المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


أخبار العدو

المقتطف العبري ليوم الاثنين: بين باراك وليفني.. "إسرائيل سقطت" وصفقة شاليط تصنع البلبلة


عناوين ومقالات وأخبار وتقارير مترجمة من صحافة العدو

صحيفة "يديعوت احرونوت":
ـ احتفال الوظائف في مكتب رئيس الوزراء.
ـ قائد شبكة مخدرات – ضابط متميز صادر مخدرات وتاجر بها من مكتبه بالملايين.
ـ تركيا: شكرا، سنتدبر أمرنا وحدنا.
ـ فقد اللجام (الضابط برتبة رائد).
ـ "صندي تايمز": "اسرائيل فوتت ثلاث فرص لانقاذ جلعاد".
ـ في تركيا يبحثون عن الأحياء بالأيدي المجردة.

صحيفة "معاريف":
ـ معظم محرري صفقة شليط رفضوا التوقيع على الامتناع عن الارهاب.
ـ يكتظون في الصفوف.
ـ التخوف: فوق ألف قتيل في هزة ارضية في تركيا.
ـ تركيا رفضت استقبال بعثة مساعدة من اسرائيل.
ـ حتى في غوش دان شعر الناس بالهزة.
ـ التقدير: الاسلام المتطرف سيحظى بأغلبية الاصوات في تونس.

صحية "هآرتس":
ـ الجيش الاسرائيلي سيوصي بتعزيز عباس بسلسلة بوادر طيبة.. مستشارو نتنياهو: يجب معاقبته.
ـ تخوف على حياة المئات في أعقاب الهزة الارضية في تركيا.
ـ الدولة تمنح جمعية العاد صلاحيات ادارية واسعة في مدينة داود.
ـ هزة ارضية قوية في تركيا: أكثر من 100 قتيل.
ـ ليبيا الجديدة تحتفل بالتحرر من 42 سنة حكم طغيان.
ـ نسبة تصويت عالية في الانتخابات التاريخية في تونس.
ـ رئيس الكنيست: لا يجب تقييد صفقات أسرى بالتشريع.
ـ نشطاء يسار: مستوطنون فتحوا النار وضربونا بالعصي في اثناء قطف الزيتون.
ـ 84 رجل آثار كبار يدعون الى الوقف الفوري لمشروع متحف التسامح في القدس.

صحيفة "اسرائيل اليوم":
ـ العالم يعرض المساعدة.. تركيا: سنتدبر أمرنا وحدنا.
ـ تونس: كم سيحصل الحزب الاسلامي؟.
ـ تركيا اهتزت مرة اخرى.
ـ الاختبار الاول لربيع الشعوب العربية.
ـ جلعاد زاد وزنه.

أخبار وتقارير ومقالات مترجمة من صحافة العدو

باراك: إسرائيل لم تضعف في أعقاب صفقة شاليط !!
المصدر: "القناة الثانية ـ داني كوشمرو"
" للمرة الأولى منذ استكمال صفقة شاليط بنجاح، أجرى وزير الدفاع أيهود باراك مقابلة مع نشرة الأخبار الرئيسية في القناة الثانية وتطرق إلى الانتقادات القاسية التي سمعت من جانب جهات مختلفة عن الثمن الذي دفعته إسرائيل. وتطرق باراك أيضا إلى الهزة الأرضية التي أصابت تركيا وقال "سنساعد قدر الإمكان".
وقال باراك "أنا متأثر من أن تركيا هذه المرة لا تريد المساعدة. نحن بالطبع عرضنا المساعدة فورا بعد أن وقعت الكارثة. أتذكر، قبل احد عشر عاما، الهزة الأرضية القاسية التي ضربت تركيا، في الجزء الثاني من الدولة. في ذلك الحين قدمنا المساعدة، أنقذنا أشخاص من بين الدمار.  أتذكر أنني تجولت مع رئيس حكومة تركيا حينها،  لقد اظهروا محبة لا حدود لها اتجاه إسرائيل. لكن مضى احد عشر عاما ونحن في واقع آخر. الآن الرد هو سلبي. إذا تبين لهم أنهم بحاجة إلى مصادر مساعدة ولا توجد لهم، حينها سيفكرون مرة أخرى. نحن على أية حال عرضنا ولا ننسى أن الأتراك أول من ساعدنا في حريق الكرمل".
وعندما سئل باراك عن ظروف غلعاد شاليط في اسر حماس، رد "لا استطيع أن أضيف تفاصيل على ما قيل. لقد كان معزول سنوات طويلة، وكما لمح والده البداية كانت الفترة الأصعب. اعتقد انه احتجز اغلب الوقت في جنوب القطاع. نحن لا نعرف حتى اليوم المكان الدقيق". وعن هجوم محتمل على "رئيس أركان حماس" احمد جعبري وعناصره قال باراك "اقترح أن لا نتحدث عن هذه الأمور ونبدأ بفحص كل الصورة. تلك العناصر تعمل طوال الوقت في ظروف استثنائية لعدم الانكشاف لكي لا تتعرض للمس".
وقال باراك في رد على كلام رئيسة المعارضة تسيفي ليفني، "لا اعتقد أن إسرائيل ضعفت. هناك مظاهر مهمة جدا من التضامن. إنها ملتزمة بعقد غير مكتوب بين الشعب في إسرائيل، الجيش الإسرائيلي والمؤسسة الأمنية، الذين يخرجون في مهمات ويجدون أنفسهم مخطوفين أو ملقى القبض عليهم على يد عدو أو خصم. لدينا مسؤولية عليا لفعل كل شيء، لكن ليس بأي ثمن، لإعادته إلى المنزل، ونفذنا ذلك".
وعن كلام ليفني، التي اقترحت في فترة اولمرت صفقة مشابهة، رد باراك "لم تكن مشابهة. لدينا هنا استغلال لنافذة فرص. من غير الممكن النظر إلى المستقبل والقول انه بعد سنة أو سنتين لدينا من نتكلم معه. كل شيء يتغير بسرعة. حماس ارتبكت عدة مرات بخصوص عدة مسائل وتراجعت. الأمر لن يتكرر. اعتقدت حينها أيضا انه من المناسب القيام بخطوة إضافية والتوقيع على الصفقة. لا أريد الدخول للتفاصيل, يوجد لحماس انجاز وهو الاحتفال بأكثر من ألف أسير محرر، وبشكل خاص المهمين بينهم".
وأكد باراك أن "لجنة شمغار لم تنهي عملها. تعيينها من قبلي أساسه إدراكي انه يجب وقف المنحدر الزلق منذ  صفقة جبريل الأولى. أنا قدرت، وهذا كان تقدير صحيح، أن هذا النقاش يتطلب قرارات صعبة صادرة من العقل وليس من القلب. من الصعب القيام بهذا عندما يتواجد جندي في يدي حماس، لكن الواقع الذي نعيشه، دولة تتطلع للحياة لا تستطيع أن تعمل بصورة ناجحة وان تضمن المصلحة العامة لجميع مواطنيها. وهذا ما طلبنا من لجنة شمغار أن تفحصه".
وأنهى باراك حديثه بالقول "تدرك حماس جيدا انه من الأجدر لها أن لا تجرب الخطف. كوننا شعب يتعلم، ولا يريد تكرار هذا الأمر، ينبغي علينا القيام بما ينبغي فعله. اعتقد أن الجعبري بشكل خاص وحماس بشكل عام يدركان جيدا هذا التغيير".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليفني حول صفقة شاليط: "اجتزنا خطوط حمراء، إسرائيل ضعُفت"
المصدر: "موقع القناة الثانية في التلفزيون الاسرائيلي"
" احد عشر يوماً مرّت على الصفقة التي أعادت غلعاد شاليط إلى منزله، رئيسة حزب المعارضة تسيبي ليفني تردّ لأول مرّة. تقول ليفني: "اجتزنا هنا خطوط حمراء"، وأضافت: "إسرائيل ضعفت وحماس قويت، على نتنياهو أن ينفّذ خطوة سياسيّة دراماتيّة". وحول ثمن الصفقة قالت رئيس كاديما إن:" هناك إمكانية حصول ضرر استراتيجي". الليكود في ردّ له: "جبانة، كان من الأفضل أن تستمر في الصمت".
ليفني كسرت حاجز الصمت:  بعد أن قررت أن لا تتفوه بكلام أثناء تنفيذ صفقة تحرير جلعاد شاليط، تتكلم هذا الصباح لأول مرّة رئيسة حزب المعارضة فيما يتعلق بتبادل الأسرى. "إسرائيل ضعفت عقب صفقة شاليط"، تقول ليفني في سلسلة مقابلات أجرتها على وسائل الإعلام، "هناك احتمال حصول ضرر استراتيجي "وأيضاً "اجتزنا خطوط حمراء".
جلعاد شاليط في المنزل منذ خمسة أيّام، وذلك عقب تنفيذ صفقة مع حماس لإطلاق سراحه. طوال كل المدّة اختارت ليفني أن لا تتطرّق إلى تنفيذ الصفقة والى الثمن الذي دفعته إسرائيل مقابل الجندي المخطوف والآن تكلّمت وقالت: "شعب إسرائيل فرض على الحكومة قرار تحرير جلعاد".
في مقابلة تشير ليفني إلى أنه يتوجب على رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أن يُنفّذ خطوة سياسيّة دراماتيّة لأننا "في الدقيقة التسعين"، قالت وأضافت أن قرار تحرير شاليط يضرّ بقدرة الردع الإسرائيلية ولذلك أهميّة أمنية خطيرة: وقالت ليفني محذّرة:"حماس قويت".
وفي الخلاصة توجّه ليفني انتقاداً حاداً لحكومة نتنياهو واصفة إيّاها بأنها: "حكومة يمينيّة متطرّفة، فبدل أن تدير مفاوضات مع مصادر معتدلة،  تقوّي حماس، وتمنحها الشرعية وتضرّ بأبو مازن".
الليكود: "ليفني جبانة، كان من الأفضل أن تستمر في الصمت"
في ردّ على كلام ليفني، نشرت كتلة الليكود ردّاً لاذعاً أكثر. وكتب في الرّد: "للأسف إن ليفني تتطرّق إلى الجندي جلعاد شاليط كأنه لاجئ حقيقي"، "وللأسف الكبير أنها اختارت أن تكون في إجازة خارج البلاد بينما كل شعب إسرائيل تأثّر بعودته".
ومما جاء في نصّ الرّد: "ليفني السياسيّة جبانة فهي لم تتكلم عندما كان يجب ان تتكلم. على ما يبدو أنها نسيت أن جلعاد شاليط وقع في الأسر عندما كانت وزيرة رفيعة في الحكومة. ويبدو أيضاً أنها نسيت أنها فشلت في إعادته إلى منزله، إلى أن قرّر رئيس الحكومة نتنياهو أن يعيده إلى عائلته والى دولة إسرائيل, ليفني لا تعرف ما هي المسؤوليّة وهي تنطلق من اعتبارات سياسيّة لا يقبل بها حتى أعضاء حزبها. ليفني استفاقت كما على الدوام، متأخرة جداً وكان من الأفضل أن تستمر في صمتها".
باراك حول صفقة شاليط: "نحتاج إلى قواعد أخرى".
في موازاة كلام تسيبي ليفني، يقول وزير الدفاع إيهود باراك هذا الصباح في مقابلة مع "إسرائيل هيوم" انه فرح بأننا أنجزنا الصفقة ـ لكن علينا أن نتبنى قواعد جديدة والتي تشبه إلى حد كبير السياسة التي يُعمل فيها في الولايات المتحدة الأميركيّة واستراليا", خلافاً لليفني يدّعي باراك أن صفقة شاليط لم تضرّ بقوّة الردع لكن " لا يمكن تجاهل أن عملية خطف واحدة تعيد أكثر من ألف مخرّب".
وشدد باراك : "لا يمكن التغاضي عن انجازات حماس التي حققتها من هذا الاتفاق" وأشار  إلى أن "شعور حماس هو انه إذا أعطوا ألف يعطون أيضا 8000 ولهذا يجب تنفيذ عمليات خطف أيضاً". وبحسب تعبير باراك، نتنياهو  لم يتخذ القرار بسبب ضغط الشارع لكن بحسب تعبيره ، نتجت "نافذة فرص لن تتكرر".  
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ماذا بعد  إطلاق سراح شاليط
المصدر: "موقع NFC الاخباري ـ أبراهام فختر"
"عندما تتلاشى أصداء الاحتفالات, مع عودة شاليط ستهدأ البلاد 40 يوما – يجب معاودة التفكير بما سيكون وما كان, ربما أو بالتأكيد.
هناك من يقول, بأنها فرصة من الممنوع تفويتها, لإعداد كود التصرّف الحكومي إزاء المستقبل. لجنة شمغار – قبل ثلاث سنوات بلّورت معايير لتصرّف الحكومة في حالات التفاوض على مخطوفين وأسرى, وهذا هو الوقت لتحريك التقرير.
من الواضح للعالم بأسره – أنه في الحدث المقبل, في حال خطف جنود, مواطنين أو استعادة جثث قتلى – الحالات السابقة, كصفقة شاليط, صفقة تننباوم وربما تغييرات جديدة ومتطوّرة ستظهر في الميدان.
من وجهة نظر حماس – سابقة شاليط, هي أساس ابتدائي في كل مفاوضات مستقبلية.
وماذا بخصوص إسرائيل؟ هل نحن مستعدون, قادرون أو محقون في تكرار صفقة شاليط مرة أخرى؟.
