المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


أخبار العدو

المقتطف العبري ليوم الجمعة: الوضع قاتم على جميع الجبهات و"لفيني" عَمِلت لإفشال الاتفاق مع الفلسطينيين



عناوين الصحف وأخبار وتقارير ومقالات مترجمة من صحافة العدو

صحيفة "يديعوت احرونوت":
ـ ضغط ذري.
ـ غرابل: "كنت في العزل، ولكن تعاملوا معي باحترام".
ـ "عرفت أنكم لن تنسوني".
ـ يعودون الى الحرم الجامعي.
ـ قسام زائد ضريبة قيمة مضافة.
ـ الموجة الخضراء.

صحيفة "معاريف":
ـ غرابل تحرر من مصر.
ـ أبو مازن بلور خطة لحل السلطة.
ـ كونداليزا رايس  ـ أخشى انه لن تكون فرصة أفضل من هذه.
ـ اوروبا تتنفس الصعداء.
ـ غرابل: "كنت سجين في.آي.بي".
ـ الخطة لاصلاح هولي لاند.
ـ الحكم يؤكد: الرجل الذي أطلق النار على القذافي سيحاكم.

صحيفة "هآرتس":
ـ وزارة الصحة لم تبلغ عن تغيير في الدواء، مئات أُصيبوا بآثار جانبية.
ـ ايلان غرابل تحرر ووصل الى اسرائيل.
ـ منتهى السبت في ميدان رابين: الاحتجاج يتجدد.
ـ بعد شهرين من المظاهرات الكبرى: مهرجان في ميدان رابين.
ـ 9.300 محاضر ومُعيد يهددون: اضراب يوم الاحد.
ـ لفني عملت على احباط تسوية سلمية مع الفلسطينيين.
ـ  المستشار القانوني للكنيست يحذر من تبني قانون ديختر: سيُغير الاطار الدستوري.
ـ فلسطيني: جندي أطلق النار علي من مسافة قصيرة.. الجيش الاسرائيلي: الضابط شعر بتهديد على حياته.
ـ لاول مرة: اسرائيل تنقل الى السلطة وسائل لتفريق المظاهرات بما فيها عيارات مطاطية وغاز مسيل للدموع.

صحيفة "اسرائيل اليوم":
ـ البورصات تحتفل بانقاذ اوروبا.
ـ في الايام القادمة: جلعاد سيبدأ استجوابا أمنيا.
ـ ايلان غرابل ايضا في البيت.
ـ الرباعية تعلن: الفلسطينيون واسرائيل ينتقلون الى المرحلة التالية.
ـ حالة نشوة في الاسواق: اوروبا وافقت على الاصلاح الاقتصادي.


 
أخبار وتقارير ومقالات


المناورة: معالجة المواجهة بين المستوطنين والفلسطينيين
المصدر: "القناة السابعة ـ حاغي هوبرمان"
" أجرى شباب دورة ضباط التنسيق والارتباط, يوم امس مناورة مختصرة خُصّصت لتطبيق التدريب الذي اجتازوه في الدورة. وقد ترأس المناورة المختصرة قائد مدرسة التنسيق والارتباط, المقدّم شارون بيطون.
أقيمت المناورة, كما في كل عام, في قاعدة التدريبات القيادية في منطقة لاخيش.
وحاكت المناورة المختصرة عدة سيناريوهات محتملة, التي من شأن الضباط المستقبليون للوحدة أن يواجهوها من خلال احتكاكهم اليومي مع المجتمع الفلسطيني في يهودا, السامرة وغزة. واجتاز الشباب والشابات الـ16 الذين شاركوا في المناورة, ست محطات تحاكي أحداث مختلفة سيضطرون لمواجهتها في النشاطات الجارية في المنطقة.
خلال المناورة, حاكى الشباب حالات مختلفة, فيها احتكاك مع المجتمع الفلسطيني في المعابر, نزاعات على أراضٍ بين فلسطينيين ومستوطنين, تنسيق أمام جهات أمن فلسطينية وغيرها.
كما انضم إلى المناورة فريق يحاكي فريق إعلامي ومنظمة دولية الذي من المفترض أن يوسّع حيّز المعضلة للضابط الشاب أثناء مواجهته في الميدان للأحداث المختلفة.
وقد انتحل عدد من الجنود المشاركين في المناورة, شخصية فلسطينيين من اجل محاكاة على قدر المستطاع واقع شبيه لواقع سيضطر الضباط لمواجهته.
في إطار المناورة, التي أجريت معظمها باللغة العربية, تدرّبوا أيضا على طرق اتصالات ضابط تنسيق الأعمال في المناطق مع رفاقه في اللواء المناطقي وبجهات ميدانية مختلفة سيضطر للعمل معها ومساندتها في المستقبل.
إلى ذلك يقف الشباب والشابات الـ16 بعد أسبوع على ساحة الاستعراض في مدرسة التنسيق والاتصال في تسريفين ويحصلون على رتبة ملازم من منسق أعمال الحكومة في المناطق".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مدفوعة بصفقتي شاليط وجرابيل: العلاقات مع مصر جيدة
المصدر: "يديعوت أحرونوت ـ روعي نحمياس"
" قبل شهرين فقط، بدت العلاقات بين مصر وإسرائيل في تراجع غير مسبوق. الهجوم الإرهابي قرب إيلات، أدى إلى إنتقادات إسرائيلية بسبب فقدان السيطرة المصرية على سيناء، وتبادل إطلاق النار الذي أدى إلى قتل عناصر من الشرطة المصرية، قاد مصر لمطالبة القدس بإعتذار علني، وهو الإعتذار الذي تأخر، وهاجمت الحشود الغاضبة السفارة في العاصمة المصرية، بينما وقفت قوات الأمن دون تدخل لساعات طويلة، وكذلك الإعلان عن إلغاء أو تغيير محتمل لإتفاقية السلام التي تعود إلى عام 1979.
