المقاومة الإسلامية - لبنان

الموقع الرسمي


أخبار العدو

المقتطف العبري ليوم الأحد: سيناريوهات الرعب تسيطر على اليوم التالي لضرب المنشآت النووية الايرانية


عناوين الصحف وأخبار وتقارير ومقالات مترجمة من صحافة العدو

صحيفة "يديعوت أحرونوت":
ـ هجوم.
ـ قتيل بنار غراد على عسقلان.
ـ أوقف سيارته وقُتل بغراد.
ـ قبة نائمة.
ـ استفزاز ضد اسرائيل وحماس.
ـ هجوم في ايران: اليوم التالي.
ـ ممنوع ان نهاجم وحدنا.
ـ يحتجون ولكن أقل.

صحيفة "معاريف":
ـ هجوم صاروخي في الجنوب، مقتل أب لأربعة في عسقلان.
ـ الغاء الدراسة في بئر السبع، أسدود وعسقلان.
ـ قريباً الحسم.
ـ فقط "قبة حديدية" واحدة حمت الجنوب.
ـ "بلدات في مدى النار".
ـ تحصين بين الكراسي.
ـ تحت النار.
ـ تجربة أدوات فتاكة.
ـ 25 ألف يتظاهرون في تل ابيب والقدس.
ـ القدس: خطة "حديقة الملك" ستطرح قريبا على المصادقة.

صحيفة "هآرتس":
ـ قتيل واربعة جرحى في وابل من الصواريخ على الجنوب.
ـ الميدان امتلأ، الشرارة انطفأت.
ـ الامم المتحدة: 3 آلاف قتيل في سوريا منذ بداية الانتفاضة ضد الاسد.
ـ اطلاق 30 صاروخا وقذيفة هاون على بلدات في الجنوب؛ نحو مليون من السكان سيبقون اليوم قرب المجالات المحصنة.
ـ تصعيد متجدد خلافا لمصلحة الطرفين.
ـ قبة حديدية فشلت في أسدود واعترضت غراد في بئر السبع.
ـ في ظل التصعيد: أكثر من 20 ألف تظاهروا في تل ابيب.
ـ دورة شتوية لتشريع عنصري حيال اجتماعي.

صحيفة "اسرائيل اليوم":
ـ الجنوب تحت النار.
ـ بين التصعيد والاحتجاج.
ـ يوم الحكم على عنات كام.
ـ نهاية اسبوع في خط النار.
ـ في أعقاب الغراد: الجيش الاسرائيلي يهاجم في غزة.
ـ ليبرمان: اذا استمرت النار، فستكون مضاعفات.

أخبار وتقارير ومقالات

قريبا الحسم..
المصدر: "معاريف ـ اسرائيل زيف"


"في التصعيد الحالي في الجنوب والذي يبدو وكأنه واحد من تصعيدات كثيرة، يجلب معه مع ذلك بعض التغييرات الجوهرية التي ينبغي لدولة اسرائيل ان تفحصها عميقا عندما تأتي لتقرر كيف تعمل.
ما الذي يختلف عنه اطلاق النار من القطاع هذه المرة؟
أولا، مدى النار وحجمها يشكلان قضماً ذا مغزى في "قوانين اللعب" ويؤديان الى تخفيض زاحف للردع الاسرائيلي. تشويش انظمة الحياة في وسط "اسرائيل"، في موعد قريب من صفقة أعادت جلعاد شاليط، يدل على مستوى من الثقة بالنفس متصاعدة في القطاع وجاهزية لشد الحدود الى اماكن جديدة.
اضافة الى ذلك، هناك المعرفة بأن لدى حماس لا تزال توجد موجة اخرى من الصواريخ التي يمكنها ان تؤثر على غوش دان، وأخيرا، الامر الاخير الهام الذي تغير هو بوليصة تأمين "شاليط" التي كانت لدى حماس ولم تعد في يدها اليوم. هذه المعرفة حرجة، وذلك لأن اسرائيل يمكنها ان تقرر العودة الى "صيد الرؤوس" من دون الخوف على حياة جندي يوجد في يد المنظمة، وهي امكانية لم تكن في يدها في السنوات الخمس والنصف الاخيرة.
ما الذي لم يتغير في التصعيد الحالي؟ الاستراتيجية الأساس لحماس والمنظمات في القطاع لمواصلة "طريقة السلامي" لدحر الحدود وإدراج مزيد من السكان تحت تهديد الصواريخ. لعبة فرض المسؤولية عن النار على منظمات ثانوية في القطاع هي تكتيك ياسر عرفات المعروف، والذي هدفه مناوشة اسرائيل دون انقطاع في ظل إزالة المسؤولية عنه. الاستراتيجية مسنودة بقراءة لخريطة نقاط الضعف السياسية للقيادة الاسرائيلية، في ضوء رغبتها في اطفاء الحرائق وعدم حلها.
يُخيل ان التصعيد الحالي سيجعل من الصعب على أصحاب القرار مواصلة التصرف بطريقة رد الفعل المحدود ـ الامتصاص ـ وكسب الوقت حتى الجولة التالية. البركان المتطور في القطاع يقوم على أساس ترسانة سلاح هائلة في حجومها، في ضوء الوضع الاقليمي غير المستقر يمنح حماس قوة استراتيجية أكبر، ولا سيما لأنه في نظرها اسرائيل لن تأخذ في هذا الوقت المخاطرة بتنفيذ حملة واسعة النطاق في القطاع.
العزلة السياسية المتصاعدة لاسرائيل تشكل هي ايضا حافزا ذا مغزى في جسارة حماس، وصفقة شليط تترجَم، على حد فهمها، كاستسلام اسرائيلي ومنح شرعية غير مسبوقة لحكومتها.
لم يعد لحكومة نتنياهو والجيش الاسرائيلي مجال مناورة واسع آخر في الميل للامتناع عن عملية هجومية عميقة في القطاع و"التعاون" الاسرائيلي مع قواعد اللعب التي تمليها المنظمات في القطاع ـ تحميل المسؤولية على المنظمات الثانوية ـ ليس سوى نوع من الشرعية لمجال المناورة الذي تقوده حماس.
السؤال هو اذا كنا نقف أمام جولة اخرى أو انعطافة تستوجب معالجة جذرية. حتى لو لم تُحسم الآن، فسيكون مطلوبا الحسم قريبا، ويفضل موعد أقرب قدر الامكان".