ماذا سيحصل لا سمح الله – في عملية الخطف المقبلة لجندي, ربما اثنين, أو جندي ومواطن وربما مواطنان.
هل هناك تفرقة بين دم ودم, جندي وآخر, أو مواطن دولة سقط ضحية وليس بصيغة تننباوم.
وبذلك الآراء عديدة ومتباينة – بدءا من:
تحديد إجراءات ملزمة, واضحة, حادة لا يُسمح بتجاوزها والتصرّف وفقا لها.
سن قوانين واضحة وصارمة – ستُلزم الحكومة والكنيست, والشعب سيكون على عارفاً ومستعداً للنتائج وبدون مفاجئات.
إعداد مخطط إداري أو قانوني – مع الإبقاء على بنود مرنة, لحالات خاصة.
إعداد ملف أحداث – في إطار إطلاق السراح – وجها لوجه مع حالات شاذة بموافقة حكومية ومرونة بحسب الوضع.
كل المقترحات – تبدو منطقية وأكثر منطقية على الورق, لكنها ليست دائما ملائمة لواقع الحياة, للظروف في الميدان, للتطوّرات السياسية والعسكرية.
حالة شاليط – هي نموذج كلاسيكي. التغيرات السياسية في المنطقة, هي التي أوجدت "نافذة الفرص" التي تحدّث عنها نتنياهو لإطلاق سراح شاليط, وإقناع الحكومة بغالبيتها العظمى, للتصويت لصالحها. في حين أمام أعين الوزراء – هناك الحالة المأساوية والملزمة لرون آراد.
كيف يمكن إعداد إجراء إداري أو قانوني ملزم في حين أن المستقبل السياسي, الأمني, غامض ومجهول.
برأيي, يجب إعداد خطة فعّالة ( على صورة إجراء أو قانون ),  ستتضمن بنودا عامة, يمكن ملاءمتها لكل وضع أمني وسياسي مستقبلي.
اقتراحي الأول – أنه في حالة الإجراء, سن القوانين أو ملف الأحداث – يجب إيراد بند تحذيري سيقول بوضوح: مسؤولية خطف جنود أو مواطنين إسرائيليين ملقاة على عاتق الزعامة, في حال حماس, حزب الله أو منظمة التحرير الفلسطينية, فتح, منظمة عابرة أو مؤقتة ستظهر في المنطقة. إذا حصل الأمر في غزة, المسؤولية على عاتق حماس, في يهودا السامرة وغزة هي ملقاة على منظمة التحرير الفلسطينية/فتح, وفي لبنان على حزب الله.
يجب أن يكون التهديد والتحذير واضحان ولا يقبلان التأويل – الخطف معناه تصفية مركزة أو عمليات خطف مضادة لرؤساء حماس, حزب الله, فتح.
فشلت حكومة إسرائيل والجيش الإسرائيلي في حالة شاليط, فهم لم يستخدموا قوتهم الإبداعية لإلقاء القبض, خطف, أو تصفية رؤساء حماس مقابل شاليط. لقد أضاعت حكومة إسرائيل والجيش الإسرائيلي فرصة ذهبية في عملية "الرصاص   المسكوب" , لإحضار أوراق مساومة ذات أهمية في موضوع شاليط. لولا ذلك – لما كان يجب دفع ثمن باهظ وخطير.
مع ذلك, يجب شكر ومدح نتنياهو ورؤساء الشاباك, الموساد والجيش الإسرائيلي, لأنهم قرروا الصمود أمام هذا التحدي أكثر من 1000 أسير, بما فيه القدرة على مراقبتهم, والإشعار بأنه لن يكون لديهم حصانة, في حال عاودوا نشاطاتهم الإرهابية.
قلبي, قلبي ما العائلات المتضررة من الإرهاب. من الصعب أن تشاهد وتقبل إطلاق سراح قتلة أعزائك, أولادك, أخوانك وعائلتك, خصوصا "السّفاح" من لينتش في رام الله والمخرّبة التي أغوت الفتى المقدسي.
لكن كما قلت في السابق – لو كنت مكان عائلة شاليط, لكنت تصرفت مثلهم. لو كنت من عائلة متضررة – لتصرّفت وأتصرف مثلهم. لكن لو كنت مكان بيبي ووزراء الحكومة الداعمين – لكنت قمت بذلك.
بإمكان رئيس الحكومة أن يحزن شخصيا, لكن يجب تفضيل مصلحة الجميع, صورة الدولة, المصالح الأمنية, السياسية والعلاقات الخارجية إزاء الاعتبارات الشخصية.
لذلك يجب أن تبقى الصيغة: "ستبذل حكومة إسرائيل جهدها وكل ما في استطاعتها لإنقاذ/إعادة جنودنا ومواطنينا من قبضة عدونا – المعلن عنهم وغير المعلن, لكن ليس بأي ثمن".
الملاحظات والهواجس التي أمام  الدولة, محكمة العدل العليا والأمن:
قرار الحكومة في موضوع شاليط ليس من صلاحية محكمة العدل العليا. يتعلق الأمر بقرار دولي, سياسي, له تداعيات على العلاقات الخارجية مع دول أجنبية, هذه قرارات ليست قضائية.
في حال تدخلت محكمة العدل العليا, ستحلّ في الواقع مكان الحكومة, وقضاة المحكمة أذكياء بما يكفي لعدم القيام بذلك.
العائلات الثكلى والجمعيات المفوّضة ملزمة بفهم أن المخربين/القتلى, لا يضرون فقط وبشكل مباشر بهذه العائلات بل أيضا بصورة مباشرة وغير مباشرة بالحكومة, أمنها, صورتها, وقدرتها على السيطرة.
لذلك, اتخاذ قرار حول مصيرهم ليس حقا محصورا بعائلات الثكلى بل هو حق خاص للدولة من قبل الحكومة.
للانتباه, للمعارضين والمهاجمين لرئيس الحكومة. نتنياهو أيضا وعائلة شاليط ينتمون لعائلة ثكلى ووفقا لذلك- نعم.
سمعت وقرأت كبار المعلّقين والمحللين على اختلاف أصنافهم الذين قالوا بأن قرار نتنياهو في قضية شاليط, ليس نموذجا للزعامة, لأنه في الواقع أذعن لمطالب حماس.
وبذلك, أسيادي المحلّفين: الزعامة ليس فقط قرارات انتصار, نجاحات وقرارات تلقى إجماعا شعبيا وإعلاميا.
الزعامة هي القدرة في أوضاع صعبة, حسّاسة, على اتخاذ قرار وحسم حول خطوات فيها تسوية, مرونة وحتى عدول عن المبادئ والمفهوم في حال استلزم الواقع هذا والعملية لصالح الدولة, أمنها, صورتها وعلاقاتها الخارجية.
القرار في مصلحة شاليط – نموذج كلاسيكي لزعامة إيجابية شجاعة, ومبجّلة.
وزراء وعامة الناس يثيرون من جديد موضوع "عقوبة الموت للمخربين", كما في قضية عائلة فوغل.
ألغت إسرائيل عقوبة الموت في الإطار الجنائي في العام 1954. عقوبة الموت بقيت في القانون, في حالات فريدة وشاذة فقط. اتخذت حكومة إسرائيل سياسة عدم إنزال عقوبة الموت بحق المخربين وفي الحالتين التي أنزلت فيها عقوبة  الموت من قبل المحكمة العسكرية, جرى إلغاؤها غداة اليوم التالي, في حين كنت في أحدها في نابلس, المدعي باسم الدولة.
ليس باستطاعة إسرائيل والمجتمع الإسرائيلي الصمود أمام إنزال عقوبة الموت بحق مخربين أفعالهم المروعة تلزم في الواقع ذلك, من المستحسن التنفيذ وقت العملية أو في تصفية مركّزة.
لأن "عقوبة الموت" بحق مخربين لن تردعهم شخصيا وفعليا ونحن نضيف إليهم "شهداء جدد" سيتحوّلون إلى مقدسين. كذلك أيضا, العالم بأسره سيخرج ضدنا, كدولة للمشانق.
لكن أساس المعارضة نابع من أن الطرف الثاني أيضا سيبدأ بإجراء تنفيذ عقوبة الموت بحق جنودنا, مخطوفينا ولن نستطيع الصمود في هذه المواجهات الدامية.
للمهتمين – رجاء اطلعوا على المقالات في هذا الموقع: "ضد عقوبة الموت بحق المخرّبين".
الكاتب هو محام, حاصل على ماجستير في القانون, متخصص في القانون الجنائي, العسكري والمدني. كان في السابق مدربا في دورة ضباط مدرعات, رئيسا لمكتب اللواء طال, محام عسكري في يهودا والسامرة وفي قطاع غزة, قاض عسكري برتبة مقدّم, نائب محامي لواء, مساعد للمستشار القانوني لمجلس الصحافة, قاض في المحكمة التأديبية وحاليا محلّل قانوني.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
طوال تلك السنوات كان مكان جلعاد شاليط معروفا.. لماذا تخادع اسرائيل؟
المصدر: "موقع تيك دبكا"
" الآن، بعد أيام معدودة فقط من عودة الرقيب أول جلعاد شاليط من الأسر، يوم 18/10، بدأت بعض الحقائق في الظهور، وهذه الحقائق كانت معروفة طيلة الوقت، ولكن تم حجبها بواسطة آلة متطورة من العلاقات العامة، والتي حولت المعركة الشعبية من أجل إطلاق سراحه إلى معركة تُخفي عن عمد الوضع الحقيقي الذي واجهه جلعاد شاليط.
وهكذا أصبح هناك وضع إستمر طيلة خمس سنوات ونصف، لم يتم فيه تضليل إسرائيل وحدها، ولكن الرأي العام العالمي أيضا، بحالات وصور غير صحيحة. وإليكم خمس أمور رئيسية:
1- طوال خمس سنوات ونصف في الأسر، كان مكان شاليط معروف. العقيد رونين كوهين، رئيس شعبة الإرهاب بالاستخبارات العسكرية، صاغ هذا الأمر بحذر، حين بدت حالة كبيرة من الغضب على وجهه وحركات جسده، وقت أن حدد بحسم أنه "كان هناك طرف خيط".
2- جلعاد شاليط لم يكن في حفرة مظلمة تحت الأرض لا يرى فيها النور، ولكن مثلما قالت مصادر تيك دبكا الإستخباراتية، كان في بناية متعددة الطوابق في وسط مدينة غزة. وقد عرض نوعام شاليط وعائلته للمواطنين الإسرائيليين موقف يطرح سئوال (كيف لم يكن الجيش الكبير والقوي قادرا على إطلاق سراح جندي واحد؟، وكيف لم تنجح الإستخبارات الإسرائيلية في كشف مكان أسره؟.
ست دورات تجنيد إسرائيلية شهدت تعليم الجنود على الخضوع للشكوك التي مستهم جميعا، بأن الجيش الإسرائيلي وشعبة الإستخبارات العسكرية يشكلان فشلا حين يتعلق الأمر بحياة شاب واحد، ولا تبدي الدولة إستعدادا لفعل شئ من أجل إعادة جنودها الذين ترسلهم للجبهة. الواقع كان آخر... إنه الثمن القومي الباهظ للغاية الذي دفعته إسرائيل في مقابل شاليط.
فجميع التقديرات التي قام بها الجيش أظهرت أن القوات التي ستهاجم، لن تنجح في الوصول إلى شاليط، قبل أن يقوم أحد آسريه بقتله. حتى إخفاء هذا الأمر عن الشعب، مكن عائلة شاليط ومقر النضال من أجل تحريره، عبر مكتب العلاقات العامة في تل أبيب برئاسة داني كوهين وروني ريمون، من القيام بالربط الدعائي الأبدي بين رون أراد وبين جلعاد شاليط. وفي الواقع لم يكن لهذا الربط أي أساس. جلعاد شاليط لم يكن رون أراد إطلاقا، ولم يوشك أن يصبح رون أراد ولو مرة. لقد كان الأمر تضليلا مُحكما وناجحا، إنتهك وداس وأهان ذكرى وتضحية رون أراد الشخصية – طيب الله ثراه.
3- مساء يوم الخميس 20/10، إعترف نوعام شاليط بأن جلعاد مر بظروف صعبة في الشهور الخمسة أو الستة الأولى من أسره، وبعد ذلك تحسنت هذه الظروف. بمعنى آخر، خمس سنوات أو أقل .. من بين خمس سنوات وأربعة أشهر قضاها جلعاد في الأسر، كان يعيش في ظروف معقولة، كان يمكنه خلالها الإستماع للراديو ومشاهدة التلفزيون وإستخدام الكمبيوتر.
لا يوجد جدال حول مسألة ما هي حالة شاب تم إختطافه ووضعه في الأسر ولو أسبوع واحد، ولكن الأوصاف التي تصيب بالقشعريرة، حول شاب يتعفن في الظلمة، ولا يعلم ماذا يحدث معه.. في دولته، عائلته، وفي العالم من حوله، ومن الكلمات القاسية التي حدت أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أصدر حكما بالموت على جلعاد شاليط، كل هذا أشعل التعاطف القومي حول الموضوع، ولكنه في الحقيقة كان يقوم على تضليل متعمد لم يكن له أساس في الواقع.
4- ليست فقط عائلة شاليط التي إستخدمت أسلوب المعلومات المضللة. فما قاله رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو يوم الخميس 13/10 خلال إجتماع الحكومة التي صدقت على صفقة شاليط، وفي المؤتمر الصحفي بعد الإجتماع، وكأن بعد مرور شهر سوف تُغلق نافذة الفرص لإطلاق سراح شاليط، أي في نوفمبر 2011، وأن جلعاد سوف يُبتلع في ظلمة أبدية ولن يعرف أحد مصيره، تماما مثلما لا يعلم أحد حتى يومنا هذا ما هو مصير رون أراد، كل هذا كان ذروة الرخص في (أوبرا الصابون) الخاصة بالزعامات السياسية التي حاولت عرض الأمر علينا.