كل هذه الأمور كانت تتردد، ولكن قبل شهر من توجه المصريين إلى صناديق الإنتخاب، للمرة الأولى منذ خلع الرئيس حسني مبارك، من أجل إنتخاب ممثليهم في البرلمان، وفي الخلفية تقف المخاوف من تصاعد جوهري لنفوذ الإخوان المسلمين.
وفي إسرائيل يستمدون دفعة من التعاون مع المجلس العسكري الأعلى الحاكم في مصر حول صفقتي شاليط وجرابيل. وقالت مصادر سياسية بالأمس لموقع يديعوت أحرونوت: "العلاقات مع المجلس بصفة عامة جيدة، ومن الواضح تماما أن المصلحة المصرية تقضي بالحفاظ على معاهدة السلام".
مصدر إسرائيلي كبير أكد على حقيقة أنه في إطار صفقة إعادة إيلان جرابيل، المتهم بالتجسس قبل أن يعود بالأمس إلى الوطن، أصر المصريون على إدارة مفاوضات مباشرة مع إسرائيل، وليس عبر وساطة أمريكية. وطبقا لهذا المصدر: "هناك رسالة مهمة من جانب المصريين، الذين يؤكدون بذلك على أنهم حريصون على إستمرار التعاون". وأكدت مصادر سياسية أنه "سواء إسرائيل أو مصر، هناك تحديات مشتركة تقف أمامهما فيما يتعلق بالإرهاب والأسلمة".
وتأتي تصريحات المسئولين الإسرائيليين على النقيض التام لما قاله بالأمس ملك الأردن عبد الله الثاني. الملك الأردني الذي يعبر منذ عامين عن قلقه العميق من الجمود في المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين، ويحذر مرارا وتكرارا من إندلاع حرب شاملة، قال أنه يرى إحتمالا بأن تلغي مصر إتفاقية السلام مع إسرائيل، واصفا الإحتمال بأنه "معقول جدا جدا".
هذه التصريحات لم تترك تأثيرا لدى القدس: "ما قاله الملك من شأنه أن يبدو صحيحا على المدى الطويل، ولكن على المدى الزمني الفوري والمتوسط، سوف تتماسك إتفاقية السلام على الرغم من الإنتخابات في مصر" – تقول المصادر السياسية.
صفقة جرابيل إلى جانب "الإنتصار" في يوم الغفران
نفس المصادر السياسية أكدت أن "الإخوان المسلمين حقا يزدادون قوة، ولكنهم لا يقدمون مرشحا للرئاسة، ومن مصلحة أي رئيس سيُنتخب هي الحفاظ على إتفاقية السلام. وحتى الآن، جميع المرشحين للرئاسة يعلنون إلتزامهم بالإتفاقية. المصريون يدركون جيدا أنه بدون إتفاقية سلام سوف يمس الأمريكيون بالمساعدات المقدمة لمصر، لذا، من غير المتوقع أن ينهار السلام على المدى الزمني القريب". وأكدت المصادر على أن لدى إسرائيل ومصر مصالح مشتركة تقضي بعدم تمكين إيران من توسيع هيمنتها في الشرق الأوسط، ومنع تدفق السلاح إلى شبة جزيرة سيناء.
ويشار إلى أن صفقة جرابيل أبرمت بالأمس، ويمكنها أن تظهر قدرة إسرائيل ومصر على الإتصال فيما بينهما بشكل مباشر، ولكن بنظرة إلى الشارع المصري والرسائل التي يوجهها للسلطة، يمكننا أن نشعر القلق. وسائل الإعلام المصرية الرسمية من جانبها خرجت عن صمتها لتثبت أن صفقة جرابيل تعتبر "نجاحا كبيرا للإستخبارات المصرية"، وتصفها بـ"الإنتصار" والـ"إنجاز لجميع المصريين". وقال محافظ جنوب سيناء، الجنرال محمد فوده، أن صفقة جرابيل تنضم لـ"إنتصارات أكتوبر العظيم"، وكان يقصد حرب يوم الغفران.
وفي نشرات الأخبار المصرية، زاد الصحفيون من وضع صفقة جرابيل على محور صفقات الأسرى بين إسرائيل ومصر منذ عام 1948، بهدف إثبات أن الأمر يتعلق بصفقة محترمة. الرسالة التي حاول النظام المصري توجيهها هي أنه يأتي للشعب المصري بإنجازات على خلاف نظام مبارك. كما أن بعض الأسرى الذين تم إطلاق سراحهم إلى مصر، سارعوا فور تقبيلهم للأراضي المصرية لتوجيه الشكر لرئيس المجلس العسكري الأعلى محمد حسين طنطاوي.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مسؤول كبير في "كاديما": "لفيني" عَمِلت لإفشال الاتفاق مع الفلسطينيين
المصدر: "هآرتس ـ يوسي فرتر"
" بعد مرور ثلاثين شهرا على انتهاء مهمتيهما المشتركة وكثرة النزاعات والشجارات كرئيس حكومة ووزيرة خارجية، عاد التوتر الشديد بين كل من "ايهود أولمرت" و"تسيبي لفني". السبب: السيرة الذاتية لوزيرة الخارجية السابقة "كوندوليزا رايس"، التي على وشك أن تصدر في الأيام القريبة في الولايات المتحدة الأمريكية. جراء تسريب فصول منها الى الإعلام الأمريكي، وفي أحد هذه الفصول ما يتناول العلاقة بين إسرائيل والفلسطينيين، (حيث نشرت أجزاء منه هذا الأسبوع على موقع الانترنت التابع لـ "هآرتس"، من قبل الصحافية "نتاشا موزغوبيه، يوسي فرتر), كتبت "رايس أنّها خلال لقاءاتها الكثيرة مع وزيرة الخارجية آنذاك، اقترحت عليها "لفني" كيلا تتأثر كثيراً بالاقتراح البعيد المدى الذي قدّمه "أولمرت" للفلسطينيين وعدم تكريسه، بما أنّه "ليس لديه أي مكانة في إسرائيل". كما دونت "رايس" في كتابها، أنه يبدو لها أن "لفني" قالت كلاما مماثلا للجانب الفلسطيني.