القدس: خطة "حديقة الملك" ستطرح قريبا على المصادقة..
المصدر: "معاريف ـ يوسي ايلي"


"سترفع خطة بناء "حديقة الملك" في سلوان، التي في اطارها سيهدم 22 منزلا لسكان من شرقي القدس قريبا الى الاقرار النهائي لدى اللجنة اللوائية للتخطيط والبناء في القدس. وذلك رغم الحساسية الدولية الشديدة التي تثيرها.
منذ اقرار الخطة في اللجنة المحلية، تضغط بلدية القدس ورئيسها، نير بركات، على أعضاء اللجنة اللوائية لدفعها الى الامام. من ناحية بركات، فان هذه خطة العلم لحل البناء غير القانوني في سلوان، والتي في اطارها من المتوقع للبلدية ايضا أن تسوغ 66 منزلا مرشحا للهدم.
في الاسبوع الماضي بعث المستشار القانوني لبلدية القدس، المحامي امنون مرحاف، برسالة الى رئيسة اللجنة اللوائية، دليت زلبر، اشار فيها الى أنه رغم اقرار الخطة في اللجنة المحلية ورغم القانون الذي يلزم اللوائية بالبحث فيها في غضون ستين يوما من اقرارها كشرط ضروري، الامر الذي حصل قبل اسابيع، فان شيئا لم يحصل. "اللجنة لم تبحث في الخطط، وذلك حتى يومنا هذا، رغم الموعد المقرر في القانون"، كتب مرحاف واضاف بأنه "اذا لم تفعل اللجنة ذلك، فسيضطر الى التوجه الى المحكمة العليا".
الخطة التي أثارت غضب الادارة الامريكية وأُقرت في اللجنة المحلية للبلدية منذ حزيران من العام الماضي، يفترض أن تخرج الى حيز التنفيذ في حي البستان في سلوان، حيث بادر بركات الى اقامة حديقة سياحية أثرية.
ومع ذلك، ووفقا للرسائل التي جاءت من مكتب رئيس الوزراء، فقد امتنع قادة اللجنة اللوائية حتى الان عن طرح الخطة على جدول الاعمال، أغلب الظن من اجل عدم اغضاب واشنطن والامين العام للامم المتحدة بان كي مون اللذين يريان في هذه الخطة مساً بالفلسطينيين.
منذ فترة طويلة تسكن في المكان عائلات عربية على مدى السنين بنت بشكل غير قانوني كون بلدية القدس لم توفر لها اذونا للبناء في المكان. أما اليوم، فتعارض العائلات في المكان كل تغيير في وجهة استخدام الارض.
"كل مرة أبني وهم يهدمون"، روى أمس سعد ابو سند، من سكان الحي الذي ثلاثة من بيوته مرشحة للهدم. "هو (بركات) يقول انه يبني حديقة. نحن لا نحتاج الى حديقة، فليتركونا بهدوء".
استباق المرض بالوقاية
أعضاء في اللجنة اللوائية يديرون في هذه الايام مفاوضات مع ممثلي الامم المتحدة في الشرق الاوسط للحصول على شرعية لتطبيق الخطة. "لا سيادة دون فرض القانون"، اشار ممثل بلدية القدس في اللجنة اللوائية، المحامي يئير غباي.
"اذا أوضحنا للاسرة الدولية بأن خطة "حديقة الملك" ستساهم في جودة حياة سكان شرقي المدينة ـ فستساهم في تطبيقها ولن تشجب دولة اسرائيل. في لقاءاتي مع ريتشارد مايون، مساعد مبعوث الامم المتحدة الى الشرق الاوسط، تم الاعراب عن استعداد مؤسسات الامم المتحدة لان تكون شريكا في مثل هذه المبادرات".
من وزارة الداخلية، المسؤول عن اللجنة اللوائية، جاء التعقيب التالي: "الخطة اجتازت مؤخرا الشروط الضرورية وستدرج للبحث وفقا للجدول الزمني للجنة".