فمنذ 14 تموز، أي قبل أربعة أشهر، وحين وصلت وثيقة رسمية لبنيامين نتنياهو من حماس، تحمل رقم 147-2011، وبها عرض وُصف بأنه (أخير) من قبل حماس لإطلاق سراح شاليط، بعد ورقتين سابقتين من حماس رفضتهما إسرائيل. فكان من الواضح في القدس وغزة على السواء أن جلعاد شاليط سوف يعود إلى إسرائيل حتى لو إستمرت المفاوضات مع حماس أسبوع أو شهر أو أكثر.
5- جميع المانشيتات والأوصاف في وسائل الإعلام الإسرائيلية حول من أدار وكيف أدار المفاوضات كانت خاطئة. فالآلية التي أدت في النهاية لإطلاق سراح شاليط عملت هكذا: في العريش شمالي سيناء، تم في شهر يوليو تشكيل هيئة إسرائيلية – مصرية لإطلاق سراح شاليط، بعد أن نقل (جرشون باسكين) الوثيقة النهائية الخاصة بحماس. وفي مقر الهيئة كان هناك دافيد مايدان، مبعوث رئيس الحكومة لملف شاليط. وفي المقابل كان هناك ثلاثة جنرالات مصريون: الجنرال نادر الأعصر، الخبير في الشؤون الإسرائيلية بالاستخبارات المصرية، الجنرال رفعت شحاته، نائب وزير المخابرات المصري، والعميد أحمد عبد الخالق.
ولم يكن لهذه الهيئة أي علاقة بالوسطاء أو بالأجهزة السرية التركية، الألمانية، والقطرية، والتي كانت على صلة في المراحل السابقة من المفاوضات. جميع الوسطاء عُزلوا عن المفاوضات التي إنتقلت لمرحلة أخرى. التفاصيل التي تم الإتفاق عليها في العريش نُقلت شمالا إلى القدس، إلى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، وجنوبا إلى وزير المخابرات المصري الجنرال مراد موافي.
ولكن بينما كان مكتب رئيس الحكومة بالقدس هو المحطة الأخيرة لهذه المعلومات، إنتقلت هذه المعلومات في القاهرة إلى عنصرين: زعيم الإخوان المسلمين المصريين محمد بديع، ومن هناك بعد أن إطلع عليها إلى الوفد الأمريكي المتواجد منذ الأسابيع الأخيرة بشكل ثابت في القاهرة، والذي يشكل مكتبا للإتصال بين واشنطن والإخوان المسلمين.
وتشير مصادرنا الإستخباراتية إلى أن هذه الآلية عملت في إتجاهين. ضغط على إسرائيل وحماس للقيام بالتنازلات المطلوبة من أجل إتمام صفقة شاليط، وتسويات سرية بين المجلس العسكري المصري وبين زعامة الإخوان المسلمين، الذين حصلوا على تأشيرة الأمريكيين فيما يتعلق بإنتقال قيادة حماس، بما في ذلك القيادة العسكرية من دمشق إلى القاهرة.
بمعنى آخر، أتيحت صفقة شاليط فقط بسبب التمرد في سوريا ضد الرئيس بشار الأسد، والدور الأكبر فيها كان للإخوان المسلمين السوريين، ورغبة حماس في الفرار من دمشق، لكي لا يضطرون للقتال ضد الحركة الأم لهم. ولا يوجد هنا أي تظاهر بالزعامة سواء لإسرائيل أو حماس، ولكنها سياسة واعية، تتعارض في الوقت نفسه مع المصالح الإسرائيلية والأمريكية ومصالح المخابرات العسكرية المصرية، والإخوان المسلمين في مصر.
وقد كان هذا هو السبب وراء تحديد موقع تيك دبكا منذ يوم الخميس 13/10، يوم إجتماع الحكومة بالقدس للتصديق على صفقة شاليط، أن الثمن الباهظ الحقيقي الذي دفعته إسرائيل مقابل شاليط، لا يتمثل في إطلاق سراح 1027 إرهابي، ولكن بموافقة إسرائيل عبر صمتها على التعاون بين المجلس العسكري المصري، الإخوان المسلمين، وواشنطن. وبذلك فقط وضعت الصفقة – عدا خطر الإرهاب الكامن بها – حجر زاوية آخر في بناء الدائرة الإسلامية المتطرفة التي يتم تأسيسها من حول إسرائيل. دائرة لا تقل خطورة، بل ربما تزيد عن التهديد الإيراني".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مرحلة بعد أخرى: هكذا ألقي القبض على ضابط كبير في الجيش الاسرائيلي يتاجر بالمخدرات
المصدر: " يديعوت احرونوت ـ ألي سينيور"
" عند الساعة 22:00، بعد وقت قصير على انتهاء الصلاة المسائية بعد اتمام الصوم الكبير في قاعدة عسكرية في منطقة ما في الجنوب، دخل المقدم يديديا سفغ، رئيس قسم المخدرات في الوحدة المركزية التابعة لمنطقة تل أبيب، إلى جانب المقدم غيل، قائد الوحدة المركزية التابعة لقسم التحقيقات في الشرطة العسكري، إلى الكنيس. كان واضحا للحضور أن الاثنين لم يقدما من أجل الصلاة. المقدم سفغ التصق بأحد الضباط وطلب منه بهدوء أن يرافقه. بعد لحظة فُتح باب الكنيس وضع في يديه الأغلال وقال: "أنت مقبوض عليك بتهمة الاتجار بالمخدرات". الضابط انزل عيناه ولم يحاول أن يجيب.
اعتقال الضابط
الاعتقال الدرامي لضابط برتبة رائد، بتهمة حيازته على مئات آلاف الشواكل بعد بيعه مخدرات لمهربين تم اعتقالهم من قبل القوات الأمنية، أتى بعد أسابيع من التقصي السري والذي شمل أيضا التنصّت على الهاتف والتعقب. قبل وقت قصير أدركوا في الشرطة أن الصفقة التي انتظروها خرجت إلى حيز التنفيذ، وذلك بعدما سُمع الضابط يقول لأحد التجار الذي حدد معه موعدا: "تعال، البضاعة تنتظرك".
التقصّي بدأ في الثلاثين من شهر آب، بعد "صفقة" ناجحة قامت بها العصابة، سافر احد المهربين وهو يحمل 17 كلغ داخل سيارته. لسوء حظه، تم توقيفه للتفتيش على حاجز للشرطة في منطقة مركز مسوفيم، للتحقق من حالة السيارة. في التفتيش وجد أن السيارة ليست سليمة. الشرطي أمر بإزالة السيارة عن الطريق وحتى انه استدعى قاطرة إلى المكان.
خلال السفر لاحظ سائق القاطرة أن أحدا ما يتعقبه، فأطلع مركز الشرطة المحلية. الشرطة اعتقلت الشخص الذي تعقب القاطرة وبعد تفتيش السيارة عثروا على المخدرات. من هنا، نُقل التحقيق إلى الوحدة المركزية في تل أبيب، ومن خلال الاستعانة بمعلومات استخبارية، نجح التحريون من إثبات الخشية بأن هذه المخدرات وصلت من جنوب البلاد وأن ضابط في الجيش متورط في القضية.
بعد مرور عدة أيام توصل التحريون إلى أسماء المتورّطين والتعرّف على الضابط المتهم. خلال التنصّت السرّي أدركوا في الشرطة أن العصابة تعاني من نقص في المخدرات من اجل القيام بصفقة أخرى. في خطوة نادرة، توجّه قائد الوحدة السابق العقيد شلومي ميكائيل إلى النيابة العامة وطلب إذنا خاصا لإدارة عملية تهريب مخدرات.
وبعد الحصول على الإذن، وُضعت حقيبتان كبيرتان على الحدود الجنوبية بشكل سرّي وفيها عشرات الكيلوغرامات من المرجوانا والحشيشة. جنود إحدى الكتائب المتمركزة بالقرب من الحدود الجنوبية حدّد مكان المخدرات وخلال وقت قصير، طلب الضابط أن تنقل إليه المخدرات التي عُثر عليها.
عندما حصل على المخدرات، قام بفصلها سريعا. أرسل المارجوانا إلى مركز أوفكيم والحشيشة أبقاها وفق الاتهام لنفسه في المكتب، لإجراء صفقة مع أصدقائه في العصابة. وكما في سائر الصفقات نسّق الضابط مع شريكه في الشبكة، أ.، الذي كان في السابق قائده، نقل المخدرات. طلب منه أن يأتي وهو يلبس البدلة العسكرية، من أجل أن يستطيع الدخول إلى القاعدة وهناك يسلّمه المخدّرات.
قبيل عملية الاعتقال استعدوا قبل عدة أيام من ذلك في الشرطة وفي قسم التحقيقات في الشرطة العسكرية. في مراحل سرية تم تجنيد ما يشبه الاحتياطيين ومواقع "سرقة" جديدة تم نشرها في الطرقات التي تقود إلى القاعدة. وقال المقدم سفغ إنه "كان من الواضح لنا أن أي أمر مهما كان صغيرا يؤدي إلى لفت الانتباه، يمكنه أن يحبط العملية. على أية حال يتعلق الأمر هنا بضابط يدير القاعدة ويعلم بالضبط ما يحصل في كل نقطة".
الصفقة حددت عشية الصوم الكبير في قاعدة في الجنوب يخدم فيها الضابط. أ.، من سكان أور يهودا، كان في طريقه لتنفيذ الصفقة، ومن ورائه تسير سيارات استقصاء سرّية. التحرّيون كانوا متأكدين من أن الصفقة ستجري في منطقة نائية، ولكن عندما اقتربوا من بوابة القاعدة شاهدوا الضابط يخرج إلى حارس الموقع، دخل إلى سيارة المهرب ودخل معه إلى القاعدة. قوات الوحدة المركزية في قسم التحقيقات في الشرطة العسكرية، الذين كانوا منتشرين داخل القاعدة، تلقوا بلاغا حيال تغيير بالخطة.
الصفقة أنجزت داخل مكاتب الوحدة التي يخدم فيها الضابط في القاعدة العسكرية. بين كومات من الوثائق المبوبة والخطط العسكرية، نُقل من يد الضابط إلى يد الساعي، وفق الاتهام، ما لا يقل عن 50 كلغ من المخدرات. وبعد لحظات على المصافحة، دخل المهرّب إلى سيارته وهو يحمل حقيبتي تشيميدان (عسكرية) وذهب في طريقه. المقدم سفغ، الذي راقب العملية عن بعد، أمر التحريين عدم القيام بأي أمر في هذه المرحلة. أراد أن يبتعد المهرب عن بوابة القاعدة من اجل القبض عليه والتأكد أن المخدرات توجد بالفعل في سيارته والتي ستؤدي إلى سقوط الضابط. "أردنا أن يذهب بأمان" يقولون في وحدة التحقيق المركزية في تل أبيب.
بعد الابتعاد عدة كليومترات عن القاعدة، وهو يتنقل على ما يبدو بأمان بسيارته التي تحوي كمية من المخدرات التي من المفترض أن توفر له ربحا هائلا، أ. لم يشك بأي أمر. لا يعلم أن المخدرات الموجودة لديه موسومة بعلامة وقد تم وضعها عبر الشرطة وان كل السيارات التي تسير حوله هي سيارات تابعة للشرطة. في اللحظة التي توقف فيها على الإشارة السير الأولى، انقض عليه التحريون، انتشلوا مفاتيح سيارته الميتسوبيتشي، وأسرعوا بفتح مخفف الصدمة في السيارة. "قائد، البضاعة بحوزتنا" ابلغ بعد مضي ثوان الميجر غرشون المقدم سفغ، الذي انتظر في القاعدة العسكرية بتوتر كبير.
في هذه المرحلة فهم رئيس الشعبة أن كل العمل، الذي واكبه خشية كبيرة وشك هائل من إمكانية أن يكون ضابط في الجيش متورّط في قضية كهذه، لم يكن سدى. بعد لحظات على اعتقال الضابط، في عملية التفتيش التي جرت في إحدى الغرف العملية الحسّاسة في القاعدة تم العثور على 8 كلغ من الحشيشة، التي كانت على ما يبدو مخصصة للبيع في الصفقة القادمة مع بعض الهروين، بالإضافة إلى 17 ألف شيكل نقدي.
الضابط الذي تفاجأ من الاعتقال، اعترف أثناء التحقيق معه بما نسب إليه. رئيس الشعبة وقائد الوحدة المركزية في قسم التحقيقات في الشرطة العسكرية اطلعا نائب قائد اللواء الجنوبي الذي كان مصدوما من اكتشاف التهم الخطرة التي نسبت لأحد قادته، على التطورات. وقد لخصوا القضية في الشرطة بالقول انه "كان يعمل كمقاتل عادي خلال النهار، وآخر تجار المخدرات خلال الليل".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رسالة إلى تركيا: "تدريب عسكري مشترك بين اسرائيل وقبرص"
المصدر: "موقع يديعوت أحرونوت"
" ورد في التصريح الذي أفاد به سفير إسرائيل في نيقوسيا عبر وسائل الإعلام في قبرص، أن "الحديث يدور عن تدريبات روتينية، وليس هناك أي تلميح سياسي وراء تلك التدريبات". مع ذلك، أفادت صحيفة في قبرص أن الدولتين تريدان تمرير رسالة تهديد لتركيا، عقب النشاط العسكري لأنقره في البحر المتوسط – في النزاع المتواصل على الموارد الطبيعية للجزيرة.