مصدر رفيع المستوى في حزب "كاديما"، قرأ بتمعّن في المقاطع موضوع البحث، وقال إنّه للوهلة الأولى، يبدو أن "لفني" عَمِلت بشكل سري، دون معرفة "أولمرت"، في محاولة لإفشال اتفاق السلام بين إسرائيل والفلسطينيين. ووفق كلام المصدر الرفيع المستوى، أن "لفني" أوضحت للمحاورين أن "أولمرت"، الذي كان على وشك انتهاء دوره كرئيس حكومة بسبب التحقيقات الجنائية في قضيته، ليس لديه موقعية عامة أو قدرة سياسية لتمرير اتفاق كهذا بعيد المدى في الحكومة وفي الكنيست، وانه من الأفضل أن ينتظروا عندما سترث كرسيه.
وأمس علمت صحيفة هآرتس من مصادر سياسية ودبلوماسية كانت أساسية في المفاوضات المَحمُومةـ التي جرت بين تشرين الثاني 2007 (موعد اجتماع مؤتمر انابوليس) وكانون الأول 2008، قريبا من نهاية ولاية حكومة أولمرت، أن اقتراح "أولمرت" الذي نشرت تفاصيله أكثر من مرّة آنذاك، وكان شاملا، جديا، مُعمّقا وثمرة عشرات اللقاءات بينه وبين "أبو مازن". و"لفني"، التي تولّت آنذاك إدراة مسار مقابل، مع أحد مسؤولي السلطة "أبو علاء"، لم تكن تعرف كل تفاصيل اقتراح "أولمرت" الذي قدّمه الى "أبو مازن". كما أن "أولمرت" من جانبه، أطلع وشارك الرئيس "بوش" ووزيرة الخارجية "رايس" بكل تفاصيل اقتراحه، الذي شمل أيضا تدويل القدس وإعادة حوالي 5،000 لاجئ الى إسرائيل.
عندما عَلمِت "لفني" بالاقتراح، نتيجة نشره في "هآرتس" أيلول 2008، أعربت عن معارضتها العلنية لمرّكبي الاقتراح مدار الحديث : تدويل السيطرة على المدينة القديمة، وإعادة عدة آلاف من اللاجئين الى دولة إسرائيل. وتشير "رايس" في كتابها أن "لفني" لم تكتفِ بالتعبير عن رأيها علنا، لا بل مارست ضغطا عليها خلال حوارهما كي لا يُقبل اقتراح "أولمرت".
وأفيد من مكتب "لفني" أمس أنها لم تقل مطلقا الكلام المنسوب لها لـ"أبو مازن". "عندما نُشرت تفاصيل الاقتراح في الإعلام، توجّه الى "لفني" المحاورون الأمريكيون، ولا يذكر إن كانت رايس أو أحد آخر، وسألوها عن موقفها. ولفني، صادقة في مسيرتها وما تقوله داخل الغرف هو نفسه خارجها، وكانت قد أعربت عن معارضتها إعادة لاجئين وتدويل المدينة القديمة".
كما أضاف مقربون من "لفني" انه بعد أن أعلن أولمرت استقالته من رئاسة الحكومة ازداد  المحاورون الأمريكيين، بما فيهم رايس، بالاهتمام بوضعه السياسي، وانه أيضا هذه المواضيع بحثت بينهما.
وتعليقا على هذا الأمر أفيد من مكتب رئيس الحكومة السابق "أولمرت": أن " رئيس الحكومة السابق لم يعرف ولم يَعلم بأي طلب تمّ بمبادرته أو بالتنسيق معه، من جهة تسبي لفني، للإدارة الأمريكية أو للفلسطينيين، من أجل إفشال التوصل الى اتفاق مع الفلسطينيين. كما انه أفيد أيضا من مكتبه، أن أولمرت تفاجئ عند قراءة ذلك في المنشورات الأخيرة حول كتاب السيرة الذاتية لـ"كوندوليزا رايس".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في الأسبوع القادم سيبدأ التحقيق الأمني مع جلعاد شاليط
المصدر: "هآرتس"
" من المفترض أن تبدأ سلسلة من التحقيقات الأمنية والإستخباراتية من قبل جهات مختلفة في الجيش الإسرائيلي والمؤسسة الأمنية مع جلعاد شاليط. وشددوا في الجيش الإسرائيلي بأنه يتحدث عن مسار تدريجي, يبدأ بلقاءات قصيرة تتناسب مع وضع شليط,من خلال حساسية التجربة التي مر بها في خلال سنوات أسره.
مع ذلك, فإن قرار بدء الإجراء يرتكز على التقديرات الجيدة لمصادر الصحة النفسية في الجيش الإسرائيلي الذين يعتقدون بأن شاليط تعامل مع فترة الأسر بشكل مدهش. بالإضافة إلى ذلك, إلتقى بالأمس والدي جلعاد مع ممثل عن قسم أمن المعلومات في شعبة الإستخبارات بهدف تنسيق السياسات الإعلامية حيال معلومات حساسة مرتبطة بإبنهم والأحداث السابقة.
وبعد تحريره قال شاليط للأطباء الذي قاموا بفحصه بأنه سمع في الأخبار عن الخشية على وضعه النفسي لكنه يدرك بأنه فاجئهم بوضعهم النفسي الجيد. وخلال لقاءه مع الرئيس شمعون بيريس مطلع الأسبوع الجاري أوضح شاليط بأنه يتحسن ببطئ".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هل اتفق باراك ونتنياهو على مهاجمة ايران قبل الشتاء
المصدر: "يديعوت احرونوت ـ ناحوم برنياع"
" هل اتفق رئيس الحكومة ووزير (الحرب) بينهما وحدهما على قرار هجوم عسكري على المفاعلات الذرية في ايران؟
هذا السؤال يشغل كثيرين في جهاز الامن وقيادة الحكومة العليا. وهو يقلق ايضا حكومات اجنبية يصعب عليها ان تفهم ما يحدث هنا: فمن جهة توجد اشاعات أخذت تزداد عن اجراء اسرائيلي مدبر يغير وجه الشرق الاوسط وربما يحتم مصير دولة اليهود للأجيال التالية. ومن جهة ثانية عدم وجود نقاش عام على الاطلاق. ان الهجوم على ايران هو الشأن الأكثر تكتما عليه في جدول العمل الاسرائيلي.
