتب بدوافع سياسية كجزء من محاولة جلعاد شارون ترفيع نفسه في داخل حزب كديما. نذكر ان رئيس الوزراء نتنياهو استقال من الحكومة على خلفية معارضته خطوة فك الارتباط وهو يقول ان الامر سيجلب الصواريخ على مدن اسرائيل. التاريخ أثبت بانه كان محقا بالنسبة لقلقه من نتائج فك الارتباط. ولهذا ينتخب مواطنو اسرائيل نتنياهو الان كي يواجه التحديات الامنية".
"اذا ما نشر هذا – فسأموت"
اللقاء الذي سيحرج ابو مازن
احدى الوثائق التي انكشفت في الكتاب لا بد من شأنها أن تحرج رئيس السلطة أبو مازن.
الوثيقة هي محضر بخط يد للقاء مع وزير الخارجية في حينه شمعون بيريز، الذي وضع شارون في صورة لقاء سري عقده في منزله مع ابو مازن. وأدار الرجلان اتصالات سرية لتنسيق الخطوات حيال السلطة.
في تلك الايام كان ياسر عرفات هو رئيس السلطة، وابو مازن أشار أمام بيريز بانه "اذا ما عُلم بأمر اللقاء فاني رجل ميت". وحسب الوثيقة قال ابو مازن لبيريز ان على اسرائيل أن تكف عن الثناء لي كي لا تمس بفرصي لان انتخب في منصب رئيس الوزراء، واشار الى أن "عرفات شخص غير واقعي". بل وطلب مساعدة اسرائيل في منح مساعدة أمريكية للفلسطينيين، ولكن فقط بعد انتخابه. وكان بيريز قال لشارون انه في لقاء سابق بينهما تحدثا حتى عن صرف عرفات.
23-تشرين الأول-2011
استبيان