قال الناطق باسم وزير الدفاع القبرصي، أندراس تيريموس، لوسائل الإعلام على أرضه أن "مكتبه لا يشارك في التدريبات". كذلك أُبلغ في قبرص أن الدولتين وقعتا على اتفاق العام الماضي، ومنذ ذلك الوقت تعزّز التعاون بين إسرائيل وقبرص.
وفي تركيا يتتبعون بقلق التدريب المرتقب. وقد أفادت صحيفة في تركيا أن توقيت التدريب بين إسرائيل وقبرص "سيئ بوجه خاص". بحسب التقارير في تركيا، أن التدريب يقام الأسبوع القادم، وتشارك فيه طائرات تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي. هذه الطائرات، والكلام لوسائل الإعلام في تركيا، تنطلق من قاعدة في الجزء اليوناني لقبرص.
كذلك يزعمون في تركيا أن وزير الدفاع، ايهود باراك، ونظيره من قبرص هما اللذان وافقا على هذا التدريب. هذا وربطت وسائل الإعلام في تركيا بشكل ملحوظ بين النزاع حول الغاز الطبيعي بالقرب من شواطئ قبرص، وبين التدريب المرتقب. لكنهم في قبرص زعموا أن الحديث يدور حول مجرد تدريبات إغاثة وإنقاذ.
في المقابل، أفادت وسائل الإعلام في تركيا واليونان أنه من المتوقع في منتصف الشهر القادم أن تصل إلى المنطقة حاملة طائرات تابعة للجيش الروسي. ليس واضحا أين سترسو السفينة، لكن في الدولتين قالوا أن الكلام يجري عن رسالة واضحة لليونانيين.  
وقد أثارت عمليات التنقيب المشتركة لقبرص وشركة نوبل أنرجي الأميركية، اللتين بدأتا في مطلع أيلول من جنوب الجزيرة، غضب أنقره، حيث هدّد رئيس وزراء تركيا، رجب طيب أردوغان، بإرسال سفن حربية إلى المنطقة ردا على هذه الخطوة وأوضح أن من المحتمل أن تبدأ بلاده بعملية تنقيب قبالة الشواطئ الشمالية للجزيرة، مشدّدا: "إن جيش تركيا سيستخدم طائراته، وبوارجه وسفنه الحربية من أجل مراقبة ما يجري في المجال الاقتصادي المحصور في البحر الأبيض المتوسط".
عام 1974، احتلت تركيا الجزء الشمالي من قبرص، بحجة الدفاع عن الأقلية التركية هناك. وفي عام 1983 أقيمت "الجمهورية التركية لشمال قبرص" التي لم يعترف بها المجتمع الدولي. من أجل ذلك، وبحسب القانون الدولي فإن الموارد قبالة الشواطئ الشمالية لقبرص تابعة أيضا للجزء اليونانية، الحكومة الشرعية".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
دعوة في الولايات المتحدة الى تقليص المساعدة العسكرية لإسرائيل
المصدر: "هآرتس ـ عاموس هرئيل"
" دعا كاتب في صحيفة "واشنطن بوست" الحكومة الأميركية الى إعادة دراسة حجم المساعدة العسكرية التي تقدمها الولايات المتحدة الى إسرائيل.وكتب فلتر بينكوس,أنه مطلوب تغيرات في السياسات الأميركية على خلفية قرار الحكومة الإسرائيلية بتقليص حوالي ثلاثة مليارات شيكل من الميزانية الأمنية,وفق توصية لجنة ترخنتبرغ.
وكتب "بينكوس" أنه"إذا كانت إسرائيل قادرة على تقليص نفقاتها الأمنية,بسبب مشاكل إقتصادية داخلية؟ أليس من الأجدر للولايات المتحدة التي يجب عليها أن تقلص نفقاتها العسكرية عقب العجز الخطير في الميزانية- أن تدرس تقليص المساعدة لإسرائيل.
وذكًّر "بينكوس" أنه بين الخطوات التي تدرسها المؤسسة الأمنية الإسرائيلية,في أعقاب قرار الحكومة,تأجيل شراء بطاريات إضافية لإعتراض الصواريخ من نوع "القبة الحديدية", غير تلك الأربعة التي ستمول من مساعدة خاصة بكلفة 205 مليون دولار أرسلتها إدارة أوباما لإسرئيل في بداية العام,إسرائيل أيضًا تدرس تجميد الإستثمار في منظومات إعتراض الصواريخ التي يتم تصنيعها بالتعاون مع الأميركيين,مثل "شربيط هكساميم" و"الحتس3".
وأضاف بينكوس "السؤال للإدارة,للكونغرس,وربما أيضًا للشعب الأميركي في أخذ بعين الإعتبار المشاكل الإقتصادية الحالية,هل على الولايات المتحدة تقديم الأموال التي تعوض عن التقليصات الإسرائيلية التي تقوم بها  في ميزانيتها الأمنية".
هذه وجهة النظر الثانية من نوعها التي تصل من الولايات المتحدة خلال عدة أيام.ففي الأسبوع الماضي,خلال مواجهة بين منافسين محتملين على الترشح لرئاسة في الحزب الديموقراطي لإنتخابات العام 2012, قال رون بول, عضو الكونغرس من تكساس أنه "في حال أصبحت رئيسًا فإنني سألغي المساعدة الإقتصادية لكل الحلفاء, ومن بينهم إسرائيل.
وأكد بول أن "المساعدة الأميركية تعلٍّم إسرائيل بأن تكون مرتبطة بنا وتضعف سيادتنا".وبحسب كلامه"على الولايات المتحدة أن تعطي إسرائيل الحرية لإدارة سياسات خارجية خالية من إعتبارات غربية,وأن لا تكون منزعجة من رد إنتقادي محتمل من جانب أميركا,التي من المتوقع أن تجر الى عقوبات مثل توقف المساعدة. هذا موقف متناسق لـبول ,الذي يعبر عن ذلك منذ عدة سنوات".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
باراك: "سنقدّم لتركيا كل مساعدة ممكنة"
المصدر: "موقع معاريف ـ احيكام موشيه دافيد
توجه وزير (الحرب) إيهود باراك، الى القسم السياسي ـ الأمني في وزارة (الحرب)، برئاسة اللواء (في الإحتياط) عاموس جلعاد، وطلب التوجه الى تركيا لتقديم كل مساعدة يطلبونها إثر الهزة الأرضية القوية التي ضربت شرق الدولة عند الحدود مع إيران.
بتوجيه من وزير الخارجية، أفيغدور ليبرمان، نُقلت رسالة إلى السلطات التركية، يعرضون فيها مساعدة إنسانية. كما توجّهت سفارة إسرائيل في أنقرة إلى الحكومة التركية بهذا الاقتراح.
أيضاً رئيس هيئة الأركان العامة، الجنرال بني غانتس، أمر أذرع الجيش بالإستعداد لإحتمال مساعدة تركيا إزاء الهزة الأرضية بقوة 7.3 التي شعروا بها في منطقتهم، لكي تكون القوات جاهزة إذا ما اتخذ المستوى السياسي القرار بذلك.
رئيس لجنة الخارجية والأمن، عضو الكنيست شاؤول موفاز طلب من رئيس الحكومة، ومن دون تأجيل، تقديم مساعدة طبية وعسكرية في البحث، تحديد الأماكن وإنقاذ المفقودين في الهزة الأرضية.
"يجب وضع الخلافات جانباً"
قال موفاز، "يجب وضع الخلافات القائمة جانباً ومساعدة جيراننا بسرعة"، "إنقاذ الحياة وتقديم المساعدة في وقت الحاجة هو العمل الأخلاقي الصحيح الذي يجب القيام به. هكذا تصرّفنا في الهزات الأرضية الصعبة التي ضربت تركيا، عندما كنت رئيس هيئة الأركان العامة ووزيراً للدفاع، هكذا تصرف الأتراك في كارثة الكرمل، وهكذا يجب التصرّف الآن أيضاً".
إذا قرّرت الحكومة مساعدة تركيا، فهذه لن تكون المرة الأولى. ففي العام 1999 قُتل حوالي 18 ألف شخص، من بينهم أيضاً عدد من الإسرائيليين، بعد أن ضربت هزتين أرضيتين بقوة 7.3 غرب الدولة وخلّفت دماراً هائلاً.
أرسل الجيش الإسرائيلي ثلاث بعثات بإدارة الجبهة الداخلية الى تركيا، حيث أُقيم مستشفى ميداني لمعالجة المصابين والمساعدة على إنقاذ المتضررين من الكارثة".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
خلع الاسد سيؤدي الى تفكك سوريا والقضاء على المطالبة باستعادة الجولان اليها
المصدر: "موقع NFC الاخباري ـ حان بن إيلياهو"
" يشكل إغتيال معمر القذافي بواسطة الثوار الليبيين، وخلع نظامه نهائيا بعد قرابة أربعين عاما، يشكل بلا شك ذورة جديدة. ذروة أخرى في "ربيع الشعوب العربية" تُسجل نصب أعيننا المندهشة، ونصب أعين العالم بأسره.
الديكتاتور بن علي رحل. أمر جيد للتونسيين، ولكن بسبب وضع العلاقات مع تونس وبسبب المسافة بيننا، فإن خلع بن علي لا يعتبر أمر جوهري بالنسبة لإسرائيل، عدا من زاوية المغزى، وهو أن الثورة في تونس هي التي أشعلت جميع هذه الخطوات التاريخية الكبرى والهائلة.
الديكتاتور مبارك رحل. جميل جدا، خاصة للشعب المصري. وبالنسبة لإسرائيل، من المحتمل أن يحمل رحيله تداعيات بعيدة المدى، خاصة وأن إتفاقية السلام بين البلدين ستقف أمام إختبار في السنوات القادمة. وينبغي وضع اليد على القلب طوال الوقت، والتأهب لجميع الإحتمالات، بما في ذلك الإحتمالات الحربية.
الديكتاتور القذافي رحل. جميل جدا للشعب الليبي الذي نجح في التحرر من زعيمه المجنون، جميل أيضا لباقي الأمم أن يرحل القذافي، حيث هبط مستوى الجنون العالمي برحيله. وبالنسبة لإسرائيل، لا يحمل إغتيال وخلع نظام القذافي أهمية حقيقية، خاصة بسبب توجهه نحو الإعتدال في السنوات الأخيرة، وتخليه عن البرنامج النووي الليبي وتقاربه مع الغرب.
وبالنسبة لإسرائيل، المعنى العميق لتلك الأحداث، وخاصة إغتيال القذافي، يكمن في أنها تصب الزيت بشكل فوري على نيران الإنتفاضة في سوريا، وتعيد تزويدها بالوقود، وتزيد من قوة الحريق الذي يهدد بإلتهام نظام الديكتاتور بشار الأسد. كما ينبغي أن نأمل أن يفهم العرب الفلسطينيون الذين يشكلون أغلبية من بين مواطني الأردن، ويدركون أنه آن الأوان للإنتفاضة وخلع سلطة الملك الطاغية عبد الله من فوق رؤسهم.
وهكذا نرى أنه بخلع الرئيس السوري الأسد والملك الأردني عبد الله مستقبلا من الساحة الشرق أوسطية، كل واحد منهما بدوره، من خلال ثورات مدنية في سوريا والأردن، هذا الأمر يحمل بين طياته أهمية ومغزى كبير لإسرائيل، والتي ستحصل على هدية سياسية ثمينة في الحالتين.
فخلع نظام الديكتاتور الأسد سيجلب معه قريبا جدا تفكك سوريا إلى عدد من العناصر القبلية. هذا التفكك سوف يؤدي إلى توقف نهائي للمطالبة بإعادة الجولان بالكامل مقابل إتفاق سلام. وتستطيع إسرائيل أن تدير مفاوضات حول السلام مع العناصر المناسبة التي ستتاخم الجولان. وفي حال إقتضت الحاجة، وبهدف إعادة جزء من الكرامة الضائعة إلى أحدهم، يحتمل أن نقوم بإنسحاب شكلي ما، من دون المساس بالمستوطنات في الجولان. ولكن مقابل مساعدات سخية، وربما حتى لا يحدث هذا الأمر بالضرورة. وفقط ببعض الصبر سوف يكون "السلام و الجولان" في أيدينا!.
أما خلع الملك الأردني عبد الله، وتحويل المملكة الهاشمية الأردنية إلى دولة فلسطينية، فهو يكاد أن يكون أمر مُلح من الناحية الأخلاقية والتاريخية. فالأردن هي هجين، تم إنتاجه وإرسائه عبر البريطانيين لإعتبارات غريبة تتعلق بمناطحة المشروع الصهيوني، وتقليص المنطقة التي خُصصت له في مؤتمر (سان – ريمو). ومن أجل ذلك، جلب البريطانيون جد هذا الـ (عبد الله) من الحجاز، والذي كان يفتقر إلى أي طموح سياسي وولوه عليها.
واليوم، وبعد أن شكل العرب الفلسطينيون أكثر من 70% من مواطني المملكة، ويحكمهم الملك والموالون له بقوة الذراع، لم يبقى أمام هؤلاء الفلسطينيين سوى تعميق انتفاضتهم، القيام بشجاعة ضد النظام، وطرد الملك، وتأسيس دولتهم الفلسطينية في الضفة الشرقية لنهر الأردن.