صحيح ان جدول العمل مشحون بموضوعات ثقيلة الوزن: فحركة الاحتجاج الاجتماعي تحاول ان تنهض من جديد؛ واسعار الكهرباء ترتفع؛ والاطباء في طور الاختصاص يناضلون عن حقهم في الاستقالة؛ وجلعاد شليط يخرج من البيت؛ وايلان غرابل يعود – وعودة طرابين يبقى؛ وصاروخ غراد يطلق على ريشون لتسيون: فان احمد الجعبري وزملاءه، وهم اصدقاؤنا الفلسطينيون الجدد، يريدون ان يبرهنوا للعالم ولأنفسهم في الأساس ان هالة المجد لم تخصهم: فعندهم في غزة ايضا أعياد وما بعد الأعياد. جميع هذه القضايا مهمة ومؤثرة لكن لا واحدة منها مصيرية، ربما بسبب هذا يسهل على الجميع ان يشغلوا أنفسهم بها لا بسؤال ماذا نفعل في مواجهة الذرة الايرانية.من السهل فهم الصعاب. واليكم المعطيات قبل كل شيء: ان من يُريد التعمق في المشكلة يغرق في بحر معطيات تقنية يتضح معناها للعارفين فقط. فمن وراء كل تقرير عن آلة طرد مركزي يكمن مشاهد انتقل الى قناة اخرى أو قاريء انتقل الى السودوكو.
وثانيا بسبب السرية: فالمعلومات العتيدة جزئية مستعبدة لمصلحة من يقدمها. وثالثا بسبب العادة: فالجمهور لم يُشرك في قرار مناحيم بيغن على مهاجمة المفاعل الذري في العراق ولم يُشرك في قرار اهود اولمرت (بحسب مصادر اجنبية) على مهاجمة المفاعل في سوريا. ولأن الهجومين نجحا، لم يحتج أحد.
كان القراران على الهجومين تصحبهما أخطار لا يستهان بها: فقد كان الطيارون قد يفشلون في المهام ويقعون في الأسر ويسببون قتلا جماعيا؛ واستطاعت عراق صدام وسوريا الأسد ان تردا عسكريا أو بعمليات ارهابية أو باطلاق صواريخ؛ واستطاعت دول اجنبية وعلى رأسها الولايات المتحدة أن تُحدث ازمة. ومن المفرح كثيرا ان تنبؤات خراب المعارضين لم تتحقق، فكان النجاح كاملا بلا مصابين وبلا أضرار بقواتنا.
هل ما نجح مرتين سينجح في المرة الثالثة؟ اجل، يقول مؤيدو العملية العسكرية؛ ولا ألبتة يقول المعارضون. فايران أمر مختلف تماما – انها دولة من منطقة اخرى وذات نظام مختلف وثقافة مختلفة ومشروع ذري مختلف ومستوى مخاطرة مختلف.
تنقسم القيادة الامنية والسياسية بعدة معسكرات أحدها يقول ان فائدة العملية العسكرية محدودة وان المخاطرة مجنونة. والايرانيون سيردون باطلاق صواريخ من ايران ومن لبنان بواسطة حزب الله ومن غزة بواسطة حماس. وستنشب حرب اقليمية تخرب دولة اسرائيل. فيحسن ان تتكل اسرائيل على عقوبات الجماعة الدولية وتأمل الخير. اذا توصلت ايران الى السلاح الذري فلن يكون هذا نهاية العالم، ستثبت اسرائيل لهذا.
ويقول معسكر ثان، لماذا الاسراع. فالايرانيون يحتاجون الى سنتين اخريين على الأقل أو سنتين ونصف الى ان ينضج المشروع. تظهر وستظهر بعد ذلك عقبات كثيرة في الطريق. في خلال ذلك ستجرى انتخابات الرئاسة في الولايات المتحدة. واوباما في ولايته الثانية أو جمهوري في الولاية الاولى قد يتحملا مسؤولية الهجوم على ايران بأنفسهما. وقد يتغير نظام الحكم في ايران. ان اشياء كثيرة قد تحدث في سنتين.
التقيت هذا الاسبوع في اوروبا واحدا من كبار الدبلوماسية الامريكية في ادارات سابقة. وقال ان ايران تقترح دخول تفاوض معها في فرض رقابة دولية على مشروعها الذري، ولو كنت اسرائيل لأجبت موافقا.
لكن الايرانيين يخدعون، قلت. كل ما يريدونه كسب الوقت.
واضح، قال، لكنه سيكون أسهل ان تعمل الولايات المتحدة واسرائيل حينما تعترف الجماعة الدولية كلها علنا بأن الايرانيين يخدعون.
يشارك في هذا التصور بعض كبار الوزراء في الحكومة وهم يؤيدون عملية عسكرية باعتبارها الوسيلة الاخيرة. وهم يرتابون في ان الضغوط للتعجل في عملية مصابة ببواعث اجنبية وشخصية وسياسية.
يُعد في المعسكر الثالث قادة الاذرع الامنية – رئيس هيئة الاركان ورئيس الموساد ورئيس "أمان" ورئيس "الشباك". عندما أُثيرت مسألة العملية العسكرية في جولة سابقة كان الناس الذين تولوا هذه المناصب على الترتيب هم: غابي اشكنازي ومئير دغان وعاموس يادلين ويوفال ديسكن. وقد رفض الاربعة بشدة عملية عسكرية. وورثهم حسب الترتيب، بني غانتس وتمير بردو وأفيف كوخافي ويورام كوهين. قد يكون لهذا التبديل معنى بعيد المدى، وصفقة شليط مثال يشد الانتباه: فقد عارض ديسكن ودغان الصفقة؛ ومعارضتهما جعلت مواقف الحكومة متشددة؛ وأيد كوهين وبردو؛ وتأييدهما أحل الاتفاق.