علم أسود
المصدر: "هآرتس"


"تبدأ الدورة الشتوية للكنيست، التي ستفتتح غدا، بأجواء مختلفة جدا عن الدورة التي سبقتها. تخوف الحكومة والاحزاب اليمينية من قرار بالاعتراف بدولة فلسطينية في الامم المتحدة اختفى، في ضوء تأجيل التصويت؛ الاضطرابات التي استعدت قوات الامن لها لم تحصل؛ فيما أنه من جهة غير مرتقبة اندلع احتجاج اجتماعي غير مسبوق.
احتجاج الصيف أثبت للجمهور بأن في وسعه الخروج عن موقفه السلبي والمستسلم، وأن في امكانه ان يخرج الى الشارع، ليكافح ويؤثر على سلّم الاولويات الاقتصادي ـ الاجتماعي. كما إن استنتاجات لجنة تريختنبرغ بشرت، رغم خلافات الرأي التي اثارتها، بأنه يمكن احداث تغيير في سياسة الحكومة وفي النقاش الجماهيري.
في علاقات القوى السياسية ايضا طرأ تغيير. كديما، الذي يقف على رأس المعارضة، ضعف في الاستطلاعات، بينما حزب العمل نجح في أن يبث في ذاته وفي مقترعيه روحا جديدة، فأجرى انتخابات تمهيدية مشوقة، واختار رئيسة جديدة يعد الموضوع الاجتماعي في رأس اهتمامها. هذه الاحداث، وان كانت تثير الاهتمام، الا انه يبدو ان ليس في وسعها احداث تغيير حقيقي في التقسيم الى كتل سياسية، وعليه، فلن يطرأ ايضا تغيير في ميول التشريع.
بهذا المفهوم، فان الكنيست الحالية هي كنيست جد غير محترمة، معدل القوانين التي تنم عن رائحة فاسدة مناهضة للديمقراطية والتي طرحت على طاولتها، وعدد تلك التي اجيزت بالقراءة الاولى، الثانية والثالثة ـ مقلق. المبادرون الى هذه القوانين يعدون بوابل متجدد من المشاريع من هذا النوع.
أحد المشاريع التي ستطرح على البحث قريبا هو مشروع القانون الاساس: اسرائيل دولة الشعب اليهودي، الذي يتصدره النائب آفي ديختر من كديما. هذا المشروع يسعى الى ان يشطب بقدم فظة وثيقة الاستقلال ويعزز تفوق الاغلبية اليهودية على حساب حقوق جماعات الاقلية. اعضاء الكنيست الذين تعد الديمقراطية وحقوق الانسان أفكارا عزيزة على قلوبهم، ملزمون بأن يعارضوا مشروع القانون هذا وباقي مشاريع القوانين التي تسعى الى اضعاف الاساس الديمقراطي للدولة، حتى لو كانت معارضتهم تنطوي على خرق الانضباط الكتلي. عليهم أن يتذكروا بأنه فوق القوانين المناهضة للديمقراطية يرفرف علم أسود".

ساندويش لحم خنزير وحجاب
المصدر: "هآرتس ـ روي روتنبرغ/ سيدي بوسعيد ـ تونس"


"من الصعب لرواد مقهى "كافيه دي دليس"، في مدينة الميناء سيدي بوسعيد في الشمال الشرقي من تونس تجاهل النسيم القوي الذي يهب من البحر المتوسط ليحمل مئات سنوات من التاريخ.
على مدى الاجيال شهدت هذه المدينة والمدن المجاورة لها ـ قرطاج، المرسى وجمرات ـ محتلين اجانب. قرطاج المذهلة بنيت في القرن التاسع قبل الميلاد على ايدي الفينيقيين الذين وصلوا من لبنان الحالي وعملوا في التجارة بين اوروبا وافريقيا. المرسى، الذي يعني اسمه بالعربية ميناء، كان في الماضي مقر الحكام الاتراك في تونس. جمرات، ذات الاسم الفرنسي كانت قبل استقلال تونس قرية صيادين صغيرة وأصبحت الان ضاحية فاخرة مع فيلل لا تخجل بافرلي هيلز. المقهى نفسه، مع بواباته ونوافذه الزرقاء وحيطانه البيضاء، يبدو وكأنه جاء الى هنا من جزر اليونان.
فنجان شاي عربي يكلف هنا ثلاثة دنانير، اكثر من كلفة 15 دقيقة سفر في السيارة العمومية في تونس العاصمة. أماكن كهذه هي ملعب الالفية العليا في تونس. والى هنا يأتي ايضا سياح فرنسيون، ايطاليون وألمان، تجتذبهم المياه الزرقاء والاسعار المنخفضة نسبيا. السياحة لا تزال العمود الفقري للاقتصاد هنا رغم الازمنة العاصفة. الفندق المجاور، "هوتيل لا بلاس" الذي مخرجه يؤدي مباشرة الى المضافة الرئاسية التي درج على أن ينزل فيها حاكم ليبيا معمر القذافي يتمتع بنسبة إشغال 40 في المائة.