الأردن هي فلسطين، وفلسطين هي الأردن. وحتى تتضح هذه الحقيقة التاريخية، على إسرائيل أن تتماسك أمام جميع الضغوط الدولية. الوقت يعمل لصالحنا، وهو ما سيوضح هذا الواقع القابل للتحقق. فقط مع بعض الصبر بالمفهوم التاريخي للكلمة، سوف يتضح أن تعويذة (دولتان لشعبين) ستتحقق بالطريقة الصحيحة والمناسبة: دولة يهودية للشعب اليهودي على كامل أرض إسرائيل غربي الأردن، ودولة أردنية – فلسطينية لرعاع العشائر العرب الذين يطلقون على أنفسهم (الشعب العربي الفلسطيني) في الجزء الآخر من أرض إسرائيل، أي في الضفة الشرقية لنهر الأردن.
وهكذا، من بين جميع الثورات في الشرق الأوسط، فإن الثورتين اللتين لم تكتملا بعد هما الأكثر أهمية بالنسبة لدولة إسرائيل، ففي كل واحدة منهما يكمن زخم لتغيير عميق في الوضع الإستراتيجي لإسرائيل. وبناء عليه، على إسرائيل أن تبذل ما في وسعها، في العلن وبشكل أساسي في الخفاء، بهدف تأييد، مساعدة، تشجيع، وتمرير الثورة المدنية سواء في سوريا أو في الأردن.
إن الخلع المنشود لـ (الأسد وعبد الله)، ورحيلهما في أعقاب القذافي، مبارك، وبن علي، سيشكل بالنسبة لإسرائيل حظا كبيرا ومُهما لمواصلة طريق المشروع الصهيوني، وضمان قيام إسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية، وعيشها بسلام طوال مئات السنين، وفي جميع أنحاء أرض إسرائيل الغربية".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تمنيات اسرائيلية: مضى القذافي فهل الأسد على الطريق؟
المصدر: "اسرائيل اليوم ـ ايلي أفيدار"
"تم استقبال صور القذافي وهو يستجدي الابقاء على حياته في ذعر في مكاتب حزب البعث في سوريا. فاذا كان يوجد من اعتقد ان القمع العنيف للمظاهرات سيمنع عن الحكام العرب مصيرا يشبه مصير مبارك، فان جثة حاكم ليبيا السابق المهشمة بيّنت ما هو البديل عن قفص الاعتقال. والاسد يدرك انه في وضع إما ان يكون أو لا يكون. والاضطرابات في بلاده لم تخفت لحظة حتى في الفترات التي قل فيها اهتمام وسائل الاعلام الاسرائيلية والعالمية بها. ومن المعقول الآن افتراض ان الانتباه سينحصر مرة اخرى في سوريا وان الضغط على النظام من الداخل والخارج سيزداد.
ان أكثر مواطني سوريا مشاركون على نحو من الأنحاء في الانتفاضات أو يؤيدونها. والصور من ليبيا تمنحهم التشجيع. انقلب الفرض الاساسي في سوريا فلم يعد السؤال الآن هل سيجتاز بشار الاسد الانتفاضات بل متى سيسقط ومن سيحل محله.
في حين يقف مواطنو ليبيا في الصف لالتقاط الصور مع جثة القذافي، أعلن حاكم سوريا هذا الاسبوع عزل حاكمي محافظتين في دمشق وإدلب، وفي المقابل يمكن توقع تصعيد آخر في قوة الرد العلوي على المتظاهرين. يحاول الاسد كل حيلة للبقاء لكن الاتجاه العام في غير مصلحته. ان أكثر الجيش السوري محتجز في معسكرات الجيش كي لا يترك الجنود والضباط السنيون الجيش بجموعهم وينضموا الى المعارضة. وليس السؤال المثير للاهتمام اليوم ما هي الخطوة التالية للنظام، بل كيف ستبدو سوريا في اليوم الذي يلي انهيار السلطة وزمن الفترة الانتقالية حتى انشاء طريقة حكم جديدة في الدولة.
ستؤدي السعودية خاصة دورا مهما في هذه الفترة. فعلى مدى سنين، ومنذ ايام عبد الناصر، صارعت السعودية مصر على الهيمنة على العالم العربي، لكنه منذ سقوط مبارك بقيت وحدها في الميدان متفاجئة. وتم القضاء ايضا على زعماء آخرين أرادوا التأثير في العالم العربي كصدام حسين والقذافي. ويناضل جيل جديد من اجل الهيمنة على المنطقة وعلى رأسهم اردوغان التركي واحمدي نجاد الايراني وكلاهما غير عربي. فهذه ساعة السعودية – فعليها ان تُحدث اجراءات حقيقية لا أن تخرج بمبادرات غير ملزمة فقط. أما لبنان فخسره العالم السني وأما سوريا فانه يستطيع ان يعيدها الى حضنه.
ان احمدي نجاد، الذي يمثل مع ايران الاسلام الشيعي، عرّض بنية بلاده أن تملأ الفراغ الذي سينشأ في العراق مع مغادرة القوات الامريكية حتى نهاية العام. وبرغم مشكلات ايران الداخلية فانها تلحظ ساعة مناسبة في ربيع الشعوب العربي وتسهم في تأجيج الاضطرابات في دول الخليج، باستعمال فعال لتأثيرها في الأقليات الشيعية في البحرين والسعودية.
ان سوريا دولة مفتاح في الصراع: فهي مرساة سنية تقطع الامتداد الشيعي الذي يبدأ في ايران ويمر بالبحرين وشرقي السعودية وينتهي الى لبنان. وفي السعودية يدركون التهديد من قبل ايران لكن ليس واضحا هل الملك عبد الله السعودي قادر على الارتفاع الى عظم الساعة والمسؤولية الملقاتين على كاهله، أم أنه سيفضل الاستمرار في حصر عنايته في شؤونه الداخلية وإقرار سلطته.
انتهت في هذا الشهر فترة في العالم العربي. وبلغت نهايتها معارك الملاكمة التقليدية بين رؤساء الدول الذين صبغوا الأحداث بصبغتهم عشرات السنين. بقي عبد الله وحده وليس مؤكدا ألبتة هل يفرحه هذا النصر. سيكون امتحانه الاول في نضاله للهيمنة الشيعية المتفشية. ان أنظار العالم السني تتطلع الآن اليه".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
محلل اسرائيلي: موت القذّافي قوّة لـ "الربيع العربي" والقاعدة
المصدر: "يديعوت أحرونوت ـ رون بن يشاي"
" معمّر القذّافي قُتل على أرض ليبيا. ألقي عليه القبض في المعركة التي اندلعت في مسقط رأسه في مدينة سرت، وأخرج ليقتل بقسوة على أيدي الجنود الثوّار. هذه الحقيقة المروعة، مع حقيقة أن الموالين له كانوا يحاولون النجاة بأنفسهم، تعطي حالياً قوّة دافعة مجدّدة لموجة الثورات في العالم العربي، خصوصاً في سوريا واليمن، حيث تدور هناك حالياً حروب أهليّة عشائرية كما في ليبيا. لكن، ليس فقط هناك.
القذّافي، هو الديكتاتور العربي الثالث الذي فقد هذا العام كرسيّه، كنتيجة مباشرة مما يسمّى (مستدل عليه) في الغرب "الربيع العربي" والرّابع الذي أُبعد في السنوات الثماني الأخيرة. كان الأوّل الطاغية العراقي صدّام حسين في العام 2003.
لذلك فإن موت القذّافي بمثابة قرع أجراس الموت لكلّ الأنظمة في الشرق الأوسط ودول المغرب التي ما زال يرأسها حكّام مسلمون من السلالة القديمة. بدءاً بالبحرين ومروراً بالأردن، المغرب وأيضاً في إيران. إن تصفية القذّافي تثبت للحكّام في هذه الدول، أنّ القمع المتعسّف والقاسي لا يحصّن في الحقيقة حكمهم من الانقلاب، وأن موارد النفط الجبّارة التي في حوزتهم، تسمح لهم بشراء هدوء اجتماعي وسياسي فقط خلال فترة محدودة.
هؤلاء الحكّام في معضلة صعبة اليوم وتقريباً غير قابلة للحلّ: من جهة، في حال أجروا إصلاحات ديمقراطية جوهرية ومنحوا شعوبهم حرّية التعبير والتنظيم، هم سيمنحون قوّة للمعارضة وسيفتحون صندوق باندورا [صندوق يحتوي على الويلات والشرور] التي من شأن النتوءات التي تخرج منه تقريباً أن تزعزع استقرار نظامهم وفي نهاية الأمر ستؤدي إلى سقوطهم. ومن جهة ثانية، في حال لم يقوموا بإصلاحات، ستتعاظم الثورة ضدهم ومن شأنها أن تضع نهاية لنظامهم.
بينما الديمقراطيون مرتبكون حول ماذا يمكن عمله بالضبط، جاءت نهاية القذافي التي أعطت نفخة قوية للرياح الخلفية لمعارضي النظام في أراضيهم، وأوضحت لهم أنه من المحتمل أن يكون القطار قد فاته. لذلك، النتيجة المباشرة والأهمّ حالياً لرحيل القذّافي عن عالمنا، هي إضعاف الأنظمة القديمة، وتعزيز الثورات والروح الثورية في العالم العربي.
في نهاية المرحلة، المستفيدون من الوضع هم عناصر الإسلام المتطرّف. التنظيم والحافز الديني لهؤلاء العناصر يمنحانهم الأفضلية إزاء العناصر الليبرالية والعلمانية في الحركات الثورية العربية وتقودهم تقريباً بالضرورة إلى مواجهة مع المتمرّدين في قسمه السياسي وقسمه العنيف.
وهذا يحصل أيضاً في ليبيا. العناصر الإسلاميون، الذين يعتبر قسم منهم عناصر في القاعدة، والذين جزّر بهم القذّافي في التسعينيات الأخيرة، يديرون حالياً صراعاً شديداً بهدف شغل مناصب رئاسية في الحكم الجديد الذي يحاول النهوض كبديل لنظام القذّافي.
التخوّف من جعل ليبيا "عراق"
المستشارون الغربيون، خصوصاً ضبّاط الناتو، الذين يساعدون الثوار في حربهم، لا ينجحون في كبح هذا السباق للإسلاميين خلف مراكز قوّة، الأمر الذي يثير قلقاً كبيراً في وسطهم. إنّ سيطرة الإسلاميين على ليبيا من شأنه أن يمزّق المساعي لإصلاح تدفّق نفط وغاز الدولة إلى أوروبا، وقد يؤدّي أيضا إلى تأسيس قاعدة جهاد عالمي هناك، كما في الصومال. من قد تكبح هذا الاتجاه الخطر، هي دول أوروبا والولايات المتحدة، التي يدين لها المتمردون بانتصارهم. فهي أمّنت لهم قوات خطّ الدفاع الأوّل ضد الفوضى التي قد تحدث الآن، كما حصل في العراق مع سقوط صدّام حسين.
العِبر التي استخلصها الأمريكيون في العراق مهمة في ذلك الحين. عندما سقط صدّام حسين تحّول السنّة الذين كانوا موالين للحكم إلى مطاردين. وكان من طاردهم الشيعة بمساعدة الأمريكيين. فقد رمي ضباط رفيعين وجنود سنة عاديين، خدموا في جيش طاغية العراق، في الشارع، ومنعوهم من الاقتراب من وظائفهم في الحكومة.
ونتيجة ذلك، سادت فوضى حكومية لم تتعاف منها العراق حتى اليوم. والأسوأ من ذلك، خرج السنّة، الذين فقدوا أي مركز قوّة أو فائدة اقتصادية، بحركة إرهابية واسعة دفع ثمنها آلاف العراقيين والكثير من جنود الولايات المتحدة.
وتجدر الإشارة بهذا الشأن أنه في ليبيا ثمّة مئات الآلاف، بل ربما الملايين من المدنيين وعناصر الجيش الذين يحافظون على ولائهم للقذّافي، من بينهم، رؤساء وأبناء العشائر الذي حظي الطاغية الليبي بدعمهم من خلال المكافآت وأموال النفط، والمدنيين، بالأخصّ، من الطبقة الوسطى، الذين منحهم تعليماً أفضل وسكناً مقبولاً.
الحاكم، الذي قُدّم في الغرب كطاغية مهووس وغير متوقّع، سحر أعين الكثيرين جداً في بلاده، كما أعاد للعرب كبرياءهم الذي أخضعه حكّام الغرب، الذين احتاجوا للنفط الليبي، للرقص على موسيقى نايه والتسليم بنزواته الغريبة. كلهم مئات آلاف، الذين حافظوا في الأشهر الأخيرة على ولائهم للقذّافي، يخافون الآن من أن يغلق المتمردون الحساب معهم. إذا صحّ تخوّفهم، سيستمرّ النزاع العنيف. قد يسود الهدوء في البداية، وبعد وقت قصير سينفجر من جديد. جعل الحرب الأهلية الليبية "عراقية" قد تصيب أيضاً مصالح الغرب، وخصوصاً تدفّق النفط.
المخزن ما زال مليئاً
أوقفت إسرائيل القذافي عن التعرّض للخطر مباشرة قبل سبع سنوات، عندما قرّر التقرّب من جديد إلى الغرب، وفي نفس المناسبة، تنازل عن الخطّة النووية العسكرية التي قدّمها وعن صواريخ "سكود" التي كانت في حوزته. قبل ذلك، هدّد القذّافي إسرائيل ومواطنيها من ثلاث جهات: الإرهاب، تهديد حرية إبحار السفن الإسرائيلية في حوض البحر المتوسّط، المشاركة في الحروب (أرسل القذّافي عدّة طائرات من نوع ميراج في طلعات هجومية في سيناء في حرب يوم الغفران) ومؤخراً سلاح غير تقليدي وصواريخ أرض- أرض.