لكن رأيهم كما نعلم في القضية الايرانية يلائم رأي أسلافهم: فالاربعة كلهم كما يبدو يرفضون عملية عسكرية الآن. والفرق هو في الاستعداد للنضال: فالسابقون جاءوا الى المباحثات بعد سني نجاح، كل واحد في منظمته، متمتعين بمكانة عامة صلبة. وأوحوا تجاه الساسة بالتصميم والثقة بالنفس. والجدد أقل شهرة وأقل حزما وأقل تبلورا.
ان تقسيم العمل في اسرائيل في القرارات في الشؤون الامنية واضح: فالمستوى السياسي يقرر والمستوى التنفيذي ينفذ. ولا يوجد رفض للاوامر. ولا عصابات سرية. لكن المسار أكثر تعقيدا مما تعلمه دروس المدنيات: فالمستوى التنفيذي شريك مساوي القيمة في المباحثات. ولا يبدي رأيه في موضوعات في مجال مسؤوليته فحسب بل في كل شأن يثار للنقاش. وتتلاشى خطوط الفصل بين المستويين. ان رئيس الحكومة في واقع الامر لا يستطيع ان يتوصل الى قرار مصحوب بمخاطرة اذا عارضه وزير الدفاع ورئيس هيئة الاركان ورئيس الموساد ورئيس "الشباك"، كلهم أو أكثرهم. وهو لا يتجرأ على ذلك حتى لو كان يتمتع بتأييد أكثر المجلس الوزاري المصغر. وهو يأخذ في حسابه انه اذا فشلت العملية فقد يبلغ الى لجنة التحقيق عاريا مفضوحا بلا وثائق تبرهن على انه حظي بتأييد المستوى المختص.
لهذا توجد أهمية عظيمة لسؤال كيف يعبر المستوى المختص عن رأيه ـ هل يضرب المائدة بقبضته كما اعتاد ان يفعل مئير دغان أم يتحفظ بلطف وارتياح؛ وهل هو لاعب نشيط في مسار اتخاذ القرارات أم أنه رأس صغير في خدمة رؤسائه.
وهذا يفضي بنا الى المعسكر الرابع – الى بنيامين نتنياهو واهود باراك التوأمين السياميين لقضية ايران. تحدث هنا ظاهرة نادرة بمفاهيم السياسة الاسرائيلية وهي رئيس حكومة ووزير دفاع يعملان كجسم واحد لهدف واحد ودعم متبادل ومدائح متبادلة. أُحرز هذا التناغم فقط حينما كان شخص واحد يتولى المنصبين. واذا أصررنا على التنقيب في التاريخ أمكن أن نذكر التعاون الخصب بين رئيس الحكومة شمير ووزير الدفاع رابين. والذي وحدهما واحتقارهما لبيريز.
يتم تصوير نتنياهو وباراك بأنهما يحثان على العملية. وقد صاغ نتنياهو المعادلة في بداية ولايته: فاحمدي نجاد هو هتلر؛ واذا لم يوقف في الوقت المناسب ستحدث كارثة. وهناك من يصف حماسة نتنياهو في هذا الشأن بأنها وسواس فقد حلم طوال حياته بأن يكون تشرتشل، وايران تعطيه فرصة. ان الشعبية التي حظي بها على أثر صفقة شليط لم تهديء نفسه بل بالعكس منحته شعورا بالقوة.
لا يستعمل باراك تلك النعوت لكنه يحث على عملية عسكرية: فهو على يقين من انه كما احبطت اسرائيل مشروعات ذرية في الماضي فانه يجب عليها ان تحبط هذا المشروع. هذه هي الاستراتيجية وهذا هو التراث.وقد قدر ان معارضة دغان تنبع من بواعث نفسية: فباعتبار دغان رئيس الموساد نُسبت اليه انجازات رائعة في افشال المشروع. وعملية عسكرية بعد وقت قصير جدا من نهاية ولايته ستجعل أهمية هذه الانجازات قزما.
يوجد بين الوزراء من يشكون في ان بواعث باراك شخصية: فليس له حزب وليس له ناخبون. والهجوم على ايران سيكون الانفجار الكبير الذي يُمكّن نتنياهو من ادخاله في العشرة المتقدمين من الليكود في الانتخابات القادمة. وهكذا يستطيع الاستمرار في ولاية وزارة الدفاع. يبدو هذا الشك مبالغا فيه في ظاهر الامر، وباراك غير محتاج الى آية الله الخميني للانضمام الى الليكود بل يستطيع شالوم سمحون أن يرتب هذا الامر بطرق سلمية.
الآن خاصة والشعور في العالم ان تقدم الايرانيين تباطأ، تتحدث الاشاعات عن ضغط للعملية. ان احدى القضايا هي حالة الجو: فالشتاء يقترب وفي الشتاء قيود. وينظر آخرون الى الأمام: يقولون انه بعد الشتاء يأتي الربيع وبعده الصيف".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الوضع قاتم على جميع الجبهات
المصدر: "يديعوت احرونوت ـ  رونين بيرغمان"
"حدث تدهور ملحوظ آخر في السنة الاخيرة لوضع اسرائيل الاستراتيجي، ولما كانت الحكومة لم تبلور استراتيجية عمل سياسي ناجعة لتبريد مراكز التوتر فقد زادت جدا التحديات التي تواجهها الدولة. وفي المقابل يحظى زخم دبلوماسية السلطة الفلسطينية بالمناصرة والتأييد المهم اللذين يثبتان أكثر عزلة اسرائيل الدولية التي أخذت تزداد.
"ان مسيرة نزع الشرعية مستمرة وتفضي الى اضعاف ملحوظ لمكانة اسرائيل السياسية والى قيود شديدة على حرية الجيش الاسرائيلي في عملياته.