الأمر الصحيح


عاملو الفندق يربطون على أذرعهم أشرطة حمراء تضامنا مع الاضراب العام الجاري مطالبة برفع اجور عمال الصناعة. واضح أنه بعد سنة من عدم الاستقرار في الاقتصاد وفي السياسة، في أعقاب "ثورة الياسمين" التي أدت الى الاطاحة بالطاغية زين العابدين بن علي ـ فإن سكان تونس يريدون تحسين الوضع. وعليه، فقد ثارت تساؤلات عن معنى نجاح حزب النهضة الاسلامي ـ الذي اخرج عن القانون في عهد حكم بن علي ـ في الانتخابات التي جرت الاسبوع الماضي.
القصر الرئاسي، الذي كان في الماضي منزل بن علي، يقع تماما تحت المقهى في شبه جزيرة صغيرة تدخل في الخليج. وحيال هذا المشهد، فان الاخوات فربرة ـ نيسا، ابنة 24، منال ابنة 23 ومروة ابنة 18، يحتسين الشاي مع الصنوبر والنعناع. الثلاث، بنات عائلة غنية، جئن الى منزلهن في نابل، التي تقع هي ايضا على طول الشاطئ، مسافة ساعة سفر. وهن ينوين قضاء يومهن هنا. الريح تنثر الشعر المكشوف لاثنتين منهن. وهن يقلن انهن يشعرن هنا بالحرية. منال، الاخت الوسطى، بدأت تعتمر الحجاب قبل اسبوعين وتقول ان هذا واجبها، حسب قانون الاسلام. "هي تفعل الامر الصحيح"، تقولان ضاحكتين نيسا ومروى، ولكن عدم راحتهما بادية عندما تعلنان "نحن لسنا مستعدتين لان نفعل مثلها، ولا احد هنا يجبرنا".
الاخوات الثلاث لا يقبلن بالتوقع السائد في أن الوضع سيتغير قريبا، ويقلن ان معظم الامور التي تقال عن النهضة تأتي لاخافة الناس. فقد صوتت الثلاث الى جانب "حزب الكونغرس" برئاسة منصف مرزوقي، الطبيب الذي اصبح ناشط حقوق انسان وسياسيا. لماذا؟ "لانه ذاع صيته في الدفاع عن الناس وحقوقهم، واعتقدنا أن هذا هو الاهم". ان لم تكن هن فآخرون يخشون حقا من أن تتغير الدولة.

بإشراك الشعب


"شاه جوزيف" هو محل شعبي في المرسى لبيع الساندويشات. يؤمه تونسيون كثيرون يخرجون ويدخلون فيه بسرعة. لحم الخنزير الذي يباع هنا لا يمنع الزبونات المعتمرات للحجاب ـ فهن ببساطة يطلبن شيئا آخر. ولكن معظم الوافدين لتناول شيء على السريع في الطريق هم تونسيون شبان علمانيون.
احداهن هي عفاف عوني، شابة ابنة 18، تنهي السنة القادمة دراستها في المدرسة الثانوية. وهي تعزف على الكمان، البيانو وأداة عزف وترية عربية تقليدية. بعد أن تنهي تعليمها تعتزم أن تسجل للاكاديمية المحلية للموسيقى وتأمل في أن تكون معلمة موسيقى. عوني، التي تسكن في منزل أهلها، لا تبدو قلقة من الاقتصاد الاعرج لتونس، والذي انتاجه المحلي الخام هذه السنة صفر، او البطالة التي يقدر معدلها اليوم بـ 17 في المائة. وهي تشرح تقول ان "الوضع هنا ممتاز. ولكن في داخل الدولة الوضع الاقتصادي اسوأ. وحتى الان، بعد الانتخابات، من المعقول ألا يتغير الوضع وذلك لان الكثير من التونسيين لا يقلقون الا لمصلحتهم وغير مستعدين لان يساعدوا الاخرين".
وهي تلبس كشابة اوروبية، ولكنها تقول: "انا احب تونس ولن اذهب لاعيش في مكان آخر"، كما تشدد. وهي فخورة بعملية الانتخابات وتعرض بفخار اصبعها الملون بالحبر. وهي ترد بشدة عندما تذكر الحزب الاسلامي. فتقاطعني لتقول: "النهضة ـ لا! لا! لا!"، وتعود لتلوح بيدها، "سيحاولون تغيير شكل لبسنا، سيحاولون اجبارنا على تغطية الوجه بالخمار، والاسوأ سيحاولون تغيير التفكير تجاه النساء".
عندما تتلقى عوني ساندويتشها تسارع الى امها واختها، اللتين تجلسان في السيارة مشغلة المحرك. الام، اميرة، تعتمر حجابا، ولكن مثل بناتها، والشقيقات فربرة، هي ايضا صوتت لحزب مرزوقي العلماني. "لا أحد سيقول لبناتي ما يفعلن"، تشرح وتضيف، "هن سيخترن بأنفسهن كيف يعشن حياتهن. أنا لن املي عليهن، وبالتأكيد الحكومة لا يمكنها أن تفعل ذلك".
انضممت الى مرزوقي، رجل نحيل القامة، في جولة في وسط المدينة. وهو يشرح بأن في تونس اعتاد الناس على التفكير المستقل بسبب تاريخ من المجتمع المدني القوي. "علينا ان نبني كل شيء من جديد في ظل الاستناد الى ذلك"، يقول. "ليس فقط ديمقراطية سياسية، بل شيء أهم: ديمقراطية اجتماعية. في زمن الحكومة السابقة، المقدرات لم توزع بشكل عادل. الان يجب توزيعها بشكل اكثر نزاهة. علينا أن نشرك الشعب في الحكم. اذا لم نفعل ذلك بشكل معقول فهذا لن ينتهي بسلام والثورة ستندلع مرة اخرى بكل قوتها".
عوني، الموسيقية الشابة، تشاركه في الرأي. "اذا حاول أعضاء النهضة تغيير الامور وحاولوا أن يفرضوا علينا طرقهم الاسلامية، فأنا سأكون أول من يخرج الى الشوارع"، تشدد القول".