كل ذلك ليس موجوداً اليوم، لكن الكميات الهائلة للسلاح غير التقليدي الذي جمعه القذّافي باستحواذية، خلقت تهديداً جديداً. لقد سُرق هذا السلاح بكميات كبيرة من قبل المتمردين الليبيين والمقربين منهم وبيع لكل من يطلبه، بما في ذلك حماس وربما أيضاً حزب الله. كما أنّ هذا السلاح يصل إلى غزّة عبر مصر، ويضم صواريخ كتف مضادّة للطائرات، صواريخ مضادّة للدبّابات وغيرها. والحديث لا يدور عن صواريخ حديثة. بل، "ستارلوت" (SA-7) القديمة، لكن فيها أيضاً ما يخلق تهديداً للمروحيات والطائرات الحربية التابعة للجيش الإسرائيلي في كل الجبهات خصوصاً بسبب الكميات الهائلة المتدفقة من ليبيا.
لا أحد في الغرب ينوح في الواقع على القذّافي. النقيب الذي عيّن نفسه كولونيلاً و "زعيم الثورة" قبل 42 سنة. كان مصدّراً كبيراً للنفط، وكذلك للإرهاب. لقد نفّذ رجاله عمليات ضد أهداف غربية، من بينها طائرة "فان أمريكان" التي سقطت فوق لوكربي في سكوتلاندا. لقد دعم القذّافي أيضاً بصورة ناشطة بالمال، بالسلاح وبالتدريبات على أرض ليبيا المنظمات الإرهابية.
مع رحيل القذّافي اليوم، ذهب إلى عالمه الأخير الحكّام الناصريون العرب. من آمن وحاول أن يطّبق تعاليم جمال عبد الناصر طوال حياته الشابة. لكن ليس فقط عبد الناصر كان له نموذجاً. فهو حاول تقليد ماوتسي تونغ، زعيم الثورة الشيوعية في الصين. لقد كتب ماوتسي تعاليمه ونشرها في الكتاب الأحمر الذي كان كتاباً مقدّساً للشبان ومواطني الصين. القذّافي، بالضبط لمن يرى نفسه اشتراكي مسلم كتب "الكتاب الأخضر". لم يبق أي أمر حقيقي من أفكار القذّافي الواهم خارج ربما الكرسي الحكومي الذي تعيش فيه ليبيا حتى هذه الأيام بالذات".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الجيش الاسرائيلي سيوصي بتعزيز عباس بسلسلة بوادر طيبة.. مستشارو نتنياهو: يجب معاقبته..
المصدر: "هآرتس – عاموس هرئيل وباراك رابيد"
" في هيئة الاركان العامة للجيش الاسرائيلي يتبلور الرأي بان على اسرائيل أن تتخذ سلسلة بادرات طيبة تجاه السلطة الفلسطينية، بهدف تقليص الضرر الذي لحق بالسلطة عقب صفقة شليط الاسبوع الماضي، واعادة توازن علاقات القوى بينها وبين حماس. ومن المتوقع للجيش الاسرائيلي أن ينقل في الشهر القادم الى القيادة السياسية عدة توصيات لخطوات هدفها تعزيز مكانة السلطة، بما فيها تحرير سجناء فلسطينيين آخرين ويحتمل أيضا نقل المزيد من المناطق للمسؤولية الامنية الفلسطينية في الضفة الغربية.
في محيط نتنياهو وكذا داخل محفل الثمانية توجد معارضة لبادرات طيبة من أي نوع تجاه عباس. مستشارو نتنياهو يتحدثون في المداولات المغلقة عن أن "عباس يجب أن يعاقب على استمرار خطوته في الامم المتحدة". ويشير المستشارون الى "اننا لا نريد انهيار السلطة الفلسطينية، ولكن اذا حصل هذا، فهو لن يكون نهاية العالم".
في نقاش أجراه الاسبوع الماضي وزير الدفاع ايهود باراك، قال منسق أعمال المناطق اللواء ايتان دانغوت ان رئيس السلطة محمود عباس (ابو مازن) يهدد بالاستقالة من منصبه على خلفية الجمود السياسي، تعزز حماس في اعقاب صفقة شليط والتخوف من فشل الخطوة في مجلس الامن في الامم المتحدة.
في جهاز الامن بدأت، فور انتهاء المرحلة الاولى من صفقة شليط في 18 تشرين الاول،  سلسلة مداولات ترمي الى التقدير كيف يمكن ان يكون عليه "اليوم التالي" في الجانب الفلسطيني. محافل الاستخبارات ذات الصلة – شعبة الاستخبارات في هيئة الاركان، جهاز الامن العام "الشاباك" وجهاز تنسيق الاعمال في المناطق – موحدة في التقدير بانه لحق بالسلطة الفلسطينية بقيادة الرئيس محمود عباس (ابو مازن) ضرر ذو مغزى في الصراع مع حماس على الهيمنة في المناطق. السؤال الذي يطرح الان هو كم يمكن التقرب من عباس.
موظف اسرائيلي كبير اشار الى أن عباس شعر بان صفقة تحرير جلعاد شليط كانت جزءا من محاولة اسرائيلية للانتقام منه على الخطوة في الامم المتحدة. في محادثات مغلقة تحدث بان اسرائيل عملت على وعي على تعزيز حماس واضعافه.
في الجيش يسود قلق، منذ فترة طويلة، في ضوء الازمة مع قيادة السلطة. وحتى قبل الخطوة الفلسطينية لاعتراف احادي الجانب بدولة في الامم المتحدة، في الشهر الماضي، طرحت أفكار عن مبادرات طيبة محلية بهدف تهدئة الخواطر، ولكن القيادة السياسية رفضتها. أما الان، بعد انهاء صفقة شليط، فانه يجري بحث الافكار من جديد. احداها تتعلق بالقسم الثاني من الصفقة، والتي يفترض أن يتحرر فيها نحو 550 سجينا. وحول قائمة السجناء هذه التي لم تتبلور بعد تمارس ضغوط مختلفة ولكن يبدو أن اسرائيل ستركز على سجناء امنيين صغار نسبيا، معظمهم من رجال فتح.
اضافة الى ذلك، بمناسبة عيد الاضحى الاسلامي، الذي سيحل بعد نحو اسبوعين، تتبلور توصية بتحرير المزيد من السجناء، غير الـ 550، كبادرة طيبة للسلطة. اقتراح آخر طرح يتعلق بتغيير مكانة قسم من مناطق "ب" التي حسب اتفاقات اوسلو توجد تحت سيطرة اسرائيلية أمنية. وتتجه النية الى اقتراح نقل بعضها الى مكانة المنطقة "أ" بسيطرة فلسطينية كاملة. ويدور الحديث اساسا عن مناطق في شمالي السامرة بين جنين، نابلس وطولكرم، حيث ليس هناك تواجد ذو مغزى للمستوطنات الاسرائيلية. يحتمل أن بالتوازي تدرس من جديد مسألة اعادة جثث مخربين الى السلطة وهي البادرة التي جمدت قبل بضعة اشهر في اللحظة الاخيرة بتدخل مكتب رئيس الوزراء ووزير (الحرب).
على أي حال، يسعى الجيش الى التوصية ببادرات طيبة ذات مغزى وليس بخطوات طفيفة، كازالة حواجز ترابية لا تزال قائمة في قسم من طرق الضفة أو الافراج عن مجرمين جنائيين محبوسين في اسرائيل. وزير الدفاع ايهود باراك، أعرب في الماضي عن تأييده لبادرات طيبة واسعة نسبيا تجاه السلطة. بالمقابل، يشكك رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن يكون في ذلك جدوى. وزير الخارجية، افيغدور ليبرمان، عارض في الماضي بشدة خطوات مشابهة.
جزء من المعضلة يتعلق بمسألة ما هي على الاطلاق نوايا الرئيس عباس في المدى الزمني القريب. في القيادة السياسية، وبين رجال الاستخبارات ايضا هناك من يعتقد بان عباس فقد تماما الاهتمام في خطوات منسقة مع "اسرائيل". وحسب هذا النهج، فان عباس ليس معنيا على الاطلاق في استئناف المفاوضات السياسية وهو يفضل مواصلة مسار التوجه الى الامم المتحدة والاسرة الدولية، انطلاقا من الرغبة في الوصول الى انجازات فلسطينية تفرض على اسرائيل رغم معارضتها. وعلى خلفية تحفظ نتنياهو، هناك شك في أن تحظى توصيات الجيش الاسرائيلي، عندما ترفع، بتأييد رئيس الوزراء.
مسؤولون كبار في السلطة الفلسطينية قالوا في الايام الاخيرة ان الخطوة الاساس التي يتوقعونها من جانب "اسرائيل" هي تحرير سجناء أمنيين قدامى، من رجال فتح، كانوا محبوسين قبل اتفاقات اوسلو قبل 1993. في السلطة ادعوا بان كل الاتصالات التي جرت مع "اسرائيل" مؤخرا على نقل مناطق الى المسؤولية الامنية الفلسطينية باءت بالفشل.
منسق أعمال المناطق اللواء دانغوت قال في نقاش عقده وزير (الحرب) ايهود باراك الاسبوع الماضي ان رئيس السلطة محمود عباس (ابو مازن) يهدد بالاستقالة من منصبه. وحسب موظف اسرائيلي كبير اطلع على تفاصيل النقاش، فقد أعرب دانغوت عن قلق شديد من الرسائل التي تصدر عن قيادة السلطة الاسبوع الماضي بل وبلغ عن مزاج مترد للغاية يعيشه عباس. وأوضح الموظف الاسرائيلي الكبير بان عباس ومستشاريه يظهرون حالة ضغط شديدة بل ويأس في اللقاءات التي يعقدونها مع محافل دولية مختلفة.
من المعلومات التي وصلت الى اسرائيل في الاسابيع الاخيرة يتبين أن بعضا من مستشاري عباس، ولا سيما رئيس الفريق المفاوض صائب عريقات يشجعون على أن يعلن لاسرائيل وللولايات المتحدة بانه "يعيد المفاتيح" ويحل السلطة الفلسطينية. وحسب موظف اسرائيلي كبير، أوصى عريقات عباس بان يطلب رسميا من اسرائيل استعادة صلاحيات السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية.
مستشارو رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ممن اطلعوا على ذات المعلومات لا يتعاطون معها بجدية ويدعون بان هذه مناورة يكررها عباس كل بضعة اشهر.
عباس ومستشاروه قلقون من التقدم البطيء للخطوة في الامم المتحدة. اللجنة التي عالجت الطلب الفلسطيني سترفع استنتاجاتها في 11 تشرين الثاني والتخوف الفلسطيني هو أنه بسبب ضغط امريكي ستطلب اللجنة بضعة اشهر اخرى للبحث في الطلب الى حين تغيير تركيبة مجلس الامن في كانون الثاني. التركيبة الجديدة ستجعل من الصعب على الفلسطينيين تجنيد تسع دول تؤيد طلبهم.
وكان عباس طرح كانون الثاني 2012 كموعد بعده يعتزل منصبه اذا استمر الجمود. لهذا السبب تجده معنيا بان يقترح على رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل في لقائهما القريب بعد نحو اسبوع اجراء انتخابات للرئاسة والبرلمان والمجلس الوطني الفلسطيني في كانون الثاني. عباس لا يعتزم طرح ترشيحه لولاية اخرى".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
84 رجل آثار كبار يدعون الى الوقف الفوري لمشروع متحف التسامح في القدس..
المصدر: "هآرتس – نوعام دابير"
" 84 عالم أثار كبار من مؤسسات البحوث الرائدة في العالم يدعون مركز شمعون فيزنتال، بلدية القدس وسلطة الاثار الى الوقف الفوري لاقامة متحف التسامح في وسط العاصمة. في رسالة ارسلت في نهاية الاسبوع الى الهيئات الثلاثة يدعي علماء الاثار بان اقامة المتحف على المقبرة الاسلامية في ماميلا يتعارض وقواعد الاخلاقيات المتبعة في العالم في علم الاثار بل ومع قانون الاثار الاسرائيلي. في ايار 2010 نشرت "هآرتس" تحقيقا شاملا عن اخلاء البقايا سرا من المقبرة.
"تخريب مقابر تاريخية هو عمل ذو نزعة قوة بحق السكان القدامى للقدس"، يقول البروفيسور هارفي فايس من جامعة ييل، كبير الباحثين في بدايات الحياة المدينية في العالم. "تدنيس ماميلا هو مأساة ثقافية وتاريخية متواصلة".
الحجج التي تطرح في الرسالة، والتي تعنى فيما تعنى بمعالجة الهياكل التي عثر عليها في المقبرة، بحثت في السنوات الاخيرة في هيئات قضائية مختلفة في اسرائيل. وقد حسمت محكمة العدل العليا ضد الملتمسين.
يونتان مزراحي، احد مؤسسي منظمة علم الاثار اليسارية "عيمق هشفيه" (موضع المساواة) وأحد الموقعين على الرسالة، يوضح بان هذه مبادرة أكاديميين من خارج البلاد "دون التطرق الى حدث موضعي" على حد تعبيره. "وكون الأمر من ناحية دولة اسرائيل قد حسم، فقد تقرر ممارسة الضغط على الهيئات التي تمول المشروع في الولايات المتحدة. اهمية الرسالة هي في الشخصيات الموقعة عليها، حيث أن هؤلاء هم ذوو صيت عالمي".