"ان ضعف مكانة الولايات المتحدة في الشرق الاوسط والعلاقات العكرة بين ادارة اوباما وحكومة نتنياهو تسلب اسرائيل عنصرا رئيسا من صورتها الردعية. ويُمكّن هذا الوضع جهات اخرى من محاولة لعب دور في الشرق الاوسط بصورة لا تخدم مصالح اسرائيل.
"على خلفية عدم وجود تقدم في الجهد لردع المشروع الذري الايراني، يزداد خطر ان تتجه دول اخرى في المنطقة الى المسار الذري".
وهكذا يستمر هذا بعد ذلك. في الاسبوع القادم سينشر معهد ابحاث الامن القومي تقديره القومي السنوي. وهو أهم وثيقة بحث استراتيجية تنشر خارج جهاز الامن، ويكتبها في الأكثر مسؤولون كبار خرجوا منه واكاديميون.
هذه الوثيقة التي تنشر أصولها هنا لاول مرة هي الأكثر قتامة وتهديدا منذ بدأ المعهد ينشر تقديراته في 1983. وهي تشتمل على مئات الصفحات، وتوجه في جميع الشؤون تقريبا انتقادا على الحكومة وأذرعها التنفيذية مع خلاصة قاطعة لا لبس فيها وهي ان "حكومة اسرائيل تحتاج الى البت بين الانتظار وعدم الحسم وعدم المبادرة وبين السعي الى تأثير في محيطها الاستراتيجي: ان مبادرة اسرائيل الى مصالحة لن تحل بالضرورة كل مصادر الصراع الاسرائيلي الفلسطيني والاسرائيلي العربي... لكن اجراءا محددا نحو تسوية قد يُفتر من شدة هذه التحديات ويحسن مكانة اسرائيل التي أخذت تضعف".
والوثيقة كلها في واقع الامر دعوة للحكومة أو طلب منها ان تفعل فعلا. ووصية لبنيامين نتنياهو ان يأخذ المبادرة بيديه وألا يدع الأحداث تجره وتجرنا.
غيوم سوداء في الربيع
يرأس معهد ابحاث الامن القومي الدكتور عوديد عيران الذي كان في الماضي سفير اسرائيل في الاتحاد الاوروبي والاردن وحرر التقرير الدكتورة عنات كورتس والعميد (احتياط) شلومو بروم. يتنبأون ان اسرائيل في السنين القريبة ستجابه الحاجة الى اتخاذ قرارات في شؤون الامن القومي المركزية، وستفعل هذا في واقع سيكون تركيبه أكبر كثيرا. أو كما يُعرف هذا الدكتور عيران: "فراغ عظيم نشأ في الشرق الاوسط نتاج ثلاث ظواهر – الربيع العربي الذي حدث على خلفية انهيار مسيرة السلام الاسرائيلية العربية، وضعف الولايات المتحدة الشديد. ان التأليف بين الثلاث قد يؤدي باسرائيل الى كارثة عظيمة".
العميد بروم: "في الاماكن التي نجحت فيها الثورة ايضا ما يزال من غير الواضح أي سلطة وأية طريقة ستحلان محل النظام القديم، ولن يكون التحول الى الديمقراطية سهلا".
"هناك قاسم مشترك بين الانظمة الجديدة والانظمة القديمة التي اجتازت موجة الثورات"، تقول الدكتورة كورتس، "فهي تدرك انه يجب عليها باعتباره شرطا للبقاء ان تصغي الى صوت الشعب. يوجد في هذا جانب ايجابي لان الحديث عن واحد من العناصر الأساسية للسلطة الديمقراطية، لكن يوجد هنا من جهة ثانية خطر حقيقي في الانجرار الى سياسة غوغائية وارادة إرضاء الجمهور بتلبية أهوائه المباشرة".
ان اسرائيل، كما يقول كتاب التقرير، قد تكون المتضررة المباشرة لمحاولة تعليق جميع المشكلات في مشجب عدو خارجي. وكل هذا يحدث في واقع تضعف فيه القوة العظمى، الولايات المتحدة، ولا توجد أية جهة خارجية تستطيع مساعدة دول المنطقة على التغلب على الازمة الاجتماعية – الاقتصادية الشديدة.
عيران: "هذا ما يحدث في الوقت الذي توجد فيه العلاقات بين اسرائيل ومحيطها في الحضيض، وفي حين ان التصور المهيمن في العالم العربي – وفي الساحة الدولية ايضا – هو ان سياسة اسرائيل الرافضة مسؤولة بقدر حاسم عن الطريق المسدود".
"بخلاف الميل الذي ساد اسرائيل الى نسبة المسؤولية عن جزء كبير من التطورات في الشرق الاوسط، الى ايران"، يكتب الباحثون، "فان قدرة طهران على توجيه الاحداث محدودة".
بروم: "رسخ في اسرائيل طراز تفكير يقول ان الدول العربية في السنين القريبة ستكون مشغولة بشؤونها الداخلية، ولن تتفرغ للعلاقات مع اسرائيل. وحذرنا نحن في المعهد في بداية المظاهرات قائلين ان العكس هو الصحيح، فقد نبعت التمردات من شعور الجماهير العميق بالذل، ولعبت العلاقات مع العالم الخارجي دورا مهما في تأجيج الاحتجاج.
"غذّت معاملة الغرب للعالم العربي على مدى سنين الشعور بالظلم، وفي ضمن ذلك العلاقات باسرائيل. وما كان يجب ان يفاجيء أحدا ان أحد الاجراءات الاولى للحكومة المصرية الجديدة كان جهد بلورة اتفاق مصالحة بين فتح وحماس، وليس صدفة ايضا انه في 2011 خاصة اصطبغت أحداث النكبة والنكسة بصبغة عربية عامة أشد كثيرا".
كورتس: "قد تصبح اسرائيل عنوانا لغضب الجموع في الشارع العربي على أثر أحداث كالتصعيد في ميدان غزة، وهذا محقق اذا نشأت في الضفة مواجهات عنيفة".