سيطرة معادية
المصدر: " هآرتس ـ جدعون ليفي"

"توجت المرحلة الاولى منذ زمن باعتبارها نجاحا يدير الرأس، فقد سيطر المستوطنون على المناطق المحتلة، ويمنعون بقوتهم وببنائهم كل تسوية عادلة. لكن من اعتقد أنهم سيكتفون بسيطرتهم على الضفة يجدر به ان ينتبه الى المرحلة الثانية من الخطة: فهي في ذروتها وأخذت تسجل نجاحات.
بعد السيطرة المعادية على الضفة تبدأ الآن السيطرة على الدولة. فبعد ان عرفت شهوتهم الى العقارات القليل من الشبع، تتجه وجوههم الآن الى مجالات أوسع كثيرا من مجال سكنهم غير الضيق. منذ الآن أصبح "يشع" هنا في الحقيقة، منذ الآن لن تكفيهم رئاسة مجالس في المناطق، فهم يطمحون الآن الى تبوُّؤ مواقع القوة في اسرائيل لصياغة صورتهم. فبعد ان أخذوا غوش عصيون يريدون غوش دان ايضا.
وهنا ايضا يستخدمون الطريقة المجربة نفسها وهي: دونم بعد دونم، وبؤرة (سلطوية) بعد بؤرة، ووظيفة (سلطوية) بعد اخرى. ان مجموعة أقلية هامشية، تبلغ في الحاصل العام نحواً من 100 ألف مستوطن عقائدي تحاول السيطرة على دولة فيها سبعة ملايين. ان من يغمض عينيه الآن عما يجري ينبغي ألا يعجب حينما يستيقظ ذات يوم من عماه ليرى دولة اخرى، كما استيقظنا بالضبط ذات يوم لنرى ضفة اخرى.
وكالعادة فان اسم لعبتهم هو الاحتلال ـ وتحل مواقع القوة محل الاراضي. كان الهدف الاول الذي نصبوه الجيش الاسرائيلي: فجنودهم وضباطهم أصبحوا موجودين في كل مكان تقريبا. وهم يتجهون الآن الى المجتمع المدني. ويمكن الاعتماد عليهم ان يفوزوا هنا بنجاحات مدوية ايضا. وغير قليل من ذلك بسبب استسلام وسكون الأكثرية الصامتة. اليكم انجازات الاسابيع الاخيرة: مستوطن في رئاسة مديرية اراضي اسرائيل، ومستوطن في الرئاسة العامة لسلطة الطبيعة والحدائق ومستوطن أول في طريقه الى المحكمة العليا. هذه مواقع قوة حساسة ومهمة لكنها المقدمات الاولى فقط التي تبشر بالخريف الذي قد يأتي بعده الشتاء حينما تُصرّف امور حياتنا مجموعة أقلية تؤمن بالقوة وخطرة ومتدينة ومسيحانية وقومية ومعادية للديمقراطية على نحو ظاهر.
لا يجوز ادعاء السذاجة: فالمستوطنون يأتون مواقع القوة هذه عن نية تغليب عقيدتهم. من حقهم بالطبع ان ينافسوا فيها لكن من الواجب على كل انسان ذي ضمير وكل من يخشى على صبغة الدولة ان يحاول وقف هذه السيطرة المعادية. لا حاجة الى ان نُبين معنى حقيقة ان يكون زعيم مستوطنين مسؤولا عن اراضي الدولة أو عن الطبيعة والحدائق فيها. ان بنتسي ليبرمان وشاؤول غولدشتاين لم يُعيَّنا فقط بفضل مواهبهما بل عُيِّنا بفضل عقيدتهما. لكن إدخال مستوطن الى المحكمة العليا سيكون الأكثر اثارة للغضب.
ان نوعام سولبرغ يقطع الطريق نحو المحكمة العليا على جناحي توراته وايمانه اللذين عبّرا عن أنفسهما بقراراته الفاضحة حينما كان قاضيا في المحكمة اللوائية ـ فقد برأ قاتل عربي، وأفرج عن مستوطنين مشاغبين وقيّد حرية الصحافة. يريد رؤساؤه وفي مقدمتهم وزير العدل يعقوب نئمان ان يجلس شخص كهذا في منارة العدل؛ وهذا بالضبط السبب الذي يجب ان يدعو الأكثرية التي تعارض طرق عمل المستوطنين، الى معارضة تعيينه. لا يستطيع أحد سكان ألون شفوت، التي ثلث اراضيها تقريبا ارض فلسطينية خاصة سُلبت في وضح النهار وتحت جنح الظلام إما خديعة وإما بالقوة، لا يستطيع ان يعمل قاضيا في دولة قانون. ليس الحديث لا سمح الله عن القبعة الدينية على رأسه، بل الحديث عن ارض تصرخ تحت قدميه. وليس الحديث عن تصوراته العامة ايضا بل الحديث عن كونه مخالفا للقانون بحسب القانون الدولي والعدل العام.
يأتي المستوطن سولبرغ الى المحكمة ويداه غير نظيفتين. انه لن يغير المحكمة العليا في جوهرها: فهي أصلا لم تقف في طريق الاحتلال ـ شاهدوا الفيلم المؤثر اللاذع لرعنان الكسندروفيتش، "سلطة القانون"، وقفوا على التصور العام لرئيس المحكمة العليا سابقا، مئير شمغار، الذي هو من مُحلّي وباء الاحتلال ـ لكنَّ لتعيين سولبرغ معنى رمزيا عميقا.
تعالوا نُذكّر الناسين والمُنسين: المستوطنات هي مشروع آثم يقوم على مخالفة القانون وعلى القومية والعنف. وكل مستوطن يحمل فوق جبينه علامة العار هذه. والآن اسألوا أنفسكم: هل تريدون حقا ان تعيشوا في دولة رؤساء هذا المشروع فيها يُفردون اراضيها ويخططون مناظرها الطبيعية، ويبتون أحكام القضاء فيها ورويدا رويدا سيُصرّفون الامور فيها ايضا؟".