في الفقرة الاخيرة من الرسالة يدعو علماء الاثار مدراء مركز فيزنتال الى التعامل باحترام مع المقبرة الاسلامية، "مثلما يطلبون هم أنفسهم التعامل باحترام مع المقابر اليهودية في أرجاء العالم"، وبروح قيم التسامح التي يسعون الى ترويجها. ووقع على الرسالة بعض من الشخصيات الاساس في البحوث الاثرية: البروفيسور جي نيكولاس بوستغيت والبروفيسور جوان اوتس من جامعة كمبردج من بريطانيا، المختصان ببحوث ما بين النهرين، وكذا باحثون من جامعات في الولايات المتحدة، بريطانيا، سويسرا، فرنسا، اسبانيا، اليابان ولبنان. ويدعم موقعي الرسالة مركز الحقوق الدستورية في الولايات المتحدة وكذا مأمور حقوق الانسان في الامم المتحدة ومنظمة اليونسكو.
وجاء من مركز شمعون فيزنتال بان "الحجج المطروحة في الرسالة قديمة، مغلوطة في جوهرها ومزعومة من ناحية الحقائق. كل الاعمال في النطاق نفذت حسب قرارات المحكمة العليا بعد أن ردت كل الالتماسات التي رفعت في هذا الشأن. وفي قرارها قضت محكمة العدل العليا بان النطاق لا يستخدم مقبرة منذ 50 سنة، وقد استخدم عمليا كموقف عمومي للسيارات دون أن تطرح حتى ولا شكوى واحدة على ذلك. أحد لم يتعامل مع النطاق كمقبرة، لا الجمهور الغفير ولا الجالية الاسلامية". وجاء من مركز فيزنتال أيضا بان حفريات الانقاذ في النطاق نفذت باشراف سلطة الاثار وان البقايا نقلت الى الدفن في نطاق المقبرة الاسلامية المجاورة. "الرسالة هي جزء من صراع سياسي ضد البناء القانوني في الاراضي السيادية للقدس الغربية. كل الحجج المطروحة في الرسالة عرضت في عدد لا يحصى من الالتماسات الى المحكمة العليا وهذه ردتها واحدة واحدة". واضافت هذه المصادر بان الاعمال لاقامة المتحف ستبدأ في الاسابيع القريبة القادمة.
وجاء من بلدية القدس التعقيب بان "مسألة تخطيط متحف التسامح مرت بعموم الهيئات التخطيطية والقضائية في دولة اسرائيل وذلك أيضا بعد أن قضت محكمة العدل العليا في الموضوع وصادقت على اقامة المتحف – وهو القرار الذي أدى الى نهاية النقاش القضائي والتخطيطي".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من يحتاج الى الحاخامية
المصدر: "هآرتس"
" على مدى كل سنوات وجود اسرائيل سلم الجمهور العلماني رغم أنفه باحتكار الحاخامية الرئيسة بكل ما يتعلق بالاحوال الشخصية. واضطر الكثيرون الى عقد مراسيم دينية فرضت عليهم رغم أنفهم، والا فان وزارة الداخلية ما كانت لتعترف بهم كمتزوجين. وحتى اولئك الذين تجاوزوا العملية المضنية هذه وأجروا مراسيم الزواج المدنية في خارج البلاد تبين لهم، عندما سعوا الى الطلاق، بان الدولة لن تعترف بطلاقهم الا اذا نفذتها المؤسسة الحاخامية التي تملصوا منها.
هذا الواقع المثير للحفيظة أثقل على نحو خاص على كل من لا يعتبرون يهودا حسب الشريعة، بمن فيهم مئات الاف المهاجرين من رابطة الشعوب ومن اثيوبيا، ولكن ايضا على مواليد البلاد ممن ملوا الاكراه. في السنوات الاخيرة سجل ميل للتأصل والتطرف الفقهي في الحاخامية. وهذه تحدث مصاعب عديدة لعموم المواطنين، تفاقم الصدام بينهم وبين المؤسسة الدينية وتقيد عمليا قدرة العديد من الناس على تحقيق حقهم الاساس في اقامة اسرة.
اذا نشأ الانطباع بان الجمهور العلماني الصامت وحده يعاني من هذا الربط الكريه بين الدين والدولة، وهو فقط خلق لنفسه طرقا التفافية مثل مكانة "العشيرة" وعقد الزيجات في قبرص، يتبين الان بان جمهورا غفيرا من معتمري القبعات المحبوكة ينفر من النظام القائم، ولكن في ظل غياب مخرج آخر يخلق طريقا التفافيا في صورة عقد زيجات خاصة ("عريشة متجاوزة للحاخامية"، بقلم يئير أتينغر، "هآرتس" 21/10). هذا الطريق الالتفافي يدل على أزمة حقيقية ويثير السؤال: اذا كانت أغلبية الجمهور تعاني من طغيان موظفي الشريعة، والذين لا يستخدم الاصوليون خدماتهم على أي حال، فمن، باستثناء الاحزاب الدينية، لا يزال يحتاج الى الحاخامية. من كل النواحي، الاجتماعية، المدنية والاقتصادية – من الافضل نقل صلاحياتها الى السلطات المحلية بحيث تقدم خدمات دينية حسب احتياجات الجمهور. الى جانب ذلك، يجب ادخال تعديلات على القانون والسماح، الى جانب عقد الزيجات الدينية، بالزواج المدني للجميع. المجتمع الاسرائيلي يثور، لا يزال بأدب جم، ضد الاكراه الديني. على الحكومة أن تقرر ما هو الاهم لها: التحالف مع الاحزاب الاصولية ام رفاه المواطن".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حرِّرنا ايضا يا بيبي
المصدر: "هآرتس ـ عكيفا الدار"
" حينما احتضنت جسم جلعاد شليط الهش، ربما فكرت في أخيك يوني الذي ضحى بحياته من اجل اعتقاد يقول انه ينبغي عدم اجراء تفاوض مع ارهابيين. وحينما سمعت ابتهاج الفرح في غزة لرؤية القتلة الذين حررتهم، يمكن ان تكون تذكرت ما لا يحصى من الخطب، والكتابة عن محاربة الارهاب بلا هوادة. فقد مهدت لك الطريق من مصنع أثاث مقدسي الى أعلى مكان في اسرائيل. ينبغي ان نفترض ان أباك الشيخ لم يتحمس لـ "استسلامك للارهاب".
لم يكن من السهل عليك ان تقنع رفاقك بأنه لا مناص من خرق الحظر المتعلق بضم عرب اسرائيليين ومن شرقي القدس الى الصفقة. وقد علمت ان منتقديك سيزعمون وبحق ان هذا إضرار بمبدأ سيادة اسرائيل و"وحدة القدس". وتغلب خوف جموع المواطنين وخوفك ايضا، على حياة جلعاد، على اعتقاد يوني. وقد وافقت لتعيد جنديا واحدا الى البيت بسلام، على اجراء تفاوض مع منظمة ارهابية. وأُطلق سراح جلعاد من الأسر لكن الشعب بقي سجين الخوف.
قل الخوف من عمليات واختطافات بقدر ملحوظ ومن جملة اسباب ذلك سياسة عدم العنف للحكومة الفلسطينية التي يديرها محمود عباس وسلام فياض. لكنك استبدلت الخوف من القنبلة الايرانية بالتخويف من الارهاب. تكثر في الاسابيع الاخيرة الشواهد على أنك تريد مع رفيقك من الخدمة العسكرية اهود باراك حل هذه المشكلة بالقوة. يقولون ان هذه طريقتكما لتعيدا لاسرائيل قدرتها على الردع التي سُحقت في رأيكما، في قضية شليط، وأن تصرفا الانتباه عن اخفاق المسيرة السياسية.
أصبح مواطنو اسرائيل رهائنكما. لم يكن رئيس الموساد السابق مئير دغان الأول ولا الأخير الذي حذر من وسواسكما لمهاجمة منشآت ايران الذرية. وأنت تعلم ان ايران ليست اوغندا وان قصف طائرات اسرائيلية لارض دولة مسلمة كبيرة لا يشبه "عملية عنتيبة". لن يعود الى بيوتهم آلاف من اولئك الذين صاحبوا جلعاد الى بيته بدموع الفرح. ان وجه حيّنا قد تغير حتى لم يعد يُعرف منذ تم قصف المفاعل الذري العراقي قبل ثلاثين سنة. ففي تلك الايام لم تكن الخضيرة في مدى صواريخ حزب الله البعيدة المدى، وهو وكيل الموت لايران، وبدا خطر ان تطلق منظمة سنية متطرفة تتلقى مساعدة من طهران، قذائف صاروخية من غزة على بئر السبع، بدا مثل نبوءة هاذية.
هناك خطر أكبر من هجوم عسكري على ايران بلا تأييد دولي ولا سيما امريكي: وهو الهجوم على ايران بلا تأييد دولي، في أوج الازمة المستمرة في المسيرة السياسية في القناة الفلسطينية واستمرار البناء اليهودي في الضفة وشرقي القدس. ماذا سيحدث بعد ان يضم اصدقاؤك في تل الكابيتول مخطط الرباعية الجديد الى اتفاق واي وخطة ميتشيل وخريطة الطريق واعلان أنابوليس التي تجتمع في سلة القمامة المسماة "مسيرة السلام"؟ هل أنت مستعد للمقامرة على ان الشارع العربي سيدع انظمة الحكم الجديدة تراقب جانبا كيف يلقي يهود قنابل على مسلمين في ايران؟ هل أنت واثق من ان تركيا ومصر سينتقلان آنذاك الى جدول العمل المعتاد بعد مصادمات دامية مع مسلمين في الحرم الشريف (جبل الهيكل)؟.
قال لك قادة جهاز الامن ان عباس سيعرف كيف يواجه المفرج عنهم من حماس. وتدرك أنت انه في اليوم الذي يفقد فيه قيمته السياسية فان السلطة ستفقد قيمتها الامنية. ماذا سيكون جواب فتح عن صور مئات الأسرى الذين نجح خالد مشعل في اعادتهم الى البيوت في حين يفشل عباس في محاولة ان يحظى باعتراف الامم المتحدة بدولة فلسطينية؟ ألا يكفيك فرع واحد لايران على حدود اسرائيل؟ انك لتقرأ تقارير الاستخبارات التي تتحدث عن نية عباس ان يعلن انتخابات في كانون الثاني 2012 – وهي انتخابات سيراقبها هو نفسه من بعيد. ومن المعلوم لك جيدا ان عباس قدم للامريكيين خطة لنزع السلاح في الضفة وارسال قوة دولية الى المناطق. ومن المؤكد أنك سمعت ان حماس وكلته أن يجري تفاوضا على أساس مخطط الرباعية.
يا سيدي رئيس الحكومة، ان جمهورا كبيرا كثيرا وقف من ورائك في قرارك على اطلاق سراح جلعاد شليط من أسره. وسيؤيدون قرارك الشجاع على تحريرهم في نهاية الامر من سجن الاحتلال".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عالما آثار يرسمان من جديد حدود قدس الكتاب المقدس
المصدر: "هآرتس ـ نير حسون"
" يقول روسم (كليشيه) مقدسي قديم ان الشارع الأكثر "تل ابيبية" في القدس هو عيمق رفائيم المعروف ايضا باسم القرية الالمانية، الغني بالمقاهي وحوانيت الازياء. وسبب ذلك كما يزعم الروسم انه شارع مستوٍ تقريبا يشبه شوارع تل ابيب. وهو يبرز للسائر المقدسي باستوائه قياسا الى شوارع كبيرة اخرى في المدينة، كلها من عند آخرها تحتاج الى جهد في الطريق الى أعلى.
لكن هناك من يرون في التضاريس الخاصة للشارع دليلا على الحاجة الى ان تُرسم من جديد خرائط القدس القديمة وازالة عدد من الاسماء المكتوبة فيها. ففي مقالة للبروفيسور عوديد ليبشيتس والبروفيسور نداف نئمان، كلاهما من جامعة تل ابيب، في مجلة "بيت همكراه" (بيت الكتاب المقدس)، يقترحان خريطة جديدة لجنوبي القدس في عصر الكتاب المقدس، ايام مملكة يهودا، وهي خريطة تُغير تصورات باحثين وناس من الاوساط عن العاصمة تغييرا جوهريا.
التغيير الأكثر اثارة للاهتمام الذي يقترحانه هو للمنطقة المعروفة باسم "حديقة الملك". وقد برز اسم "حديقة الملك" في السنتين الاخيرتين في العناوين الصحفية بسبب خطة رئيس بلدية القدس نير بركات لانشاء متنزه أثري باسم "حديقة الملك" في أسفل قرية سلوان، في المكان الذي اعتيد ان يُحدد فيه موقع الحديقة الملكية لقدس الكتاب المقدس. يقول التراث ان اشجار حديقة الملك استضافت الملك سليمان حينما كتب "سفر الجامعة"، ويُذكر جمال الحديقة في نشيد الانشاد. والموقع المعتاد المحدد للحديقة هو عند تلاقي جدول الكدرون ووادي جهنم – في أسفل قرية سلوان اليوم."