عيران: "كان اردوغان خاصة هو الذي لاحظ الفراغ وضعف الامريكيين. ولولا هذا لكان متصلا باسرائيل، أُعطي السياسة الخارجية التركية درجات عالية وهي التي تحولت تحولا تاما في علاقتها بسوريا وليبيا ومصر".
بشرط ألا يربح الطرف الثاني
ما هو معنى جميع الامور المفصلة المبسوطة في 250 صفحة؟ من سيقرؤها ومن سيصغي اليها؟ ومن سينتبه؟.
يقول شلومو بروم، خريج "أمان" وقسم التخطيط، انه حينما لبس البزة العسكرية اعتاد هو ورفاقه ان يقرأوا التقدير الاستراتيجي للمعهد (الذي سمي آنذاك "مركز يافه"). "حينما يكون التفكير الاستراتيجي في داخل جهاز الامن وحده تنشأ جميع أصناف النباتات الوحشية كالتفكير الجماعي. ان النقاش العام كهذا الذي نحاول فعله هنا يضائل من احتمال الخطأ.
"ليس أحد هنا ساذجا ليعتقد ان شخصا ما من قادة الجيش أو الاستخبارات أو المستوى السياسي يأخذ الكتاب بيديه ويقرأه ويملي فورا على مرؤوسيه خطوط عمل. هذا تأثير بطيء متغلغل ومتراكم".
عيران: "نستطيع ان نؤثر فيمن يُعدون المواد الأولية لمتخذي القرارات. وهذا كثير لأن متخذي القرارات يرون مرارا كثيرة لوح العرض فقط بدرجات مختلفة من الانتباه.
"نعتقد انه يجب ان يكون للحوار الاسرائيلي بعد بحثي أعمق من العناوين، مع الاتجاه الى الأمام. لست أعرف نقاشا عاما عميقا منظما جرى حول تأثيرات ربيع الشعوب العربي. قد يكونون في السباعية تحدثوا في الامر لكنهم لم يفعلوا في أي حلقة علنية ما عدا معهدنا، ولم يُجر تفكير ذو شأن في خطوط العمل التي يجب على اسرائيل الأخذ بها.
"مثلا شراء طائرات اف 35. ليس الحديث هنا عن بندقية. فهذه مسألة ذات آثار عامة واجتماعية عظيمة لم تُبحث في أية حلقة علنية سوى عندنا".
"دافع غور ليش من ناس سلاح الجو عن القرار. وأشار يفتاح شبير، رجل المعهد الى الاشكالية من جهة تقنية ومن جهة احتياج اسرائيل الى هذه الأداة. وأُضيف أنا أنه لم يجر في البلاد نقاش عام عميق لكل القضية المتعلقة بالشراء. لا من الجانب المالي بل للمعاني التي تصحب كون الدولة تشتري وسيلة من هذا النوع".
هل يقرأ رؤساء الحكومة ووزراء الخارجية وثائق التقدير؟
"يؤسفني ان تجربتي تعلمني ان أكثر متخذي القرارات في المستوى السياسي يقرأون فقط الصفحة ونصف الصفحة الأول من كل وثيقة، دونما صلة بطولها، ويقرأون هناك ايضا على نحو عام السطور التي لونوها من اجلهم".
سجل في السنتين الاخيرتين في العلاقات بين اسرائيل والفلسطينيين تدهور شديد قياسا الى تمهيد الطريق في مطلع التسعينيات. "لا يمكن ان يتم اليوم حوار مباشر بسبب عدم الثقة المتبادل العميق"، كما ورد في التقرير. "ان رؤية العلاقات بأنها "لعبة حاصلها صفر" عادت لتهيمن على كل شيء، في حين ان القصد عند الطرفين ان يمنع كل واحد منهما الطرف الثاني الارباح، يوجه السياسة، حتى لو سبب لهم ذلك ضررا في نهاية الامر".
بروم: "كلهم مذنبون فيما حدث، نحن والفلسطينيون والاتحاد الاوروبي الذي لم يكد يحرك ساكنا والامريكيون. لو كان أحد الأطراف غيّر اتجاهه وأصبح حكيما بدل ان يكون عادلا فلربما ظهر الامر كله بمظهر مختلف.
"اسرائيل غير قادرة اليوم على ان تقترح على السلطة الحد الادنى المطلوب لها لتستطيع الرجوع عن المطالب التي طلبتها شرطا لتجديد التفاوض: وهي موافقة اسرائيلية على تسوية على أساس خطوط 1967 مع تبادل اراض. ومن جهة ثانية فان الفلسطينيين غير قادرين على الاستجابة لمطلب الاعتراف باسرائيل باعتبارها دولة الشعب اليهودي".
ألا تستطيع اسرائيل البقاء من غير عمق استراتيجي؟
كورتس: "حتى لو كانت توجد قيمة عسكرية للعمق الاستراتيجي، ففي الواقع الجغرافي لاسرائيل تبلغ الصواريخ التي يطلقها حزب الله أو حماس كل هدف في البلاد تقريبا. ان تحدي اسرائيل المركزي هو تثبيت مكانها في المنطقة التي هي في أساسها عربية ومسلمة، مع الحفاظ على مشايعة الجماعة الدولية لها. وهذا التأييد ضمان لوجود اسرائيل ونمائها.
"انه ما بقي الصراع مع الفلسطينيين فلن تستطيع اسرائيل ان تدفع الى الأمام بعلاقات صادقة مع الدول العربية. ولا تستطيع تلك التي ترغب في التعاون ايضا ان تفعل هذا".
عيران: "ان الامر المفاجيء هو ان الاسرائيليين والفلسطينيين والامريكيين يدخلون المفترق نفسه للمرة الثالثة أو الرابعة ويكررون الاخطاء نفسها بالضبط".