عملية "كديش" باعتبارها مثلاً
المصدر: "هآرتس ـ أمير أورن"


"انقضت أمس في التاسع والعشرين من تشرين الاول 55 سنة منذ كانت عملية بدء عملية "كديش" ـ اهباط الكتيبة 890 شرقي معبر المتلة، قريبا كثيرا من قناة السويس لتزويد بريطانيا وفرنسا بعلة للتدخل العسكري، وبعيدا بما يكفي عن تحقيق اقتراح رئيس الاركان موشيه ديان "لبدء الحرب من النهاية"، مع النظر الى الخلف الى الحدود الاسرائيلية.
يكثر المؤرخون اجراء ميزان فائدة وضرر للعملية التي أثّرت في المنطقة في العقد الذي تلاها ـ الذي ربما يكون الأهدأ في جميع العقود التي جربتها اسرائيل ـ لكنه خفت مع مجيء حروب أشد منها وأعظم قدرا بعشرات الاضعاف. لطخت اسرائيل نفسها بمؤامرة مع قوتين اوروبيتين متهاويتين في مواجهة حركات تحرر وطني في شمال افريقيا، لكن الجيش الاسرائيلي أدهش بجرأة ودهاء سريع رادع، وأنشأ فتح مسار الملاحة الى البحر الاحمر علاقات جديدة بالدول المستقلة من قريب في آسيا وافريقيا.
لهذا بعد آني، في صورة آخر النشطاء في الساحة السياسية منذ ذلك الحين ـ شمعون بيريز الذي كان من مهندسي عملية "كديش" الى جانب ديان (الذي يشتاق اليه بعد ثلاثين سنة من موته، مع التقدير المغتفر لجميع الغرائز التي رفض السيطرة عليها) وتحت قيادة رئيس الحكومة ووزير (الدفاع) دافيد بن غوريون.
ان الدروس العامة والشخصية التي استخلصها الرئيس بيريز من قضية "كديش" منقوشة لديه اليوم ايضا. ما يزال وريثاه في رئاسة الحكومة ووزارة الدفاع بنيامين نتنياهو واهود باراك، في العقد السابع من حياتهما، واحد في أوله والآخر في نهايته، لم يحققا مطامحهما الى انتصارات مجيدة ويبحثان لأنفسهما عن عملية سيناء تخصهما، حيث كان انجاز سجل لديان ابن الواحدة والاربعين وبيريز إذ كان في الثالثة والثلاثين. فلا عجب من ان امنون ليبكين شاحك وغابي اشكنازي ومئير دغان هم ومواقفهم أكثر قبولا عند بيريز.
في السنين الاخيرة، في أحاديث مع باحثين وطلاب، اعتاد بيريز ان يُبرز دروسا معينة. أولها، تحديد هدف الحرب ـ وهي فوق كل شيء فتح مضائق تيران، وبعد ذلك القضاء على الفدائيين في قطاع غزة وفي الختام هدم قوة الجيش المصري المتزايدة. والثاني، احراز أكثرية شخصية وحزبية صلبة في الحكومة ـ بابعاد وزير الخارجية موشيه شريت وتجنيد تأييد وحدة العمل ـ التي لولاها لسقطت المبادرة الى العملية في شتاء 1955 ـ 1956. والثالث تأخير القرار النهائي لرئيس الحكومة ووزير الدفاع حتى آخر لحظة، من غير جهد مسبق ودائم وشفاف لاملائه على المخططين العسكريين والمساومين السياسيين. والرابع توصية رئيس هيئة الاركان والجنرالات الكبار بخطة قابلة للتنفيذ. والخامس الدفاع عن الجبهة الداخلية الاسرائيلية المعرضة للقصف. والسادس، حلف مع واشنطن أو مع قوى مهمة توافق رأيها.
كان أكبر الاخفاقات في لندن وباريس وتل ابيب الى جانب سوء أداء جيشي بريطانيا وفرنسا، هو قراءة الحالة النفسية للرئيس دوايت آيزنهاور. ان الغزو السوفييتي لهنغاريا واقتراب يوم انتخابات الرئاسة بعد اسبوع من بدء العملية لم يُليّنا رد آيزنهاور، بل زاداه شدة. وبغير امريكا كانت العملية مقبلة على فشل، أصبح ايضا سقوطاً شخصياً للقائمين بها في غرب اوروبا، وجعل ذلك الجيش الاسرائيلي ينسحب من سيناء وغزة.
المشبّه واضح. ان عملية اسرائيلية موجهة على المشروع الذري الايراني قد تسترجع جانب الواجب من عملية " كديش" من غير جانب الحق. وهذا الخوف يكمن في أذهان معارضي المغامرة التي يقدرون أنها أكبر من قوة اسرائيل الهجومية والدفاعية والسياسية؛ ولقد قيل ان باراك ليس ديان وان بيبي ليس بن غوريون. ان بيريز وحده، الذي ليس هو رئيسا تمثيليا فحسب (كما كان اسحاق بن تسفي إبان عملية كديش) ما يزال هناك وما يزال مؤثرا ـ في الاتجاه العكسي هذه المرة ـ وإن لم يكن حاسما ايضا. لم يعد في مسرح القرارات المصيرية كاتب مسرحيات أو مخرجا أو منتجا أو ممثلا. انه يشبه زائرا جليل الشأن يبحث المشاركون في العمل الابداعي عما يخرج من فمه قبل ان يعرضوا المسرحية على الجمهور ليحكم عليه.
ان نقدا قاتلا منه على التكرار الجنرالي يمكن ان يؤخر موعد العرض الاول بل ان يلغي العرض. اذا كان ناقدا لا هامسا؛ وسيجب عليه قريبا ان يرفع صوته".