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
اليوم التالي للانسحاب الامريكي من العراق
المصدر: " نظرة عليا  ـ يوئيل جوجنسكي"
" وجدت الحكومة العراقية، بسبب جملة المصالح التي تماثلها، صعوبة في الوصول الى صيغة تسمح بتواجد امريكي بعد الاول من كانون الثاني 2012. وقد رفضت منح القوات الامريكية حصانة من تقديمهم الى المحاكمة، رغم ان قادة الجيش العراقي أيدوا استمرار التواجد "لايقاف العراق على قدميه". قادة الدولتين أعلنوا بان الانسحاب سيتم كما كان مخططا له وحتى عيد الميلاد لن تبقى قوات امريكية في العراق. ويمكن للمالكي ان يعلن الان عن انتهاء "الاحتلال" بينما اوباما سيعلن بانه أوفى بوعده الذي قطعه عندما كان مرشحا للرئاسة في أن يخرج آخر الجنود من العراق. وذلك، على نحو منفصل عن تطور سياقات التحول الديمقراطي، التوترات العرقية او تصاعد النفوذ الايراني.
حتى الان، اخلاء القوات العسكرية الامريكية في كانون الرثاني 2009 (140 الف جندي) وحتى اليوم (40 الف جندي) كان يرتبط اساسا بارادة الرئيس اوباما للايفاء بتعهد سياسي قطعه. اما الان فلديه حجة اخرى: الاقتصاد الامريكي الاعرج والمصاعب في تمويل نفقات الحرب (كلفة ابقاء جندي امريكي في العراق هي مليون دولار بالمتوسط في السنة). حتى الان الواقع على الارض يظهر صورة شوهاء: رغم انفاق نحو تريليون دولار في الحرب وقرابة 4.500 جندي امريكي قتيل، فان الجيش العراقي لا يفرض إمرته في كل مناطق الدولة ومعظم القوة مسؤولة عن الامن الداخلي. اضافة الى ذلك، فان ولاء قوات الامن يعود بقدر لا يقل بل وربما اكثر الى الانتماء القبلي والطائفي وبعضهم أصبح ذراعا لرئيس الوزراء (الذي لا يزال يحتفظ بحقيبة الدفاع)، ويستخدمهم لتصفية الحسابات السياسية.
من الصعب أن نرى كيف ان تواجد بضعة الاف من الجنود في وظائف الارشاد والتدريب – مثلما سعت الادارة الامريكية في البداية – سيساهم في استقرار العراق ككابح لايران اذا لم يكن تواجد أكثر كثافة قد ساعد في ذلك.  مهما يكن من أمر، فبالنسبة لجيران العراق العرب، وعلى رأسهم السعودية، يبدو الامر ليس أقل من "هجر" للعراق وترك الساحة لايران. وبالفعل في الفترة الاخيرة نحصل على اطلالة مقلقة على مستقبل العراق. فقد بدأت ايران تشعر بامن اكبر وهي تعمق ، الى جانب تركيا، نشاطها العسكري داخل الاراضي السيادية العراقية وتشعر براحة أكبر في تحدي سفن الاسطول الخامس في الخليج والميليشيات التي تحظى بدعمها، مثل كتائب حزب الله تطلق لاول مرة حتى الكاتيوشا نحو الكويت.
منذ الان تعد ايران هي القوة الخارجية التي لها النفوذ الاكبر في العراق. دليل على ذلك يمكن أن نراه في التأييد العراقي للاحتجاج الشيعي في البحرين، في توثيق العلاقات الاقتصادية مع ايران، في الدعم السياسي والاقتصادي الذي يمنحه العراق، كما يبدو، للاسد بل وموقف العراق الى جانب ايران في صراعها ضد السعودية في منظمة اوبك للنفط. بالتوازي، فان جيران العراق العرب يرفضون المشاركة الاكثر فاعلية في الكفاح في سبيل طابعه المستقبلي. أكبر وأهم هؤلاء، السعودية، تصرفت على هذا النحو بعد أن فشل تأييدها لاياد علاوي في تحقيق ثمار، وسحبت يدها من الساحة السياسية العراقية انطلاقا من الفهم بان الحكومة العراقية متماثلة تماما مع ايران.
التخوف من أن يزيد الانسحاب الامريكي "شهية" ايران في تعميق دورها في شؤون العراق كي يستقيم هذا في خطه مع مصالحها، ليس عديم الاساس. في هذا السياق، في الاشهر الاخيرة كثرت التقارير عن محاولة ايرانية لتثبيت محور ايراني – عراقي – سوري جديد قد يكون وزنا مضادا للمحاولة السعودية التصدر لحلف سني – ملكي. دور ايران في العراق تحركه رؤيتها للعراق كمجال نفوذ طبيعي لها. وهو يتغذى سواء بالخوف من الصورة المستقبلية للدولة العراقية أم من التطلع الى الهيمنة في المنطقة، مع فهمها بان العراق هو مدماك هام في الطريق الى تحقيق هذا الهدف. الاحداث الاخيرة في سوريا من شأنها أن تعزز هذا الميل. الاهتزاز المحتمل لنظام الاسد وصعود حكم ذي طابع سني من شأنه هو أيضا الى يؤدي الى زيادة الدور الايراني في العراق، وهذه المرة على سبيل "التعويض" عن فقدان حليف.
كقاعدة، أهداف السياسة الايرانية في العراق تتضمن محاولة استخدام العراق كخشبة قفز لتصعيد نفوذها في المنطقة، منع نشوب تهديد من جهته وحصر النفوذ الامريكي هنا. ايران تشعر بالتسيد تجاه جارها من الغرب وترى دورها في نطاقه أمرا طبيعيا. ميل العراق في المدى القصير هو لاضعاف الحكم المركزي في بغداد كي يسهل عليها التأثير عليه وفي المدى البعيد لاحباط نشوء نموذج منافس: دولة شيعية علمانية ومعتدلة، مع مؤشرات ديمقراطية. ما سيؤثر أكثر من أي شي آخر على سياستها في هذا السياق هو مستقبل العلاقة الامريكية – العراقية.
التوتر بين "وعد" اوباما باعادة كل القوات الى الديار، ولا سيما عندما تدخل الولايات المتحدة في سنة الانتخابات، وبين الحاجة الى الضمان بان يتمكن العراق من الدفاع عن نفسه، كفيل بان يحل – بنظرة الاطراف – من خلال التواجد والحفاظ على قوة امريكية "مدنية". ابقاء بضعة الاف من رجال شركات أمن خاصة، يمكنهم العمل من داخل القواعد "العراقية"، كفيل بان يخفف عن المالكي واوباما الانتقاد الداخلي ويملأ بعض الفراغ الذي سينشأ مع خروج القوات. وسيكلف ذات رجال الامن، بمساعدة الناتو، ضمن امور اخرى، بالمساعدة في حماية الحدود المنفلتة، المياه الاقليمية والمجال الجوي العراق وكذا ارشاد رجال الجيش العراقيين على استخدام الاسلحة الامريكية من دبابة ابرامز وحتى طائرة اف 16 التي اشتروها.
بالتوازي، سيتم على ما يبدو تعزيز القوات الامريكية في الكويت، استجابة لاحتياجات تنفيذية محتملة ستثور في العراق وفي الخليج. اخلاء القوات الامريكية سيؤدي الى ان يحرم الميليشيات الشيعية في العراق مثل "كتائب حزب الله"، التي صعدت في الاشهر الاخيرة هجماتها على القوات الامريكية، من اهداف للاصابة وسيسمح للامريكيين بردع ايران بمصداقية اكبر، حين تكون قواتهم معفية من الاصابة المحتملة. الانسحاب الكامل سيسمح ايضا للعراقيين بالتركيز على النفوذ الايراني السلبي في الدولة في ظل عدم وجود "احتلال" آخر.
التخوف من أن يؤدي ابقاء قوة مدنية صغيرة مسؤولة عن "التدريب والتسليح" الى تآكل الانجازات المتواضعة التي تحققت في السنوات الاخيرة ليس مبررا على الاطلاق لان حتى القوة الاكبر ستجد صعوبة في أن تشكل وزنا مضادا ذا مغزى لاهمية العراق بالنسبة لايران وقدرتها على التأثير على ما يجري فيه بوسائل "قاسية" و "لينة". قوة عسكرية أمريكية اكبر لن تحسن هي ايضا الوضع الاقتصادي، السياسي والاجتماعي في الدولة: فالبنى التحتية في الدولة في وضع متهالك، الفساد انتشر في كل مجالات الحياة، ولا يوجد لقسم كبير من السكان قدرة على الوصول الى المياه النقية والكهرباء ومستوى الامن الشخصي لا يزال منخفضا – الامر الذي أدى الى احتجاج جماهيري متصاعد. اذا ما تعاظم هذا ووصل "الربيع العربي" بكل قوته الى العراق، فان اياد علاوي، الشيعي العلماني الذي معظم مؤيديه من السُنة، كفيل في المستقبل في أن يحصل على فرصة اخرى من الناخب، الخطوة التي بحد ذاتها ستضعف بعضا من التأثير الايراني.
الجدال على طبيعة وحجم القوة التي ستبقى أخيرا في العراق لن يحسم في ضوء مستوى التقدم في بناء مؤسسات الدولة، وعلى رأسها الجيش، او الاحتياجات العملياتية الفورية، بل في ضوء القدرة السياسية في الولايات المتحدة وفي العراق على حسمه. مهما يكن من امر، فان اضعافا آخر في صورة القوة الامريكية، يغذيه ليس فقط الانسحاب من العراق وان كان يعززه، هو سياق ذو آثار خطيرة، قد لا يكون مرد لها. هناك من سيسير بعيدا فيقول انه يرمز اكثر من أي شيء آخر الى انتهاء الدور الامريكي، في شكله الحالي، في الشرق الاوسط. بعد نحو تسع سنوات فان الاهداف الامريكية التي تتضمن العراق كديمقراطية نافذة، حليف للولايات المتحدة للسنوات القادمة وكابح لقوة ايران، تبدو أصعب على التحقيق أكثر من أي وقت مضى".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
ما الاتجاه .. تركيا أم ايران؟
المصدر: "اسرائيل اليوم ـ بوعز بسموت"
" لم يكن ممكنا ألا نتحمس للصور المتفائلة جدا لجموع التونسيين يتدفقون أمس على صناديق الاقتراع. فـ "ربيع الشعوب العربي" ولّد انتخابات حرة اولى في الدولة الشمال افريقية التي تحررت في البدء من فرنسا الاستعمارية في 1956، وبعد ذلك من الطاغية ابن علي في كانون الثاني هذا العام. كان المشهد حسنا للعالم حتى لو تنبأت التنبؤات عشية الانتخابات بنجاح كبير لحزب "النهضة" الاسلامي.
لكن شخصية مهمة غابت أمس عن الاحتفالات وهي لينا بن مهاني وهي واحدة من بطلات الثورة. بن مهاني واحدة من الشخصيات الأكثر شهرة في الثورة التونسية، التي مهدت الطريق لانهيار نظام مبارك في مصر والقذافي في ليبيا. بل كانت الشابة ابنة السابعة والعشرين التي حظيت بلقب "الفتاة التونسية" بسبب مدونتها الشعبية جدا، كانت مرشحة هذا العام لجائزة نوبل للسلام.
بيد ان معلمة اللغة الانجليزية قررت التخلي عن الحق في الانتخاب. فقد زعمت ان هذه الانتخابات تزوير كبير بل أبعدت بالقول وقالت ان الحديث "عن جريمة على الشعب التونسي". وقالت بن مهاني لوسائل الاعلام ان الانتخابات سرقتها قوى معادية للثورة. تقول ان قوى الظلام سرقت من الشبان التونسيين ثورتهم. وهي ترى ان ناس السلطة القديمة، من اعضاء حزب الـ آر.سي.دي لابن علي نجحوا في التسلل الى الاحزاب الموجودة وان الحديث عن خدعة كبيرة. بل ان بن مهاني تزعم انه ما تزال توجد في تونس اليوم رقابة على الصحف واعتقالات تعسفية من الشرطة وتلاعب من النظام الحاكم.
وكل هذا ولم نتحدث بعد عن حزب "النهضة" لراشد الغنوشي. ان هذا الحزب الديني الذي منح نفسه صبغة معتدلة في الانتخابات كان، كما ينبغي ان نذكر، من الاحزاب المؤيدة الكبيرة للثورة الاسلامية في ايران الخميني في نهاية السبعينيات. والنموذج الذي يحتذي عليه اليوم الغنوشي كما يقول هو تركيا. إن من يعرف الغنوشي المحافظ يصعب عليه ان يؤمن بأن هذا الرجل تغير تغيرا تاما. في تونس يُقسمون مؤيدي الحزب باثنين: من هم أكثر اعتدالا وهم الذين أُبعدوا عن الدولة بعد انتخابات 1989 ونشأوا في الغرب، واولئك الذين بقوا في تونس ابن علي وأصبحوا أكثر تطرفا.
لا شك في ان الصور من تونس أمس كانت بهيجة. فقد كان ذلك احتفالا ديمقراطيا حقيقيا: إذ جاء 90 في المائة من 4.4 مليون من ذوي حق الانتخاب الى صناديق الاقتراع، وكان هناك 11.686 مرشحا في 1.517 قائمة قطرية مثلها ثمانون حزبا منها 40 في المائة مستقلة. وكل ذلك في دولة كان الرئيس فيها الى وقت قريب ينتخب بنسبة 99 في المائة من التأييد وكان مرشحو المعارضة يصوتون له ايضا.
ان الجمعية التأسيسية التي صوت لها التونسيون أمس يفترض ان تمنح الدولة السياحية اتجاها: فهل ستبدو تونس كتركيا أم كايران؟ شهدت الجزائر الجارة في 1997 انتخابات تاريخية لمجلس الشعب. وتحدث العالم كله آنذاك عن احتفال مشهود وعن ديمقراطية في الأفق. هل ما زال أحد يذكر ذلك".

24-تشرين الأول-2011

تعليقات الزوار

استبيان