مع كل الاحترام لروسيا والصين
يشتمل البحث على مقالات مختارة بقلم باحثي المعهد. وقد قام بالابحاث مع المحررين وكتب التقارير خبراء أجلاء آخرون. فعلى سبيل المثال يفحص اللواء (احتياط) غيورا آيلاند الذي كان في الماضي رئيس شعبة التخطيط عن السؤال: هل تقتضي التغييرات في مصر تغييرا عاما للجيش الاسرائيلي بالنظر الى الحدود الجنوبية ومقدار القوات عامة.
بروم: "ان عدد قوات الجيش الاسرائيلي لم يُبن منذ اتفاقات السلام لمواجهة جبهتين. واستنتاجنا انه ينبغي الحذر من قرارات متسرعة لا حاجة اليها الآن، وان تغيير مقدار القوات سيفضي الى تغيير شامل في الدولة ولسنا حتى الآن بمكان يوجب هذا.
"ويوجد هنا شأن آخر وهو خطر النبوءة التي تحقق نفسها، فاذا استعددنا لحرب مع مصر ستعلو هناك الاصوات أننا نبحث عن ذرائع للسيطرة على سيناء من جديد".
ينشر مئير إلران الذي كان في الماضي مسؤولا رفيعا في "أمان" تحقيقا عميقا عن استعداد الجبهة الداخلية للحرب يظهر صورة معوجة. "الاستعداد في الأطوار الجنينية"، يقول عوديد عيران. "يجب ان نأمل ان يُرى تعيين وزير شؤون حماية الجبهة الداخلية أكثر من مجرد فعل سياسي".
وخصص فصل يثير الاهتمام كتبه الدكتور يهودا بن مئير نائب وزير الخارجية سابقا، والباحث ايفان الترمان للمسيرة التي تزيد في نزع الشرعية عن اسرائيل، والاستنتاج النهائي هنا ايضا بائس: "ان الهدف الذي نصب لحملة نزع الشرعية هو عرض اسرائيل بأنها دولة تُخل على الدوام بالقانون الدولي وبحقوق الانسان وبجميع القيم السائدة، وبأنها دولة تستعمل الفصل العنصري وتتحمل تبعة جرائم حرب بصورة واسعة وجرائم على الانسانية.
"ان هدف الحملة الدعائية هو ان تصبح اسرائيل دولة مقصاة، وهو ما يفضي الى عزلتها المطلقة في مجالات الدبلوماسية والاقتصاد والثقافة والاكاديمية والفن".
لكن الرد واهن: "ليس واضحا بأي قدر من الجدية تتناول السلطات هذا التهديد وأي دور يلعبه في تصور التهديد العام عند اسرائيل".
كورتس: "في تقريرنا اعتراض شديد على اقوال جازمة باسلوب "نهاية التاريخ". مثل: "لا يوجد ارهاب منتحرين"، وكأنه لا احتمال لأن يتجدد أو "العالم كله ضدنا" وكأن هذا الوضع غير متحول. هذه صرامة سطحية. فالعالم متحرك واسرائيل تقع في محيط متحرك وهناك مكان لتصحيح الاخطاء".
يبدو ان كتاب التقرير يقولون في كل نقطة تقريبا ما تزعمه حكومة نتنياهو، لكن بالعكس تماما. مثل عدم قدرة الادارة الامريكية على حث حكومة اسرائيل على تجديد التفاوض مع السلطة: هذا انجاز في نظر رئيس الحكومة وأمر خطر على اسرائيل في نظر الباحثين.
عيران: "تحسين العلاقات مع روسيا ودول في امريكا اللاتينية، أو بالصين لن يعوض اسرائيل مما تخسر اذا ساءت علاقتها مع الولايات المتحدة".
ويحذر التقرير من انه "ينشأ في اوروبا توجه فرض قطيعة مدنية مع انتاج اسرائيل حتى لو لم يكن مصدره المستوطنات... ينبغي عدم الاستخفاف بالضرر الذي قد تحدثه لا بالتصدير المباشر فحسب بل بأمور الاستثمارات الاجنبية ايضا".
يظهر موضوع مركزي آخر في مقالة الدكتورة اميلي لنداو وهو: هل يجب على اسرائيل ان تقصف ايران لوقف قدرتها الذرية. يقول التقرير انه ضعفت جدا الجهود لوقف برنامج طهران الذري لكنه يؤكد الصلة بينه وبين المسيرة السياسية: "اذا استطاعت اسرائيل الاعتراف بالتغييرات التي حدثت في الشرق الاوسط فقد تستطيع ان تفشل التهديد الايراني الذي تتعرض له، بقدر لا يستهان به.
"ان عملا نشيطا لاحياء مسيرة السلام سيساعد الحكام العرب على ان يطرحوا من برنامج العمل في دولهم القضية الاسرائيلية الفلسطينية وان يحسنوا العلاقات مع اسرائيل".
لكن: "لا توجد استراتيجية تفاوض فعالة ولا ارادة حقيقية لعملية عسكرية، لا في اسرائيل ولا في الولايات المتحدة. ان فرض عقوبات واستخدام وسائل التخريب قد يؤخر تقدم ايران نحو السلاح الذري، لكن لن يغير مصلحتها الأساسية. ان الاعتماد على عمل لوقف التقدم الايراني أو رؤية ذلك خطوات تسبب تغييرا داخليا في ايران، خطأ شديد".
عيران: "نحن لا نتناول علنا سؤال هل يجب على اسرائيل أو لا يجب ان تقصف. أجرينا مباحثات مغلقة مع ناس جهاز الامن والجماعة الاستخبارية، وأعتقد أننا أسهمنا في ادراك انه ربما توجد طرق ثالثة تضاف على الخيارين الآخرين وهما القصف أو عدمه".
بروم: "نحن نجري تحليلات عن فرض ان اتخاذ القرارات عقلاني، لكن هذا فرض اشكالي. فرئيس الحكومة في نهاية المطاف يستطيع ان يتخذ قرارا عن شعور أو احساس بوجود جانب وجودي في شأن ما. ويصعب ان نتنبأ متى تبت هذه الاعتبارات الامور".

28-تشرين الأول-2011

تعليقات الزوار

استبيان