ايران.. اليوم التالي
المصدر: "يديعوت أحرونوت ـ ايتان هابر"


"في الصباح التالي سيحتشد الناس في الكنس في البلاد وفي الخارج سيهتفون بصوت عالٍ لخلاص اسرائيل. هذه الصحيفة ستكرّس كلها للنجاح غير المسبوق للهجوم الاسرائيلي على مواقع النووي في ايران. لن تكون صحيفة في العالم، قناة تلفزيونية، بث اذاعي لا يكرس صفحات طويلة، ساعات بث كي يعظم قدرات اسرائيل. في الامم المتحدة، بالطبع، سيشجبوننا ـ ولكن من يحتاج الى هذه الامم المتحدة؟
اذا كان هذا ما سيحصل، فلماذا التردد؟ الجواب: لان قادة الحكم في اسرائيل يعرفون جيدا بأن ليس هذا ما سيحصل. عشرات السيناريوهات المحتملة طرحت على اصحاب القرار، ولم يتبقَ الان غير اتخاذه. من كل النواحي، هذا هو القرار الاكثر مصيرية وصعوبة منذ قيام دولة اسرائيل.
لماذا الثرثرة حتى الجنون في تفاصيل واسعة بهذا القدر لمسألة يجدر البحث فيها في الغرف المغلقة؟
لان هذه مسألة تتعلق بحياة وموت كل واحد وواحدة منها. موضوع الهجوم على المواقع النووية الايرانية أصبح جماهيريا بالاساس لان الولايات المتحدة تعتقد بانه لا يجب عمل ذلك وأكبر ممثليها، من الرئيس الى ما دون، حذروا نتنياهو وباراك من الا يتجرأوا على ذلك. كتب أن وزير الدفاع الامريكي، ليئون بنيتا، هرع على عجل قبل اسبوعين الى اسرائيل كي يكرر التحذير. بالمناسبة، فانه بدون سكوت امريكي على الاقل، فان ايادينا (شبه) مقيدة.
من مع؟ من ضد؟
حسب منشورات معينة، يرى نتنياهو في هذا الموضوع مهمة حياته ويقتبس عنه أنه يرى نفسه مثل تشرتشل ملزم بانقاذ البشرية من هتلر القرن 21. ايهود باراك يفكر مثله. من ضد؟ تقريبا كل قادة جهاز الامن في الماضي وفي الحاضر، ممن يرون في الهجوم امكانية لكارثة وطنية. برأيهم، الايرانيون سيشرعون في حرب تستمر لسنوات واجيال، ولن يضعوا سلاحهم الى أن تباد اسرائيل. احدى الفرضيات هي أن كل الجيوش العربية تقريبا "ستقفز" على الفرصة للتخلص منا.

ماذا سيحصل؟


امامنا أحد السيناريوهات، مثلما نشره في 2009 موشيه فيرد، من مركز بيغن السادات في جامعة بار ايلان:
1.سفن ايرانية ستهدد حرية الابحار الاسرائيلي في باب المندب (احد الاسباب لاندلاع حرب الايام الستة).
2.الايرانيون سيشرعون في هجوم دبلوماسي واسرائيل ستشجب من على كل منصة دولية.
3.الولايات المتحدة ستفرض حظرا على قطع الغيار لطائرات سلاح الجو، مثلما فعلت بعد الهجوم على المفاعل العراقي وبعد يوم الغفران 1973.
4.الايرانيون سينقلون قوات ارسالية الى حزب الله وربما ايضا الى سوريا ـ اذا تغير هناك الحكم.
5.اسرائيل سيتعين عليها ان تجند قوات احتياط كبيرة، لزمن طويل، حيال سوريا (اذا تعاون مع ايران) لحماية هضبة الجولان.
6.حزب الله من لبنان وحماس من غزة سيشرعان بنار كثيفة وطويلة على معظم السكان في اسرائيل.
7.اسرائيل لن تنجح في وقف نار الصواريخ بالهجمات من الجو وتضطر الى محاولة احتلال معظم لبنان، ولكنها ستواجه مقاومة شديدة من حزب الله والايرانيين (ذات السيناريو في قطاع غزة). حزب الله والايرانيون سيستخدمون الارهاب في الاراضي الاسرائيلية.
8.في المناطق التي ستحتل ستكون قوات احتياط لزمن طويل وستنشأ حرب عصابات.
9.الايرانيون سيطلقون من ايران صواريخ أرض ـ أرض على تجمعات سكانية اسرائيل.
10.وعندها، داخل كل الجلبة، سيستأنف الايرانيون البرنامج النووي الذي تضرر.
الاستنتاج الطبيعي هو أن هجوما اسرائيليا سيؤجل استمرار تفعيل البرنامج النووي لعدة سنوات ـ وهذا سيعود الينا المرة تلو الاخرى. الامكانية الاخرى هي بالطبع عدم تحريك ساكن، وعدم الهجوم ـ والعيش في ظل التهديد النووي الايراني مثلما عاشت الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي على مدى عشرات السنين في عهد "الحرب الباردة". وعن ذلك سبق أن قيل: الويل لي ـ والويل لي.
ملاحظة: صديقي، ناحوم برنياع، قال ذات مرة: عندما تكتب ضد أحد ما، فان أحدا لا يشكو. ولكن عندما تكتب مع أحد ما ـ فيا للهول. كتبت يوم الاربعاء الماضي ثناءً على البروفيسور موشيه كافيه والوزير سلفان شالوم في موضوع كلية الطب في صفد. وعلى الفور قاموا عليَّ ليذكروني بأن الكثيرين شاركوا في هذه القصة ولا سيما الرئيس شمعون بيريز ورئيس المجلس الاقليمي للجليل الاعلى اهرون فلنسي. وها أنا أذكر اسميهما بمودة".

الدفاع لا يكفي
المصدر: "اسرائيل اليوم ـ عوزي ديان"


"ليس الحديث عن "تصعيد"، ولا عن "تجاوز خط احمر"، بل الحديث عن حرب، حرب الارهاب الصاروخي. والطريقة هي: جمع قذائف صاروخية بسيطة وسط سكان مدنيين مكتظين يُستخدمون درعاً بشرية للقذائف الصاروخية التي تطلق في تقطير وأمواج على سكان اسرائيل. هذا السلاح الصاروخي لا يستطيع ان يعرّض وجود اسرائيل للخطر لكنه يقتل ويجرح ويشوش على الحياة العادية لمواطنيها ويصيبهم بالخوف.
وأخذ عدد المدنيين الذين يخضعون لتأثير الصواريخ يزداد ـ وعلى ذلك لا يجوز لنا ان نتعاون مع "طريقة الجولات". فأولا، التهدئة هي من طرف واحد. فهي لم تكن قط تهدئة للاسرائيليين لأنه توجد دائما "منظمة عاصية" أو مجرد " اطلاق متفرق". وثانيا، تستغل منظمات الارهاب زمن التهدئة، بمساعدة ايران وسوريا الفاعلة، لزيادة عدد القذائف الصاروخية وتحسين دقتها وزيادة مداها. في البدء هدد الارهاب الصاروخي آلافاً، والآن يهدد مئات الآلاف، في المرة القادمة وحينما يبلغ المدى غوش دان، سيهدد ملايين الاسرائيليين. وهكذا يصبح الارهاب الصاروخي سلاحا استراتيجيا.
نحن في الحقيقة نحسن الدفاع من جولة الى اخرى، ونحسن التحصين ونحسن في المدة الاخيرة ايضا إفشال الصواريخ. ان عمل القبة الحديدية يستحق كل مدح يمنح لمطوريها ومستخدميها، وبحق، لكن ينبغي ان نتذكر انها عنصر دفاعي واحد فقط ليس قادرا على كل شيء. ان القبة الحديدية غير قادرة على التزويد بالحماية من قذائف الرجم والقذائف الصاروخية القصيرة المدى ولا من الصواريخ المضادة للدبابات، ولا من القذائف الصاروخية البعيدة المدى. ان بطارية تنصب في عسقلان لن تكون ردا على اطلاق الصواريخ على ريشون لتسيون. يحتاج الى عدد أكبر من القبب الحديدية. صحيح انه لا يجب حساب ثمن كل اطلاق صاروخ محكم باهظ الكلفة (جدا) في مقابل الثمن المنخفض للقذيفة الصاروخية البسيطة. يجب ان نحسب اذا حسبنا ثمن الافشال مقابل ثمن الضرر المباشر وغير المباشر للاصابة. لكن يجب ان نتذكر ان انتاج قبب حديدية اخرى سيستغرق زمنا طويلا ولا سيما في نظر الجماعة التي تتلقى الضرب في وقت تكون فيه مدن اخرى محمية نسبيا.
لا ننتصر بالدفاع، ومن يحصر عنايته في الدفاع فقط سينتهي الى ان يصاب اصابة كبيرة. وعلى ذلك لا تكفي تقنية القبة الحديدية، بل يحتاج الى سياسة يد حديدية للتعامل مع الارهاب. أولا، يجب وقف طريقة الجولات. فهي ليست جيدة للجانب القوي الذي لا يزال يتلقى الضرب في الهدنات ويُمكّن أعداءه من انعاش أنفسهم والقوة. يجب علينا ان نفهم أننا في حرب ارهاب متصلة وأن نقود فيها بمهاجمة مؤسسات الحكم وجباية ثمن شخصي من قادة الارهاب في غزة. فلا تسويغ لأن يحيا آباء عسقلان في خوف وقلق على أبنائهم، وأن يحيا اسماعيل هنية. وتنبغي السيطرة على اراض في قطاع غزة وأن تُنشأ فيها مناطق امنية تُبعد تهديد الصواريخ (وتُسهل افشالها) عن بلدات الغلاف ومدن الجنوب. لا تنبغي المبادرة الى احتلال غزة، لكن اذا أفضى تطور الاحداث الى عملية واسعة، الى " الرصاص المصبوب 2"، فستكون حاجة الى "الانتصار حتى النهاية" ـ الى اسقاط سلطة حماس التي ليست هي جزءاً من الحل، بل هي المشكلة نفسها".

30-تشرين الأول-2011

تعليقات الزوار

استبيان